تهذيب اللغة

 (أَبْوَاب الْقَاف وَالنُّون)
ق ن ف
قنف، قفن، نقف، نفق، فنق: مستعملة.
قنف: قَالَ اللَّيْث: الأُذن القَنفاء: أذن المِعزَى إِذا كَانَت غَلِيظَة كَأَنَّهَا نَعْلٌ مخصوفة، وَمن الْإِنْسَان إِذا كَانَت لَا أطَر لَهَا.
قَالَ: وكمَرة قَنْفاء، وَذكر قصَّة لهمام بن مرَّة وبناتِه يَفْحُش ذِكرها فَلم أكتُبها.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: فَرش أقنف، وَهُوَ الْأَبْيَض الْقَفَا وَلونُ سائره مَا كَانَ، والمصدَر القَنف.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أقْنفَ الرجُل: إِذا استرخت أذُنُه.
عَمْرو عَن أَبِيه: قَالَ: القَنف واللَّخْن: الْبيَاض الَّذِي على جُردان الْحمار.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: استَقْنَف الرجلُ وأَقنَف: إِذا اجْتمع لَهُ رأيُه وأمرُه فِي مَعاشه.
وَقَالَ اللَّيْث: رجلٌ قُنافٌ: إِذا كَانَ ضَخْمَ الْأنف. وَيُقَال: هُوَ الطَّوِيل الْجِسْم الغليظة.
ثعلبٌ عَن ابْن الْأَعرَابِي: القِنَّف والقِلَّف: مَا تطايرَ مِن طِين السَّيْل عَن وَجه الأَرْض وتَشقَّق.
أَبُو عبيد عَن أبي عمرٍ وَقَالَ: القَنيف والقَنيب: جماعات النَّاس.
قَالَ: والقَنيف أَيْضا: السَّحَاب ذُو المَاء الْكثير.
نقف: قَالَ اللَّيْث: النَّقْف: كسرُ الهامة عَن الدِّماغ وَنَحْو ذَلِك، كَمَا يَنقُف الظَّليم الحنظلَ عَن حَبِّه. والمُناقَفةُ: المُضارَبة بِالسُّيُوفِ على الرؤوس.
وَقَالَ لبيد يصف الْخمر فجعلَ النَّقْف مَزْجاً:
لذيذاً ومنقوفاً بِصافِي مَخيلةٍ
من الناصِع المحمودِ من حَمر بابلا
أَرَادَ ممزوجاً بماءٍ صَاف من مَاء سَحَابَة. وَقيل: المنقوف المَبْزُول من شراب الدَّنّ، نَقَفْتُه نَقْفاً، أَي: بَزَلْتُه.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال للرجلين جَاءَا فِي نِقابٍ واحدٍ ونِقافٍ وَاحِد إِذا جَاءَا فِي مَكَان وَاحِد.
وَقَالَ أَبُو سعيد: إِذا جَاءَا متساويَين لَا يتقدَّم أَحدهمَا الآخر. وأصلُه الفَرْخان يخرجَانِ من بَيضة وَاحِدَة.
وَيُقَال: أنقف الجرادُ بيضَه. ونقفت الْبَيْضَة ونقبت واحدٌ، قَالَه ابْن الْأَعرَابِي.
وَقَالَ أَبُو خيرة: يركب الْجَرَاد بعضُه بَعْضًا. فيدفن بيضه. وَهُوَ الرَّزّ. ثمَّ يَسرأ.

(9/153)


وَيُقَال: نحتَ النحّاتُ العُودَ فترَك فِيهِ مَنْقَفاً: إِذا لم يُنْعِمْ نَحْتَه وَلم يُسوِّه.
وَقَالَ الراجز:
كِلْنَا عليهنّ بمُدَ أجوَفا
لَم يَدَع النَّقَّافُ فِيهِ مَنْقَفا
إلاّ انتَقى مِنْ حَوْفِه ولَجَّفاوقال اللَّيْث: المِنْقاف: عَظْم دُوَيْبَّة تكون فِي الْبَحْر تُصْقَل بِهِ الصُّحُف، لَهُ مَشَقٌّ فِي وَسَطه. ورجلٌ نقَّاف: صَاحب تَدْبِير ونَظَرٍ فِي الْأَشْيَاء.
وَيُقَال: نَقَفَ رأسَه ونقَخَه: إِذا ضربه على رَأسه حتَّى يخرج دِماغُه. ونَقَفَ الرُّمّانة: إِذا قَشَرَها ليَستخرج حَبَّها.
فنق: قَالَ اللَّيْث: نَاقَة فَنَق: جسيمة حَسنَةُ الْخَلْق. وَجَارِيَة فُنُق: مُفَنَّقَةٌ منعَّمة فَنّقَها أَهلهَا تفنيقاً وفِناقاً.
قَالَ: والفَنِيق: الفَحْل المُقْرَم لَا يُركَب على أَهله. والتَّفَنُّق: التنَعُّم، كَمَا يُفَنّق الصبيَّ المُتَرَفَ أهلُه.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: (وَامْرَأَة) فُنُق: قليلةُ اللّحْم.
وَقَالَ شمر: لَا أعرف امرأةٌ فُنُق قَليلَة اللّحْم ولكنَّ الفُنُق المنعَّمة، وفَنَّقَها: نَعَّمَها.
وَأنْشد قَول الْأَعْشَى:
هِرْكَوْلَةٌ فُنُقٌ دُرْمٌ مَرافِقُها
وَقَالَ: لَا يكون دُرْمٌ مرافقها وَهِي قليلةُ اللّحْم.
قَالَ: وَقَالَ بَعضهم: نَاقَة فُنُق: إِذا كَانَت فَتِيَّةً لَحِيمةً سَمِينَة، وَكَذَلِكَ امْرَأَة فُنُق: إِذا كَانَت عَظِيمَة حَسْناء.
مَضبورةٌ قَرْواءُ هِرْجابٌ فُنُق
قَالَ: والفُنُق: الفَتِيَّة الضَّخمة.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: فُنُقٌ كأَنَّها فَنيق، أَي: جَمَل فَحْل.
أَبُو عبيد عَن أبي عَمْرو: الفَنيقة: الغِرارة، وجمعُها فَنائق.
وَأنْشد:
كأنَّ تَحت العِلْو والفَنائق
مِن طُولِه رَجْماً على شَواهِق
عَمْرو عَن أَبِيه: الفَنيقة: الْمَرْأَة المنعَّمة تفَنَّقْتُ فِي أَمر كَذَا، أَي: تأنّقْت وتنطّعْتُ.
قفن: قَالَ عمر بن الْخطاب: إنِّي لأستعمل الرَّجل القويَّ وغيرُه خيرٌ مِنْهُ، ثمَّ أكون على قَفَّانه.
يَقُول: أكون على تتبع أمره حتّى أستقصيَ علمه وأعرفه.
قَالَ أَبُو عبيد: وَلَا أَحسب هَذِه الْكَلِمَة عَرَبِيَّة، إِنَّمَا أَصْلهَا قَبّان. وَمِنْه قَول الْعَامَّة: فلانٌ قَبّانٌ على فلَان: إِذا كَانَ

(9/154)


بِمَنْزِلَة الْأمين عَلَيْهِ والرئيس الَّذِي يتتبع أمره ويحاسبه. وَلِهَذَا سمِّي هَذَا الْمِيزَان الَّذِي يُقَال لَهُ القبان: القبان.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: القفَّان عِنْد الْعَرَب الْأمين. قَالَ: وَهُوَ فارسيٌّ عُرّب.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: هُوَ الَّذِي يتتبّع أمرَ الرجل ويحاسبهُ.
قَالَ أَبُو عبيد: قَفَّانُ كلِّ شَيْء: جِماعُهُ واستقصاء مَعْرفَته.
عَمْرو عَن أَبِيه: القَفِين: الْمَذْبُوح مِن قفَاه.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: هَذَا يومُ قَفْنٍ: إِذا كَانَ ذَا حِصار.
ورُوِي عَن النخعيّ أَنه قَالَ فِيمَن ذَبَح فأَبانَ الرأسَ قَالَ: (تِلْكَ القَفِينةُ لَا بَأْس بهَا) .
قَالَ أَبُو عبيد: القَفِينة كَانَ بعضُ النَّاس يُرى أَنَّهَا الَّتِي تُذبَحُ مِن القَفا؛ وَلَيْسَت بِتِلْكَ، وَلَكِن القَفِينة الَّتِي يُبانُ رأسُها بالذَّبح وإنْ كَانَ من الحَلْق.
قَالَ أَبُو عبيد: ولعلّ الْمَعْنى يرجع إِلَى القَفا، لِأَنَّهُ إِذا أبان لم يكن لَهُ بُدٌّ من قطْع القَفا.
وَقد قَالُوا: القَفَنّ للقَفا، فزادوا نوناً.
وَأنْشد للراجز فِي ابْنه:
أُحِبُّ منكَ موضعَ الوُشْحَنّ
ومَوضعَ الْإِزَار والقَفَنِّ
وَقَالَ أَبُو جَعْفَر بن جَبَلة: قَالَ ابْن الْأَعرَابِي مِثله، وَقَالَ: قَفَّن رأسَه وقَنَّفه: إِذا قَطَعه فأَبانَه.
قَالَ: وَقَالَ غَيره: اقْتَفَنْتُ الشَّاة والطائرَ: إِذا ذبَحْتَ مِن قِبل الْوَجْه فأَبَنْتَ الرَّأْس.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القَفْن: الضربُ بالعصا والسَّوط. قَالَ الراجز:
قَفَنْتُه بالسَّوطِ أيَّ قَفْنِ
وبالعصا مِن طولِ سُوءِ الضَّفْن
قَالَ: وَيُقَال: قَفَن يقْفِن قُفوناً: إِذا مَاتَ، قَالَ الراجز:
أَلقَى رَحَى الزَّوْرِ عَلَيْهِ فَطحَنْ
فَقَاءَ فرثاً تَحتَه حتَّى قَفَنْ
قَالَ: وقَفَن الكلبُ: إِذا وَلَغ.
ثَعْلَب عَن بن الْأَعرَابِي قَالَ: القَفْن: الْمَوْت، والكَفْن: التغطية.
شمر عَن أبي زيد: القَفِينة: المذبوحة من قِبَل الْقَفَا.
يُقَال: شاةٌ قَفِينةٌ، وَقد قَفَنْتُها قَفْناً: إِذا ذَبَحْتَها من قبل القَفا.
قَالَ: وقَفَنْتُ الرجل قُفْناً: إِذا ضَرَبْتَ قَفاهُ.
وَقَالَ شمر: بَلغنِي عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: القَفينَة والقَنِيفَة وَاحِد، وَهُوَ أَن يُبانَ الرأسُ.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن جبلة عَنهُ.
نفق: قَالَ اللَّيْث: نفقَت الدابةُ: إِذا مَاتَت،

(9/155)


وَأنْشد:
نفَقَ البغلُ وأودَى سَرْجُه
فِي سَبِيل الله سَرْجِي وبَغَلْ
وَقَالَ اللحياني: نَفَقَ الفرسُ وكلُّ بَهِيمَة ينْفق نفُوقاً: إِذا مَاتَ. ونفق الدرهمُ ينْفق نفوقاً: إِذا فنِيَ.
وَمِنْه قَوْله عز وَجل: {إِذًا لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ} (الْإِسْرَاء: 100) ، أَي: خشيَة الفناء والنَّفادِ.
وَقَالَ اللَّيْث: نَفَق السِّعر ينفُق نُفُوقاً: إِذا كثُر مُشتَروه.
قَالَ: وَالنَّفقَة: مَا أنفَقت واستنفَقْت على الْعِيَال وعَلَى نَفسك.
والنَّفق: سَرَب فِي الأَرْض لَهُ مَخْلَصٌ إِلَى مكانٍ آخر. والنافقاء: مَوضِع يرقِّقه اليربوع فِي جُحَره، فَإِذا أَتَى من قبل القاصعاءِ ضَرَب النافقاء بِرَأْسِهِ فانتفق مِنْهَا. وَبَعْضهمْ يُسَمِّيه النُّفقة.
وَتقول: أنفقنا اليربوع: إِذا لم يُرفق بِهِ حَتَّى انتفق وَذهب.
وَقَالَ أَبُو عبيد: سَمِّي الْمُنَافِق منافقاً للنَّفق وَهُوَ السَّرَب فِي الأَرْض.
وإنمَا سمَّي منافقاً لأنّه نَافق كاليربوع، وَهُوَ دُخُوله نافقاءَه.
يُقَال: قد نَفق فِيهِ ونافق، وَله جُحْرٌ آخر يُقَال لَهُ القاصعاء، فَإِذا طُلب قَصَّع فَخرج من القاصعاء، فَهُوَ يدْخل فِي النافقاء، وَيخرج فَيُقَال: هَكَذَا يفعل الْمُنَافِق، يدْخل فِي الْإِسْلَام ثمَّ يخرج مِنْهُ من غير الْوَجْه الَّذِي دخل فِيهِ.
وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: قُصْعةُ اليربوع: أَن يَحْفر حفيرة ثمَّ يسد بَابهَا بترابها، ويسمِّي ذَلِك التُّرَاب الدامَّاء، ثمَّ يحفِر حَفْراً آخر يُقَال لَهُ: النافقاء والنُّفقة والنَّفق فَلَا ينفذُها وَلكنه يحفرها حتَّى تَرق، فَإِذا أخِذ عَلَيْهِ بقاصِعائه عَدَا إِلَى النافقاء فَضَرَبها بِرَأْسِهِ ومَرَقَ مِنْهَا، وتُرابُ النُّفقة يُقَال لَهُ الراهِطاء. وَأنْشد:
وَمَا أمُّ الرُّدَين وَإِن أكلّتْ
بعالمةٍ بأخلاق الْكِرَام
إِذا الشَّيْطَان قَصَّع فِي قَفَاها
تَنَفَّقَاه بالحبل التؤام
أَي: إِذا سَكَن فِي قَفاها، أَي: استخرجْناه كَمَا يسْتَخْرج اليربوع من نافقائه.
قَالَ الْأَصْمَعِي فِي القاصعاء: إِنَّمَا قيل لَهُ ذَلِك لِأَن اليربوع يخرج تُرَاب الْجُحر ثمَّ يسد بِهِ فَم الآخر، من قَوْلهم: قصعَ الْكَلم بِالدَّمِ: إِذا امْتَلَأَ بِهِ. وَقيل لَهُ دامّاء لِأَنَّهُ يخرج تُرَاب الْجُحر ويطلى بِهِ فَم الآخر؛ من قَوْلهم: أدمم قدرك، أَي: اطلِها بالطِّحال والرّماد.
اللَّيْث: النّيْفق دَخيلٌ: نيفق السَّرَاوِيل والنافقة نافقة الْمسك دخيلٌ أَيْضا وَهِي

(9/156)


فأر: الْمسك، وَهِي وِعاؤه.
اللِّحياني: نفق مَاله ينْفق نفقاً: إِذا نقص ونفِقَتْ نفاقُ القَوْم: إِذا نَفِدَتْ. والنّفاق: جمعُ النَّفَقَة.
قَالَ: والنفق: السَّرِيع الِانْقِطَاع من كل شَيْء.
يُقَال: سيرٌ نفق، أَي: مُنْقَطع.
وَقَالَ لبيد:
شَدّاً وَمَرْفُوعًا يقرِّبُ مثْلُه
للوردِ لَا نَفِق وَلَا مسْؤُوم
أَي: عَدْوٌ غير مُنْقَطع، وَقَالَ أَبُو وجزة:
يهدي قلائصَ خُضَّعاً يكنفنه
صُعْرَ الخُدودِ نَوافق الأوْبار
أَي: نَسَلَتْ أوبارُها من السِمَن.
وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : أنفقت الْإِبِل: إِذا انتثرت أوبارُها عَن سمن.
قَالُوا: ونفق الجرحُ: إِذا انقشر.
وَقَالَ غَيره: نفقت الأيِّم تنْفق نفَاقًا: إِذا كثُر خُطابها. وَأنْفق الرجُل إنفاقاً: إِذا وَجَد نفَاقًا لمتاعه.
وَفِي مثل من أمثالهم: (من باعَ عِرضه أنْفق) ، أَي: من شاتَم الناسَ شُتِم، وَمَعْنَاهُ أَنه يجد نفَاقًا لعِرضه ينالُ مِنْهُ.
وَمِنْه قَول كَعْب بن زُهَيْر:
أبيتُ وَلَا أهجو الصّديق ومَنْ يبعْ
بعِرْض أَبِيه فِي المعاشِر يُنفق
أَي: يجد نفَاقًا. وَالْبَاء مُقْحَمة فِي قَوْله: (بِعرْض أَبِيه) .
ق ن ب
قنب، قبن، نقب، نبق، بقن، بنق: مستعملات.
بقن: أمَّا بقن: فإنَّ اللَّيْث أهمله.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: أبقَنَ الرجلُ: إِذا خصب جَنابُه واخضرَّت فعاله.
قنب: قَالَ اللَّيْث: القُنْب: جِرَابُ قضيب الدَّابَّة وَإِذا كُنِيَ عَمَّا يُخفضُ من الْمَرْأَة قيل قنْبُها.
قَالَ: والقُنْب: شِراعٌ ضَخْم من أعظم شُرُع السَّفِينَة. والمِقْنب: زُهاءُ ثَلَاثمِائَة من الخَيل. والقِنّب: من الْكَتَّان. والقَنِيب: الْجَمَاعَة من النَّاس.
قَالَه أَبُو عبيد. وَأنْشد شمر:
ولعَبْد الْقَيْس عِيصٌ أُشِبٌ
وقَنِيبٌ وهجاناتٌ زُهُرْ
وَفِي حَدِيث عمر أَنه ذُكر سعد حِين طُعِن فَقَالَ: (إِنَّمَا يكون فِي مِقْنَبٍ من مقانبكم) .
قَالَ أَبُو عبيد: المقنب: جماعةُ الْخَيل والفرسان. يُرِيد أَن سَعْدا صَاحب جيوش ومحاربة، وَلَيْسَ بِصَاحِب هَذَا الْأَمر.
وَجمع المقنب مَقانب.
وَقَالَ لبيد:

(9/157)


وَإِذا تواكلت المقانب لم يزل
بالثغر مِنّا مِنشِر معلومُ
قَالَ: وَقَالَ أَبُو عَمْرو: المنسر: مَا بَين ثَلَاثِينَ فَارِسًا إِلَى أَرْبَعِينَ. وَلم أره وقّت فِي المقنب شَيْئا.
والقنيب: السَّحَاب.
أَبُو عبيد عَن القناني الأعرابيّ: المقنب: شيءٌ يكون مَعَ الصَّائد يَجْعَل فِيهِ مَا يصيد.
قَالَ شمر: وَلم أسمَعْه إلاّ هَا هُنَا.
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم: المِقْنَب الَّذِي مَعَ الصيّاد مَشْهُور، وَهُوَ شِبه مِخْلاة أَو خريطة تكون مَعَ الصَّائِد.
وَأنْشد قَول الراجز:
أنشدتُ لَا أصطادُ مِنْهَا عُنظُباً
إلاّ عَواساءَ تَفَاسَى مُقْرِبا
ذاتَ أوانَيْنِ تُوفِّي المِقنَبا
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: القانب: الذِّئْب العوّاء. والقانب: الفَيج المنكمِش.
قَالَ: وأقْنبَ الرجلُ: إِذا استَخفَى مِن سلطانٍ أَو غَريم.
قَالَ: والمِقْنَب: كَفُّ الْأسد.
قَالَ: والقَيْناب: الفَيج النشيط، وَهُوَ السِّفْسير.
وَيُقَال: مِخلب الْأسد فِي مِقْنَبه، وَهُوَ الغِطاء الَّذِي يسترُه. وَقد قَنَب الْأسد بمخلَبه: إِذا أدخَلَه فِي وعائه يقنِبُه قَنْباً.
وقَنّب القومُ وأقنَبوا إقناباً وتقنيباً: إِذا صَارُوا مِقْنَباً.
وَمِنْه قَول الهُذَليّ:
عجبتُ لقيس والحوادث تُعجِبُ
وأصحابِ قيس يومَ سَارُوا وأقْنَبوا
ويروى: (قنّبوا) ، أَي: باعدوا فِي السَّير.
وقنْب الْجمل: وِعاءُ ثِيلِه. وقُنْب الْحمار: وعَاء جُردانه.
وَقَالَ النَّضر: قنّبوا الْعِنَب: إِذا مَا قطعُوا مِنْهُ مَا لَيْسَ يحمل، وَمَا قد أدَّى حمله يقطع من أَعْلَاهُ.
قلت: وَهَذَا حِين يقضب عَنهُ شكيره رطبا.
قبن: أهمله اللَّيْث.
وروى أَبُو عُبَيْدَة عَن أبي زيد: قَبَنَ الرجلُ يقبِنُ قُبوناً: إِذا ذهب فِي الأَرْض. وقبَعَ مثله.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أقْبَن الرجل: إِذا انهزمَ مِن عَدوِّه. وَأَقْبل: إِذا أسرَعَ عَدْواً فِي أَمَان.
عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: القَبين: المنكمِش فِي أمورِه. والقَمِين: السَّرِيع.
وَقَالَ ابْن بُزُرجَ: المُقْبَئِنّ: المنقبِض المنْخنِس، وَقد اقبأنّ اقبئناناً.
والقَبّان: الَّذِي يُوزَن بِهِ، لَا أَدْرِي أعربيٌّ أم مُعْرب.
وَفِي حَدِيث عمر: (إِنِّي لأستعين بالرجلُ

(9/158)


الْفَاجِر ثمَّ أكون على قَفَّانه) .
قَالَ أَبُو عبيد: يَقُول: أكون على تتبُّع أُمُوره حَتَّى أستقْصِيَ علمَه وأعرِفَه.
قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: قفّان كلّ شَيْء: جِماعُه واستقصاء مَعْرفَته.
قَالَ أَبُو عبيد: وَلَا أَحسب هَذِه الْكَلِمَة عَرَبِيَّة، وَإِنَّمَا أَصْلهَا قَبان.
وَمِنْه قَول العامّة: فلانٌ قَبّان على فلَان: إِذا كَانَ بِمَنْزِلَة الْأمين عَلَيْهِ والرئيسِ الَّذِي يتتبَّع أمره ويحاسِبُه. وَبِهَذَا سمِّي هَذَا الْمِيزَان الَّذِي يُقَال لَهُ القَبّان وَقد مضى هَذَا فِيمَا تقدم من الْكتاب.
وحِمار قَبّانَ: دُوَيْبَّة مَعْرُوفَة.
وَمِنْه قَوْله:
يَا عجبا لقد رَأَيْت عَجَبا
حِمارَ قَبّانٍ يَسوقُ أرنَبا
خاطِمَها زأمَّها أَن تذهبا
نقب: قَالَ الله جلّ وعزّ: {بَطْشاً فَنَقَّبُواْ فِى الْبِلَادِ هَلْ مِن} (ق: 36) .
قَالَ الْفراء: قَرَأَ القُرّاء: (فنقَّبوا) مشدداً يَقُول: خَرَقوا البلادَ فَسَارُوا فِيهَا فَهَل كَانَ لَهُم مَحيصٌ من الْمَوْت.
قَالَ: وَمن قَرَأَ: (فنَقِّبُوا) بِكَسْر الْقَاف فَإِنَّهُ كالوعيد، أَي: اذْهَبُوا فِي الْبِلَاد وجيئوا.
وَقَالَ الزّجاج: نقّبوا: طَوَّقوا وفَتَّشُوا. قَالَ: وقرأَ الْحسن: (فَنَقَبُوا) بِالتَّخْفِيفِ.
وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
وَقد نقّبتُ فِي الْآفَاق حَتَّى
رَضِيتُ من السَّلامَة بالإياب
أَي: ضَربتُ فِي الْبِلَاد، أقبلتُ وأدْبَرْتُ.
وَقَالَ الله جلّ وعزّ: {وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَىْ عَشَرَ نَقِيباً} (الْمَائِدَة: 12) .
قَالَ أَبُو إِسْحَاق: النَّقيب فِي اللُّغة كالأمين والكَفيل. وَنحن نبيِّن حَقِيقَته واشتقاقه.
يُقَال: نَقَب الرجلُ على الْقَوْم ينقُب نِقابةً فَهُوَ نَقِيب.
قَالَ أَبُو زيد: وَمَا كَانَ الرجل نَقِيبًا وَلَقَد نَقُب. وَفِي فلانٍ مَناقبُ جميلَة، أَي: أَخْلَاق. وَهُوَ حَسَنُ النقيبةِ، أَي: حَسَن الخليقة. وَإِنَّمَا قيل للنقيب نقيبٌ لِأَنَّهُ يَعلَم دَخِيلَةَ الْقَوْم ويعرِف مناقبَهم، وَهُوَ الطَّرِيق إِلَى معرفَة أُمُورهم.
وَهَذَا الْبَاب كلُّه أَصله التَّأْثِير الَّذِي لَهُ عُمْق ودُخول.
وَمن ذَلِك يُقَال: نَقَبْتُ الْحَائِط، أَي: بَلغتُ فِي النَّقب آخرَه. والنَّقْب فِي الْجَبَل: الطَّرِيق.
وَيُقَال: كلبٌ نَقيب، وَهُوَ أَن يُنْقَب حَنجرةُ الكلْب لئلاَّ يرْتَفع صوتُ نُباحه، وَإِنَّمَا يَفعل ذَلِك البخلاءُ من الْعَرَب لئلاَّ يطرُقَهم ضَيف باستماع نُباح الْكلاب.
وَفِي الحَدِيث أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: (لَا يُعدِي شَيْء شَيْئا) ، فَقَالَ أَعرابيّ: إنَّ النُّقْبة قد تكون بمِشْفَر الْبَعِير أَو بذَنبِه فِي الْإِبِل

(9/159)


الْعَظِيمَة فتجرب كلُّها. فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (فَمَا أَعْدَى الأوَّل) .
قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: النُّقْبة هِيَ أَوّل جَرَبٍ يبدأَ.
يُقَال للبعير: بِهِ نُقْبة؛ وَجَمعهَا نُقَب.
وَقَالَ دُرَيْد بن الصِّمَّة:
متبذِّلاً تبدو مَحاسِنُه
يَضَعُ الهِناءَ مواضعَ النُّقْبِ
قَالَ أَبُو عبيد: النُّقبة فِي غير هَذَا: أَن تُؤْخَذ القِطعةُ من الثَّوْب قَدْرَ السَّرَاوِيل فتُجعل لَهَا حُجْزة مَخِيطة من غير نَيْفَق، وتُشدُّ كَمَا تُشدّ حُجزة السَّراويل؛ فَإِذا كَانَ لَهَا نَيفَق وساقان فَهِيَ سَرَاوِيل؛ فَإِذا لم يكن لَهَا نَيْفَقٌ وَلَا ساقان وَلَا حُجْزة فَهِيَ النِّطاق. وَقد نقبت الثَّوب أَنقُبُه: إِذا جعلتَه نُقْبة.
قَالَ: والنُّقْبة: اللَّوْن.
وَقَالَ ذُو الرمّة:
ولاحَ أَزهَرُ مشهورٌ بنُقْبَتِه
كأنَّه حينَ يَعْلو عاقِراً لَهَبُ
شمر عَن ابْن شُمَيْل: النُّقّبة: أوّل بَدء الْجَرَب تَرى الرُّقْعة مِثلَ الكفّ بجَنْب الْبَعِير أَو وَرِكه أَو بمشْفَرِه ثمَّ تتمشَّى فِيهِ حَتَّى تُشريَه كلّه، أَي: تملأه.
وَقَالَ أَبو النَّجْم يصف فحلاً:
فاسودّ مِن جُفْرته إبْطاها
كَمَا طَلَى النُّقّبَة طالِياها
أَي: اسودَّ من الْعرق حِين سالَ حَتَّى كأنَّه جَرِبَ ذَلِك الْموضع فطُلِيَ بالقَطِران فاسودَّ مِن العَرَق. والجُفْرة: الوَسَط.
والنِّقاب على وُجُوه: يُقَال: فُلَانَة حسنَةُ النِّقْبة والنِّقاب.
وَقَالَ أَبو عبيد: قَالَ الْفراء: إِذا أَدْنَت المرأَةُ نِقابَها إِلَى عينهَا فَتلك الوَصْوَصةُ؛ فإنْ أَنزلَتْه دون ذَلِك إِلَى المَحْجِرِ فَهُوَ النقاب، فإنْ كَانَ على طرف الْأنف فَهُوَ اللِّفام.
وَقَالَ أَبو زيد: النِّقاب على مارِنِ الْأنف.
وَقَالَ أَبو عبيد: النِّقاب: هُوَ الرجل العالِمُ بالأشياء الباحثُ عَنْهَا الفَطِنُ الشّديدُ الدُّخول فِيهَا.
وَقَالَ أوسٌ يمدح رجلا:
نَجِيحٌ جوادٌ أَخو مأقِطٍ
نِقابٌ يحدِّث بالغائبِ
والنِّقاب أَيْضا: جمع النَّقْب، وَهُوَ الطَّرِيق الضيِّق فِي الْميل.
والبَيْطار يَنْقُب فِي بَطن الدَّابَّة بالمِنْقَب فِي سُرَّته حَتَّى يَسيلَ مِنْهُ ماءٌ أَصفر، وَقَالَ:
كالسِّيد لم يَنْقُب البَيطارُ سُرَّته
وَلم يَسِمْه وَلم يلمُس لَهُ عصَبَا
والناقبة: قرْحة تخرج بالجَنْب تَهجُم على الْجوف يكون على رَأسهَا من دَاخل.
والنُّقْبة: الصَّدَأ يركب الحديدَ، وَجمعه نُقَب.

(9/160)


وَقَالَ لبيد:
جُنوحَ الهالكيّ على يدَيْه
مُكِبّاً يَجتلي نُقَب النِّصالِ
وَقد نَقِبَ خُفُّ الْبَعِير ينقب نَقباً: إِذا حَفِيَ حَتَّى ينخرق فِرْسِنُه، فَهُوَ نَقِب.
وَقَالَ ابْن بُزُرج: مَا لَهمْ نقيبة، أَي: نَفاذ رَأْي.
وَقَالَ شمر: النقيبة: النَّفْس؛ فلَان مَيْمُون النَّقيبة: إِذا كَانَ مظفّراً.
وَقَالَ ابْن بزرج مَا ذكرنَا.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: فلانٌ مَيْمُون النقيبة والنَّقيبة، أَي اللَّوْن، وَمنه سمِّي نِقابُ المرأَة لِأَنَّهُ يَستُر نِقابَها، أَي: لونَها بلون النِّقاب.
وَقَالَ اللَّيْث: النَّقيبة: يُمْنُ العَمَل، إنّه لمَيْمون النقيبة، إِذا كَانَ مُظفّراً.
قَالَ: والمَنْقَبة: كَرمُ العَمَل يُقَال: إنّه لكريم المَناقب من النَّجدات وَغَيرهَا.
قَالَ: والنَقيبة مِن النُّوق: المؤتزِرة بضَرْعها عِظَماً وحُسْناً، بيِّنة النَقابة.
قلتُ: صحَّف اللَّيْث النَّقيبة بِهَذَا الْمَعْنى، وإنَّما هِيَ الثَّقيبَة بالثاء، وَهِي الغزيرة من النوق.
وَقَالَ غَيره: إنَّ عَلَيْهِ نُقْبةً، أَي: أثرا، ونُقْبة كلِّ شَيْء: أَثَره وهيئتُه.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أنقَب الرجلُ: إِذا سَار فِي الْبِلَاد. وأنقَب: إِذا صَار حاجباً. وأنقَب: إِذا صَار نَقِيبًا.
قَالَ: والنُّقْب: الطَّريق فِي الْجَبَل، وَجمعه نِقبة ومِثله الجُرْف وجمعُه جِرفة.
قَالَ: والنّقّاب: البَطن، يُقَال فِي المَثل فِي الِاثْنَيْنِ يتشابهان: (فَرْخانِ فِي نِقاب) .
قَالَ: والنقيب: المزمار. والنَّقيب: الرئيس الْأَكْبَر.
بنق: أَبُو عبيد: البَنيقة من الْقَمِيص: لَبنَتُه، وجمعُها بقانق.
وَأنْشد:
يضُمّ إليَّ الليلُ أطفالَ حُبِّها
كَمَا ضَمَّ أزرارَ القَميصِ البنائقُ
فِي (النَّوَادِر) : بنّق فلانٌ كذبة حَرْشاء، وبوّقها، وبلّقها: إِذا صنعَها وزوّقها. قَالُوا: وبنّقته بِالسَّوْطِ وبلّقته، وقوَّبته، وحوَّبته، ونتقته، ولفّقته: إِذا قطعته.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: بَنَّقَ فلانٌ كلامَه، أَي: جَمَعه وسوّاه، وَمِنْه بَنائق الْقَمِيص، أَي: جَمْعُ شَيْء إِلَى شَيْء، وَقد بَنّقَ كتابَه.
وَقَالَ اللَّيْث فِي قَوْله:
قد اغتدى وَالصُّبْح ذُو تَبنيق
ويُروَى: (ذُو بَنيق) . قَالَ: شبَّه بياضَ الصُّبْح ببياض البَنيقة.
وَقَالَ ذُو الرّمة:
دَياجِمُها مبنوقةٌ بالصَّفاصِفِ
مبنوقة: موصولةٌ بهَا، أُخذ من البَنيقة.

(9/161)


وَقَالَ أَبُو النَّجْم:
إِذا اعتَقَاها صَحْصَحانٌ مَهْيَعُ
مُبَنقٌ بآلِه مُقنَّعُ
قَالَ الْأَصْمَعِي: قَوْله مبنَّق، يَقُول: السّرابُ فِي نواحيه مقنَّع قد غُطِّيَ كلُّ شَيْء مِنْهُ.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: أَبنَق وبَنق وبنَّقَ، ونبَّق وأنْبَقَ، كلُّه إِذا غَرَسَ شِراكاً وَاحِدًا مِن الودِيِّ. فَيُقَال: نخلٌ مُنَبِّق ومُبَنق.
نبق: قَالَ اللَّيْث: النَّبِق: حَمْل السِّدْر.
عَمْرو عَن أَبِيه: النَّبِق: دَقِيق يَخرج من لُبِّ جذع النَّخْلَة حلوٌ يُقَوَّى بالصقْر ثمَّ يُنْبذ فَيكون نِهَايَة فِي الْجَوْدَة، وَيُقَال لنبيذه: الضرِيّ.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: المنبِّقُ من النّخل المصطفُّ على سطرٍ مستَوٍ. وَأنْشد:
كنخلٍ من الْأَعْرَاض غير منبِّقِ
ورُوِي غير مُنبَّق.
وَقَالَ شمر: قَالَ الْمفضل فِي قَوْله غير منبق: غيرُ بالغٍ.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: إِذا كَانَت الضَّرْطة لَيست بشديدة قيل: أنبَق بهَا إنْباقاً.
سَلمَة عَن الْفراء: النُّبَاقى مَأْخُوذ من النُّباق، وَهُوَ الحُصاص الضّعيف.
وَقَالَ زَائِدَة البكريّ وحَتْرَشٌ، فِيمَا رَوَى أَبُو تُرَاب عَنْهُمَا: هُوَ يَنتبِق الكلامَ انتباقاً وينتَبِطُه، أَي: يَستخرجه.
ق ن م
قنم، قمن، نقم، نمق: مستعملة.
نقم: قَالَ الله جلّ وعزّ: {قُلْ يَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
1764 - اأَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّآ إِلاَّ أَنْءَامَنَّا بِاللَّهِ} (الْمَائِدَة: 59) .
قَالَ أَبُو إِسْحَاق: يُقَال: نَقَمْتُ على الرجل أنقِم، ونَقِمْتُ عَلَيْهِ أنقَم، والأجود نَقَمْتُ أنقِم، وَهُوَ الْأَكْثَر فِي الْقِرَاءَة.
قَالَ الله: {شُهُودٌ وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ} (البروج: 8) .
قَالَ: وَمعنى: نَقَمتُ: بالغْتُ فِي كَراهة الشَّيْء.
وَقَالَ ابْن الرّقيات:
مَا نَقَموا مِن بني أميّة إل
لاَ أنّهم يَحلُمون إِن غضبوا
يرْوى بِالْفَتْح وَالْكَسْر نَقَموا ونَقِموا.
وَقَالَ اللَّيْث يُقَال: لَم أرْضَ مِنْهُ حَتَّى نَقَمْتُ وانتَقَمْت: إِذا كافأه عُقوبةً بِمَا صَنَع.
وَقَالَ:
نقود بأرسان الْجِيَاد سَرَاتنا
ليَنقِمنَ وِتراً أَو ليدفَعْنَ مَدفَعا
يُقَال: نَقم فلانٌ وِترَه، أَي: انتقم.
قَالَ أَبُو سعيد: معنى قَول الْقَائِل: (مثلي مثل الأرقم، إِن يُقتَلْ ينقَم، وَإِن يُتركَ يلقم) . قَوْله: إِن يقتل ينقم، أَي: يثأر بِهِ.

(9/162)


قَالَ: والأرقم: الَّذِي يشبه الجانّ، وَالنَّاس يَتَّقُونَ قَتله لشبهه بالجانّ. والأرقمُ مَعَ ذَلِك من أَضْعَف الْحَيَّات وأقلّها عضّاً.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: النِّقمة: الْعقُوبَة. والنِّقمة: الْإِنْكَار.
قَالَ: وَقَوله: {هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّآ} (الْمَائِدَة: 59) ، أَي: هَل تُنْكرون.
قلتُ: يُقَال: النَّقِمة والنِّقْمة: للعقوبة.
وناقم: تمرٌ بعُمانَ. وناقِم: حيٌّ من اليَمن.
نمق: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: نمَّقتُ الْكتاب تنميقاً: إِذا حسنتَه وجَودْتَه، وَلَو قيل بِالتَّخْفِيفِ لحسُنَ.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: نَمَقْتُه أنمقُه نَمقاً، ولمقتُه ألمُقُه لمقاً.
قَالَ أَبُو عبيد: وَيُقَال: نَمَّقْتُ الْكتاب ونَبَّقْتُه، ونَمَقْتُه وَاحِد.
وَقَالَ شمر: بَنَّقْتُه مقلوب من نَبقْتُه.
وَقَالَ الأصمعيُّ: يُقَال للشَّيْء المرْوِح فيهِ نَمقَهُ وزَهْمَقَهُ ونَمَسهُ.
قمن: رُوي عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: (إِنِّي قد نُهيتُ عَنِ الْقِرَاءَة فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود. فَأَما الرُّكُوع فعظِّموا الله فِيهِ، وَأما السُّجُود فَأَكْثرُوا فِيهِ من الدُّعاء، فإنّه قَمِنٌ أَن يُسْتَجَاب لكم) .
قَالَ أَبُو عبيد: قَوْله: قمنٌ كَقَوْلِك جَديرٌ وحَرِيٌّ أَن يُستجاب لكم.
يُقَال: فلانٌ قَمِنٌ أَن يفعل ذَلِك. وقمينٌ أَن يفعل ذَلِك فَمن قَالَ قمِنٌ أَرَادَ المصدَر فَلم يُثنِّ وَلم يَجمع وَلم يؤنِّث.
يُقَال: هما قمنٌ أنْ يَفْعَلا ذَاك، وهم قمنٌ أَن يَفعلوا ذَاك، وهُنّ قمنٌ أَن يفْعلْن ذَاك. ومَن قَالَ قمِنٌ أَرَادَ النعْتَ فثَنّى وجَمَع فَقَالَ: هما قَمِنان وهم قَمِنُون، وَيُؤَنث على ذَلِك وَيجمع وَفِيه لُغَتان هُوَ قمنٌ أَن يفعل ذَاك وقمينٌ أَن يفعل ذَاك.
وَقَالَ قيس بن الخطيم:
إِذا جاوَزَ الْإِثْنَيْنِ سِرٌّ فإنّه
بِنثّ وتكثير الوشاةِ قمينُ
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: القَمِن: الْقَرِيب. والقَمِن: السَّريع.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: القَمِن: السَّرِيع.
قَالَ ابْن كيسَان: قمينٌ بِمَعْنى حريٌّ، مَأْخُوذ من تقمَّنتُ الشَّيْء: إِذا أشرفتَ عَلَيْهِ أَن تَأْخُذهُ.
وَقَالَ غَيره: هُوَ مأْخوذ من القمين بِمَعْنى السَّرِيع والقريب.
وَقَالَ اللِّحياني: إنّه لمقْمَنَةٌ أَن يَفعل ذَاك، وَإِنَّهُم لمقْمَنَةٌ أَن يَفْعَلُوا ذَاك، لَا يثنى وَلَا يُجمع فِي الْمُذكر والمؤنث، كَقَوْلِك: مَخْلَقَةٌ ومَجْدَرة.
قنم: الْأَصْمَعِي وغيْره: قَنِم الوَطْبُ يَقْنَم قَنماً فَهُوَ قَنم وأَقنُم: إِذا تغيرتْ رَائِحَته.
وَأنْشد:

(9/163)


وَقد قَنِمتْ مِن صَرِّها واحتلابها
أنامِلُ كفَّيها وللْوطبُ أقْنَم
وَيُقَال: فِيهِ قَنَمةٌ ونمقة: إِذا أروحَ وأَنتن.