تهذيب اللغة كتاب الزَّاي من تَهْذِيب اللُّغَة
{أَبْوَاب المضاعف من حرف الزَّاي
(بَاب الزَّاي والطاء)
ز ط
زط: قَالَ اللّيث: الزُّطُّ أعرابُ جَتَّ بالهِنْدِيّة، وهم جِيل من
أهل الْهِنْد، إِلَيْهِم تنْسَبُ الثيابُ الزُّطّية.
ورَوَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: الزُّطُط
والثُّطُط: الكَواسِج.
وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الأزَطّ: المستوِي الْوَجْه. والأَذَطّ:
المعوَجُّ الفَكّ.
زد: مهمل.
(بَاب الزَّاي وَالتَّاء)
ز تّ
زت: أهمَلَهُ اللَّيْث. ورَوَى أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: زَتَتْتُ
المرأةَ: إِذا زَيَّنْتَها. قَالَ: وأنْشَدَنا أَبُو زيد:
بني تميمٍ زَهْنِعُوا فَتَاتَكُمْ
إنَّ فَتَاةَ الحَيِّ بالتَّزَتُّتِ
قَالَ شمر: لَا أَعرِف الزَّاي مَعَ التَّاء موصولَين إلاّ زتَت. فأمّا
مَا يكون الزّاي مَفْصُولًا من التَّاء فكثير.
عَمْرو عَن أَبِيه قَالَ: الزَّتَّةُ: تَزْيِينُ العَروسِ ليلةَ
الزَّفاف.
ز ظ، ز ذ، زث: مهملات.
(بَاب الزَّاي وَالرَّاء)
ز ر
زرّ. رز: مستعملان.
زر: ابْن شُمَيْل: الزِّرُ: العُرْوَة الّتي تُجعَل الحَبّة فِيهَا.
ورَوَى أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال لزَرّ الْقَمِيص:
الزِّير. قَالَ: وَمن العَرَب من يَقلِب أحدَ الحرفين المدغَمين
فَيَقُول: فِي مَزّ مَيْز وَفِي زِرّ زِير، وَهُوَ الدُّجَة. قَالَ:
وَيُقَال لعُرْوَته: الوَعْلة.
وَقَالَ اللّيث: الزِّرّ: الجُوَيْزَة الَّتِي تُجعَل
(13/111)
فِي عُرْوة الجَيْب، والجميع الأَزْرار.
قلت: القَوْل فِي الزِّر مَا قَالَ النَّضر أَنه العُروة والحَبَّة
تجْعَل فِيهَا. وَيُقَال للحديدة الَّتِي تجْعَل فِيهَا الْحلقَة
الَّتِي تُضم على وَجه الْبَاب لاصقاً بِهِ: الرزّة، قَالَه عَمْرو بن
بَحر.
قَالَ يَعْقُوب فِي بَاب فِعْل وفُعْل بِاتِّفَاق معنى: جِلب الرجل
وجُلبه، والرِّجز والرُّجز العذابُ، والزِّر والزُّر أَرَادَ زرّ
الْقَمِيص. وعِضْوٌ وعُضو. والشَّحُ والشُّح: الْبُخْل.
وَفِي حَدِيث السَّائِب بن يزِيد أَنه رأى خَاتم رَسُول الله فِي كتفه
مثل زِرّ الحَجَلة: أَرَادَ بزرّ الحجلة جَوزةً تضم العروة.
أَبُو عبيد: أزْرَرْتُ القَميصَ: إِذا جعلتَ لَهُ أَزْراراً،
وزَرَرْتُه: إِذا شددتَ أزرارَه عَلَيْهِ، حَكَاهُ عَن اليزيديّ.
أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: الأزرار: خَشَباتٌ يُحْرَزْن فِي أَعلَى
شُقَقِ الخباء وأُصولُ تِلْكَ الخَشَبات فِي الأَرْض.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الزِّرّ: حَدُّ السَّيف. والزَّرّ:
العَضُّ. قَالَ: والزِّرّ: قِوامُ الْقلب. قَالَ: وَرَأى عليّ أَبا
ذَرّ رَضِي الله عَنْهُمَا، فَقَالَ: أَبُو ذَرّ لَهُ: هَذَا زِرُّ
الدِّين.
قَالَ أَبُو العبّاس مَعْنَاهُ: أنّه قِوامُ الدّين كالزِّرّ، وَهُوَ
العُظَيْم الَّذِي تَحت الْقلب، وَهُوَ قِوامه.
قَالَ: والزِّرّة: العَضَّة، وَهِي الجِراحة بزِرّ السَّيْف أَيْضا.
والزّرّة: العَقْل أَيْضا، يُقَال: زَرَّ يَزرّ: إِذا زَاد عَقْلُه
وتَجارِبُه. وزَرَّ يَزرّ: إِذا عَضَّ. قَالَ: وزَرِرَ: إِذا تَعدَّى
على خَصْمه. وزَرِرَ: إِذا عَقْل بعد حُمْق.
وَقَالَ ابْن دُريد: زِرَّا السَّيف حَدّاه. قَالَ: وَقَالَ هِجْرِس
بنُ كُلَيب فِي كَلَام لَهُ: أَمَا وَسَيْفي وزِرَّيْه. ورُمْحِي
ونَصْلَيْه، لَا يَدَع الرجلُ قاتلَ أَبِيه وَهُوَ يَنظُر إِلَيْهِ،
ثمَّ قَتَلَ جَساساً، وَهُوَ الَّذِي كَانَ قَتَل أَبَاهُ.
الْأَصْمَعِي: فلَان كيّسٌ زُرازِ، أَي: وَقّادٌ تَبرُق عَيْناه.
أَبُو عبيد عَن الْفراء: عَيناهُ تَزِرّان فِي رَأسه إِذا تَوَقَّدَتا،
ورجلٌ زَرِير: أَي: خَفِيف ذَكِيّ، وَأنْشد شمر:
يَبِيت العَبْدُ يَركبُ أجنَبَيْهِ
يَخِرّ كأنّه كَعْبٌ زَرِيرُ
وَقَالَ: رجُلٌ زُرازِرُ، إِذا كَانَ خَفِيفا، ورِجالٌ زَرازِر،
وأَنشدَ:
ووَكْرَى تَجرِي على المَحاوِرِ
خَرْساءَ من تحتِ امرىءِ زُرازِرِ
وَقَالَ أَبُو عُبيد: الزِّرُّ: العَضُّ؛ يُقَال: زَرَّه يَزُرّه
زَراً. قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: سَأَلَ أَبُو الْأسود الدُّؤْلَي
رجلا فَقَالَ: مَا فعلتِ امرأةُ فلَان الّتي كَانَت تُزارُّه وتُشارُّه
وتُهارُّه.
(13/112)
وَقَالَ اللَّيْث: الزَّرُّ: الشَّلُّ
والطّرد، وأَنشَد:
يَزُرّ الكتائبَ بالسَّيف زَرَّا
قَالَ: والزَّرِير: الَّذي يُصبَغُ بِهِ من كَلَام الْعَجم وَهُوَ
نَبات لَهُ نَوْرٌ أصفَر.
قَالَ: والزُّرْزُور، والجميع الزَّرازِير: هَناةٌ كالقَنابِر مُلْسُ
الرؤوس، تزَرْزِرُ بأصواتها زَرْزَرة شَدِيدَة.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: زرزَرَ الرجلُ إِذا دَامَ على أكل
الزَّرازِر. وزرزر: إِذا ثَبت بِالْمَكَانِ.
رز: قَالَ: ورَزَّ رَزاً: إِذا ثَبَت بِالْمَكَانِ.
وَرُوِيَ عَن عليّ رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ: من وَجَد فِي بَطْنه
رِزّاً فليتوضّأ.
قَالَ أَبُو عُبيد: قَالَ الأصمعيّ: أَرَادَ بالرّزّ: الصوتَ فِي
الْبَطن من القَرْقَرة ونحوِها.
قَالَ أَبُو عُبيد: وَكَذَلِكَ كلُّ صَوت لَيْسَ بالشديد فَهُوَ رزّ.
وَقَالَ ذُو الرّمة يصف بَعِيرًا يَهدِرُ فِي الشِّقْشِقة:
رَقْشاء تَنتاحُ اللُّغام المزْبِدا
دَوَّمَ فِيهَا رِزَّة وأَرْعَدَا
وَقَالَ أَبُو النّجم:
كَأَن فِي رَبَابِه الكِبارِ
رِزَّ عِشَارٍ جُلْنَ فِي عِشَار
وَقيل: إِن معنى قَوْله: (مَن وَجَد رِزاً فِي بَطْنه) : إنّه الصَّوْت
يَحدُث عِنْد الْحَاجة إِلَى الْغَائِط، وَهَذَا كَمَا جاءَ فِي
الحَدِيث: أَنه يُكرَه للرجل الصَّلَاة وَهُوَ يُدافِع الأخبَثَين.
وَقَالَ القتيبي: الرّزُّ: غَمْزُ الحَدَث وحركتُه فِي الْبَطن حَتَّى
يحْتَاج صَاحبه إِلَى دُخُول الْخَلَاء، كَانَ بقَرقرة أَو بِغَيْرِهِ
قرقرة. قَالَ: وَهَذَا كَقَوْلِه: لَا يصلّي الرجل وَهُوَ يدافع
الحدثَ. وأصل الرِّز: الوجعُ يجده الرجل فِي بَطْنه، يُقَال: إِنَّه
ليجد رِزّاً فِي بَطْنه، أَي: وجعاً وغمزاً للحَدث. قَالَ أَبُو
النَّجْم يذكر إبِلا عِطاشاً:
لَو جُرّ شنٌّ وَسْطها لم تَحْفِلِ
من شَهْوَة المَاء وزِرَ مُعْضِل
يَقُول: لَو جُرّت قربَة يابسة وسط هَذِه الْإِبِل لم تَنغِر من شدَّة
عطشها وذبولها. وشبّه مَا يجده فِي أجوافها من حرارة الْعَطش بالوجع
فسمّاه رِزّاً.
قَالَ شمر: قَالَ بَعضهم: الزّرّ: الصَّوْت تسمعه لَا يُدرى مَا هُوَ،
يُقَال: سَمِعت رِز الرَّعْد وأريز الرَّعْد: والأريز: الطَّوِيل
الصَّوْت. والرِّز: أَن يسكت من سَاعَته.
قَالَ: ورِزّ الْأسد، ورزة الْإِبِل: الصَّوْت تَسمعه وَلَا ترَاهُ،
يكون شَدِيدا أَو ضَعِيفا، والجرسُ مثله.
أَبُو عبيد عَن الأصمعيّ: يُقَال للجَراد إِذا ثَبَّتَ أذنابَه فِي
الأَرْض ليَبيض: قد رَزَّ يَرُزّ رَزّاً.
وَقَالَ اللّيث: يُقَال: ارَزَّت الجرادةُ إرْزازاً
(13/113)
بِهَذَا الْمَعْنى. والرَّزُّ: رَزُّ كلِّ
شَيْء تثبِّته فِي شَيْء، مثل: رَزَّ السكّينَ فِي الْحَائِط يرُزّه
فيَرْتَزُّ فِيهِ.
وَقَالَ يُونُس النحويّ: كنّا مَعَ رُؤْبة فِي بَيت سَلَمة بن عَلْقمةَ
السّعديّ فَدَعَا جَارِيَة لَهُ، فجعلتْ تَباطأُ عَلَيْهِ.
فأنشأَ يَقُول:
جاريةٌ عِنْد الدُّعاء كَزَّه
لَو رَزَّها بالقُزْبَرِيِّ رَزّه
جَاءَت إِلَيْهِ رَقْصاً مهتزّه
وأخبَرَني المنذريُّ عَن الشيخي عَن الرِّياشي أَنه قَالَ: الإرْزِيز:
الطَّعن الثَّابِت؛ وأنشدَ قولَ الهُذليّ:
كأنّما بَين لحْيَيْه ولَبّتِه
من جُلْبَةِ الجُوع جَيَّارٌ وازرِيزُ
وَقَالَ الفرّاء: تقولُ: رُزٌّ للّذي يُؤْكَل، وَلَا تقل: أُرْز.
وَقَالَ غيرُه: يُقَال: رُزّ، ورُنْز، وأَرُزّ، قَالَه ابْن السكّيت.
(بَاب الزَّاي وَاللَّام)
ز ل
زل. لزّ: مستعملان.
زل: قَالَ اللَّيْث: يُقَال: زَلَّ السَّهم عَن الدِّرعِ زَليلاً،
وَكَذَلِكَ الإنسانُ عَن الصَّخرة يَزِلّ زَلِيلاً، فَإِذا زَلّت
قَدَمُه قيل: زَلَّ، وَإِذا زَلَّ فِي مَقالٍ أَو نحوِه قيل: زَلَّ
زَلَّة، وَفِي الخَطيئة ونحوِها، وأَنشَد:
هَلاَّ على غَيْري جَعَلْتَ الزَّلَّه
فسوفَ أَعْلُوا بالحُسامِ القُلَّهْ
قَالَ: والزّلّةُ من كَلَام النَّاس عِنْد الطّعام، تَقول: اتَّخَذ
فلانٌ زَلّة، أَي: صَنِيعاً للنّاس.
وزلّت الدَّرَاهِم تزِل زُلولاً: إِذا نقصت فِي وَزنهَا. والزَّلول:
الْمَكَان الَّذِي تزِل فِيهِ القَدم. وَقَالَ:
بِمَاء زُلال فِي زلول بمعزل
يَخِرّ ضبابٌ فَوْقه وضَريب
وَفِي مِيرَاثه ذلل، أَي: نُقْصَان.
وَقَالَ أَبُو زيد: زَلَّ فِي دينِه يَزِلّ زللاً وزُلُولاً،
وَكَذَلِكَ زَلَّ فِي المَزَلّة.
وَقَالَ النّضر: زَلَّ يَزِل زَلِيلاً وزَلولاً: إِذا مَرَّ مَرّاً
سَرِيعا.
والمَزَلَّةُ: المكانُ الدَّحْض، والمَزَلّة أَيْضا: الزَّلَل فِي
الدَّحْض، قَالَ: والزَّلَل مِثْل الزَّلّة فِي الْخَطَأ. والزَّلَل:
مصدر الأَزَلّ من الذئاب وغيرِها، يُقَال: سِمْعٌ أَزَلّ. وامرأةٌ
زَلاّء، لَا عَجيزة لَهَا، والجميع الزُّلُّ. وأَزَلَّ فلانٌ فلَانا
عَن مَكَانَهُ إزلالاً؛ وأَزالَةً، وقرىء: فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ
عَنْهَا} (الْبَقَرَة: 36) ، وقرىء: (فأزالهما) ، أَي: فنحّاهما.
وَقيل: أزلهما الشَّيْطَان، أَي: كسبهما الزلة.
وَقَالَ اللَّيْث: الزَّلَّةُ عراقيّة: اسمٌ لما يُحمَل من الْمَائِدَة
لقريبٍ أَو صَديق، وإنَّما
(13/114)
اشتُقَّ ذَلِك من الصَّنيع إِلَى النَّاس.
وَفِي الحَدِيث: من أُزِلّت إِلَيْهِ نعْمَة فليَشْكرْها.
قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: من أُزِلَّت إِلَيْهِ
نِعمةٌ، مَعْنَاهُ: مَن أُسديت إِلَيْهِ واصطُنِعَتْ عِنْده، يُقَال
مِنْهُ: قد أزلَلتُ إِلَى فلَان نِعمةً، فَأَنا أُزِلُّها إزْلالاً،
وَقَالَ كُثَيّر يذكُر امْرَأَة:
وإنِّي وَإِن صَدَّتْ لمُثْنٍ وصادِقٌ
عَلَيْهَا بِمَا كَانَت إِلَيْنَا أَزَلَّتِ
ابْن السكّيت عَن أبي عَمْرو، يُقَال: أزلَلت لَهُ زَلَّةً، وَلَا
يُقَال زَلَلْت.
وَقَالَ اللّيث: الزَّليلُ: مَشيٌ خَفِيف، زَلَّ يَزِلّ زَلِيلاً،
وأَنشَد:
وعاديةٍ سَومَ الجَرادِ وزَعْتُها
فكَلَّفْتها سِيداً أزَلَّ مُصَدَّرَا
قَالَ: لَم يَعْنِ بالأزَلّ الأرْسَح، وَلَا هُوَ من صفة الفَرَس،
ولكنّه أَرَادَ يزِلّ زَلِيلاً خَفِيفا، قَالَ ذَلِك ابْن الأعرابيّ
فِيمَا روى ثَعْلَب عَنهُ.
وَقَالَ غيرُه: بل هُوَ نعتٌ للذِّئب، جعله أَزَلَّ لِأَنَّهُ أخَفَّ
لَهُ؛ شَبَّه بِهِ الفَرَس ثمَّ نَعَته.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: زُلَّ: إِذا دُقَّقَ، وزَلَّ: إِذا
أَخطأَ. قَالَ: والمزلِّل: الكثيرُ الهَدايا وَالْمَعْرُوف.
والمُسلِّل: الْكثير الْحِيلَة، اللَّطِيف السّرق.
وَقَالَ الفرّاء: الزّلّة: الحِجارَة المُلْس. والزُّلْزُل: الطَّبَّال
الحاذق، والصُّلْصُل: الرَّاعِي الحاذق.
وَقَالَ ابْن شُميل: كنّا فِي زَلّة فلانٍ، أَي: فِي عُرْسِه.
أَبُو عُبيد عَن أبي عُبيدة: الزَّلَزِلُ: المَتاعُ والأَثاث.
وَقَالَ شمر: هُوَ الزَّلَزُ أَيْضا، يُقَال: احْتمل القومُ
بِزَلَزِهم.
وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: يُقَال زَلِزَ الرجلُ: أَي: قَلِق وعَلِزَ
قَالَ: وَقَالَ الأصمعيّ: تركتُ القومَ فِي زُلْزُول وعُلْعُول، أَي:
فِي قتال.
وَقَالَ شمر: وَلم يَعرِفه أَبُو سعيد.
وقالَ أَبُو إسحاقَ فِي قَول الله جلَّ وعزَّ: {} (الزلزلة: 1) ،
الْمَعْنى: إِذا حُرِّكتْ حَرَكَة شَدِيدَة.
قَالَ: وَالْقِرَاءَة زِلْزالها بكَسر الزَّاي وَيجوز فِي الْكَلَام
زَلْزالها. قَالَ: وَلَيْسَ فِي الْكَلَام فَعْلال بِفَتْح الْفَاء
إلاَّ فِي المضاعف نَحْو الصَّلْصال والزَّلْزال.
وَقَالَ الفرَّاء: الزِّلْزالُ بِالْكَسْرِ: الْمصدر، والزَّلْزال
بِالْفَتْح الِاسْم، وَكَذَلِكَ الْوِسواس المَصدَر، والوَسْواس
الِاسْم، وَهُوَ الشَّيطان، وكلُّ مَا حدّثك ووَسْوَسَ إِلَيْك فَهُوَ
اسْم.
وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي فِي قَوْلهم: أَصَابَت القومَ زلزلَةٌ،
قَالَ: الزلزلة: التخويف والتحذير؛ من ذَلِك قَوْله تَعَالَى:
{ابْتُلِىَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ}
(13/115)
(الْأَحْزَاب: 11) ، {وَزُلْزِلُواْ حَتَّى
يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَءَامَنُواْ مَعَهُ} (الْبَقَرَة: 214) ،
أَي: خُوِّفوا وحُذِّروا. والزّلازِلُ: الْأَهْوَال، قَالَ عمرَان بن
حطّان:
فقد أظلّتك أَيَّام لَهُ خِمْسٌ
فِيهَا الزّلازِل والأهوالُ والوَهَلُ
وَقَالَ بَعضهم: الزَّلزلة مَأْخُوذَة من الزَّلل فِي الرَّأْي؛ فَإِذا
قيل: زُلزل الْقَوْم، فَمَعْنَاه: صُرِفوا عَن الاسْتقَامَة، وأوقع فِي
قُلُوبهم الْخَوْف والحذَر. وأُزلّ الرجل فِي رَأْيه حَتَّى زَلّ.
وأزيل عَن مَوْضِعه حَتَّى زَالَ. وَقَالَ شمر: جَمع زَلِزَلك، أَي:
أثاثك ومتاعك بِنصب الزائين وَكسر اللَّام وَهُوَ الصَّحِيح.
وَفِي (كتاب الإبياري) : أَبُو عبيد: المحاش: المتاعُ والأثاثُ. قَالَ:
والزّلَزِل مثل المحاش، وَلم يذكر الزلزلة، والصوابُ: الزّلزَل:
المحاش. وَفِي كتاب (الياقوتة) : قَالَ الفراءُ: الزَّلَزِل والقُثْرُد
والخُنْثُر: قماش الْبَيْت.
وَقَالَ ثَعْلَب: أَخَذته زَلزلة؛ انزعاجٌ.
وماءٌ زُلالٌ: صافٍ عَذْب بارِدٌ سُمّي زُلالاً لأنّه يَزِلّ فِي
الحَلْق زَلِيلاً.
وذَهبٌ زلالٌ: صافٍ خَالص، قَالَ ذُو الرمّة:
كَأَن جلودَهُنّ مُمَوهاتٌ
على أبشارها ذهبٌ زلالُ
وماءٌ زلالٌ: يَزِل فِي الْحلق من عذوبته وصفائه.
وغلامٌ زَلْزُلٌ قُلْقُل: إِذا كَانَ خَفيفاً. وَقَالَ اللّحياني فِي
(ميزانِه) : زَلَل، أَي: نُقْصان، وأَزْلَلْتُ فلَانا إِلَى الْقَوْم،
أَي: قدّمْته، ومكانٌ زَلُولْ.
ابْن الأعرابيّ عَن أبي شَنْبَل أَنه قَالَ: مَا زَلْزَلْتُ مَاء قَطّ
أبرَدَ من مَاء الثَّغُوب بِفَتْح الثاءِ أَي: مَا شَرِبْتُ.
قلت: أرادَ مَا جعلتُ فِي حَلْقي مَاء يَزِلُّ فِيهِ زَلُولاً أبرَدَ
من ماءِ الثَّغْب، فَجعله ثَغُوباً.
لز: قَالَ اللّيث: اللَّزُّ: لُزُومُ الشَّيْء بالشَّيْء، بِمَنْزِلَة
لِزازِ الْبَيْت، وَهِي الخشبةُ الَّتي يُلَزّ بهَا البابُ.
وَقَالَ ابْن السكّيت: يُقَال فلانٌ لِزازُ خُصومات: إِذا كَانَ
موكَّلاً بهَا، يَقدِر عَلَيْهَا. قَالَ: وأصل اللِّزاز الَّذِي
يُتْرَس بِهِ الْبَاب، وَرجل مِلَزٌّ: شديدُ اللُّزوم، وأَنشَد:
وَلَا امرِىء ذِي جَلَدٍ مِلَزّ
قَالَ: ورجلٌ مُلَزَّزُ الخَلْق، أَي: شديدُ الخَلْق، مُنْضَمّ بعضُه
إِلَى بعض. وَيُقَال للبعيرَيْن إِذا قُرِنا فِي قَرَن وَاحِد: قد
لُزَّا، وَكَذَلِكَ وَظِيفا الْبَعِير يُلَزَّان فِي القَيْد إِذا
ضُيِّق، وَقَالَ جرِير:
وابنُ اللَّبُون إِذا مَا لُزَّ فِي قَرَنٍ
لمْ يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ الْبُزْلِ القَنَاعِيسِ
وَيُقَال: لَزُّ الحَقَّةِ: زُرْفينها. وَقَالَ ابْن
(13/116)
مقبل:
لم يَعْدُ أنْ فتَق النَّهِيق لهاته
وَرَأَيْت قارحة كلَزَّ المِجْمَر
يَعْنِي أزفرين المجمر إِذا فَتحته.
وَقَالَ أَبُو زيد: إِنَّهُ لكَزٌّ لَزٌّ: إِذا كَانَ ممسكاً.
واللَّزِيزَةُ: مُجْتَمَعُ اللَّحم من الْبَعِير فَوق الزَّوْر ممّا
يَلِي المِلاطَ؛ وأنْشَد:
ذِي مِرْفَقٍ ناءٍ عَن اللَّزائزِ
وَقَالَ اللّحياني: جعلتُ فلَانا لِزَازاً لفُلَان: لَا يَدَعه يُخالف
وَلَا يُعانِد. وَكَذَلِكَ يُقَال: جعلتُهُ ضَيْزَناً لَهُ، أَي:
بُنْداراً عَلَيْهِ، ضاغطاً عَلَيْهِ.
عَمرو عَن أَبِيه: اللَّزَز: المَتْرَس.
ابْن الأعرابيّ: عَجُوزٌ لَزُوز، وكَيِّسٌ لَيِّس. وَيُقَال: فلانٌ
لِزُّ شَرّ، ولَزِيز شَرّ، ولِزَازُ شَرّ، ونزُّ شَرّ، ونزازُ شَرَ،
ونَزِيزُ شرَ.
(بَاب الزَّاي وَالنُّون)
ز ن
زن. ن ز (مستعملان) .
زن: أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: التَّزْنِينُ: الدوامُ
على أكل الزِّن وَهُوَ الخُلَّرُ، والخُلَّرُ: الماشُ.
وَيُقَال: فلَان يُزَنّ بِكَذَا وَكَذَا، ويُؤبَن بِكَذَا وَكَذَا،
أَي: يُتَّهم بِهِ، وَقد أزنَتْهُ بِكَذَا من الشرّ، وَلَا يكون
الإزنان فِي الْخَبَر، وَلَا يُقَال: زنَنْتُه بِكَذَا بِغَيْر ألف.
وَيُقَال: ماءٌ زنَن، أَي: ضيق قَلِيل؛ ومياهٌ زَنَن، وَقَالَ
الشَّاعِر:
ثمَّ استغَاثُوا بماءٍ لَا رِشَاء لَهُ
من مَاء لِينةَ لَا ملْحٌ وَلَا زَنَنُ
وَقيل: المَاء الزّنَن: الظَّنُون الَّذِي لَا يُدرى أفيه ماءٌ أم لَا.
الزنَن والزنيء والزَّناء: الضّيق.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد: قَالَ الْأَصْمَعِي: زَنَّ عَصَبُه: إِذا يبِسَ،
وَأنْشد:
نبَّهْتُ ميْموناً لَهَا فأَنَّا
(يشكو) عَصَباً قد زَنَّا
وَقَالَ اللَّيْث: أَبُو زَنة: كُنية القرْد.
نز: الْحَرَّانِي عَن ابْن السّكيت، قَالَ الْكسَائي: يُقَال: نَزٌّ
ونِزٌّ، والنِّزُّ أَجود.
وَقَالَ اللَّيْث: هُوَ مَا تحلّب من الأَرْض من المَاء، وَقد نَزّت
الأرضُ: إِذا صَارَت ذَات نزَ، ونزت الأرضُ: إِذا تحلّبَ مِنْهَا النزّ
وَصَارَت منابع النّز.
أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: النّز من الرِّجَال: الذَّكي.
وَأَخْبرنِي المنذريُّ عَن أبي الْهَيْثَم قَالَ: النَّز: الرجلُ
الْخَفِيف، وَأنْشد:
وصاحبٍ أبَداً حُلْواً مُزّاً
فِي حَاجَة القومِ خُفافاً نِزّاً
وَأنْشد بيتَ جرير يهجُو البعيث فَقَالَ:
(13/117)
لَقَى حملَتْه أمه وَهِي ضيفةٌ
فَجَاءَت بيَتْنٍ للنَّزَالة أَرْشما
ويُرْوَى فَجَاءَت بنزَ.
قَالَ: وَأَرَادَ بالنُّزّ هَهُنَا: خفةَ الطّيْشِ، لَا خفةَ الرّوح
وَالْعقل.
قَالَ: وَأَرَادَ بالنزالة: المَاء الَّذِي أنزلهُ المجامع لأمه.
وَقَالَ اللَّيْث: المنَزُّ: مهدُ الصَّبِي.
أَبُو عُبيد: نزَّ الظبي ينزّ نزيزاً: إِذا عدا.
وَرُوِيَ عَن أبي الْجراح وَالْكسَائِيّ: نزب الظبي نزيباً. ونزَّ ينز
نزيزاً: إِذا صَوت.
قَالَ ذُو الرُّمة:
فلاةٌ ينزُّ الظبي فِي حَجِراتها
نزيزَ خِطام القَوْس يُحدى بهَا النَّبْلُ
وروى أَبُو تُرَاب لبَعْضهِم: نزّزه عَن كَذَا، أَي: نزَّهَه.
وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : فلَان نزيزٌ، أَي: شَهْوَان، وَقد
قتلتْه النزة، أَي: الشَّهْوَة.
(بَاب الزَّاي وَالْفَاء)
ز ف
زف. فز (مستعملان) .
زف: قَالَ الله تَعَالَى: {) ضَرْباً بِالْيَمِينِ فَأَقْبَلُو صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم
1764 - اْ إِلَيْهِ يَزِفُّونَ} (الصافات: 94) .
قَالَ الفرّاء: قَرَأَ النَّاس: {فَأَقْبَلُو صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
1764 - اْ} بِنصب الْيَاء أَي: يسرعون.
قَالَ: وَقَرَأَ الْأَعْمَش: يُزَفُّون، كَأَنَّهُ من أَزَفَّت وَلم
نسمعها إِلَّا زففت، يُقال للرجل: جَاءَ يزف.
قَالَ: وَيكون يزفون، أَي: يجيئون على هَيْئَة الزفيف، بِمَنْزِلَة
المزفوفة على هَذِه الْحَال.
وَقَالَ الزّجاج: يزِفُّون: يسرعون، وَأَصله من زفيف النّعامة، وَهُوَ
ابْتِدَاء عَدْوِها، والنَّعامة يُقَال لَهَا زَفُوف، وَقَالَ ابْن
حِلِّزَة:
بزفوفٍ كَأَنَّهَا هِقْلَةٌ أُمْ
مُ رِئالٍ دَوِّيّةٌ سَقْفَاءُ
أَبُو عُبَيد عَن أبي عَمْرو: الزِّف: ريش النعام، وَيُقَال: هَيْقٌ
أَزفُّ.
وَقَالَ اللَّيْث: زفت الْعَرُوس إِلَى زوْجها زفّاً وَالرِّيح تزِفّ
زفوفاً: وَهُوَ هبوبٌ لَيْسَ بالشديد، وَلكنه فِي ذَلِك ماضٍ.
وَيُقَال: زفّ الطائرُ فِي طيرانه زفيفاً: إِذا ترامى بِنَفسِهِ،
وَأنْشد:
زفيفَ الزُّباني بالعجاج القواصِفِ
قَالَ: والزّفزفة تَحْرِيك الشَّيْء يَبَسَ الْحَشِيش، وَأنْشد:
زفزفة الرِّيح الْحَصاد اليَبسا
قَالَ: والزّفزاف: النعام الَّذِي يُزفزف فِي طيرانه يحرِّك جناحيه
إِذا عَدَا.
والمِزَفّة: المحفة الَّتِي تُزفّ فِيهَا الْعَرُوس.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الزفزافةُ من الرِّيَاح: الشَّدِيدَة
الَّتِي لَهَا زَفْزفة، وَهِي الصَّوْت، وَجعلهَا الأخْطل زفزفاً
فَقَالَ:
أَعاصيرُ ريحٍ زفزفٍ زفَيَان
والزفْزَفَة: من سير الْإِبِل فَوق الْجنب.
(13/118)
وَقَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
لما ركبنَا رفعْنَا هُنَّ زفْزَفَةً
حَتَّى احتويْنَا سواماً ثمَّ أَربابُه
فز: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الفزُّ: ولدُ البَقَرة، وَجمعه
أَفزاز، وَقَالَ زُهَيْر:
كَمَا استغاثَ بسَيْء فزُّ غيطلة
خَان الْعُيُون وَلم يُنظَرْ بِهِ الحشكُ
قَالَ: وَقَالَ الْأَصْمَعِي: فَزَّ الجُرحُ يَفِزُّ فَزِيزاً، وفَصَّ
يَفِصُّ فَصِيصاً: إِذا سالَ بِمَا فِيهِ.
وَقَالَ الفرّاء فِي قَول الله جلّ وَعز: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ
اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} (الْإِسْرَاء: 64) ، أَي: استخف
بدعائك وصوتك، وَكَذَلِكَ قولُه: {وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ
مِنَ الاَْرْضِ} (الْإِسْرَاء: 76) ، أَي: يستخفونك. وَقَالَ أَبُو
إِسْحَاق فِي قَوْله تَعَالَى: {وَاسْتَفْزِزْ} مَعْنَاهُ: استدعه
استدعاء: تستخفه بِهِ إِلَى جَانِبك. وَقَالَ فِي قَوْله تَعَالَى:
{لَيَسْتَفِزُّونَكَ} أَي: ليقتلونك، رَوَاهُ لأهل التَّفْسِير.
وَقَالَ أهل السّنة: كَادُوا ليستخفونك: أفزاعاً بحملك على خفَّة
الْهَرَب.
قَالَ أَبُو عُبيد: أفززتُ القَوم أفزَعْتُهم سَوَاء، وأَنشَد:
شَبَبٌ أَفَزَّتْهُ الكِلابُ مُرَوِّعُ
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: فَزفَزَ: إِذا طَرَدَ إنْسَانا أَو غَيره.
قَالَ: وزَفْزَف: إِذا مَشى مِشيةً حَسَنَةً.
وَفِي (النَّوَادِر) : افتَزَزْتُ وابْتَزَزْتُ، وابْتَذَذْتُ، وَقد
تَباذَذْنا وتَبازَزْنا، وَقد بَذَذْتُه: إِذا عَزَزْتَه غلَبْتَه.
(بَاب الزَّاي وَالْبَاء)
ز ب
زب. بز (مستعملان) .
زب: شمر: تَزَبَّبَ الرجُل: إِذا امْتَلَأَ غَيْظاً.
أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: زَبَّت الشَّمسُ وأَزَبَّتْ: إِذا دَنّتْ
للغُروب.
وَقَالَ اللّيث: الزَّبُّ: مَلْؤُكَ القِرْبَةَ إِلَى رَأْسها، يُقَال:
زَبَبْتُها فازْدَبَّتْ.
وَقَالَ غَيره أَبُو عَمْرو: وزَبْزَب: إِذا غَضِب، وزَبْزَب أَيْضا
إِذا انهزَمَ فِي الْحَرْب.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: من أسماءِ الفَأْر الزَّبابة.
قلتُ: فِيهَا طَرَش، وتُجمَع زَبَاباً وزَبابات، وَقَالَ ابْن حلِّزة:
وهُمُ زَبابٌ حائِرٌ
لَا تَسْمَع الآذانُ رَعْدَا
أَي: لَا تَسمَع آذانُهم صوتَ الرّعد لأنّهم صُمٌّ طُرُش.
وَقَالَ اللَّيْث: الزَّباب: ضَرْبٌ من الجِرْذان عِظام، وأَنشَد:
وَثْبةَ سُرْعوبٍ رَأَى زَبابَا
وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الزَّبيب: زَبَدُ المَاء، وَمِنْه قولُه:
(13/119)
حَتَّى إِذا تَكَشَّفَ الزَّبيبُ
قَالَ: والزَّبيب اجتماعُ الرِّيق فِي الصِّماغَين.
والزَّبيب: السّمّ فِي فَمِ الحيَّة.
وَقَالَ اللَّيْث: الزَّبيب مَعْرُوف، والزَّبيبةُ الْوَاحِدَة. قَالَ:
والزَّبيبةُ: قُرْحَةٌ تخرَج باليَد تُسمَّى العَرْفَة.
وَفِي الحَدِيث: (يَجيءُ كَنْزُ أحدِهم يومَ الْقِيَامَة شُجاعاً
أَقرَعَ لَهُ زِبِيبَتان) الشُّجاعُ: الحيّة، والأقرَع: الّذي تمرَّط
جِلْدُ رأسِه. وقولُه: (زِبيبتان) . قَالَ أَبُو عبيد: هما
النُّكْتَتَان: السَّوْداوان فَوق عَيْنَيه، وَهُوَ أَوْجَش مَا يكون
من الحيّات وأخبَثُه.
قَالَ: وَيُقَال: إِن الزَّبيبَتَين هما الزَّبَدَتان تَكُونَانِ
شِدْقَيِ الْإِنْسَان إِذا غَضِب وأَكْثَر الكلامَ حَتَّى يُزْبِد.
وروِي عَن أمِّ عَيلانَ بنتِ جَرير أَنَّهَا قَالَت: ربّما أَنشَدْتُ
أَبِي حتّى يتزَبَّتَ شِدْقَايَ.
وَقَالَ الراجز:
إنِّي إِذا مَا زَبَّبَ الأَشداقُ
وكَثُر الضِّجاجُ واللَّقلاقُ
ثَبْتُ الجَنان مِرْجَمٌ وَدّاقُ
وَقَالَ اللّيث: الزَّبَب مَصدَر الأزَبّ، وَهُوَ كَثْرَة شعر
الذّراعين والحاجبين وَالْعين، والجميع الزُّبُّ.
قَالَ: والزبّ أَيْضا: زُبُّ الصبيِّ، وَهُوَ ذَكَرُه بلُغة أهلِ
اليمَن.
والزُّبّ أَيْضا: اللِّحْيَة. وَأنْشد:
فاضت دموع الجحمتين بعبرة
على الزُّب حَتَّى الزُّب فِي المَاء غامس
وَقَالَ شمر: وَقيل: الزّب الْأنف بلغَة أهل الْيمن.
وزَبان اسمٌ، فَمن جعَلَه فَعّالاً من زَبَنَ صَرَفَه، وَمن جَعَلَه
فَعْلانَ مِن زَبَّ لم يَصرِفه، يُقَال: زَبَّ الحمْلَ وزَأَبه
وازْدَبَّهُ: إِذا حَمَله، وَيُقَال للدّاهية المنكَرة: زَبَّاءُ ذاتُ
وَبَر، ويُقال للناقة الْكَثِيرَة الوَبَر: زَبَّاء، وللجَمَل: أزَبّ،
وكلّ أزَبّ نَفُور.
وَسُئِلَ الشعبيُّ عَن مَسْأَلَة غامضة فَقَالَ: زَباءُ ذاتُ وبر لَو
وَرَدَتْ على أهل بَدْرٍ لأعضَلَت بهم، أَرَادَ أَنَّهَا مُشكِلة،
شَبّهها بالناقة الشّرود لغموضها.
بز: أَبُو عبيد: البَزُّ والبِزَّةُ: السِّلاح.
وَقَالَ اللَّيْث: البَزُّ: ضَرْبٌ من الثِّيَاب. والبِزازَة: حِرْفَة
البَزّاز، وَكَذَلِكَ البَزُّ من المَتَاع. والبَزُّ: السَّلْب،
وَمِنْه قولُهم: مَنْ عَزَّ بَزَّ، مَعْنَاهُ من غَلَب سَلَب. والاسمُ
البِزِّيزَى.
وَقَول الْهُذلِيّ:
فويلُ امِّ بزَ جَرّ شَعْل على الْحَصَى
فوقّر بزُّ مَا هُنَالك ضائعُ
الوقر: الصدع. وقِّر بَزُّ، أَي: صُدع وقُلِّل وَصَارَت فِيهِ وقرأت.
وشَعْلٌ: لقب تأبط شرا.
(13/120)
كَانَ أسر قيس بن العيزارة حِين أسرته
فَهم، فَأخذ ثَابت بن عَامر سلاحه فَلبس سَيْفه يجره على الْحَصَى
فوقره، لِأَنَّهُ كَانَ قَصِيرا.
وَيُقَال: ابتَزَّ الرجلُ جارِيتَه من ثِيابها: إِذا جَرَّدها، وَمِنْه
قولُ امرىء الْقَيْس:
إِذا مَا الضَّجيع ابتزَّها مِن ثيابِها
تمِيل عَلَيْهِ هَوْنةً غيرَ مِتْفالِ
والبُزابزُ: الرجل الشديدُ القويّ وَإِن لم يكن شجاعاً.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: رجل بَزْبَزٌ وبُزابِز.
والبَزْبَزةُ: شِدّة السَّوْق، وَأنْشد:
ثمَّ اعْتَلاها قَزَحاً وارْتَهَزا
وساقَها ثمَّ سِياقاً بَزْبَزا
قَالَ: والبَزْبزة: معالَجة الشَّيْء وإصلاحه، يُقَال للشَّيْء الّذي
أجيد صنعتُه: قد بَزْبَزْتُه، وأَنشَد:
وَمَا يَستوِي هِلْبَاجَةٌ متَنفِّجٌ
وَذُو شُطَبٍ قد بَزْبَزته البَزابزُ
يَقُول: مَا يستوِي رجلٌ ثقيلٌ ضَخْم كَأَنَّهُ لَبنٌ خاثرٌ ورجلٌ
خفيفٌ ماضٍ فِي الْأُمُور، كَأَنَّهُ سَيْف ذُو شُطب قد سَوّاه الصانعُ
وصَقَله.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: البَزْباز: قَصَبة من حديدٍ على فَمِ الكِير
تنفخُ النارَ.
وأَنشدَ:
إيهاً خُثَيْمُ حرّك البَزْبازَا
إنّ لنا مجالساً كِنازا
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: البَزْبَز: الغلامُ الْخَفِيف الرُّوح.
قَالَ: والبِزِّيزَى السِّلاح، وبَزْبَز الرجلُ وعَبَّدَ: إِذا انهزَم
وفَرّ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: البَزَز: السِّلاحُ التامُّ.
(بَاب الزَّاي وَالْمِيم)
ز م
زم. مز: (مستعملان) .
زم: قَالَ اللَّيْث: زَمَّ: فِعْلٌ من الزِّمام، تَقول: زَمَمْتُ
الناقَة أزمّها زَماً.
قَالَ: والعُصْفورُ تزمُّ بصَوْتٍ لَهُ ضَعِيف، والعِظامُ من
الزَّنابير يَفْعلن ذَلِك.
قَالَ: والذِّئب يَأْخُذ السَّخْلَة فيَحمِلها ويَذهَب بهَا زاماً،
أَي: رَافعا بهَا رأسَه، تَقول: قد ازدَمَّ سَخْلةً فذَهَب بهَا.
وَقَالَ أَبُو عُبيد: الزَّمُّ: التقدُّم، وَقد زَمَّ يزِمّ: إِذا
تقدَّم.
وأَنشَد:
أَن اخضَرَّ أَو أَنْ زَمَّ بالأنْف بازِلُهْ
وزَمَّ الرجلُ بأَنْفه: إِذا شَمَخ، فَهُوَ زَامٌ.
وَقَالَ اللّيث: زَمزَم العِلْجُ إِذا تكَلَّف الكلامَ عِنْد الْأكل
وَهُوَ مطبقٌ فَمَه.
وَمن أمثالهم: حَوْلَ الصِّلِّيَان الزَّمْزمة؛ والصِّلِّيانُ من أفْضل
المَرعَى، يُضرَب مَثَلاً للرجل يَحُوم حَوْلَ الشَّيْء وَلَا يُظهِرُ
مَرامَه. وأَصلُ الزَّمْزَمة: صوتُ المَجوسيّ
(13/121)
ُ وَقد حَجا؛ يُقَال: زَمْزَمَ وزَهْزَمَ؛
وَقَالَ الْأَعْشَى:
لَهُ زَهزَمٌ كالغَنّ
فَالْمَعْنى فِي المَثَل: أَن مَا تسمع من الْأَصْوَات والجَلَب لطلب
مَا يُؤكَل ويتمتّع بِهِ.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: زَمزم: إِذا حفظ الشَّيْء. ومزمز: إِذا
تعتع إنْسَانا. قَالَ: مزمّ وزام وازدم كُله: إِذا تكبر.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الزمزِمة من النَّاس: الْخَمْسُونَ
وَنَحْوهَا.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: هِيَ زَمْزَمُ وزَمَّمُ
وزُمَزِمٌ، وَهِي الشُّباعةُ، وهَزْمَةُ المَلِكِ، ورَكْضَةُ جبريلَ
لبئر زمزَم الّتي عِنْد الْكَعْبَة.
والرّعدُ يُزمزِم ثمَّ يُهَدْهِد؛ وَقَالَ الراجز:
تَهِدُّ بَين السَّحْر والغَلاصمِ
هَدّاً كهَدِّ الرَّعدِ ذِي الزَّمازِمِ
ابْن السكّيت: الزَّمّ مَصدَرُ زَمَمْتُ البعيرَ: إِذا عَلّقتَ
عَلَيْهِ الزَّمام.
قَالَ: وحَكَى ابنُ الأعرابيّ عَن بعض الْأَعْرَاب: لَا والّذي وَجْهِي
زَمَم بَيْتِه مَا كَانَ كَذَا وَكَذَا، أَي: قُبالتَه.
وَقَالَ غيرُه: أمرٌ زَمَم وأَمَمٌ وصَدَرٌ، أَي: مُقارب.
والإِزْمِيم: الهِلال إِذا دَقّ فِي آخِر الشَّهْر واستَقْوَس، قَالَ
ذُو الرُّمة:
قد أَقطَع الخَرْقَ بالخَرْقاءِ لاهِيةً
كَأَنَّمَا آلُها فِي الآلِ إزْمِيمُ
شَبَّه شخصَها فِيمَا شَخَص من الْآل بهلالٍ دقّ كالعُرْجون لضُمْرِها.
وَيُقَال: مائَة من الْإِبِل زُمْزُوم، مِثل الجُرْجور، وَقَالَ
الراجز:
زُمْزومُها جِلَّتُها الخِيارُ
أَبُو عُبَيْدَة: فرس مُزَمْزِم فِي صوتِه: إِذا اضْطربَ فِيهِ.
وزَمازِمُ النَّار: أصواتُ لَهَبِها؛ وَقَالَ أَبُو صَخْر الهُذَليّ:
زَمازِمُ فَوّارٍ من النّار شاصِب
والعَرب تَحكِي عَزِيف الجِنّ باللّيل فِي الفَلَوات بزِيزِيم، قَالَ
رؤبة:
تَسمَع للجِنّ بِهِ زِيزِيمَا
وَيُقَال: ازدَمّ الشيءَ إِلَيْهِ: إِذا مَدّه إِلَيْهِ.
مز: قَالَ اللَّيْث: المِزُّ: اسمُ الشيءِ المَزِيز، وَالْفِعْل مَزَّ
يَمَزّ، وَهُوَ الّذي يَقع مَوقِعاً فِي بلاغته وكثرته وجَوْدته.
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: المِزُّ: الفَضْل، يُقَال: هَذَا شيءٌ لَهُ
مِزٌّ على هَذَا أَي فَضْل. وَهَذَا أَمَزُّ من هَذَا، أَي: أَفضَل.
وشَيءٌ مَزِيز: فاضِلٌ.
وَقَالَ اللّيث: المُزُّ من الرُّمّان: مَا كَانَ طعمُه بَين حُموضةٍ
وحَلاوة.
قَالَ: والمُزّة: الخَمْرة اللَّذيذة الطعْم، وَهِي المُزَّاء، جُعِل
ذَلِك اسْما لَهَا، وَلَو كَانَ نعتاً لقلتَ مُزَّى.
(13/122)
وَقَالَ ابنُ عُرْس فِي جُنَيد بنِ عبد
الرَّحْمَن المُزِّي:
لَا تَحسَبَن الحربَ نَوْمَ الضُّحَى
وشُرْبَكَ المُزّاءَ بالباردِ
فلمّا بلغه ذَلِك قَالَ: كذَب عليّ واللَّهِ مَا شربتُها قطّ.
قَالَ: والمُزّاء: من أَسمَاء الْخمر؛ تكون فُعّالاً من المزية وَهُوَ
المفضلة تكون من أمزيت فلَانا على فلَان؛ أَي: فضلته.
أَبُو عبيد: المُزّاءُ: ضَرْبٌ من الشّراب يُسكِر.
وَقَالَ الأخطل:
بئس الصُّحاةُ وبئسَ الشُّرْبُ شرْبُهُم
إِذا جَرى فيهُم المُزّاءُ والسَكَرُ
وَقَالَ شمر: قَالَ بعضُهم: المُزّة: الخمرُ الّتي فِيهَا مَزازة؛
وَهِي طَعمٌ بَين الحلاَوة والحموضة؛ وأَنشدَ:
مُزّة قبلَ مَزْجِها فَإِذا مَا
مُزِجَتْ لَذَّ طعمُها من يَذُوقُ
قَالَ: وحَكى أَبُو زيد عَن الكلابيّين: شرابكم مُزٌّ وَقد مَزَّ
شَرابُكم أقبحَ المزَازة والمُزوزة، وَذَلِكَ إِذا اشتدت حُموضته.
وَقَالَ أَبُو سعيد: المَزّة بِفَتْح الْمِيم: الخمرُ؛ وَأنْشد قولَ
الْأَعْشَى:
وقَهوةً مُزّةً رَاوُوقُها خَضِلُ
وَأنْشد قولَ حسّان:
كأنَّ فاها قَهْوَةٌ مَزّة
حديثةُ العهدِ بفضِّ الخِتَام
أَبُو عُبيد عَن أبي عَمْرو: التمزُّز: شربُ الشَّرَاب قَلِيلا
قَلِيلا، وَهُوَ أقلُّ من التمزُّز، والمزّة من الرَّضَاع مثل المصَّة.
قَالَ طَاوس: المزة الْوَاحِدَة تُحرِّم، والمزْمَزة والبزبزةُ:
التحريكُ الشَّديد.
وَقَالَ الأصمعيّ: مَزْمَز فلانٌ فلَانا: إِذا حَرّكه وَهِي
المَزْمَزَة.
قَالَ: ومَصْمَص إناءه: إِذا حرّكه وَفِيه الماءُ ليغسِلَه.
(13/123)
|