تهذيب اللغة

كتاب الطَّاء من تَهْذِيب اللُّغَة
{أَبْوَاب المضاعف مِنْهُ

(بَاب الطَّاء والطاء)
ط ط
(طط) : أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الأطَطُ: الطويلُ، وَالْأُنْثَى طَطَّاء.
قلت: كَأَنَّهُ مَأْخُوذ من الطَّاط والطُّوط، وَهُوَ الطَّوِيل وَكَذَلِكَ القوف وَالْقَاف.

(بَاب الطَّاء والذال)
ط د
طد: أهمله اللَّيْث.
وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: الأدَطُ: المعوَجُّ الفَكّ.
قلت: المعروفُ فِيهِ الأدْوَط، فَجعله الأدَط، وهما لُغَتَانِ.
ط ت ط ظ ظ ذ: مهملات.

(بَاب الطَّاء والثاء)
(طث ثط:} مستعملات) :
طث: قَالَ اللَّيْث: الطّثُّ: لعبةٌ للصبيان يَرمون بخشبةٍ مستديرةٍ تسمَّى المطثّة.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: المِطَثّةُ: القُلَة. والمِطَثُّ: اللّعب بهَا.
قلت: هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عُمَر، وَالصَّوَاب: الطّثُّ: اللّعِب بهَا.
ثط: قَالَ اللَّيْث: الثّطُّ والنَّطُّ لُغَتَانِ، والثَّطُّ أَكثر وأصوب. قَالَ: والثَّطَطُ مصدرُ الأثطّ، يُقَال: ثَطّ يَثُطُّ ثَطَطاً.
قَالَ: وَمن قَالَ رجلٌ ثَطٌّ، قَالَ: ثَطّ يَثِطّ ثطّاً وثُطُوطاً.
قَالَ: والثَّطّاء مِن النِّساء: الّتي لَا إِسْبَ لَهَا؛ يَعْنِي شِعْرةَ رَكَبِها.
أَبُو العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: الأَثَطّ الرّقيق الحاجِبَين. قَالَ: والثُّطَطُ والزُّطَطُ: الكَوْسَج.
ورَوَى عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: الثَّطّة:

(13/199)


خُشَيْبة الغال.
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: رَجُلٌ ثَطٌّ من قَوْم ثُطّان وثِطط وثِطاطٍ، بيّن الثُّطوطة والثُّطاطة، وَهُوَ الكَوْسَج.
قَالَ: ورجلٌ ثَطَّ الحاجِبَين، وَامْرَأَة ثَطّة الحاجِبين؛ لَا يُستغنَى فِيهِ عَن ذِكر الحاجبين، وَكَذَلِكَ رَجُلٌ أَطرَط الحاجِبَين، وَرجل أَمرَط وَامْرَأَة مَرْطاء الحاجبين، لَا يُستغنَى عَن ذِكر الحاجبين.
قَالَ: وَرجل أَنْمَص: وَهُوَ الّذي لَيْسَ لَهُ حاجبان، وَامْرَأَة نَمْصاء، يُستغنَى فِي الأنْمص والنَّمصاء عَن ذِكر الحاجبين.

(بَاب الطَّاء وَالرَّاء)
ط ر
طر، رط، طرط: مستعملات.
طرط: قَالَ أَبُو زيد: رجُلٌ أطرَط الحاجِبَين، وأَمرَط الحاجِبَين: لَيْسَ لَهُ حاجبان، وَلَا يُستغنَى عَن ذِكر الحاجِبين.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: فِي حاجِبَيه طَرَط، أَي: رِقّة شَعر. قَالَ: والطّارِط: الحاجبُ الخفيفُ الشّعر.
رط: أهمَلَه اللَّيْث.
وأخبَرَني المنذريّ عَن أبي العبّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الرَّطِيطُ والرَّطِيءُ: الأحمَقُ، وجمعُه رَطائِط؛ وأَنشد:
أَرِطُّوا فقد أقْلَقْتُمُ حَلَقاتِكُمْ
عسَى أَن تَفُوزُوا، أَن تَكُونُوا رَطائطا
يَقُول: قد اضطرَبَ أمرُكم من جِهَة الجِدّ والعَقْل، فأحمُقُوا لعلّكم تَفوزُون بجَهْلِكم وحُمْقِكم.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: تَقول للرّجل رُطّ، رُطْ: إِذا أمرتَه أَن يَتحامَق مَعَ الحَمْقَى ليَكُون لَهُ فيهم جَدّ.
وَيُقَال: استَرْطَطتُ الرّجلَ واستَرْطَأْتُه: إِذا استَحْمَقْتَه.
طر: قَالَ اللَّيْث: الطَّرُّ كالثَّلّ، يطُرُّهم بالسّيف طرّاً.
وَقَالَ الأصمعيّ: أَطَرَّه يُطِرُّه إطْرَاراً: إِذا طَرَدَه؛ قَالَ أَوس:
حتّى أُتيحَ لَهُ أَخُو قَنَصٍ
شَهْمٌ يُطِرُّ ضَوارياً كُثَبا
وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: أطَرَّ يُطِرُّ: إِذا أَدَلَّ، وَيُقَال: غَضَبٌ يُطِر: إِذا كَانَ فِيهِ إدْلال.
وَقَالَ غيرُه: غَضَبٌ مُطِرٌّ: جاءَ مِن أطْرارِ البِلاد.
قَالَ: وَيُقَال: طَرَّ الإبلَ يَطِرّها: إِذا مَشَى من أحد جانِبَيْها ثمّ مِن الآخَر ليقوِّمها.
أَبُو عبيد عَن الأمويّ: جَاءَ فلانٌ مُطِرّاً، أَي: مستطيلاً مُدِلاًّ؛ وأَنشد:
غَضِبْتُم علينَا أَن قَتَلْنا بخالدٍ
بَنِي مالكٍ هَا إنّ ذَا غَضَبٌ مُطِرُّ
قَالَ: وَمن أمثالهم فِي جَلادةِ الرَّجل: أَطِرِّي فإنّك ناعِلةِ، أَي: اركب الأمرَ

(13/200)


الشديدَ فإِنّكَ قوي عَلَيْهِ، وأصلُ هَذَا أنّ رجلا قَالَ لراعية لَهُ وَكَانَت تَرعَى فِي السُّهولة وتَترك الحُزونة، قَالَ: وأَطِرِّي: خُذي طُرَرَ الْوَادي وَهِي نواحيه، فإِنّكِ ناعلَة، فإِن عَلَيْك نَعلَين.
وَقَالَ أَبُو سعيد: أطرِّي، أَي: خُذِي أطرَارَ الْإِبِل أَي: نَوَاحِيهَا، يَقُول: حُوطيها من قواصيها، واحفَظيها من جَمِيع نَوَاحِيهَا يُقَال: طرِّي وأَطِرِّي، وَنَحْو ذَلِك روى ابْن هانىء عَن الْأَخْفَش.
وَقَالَ ابْن السكّيت فِي قَوْلهم: أَطرِّي فَإنَّك ناعِلة، أَي: أدلِّي فإنّ عليكَ نَعْلَين.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيَّ: طُرَّ الرجلُ: إِذا طُرِدَ.
قَالَ: والطُّرِّي: الأتان المطرودة.
والطُّرَّى: الحمارُ النشيط.
قَالَ: وَيُقَال: طَرّ شارِبُه، بَعضهم يَقُول: طُرَّ، وَالْأولَى أفْصح.
أَبُو عُبيد عَن الْكسَائي: طَرَّ النَّبَات يَطُرّ طُروراً: إِذا نبت، وَكَذَلِكَ الشارِب، وَكَذَلِكَ شعر الوحْشي إِذا أنسَلَه ثمَّ نبت.
وَقَالَ اللَّيْث: فَتى طارٌّ: إِذا طَرَّ شَاربه.
وَقَالَ أَبُو عُبيدة: طررتُ الحديدةَ أطرُّها طُرُراً: إِذا أَحَدْدَتها.
وَقَالَ اللَّيْث: سِنانٌ مَطْرور وطَرِير: محدَّد، ورجلٌ طريرٌ: ذُو طرَّةٍ وهيئةٍ حَسَنَة.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: رجل جميلٌ طرِيرٌ، وَمَا أطرَّه، أَي: مَا أجملَه.
وَمَا كَانَ طريراً، وَلَقَد طرَّ.
وَيُقَال: رأيتُ شَيخا طريراً جميلاً. وقومٌ طرارٌ بيِّنُو الطَّرارة.
وَقَالَ المتلمِّس:
ويُعجِبُك الطَّرِيرُ فتَبْتَليه
فيُخلِفُ ظَنك الرجلُ الطَّرير
أَي: الْحسن.
وَقَالَ اللَّيْث: الطُّرَّة: الثَّوْب، وَهِي شبه عَلَمين يُخاطان بجانبي البُرْد على حَاشِيَته.
والطُّرَّة: طُرة الْجَارِيَة، وَذَلِكَ أَن يُقطع لَهَا من مقدَّم ناصيتها، كالطُّرة تَحت التَّاج.
قَالَ: والطُّرُور: طُرّة تُتَّخذ من رامِكٍ.
وَقَالَ الأعرابيّ: الطَّرِير السهْم الْحسن القُذَذ.
قَالَ: والطَّرَّة: الإلقاحُ من ضَرْبة وَاحِدَة.
وَقَالَ الْكسَائي: طَرّت يَده تطرّ، وترّت تَتُرّ.
قَالَ: وأطرَّها الْقَاطِع وأترَّها.
وَفِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء: ونشأتْ طرَيْرةٌ من السَّحَاب، وَهِي تَصْغِير طُرّة، وَهِي قطعةٌ مِنْهَا تبدُو من الأُفق مستطيلة.
وَيُقَال: طَرَّرَت الْجَارِيَة تطريراً: اتَّخذت لنَفسهَا طُرّة.
وَيُقَال: رأيتُ طرّة بني فلَان: إِذا نظرت إِلَى حِلَّتهم من بعيد: إِذا آنست بُيُوتهم.
وَقَالَ الْفراء وَغَيره: يُقَال للطبق الَّذِي

(13/201)


يُؤكل عَلَيْهِ الطَّعَام: الطِّرِّيان، بِوَزْن الصِّلِّيان؛ وَهُوَ فِعْلِيان من الطَّرّ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: يُقَال للرجل طُرْطُرْ: إِذا أَمرته بالمجاورة لبيت الله الْحَرَام، والدوام على ذَلِك.
قَالَ: والطُّرْطورُ: الوغْد الضَّعِيف من الرِّجَال والجميع الطِّراطير، وَأنْشد:
قد عَلمتْ يَشْكُرُ مَن غُلامُها
إِذا الطَّراطيرُ اقشعرَّ هامُها
وَقَالَ غَيره: الطَّرّ: الْقطع، وَمِنْه قيل للَّذي يقطع الهمايين: طَرّار.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الطُّرّتان من الْحمار الوحشيّ: مَخَطُّ الجنبين.
وَقَالَ أَبُو ذؤيبٍ يصف رامياً رَمْى عَيْراً وأُتُناً:
فَرَمَى فأنفذَ مِن نحوص عائطٍ
سَهْما فأنفَذَ طُرَّتيه المِنزَعُ
وَقَالَ أَبُو زيد: المِطرة والمَطَرة: الْعَادة، بتَشْديد الرَّاء.
وَقَالَ الْفراء: هِيَ المطرة مُخَفّفَة الرَّاء.
وَفِي (نَوَادِر الْأَعْرَاب) : رَأَيْت بني فلَان بطِرَ: إِذا رَأَيْتهمْ بأجمعهم.
قلت: وَمِنْه قَوْلهم: جَاءَ القومُ طُرّاً، أَي: جَمِيعًا.
قَالَ الْمبرد: قَالَ يُونُس: الطُّراسم للْجَمَاعَة اسمٌ.
قَالَ: وَقَوْلهمْ: جَاءَنِي الْقَوْم طُرّاً، نصب على الْحَال. وَيُقَال: طَرَرْت الْقَوْم، أَي: مَرَرْت بهم جَمِيعًا.
وَقَالَ غَيره: طرٌّ: أقيم مقَام الْفَاعِل وَهُوَ مَصدر، كَقَوْلِك: جَاءَنِي القومُ جَمِيعًا.
وَقد قَالَ بَعضهم: طُرّاً، أَي: طَرَأَ يطْرَأ، أَي: أقبَل كَأَنَّهُ فِعْل مِنْهُ. وَالْقَوْل مَا قَالَ يُونُس.
وَقَالَ الْفراء: يُقَال: أطرّ الله يدَ فلَان وأطنَّها، فطرَّت وطَنّت، أَي: سَقَطت. وأطْرارُ الْبَلَد: نواحيه، الْوَاحِدَة طُرّة، وطرة كلِّ شَيْء: ناحيتُه.

(بَاب الطَّاء وَاللَّام)
(ط ل)
طل لط: (مستعملات) .
طل: قَالَ اللَّيْث: الطَّلُّ: المطرُ الصغارُ الْقطر الدَّائِم وَهُوَ أرسخُ الْمَطَر ندًى. وَيُقَال: طلّت الأرضُ، وَيُقَال: رحُبتْ بلادُك وطلّتْ.
أَبُو عبيد: الْأَصْمَعِي: أخفُّ الْمَطَر وأضعفُه: الطّلُّ، ثمَّ الرذاذ، ثُم البغْشُ. وَقد طُلت السَّمَاء.
وَقَالَ الْكسَائي: أَرض مَطْلُولة من الطَّلّ.
وَقَالَ اللَّيْث: الإطلالُ: الإشراف على الشَّيْء. وطَللُ السَّفِينَة: جِلالها، والجميع الأطلال.
وطللُ الدَّار: يُقَال: إِنَّه مَوْضِعه من صَحْنها يُهيّأُ لمجلس أَهلهَا.

(13/202)


وَقَالَ أَبُو الدُّقَيش: كَأَن يكون بِفنَاء كلِّ بَيت دُكّان عَلَيْهِ المأكل وَالْمشْرَب، فَذَلِك الطَّلل.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: الطلل: مَا شَخَصَ من الدِّيار، والرَّسمُ مَا كَانَ لاصقاً بِالْأَرْضِ.
سَلمَة عَن الفرّاء: الطُّلّة: الشَّرْبة من اللَّبن. والطَّلَّة: النِّعْمَة. والطَّلَّة: الْخمْرَة السلسلة. والطِّلّة: الحُصر.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الطليل: الْحَصِير. قَالَ: والمطلل: الضباب.
ورُوَي عَن عَمْرو عَن أَبِيه أَنه قَالَ: الطليلة: البُورِياءُ.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: الْبَارِي لَا غير.
وَقَالَ أَبُو زيد: للنّدى الَّذِي تخرجه عروقُ الشّجر إِلَى غُصونها: طَلٌّ، وَيُقَال: رَأَيْت نسَاء يتطالَلْنَ من السطوح، أَي: يتشوفْن. وَيُقَال: حيّا الله طُلَلَك وأطلالك، أَي: مَا شخص من جسدك.
وخمرةٌ طلّة، أَي: لذيذة.
وحديثٌ طلّ، أَي: حَسَن.
وَيُقَال: مَا بالناقة طَلّ، أَي: مَا بهَا لبن.
وَيُقَال: فرسٌ حَسن الطّلالة: وَهُوَ مَا ارتفَعَ من خَلْقه.
أَبُو العَمَيثل: تطاللْتُ للشَّيْء، وتطاوَلْتُ لَهُ بِمَعْنى وَاحِد.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: التَّطالُّ: الاطَّلاع من فَوق الْمَكَان، أَو من السِّتر.
أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: طَلَّة الرجل: امرأتُه، وَكَذَلِكَ خَتَنُه.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو زيد: طُلَّ دَمُه وطَلَّه اللَّهُ. قَالَ: وَلَا يُقَال طَلّ، وَلَكِن يُقَال أُطِلّ.
وَقَالَ الكسائيّ: طَلَّ الدمُ نفسُه.
وَفِي الحَدِيث: أنّ رجلا عَضَّ يدَ رجل فانتَزَع يدَه مِن فِيهِ فسقطتْ ثَناياه فطَلَّها، أَي: أهدَرها وأَبْطَلها.
شمر عَن خَالِد بن جَنْبة: طَلَّ بَنو فلانٍ فلَانا حَقَّه يَطُلُّونه: إِذا مَنَعوه إِيَّاه وحَبَسوه مِنْهُ.
وَقَالَ غَيره: طَلَّه حَقه، أَي: مَطَله، وَمِنْه قولُ يحيى بن يَعمَر لزوْج المرأةِ الَّتِي حاكمتْه إِلَيْهِ طالبةً مَهَرها: أنشَأتَ تَطُلُّها: وتَضْهَلُها. تطلُّها، أَي: تمْطُلُها.
عَمْرو عَن أَبِيه: الطِّلَّ: الْحَيَّة. والطُّلَى: الشَّرْبةُ من اللَّبن.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: هُوَ الطَّل بِالْفَتْح للحيّة، وَيُقَال: أطَلّ فلانٌ على فلانٍ بالأذَى: إِذا دَامَ على إيذائه. قَالَ: والطُلْطُل: المَرَض الدَّائِم.
أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: يُقَال: رَمَاه اللَّهُ بالطُّلاطِلة، وَهُوَ الداءُ العُضال الَّذِي لَا يُقدَر لَهُ على حِيلة، وَلَا يَعرِف المُعالج موضعَه.
قَالَ: والطُّلاَطلة: من أَسمَاء الداهية.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الطّلطلُ: الداهية.
وَقَالَ أَبُو حَاتِم: رَمَاه الله بالطُّلاطلة،

(13/203)


وَهِي الذِّبْحة الَّتِي تُعْجِله.
قَالَ: وسمعتُ الأصمعيّ يَقُول: الطّلاطلة: هِيَ اللحمة السائلةُ على طَرَف المسْتَرَط.
وَيُقَال: وقعتْ طلاطِلَته، يَعْنِي لَهَاتَه: إِذا سَقطتْ.
لط: أَبُو عبيد: لطَطْتُ الشَّيْء أَلُطّه لَطّاً، أَي: سَتَرْته وأَخفَيْتُه؛ وأَنشد:
وَلَقَد ساءَها البياضُ فلَطَّتْ
بحجابٍ من دُوننا مَصْدوف.
واللّطّ فِي الْخَبَر: أَن تكتُمه وتُظْهَر غيرَه، وَهُوَ من السّتر أَيْضا، وَمِنْه قولُ الشَّاعِر:
وَإِذا أَتاني سَائل لَم أعْتَلِلْ
لألُطَّ مِنْ دُونِ السَّوامِ حِجابِي
وَقَالَ اللَّيْث: ثَطّ فلانٌ الحَقّ بِالْبَاطِلِ، أَي: سَتَره، والناقةُ تَلِطُّ بذَنبِها: إِذا ألزَقَتْه بفَرْجِها وأدخَلَتْه بَين فَخذَيها، وقَدِم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أعشَى بني مازِن فَشكَا إِلَيْهِ حَليلَته، وأنشده:
إليكَ أَشْكو ذِرْيَةً مِنَ الذِّرَبْ
أَخْلَفت العَهْدَ ولَطّتْ بالذَّنَبْ
أَرَادَ أَنَّهَا منعت موضعَ حَاجته مِنْهَا كَمَا تَلِطّ النَّاقة فرجَها بذَنبها إِذا امتنعتْ على الْفَحْل أَن يضْرِبها.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: لَطَّ الغَريمُ وأَلَطّ: إِذا مَنع الحَقّ، وفلانٌ مُلِطٌّ، وَلَا يُقَال: لاطٌّ.
وَفِي الحَدِيث: (لَا تُلْطِط فِي الزَّكاة) ، أَي: لَا تَمنَعْها.
وَقَالَ أَبُو سعيد: إِذا اختَصَم رجلَانِ فَكَانَ لأحدِهما رَفِيد يَرفِده ويَشُدّ على يدِه فَذَلِك المُعين هُوَ المُلِطّ، والخَصْم هُوَ اللاّطّ.
ورَوَى بعضُهم قولَ يحيى بن يَعْمَر: أنشَأْتَ تَلُطُّها، أَي: تَمنَعُها حَقَّها من المَهْرَ.
وَقَالَ أَبُو عُبَيد: قَالَ الأصمعيّ: اللِّطْلِط: العَجوزُ الْكَبِيرَة.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هِيَ من النُّوق المُسِنَّة الَّتِي قد أُكِلَت أَسنانُها.
وَقَالَ اللَّيْث: المِلْطاط: حَرْفٌ من الجَبَلَ فِي أَعْلَاهُ. ومِلْطاطُ البعيرِ: حَرْفٌ فِي وَسَط رَأسه.
وَقَالَ غَيره: المِلْطاط: طَرِيق على سَاحل الْبَحْر.
وَقَالَ رؤبة:
نحنُ جَمعْنا الناسَ بالمِلْطاطِ
فِي وَرطَةٍ وَأَيُّما إيراطِ
وَقَالَ ابْن دُرَيد: مِلْطاط الرَّأْس: جُمْلَته.
سَلَمة عَن الْفراء: يُقَال لصُوَيْج الخَبّاز: المِلْطاط والمِرْقاق.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: اللَّط: السَّتْر. واللُّط: القلادة من حَبّ الحَنْظَل.
وأَنشد:

(13/204)


إِلَى أميرٍ بالعراقِ تَطِّ
وَجْهِ عَجوز جُلِيَتْ فِي لَطِّ
تَضحك عَن مِثل الَّذِي تُغَطِّي
أَرَادَ أَنَّهَا بَخْراءُ الفَمِ.
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: هَذَا لِطاط الجَبَل، وَثَلَاثَة أَلِطّة، وَهُوَ طَرِيق فِي عُرض الجَبَل. قَالَ: والقِطاطُ حافَةُ أَعْلَى الكَهْف، وَهِي ثلاثَةُ أقِطّة.

(بَاب الطَّاء وَالنُّون)
(ط ن)
طن نط: (مستعملة) .
طن: قَالَ اللَّيْث: الطُّنّ: ضَرْبٌ من التَّمر. والطُّنُّ: الحُزْمةُ من القَصَب، والطَّنِين: صوتُ الأُذُن، والطَّسْتِ وَنَحْوه: وطنَّ الذُّباب: إِذا مَرَج فسمِعتَ لطَيَرانه صَوتا. قَالَ: والإطْنانُ: سُرعةُ القَطْع، يُقَال: ضربتُه بِالسَّيْفِ فأَطْنَنْتُ بِهِ ذِراعَه، وَقد طَنّتْ تَحْكِي بذلك صوتَها حِين سَقطَتْ.
وَقَالَ غيرُه: ضَرَب رِجلَه فأَطنَّ ساقَه وأَطرَّها، وأَتَنَّها، وأَترّها، بِمَعْنى وَاحِد.
أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: طَنَّ الْإِنْسَان إِذا مَاتَ، وَكَذَلِكَ لَعِق إصبَعَه.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: يُقَال لبَدَن الْإِنْسَان وغيرِه من سَائِر الْحَيَوَان: طُنٌّ وأَطْنَانٌ وطِنان وطنان، وَمِنْه قولُهم: فلَان لَا يَقوم بطُنّ نَفْسِه، فَكيف بغيرِه.
أَبُو الْهَيْثَم: الطُّنّ: العِلاَوَة بَين العِدْلَين، وأَنشَد:
بَرَّح بالصِّينيِّ طُولُ المَنِّ
وسَيْرُ كلِّ رَاكب أَدَنِّ
معترِضٍ مِثلِ اعتراضِ الطُّنّ
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الطُّنِّيّ من الرِّجَال: العظيمُ الْجِسْم.
شمر عَن ابْن السَّمَيْدع: رَجلٌ ذُو طَنْطانٍ، أَي: ذُو صَخَب، وأَنشَد:
إِنَّ شَرِيَبْيك ذَوا طَنْطانِ
خلوذْ فأَصْدِرْ يومَ يُورِدَانِ
قَالَ: وطَنين الذُّباب صوتُه. وَيُقَال: طَنْطَن طَنْطَنَةً، ودَنْدَنَ دَنْدَنة بمعنَى وَاحِد. والطَّنْطَنة أَيْضا: ضَرْب الْعود ذِي الأوتار.
نط: أهمله اللَّيْث.
ورَوَى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: النَّطّ: الشَّدّ، يُقَال: نَطَّه ونَاطَه، قَالَ: والأَنَطّ: السَّفَرُ الْبعيد وعَقَبةٌ نَطَّاء.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: رجلٌ نَطّاطٌ: مِهْذارٌ كثيرُ الْكَلَام.
وَقَالَ عَمْرو بنُ أَحمَر:
وَإِن كُنْت نطّاطاً كثير المَجاهِلِ
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: نَطْنَط الرجلُ: إِذا باعَدَ سَفَره. والنُّطُط: الْأَسْفَار الْبَعِيدَة. انْتهى وَالله أعلم.

(13/205)


(بَاب الطَّاء وَالْفَاء)
(ط ف)
طف فط: (مستعملة) .
فط: أهمله اللَّيْث.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ أَنه قَالَ: فَطْفَط الرجلُ: إِذا لم يُفهَم كلامُه. قَالَ: والأَفَطّ: الأفْطَس.
طف: قَالَ اللَّيْث: الطَّفُّ: طَفُّ الفُراتِ، وَهُوَ الشاطىء.
قَالَ: والطُّفاف: مَا فَوْقَ المِكْيال. والتَّطفِيف: أَن يُؤْخَذ أَعْلاَه وَلَا يُتم كَيْلَه، فَهُوَ طَفّاف. وإناء طَفّاف.
وَيُقَال: هَذَا طَفُّ المِكْيال وَطِفافُه: إِذا قَارب ملأَهُ وَلما يمتلىء، وَلِهَذَا قيل للَّذي يُسيء الكيلَ وَلَا يُوفِّيه: مطفِّف، يَعْنِي إِنَّه إِنَّمَا يبلغ الطِّفاف.
ابْن السّكيت عَن أبي عُبَيْدَة: يُقَال: طَفاف المَكّوك وطِفافُه، مثل جَمام المَكّوكِ وجِمامه، فِي مثل بَاب فَعالٍ وفِعال.
أَبُو عُبيد عَن الكسائيّ: إناءٌ طَفّافُ وَهُوَ الَّذِي يبلغ الكَيلُ طفافَه. وجَمّان بلَغَ جِمامه، وَقد أطفَفْته وأجْمَمتُه.
وَقَالَ أَبُو زيد: فِي الْإِنَاء طِفافَه وطَفَفه.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: طِفاف المَكوكِ وطَفافه.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق فِي قَول الله جلّ وعزّ: {} (المطففين: 1) قَالَ: المطفِّفون: الَّذين يَنقُصون المكيالَ وَالْمِيزَان، وَإِنَّمَا قيل للْفَاعِل مُطَفِّف لأنّه لَا يكَاد يَسرِق فِي المِكيال والمِيزان إلاّ الشيءَ الخفيَّ الطفيفَ، وَإِنَّمَا أُخِذ من طَفّ الشيءِ وَهُوَ جانِبُه، وَقد فسّره بقوله تَعَالَى: {يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} (المطففين: 3) ، أَي: يَنقُصون.
أَبُو عُبَيد عَن أبي زيد: خُذ مَا أطَفَّ لَك، أَي: مَا أَشرَف لَك.
وَقَالَ الكسائيّ: خذْ مَا طَفّ لَك، وأَطَفَّ لَك، واستَطَفّ.
قَالَ أَبُو زيد: ومِثلُه خُذْ مَا دَقَّ لَك واستَدَقّ، أَي: تهيّأ.
أَبُو عبيد عَن الكسائيّ فِي بَاب قَناعة الرجل بِبَعْض حَاجته: كَانَ الكسائيُّ يَحكِي عَنْهُم خُذْ مَا طَفَّ لَك، ودَعْ مَا استَطَفَّ لَك، أَي: ارْضَ بِمَا أَمكَنكَ مِنْهُ.
اللَّيْث: أطَفَّ فلانٌ لفُلَان: إِذا طَبَنَ لَهُ وَأَرَادَ خَتْلَه، وأَنشَد:
أَطَفَّ لَهَا شَثْنُ البَنان جُنَادِفُ
قَالَ: واستَطَفَّ لنا شيءٌ، أَي: بَدَا لنا شَيْء لنأخذه.
وَقَالَ عَلْقمة يصفُ ظَلِيماً:
يَظَلُّ فِي الْحَنظَل الخطْبانِ يَنقفُه
وَمَا استَطَفَّ من التَّنُّومِ مَحْذُومُ
قَالَ: والطَّفيفُ: الشيءُ الخَسِيس الدُّون. قَالَ: والطَّفْطفة مَعْرُوفَة وَجَمعهَا طَفاطِف؛ وأَنشَد:

(13/206)


وتَارَةً يَنْتهِسُ الطَّفاطِفَا
قَالَ: وبعضُ العَرَب يَجعل كلَّ لَحم مضطرِب طفْطَفة. وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
قليلٌ لَحمُها إلاّ بقايا
طَفاطِفِ لَحْمِ مَنْحُوصٍ مَشِيقِ
وَفِي حَدِيث ابْن عمر: أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَبَّقَ بينَ الخيلِ فطفَّفَ بِي الفَرَسُ مسجَد بني زُرَيق. قَالَ أَبُو عُبيد: يَعْنِي أنّ الْفرس وَثَب حتّى كَاد يُساوِي الْمَسْجِد، وَمن هَذَا قيل: إناءٌ طَفّان، وَهُوَ الّذي قَرُب أَن يَمتلىءَ ويُساوِي أَعلَى المِكْيال، وَمِنْه التَّطفيف فِي الكَيْل.
وَفِي حَدِيث آخر: (كلُّكم قريبُ بَنو آدمَ طَفُّ الصّاع لصاع) ، أَي: كلُّكم قريبٌ بعضُكم من بعض، لأنّ طَفَّ الصّاع قريبٌ من ملْئِه، (فَلَيْسَ لأحد فضلٌ على أحدٍ إلاّ بالتقوى) ، ويُصدِّق هَذَا قولَه: (الْمُسلمُونَ تتكافَأُ دِمَاؤُهُمْ) . والتّطفيف فِي المِكْيال: أَن يَقرُب الإناءُ من الامتلاء. يُقَال: هَذَا طَفُّ المِكْيال وطِفافُه.
أَبُو زيد: أَطَلَّ على مالِه وأَطَفَّ عَلَيْهِ، مَعْنَاهُ: أنّه اشتَمَل عَلَيْهِ فَذَهب بِهِ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: هُوَ الطَّفْطَفة والطِّفْطِفة، والْخَوشُ والصُّقْل والسولا والأفَقَة: كلُّه الخاصرة.
ابْن هانىء عَن أبي زيد: خُذ مَا طَفَّ لَك وَمَا استَطَفّ، أَي: مَا دَنَا وقَرُب. وَالله أعلم انْتهى.

(بَاب الطَّاء وَالْبَاء)
(ط ب)
طب بط: (مستعملة) .
طب: قَالَ أَبُو عبيد فِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (أنّه احتَجَم بقَرْن حينَ طُبَّ) .
قَالَ أَبُو عبيد: طُبَّ، أَي: سُحِر، يُقَال مِنْهُ: رجلٌ مَطْبوب. ونرى أنّه إنّما قيل لَهُ: مَطْبوب لأنّه كُنِيَ بالطِّبّ عَن السِّحْر، كَمَا كَنَوْا عَن اللَّديغ فَقَالُوا: سَلِيم، وَعَن الفَلاةِ وَهِي مَهْلَكة فَقَالُوا: مَفازَة، تَفاؤلاً بالفَوْز والسلامة.
قَالَ: وأصلُ الطَّبِّ: الحِذْقُ بالأشْياء والمَهارةُ بهَا، يُقَال: رجُل طَبٌّ وطَبيب: إِذا كَانَ كَذَلِك، وَإِن كَانَ فِي غير علاج المَرَض، قَالَ عنترة يُخَاطب امْرَأَة:
إنْ تُغْدِ فِي دَونِي القِناعَ فإِنّنِي
طَبٌّ بأَخْذ الفارِسِ المُسْتلئِم
وَقَالَ عَلقمة بن عَبَدة:
فَإِن تَسأَلوني بالنِّساء فَإِنِّي
بصيرٌ بأدْواءِ النِّساء طَبيبُ
بِالنسَاء، أَي: عَن النِّسَاء.
ابْن السكّيت: فلَان طَبٌّ بِكَذَا وَكَذَا، أَي: عالمٌ بِهِ وفَحْلٌ طَبٌّ: إِذا كَانَ حاذِقاً بالضِّراب، قَالَ: والطِّبُ: السِّحْر، وَيُقَال: مَا ذَاك بِطَبِّي، أَي: بدَهْرِي، وأَنشَد:
إنْ يَكُن طِبُّكِ الزَّوَالَ فَإِن الْ

(13/207)


بَيْنَ أَن تَعطِفي صُدورَ الجِمالِ
وَقَالَ اللَّيْث: بَعيرٌ طَبّ: وَهُوَ الّذي يتعاهدُ موضعَ خُفّه أينَ يَضَعه.
وَقَالَ شمر: قَالَ الْأَصْمَعِي: الطِّبّة والخِبّةُ والخَبِيبة والطَّبابة، كلُّ هَذَا طرائق من رَمْل وسَحَاب.
وَقَالَ اللّيث: الطِّبّة: شُقّةٌ مستطيلة من الثَّوْب، وَكَذَلِكَ طِبَبُ شُعاعِ الشّمس.
أَبُو عُبَيد عَن الْأَصْمَعِي: الطِّبَابة الَّتِي تجعَل على مُلتقَى طَرَفَي الجِلْد إِذا خُرِز فِي أَسْفَل القِرْبة والسِّقاء والإداوة.
أَبُو زيد: فَإِذا كَانَ الجِلد فِي أسافِل هَذِه الْأَشْيَاء مَثْنِيّاً ثمَّ خُرِز عَلَيْهِ فَهُوَ عِراقٌ، وَإِذا سُوِّيَ ثمَّ خُرِز غيرَ مَثْنِيَ فَهُوَ طِبَاب. قَالَ: وَقَالَ أَبُو زِيَاد الْكلابِي نَحْو قَول الْأَصْمَعِي وَأبي زيد، وَقَالَ الْأمَوِي مثله. وَقَالَ: طَبِبْتُ السِّقاء: رَفَعْتُه. وَقَالَ اللَّيْث: الطِّبَابَة من الخُرَز: السَّيْر بَين الخُرْزَتين. قَالَ: والتَّطْبيب: أَن يعلِّق السِّقاء من عَمُود البَيْت ثمَّ تَمخَضُهُ. قلتُ: لم أَسمَع التطبيبَ بِهَذَا الْمَعْنى لغير اللَّيْث وأَحسِبه التّطنيب كَمَا يُطنَّب البَيْت. وَيُقَال لكل حاذقٍ بعملِه: طَبِيب. وَقَالَ المرّار فِي الطَّبِيب وَأَرَادَ بِهِ القَيْن:
تَدِينَ لمَزْرُورٍ إِلَى جَنْبِ حَلْقَةٍ
من الشِّبْهِ سَوَّاها بِرفقٍ طبيبُها
وَجَاء رجلٌ إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَرَأى بَين كتِفَيْه خاتَمَ النُّبُوَّة، فَقَالَ: إِن أذنتَ لي عالجتُها، فَإِنِّي طَبِيب، فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم طَبيبُها الّذي خَلَقَها مَعْنَاهُ: العالِمُ بهَا خالِقُها الّذي خَلَقها لَا أَنْت.
أَبُو عُبَيد عَن الْأَحْمَر: من أمثالهم فِي التَّنَوُّق فِي الْحَاجة وتحسينِها: اصْنَعْه صنْعَة مَن طَبّ لمن حَبّ، أَي: صَنعةَ حاذِق لمن يُحبُّه.
وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال: إِن كنت ذَا طِبّ فطِبَّ لنَفْسِك وَطِبَّ لنَفسك، وَطبّ لنَفسك، أَي: ابدأ أَولا بإصلاح نَفسك، وَيُقَال: جاءَ فلانٌ يَستطِيب لوَجَعه، أَي: يستَوْصِفُ.
وَقَالَ ابْن هانىء يُقَال: قَرُبَ طِبٌّ، قَرُبَ طِبّاً، كَقَوْلِك نعِمَ رجلا وَهَذَا مَثَلٌ يُقَال للرجل يَسأَل عَن الْأَمر الّذي قد قَرُب مِنْهُ، وَذَلِكَ أَن رجلا قَعَد بَين رِجْلَي امرأةٍ فَقَالَ لَهَا: أبِكْرٌ أم ثيّب؟ فَقَالَت قرُبَ طِبٌّ: والطِّبابُ من السَّماء: طريقةٌ، وطُرَّة. وَقَالَ أُسامة الْهُذلِيّ:
أَرَتْهُ من الجَرْباءِ فِي كلِّ مَنْظَرٍ
طِباباً فمثواه النهارَ المرَاكِدُ
وَذَلِكَ أَن الأُتُن ألجأَت المِسْحَل إِلَى مَضيقٍ فِي الجَبَل لَا يَرى فِيهِ إِلَّا طُرةً من السَّمَاء.
وَقيل: الطِّبابُ: طرائِقُ الشَّمْس إِذا طَلَعتْ، وَيُقَال: طَبَّبْتُ الدِّيباجَ تطبيباً: إِذا أدخلتَ بِنيقَة تُوسِعُه بهَا، وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الطُّبّة: السيرُ الَّذِي يكون أسفَلَ القِرْبة،

(13/208)


وَهُوَ تَقارُب الخُرَز قَالَ: وَيُقَال: طَبطَب الماءَ: إِذا حركه. وَقَالَ اللَّيْث: طَبْطَب الْوَادي طَبْطَةً: إِذا سالَ بِالْمَاءِ فسمعتَ لصوتهِ طَباطِبَ، وأَنشَد:
طَبْطَبةَ المِيثِ إِلَى جِوائها
قَالَ: والطَّبطَبةُ: شيءٌ عَريض يُضرَب بعضُه بِبَعْض والطَّبْطابةُ: خَشَبةٌ عريضةٌ يَلعَب الفارسُ بهَا بالكُرَة.
بَطَّ: قَالَ اللَّيْث: بَطَّ الجُرحَ بَطّاً، وبَجَّه بَجّاً: إِذا شَقّه. والمِبَطّة: المِبْضَع. قَالَ: والبَطّة بلُغة أهلِ مكّة: الدّبة. والبَطّ مَعْرُوف. والواحدة بَطّة.
يُقَال: بطّةٌ أُنْثَى وبَطّةٌ ذَكَر.
أَبُو عُبيد عَن أبي زيد: جاءَنا بأمْرٍ بَطيطٍ؛ أَي: عَجَب، وأَنشَد غيرُه:
ألَمْ تتعَجَّبِي وتَرَيْ بَطِيطاً
مِن الحِقَبِ الملوِّنةِ الفنُونَا
قَالَ: والبَطِيطة: صوتُ البَطّ.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: البُطُطُ: الأعاجِيب. والبُطُطُ: الأجْواعُ. والبُطُط: الكَذِب. والبُطُط: الحَمْقَى.
انْتهى، وَالله أعلم.

(بَاب الطَّاء وَالْمِيم)
(ط م)
طم مط: (مستعملة) .
طم: قَالَ اللَّيْث: الطَّمّ: طَمُّ البئرِ بالتّراب، وَهُوَ الكَبْس.
الْأَصْمَعِي: جَاءَ السَّيل فَطَمَّ رَكيّةَ آلِ فلَان: إِذا دَفَنها حتّى يُسوِّيَها.
وَيُقَال للشَّيْء الّذي يَكثُر حَتَّى يَعْلُو قَد طَمَّ، وَهُوَ يَطمُّ طَمّاً. وَجَاء السَّيل فَطَّم على كلّ شَيْء، أَي: عَلاَه، وَمن ثَم قيل: فوقَ كلِّ طامَّة طامّةٌ.
وَقَالَ الفرّاء فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلاَِنْعَامِكُمْ فَإِذَا جَآءَتِ الطَّآمَّةُ} (النازعات: 34) ، قَالَ: هِيَ القيامةُ تَطُمُّ على كلّ شَيْء، وَيُقَال: تَطِم.
وَقَالَ الزّجّاج: الطامّة: هِيَ الصَّيْحة الّتي تَطِمُّ على كلّ شَيْء.
وَقَالَ الأصمعيّ: طَمَّ البعيرُ يَطُمُّ طميماً: إِذا مَرّ يَعْدُو عَدْواً سَهْلاً.
وَقَالَ عمر بنُ لَجَأَ:
حَوَّزها مِن بُرَق الغَمِيمِ
بالحَوْز والرِّفْق وبالطَّميمِ
وَيُقَال للطائر إِذا وَقَع على غُصْن: قد طَمَّمَ تَطمِيماً. الأمويّ: الرجل يَطُمّ فِي سَيْره طميماً، وَهُوَ مَضاؤه وخِفّتُه، ويَطمُّ رأسُه طَمّاً.
ابْن السكّيت: جَاءَ فلانٌ بالطِّمّ والرِّمّ.
قَالَ أَبُو عُبيد: الطِّمُّ: الرَّطْبُ، والرِّمّ: الْيَابِس.
وَقيل: الطِّم: البَحْر. والرِّمّ: الثَّرَى. والطَّم بِالْفَتْح هُوَ البَحْر، فكُسِرت الطَّاء ليَزْدَوِج مَعَ الرِّم، والطِّمْطِمِيُّ والطُّمْطُمَاني: هُوَ الأعجَم الّذي لَا يُفصِح وَفِي لِسَانه طَمْطانِية.

(13/209)


ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: الطَمِيم: الفرسُ المُسرِع.
وَفِي (النَّوَادِر) : طمةُ الْقَوْم: جماعتُهم ووَسَطُهم. وَيُقَال للفَرَس الْجواد: طِمٌّ.
وَقَالَ أَبُو النَّجم يصف فرسا:
أَلْصَقُ مِنْ رِيشٍ على غِرائِهِ
والطِّمُّ كالسّامي إِلَى ارْتقائه
يَقْرَعُه بالزَّجْر أَو إشْلائِه
قَالُوا: يجوز أَن يكون سَمّاه طِمّاً لِطَميم عَدْوِه، وَيجوز أَن يكون شبَّهه بالبَحر، كَمَا يُقَال للفَرَس: بَحْر وغَرْب وسَلْب، وَيُقَال: لقيتُه فِي طُمة الْقَوْم، أَي: فِي مجتَمِعهم.
وَقَالَ الفرّاء: سمعتُ المفضّل يَقُول: سألتُ رجلا مِن أَعلَم النَّاس عَن قَول عنترة:
تَأْوِي إِلَى قُلُص النَّعام كَمَا أَوَتْ
حِزَقٌ يَمانِيةٌ لأعجَمَ طِمْطَم
فَقَالَ: يكون باليَمَن من السّحاب مَا لَا يكون لغيره من البُلْدان فِي السّماء.
قَالَ: وربّما نشأتْ سحابةٌ فِي وَسَط السّماء فَيسمع صوتُ الرّعد فِيهَا كأنّه من جَمِيع السَّمَاء، فيَجتمع إِلَيْهِ السّحابُ من كلّ جَانب؛ فالحِزَقُ اليمانيّة تِلْكَ السّحائب، والأَعجَمُ: الطِمِطمُ صوتُ الرَّعد.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو فِي قَول ابْن مُقبِل يصف نَاقَة:
باتت على ثَفِنٍ لأمٍ مَراكِزُه
جَافَى بِهِ مُسْتَعِدّاتٌ أَطامِيمُ
ثَفِنٍ لأَمٍ: مُسْتَوِياتٌ، مَراكزُه: مَفاصِلُه، وَأَرَادَ بالمستعِدات القوائمَ، وَقَالَ: أَطاميمُ: نَشيطة لَا واحدَ لَهَا.
وَقَالَ غيرُه: أطاميمُ: تَطِم فِي السَّيْر، أَي: تُسرِع.
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: طَمطَم: إِذا سَبَح فِي الطَّمْطام، وَهُوَ وَسَطُ البَحْر. ومَطْمَط: إِذا تَوانَى فِي خَطِّه وكَلامِه.
وَفِي الحَدِيث أنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قيل لَهُ: هَل نَفَع أَبَا طالبٍ قرابَتُه مِنْك ونضحه عَنْك. فَقَالَ: (بَلى وإنّه لَفِي ضَحْضاح من نارٍ، ولولايَ لكانَ فِي الطّمْطام، أَي: فِي وَسَط النَّار. وطَمْطَامُ البَحرِ: وَسَطُه.
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: إِذا نَصحتَ الرجلَ فَأبى إِلَّا استبداداً برأْيه: دَعْه يترَمّعُ فِي طُمّته، ويُبدِع فِي خَرئهِ.
مط: قَالَ اللّيث: المطُّ: سَعَةُ الخَطْو، وَقد مَطّ يمُطّ. وتَكلّم فمَطَّ حاجِبَيه، أَي: مَدَّهما.
وَقَالَ الْفراء فِي قَوْله: {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ} (الْقِيَامَة: 33) ، أَي: يتبختر لِأَن الظَّهْر هُوَ المَطَا فيُلَوّي ظهرَهُ تَبختراً.
قَالَ: ونزلتْ فِي أبي جهل.
وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِذا مَشَت أمّتي المُطَيْطاء، وخَدَمَتْهم فارسُ والرُّوم كَانَ بأسُهم بينَهم) .

(13/210)


قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الأصمعيّ وغيرُه: المُطَيْطاء: التّبخترُ ومَدُّ الْيَدَيْنِ فِي المَشْي.
قَالَ: ويُروَى فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: {وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى} (الْقِيَامَة: 33) أَنه التبخترُ. وَيُقَال للْمَاء الخانز فِي أسفَل الْحَوْض: المَطِيطة، لِأَنَّهُ يتمطَّط، أَي: يتمدّد، وجمعُه مطائط.
قَالَ حُمَيد الأرقط:
خَبْط النِهالِ سَمَلَ المَطائِط
قَالَ أَبُو عُبيد: من ذَهَبَ بالتمطّي إِلَى المَطِيطة فإنّه يَذهب بِهِ مَذهَب تَظَنَّيتُ من الظنّ، وتقضَّيتْ من التقضُّض، وَكَذَلِكَ التمطِّي يُرِيد التمطُّط.
قلتُ أَنا: المَطُّ والمَطْو والمَدّ وَاحِد.
وَقَالَ الأصمعيّ: المَطِيطة: الماءُ فِيهِ الطِّين يتمطّط، أَي: يتلزّج ويمتدّ.
وَقَالَ اللّيث: المطَائِطُ: مواضعُ حَفرِ قَوائم الدّوابّ فِي الأَرْض تَجْتَمِع فِيهَا الرِّداغ وأَنشَد:
فلَم يَبقَ نُطْفةٌ فِي مَطِيطَة
مِن الأَرْض فاستَصْفَيْتُها بالجَحافِلِ
ثَعْلَب عَن ابْن الأعرابيّ: المُطُط من جَمِيع الْحَيَوَان.

(13/211)