تهذيب اللغة هَذَا كتاب حرف الذَّال
أَبْوَاب المضاعف مِنْهُ
ذ ث: مهملات.
(بَاب الذَّال وَالرَّاء)
ذ ر
ذ ر، ر ذ: مستعملات.
(ذرّ) : أَخْبرنِي أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن أبي جَعْفَر
الْمُنْذِرِيّ عَن أبي الْعَبَّاس أَحْمد بن يحيى عَن ابْن
الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: يُقَال أَصَابَنَا مطرٌ ذَرَّ بَقْلَه،
ويَذُرُّ، إِذا طلَع وظهَرَ، وَذَلِكَ أَنه يَذُرُّ من أدنى مَطَرٍ،
وَإِنَّمَا يَذُرُّ البَقْلُ من مَطر قَدْرِ وَضَحِ الكَفِّ، وَلَا
يُقَرِّحُ البقلُ إِلَّا من قَدْرِ الذِّراعِ.
وَقَالَ ابْن بُزُرْجَ: ذَرَّت الشَّمْس تَذُر ذُرُواً وذَرَّ البقلُ،
وذَرَّت الأرضُ النَّبْتَ ذَرَّا، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ذَرَّ
الرجلُ يَذُرُّ إِذا شَابَ مُقَدَّمُ رأسِه، قَالَ: وذَرَّ الشيءُ
يَذرُّهُ إِذا بَدَّدَه، وذَرَّ يذُرُّ إِذا تَجَدَّدَ، وذَرت الشمسُ
تَذُرُّ إِذا طَلَعتْ.
وَقَالَ اللَّيْث: الذَرُّ الْوَاحِدَة ذَرَّةٌ وَهُوَ صِغار النّمل،
والذَّرُّ مَصْدَرُ ذَرَرْتُ، وَهُوَ أَخْذكَ الشيءَ بأطراف أصابعك
تذرُّه ذَرَّ الْملح المسحوق على الطَّعَام، والذَّرُورُ مَا يُذَرّ
فِي الْعين أَو على القَرْحِ من دَوَاء يَابِسٍ، والذرِيرَةُ فُتَاتٌ
من قَصَبِ الطيبِ الَّذِي يُجاءُ بِهِ من بِلَاد الْهِنْد، يُشبه
قَصَبَ النُّشَّابِ، والذُّرَارَةُ مَا تَناثَر من الشَّيْء الَّذِي
تَذرُّه، وذَرَّتْ الشَّمْس تَذُرُّ ذُرُوراً وَهُوَ أولُ طُلُوعهَا،
وشُروقُها أول مَا يسْقط ضوؤُها على الأَرْض وَالشَّجر، وَقَالَ الله
جلّ وعزّ: {) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ
عَلِيمٌ} (آل عمرَان: 34) .
أجمع الْقُرَّاء على ترك الْهَمْز فِي الذُّرِّيَّة، وَقَالَ ابْن
السّكيت: قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: قَالَ يُونُس: أهل مَكَّة يخالفون
غَيرهم من الْعَرَب فيهمزون النبيَّ والبريَّةَ، والذُّرِّيَّة من
ذَرَأَ الله الْخلق أَي خَلقهم، وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق النَّحْوِيّ:
الذُّرِّية غيرُ مَهْمُوز، قَالَ: وفيهَا قَولَانِ، قَالَ بَعضهم: هِيَ
فُعْلِية من الذَّر لِأَن الله تَعَالَى أخرج الخلقَ من صُلْب آدم
كالذَّر حِين أشهدهم على أنفسهم: {أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ
بَلَى} (الْأَعْرَاف: 172) .
قَالَ: وَقَالَ بعض النَّحْوِيين: أَصْلهَا ذُرُّورَةٌ
(14/291)
على وزن فُعْلُولة، وَلَكِن التَّضعيفَ لما
كَثُر أُبدِل من الرَّاء الْأَخِيرَة يَاء، فَصَارَت ذُرُّويَةٌ ثمَّ
أدغمت الْوَاو فِي الْيَاء فَصَارَت ذُرِّية؛ قَالَ: وَالْقَوْل الأول
أَقيس وأجود عِنْد النَّحْوِيين.
وَقَالَ اللَّيْث: ذُرِّيَّةٌ فُعْلِيَّةٌ كَمَا قَالُوا سُرِّيَّةٌ،
وَالْأَصْل، من السِّر وَهُوَ النِّكاح.
وَقَالَ أَبُو سعيد: ذَرِّيُّ السّيفِ فِرِنْدُه.
يُقَال: مَا أَبْيَنَ ذَرِّيَّ سَيْفِه، نُسب إِلَى الذَّر وَأنْشد:
وتُخْرِجُ مِنه ضَرَّةُ اليومِ مَصْدَقاً
طُولُ السُّرَى ذَرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ
يَقُول: إنْ أَضَرَّ بِهِ شِدَّةُ الْيَوْم أَخْرج مِنه مَصْدَقاً
وصَبْراً وتَهلَّلَ وَجْهُهُ كَأَنَّهُ ذَرِّيُّ سيفٍ.
رذّ: أَبُو عبيد عَن الْأَصْمَعِي: أَخَفُّ الْمَطَر وأضعفُه: الطَّل
ثمَّ الرَّذَاذُ.
قَالَ: وَأَرْض مُرَذٌّ عَلَيْها، وَلَا يُقَال مُرَذةٌ وَلَا
مَرْذوذَةٌ وَلَكِن يُقَال مُرَذٌ عَلَيْهَا.
وَقَالَ الْكسَائي: أرضٌ مُرَذةٌ ومَطْلُولَةٌ.
وَقَالَ اللَّيْث: يَوْم مُرِذ والفِعْل أَرَذَّتْ السماءُ فَهِيَ
تُرِذُّ إرْذاذاً، وَقَالَ غَيره: أرَذَّتْ العينُ بِمَائِهَا،
وأَرَذَّ السِقاء إرْذاذاً إِذا سَالَ مَا فِيهِ، وأَرذَّتْ الشَّجَّةُ
إِذا سالتْ، وكل سَائل مُرِذٌّ. انْتهى وَالله تَعَالَى أعلم.
(بَاب الذَّال وَاللَّام)
(ذل)
لذ، ذل: (مستعملان) .
(ذلّ) : أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: فَرسٌ ذَلُولٌ مِن الذُّل، وَرجل
ذلُول بَيِّنُ الذِّلَّة والذُّل.
وَقَالَ الله جلّ وعزّ فِي صفة الْمُؤمنِينَ: {أَذِلَّةٍ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} (الْمَائِدَة: 54) .
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي فِيمَا روى عَنهُ أَبُو الْعَبَّاس معنى
قَوْله: أَذِلَّة على الْمُؤمنِينَ رُحماء رَفيقين بِالْمُؤْمِنِينَ،
أعزة على الْكَافرين غِلاظ شِداد على الْكَافرين.
وَقَالَ الزّجاج: معنى أَذِلَّة على الْمُؤمنِينَ أَي جانِبُهم لَيِّنٌ
على الْمُؤمنِينَ، لَيْسَ أَنهم أذلاء مُهانُون.
وَقَوله جلّ وعزّ: {أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} أَي جانبهم غليظ
على الْكَافرين، وَقَوله جلّ وعَزّ: {ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ
قُطُوفُهَا} (الْإِنْسَان: 14) .
وَقَالَ هَذَا كَقَوْلِه: قطوفها دانِيةٌ كلما أَرَادوا أَن يَقْطفوا
مِنْهَا، ذلِّلَ ذَلِك لَهُم فَدَنا مِنْهُم قُعوداً كَانُوا أَو
مضطجعين أَو قِياماً.
قَالَ الْأَزْهَرِي: وتَذْليلُ العُذُوق فِي الدُّنْيَا أَنَّهَا إِذا
انْشَقّتْ عَنْهَا كَوافِيرُها الَّتِي تُغَطِّيها يَعْمِدُ الآبرُ
إِلَيْهَا فيسحبها ويُيَسِّرها حَتَّى يُدَلِّيَها خَارِجَة من بَين
ظَهْرَانَيْ الجريد والسُّلاَّء فيسهُل قِطافُها عِنْدَ يَنْعِها.
(14/292)
وَقَالَ الْأَصْمَعِي فِي قَول امرىء
الْقَيْس:
وساقٍ كأنْبُوب السَّقِيِّ المذَلَّلِ
قَالَ: أَرَادَ ساقاً كأنْبُوبِ بَرْدِيِّ بَيْن هَذَا النَّخْل
المُذَلَّل، قَالَ: وَإِذا كَانَ أَيَّام الثَّمْر أَلحَّ الناسُ على
النَّخْل بالسَّقْي فَهُوَ حينئذٍ سَقيٌ، قَالَ: وَذَلِكَ أَنْعَمُ
للنَّخِيل، وأجودُ لِلثَّمرة، رَوَاهُ شمر عَن الْأَصْمَعِي.
قَالَ: وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: السَّقِيُّ الَّذِي يَسْقِيه الماءُ
من غير أَن يُتَكلَّفَ لَهُ السَّقْي، قَالَ: وَسَأَلت ابْن
الْأَعرَابِي عَن المذَلّل فَقَالَ: ذُلِّلَ طريقُ الماءِ إِلَيْهِ.
قَالَ الْأَزْهَرِي: وَقيل: أَرَادَ بالسَّقِيِّ العُنْقُر وَهُوَ أصلُ
البَرْدِيِّ الرَّخْصِ الْأَبْيَض وَهُوَ كأصل القَصَب.
وَقَالَ العجاج:
عَلَى خَبَنْدَى قَصَبٍ مَمْكُور
كَعُنْقُراتِ الحائرِ المكسور
وَيُقَال: حَائِط ذليلٌ أَي قصيرٌ، وبيتٌ ذليلٌ قصيرٌ السَّمْكِ من
الأَرْض، ورُمحٌ ذليلٌ قصير، وَيجمع الذَّلِيل من النَّاس أَذِلَّة
وذُلاَّنا، وَيجمع الذَّلول ذُلُلاً، وَقَالَ الْفراء فِي قَول الله
جلّ وعزّ: {فَاسْلُكِى سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً} (النَّحْل: 69) نعْتٌ
لِلسُّبل، يُقَال: سَبيلٌ ذلولٌ وسُبُل ذُلُلٌ، وَيُقَال: إِن
الذُّلُلَ من صِفَات النَّحْل أَي ذُلِّلَتْ لِتُخرجَ الشرابَ مِن
بُطونها؛ وَيُقَال: أجْرِ الْأُمُور على أَذلالها أَي على أَحوالها
الَّتِي تَصْلُح عَلَيْهَا وتَتَيَسَّر وتَسْهُل، وَاحِدهَا ذِلَ
وَمِنْه قَول خنساء:
لِتَجْرِ الحوادثُ بعد الْفَتى ال
مُغَادَرِ بالنَّعْفِ أَذْلالها
أَرَادَ لتجر على أَذْلالِها، وَطَرِيق مُذلَّل إِذا كَانَ مَوْطوءاً
سهلاً، وذلَّت القَوافي للشاعر إِذا تَسَهَّلت.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: الذُّل الخِسَّةُ.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الذَّلاذلُ أسافلُ الْقَمِيص الطَّوِيل
وَاحِدهَا ذُلْذُلٌ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: وَاحِد الذَّلاذل ذُلْذُلٌ، وَقَالَ
أَيْضا: وَاحِدهَا ذِلْذِلَةٌ، وَهِي الذَّنَاذنُ أَيْضا وَاحِدهَا
ذُنْذُنٌ.
وَفِي حَدِيث زِيَاد فِي خطبَته: إِذا رَأَيْتُمُونِي أُنْفِذُ قبلكُمْ
الْأَمر فأنْفِذُوه على أَذْلاله أَي على وَجْهِه.
وَقَوله: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ}
(آل عمرَان: 123) جمع ذليل.
قلت: هَذَا جَمْعٌ مطَّرِدٌ فِي المضاعف وَإِذا كَانَ فَعيلٌ صفة لَا
تَضْعِيفَ فِيهِ جُمِعَ على فُعَلاء، كَقَوْلِك: كريمُ وكُرَماء،
ولَئِيمٌ ولُؤَمَاء، وَإِذا كَانَ اسْما جُمِع على أَفْعِلَة، يُقَال:
جَرِيبٌ وأَجْرِبة وقفيز وأقفزة والذُّلاّنُ جَمْع الذَّلِيل أَيْضا
وَمعنى قَوْله: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (الْمَائِدَة: 54)
أَي جانبهم ليِّن على الْمُؤمنِينَ لم يُرد الهوان؛
(14/293)
وَقَوله: {أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}
(الْمَائِدَة: 54) أَي جانبهم غليظ عَلَيْهِم.
وَقَوله: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}
(الْإِسْرَاء: 24) . وقرىء (الذِّل) فالذُّل ضِدُّ العِزِّ والذِّل
ضدُّ الصُّعوبة.
وَقَوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ وَلِىٌّ مَّنَ الذُّلِّ} (الْإِسْرَاء:
111) أَي لم يتَّخذ وليا يحالفه ويعاونه لِذُلِّه، وكانتْ الْعَرَب
يُحَالِفُ بعضُها بَعْضًا يَلْتَمِسُونَ بذلك العِزَّ والمَنَعَةَ.
فنفى ذَلِك عَن نَفسه جلّ وعزّ.
وَفِي حَدِيث ابْن الزبير: الذُّلُّ أَبقَى للأهل والمالِ، تَأْوِيله
أَن الرَّجلَ إِذا أَصَابَته خُطّةُ ضَيْمٍ فلْيَصْبر لَهَا فإنّ ذَلِك
أَبْقَى لأَهله ومالِه فَإِنَّهُ إِن اضْطربَ فِيهَا لم يَأْمن أَن
يُستأصَل ويَهْلِك.
وَوجه آخر: أَن الرجل إِذا عَلَت هِمَّتُه وسَمتْ إِلَى طلب
الْمَعَالِي عُوديَ ونُوزِعَ وقُوتل، فَربما أَتَى القتلُ على نَفسه،
وَإِن صَبَرَ على الذُّل وأطاع المُسَلَّط عَلَيْهِ حَقن دَمَه وحَمَى
أَهله وَمَاله.
لذّ: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ: اللَّذُّ النَّوْمُ.
وَأنْشد:
وَلذٍ كَطَعْم الصَّرخديِّ تركْتُه
بِأَرْض العِدَى من خشْية الحَدَثَان
أَرَادَ أَنه لمَّا دَخل ديارَ أعدائِه لم يَنم حذاراً لَهُم.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: اللَّذةُ واللَّذَاذةُ واللَّذِيد
واللَّذْوَى كلهُ الْأكل والشُّرْب بنعْمةٍ وكفاية.
وَقَالَ الليثُ: اللَّذُّ واللَّذِيذُ يجريَانِ مجْرى وَاحِدًا فِي
النَّعْت، يُقَال: شرابٌ لذٌّ ولذِيدٌ.
وَقَالَ الله عزّ وجلّ: {وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ}
(مُحَمَّد: 15) أَي لذيدةٍ وَقيل: لَذَّة أَي ذَات لذةٍ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: لَذِذْتُ الشَّيْء أَلذُّه إِذا استلْذَذتَه،
وَكَذَلِكَ لَذِذتُ بذلك الشَّيْء وَأَنا أَلذُّ بِهِ لَذاذةً
ولَذِذتُه سَوَاء.
وَأنْشد ابْن السّكيت:
تقَاك بكعْبٍ واحدٍ وتَلذّهُ
يَدَاكَ إِذا مَا هُزَّ بالكفِّ يَعْسِلُ
ولذَّ الشيءُ يَلذَّ إِذا كَانَ لذيذاً.
وَقَالَ رُؤبةُ فِي لَذَذْته أَلذه:
لَذّتْ أحاديثَ الغَوِيِّ المُبْدِع
أَي اسْتلذَّ بهَا، وَيجمع اللذيذ لذاذاً المناوعة شبه المغازلة.
وَفِي حَدِيث عَائِشَة أَنَّهَا ذكرت الدُّنْيَا فقالتْ: قد مَضى
لَذْواها وبَقيَ بَلواها.
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: اللَّذْوَى واللَّذَّةُ واللَّذَاذَةُ كُله
الأَكل والشربُ بِنَعْمةٍ وكِفايةٍ، كَأَنَّهَا أرادتْ بذهاب لَذْواها
حَياةَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبالبلْوى مَا امْتُحن
النَّاس بِهِ
(14/294)
من العِناد وَالْخلاف.
(بَاب الذَّال وَالنُّون)
(ذ ن)
ذن: أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: الأذَنُّ الَّذِي يسيل مُنْخَراه،
وَيُقَال للَّذي يَسيلُ مِنْهُ: الذَّنِينُ.
قَالَ أَبُو عبيد: ذَنَنْتُ أَذِنُّ ذَنَناً.
قَالَ الشماخ:
تُوائِلُ من مِصَكَ أَنْصَبَتْهُ
حوالبُ أَسْهَرَيْهِ بالذَّنينِ
يصف عَيْراً وأُتُنَه.
وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال ذَنَّ أنفُه يَذِنُّ ذنيناً إِذا سَالَ.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: يُقَال هُوَ يَذِنُّ فِي مَشْيهِ ذَنِيناً إِذا
كَانَ يمشي مِشْيةً ضَعِيفَة.
وَقَالَ ابْن أَحْمَر الْبَاهِلِيّ:
وإنَّ الموتَ أَدْنَى من خيالٍ
ودُونَ العَيْشِ تَهْوَاداً ذَنِيناً
وذَنَا ذِنُ الْقَمِيص أسافِلُه وَاحِدهَا ذُنْذُنٌ.
عَن ابْن عَمْرو قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: التَّذْنِينُ سَيَلان
الذَّنِينِ.
شمر: امرأةٌ ذَنَّاءُ لَا يَنْقَطِع حَيْضُها.
أَبُو عبيد عَن الْكسَائي: الذآنين وَاحِدهَا ذؤْنُونٌ: نَبْتٌ، قَالَ:
وَخرج النَّاس يَتَذَأْنَنُون، وَأنْشد أَعْرَابِي:
كلَّ الطعامِ يَأْكلُ الطّائيُّونَا
الحَمَصِيصَ الرَّطْبَ والذَّآنينا
وَمِنْهُم من لَا يهمز فَيَقُول: ذونُونٍ وَجمعه ذوانينُ. انْتهى
وَالله تَعَالَى أعلم.
(بَاب الذَّال وَالْفَاء)
(ذ ف)
ذف، فذ.
ذف: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ذَفَّ على وَجه الأَرْض ودَفَّ،
وَيُقَال: خُذ مَا ذَفَّ لَك ودَفَّ، وَمَا استَذَفَّ، واستَدَفَّ، أَي
خُذ مَا تَيَسَّر لَك.
وَيُقَال: رجل خَفيفٌ ذفيفٌ وخُفَافٌ ذفافٌ وَبِه سمي الرّجُل: ذُفافة.
وَيُقَال: ذَفَفْتُ على الجريح إِذا أجْهَزْتَ عَلَيْهِ.
وَقَالَ أَبُو عبيد: الذِّفَافُ البَلَلُ.
وَقَالَ أَبُو ذُؤَيْب:
وليسَ بهَا أَدْنى ذُفاف لِوَارِدِ
وَقَالَ اللَّيْث: ماءٌ ذُفافٌ، وَجمعه ذفُفٌ وأَذفَّة، أَي قَلِيل.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: يُقَال لِلسُّم الْقَاتِل: ذِفافٌ لِأَنَّهُ
يُجْهِزُ على من شَرِبه.
حَدثنَا الْمُنْذِرِيّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي يُقَال:
ذفَّفَهُ بِالسَّيْفِ، وذَافَّ لَهُ، وذافّه إِذا أَجْهزَ عَلَيْهِ،
وَيُقَال: كَانَ مَعَ الشَّيِّ من الذِّفافِ.
(14/295)
وَقَالَ أَبُو عبيد: الذّفاف هُوَ السم
الْقَاتِل.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ذَفْذَفَ إِذا تَبَخْتَرَ وفَذْفَذَ
إِذا تَقَاصَرَ ليَخْتِلَ وَهُوَ يَثِبُ، وَيُقَال: ذافَّ عَلَيْهِ
بِالتَّشْدِيدِ مُذافّةً إِذا أجْهزَ عَلَيْهِ.
فذ: قَالَ ابْن هاني عَن أبي مَالك قَالَ: مَا أصبتُ مِنْهُ أَفَذّ
وَلَا مَرِيشاً، قَالَ: والأَفذُّ القِدْحُ الَّذِي لَيْسَ عَلَيْهِ
رِيشٌ، والمَرِيشُ الَّذِي قد رِيشَ.
قَالَ: وَلَا يجوز غير هَذَا الْبَتَّة، قَالَ: والفَذُّ الفرْد.
قَالَ الْأَزْهَرِي وَقد قَالَ غَيره: يُقَال: مَا أصبتُ مِنْهُ أَقَذّ
وَلَا مَرِيشاً بِالْقَافِ، والأَقَذُّ السهْم الَّذِي لم يُرْش، وَقد
مر تَفْسِيره فِي كتاب الْقَاف.
وَقَالَ اللحياني: أوَّل قِداح الميسر الفذُّ، وَفِيه فَرْضٌ وَاحِد
لَهُ غُنْمُ نَصيبٍ واحدٍ إِن فَازَ، وَعَلِيهِ غُرْمُ نصيبٍ واحدٍ إِن
خَابَ فَلم يَفُزْ، وَالثَّانِي التَّوْأَمُ، وَقد مرّ تَفْسِيره فِي
كتاب التَّاء.
وَقَالَ غَيره: الفَذُّ الفرْد، وَكلمَة شَاذَّة فاذة فذَّة.
أَبُو عبيد عَن الْأَحْمَر: إِذا وَلَدَتْ الشاةُ ولدا وَاحِدًا فَهِيَ
مُفِذُّ وَقد أَفذَّتْ إفذاذاً، فَإِن وَلدَتْ اثْنَيْنِ فَهِيَ
مُتْئمٌ.
وَقَالَ غَيره: إِذا كَانَ من عَادَتهَا أَن تَلِدَ وَاحِدًا فَهِيَ
مِفْذَاذٌ.
وَقَالَ ابْن السّكيت: لَا يُقَال ناقةٌ مُفِذٌّ لِأَن النَّاقة لَا
تُنْتَج إِلَّا وَاحِدًا.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: فَذْفَذَ الرجلُ إِذا تقاصَر ليثِبَ
خَاتِلاً.
(بَاب الذَّال وَالْبَاء)
(ذ ب)
ذب، بذ.
ذب: يُقَال: فلَان يَذُبُّ عَن حَريمه ذبّاً، أَي يَدْفع عَنْهُم،
والذَّبُّ الطّرْدُ والمِذيّة هَنَةٌ تُسوَّى من هُلْبِ الفَرس يُذَبُّ
بهَا الذِّبَّان.
وَقَالَ اللَّيْث وَغَيره: ذبَّتْ شفتُه تَذِبُّ ذبُوباً إِذا
يَبِسَتْ.
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي: ذَبَّ الغَدِير يَذِبُّ إِذا
جَفَّ فِي آخر الحِرِّ، وَأنْشد:
مَدارينُ إِن جَاعُوا وأَذْعرُ مَن مَشى
إِذْ الرَّوْضةُ الخضراءُ ذَبَّ غَدِيرُها
مدارين من الدَّرن؛ وَهُوَ الوَسخ.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: الذُّبابة بَقيةُ الشَّيْء وَكَذَلِكَ قَالَ
الْأَصْمَعِي، وَقَالَ ذُو الرمة:
لَحِقْنَا فَراجَعْنا الحمولَ وَإِنَّمَا
يُتلَّى ذُباباتِ الوَدَاع المُراجِعُ
يَقُول: إِنَّمَا يُدرِك بقايا الْحَوَائِج مَن رَاجع فِيهَا،
والذُّبابة أَيْضا: الْبَقِيَّة من مياه الْآبَار، والذباب الطَّاعُون،
والذباب الْجُنُون، وَقد ذُبَّ الرجل إِذا جُنَّ وَأنْشد شمر:
(14/296)
وَفِي النّصريِّ أَحْيَانًا سماحٌ
وَفِي النصريِّ أَحْيَانًا ذُبابُ
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: أصابَ فلَانا من فلَان ذُبَاب لاذع أَي
شَرّ.
سَلمَة عَن الْفراء: أَنه رَوَى حَدِيثا عَن النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم أَنه رأى رجلا طَوِيل الشَّعَر فَقَالَ: ذُباب، أَي
هُوَ شُؤْمٌ، قَالَ وَرجل ذُبابيٌّ مَأْخُوذ من الذُّباب وَهُوَ الشؤم.
حَدثنَا السَّعْدِيّ قَالَ: حَدثنَا الرَّمَادِي قَالَ: حَدثنَا
مُعَاوِيَة بن هِشَام القَصَّار، قَالَ: حَدثنَا سُفْيَان عَن عَاصِم
عَن كُلَيْب عَن أَبِيه عَن وَائِل بن حجر قَالَ: أتيت النَّبِي صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم ولي شَعَر طَوِيل فَقَالَ: ذبابٌ فظننتُ إِنَّه
يَعْنيني فَرَجَعت فَأخذت من شَعَرِي فَقَالَ النَّبِي صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم إِنِّي لم أَعْنِكَ وَهَذَا حسن.
وَقَالَ ابْن هانىء: ذَبَّ الرجلُ يَذِبُّ ذبّاً إِذا شَحُبَ لَوْنُه.
أَبُو زيد: ذبابُ السَّيف حَدُّ طرفه الَّذِي بَين شَفْرَتَيه؛ وَمَا
حَوله من حَدَّيه ظُبتاه، والعَيْرُ الناتىء فِي وَسطه من بَاطِن
وَظَاهر؛ وَله غِراران لكل وَاحِد مِنْهُمَا مَا بَين العَير وَبَين
إحْدى الظبتين من ظاهرِ السَّيْف وَمَا قُبالَةَ ذَلِك من بَاطِن؛ وكل
وَاحِد من الغِرارين من باطنِ السيفِ وَظَاهره.
وَقَالَ أَبُو عبيد: ذبابُ السَّيْف: طَرَف حَدِّه الَّذِي يَخْرِقُ
بِهِ وغِرارُه حدُّه الَّذِي يضْرب بِهِ وحسامه مثله. قَالَ: وَحَدُّ
كل شَيْء ذبابُهُ.
وَقَالَ ابْن شُمَيْل: ذبابُ السَّيْف طَرَفه الَّذِي يخرق بِهِ،
وغِراره حَدُّه الَّذِي يضْرب بِهِ.
وَقَالَ الله جلّ وعزَّ فِي صفة الْمُنَافِقين: {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ
ذالِكَ لاَ إِلَى هَاؤُلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
1764 - ءِ وَلاَ إِلَى هَاؤُلا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
1764 - ءِ} (النِّسَاء: 143) الْمَعْنى مُطَرَّدين مُدَفَّعين عَن
هَؤُلَاءِ وَعَن هَؤُلَاءِ.
وَقَالَ اللَّيْث: الذَّبْذَبةُ تردُّدُ شَيْء مُعلَّقٍ فِي الْهَوَاء،
والذَّباذِبُ أَشْيَاء تُعَلَّق بهودج أَو رَأس بَعير للزِّينَة.
وَالْوَاحد ذُبذُبٌ وَالرجل المُذَبْذَبُ المتردِّدُ بَين أَمرين، أَو
بينَ رَجُلين، لَا تَثْبُتُ صَحَابتُه لواحدٍ مِنْهُمَا، والذَّباذِبُ
ذَكَرُ الرجلِ، لِأَنَّهُ يَتذَبذَبُ أَي يَتردَّدُ.
وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي أُذَنَي الْفرس ذباباها وهما مَا حدَّ من
أَطْرَاف الْأُذُنَيْنِ.
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: ذبابُ الْعين إنسانها، وَيُقَال للثور الوحشي:
ذَبُّ الرِّيادِ، جَاءَ فِي شعر ابْن مُقبل وَغَيره.
وَقَالَ أَبُو سعيد: إِنَّمَا قيل لَهُ: ذَبُّ الرِّيادِ لِأَن رِيادَه
أتَانُهُ الَّتِي تَرودُ مَعَه، وَإِن شِئتَ جعلتَ الرِّيادَ رَعْيَه
الْكلأ، وَقَالَ غَيره: يُقَال لَهُ ذَبُّ الرِّيادِ لِأَنَّهُ لَا
يَثبتُ فِي رَعْيه فِي مَكَان وَاحِد، وَلَا يُوطِنُ مَرعًى وَاحِدًا.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: رجل ذَبُّ الريادِ إِذا كَانَ
(14/297)
َ زَوَّاراً للنِّسَاء، وَقَالَ بعض
الشُّعَرَاء:
مَا لِلْكواعِبِ يَا عيساءُ قد جَعلتْ
تُزْوَرُّ عني وتُثْنَى دُوني الحُجُرُ
قد كنتُ فَتَّاحَ أَبْوَابٍ مُغلَّقةٍ
ذَبَّ الرِّياد إِذا مَا خُولِسَ النّظَرُ
وسَمَّى مزاحمُ العُقيلي الثور الوحشيّ الأذبَّ فَقَالَ:
بِلاداً بهَا تلقَى الأذَبَّ كَأَنه
بهَا سابِريٌّ لاحَ مِنْهُ البنائِقُ
أَراد تلقى الذَّبَّ فَقَالَ الأذَبَّ، قَالَه الأصمعيّ، قَالَ أَبُو
وجزة يصف عَيْراً:
وشَقّه طَرَدُ العانات فَهْوَ بِهِ
لوحان من ظَمإِ ذَبَ وَمن عَضْبِ
أَرَادَ بالظمأ الذَّبِّ اليابِس؛ وأذبُّ البعيرِ: نَابُهُ، وَقَالَ
الراجز:
كأَنَّ صَوْتَ نَابِهِ الأذَبِّ
صَرِيفُ خُطَّافٍ بِقَعْوٍ قَبِّ
وَقَالَ ابْن السّكيت: يُقَال جَاءَنا رَاكِبٌ مُذَبِّبٌ وَهُوَ
العَجِلُ المُنْفَرِدُ، وظِمْءٌ مُذَبِّبٌ طَوِيل يُسَار فِيهِ إِلَى
المَاء مِنْ بُعْدٍ فَيُعَجَّلُ بالسير، وَخمْس مُذبِّب: لَا فتور
فِيهِ.
عَمْرو عَن أَبِيه: ذَبْذَبَ الرجلُ إِذا مَنَع الجِوارَ والأهلَ
وحَماهم، وذَبْذَبَ أَيْضا إِذا آذَى.
وَفِي الحَدِيث: (مَن وُقِيَ شَرَّ ذبْذَبِهِ وقَبْقَبِهِ ذبذبه فرجُه،
وقبقبه بطنُه.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ذبَّ إِذا مَنَع، قَالَ: والذَّبِّيُّ
الجِلْوَازُ، وَوَاحِد الذِّبَّان ذُبابٌ بِغَيْر هَاء، وَلَا يُقَال:
ذُبَانَةٌ والعددُ أَذِبَّةٌ، وَقَالَ زِيَاد:
ضَرَّابَةٌ بالمِشْفَرِ الأذبَّهْ
بذ: رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ:
(البَذَاذَةُ من الْإِيمَان) .
قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْكسَائي: هُوَ أَن يكون الرجلُ مُتَقَهِّلا
رَثَّ الهَيْئةِ، يُقَال: مِنْهُ رجلٌ باذُّ الهَيْئَةِ، وَفِي هَيْئته
بَذَاذَة وبَذَّةٌ، وبَذٌ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البَذُّ الرجلُ المتَقَهِّلُ الفقيرُ،
قَالَ: والبَذَاذة أَن يكون يَوْمًا مُتَزَيِّنا وَيَوْما شَعِثاً،
وَيُقَال: هُوَ تَركُ مُداومةِ الزِّينَة.
عَمْرو عَن أَبِيه، قَالَ: البَذْبَذةُ: التَّقَشُفُ.
وَالْعرب تَقول: بَذَّ فلَان فلَانا يَبُذُّهُ إِذا مَا علاهُ وَفَاقَه
فِي حُسْنٍ أَو عملٍ كَائِنا مَا كَانَ، وبَذَّهُ غَلَبَه.
(بَاب الذَّال وَالْمِيم)
ذ م
ذمّ، مذ.
ذمّ: قَالَ اللَّيْث: تَقول الْعَرَب: ذمَّ يَذُمُّ ذمًّا وَهُوَ
اللَّوْمُ فِي الْإِسَاءَة وَمِنْه التَّذَمُّم، فَيُقَال: مِن
التَّذَمُّمِ قد قَضَيْتُ مَذَمَّة صَاحِبي، أَي أَحْسَنْتُ ألاَّ
أُذمُّ، والذِّمامُ
(14/298)
كل حُرْمة تَلْزمُك إِذا ضَيَّعتها:
المذمَّةُ، ومِن ذَلِك يُسَمَّى أهلُ الذِّمة، وهم الَّذين يُؤَدُّون
الجِزيَةَ من الْمُشْركين كلهم، والذَّمُّ المذْمومُ: الذَّميم.
وَفِي حَدِيث يُونُس أَنَّ الحوتَ قاءَهُ، زَرِيّا ذَمًّا، أَي
مَذْمُوماً يُشْبِه الهالِكَ، وَيُقَال: افْعلْ كَذَا وَكَذَا وخَلاك
ذمٌّ، أَي خلاكَ لَوْمٌ، قَالَ: والذَّميم بَثْرٌ أمثالُ بَيْضِ
النَّمل تَخْرج على الْأنف مِن حَرَ، وَأنْشد:
وَترى الذَّمِيمَ على مناخرهمْ
يومَ الهِياج كمازِنِ النَّمْلِ
والواحدة ذمِيمة.
ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الذَّميم والذَّنِينُ مَا يسيل من
الْأنف، وَأنْشد:
مِثلَ الذَّميمِ على قُزْمِ اليَعَامِيرِ
واليعاميرُ: الجِدَاء واحدُها يَعْمُور، وقُزْمُها صغارُها.
قَالَ شمر: بَلغنِي عَن الْأَصْمَعِي عَن أبي عَمْرو بن الْعَلَاء:
سَمِعت أَعْرَابِيًا يَقُول: لم أرَ كَالْيَوْمِ قطّ، يدْخل عَلَيْهِم
مثلُ هَذَا الرُّطَب لَا يُذِمُّون أَي لَا يتذممون وَلَا تأخذهم
ذمامةٌ حَتَّى يُهْدُوا لجيرانهم.
وَقَالَ أَبُو نصر عَن الْأَصْمَعِي: والذَّامُّ والذَّامُ جَمِيعًا
العَيْبُ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: ذَمْذَمَ إِذا قَلَّل عطِيَّتَه، وذُمَّ
الرجل إِذا هُجِيَ، وذُم إِذا نُقِصَ، قَالَ: والذّامُّ مُشدّد
والذَّامُ خَفِيف: العيبُ، قَالَ: والذَّمَّةُ البِئْرُ القليلةُ
الماءِ والجميعُ ذُمُّ، والذِّمة العَهد وَجَمعهَا ذِمَمٌ وذِمامٌ.
وَفِي الحَدِيث: (فأتينا على بِئْرِ ذَمَّةٍ) .
قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: الذَّمَّةُ: القليلةُ الماءِ،
يُقَال: بِئرٌ ذمَّةٌ وَجَمعهَا ذِمام، وَقَالَ ذُو الرُّمّة يصف إبِلا
غارتْ عيُونها من شِدَّةِ السّير والكَلال فَقَالَ:
عَلَى حِمْيَرِيَّاتٍ كأَنَّ عُيونَها
ذمامُ الركايَا أَنْكَزَتْها المواتِحُ
وَفِي الحَدِيث: أَن الحجاجَ سَأَلَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
عَمَّا يُذْهِب عَنهُ مَذَمَّة الرَّضاع، فَقَالَ: (غُرَّةٌ، عَبْدٌ
أوْ أَمةٌ) .
قَالَ القتيبي: أَرَادَ بمذَمة الرَّضَاع: ذِمَامَ المُرْضِعة
برضَاعها.
وَقَالَ ابْن السّكيت: قَالَ يُونُس يُقَال: أخذَتْنِي مِنْهُ
مَذِمَّةٌ ومَذَمَّةٌ، وَيُقَال: أَذْهِبْ عَنْك مَذَمَّةَ الرَّضاع،
وَمِذَمَّةَ الرَّضاع بِشيءٍ تُعْطِيه الظئرَ، وَهُوَ الذِّمامُ
الَّذِي لَزِمَك لَهَا بإرضاعِها وَلَدَك.
وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال للرجل إِذا كَانَ كَلاًّ على النَّاس: إنهُ
لذُو مَذَمَّة، وَإنَّهُ لطويل المذمَّة، فأمَّا الذَّمُّ فالاسم
مِنْهُ المَذَمَّة.
وَيُقَال: أَذْهِبْ عَنْك مَذَمَّتهمِ بِشيءٍ، أَي أعُطِيهمْ شَيْئا،
فَإِن لَهُم ذِماماً، قَالَ: ومَذَمَّتُهم لُغةٌ.
ابْن الأَنباري: رجل ذِمِّيٌّ لَهُ عهد، والذِّمةُ
(14/299)
العهدُ منسوبٌ إِلَى الذِّمَّة.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الذِّمة التَّذمُّمُ مِمَّن لَا عهدَ لَهُ،
والذِّمة العَهدُ مَنْسُوب إِلَى الذِّمَّة.
وَفِي الحَدِيث: (ويسعَى بذِمَّتهم أَدْنَاهُم) .
قَالَ أَبُو عبيد: الذِّمة الأَمانُ هَهُنَا، يَقُول: إِذا أَعْطَى
الرجلُ العَدُوَّ أَمَانًا، جَازَ ذَلِك على جَمِيع الْمُسلمين،
وَلَيْسَ لَهُم أنْ يُخْفِروه، كَمَا أجازَ عمرُ أمانَ عبدٍ على أهل
العَسْكَر.
وَمِنْه قَول سَلْمان: ذِمّة الْمُسلمين واحدةٌ فالذِّمّة مَعَ
الْأمان، وَلِهَذَا سُمِّيَ المعاهِدُ ذِمِّياً، لِأَنَّهُ أُعطِيَ
الأمانَ على ذِمَّة الجِزْية الَّتِي تُؤْخَذ مِنْهُ.
وَقَوله جلّ وعزّ: {إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً} (التَّوْبَة: 10) أَي وَلَا
أَمَانًا.
ابْن هاجَك عَن حَمْزَة عَن عبد الرَّزَّاق عَن معمر عَن قَتَادَة فِي
قَوْله: {إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً} قَالَ: الذِّمَّة العَهْد والإِلُّ
الحِلفُ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: الذِّمة: مَا يُتَذَمَّم مِنْهُ.
وَقَالَ ابْن عَرَفَة: الذِّمَّة: الضَّمَان، يُقَال: هُوَ فِي ذِمتي.
أَي فِي ضَماني، وَبِه سمي أهل الذِّمَّة لأَنهم فِي ضَمَان
الْمُسلمين.
يُقَال: لَهُ عليَّ ذِمامٌ، وذِمَّةٌ، ومَذَمَّةٌ ومَذِمَّةٌ، وَهِي
الذَّم، وَأنْشد:
كَمَا نَاشد الذَّم الكفيلُ المعاهدُ
شمر قَالَ ابْن شُمَيْل: أخذتني مِنْهُ ذِمام ومَذَمَّة، وعَلى الرفيق
من الرفيق ذِمام، أَي حِشْمة أَي حقّ، والمَذَمَّةُ: المَلاَمَّةُ
والذَّمَامةُ الحَقُّ.
وَقَالَ ذُو الرُّمَّة:
تَكُنْ عَوْجَةً يجْزيكُما اللَّهُ عِنْدها
بهَا الأجرَ أَو تُقْضَى ذِمامةُ صاحبِ
قَالَ: ذِمامةٌ حُرَمةٌ وحَقٌ، وَفُلَان لَهُ ذِمة أَي حقٌ.
وَيُقَال: أَذَمَّتْ رِكابُ الْقَوْم إذْمَاماً إِذا تَأَخَّرَتْ عَن
الْإِبِل وَلم تَلحقْ بهَا فَهِيَ مُذِمَّةٌ.
وَفِي الحَدِيث: أُرِي عبد الْمطلب فِي مَنَامه احْفِرْ زَمْزَمَ، لَا
تُنْزِفُ وَلَا تُذَمُّ.
قَالَ أَبُو بكر: فِيهِ ثَلَاثَة أَقْوَال: أَحدُها لَا تُعابُ من
قَوْلك ذَممْتَه إِذا عِبتَهُ.
وَالثَّانِي لَا تُلغَى مَذْمُومَةً، يُقَال: أَذْمَمْتُه إِذا
وَجَدْتَه مَذْموماً.
وَالثَّالِث: لَا يُوجد ماؤُها نَاقِصاً من قَوْلك بِئْرٌ ذَمَّةٌ إِذا
كَانَت قَليلَة الماءِ.
مذ: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: ذَمْذَم الرجلُ إِذا قَلَّلَ
عطِيَّته، ومَذْمَذَ إِذا كَذَب، قَالَ: والمَذيذُ والمِذيذُ
الكَذَّابُ.
وَقَالَ أَبُو زيد: رجلٌ مَذمَذِيٌّ، وَهُوَ الظَّريفُ المختال وَهُوَ
المَذْمَاذ.
وَقَالَ اللحياني: قَالَ أَبُو طيْبة: رجل مَذماذٌ وَطْوَاطٌ إِذا
كَانَ صَيَّاحاً، وَكَذَلِكَ بَرْبَارٌ فَجْفاجٌ بَجْباجٌ عَجّاجٌ.
(14/300)
ابْن بزرج يُقَال: مَا رَأَيْته مذ عامِ
الأولِ وَقَالَهُ قطري.
وَقَالَ الْعَوام: مذ عامِ أوّلَ.
وَقَالَ أَبُو هِلَال: مُذْ عَاما أولَ.
وَقَالَ الآخر: مُذْ عامٌ أولُ ومذ عامُ الأول.
وَقَالَ نجّاد: مذ عامٌ أولُ وَكَذَلِكَ، قَالَ حبناء.
وَقَالَ غَيره: لمْ أَرَه مُذْ يَوْمَانِ، وَلم أره مُنْذُ يَوْمَيْنِ
ترفع بمُذْ وتخفِض بِمنذ، وَقد أشبعته فِي بَاب مُنْذُ.
(14/301)
|