تهذيب اللغة

بَاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف الرَّاء

(أَبْوَاب الرَّاء وَاللَّام)
ر ل ن
مهمل الْوُجُوه.
ر ل ف
اسْتعْمل من وجوهه: (رفل) .
رفل: قَالَ اللَّيْث: الرَّفْلُ: جَرُ الذَّيْل ورَكْضُه بالرِّجْلِ؛ وأَنْشد:
يَرْفُلْن فِي سَرَق الحَرِير وقَزِّه
يَسْحَبْن مِن هُدَّابِه أَذْيَالاَ
قَالَ: وَامْرَأَة رَافِلة، ورَفِلة: تَجُرّ ذَيْلَها إِذا مَشت وتَميس فِي ذَلِك.
وَامْرَأَة رَفْلاَء: وَهِي الَّتِي لَا تُحْسِن المَشْي فِي الثّيَاب. [
حَكَاهُ عَن أبي الدُّقَيش.
قَالَ: وفَرَسٌ رِفَلٌّ، وثَوْرٌ رِفَلٌّ، إِذا كَانَ طَوِيل الذَّنَب.
قَالَ: وبَعِيرٌ رِفَلٌّ، يُوصَف بِهِ على وَجْهين: إِذا كَانَ طَويل الذَّنَب، وَإِذا كَانَ وَاسع الجِلْد؛ وأَنشد:
جَعْد الدَّرانِيك رِفَلُّ الأَجْلاَد
قَالَ: وَامْرَأَة مِرْفالٌ: كَثِيرَة الرُّفُول فِي ثَوْبها.
وشَعَرٌ رَفَال: طويلٌ؛ وأَنْشد:
بفاحِمٍ مُنْسَدِلٍ رَفَالِ
وأمّا قَوْله: تَرفل المَرافلا، فَمَعْنَاه: تَمْشي كل ضَرْب من الرَّفْل.
قَالَ: وَلَو قيل: امْرَأَة رَفِلة: تُطَوّل ذَيْلها وتَرْفُل فِيهِ، كَانَ حَسَناً.
ومَرافل: سَويق يَنْبُوت عُمَان.
أَبُو عُبيد: رَفَّلْت الرَّجُل: إِذا عَظّمْتَه ومَلّكته؛ وأَنْشد:
إِذا نَحن رَفَّلْنا امْرءاً سَاد قَوْمَه
وَإِن لم يكن مِن قَبل ذَلِك يُذْكَرُ
وَفِي حَدِيث وَائِل بن حُجْر: يَسْعَى وَيَتَرَفَّل على الأَقْوال.
قَالَ شَمِر: التَّرَفُّل: التَّسَوُّد.
والتَّرْفيل: التَّسْويد.
ورُفِّل فلانٌ، إِذا سُوِّد على قَوْمه.
قَالَ: وأَرْفل الرَّجلُ ثِيابه، إِذا أَرْخاها.
وَإِزَار مُرْفَلٌ: مُرْخًى.
أَبُو عُبيد، عَن الكسائيّ: رَفّلْت الرَّكِيّةَ: أَجْمَمْتُها.
وَهَذَا رَفَلُ الرَّكِيّة: جُمّعتها.
قَالَ شَمِر: لَا أَعْرف: (رَفَّلت الرَّكِيّة) لغير

(15/146)


الكِسائيّ.
وَقَالَ الخَليل: المُرَفّل من أَجزَاء العَروض: مَا زِيد فِي آخر الْجُزْء سَبَب آخر، فَيصير مستفعلان مَكَان مستفعلن.
ابْن السّكّيت، عَن الأصمعيّ: فرسٌ رفَلٌّ ورِفَنٌّ، إِذا كانَ طَويل الذَّنَب.
وَفِي حَدِيث: مثل الرّافلة فِي غَير أَهلها كالظّلمة يومَ الْقِيَامَة.
والرَّافلة: المُتَبَرِّجة بالزِّينة.
يُقَال: رفل إزارَه، وأَسْبَله، وأَغْدفه، وأَذاله، وأَرْخاه.
والرِّفْلُ: الذِّيْل.
ر ل ب
ربل، برل، بلر.
ربل: أَبُو عُبيد، عَن أبي زيد: الرَّبْلَة: باطِنُ الفَخِذ.
وَجَمعهَا: الرَّبَلاَت.
ولكُل إِنْسَان رَبْلَتان.
وَقَالَ اللّيث: امْرَأَة رَبِلَةٌ: ضَخْمة الرَّبَلات.
قَالَ: ويُقال: امْرَأَة رَبْلاَء، رَفْغاء، أَي ضَيِّقة الأَرْفاغ؛ وأَنشد:
كأنّ مَجامِع الرَّبَلات مِنها
فِئَامٌ يَنْهَدُون إِلَى فِئَامِ
أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: الرَّبْلُ: ضُروب من الشَّجر إِذا بَردَ الزّمانُ عَلَيْهَا وأَدْبر الصَّيْفُ تَفَطَّرت بِوَرَقٍ أَخْضَر من غير مَطر.
يُقال مِنْهُ: تَرَبَّلت الأَرْضُ.
وَقَالَ الليثُ: نَحْوَه.
وأَرْض مِرْبَال. وَقد أَرْبلت الأَرْض: لَا يَزال بهَا رَبْلٌ.
أَبُو عُبيد: من أَسماء الْأسد: الرّيبال.
قلت: هَكَذَا سمعتُه بِغَيْر همز، وَمن الْعَرَب من يَهمز ويَجْمعه: رآبِلةَ.
وَيُقَال: ذِئْب رِيبَالٌ.
ولصٌّ رِيبال.
قَالَ اللَّيث: وَهُوَ من الجُرأة وارْتصاد الشَّرّ.
وَفعل ذَلِك من رَأْبَلته وخُبْثه.
وتَرأبل تَرَأْبُلاً، ورَأْبَل رَأْبَلة.
وَقَالَ غَيره: رَبَل بَنو فلَان يَرْبُلون: كَثُر عَدَدُهم.
ورَبَلت المَراعِي: كثُر عُشْبها؛ وأَنْشد الأصمعيّ:
وذُو مُضاضٍ رَبَلَت مِنْهُ الحُجَرْ
حَيْثُ تَلاقَى واسطٌ وذُو أَمَرْ
قَالَ: الحُجَر: دارات فِي الرَّمْل. والمُضاض: نَبْت.
والرَّبَالة: كَثْرة اللّحم.
ورَجُلٌ رَبِيل: كَثير اللَّحْم.

(15/147)


سَلمة؛ عَن الْفراء: الرِّيبال: النَّباتُ المُلْتَفُّ الطَّويل.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الرَّبَال: كَثْرة اللَّحم والشَّحم.
والرَّبِيلة: المَرأَةُ السَّمِينة.
برل: أَبُو عُبَيد، عَن الفَرّاء، البُرَائِل: الّذي يَرْتفع مِن ريش الطّائر فَيَسْتَدير فِي عُنُقه؛ وأَنشد:
وَلَا يَزال خَرَبٌ مُقَنَّعُ
بُرَائلاَه والجَنَاح يَلْمَعُ
وَقَالَ اللّيث: البُرْؤُلة؛ والجمعُ: البُرَائل، للدِّيك خاصّة.
ثَعلب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: أبُو بُرائل كُنْية الدِّيك.
بلر: قلت: البِلّوْر: الرّجُل الضّخْم الشُّجَاع. وأمّا البِلَوْر، الْمَعْرُوف، فَهُوَ مُخفَّف اللَّام.
ر ل م
اسْتُعمل من وُجُوهه: (رمل) .
رمل: ابْن بُزُرْجَ: يُقال: إنّ بَيْت بني فُلانٍ لضَخْمٌ وَإِنَّهُم لأرْمَلة مَا يَحْملونه إلاّ مَا اسْتَفْقَروا لَهُ؛ يَعْني: العارِيَةَ.
ويُقال للْفَقِير الَّذِي لَا يَقْدر على شَيْء من رَجُل أَو امْرَأَة: أَرْملة، وَلَا يُقال للْمَرْأَة الَّتِي لَا زَوْج لَهَا وَهِي مُوسرة: أَرْمَلة.
يَعْنِي: أنّهم قومٌ لَا يَمْلكون الْإِبِل وَلَا يَقْدرون على الارْتحال إلاّ على إبل يَسْتَفقِرونها، أَي يَسْتعيرونها، من: أَفْقَرْتُه ظَهْر بَعيري، إِذا أَعَرْتَه إيّاه.
وَقَالَ ابْن السِّكيت: الأرامل: المَساكين، من جمَاعَة رِجَالٍ ونِساء.
وَيُقَال لَهُم: الأرامل، وَإِن لم يكن فيهم نِساء.
وَيُقَال: جَاءَت أَرْمَلة وأَرامل، وَإِن لم يكن فيهم نسَاء.
وعامٌ أَرْملُ: قليلُ المَطر. وَسنة رَمْلاَء.
وَقَالَ اليَزيدي: أَرْمَلت المرأةُ: صَارَت أَرْمَلَة.
قَالَ شَمِر: رَمَّلت المرأةُ من زَوْجها.
وَهِي أَرْمَلة.
وَيُقَال للذّكر: أَرْمل، إِذا كَانَ لَا امْرأة لَهُ.
وَقَالَ القُتيبي: يُقَال للْمَرْأَة الَّتِي لَا زَوج لَهَا: أَرْمَلة.
وجَمْعها: الأرَامل.
والعَرَبُ تَقول للرَّجُل الَّذِي لَا امْرَأَة لَهُ: أَرْمَل.
وَكَذَلِكَ: رَجُلٌ أَيِّم وامْرأة أَيِّمة؛ وَقَالَ الراجز:
أُحِبُّ أَن أَصْطَاد ضَبّاً سَحْبَلاَ
رَعَى الرّبِيعَ والشِّتاء أَرْمَلاَ
قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي: الأَرْمَلة: الَّتِي مَاتَ عَنْهَا زَوْجُها: سُمِّيت أرملة لذَهاب زادِها

(15/148)


وفَقْدها كاسِبها ومَن كَانَ عيشُها صَالحا بِهِ؛ من قَول العَرب: أَرْمل الرَّجُلُ، إِذا ذهب زادُه.
قَالَ: وَلَا يُقال لِلرَّجُل إِذا مَاتَت امْرَأَته: أَرْمل، إلاَّ فِي شذوذ، لأنّ الرَّجُل لَا يَذْهب زَادُه بِمَوْت امْرَأَته: إِذا لم تكن قَيِّمة عَلَيْهِ؛ والرَّجُل قَيِّم عَلَيْهَا تَلْزمه عَيْلُولتها ومُؤْنتها، وَلَا يلْزمهَا شيءٌ من ذَلِك.
ورُدّ على القُتَيبي قولُه فِيمَن أوْصى بِمَالِه للأَرَامل أنهُ يُعطى مِنْهُ الرِّجال الَّذين مَاتَت أَزْوَاجُهم؛ لأنّهُ يُقال: رَجُلٌ أَرْمل، وامْرأة أَرْمَلة.
قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا مِثل الوصيّة للجواري، لَا يُعْطى مِنْهُ الغِلْمان. ووصِيّة الغِلمان لَا يُعْطى مِنْهُ الجوارِي، وَإِن كَانَ يُقال لِلْجَارِيَةِ: غلامة.
وَقَالَ اللّيث: الرّمْل: مَعْرُوف؛ وَجمعه: الرِّمَال.
والقِطعة مِنْهُ: رَمْلة.
ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: المِرْمَلُ: القَيْدُ الصَّغِير.
وعامٌ أَرْمَلُ: قَلِيلُ الخَيْرِ.
وَقَالَ أَبُو عَمْرو: الأرْمل: الأبْلَق.
وَقَالَ أَبُو زيد: نعجةٌ رَمْلاء، إِذا اسْوَدَّت قوائمُها كُلّها وسائرها أَبْيض.
ويُقال لِوَشْي قَوَائِم الثَّور الوَحْشِيّ: رَمَلٌ؛ واحدتها: رَمَلة؛ وَقَالَ الجَعْدِيّ:
كأَنّها بَعْد مَا جَدَّ النَّجَاء بهَا
بالشَّيِّطَيْن مَهَاةٌ سُرْوِلَتْ رَمَلاَ
وَفِي حَدِيث أُمّ معبد: وَكَانَ القومُ مُرْمِلين مُسْنِتين.
قَالَ أَبُو عُبيد: المُرْمِل: الَّذِي نفد زادُه؛ وَمِنْه حَدِيث أبي هُرَيرة: كُنَّا مَعَ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غَزاة فأَرْمَلْنا وأَنْفَضْنا.
ويُقال: أرْمل السّهم إرْمالاً، إِذا أَصَابَهُ الدّمُ فَبَقيَ أثَرُه؛ وَقَالَ أَبُو النَّجم يَصف سِهاماً مُحْمَرَّةَ الرِّيش:
مُحْمَرَّةَ الرِّيش على ارْتِمالها
مِن عَلَقٍ أَقْبَل فِي شِكَالِهَا
وأُرْمُولة العَرْفج: جُذْمُوره؛ وجَمعها: أَراميل؛ قَالَ:
قُيِّد فِي أَرَامِل العَرَافِج
أَبُو عُبَيد: رَمَلْت الحَصِير، وأَرْمَلْته فَهُوَ مَرْمُول ومُرْمَل، إِذا نَسَجْته.
وَفِي الحَدِيث: إنّ النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ مُضْطجعاً على رُمَال حَصير قد أَثَّر فِي جَنْبه؛ وَقَالَ الشَّاعِر:
إِذْ لَا يَزال على طَرِيقٍ لاحِب
وكأنّ صَفْحته حَصيرٌ مُرْمَلُ
ويُقال: رُمِّل فلانٌ بالدَّم، وضُمِّخ بِالدَّمِ، وضُرِّج بِالدَّمِ، كُلّه إِذا لُطِّخ بِهِ.
وَقد تَرَمّل بِدَمه.

(15/149)


والرَّوَامِل: نَواسِج الحَصِير.
الْوَاحِدَة: رامِلة.
وَقد أَرْمَلْته؛ وَأنْشد أَبُو عُبَيد:
كأنّ نَسْج العَنكبُوت المُرْمَل
وَقَالَ اللّيث: غلامٌ أُرمولة، كَقَوْلِك بالفارسيّة (زاذه) .
قلت: لَا أعرف (الأُرمولة) عربيَّتها وَلَا فارسيّتها.
وَيُقَال: خَبيص مُرْمَل، إِذا عُصِد عَصْداً شَدِيداً حَتَّى صَارَت فِيهِ طَرائِقُ مَدْخُونة.
وطَعَامٌ مُرَمَّل، إِذا أُلقي فِيهِ الرَّمْل.
والرَّمَل: ضَربٌ من عَرُوض يَجِيء على: فاعلاتن فاعلاتن؛ وَقَالَ الراجز:
لَا يُغْلب النازع مَا دَامَ الرَّمَل
وَمن أَكَبَّ صامتاً فقد حَمَل
وَيُقَال: رَمَل الرَّجُل يَرْمُل رَمَلاناً، إِذا أَسْرع فِي مَشْيه، وَهُوَ فِي ذَلِك يَنْزُو.
والطائف بالبَيت يَرْمُل رَمَلاَناً اقْتِدَاء بالنبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبأَصْحابه، وَذَلِكَ أَنهم رَمَلُوا لِيَعْلَم أهلُ مَكَّة أنّ بهم قُوَّة؛ وأَنْشد المُبَرِّد:
ناقتُه تَرْمُل فِي النِّقَال
مُتْلف مالِ ومُفِيد مالِ
قَالَ: النِّقال: المُناقلة، وَهُوَ أَن تَضع رجلَيْها مواقع يَدَيْها.
ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَّمَلُ: المَطر الضَّعيف.
رَوَاهُ أَبُو عَمْرو، عَن ثَعْلَب.
أَبُو عُبيد، عَن الْأمَوِي: أَصَابَهُم رَمَلٌ مِن مَطر، وَهُوَ القَلِيل.
وَجمعه: أَرْمَالُ.
والرَّثَان، أقوى مِنْهَا.
قَالَ شمر: لم أَسمع (الرّمل) بِهَذَا الْمَعْنى إِلَّا للأمويّ.

(أَبْوَاب) الرَّاء وَالنُّون)
ر ن ف
رنف، رفن، نفر، فرن.
رنف: أَبُو عُبيد، عَن أبي عُبيدة: الرَّانفة: ناحيةُ الأَلْية؛ وأَنْشد:
مَتَى مَا نَلْتَقِي فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ
روانِفُ ألْيَتَيْك وتُسْتَطَارَا
وَقَالَ اللّيث: الرَّانف: مَا اسْتَرْخَى من الأَلْية للإِنْسان.
قَالَ: وأَلْيَةٌ رانِفٌ.
وَقَالَ غَيره: أَرْنف الْبَعِير إرنافاً، إِذا سَار فَحرَّك رَأْسه فتقدَّمت هامَتُه.
أَبُو عُبيد: الرَّنَفُ: بَهْرَامَجُ البَرّ.
وَيُقَال: رَنَف، وأَرْنف.
رفن: ابْن السِّكِّيت، عَن الْأَصْمَعِي: فرسٌ رِفَلٌ ورِفَنٌّ، إِذا كَانَ طويلَ الذَّنَب؛ وَأنْشد:

(15/150)


يَتْبَعْن خَطْو سَبِطٍ رِفَلِّ
وَقَالَ النَّابِغة:
بكُلِّ مُجَرِّبٍ كاللَّيْثِ يَسْمُو
إلَى أوْصَال ذَيَّالٍ رِفَنِّ
ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: الرَّفْن: النَّبْض.
والرَّافِنة: المُتَبَخْترة فِي بَطَر.
أَبُو عُبيد، عَن الأصمعيّ: المُرْفَئِنّ: الَّذِي نَفَر ثمَّ سَكَن؛ وَأنْشد:
ضَرْباً وِلاَءً غَيْرَ مُرْثَعِنّ
حَتَّى تَرَنّى ثمَّ تَرْفَئِنّي
فرن: ثَعلب، عَن ابْن الأعرابيّ: الفارِنَةُ: خَبَّازة الفُرْنيّ.
وَقَالَ اللَّيث: الفُرْنيّ: طَعَام.
الْوَاحِدَة: فُرْنِيّة، وَهِي خُبْزة مُسَلّكَة مُصَعْنَبة تُشْوى ثمَّ تُرْوَى لَبَناً وسَمْناً وسُكَّراً.
ويُسمَّى ذَلِك المُخْتَبَز: فُرْناً.
نفر: أَبُو عُبيد، عَن أبي زَيد: النَّفَر، والرَّهْط: مَا دُون العَشرة من الرِّجال.
وَقَالَ أَبُو العبّاس: النَّفَر، وَالْقَوْم، والرَّهْط، هَؤُلَاءِ معناهم: الْجمع، لَا واحدَ لَهُم من لَفظهمْ، للرِّجَال دون النِّساء.
اللّيث: يُقال، هَؤلاء عشرَة نَفَر، أَي عَشرة رِجَال.
وَلَا يُقَال: عِشْرون نَفرا، وَلَا مَا فوْق العَشرة.
وَقَالَ الفَرَّاء: يُقَال: لَيْلَة النَّفْر والنَّفَر؛ وهم النَّفَر من القوْم.
قَالَ: ونَفَرة الرَّجُل، ونَفْره: أُسرته؛ تَقول: جَاءَ فِي نَفْرته، ونَفْره؛ وأَنْشد:
حَيَّتْك ثمَّتَ قالتْ إنّ نَفْرَتنا
أَليومَ كُلَّهُم يَا عُرْوَ مُشْتَغِلُ
قَالَ: ونَفر القومُ يَنْفِرون نَفْراً ونَفِيراً.
ونَفرت الدّابةُ تَنْفِر وتَنْفُر نُفُوراً ونفَاراً.
وَنَفر الجُرْحُ، إِذا وَرِمَ، نُفُوراً.
وَيُقَال: للأُسرة أَيْضا: النُّفُورة.
يُقَال: غابَت نُفُورَتُنا، وغَلَبت نُفُورتُنا نُفُورَتَهم.
قَالَ: ونافرتُ الرَّجُلَ مُنافرةً، إِذا قاضَيْتَه.
وَقَالَ أَبُو عُبيد: المُنافرة، أَن يَفْتخر الرَّجُلان كُلّ وَاحِد مِنْهُمَا على صَاحبه، ثمَّ يحكِّما بَينهمَا رجلا، كفِعل عَلقمة بن عُلاثة مَعَ عَامر بن الطُّفَيل حَيث تنافر إِلَى هَرِم بن قُطْبة الفَزاريّ؛ وَفِيهِمَا يَقُول الأَعْشى:
قد قلتُ شِعْري فَمضى فيكُما
واعْتَرف المَنْفُور للنّافِر
والمَنْفُور: المَغْلوب. والنافِر: الغالِب.
وَقد نَفَره يَنْفِره ويَنْفُره نَفْراً، إِذا غَلبه.
ونَفّر الحاكمُ أحدَهما على صَاحبه تَنْفِيراً.

(15/151)


وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النافر: القامِرُ.
قَالَ: هُوَ يَوْم النّحْر، ثمَّ يَوْم القَر، ثمَّ يَوْم النَّفْر الأَول، ثمَّ يَوْم النَّفْر الثَّانِي.
هَكَذَا قَالَ أَبُو عُبيد.
وَيُقَال: فلانٌ لَا فِي العِير وَلَا فِي النَّفِير.
قيل: هَذَا المَثل لقُريش من بَين العَرب، وَذَلِكَ أَن النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لمّا هَاجر إِلَى المَدِينة ونَهض مِنْهَا لِيَلْقى عِيرَ قُريش سَمِع مُشْركو قُرَيش بذلك فنَهضُوا ولَقَوْه بِبَدْر ليأمَن عيرُهم المُقْبِلُ من الشَّام مَعَ أبي سُفيان، فَكَانَ من أَمرهم مَا كَانَ، وَلم يكن تخلّف عَن العِير والقتال إلاّ زَمِنٌ أَو مَن لَا خَير فِيهِ، فَكَانُوا يَقُولُونَ لمن لَا يَسْتَصلحونه لمهمّ: فلَان لَا فِي العِير وَلَا فِي النَّفِير. فالعِيرُ: مَن كَانَ مِنْهُم مَعَ أبي سُفْيَان؛ والنَّفير: من كَانَ مِنْهُم مَعَ عُتْبة بن رَبيعة قائِدهم يَوْم بَدْر.
واستنفر الإمامُ الناسَ لجهاد العَدوّ فنَفَروا يَنْفرون، إِذا حَثّهم على النّفير ودَعاهم إِلَيْهِ، وَمِنْه قَول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (وَإِذا اسْتُنْفِرتم فانْفِروا) .
وَيُقَال: اسْتنفرت الوَحش وأَنْفرتها، ونَفَّرْتُها، بِمَعْنى وَاحِد.
فنَفرت تَنْفِر، واسْتنفرت تَسْتَنفر، بِمَعْنى وَاحِد؛ وَمِنْه قَول الله عزّ وجلّ: (كَأَنَّهُمْ حمر مستنفرة فرت من قسورة) (المدثر: 50 و 51) .
وقُرئت: (مُسْتَنْفِرة) بِكَسْر الْفَاء؛ بِمَعْنى: نافِرة.
وَمن قَرَأَ: مُسْتَنْفَرة فمعناها: مُنَفَّرة، وأَنشد ابْن الأَعرابيّ:
اضْرِب حِمَارَك إنّه مُسْتَنْفِر
فِي إِثْر أَحْمِرةٍ عَمَدْن لِغُرَّبِ
أَي: نافر.
وَفِي حَدِيث عُمر أنّ رجلا فِي زَمَانه تَخلَّل بالقَصَب فَنَفَر فُوهُ، فنَهى عَن التخلُّل بالقَصَب.
قَالَ أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي والكِسائي: نَفَر فَمُه: أَي وَرِم.
قَالَ أَبُو عُبيد: وأُراه مأخوذاً من: نفار الشَّيْء من الشَّيْء، إِنَّمَا هُوَ تَجافيه عَنهُ وتَباعده مِنْهُ، فكأنّ اللَّحْم لما أنكر الدَّاء نَفَر مِنْهُ، فَظَهر، فَذَلِك نِفَارُه.
أَبُو عُبيد: رَجُل عِفْرٌ نِفْرٌ، وعِفْريَةٌ نِفْرِيَةٌ، وعِفْريتٌ نِفْريتٌ، وعُفَارِيَةٌ نُفَاريَةٌ، إِذا كَانَ خَبِيثاً مارداً.
ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّفَائر: العَصافِيرُ.
وَقَوله تَعَالَى: {وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا} (الْإِسْرَاء: 6) نَفير، جمع نَفْر: مثل، الكَلِيب والعَبِيد.
ونَفْر الإِنسان، ونَفَره، ونَفْرته، ونَفِيره، ونَافرته: رَهْطه الَّذين يَنْصرونه، وَمِنْه قَوْله

(15/152)


تَعَالَى: {وَأَعَزُّ نَفَراً} (الْكَهْف: 35) أَي قوما يَنْصُرونه.
{وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُورًا} (الْإِسْرَاء: 41) أَي تباعُداً عَن الحقّ.
يُقَال: نَفَر يَنْفِر نُفُوراً.
{وَلَّوْاْ عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً} (الْإِسْرَاء: 46) أَي نافرين، مثل: شَاهد وشُهُود.
ر ن ب
رنب، نرب، ربن، برن، نبر، بنر.
رنب: قَالَ اللّيث، الأرْنبُ: الذَّكَر يُقَال لَهُ: الخُزَز.
وَالْأُنْثَى: أرْنَب.
وَأَجَازَ غَيره أَن يُقال للذّكر: أَرْنب؛ وَجمعه: الأرانب.
والأرْنبة: طَرف الأنْف.
وَجَمعهَا: الأرانب أَيْضا.
يُقَال: هم شُمّ الأُنُوف واردةٌ أَرَانبهم.
وَقَالَ اللَّيْث: أرضٌ مُرْنِبَةٌ: كَثِيرَة الأرانب.
وَقَالَ أَبُو عبيد: أَرض مُؤَرْنِبَةٌ، من الأرانب.
قلت: وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
كُرَاتُ غُلاَم مِنْ كِسَاءٍ مُؤَرْنَب
فَكَانَ فِي العربيّة مُرَنَّب، فرُدَّ إِلَى الأَصْل.
وَقَالَ الليثُ: أَلف (أَرنب) زَائِدَة.
قلت: وَهِي عِنْد أَكثر النَّحْوِيِّين قَطْعِيَّة.
وَقَالَ: لَا تَجِيء كلمة فِي أَولهَا ألف فَتكون أَصْلِيَّة، إِلَّا أَن تكون الْكَلِمَة ثَلَاثَة أحرف مثل: الأَرْض، وَالْأَمر، والأَرش.
عَمْرو عَن أَبِيه، قَالَ: المَرْنَبَة: القَطيفة ذَات الخَمْل.
وَقَالَ اللّيث: يُقَال: كساءٌ مَرْنَبَانِيّ، ومُؤَرْنَب.
فأمَّا المَرْنَباني: فَالَّذِي لونُه لون الأرنب.
وأَمَّا المُؤَرْنَب: فَالَّذِي يُخْلط غَزْلُه بوَبَر الأرْنب.
وقرأتُ فِي (كتاب اللّيث) فِي هَذَا الْبَاب: المَرْنَب: جُرَذٌ فِي عِظَمِ اليَرْبُوعِ قَصِيرُ الذَّنَب.
قلتُ: هَذَا خطأ، والصوابُ: الفِرْنِب، بِالْفَاءِ مَكسورة. وَمن قَالَ: مَرْنَب، فقد صَحَّف.
نرب: قَالَ اللّيثُ: النَّيْرَبُ: النَّمِيمة.
ورَجُلٌ نَيْرَبٌ: ذُو نَيْرَبٍ، أَي نَمِيمَة.
وَقد نَيْرَبَ فَهُوَ يُنَيْرِب، وَهُوَ خَلطُ القَوْل، كَمَا تُثيرُ الرِّيحُ التُّرَابَ على الأرْض فتَنْسُجُه؛ وأَنْشَد:
إِذا النَّيْرَبُ الثَّرْثَارُ قَالَ فأَهْجَرا
وَلَا تُطْرح الْيَاء مِنْهُ لِأَنَّهَا جُعلت فصلا بَين الرّاء والنُّون.
قَالَ: والنّيْرب: الرَّجُلُ الجَلد.

(15/153)


ورَوى أَبُو الْعَبَّاس، عَن عَمْرو، عَن أَبِيه، أَنه قَالَ: الْنَّيْرَبة: النَّميمة.
ربن: قَالَ اللّيثُ: أَرْنَبْتُ الرَّجُلَ، إِذا أَعْطَيْتَهُ رَبُوناً، وَهُوَ دَخيل، وَهُوَ نَحْو: عَرْبُون.
أَبُو عَمرو: الْمُرْتَبِنُ: المُرْتفع فَوق المَكان.
قَالَ: والمُرْتَبِىء، مثله؛ وَقَالَ الشَّاعِر:
ومُرْتَبِنٍ فَوْقَ الْهضَابِ لفَجْوَةٍ
سَمَوْتُ إِليه بالسِّنَانِ فَأدْبَرَا
ورُبَان كلّ شَيْء: مُعظمه وجَمَاعته.
وَقيل: رُبّان الشَّبَاب: أَوَّلُه؛ وَمِنْه قَوْله:
وَإِنَّمَا العَيْشُ بِرُبَّانِه
وأَنتَ مِنْ أَفْنَانِهِ مُفْتَقِرْ
ورُبّان السَّفينة: الَّذِي يُجْرِيها.
ويُجمع: رَبَابِين.
قلت: وأَظُنُّه دَخِيلاً.
ويُقال: الرَّبانِيّون: الأَرْبَاب.
برن: البَرْنِيّ: ضَرْبٌ مِن التَّمْر أَحْمر مُشْربٌ صُفْرة، كَثِير اللِّحاء عَذْب الحَلاَوة.
وَيُقَال: نَخْلةٌ بَرْنِيّة، ونَخْلٌ بَرْنِيّ؛ وَقَالَ الرَّاجز:
بَرْنيّ عَيْدَانٍ قَليل قِشْرُه
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: البَرَانيّ؛ الدِّيَكة.
الْوَاحِد: بَرْنِيّة.
وَقَالَ اللَّيث: البَرانِيّ، بلغَة أهل الْعرَاق: الدِّيَكة الصِّغار أَوّلَ مَا تُدْرِك.
الْوَاحِد: بَرْنِيّة.
قَالَ: والبَرْنِيّة: شِبْه فَخَّارة ضَخْمة خَضْراء مِن القَوارير الثِّخان الواسعة الأَفْواه.
نبر: الحَرَّانيُّ، عَن ابْن السِّكِّيت: النَّبْر، مصدر:
نَبَرْتُ الحَرْفَ أَنْبُره نَبْراً، إِذا هَمَزْتَه.
قَالَ: والنِّبْر: دُوَيْبّة أَصْغر من القُراد تَلْسع فَيَحْبط مَوْضِعُ لَسْعتِه، أَي يَرِم.
وَالْجمع: أَنْبار؛ وَقَالَ الرّاجز وذَكر إبِلاً سَمِنت وحَمَلت الشُّحوم:
كأنّها من بُدُنٍ واسْتِيفَارْ
دَبَّت عَلَيْهَا ذَرِبَاتُ الأَنْبارْ
يَقُول: كَأَنَّهَا لَسَعَتْها الأَنْبار فوَرِمت جُلودُها وحَبِطَت.
وَفِي حَديث حُذيفة أَنه قَالَ: تُقْبض الأمانةُ مِن قَلْب الرَّجُل فيَظَلّ أثَرُها كأَثر جَمْرٍ دَحْرَجْتَه على رِجْلك فنَفِط، تَراه مُنْتَبِراً وَلَيْسَ فِيهِ شَيْء.
قَالَ أَبُو عُبيد: المُنْتَبِر: المُنْتَفَطِ.
وَقَالَ اللّيث: النَّبْر بالْكلَام: الهَمْز.
قَالَ: وكُل شَيْء رفع شَيْئا، فقد نَبَره.
قَالَ: وانْتَبر الجُرْحُ، إِذا وَرِم.
وانْتبر الأميرُ فَوق المِنْبر.
ورَجُلٌ نَبَّارٌ بالْكلَام: فصيحٌ بَلِيغ.

(15/154)


قَالَ ابْن الأَنباريّ: النَّبْر عِنْد الْعَرَب: ارْتِفَاع الصَّوْت.
يُقَال: نَبر الرَّجُل نَبْرَةً، إِذا تكلّم بِكَلِمَة فِيهَا عُلُوٌّ؛ وَأنْشد:
إِنِّي لأَسْمع نَبْرَةً مِن قَوْلها
فأكاد أَن يُغْشَى عليّ سُرُورَا
وسُمِّي المِنْبر: مِنْبراً، لارتفاعِه وعُلُوّه.
قَالَ اللَّيث: والنِّبر، من السِّباع: لَيْسَ بدُبَ وَلَا ذِئْب.

قلت: لَيْسَ النِّبر من جِنس السِّباع إِنَّمَا هُوَ دابّة أَصْغر من القُراد، وَالَّذِي أَراد اللَّيْث: الببر: بباءين، وَهُوَ من السِّباع، وَأَحْسبهُ دَخِيلاً، وَلَيْسَ من كَلَام الْعَرَب، والفُرْس تسميه: بَبْراً.
الأَنْبار: أَهْراء الطَّعام.
وَاحِدهَا: نِبْرٌ.
ويُجمع: أنابير، جَمْع الْجمع.
وسُمِّي الهُرْي: نِبْراً؛ لِأَن الطّعام إِذا صُبّ فِي مَوْضعه انْتَبر، أَي ارْتفع.
ثَعْلَب، عَن ابْن الأَعرابي: المَنْبُور: المَهْموز.
قَالَ: والنَّبْرة: صَيْحة الْفَزع.
والنَّبرة: الهَمْزة.
يُقال: نبرت الحَرْف، إِذا هَمَزْتَه.
وَفِي الحَدِيث أَنه لما قيل لَهُ: يَا نبىء الله. قَالَ: (إنّا مَعْشَرَ قُرَيْش لَا نَنْبِر) .
وَفِي الحَدِيث: (إِن الجُرح يَنْتَبر فِي رَأس الحَوْل) ، أَي يَرِم ويَنْفَط.
بنر: أَبُو العبّاس، عَن ابْن الأَعرابي، قَالَ: المَبْنور: المُخْتَبَر.
ر ن م
رنم، مرن، نمر، رمن.
رنم: أَبُو عُبَيد، عَن الأصمعيّ: مِن نَبات السهل: الحُرْبُثُ، والرَّنَمة، والتَّرِبَة.
قَالَ شَمِر: رَواه المِسْعِريّ، عَن أبي عُبيد: الرَّنَمة.
وَهُوَ عِنْدنا: الرَّتَمة، مِن دِقّ النَّبَات مَعْرُوف.
وأَخبرني المُنذرِيّ، عَن أبي العَبّاس، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الرَّنَمة، بالنُّون: ضَرْبٌ من الشَّجَر.
قلت: لم يَعرف شَمِر الرَّنمة فظنّ أَنه تَصْحيف، وصَيَّره الرَّتَمة، والرَّتَمة: من الأَشجار الكِبَار ذَات السّاق؛ والرّنَمة، من دِقّ النَّبات.
وَقَالَ اللَّيث: الرّنِيم: تَطْريب الصّوْت.
والترنُّم، مِنْهُ. والحمامة تَتَرَنَّم. والمُكّاء، فِي صَوته تَرْنِيم.
والقوسُ والعُود مَا اسْتَلْذذت صَوْته فَلهُ تَرْنِيم؛ وَقَالَ ذُو الرُّمّة يَصِف الجُنْدُبَ:
كأنّ رِجْلَيْه رِجْلاَ مُقْطِفٍ عَجِلٍ
إِذا تَجَاوَبَ من بُرْدَيْه تَرنِيمُ

(15/155)


أَرَادَ ب (بُرْدَيْه) : جَناحَيْه. وَله صريرٌ يَقع فِيهَا إِذا رَمِض فَطار، وجَعَله تَرنِيماً.
ثَعلب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، قَالَ: الرُّنُم: المُغَنِّيات المُجِيدات.
قَالَ: والرُّنُم: الجَوَارِي الكَيِّسات.
رمن: الرُّمَّان، مَعْرُوف، من الفَواكه؛ قَالَ الله تَعَالَى فِي صِفة الجِنان: {تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} (الرحمان: 68) .
يَقُول الْقَائِل الَّذِي لَا يَعرف العربيَّة وحُدودَها: إنّ الله عزّ وجلّ قَالَ: {تُكَذِّبَانِ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} ثمَّ قَالَ: {فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ} دلّ بِالْوَاو أنّ النّخل والرُّمّان غير الْفَاكِهَة، لِأَن الْوَاو تَعْطف جُمْلة على جُملة.
قلت: وَهَذَا جَهل بِكَلَام العَرب، وَالْوَاو دَخلت للاختصاص، وَإِن عُطِف بهَا. وَالْعرب تَذْكر الشيءَ جُملةً ثمَّ تَختَصّ من الْجُمْلَة شَيْئا، تَفضِيلاً لَهُ وتَنبيهاً على مَا فِيهِ من الْفَضِيلَة، وَهُوَ من الْجُمْلَة؛ وَمِنْه قَول الله عز وَجل: {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلَواةِ الْوُسْطَى} (الْبَقَرَة: 238) فقد أَمرهم بالصَّلوات جُملة، ثمَّ أَعاد الوُسطى تَخصيصاً لَهَا بالتَّشديد والتأكيد، وَكَذَلِكَ أعَاد النَّخل والرُّمان ترغيباً لأهل الجَنَّة فيهمَا؛ وَمن هَذَا قَوْله عزّ وجلّ: {مَن كَانَ عَدُوًّا لّلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} (الْبَقَرَة: 98) ، فقد عُلم أنَّ جِبريل وميكال دَخَلا فِي الْجُمْلَة، وأُعيد ذكرهمَا دلَالَة على فَضلهما وقُربهما مِن خالقهما.
ورَمّان، بِفَتْح الرَّاء: موضعٌ.
ويُقال لِمَنبت الرُّمّان: مَرمَنة، إِذا كَثُر فِيهِ أُصُوله.
والرُّمّانة، تُصغّر: رُمَيمينة.
مرن: قَالَ اللَّيثُ: مَرَن الشّيءُ يَمرُن مُرُوناً، إِذا استَمَرّ وَهُوَ لَيِّن فِي صَلاَبة.
ومَرَنَت يَدُ فلانٍ على العَمل، أَي صَلُبت واستَمَرّت.
ومَرَنَ وَجهُ الرَّجُل على هَذَا الْأَمر.
وَإنَّهُ لَمُمَرَّنُ الوَجه؛ قَالَ رُؤبة:
فِرَارُ خَصمٍ مَعلٍ مُمَرَّنِ
والمَصدر: المُرُونة.
وَقَالَ شَمِر: مَرَنت الجِلدَ أَمرُنه مَرْناً، ومَرَّنتُه تَمريناً.
وَقد مَرَن الجِلد، أَي لانَ.
وأَمْرَنْت الرَّجُلَ بالقَوْل، حَتَّى مَرَن، أَي لانَ.
وَقد مَرَّنُوه، أَي لَيَّنُوه.
وناقة مُمَارِنٌ: ذَلُولٌ مَرْكُوبَة.
والمارِنُ: مَا لانَ مِن الأَنْف.
وَقَالَ الفَرّاء: يُقَال: مَرَد فلانٌ على الْكَلَام، ومَرَن، إِذا اسْتَمرّ فَلم يَنْجع فِيهِ.

(15/156)


وَقَالَ أَبُو عُبيد: مَرَنت النَّاقة أَمْرُنها مَرْناً، إِذا دَهنت أَسْفل خُفِّها بدُهْنٍ من حَفًى بهَا.
وَقَالَ الأصمعيّ: يُقَال للناقة إِذا ضَربها الفَحل مِراراً فَلم تَلْقَح: مُمَارِنٌ.
وَقد مَارَنَت مِرَاناً.
وَنَحْو ذَلِك قَالَ ابْن شُمَيل.
قَالَ: وناقةٌ مِمْرانٌ، إِذا كَانَت لَا تَلْقَح.
قَالَ أَبُو عرو: التَّمرين: أَن يَحْفى الدابّة فيرقّ حافرُه فتَدْهَنه بدُهْن، أَو تَطْليه بأَخثاء البَقَر وَهِي حارّة؛ وَقَالَ ابْن مُقْبل يَصف بَاطِن مَنْسِم البَعير:
فرُحْنَا بَرَى كُلُّ أَيْديهما
سَرِيحاً تَخَدَّم بَعد المُرون
وَقَالَ أَبُو الهَيثم: المَرْن: الْعَمَل بِمَا يُمَرِّنها، وَهُوَ أَن يَدْهَن خُفَّها.
وَقَالَ ابْن مُقبل أَيْضا:
يَا دارَ سَلْمى خَلاَءً لَا أُكَلِّفها
إِلَّا المَرَانة حَتَّى تَعْرِف الدِّينا
قَالَ أَبُو عَمْرو: المَرانة هَضْبة من هَضبات بني عَجلان، يُريد: لَا أُكَلِّفها أَن تَبْرح ذَلِك الْمَكَان وتَذْهب إِلَى مَوضِع آخر.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي: المَرَانة: اسْم نَاقَة كَانَت هاديةً بالطَّرِيق.
وَقَالَ: الدِّين: العَهد والأَمر الَّذِي كَانَت تَعْهده.
ويُقال: المرانة: السُّكوت الَّذِي مَرَنت عَلَيْهِ الدَّارُ.
وَقيل: المَرانة: مَعْرفتُها.
أَبُو عُبيد: يُقَال مَا زَالَ ذَلِك دِينك، ودَأْبَك، ومَرِنَك، ودَيْدَنك، أَي عادتك.
وَقَالَ ابْن السِّكّيت: الأَمْران: عَصَبُ الذِّرَاعَيْن؛ وأَنشد بَيت الجَعْديّ:
فَأَدَلّ العَيْرُ حَتَّى خِلْته
قَفَص الأَمْران يَعْدُو فِي شَكَلْ
قَالَ صَحْبِي إذْ رَأَوْه مُقْبِلاً
مَا تَراه شَأْنَه قُلْتُ أدَلّ
قَالَ: أدل، من الإِدْلال.
وَأنْشد غيرُه لِطَلْق بن عَدِيّ:
نَهْدُ التِليل سَالم الأَمْران
ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: يومُ مَرْنٍ، إِذا كَانَ ذَا كُسْوة وخِلَع.
ويومُ مَرْنٍ، إِذا كَانَ ذَا فِرار من العدوّ.
نمر: قَالَ اللَّيْثُ: النَّمِرُ: سَبُع أَخْبث من الأَسَد.
وَيُقَال للرَّجُل السَّيّىء الخُلق: قد نَمِر وتَنَمَّر.
ونَمَّر وَجْهَه، أَي غَبَّره وعَبَّسه.
قَالَ: والنَّمير من المَاء: العَذْب.

(15/157)


قَالَ أَبُو عُبيد: النَّمِير: المَاء الزَّاكِي فِي الْمَاشِيَة النّامِي.
وَقَالَ الأصمعيُّ: النَّمير: النامِي، عَذْباً كَانَ أَو غير عَذب.
أَبُو تُرَاب: نَمَر فِي الْجَبَل والشَّجر، ونَمَل، إِذا عَلاَ فِيهَا.
وَقَالَ الْفراء: إِذا كَانَ الْجمع قد سُمي بِهِ نَسبت إِلَيْهِ فَقلت فِي أَنْمار: أَنْماري، وَفِي معافر: معافِريّ؛ فَإِذا كَانَ الْجمع غير مُسمًّى بِهِ نَسبت إِلَى واحده، فَقلت: نقيبيّ، وعَرِيفيّ، ومَنْكِبيّ.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: النُّمَرة: البَلَق.
والنَّمِرة: العَصْبَة.
والنمرة: بردة مخططة.
والنَّمِرة: الأُنْثى من النَّمِر.
والنِّسبة إِلَى النَّمر بن قاسطة: نَمَرِيّ، بِفَتْح المِيم.
ونُمَارَة: اسْم قَبيلة.
وَفِي الحَدِيث: فَجَاءَهُ قومٌ مُجْتَابِي النِّمار، أَي جَاءَهُ قومٌ لابِسُو أُزُر من صُوفٍ مخطَّطة.
كُل شملة مُخطَّطة من مآزر الْأَعْرَاب، فَهِيَ: نَمرة.
وَجَمعهَا: نِمَار.
يُقَال: اجْتاب فلانٌ ثوبا، إِذا لَبِسه.