تهذيب اللغة أَبْوَاب الثلاثي الصَّحِيح من حرف اللَّام
(أَبْوَاب اللَّام وَالنُّون)
ل ن ف
نفل، فنل، فَلَنْ.
فَلَنْ: قَالَ اللَّيثُ: قَالَ الخَليل: (فلَان) ، تَقْدِيره فُعَال.
وتَصغيره: فُلَيْن.
قَالَ: وبعضٌ يَقُول: هُوَ فِي الأَصْل فُعلان، حُذفت مِنْهُ وَاو.
قَالَ: وتصغيره على هَذَا القَوْل فُلَيَّان وكالإنسان حُذفت مِنْهُ
الْيَاء، أَصله: إنسيان، وتصغيره: أُنَيْسان.
قَالَ: وحجتهم فِي قَوْلهم: فُل بن فُل، كَقَوْلِهِم: هَيُّ بن بيّ،
وهيَّان بن بَيّان.
وَفُلَان وفلانة، كِنَايَة عَن أَسمَاء الْآدَمِيّين.
قَالَ: وَإِذا سُمّي بِهِ الْإِنْسَان لم تَحْسن فِيهِ الْألف
وَاللَّام.
يُقَال: هَذَا فلَان آخر، لِأَنَّهُ لَا نكرَة لَهُ.
ولكنّ الْعَرَب إِذا سَمُّوا بِهِ الإبلَ قَالُوا: هَذَا الفُلان،
وَهَذِه الفُلانة.
فَإِذا نَسبت قلت: فلانٌ الفُلانيّ، لِأَن كل اسْم يُنسب إِلَيْهِ
فَإِن الْيَاء تلْحقهُ تُصيِّره نكرَة، وبالألف وَاللَّام يصير معرفَة
فِي كل شَيْء.
ابْن السّكيت: تَقول: لقِيت فلَانا، إِذا كنَّيت عَن الآدميّين قُلته
بِغَيْر ألف وَلَام، وَإِذا كَنَّيت عَن الْبَهَائِم قُلْته بِالْألف
وَاللَّام، تَقول: حلبتُ الفُلانة، وَركبت الفُلانة؛ وَأنْشد فِي
تَرْخيم فلَان:
وَهُوَ إِذا قيل لَهُ وَيْهاً فُلُ
فإنّه أحْج بِهِ أَن يَنْكَلُ
وَهُوَ إِذا قيل لَهُ وَيْها كُلُ
فإِنه مُواشَكٌ مُسْتَعْجِلُ
أَبُو تُراب، عَن الْأَصْمَعِي، يُقال: قُم يَا فل، وَيَا فُلاه.
فَمن قَالَ: يَا فُل فَمضى فَرفع بِغَيْر تَنْوِين، فَقَالَ: قُم يَا
فُل؛ وَقَالَ الكُمَيت:
يُقال لمثلي وَيْهاً فُلُ
ومَن قَالَ: يَا فلاه فَسكت أَثبت الْهَاء، فَقَالَ: قُل ذَلِك يَا
فُلاه، وَإِذا مَضى قَالَ: يَا فُلا قُلْ ذَلِك، فَطَرح ونَصَب.
وَقَالَ المبرّد: قَوْلهم: يَا فُل لَيْسَ بتَرخيم، ولكنّها على حِدة.
نفل: قَالَ اللَّيث: النَّفَل: الغُنْم.
وَجمعه: الأَنفال.
(15/255)
ونَفَّلْتُ فلَانا: أَعْطَيْته نَفْلاً
وغُنْماً.
وَالْإِمَام يُنَفِّل الجُنْدَ، إِذا جَعل لَهُم مَا غَنِموا.
وَقَالَ الله تَعَالَى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ} (الْأَنْفَال:
1) الْآيَة.
قَالَ: الْأَنْفَال: الغَنائِم.
وَاحِدهَا: نَفَل.
وَإِنَّمَا سأَلوا عَنْهَا لِأَنَّهَا كَانَت حَرَامًا على من كَانَ
قَبْلهم، فأَحَلّها الله لَهم.
وَقيل أَيْضاً: إِنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَفِّل فِي السَّرايا،
فكرهوا ذَلِك.
وتأويله: { (كَمَآ أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ
فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَِّرِهُونَ} (الْأَنْفَال: 5) ،
كَذَلِك تُنَفّل مَن رأيتَ وَإِن كَرِهُوا.
وَكَانَ النّبي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم جَعل لكل مَن أَتَى بأسير
شَيْئا؛ فَقَالَ بعضُ أَصحابه: يَبْقى آخِرُ النَّاس بِغَيْر شَيْء.
قلت: وجماع مَعنى النَّفل والنافلة: مَا كَانَ زِيَادَة على الأَصل،
سُمِّيت الغَنائم أَنفالاً، لأنّ الْمُسلمين فُضِّلُوا على سَائِر
الأُمم الَّذين لم تَحِلّ لَهُم الغَناثم.
وسُمّيت صَلَاة التطوُّع: نَافِلَة، لِأَنَّهَا زِيَادَة أَجْر لَهُم
على مَا كُتب من ثَواب مَا فُرض عَلَيْهِم.
ونَفَّل النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم السَّرايا فِي الْبَدأة
الرُّبع، وَفِي القَفَلة الثُّلث، تَفضيلاً لَهُم على غَيرهم من أهل
الْعَسْكَر بِمَا عانَوْا من أَمر العدوّ، وقاسَوْه من الدُّؤوب
والتّعب، وباشروه من القِتال والخَوْف.
قَالَ الله عزَّ وَجل لِنَبِيّه: {وَمِنَ الَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ
نَافِلَةً لَّكَ} الْآيَة (الْإِسْرَاء: 79) .
قَالَ الفَرّاء: معنى قَوْله: نَافِلَة لَك: لَيست لأحدِنا نَافِلَة
إلاّ للنبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد غُفر لَهُ مَا تَقدّم من دَنبه
وَمَا تَأَخّر، فعملُه نَافِلَة.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاق: هَذِه نافلةٌ زِيَادَة للنبيّ صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم خَاصَّة لَيست لأحد؛ لِأَن الله أمره أَن يزْدَاد فِي
عِبَادَته على مَا أمَرَ بِهِ الخلْق أَجْمَعِينَ، لأنّه فضَّله
عَلَيْهِم، ثمَّ وعده أَن يَبعثه مقَاما مَحْمُودًا؛ وصَحَّ أَنه
الشَّفَاعَة.
وَالْعرب تَقول فِي ليَالِي الشَّهر: ثَلاث غُرَر. وَذَلِكَ أوّل مَا
يَهل الْهلَال سُمِّين: غُرَراً، لِأَن بَياضها قَليل كغُرة الفَرس،
وَهِي أقل مَا فِيهِ من بَيَاض وَجْهه.
ويُقال لثلاثٍ بعد الغُرور: نُفَل؛ لِأَن الغُرر كَانَت الأَصْل،
وَصَارَت زِيَادَة النُّفل زِيَادَة على الأَصْل.
وكل عطيّة تَبرّعَ بهَا مُعطيها من صَدقة، فَهِيَ نافِلة.
والنافلة: ولدُ الْوَلَد، لِأَن الأَصْل كَانَ الْوَلَد، فَصَارَ ولَدَ
الْوَلَد زِيَادَة على الأَصْل.
(15/256)
وَقَالَ الله جلّ وعزّ فِي قصَّة
إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ
وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً} (الْأَنْبِيَاء: 72) . كَأَنَّهُ قَالَ: وهبنا
لإِبْرَاهِيم إِسْحَاق، فَكَانَ كالفَرْض لَهُ، لِأَنَّهُ دَعَا الله
بِهِ؛ ثمَّ قَالَ: وَيَعْقُوب نَافِلَة، فالنافلة ليعقوب خاصّة،
لِأَنَّهُ وَلد الْوَلَد، أَي وهبناه لَهُ زِيَادَة على الفَرْض لَهُ،
وَذَلِكَ أَن إِسْحَاق وُهب لَهُ بدعائه، وزِيد يَعْقُوب تَفضُّلاً،
وَالله أعلم.
ويُقال للرَّجُل الْكثير النَّوافل، وَهِي العَطايا: نَوْفَل.
قَالَ: وَقَالَ شَمر مثلَه.
قَالَ: وقومٌ نَوْفلون؛ وَقَالَ الكُمَيت يمدح رجلا:
غِياثُ المَضُوع رِئابُ الصُّدو
عِ لأَمَتُك الزُّفَرُ النَّوْفَلُ
اللَّيْث: النَّوْفل: السَّيد من الرِّجال.
ويُقال لبَعض أَوْلَاد السِّباع: نَوْفَل.
أَبُو عُبيد النَّوفل: العَطِيّة، تُشَبّه بالبَحْر؛ وَأنْشد لأعْشى
باهلة:
يأبَى الظُّلاَمة مِنه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ
عَمْرو، عَن أَبِيه، هُوَ: اليَمّ، والقَلْمس، والنَّوْفل،
والمُهْرُقان، والدَّأْماء، وخُضَارة، والأَخْضر، والعُلَيم،
والخَسِيف.
ثَعْلَب، عَن ابْن الأعرابيّ: النَّفل: الغَنائم، والنَّفل: الهِبَة،
والنَّفل: التَّطوّع، والنَّفل: نَبْتٌ مَعْروف، وانْتَفل الرَّجُل،
إِذا اعْتَذَر.
أَبُو عُبيد، وَابْن شُمَيْل: انْتَفَلْت مِنْهُ وأنْتَفيت مِنْهُ،
بِمَعْنى وَاحِد.
اللَّيْث: قَالَ لي فلانٌ قولا فانْتفلت مِنْهُ، أَي أنْكرت أَن أَكون
فَعَلْته؛ وأَنشد:
أمُنْتَفِلاً مِن نَصْر بُهَثَة دائباً
وتَنْفلُني مِن آلِ زَيْدٍ فبِئسَما
ابْن السِّكيت: تَنَفَّل فلانٌ على أَصْحَابه، إِذا أَخذ أَكثر ممّا
أخذُوا عِنْد الغَنيمة.
أَبُو سَعيد: نفّلتُ فلَانا على فلَان، أَي فَضَّلته.
ونَفَّلت عَن فلانٍ مَا قيل فِيهِ تَنْفِيلاً، إِذا نَضَحْت عَنهُ
ودَفَعْته.
والنَّوفليّة: شَيْء تَتَّخذه نسَاء الْأَعْرَاب من صُوف يكون فِي
غِلَظٍ أقلّ من الساعد، ثمَّ يُحْشَى، ويُعطف فتضعه الْمَرْأَة على
رَأسهَا، ثمَّ تَختمر عَلَيْهِ؛ وَمِنْه قولُ جِيران العَود:
ألاّ لَا تُغرّن امْرَءًا نَوْفليّة
على الرَّأْس بَعْدِي والتّرائِبُ وُضَّحُ
وَلَا فاحِمٌ يُسْقَى الدِّهان كأنَّه
أساوِدُ يَزْهاها مَعَ اللَّيل أَبْطَحُ
اللَّيْث: النَّوفلة: المَمْلحة.
وَلَا أَعرفه.
فنل: ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: يُقال لِرقبة
(15/257)
الفِيل: الفِنْئِل.
سَلمة، عَن الفرّاء، الفِنْئل، بِالْهَمْز: المَرأة القَصِيرة.
ل ن ب
لبن، نبل.
نبل: اللّيثُ: النُّبْل، فِي الْفضل، والفَضِيلة.
وأمّا النَّبَالة، فَهِيَ أعَمّ، تَجْري مَجْرى النُّبل، وَتَكون مصدرا
للشَّيْء النَّبِيل الجَسيم؛ وأَنْشد:
كَعْثَبُهَا نَبِيلُ
قَالَ: وَهُوَ يَعيبها بِهَذَا.
والنَّبَلُ، فِي معنى جمَاعَة النَّبِيل، كَمَا أَن الأَدَم جمَاعَة
الأدِيم.
وَفِي بَعض القَوْل: رَجُلٌ نَبْلٌ، وَامْرَأَة نَبْلة، وَقوم نِبَال.
وَفِي المَعنى الأوّل: قوم نُبلاء.
قَالَ: والنَّبْل: اسْم للسهام العربيّة. وصاحبُها: نابل. وحرفته:
النِّبَالة. وَهُوَ أَيْضا: نَبّال.
وَإِذا رَجعوا إِلَى واحده قَالُوا: سَهْم.
قَالَ: ونبلت فلَانا بكُسوة أَو طَعَام، أَنْبُله نَبْلاً، إِذا
ناولتَه شَيْئا بعد شَيْء؛ وأَنشد:
لَا تَجْفُوانِي وانْبُلاني بِكِسْرة
وَفِي الحَدِيث: (اتَّقُوا الْملَاعن وأَعِدُّوا النُّبَل) .
أَبُو عبيد، عَن الْأَصْمَعِي، قَالَ: أَرَاهَا هَكَذَا: يُقَال:
نَبِّلْني أحجاراً للاستنجاء، أَي أَعْطِنيها. ونَبِّلْني عُرْفاً. لم
يُعرف مِنْهُ إِلَّا هَذَا.
قَالَ: وَسمعت مُحَمَّد بن الْحسن يَقُول: النُّبَل: هِيَ حِجَارَة
الاسْتِنجاء.
قَالَ أَبُو عُبيد، والمحدِّثون يَقُولُونَ: النَّبَل.
ونراها إِنَّمَا سُميت نَبَلاً لصغرها.
وَهَذَا من الأضداد فِي كَلَام الْعَرَب، يُقال للعِظام: نَبَل،
وللصّغار: نَبَل.
قَالَ: وحدّثني مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن عِيسى، عَن الْقَاسِم بن
مَعْن: أنّ رجلا من الْعَرَب تُوفِّي فَورثه أَخُوهُ، فعيّره رجلٌ
بِأَنَّهُ فَرِح بِمَوْت أَخِيه لمّا وَرثه؛ فَقَالَ:
إِن كنت أَزنَنْتني بهَا كَذِباً
جَزْءُ فلاقَيْت مِثْلَها عَجِلاَ
أَفْرَح أَن أُرْزَأ الكِرَامَ وأنْ
أُورَثَ ذَوْداً شَصائِصا نَبَلاَ
قَالَ: والنَّبَل، فِي هَذَا الْموضع: الصِّغار الأجْسام.
فنرى أَن حِجَارَة الاسْتنجاء سُمِّيت نَبَلاً لِصِغَرها.
قَالَ أَبُو سعيد: كل مَا ناولت شَيْئا ورَميته، فَهُوَ نَبَل.
قَالَ: وَفِي هَذَا طريقٌ آخر: أَن تَقول: مَا كَانَت نُبْلتك مِنْهُ
فِيمَا صَنَعْتَ؟ أَي جزاؤُك وثوابُك مِنْهُ؟
(15/258)
قَالَ: وأمّا مَا رَوى أَبُو عبيد نَبَلاً
بِفَتْح النُّون فخطأ، إِنَّمَا هُوَ عندنَا: نُبَلا، بِضَم النّون.
والنُّبَل، هَا هُنَا: عوضٌ ممّا أُصِبْت بِهِ، وَهُوَ مَرْدُود إِلَى
قَوْله: مَا كَانَت نُبْلتك من فلَان؟
أَبُو حَاتِم، عَن أبي عُبيدة، يُقَال: ضَبٌّ نَبَلٌ، وَهُوَ الضَّخْم.
وَقَالُوا: النَّبَل: الخَسِيس؛ وأَنْشد:
شَصائِصاً نَبَلاً
بِفَتْح النّون.
قلت: أمّا الَّذِي فِي الحَدِيث: (وَأَعدُّوا النُّبَل) ، فَهُوَ بِضَم
النُّون، جمع: النُّبْلَة، وَهُوَ مَا تناولته من مَدَر أَو حَجر.
وَأما النَّبَل فقد جَاءَ بِمَعْنى: النَّبِيل الجَسيم، وَجَاء
بِمَعْنى: الخَسيس.
وَمِنْه قيل للرجل الْقصير: تِنْبل، وتِنْبال؛ وَأنْشد أَبو الْهَيْثَم
قَول طَرَفة:
وَهُوَ بَسْملِ المُعْضلات نَبِيلُ
فَقَالَ: وَقَالَ بعضُهم: نَبِيل، أَي عَاقل.
وَقيل: حاذق.
وَهُوَ نَبِيل الرّأي. أَي جَيِّده.
وَقيل: نَبِيل: رَفِيق بإِصلاح عِظام الأُمور.
أَبُو زيد: تقَابل فلَان وَفُلَان فَنَبله فلَان، إِذا تنافَرا أيّهما
أَنْبَل، من النُّبْل، وَأيهمَا أَصْدق عَملاً.
وَمِنْه قَوْله:
تَرَّصَ أَفواقها وقَوَّمها
أَنْبَلُ عَدْوان كُلِّها صَنَعا
ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي، وسَلَمة، عَن الفَرّاء: انْتَبل، إِذا
مَاتَ، أَو قُتِل.
والنّبِيلة: الجِيفة.
وتَنَبّل البَعِير: مَاتَ.
ابْن الْأَعرَابِي: النُّبْلة: اللُّقْمة الصّغيرة، وَهِي المَدَرَة
الصَّغِيرَة، وَمِنْه قَوْله: (وأَعِدُّوا النُّبَل) .
ابْن السِّكيت: نَبَلْت الإبلَ، أَنْبُلها نَبْلاً، إِذا سُقْتها سوقاً
شَدِيداً.
أَبُو عُبيد، عَن أبي الْوَلِيد الْأَعرَابِي وَالْفراء: النَّبْل:
السَّير السّريع الشَّديد؛ وأَنشد:
لَا تَأْوِيا للْعِيس وانْبُلاها
لَبِئْسما بُطْءٌ وَلَا تَرْعَاهَا
شمر، عَن ابْن الْأَعرَابِي: النَّبْل: حُسن السَّوْق.
ابْن السِّكيت: أنْبلْتُه سَهْما: أعْطيته، ونَبَلْته بالنَّبل
أَنْبُله، إِذا رَمَيته بالنَّبْل.
وَفُلَان نابِلٌ، أَي حاذق بِمَا يُمارسه من عمل؛ وَمِنْه قولُ أبي
ذُؤيب:
تَدلَّى عَلَيْهَا بالحِبال مُوَثَّقاً
شديدَ الوَصاة نابِلٌ وَابْن نابِلِ
شَمِر: تَنَبَّلت مَا عِنْدِي: ذهبتُ بِمَا عِندي.
(15/259)
قَالَ: ونَبَلْت: حَمَلْت.
أَبُو عُبيد، عَن الْأَصْمَعِي: أصابتني خُطوب تَنَبَّلت مَا عِنْدِي؛
وَقَالَ أَوْس بن حَجر:
لمّا رَأَيْت العُدْمَ قَيَّد نائِلي
وأَمْلَق مَا عِندي خُطوبٌ تَنَبَّلُ
وَقَالَ: نابلني فلانٌ فَنَبلْته، أَي كنت أَجْودَ مِنْهُ نَبْلاً.
وفلانٌ أنْبل النَّاس، أَي أَعْلمهم بالنَّبْل.
أَبُو زيد: انْبُل بقومك، أَي ارْفُق؛ وَقَالَ الهُذليّ:
فانْبُل بقومك إمّا كنت حاشِرَهم
وكُلُّ جامعِ مَحْشُورٍ لَهُ نَبَلُ
قَالَ: والنَّبْل، فِي الحِذْق.
والنَّبالة والنُّبْل، فِي الرِّجال.
وَيُقَال: ثَمَرَة نَبِيلة.
وقِدحٌ نَبِيل.
ويُقال: نَبِّلْني، أَي هَبْ لي نِبَالاً.
ابْن السِّكيت: يُقال: أَتَانِي فلانٌ فَمَا انْتَبَلْت نَبْله
ونُبْلَه ونَبَالَه إلاّ بأخِرة.
يُقَال ذَلِك للرّجُل يَغْفُل عَن الأمْر فِي وقته ثمَّ يَنْتبه لَهُ
بعد إدْباره.
غَيره: النابِل: الَّذِي يَرْمي بالنَّبْل؛ وأَنْشد:
تَطْعَنهم سُلْكَى ومَخْلوجةً
لَفْتَك لأَميْنِ على نَابِلِ
وَقيل: النابِل: هَا هُنَا: الَّذِي يُسوِّي النَّبْل.
ابْن السِّكيت: رجلٌ نابِل، إِذا كَانَ مَعه نَبْلٌ.
ونَبَّال، مثله.
فإِذا كَانَ يَعملها قُلْتَ: نابل.
واسْتَنْبَلني فلانٌ فأَنْبَلته، أَي أَعْطَيته نَبْلاً.
لبن: ابْن السِّكيت: يُقال: هُوَ أخُوه بِلبان أُمه، بِكَسْر اللَّام؛
وَلَا تَقل: بلَبن أُمه، إِنَّمَا اللّبن الَّذِي يُشرب من
الْبَهَائِم؛ وَأنْشد لأبي الْأسود:
فإِنْ لَا يَكُنْها أَو تَكُنْه فإنَّه
أَخُوهَا غَذَتْه أُمُّه بِلِبانِها
قَالَ: ويُقال: هَؤُلَاءِ قومٌ مُلْبِنون، إِذا كَثُر لَبَنُهم.
وَيُقَال: نَحن نَلْبُن جيرانَنا، أَي نَسْقيهم اللَّبَن.
وقومٌ مَلْبونُون، إِذا ظهر مِنْهُم سَفهٌ وجَهل وخيلاء، يُصيبهم من
أَلبان الْإِبِل مَا يُصيب أَصحابَ النَّبيذ.
وَيُقَال: جَاءَ فلَان يَسْتَلبن، أَي يَطلب لَبَناً لعِياله
ولضِيفانه.
أَبُو عُبيد، عَن اليزيدي: يُقال للشاة إِذا صَارَت ذَات لَبن: شَاة
لَبِنة، ولَبُون، ومُلْبِن.
قَالَ: وَقَالَ الْكسَائي: يُقَال كم لُبْنُ شَاتك؟ أَي كم مِنْهَا
ذاتُ لَبن؟
(15/260)
أَبُو زيد: اللَّبُون من الشَّاء، ذاتُ
اللَّبن، غريرة كَانَت أَو بَكِيئة.
وَجَمعهَا: لِبَانٌ ولُبْنٌ.
فَإِذا قَصدوا قَصْد الغزيرة قَالُوا: لَبِنَة.
وَجَمعهَا: لَبِنٌ ولِبَان.
وَقد لَبِنَت لَبْناً.
شمر: يُقال: كم لُبْن شائك؟
قَالَ، وَقَالَ الْفراء: شَاة لَبِنة؛ وغَنم لِبانٌ، ولِبْنٌ ولُبْنٌ.
قَالَ: وَزعم يُونُس أَنه جَمع.
قَالَ: وَقَالَ الكسائيّ: إِنَّمَا سَمِعت لِبْن.
وشاءٌ لِبْن، بِمَنْزِلَة لُبْن؛ وأَنشد:
رَأَيْتُك تَبْتاع الحِيال بلُبْنها
وتأوي بَطِيناً وَابْن عَمّك ساغِبُ
قَالَ: واللُّبْن: جمع اللَّبُون.
اللّيث: اللَّبن خلاص الجَسد، ومُسْتخلصه من بَين الفَرْث والدَّم،
وَهُوَ كالعرق يَجرِي فِي العُروق.
وَإِذا أَرَادوا طَائِفَة قَليلَة من اللّبن، قَالُوا: لَبَنَة.
وَجَاء فِي الحَدِيث: (إنّ خَدِيجَة بَكت، فَقَالَ لَهَا النبيّ صلى
الله عَلَيْهِ وَسلم مَا يُبْكيك؟ فَقَالَت: دَرَّت لَبنة الْقَاسِم،
فذكرتْهُ. فَقَالَ لَهَا: أما تَرْضَين أَن تَكْفُله سارّة فِي
الْجنَّة؟ قَالَت: لَودِدْتُ أنّي علمتُ ذَلِك؟ فغَضب النبيّ صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم ومَدّ إصْبَعه فَقَالَ: إِن شِئْت دَعَوْت الله أَن
يُريك ذَاك. فَقَالَت: بلَى أصَدِّق الله ورسولَه) .
قَالَ: وناقة لَبُون، ومُلْبِن.
وَقد أَلْبَنْت، إِذا نَزل لَبنُها فِي ضَرعها.
وَإِذا كَانَت ذَات لَبن فِي كل أحايينها، فَهِيَ لَبُون.
وولدُها فِي تِلْكَ الْحَال: ابْن لَبُون.
الْأَصْمَعِي وَغَيره: يُقال لولد النَّاقة إِذا اسْتكْمل سنتَيْن
وطعَن فِي الثَّالِثَة: ابْن لَبُون.
والأُنثى: بِنْت لَبُون.
اللّيث: اللّبْنى، شَجَرَة لَهَا لَبن كالعَسل، يُقَال لَهُ: عَسَل
لُبْنَى.
واللُّبان: الكُنْدُر.
واللّبانة: الْحَاجة، لَا مِن فاقةٍ بل من هِمّة.
يُقَال: قَضى فلانٌ لُبانته.
قَالَ: ولُبَيْنى: اسْم ابْنة إِبْلِيس.
واللَّبان: الصَّدْر.
واللّبِنة: وَاحِدَة اللَّبن.
واللبْن: لُغَة، وَهُوَ المَضْروب من الطِّين مُرَبَّعاً.
والمِلْبن: الَّذِي يُضْرب بِهِ.
والمِلْبن أَيْضا: شِبه المِحْمل يُنْقل فِيهِ اللَّبِن وَنَحْوه.
والتَّلْبين: فِعْلك حِين تضربه.
(15/261)
وكُل شَيْء رَبّعته، فقد لَبّنته؛ وأَنْشد
شَمِر:
لَا يحمل المِلْبن إِلَّا المَلْبون
قَالَ: المِلْبن: المِحْمَل. والمَلْبون: الجَمل السَّمين الْكثير
اللَّحم.
ثَعْلَب: المِلْبن: المِحمل، وَهُوَ مُطوّل مُرَبّع. وَكَانَت المحامِل
مُربَّعة فغيَّرها الحجّاج لينام فِيهَا وَيتَّسع، وَكَانَت الْعَرَب
تُسمّيها: المِحْمل، والمِلْبَن، والسابل.
قَالَ: وَقَالَ ابْن الأعرابيّ: قَالَ رجُلٌ من الْعَرَب لآخر: لي
إِلَيْك حُوَيجة. فَقَالَ: لَا أَقْضيها حَتَّى تكون لُبْنانيّة، أَي
عَظِيمَة مثل لُبنان، وَهُوَ اسْم جَبل، قَالَ: ولُبْنان: فُعْلالٌ،
ينْصَرف.
وتَلَبَّن: تمكّث؛ وَقَالَ رُؤبة:
فَهَل لُبَيْنى من هَوَى التَّلَبُّن
قَالَ أَبُو عَمْرو: التلبُّن، من (اللُّبانة) ؛ يُقَال: لي لُبانة
أتلَبّن عَلَيْهَا، أَي أتمكّث.
أَبُو عبيد، عَن أبي عَمْرو: لَبّنت، وتلَدّنت، بِمَعْنى: تلبّثت،
وتمكثت.
ابْن الْأَعرَابِي: اللُّبان: شَجر الصَّنوبر، فِي قَوْله:
لَهَا عُنُق كسَحُوق اللُّبَان
الأصمعيّ: التَّلْبينة: حِساء يُعْمل من دَقيق أَو من نُخالة، ويُجعل
فِيهَا عَسل؛ سُمِّيت تَلْبينة تَشْبيهاً لَهَا باللّبن، لبياضها
ورقّتها.
وَقَالَ الرِّياشيّ، فِي حَدِيث عَائِشَة: عَلَيْكُم بالمَشْنيئة
النافعة التَّلْبين.
قَالَ: تَعْني: الحَسْو.
قَالَ: وَسَأَلت الأصمعيّ عَن المَشنيئة فَقَالَ: تَعْنِي: البَغِيضة.
ثمَّ فسر التَّلْبينة كَمَا ذَكرْنَاهُ.
أَبُو عُبيد: لَبِنَة القَمِيص: بَنيقتُه.
أَبُو عُبيد، عَن الْفراء: اللَّبِن: الَّذِي يَشتكي عُنُقه مِن
وِسادة.
ابْن السِّكيت، نحوَه.
وَقد لَبِن لَبَناً.
وَقَالَ: اللَّبْن، مصدر: لَبَنْت القَوْم أَلْبِنُهم، إِذا سقيتَهم
اللّبن.
ولَبنه بالعَصا يَلْبِنه لَبْناً، إِذا ضَربه بهَا.
يُقَال: لَبَنه ثَلَاث لَبَناتٍ.
وَقد لَبنه بصَخْرة.
وَقَالَ: رجل لابِنٌ، ذُو لَبن، وتامرٌ: ذُو تَمْر.
وَفرس مَلْبون: سُقي اللَّبن؛ وأَنشد:
مَلْبونة شَدَّ المليكُ أَسْرَها
وَبَنَات اللَّبن: مِعًى فِي البَطْن مَعْروفة.
ولُبْن، اسْم جَبل؛ قَالَ الرّاعي:
كجَنْدَلِ لُبْنَ تَطَّرِدُ الصِّلاَلاَ
عَمْرو، عَن أَبِيه، اللَّبْن: الْأكل الْكثير.
واللّبْن: الضّرب الشَّديد.
ابْن الْأَعرَابِي، المِلْبنة: المِلْعَقة.
(15/262)
ل ن م
نمل: ثَعْلَب، عَن ابْن الْأَعرَابِي: نَمّل ثوبَك، والقُطْه، أَي
ارفأه. ورَجُل نَمِل: حاذِق. وَغُلَام نَمِل، أَي عَبِث.
سَلمة، عَن الْفراء: نَمِل فِي الشَّجر يَنْمَل نَمَلاً، إِذا صَعِد
فِيهَا.
شمر، وَأَبُو عبيد: نَمِل الرَّجل، وأَنْمل، إِذا نمّ؛ وأَنْشد:
وَلَا أُزعج الكَلمِ المُحْفِظَا
تِ للأَقْربين وَلَا أُنْمِل
وَفِي حَدِيث النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (عَلّمي حَفْصَة رُقْيَة
النَّمْلة) .
قَالَ أَبُو عبيد: قَالَ الْأَصْمَعِي: هِيَ قُروح تَخْرج فِي الجَنب
وَغَيره.
قَالَ: وَأما النّملة، فَهِيَ النَّميمة.
وَرجل نَمِل، إِذا كَانَ نمّاماً.
سَلمَة، عَن الْفراء: النّملة: قُرُوح تخرج بالجَنْب. وَجَمعهَا: نَمل.
قَالَ: والنَّملة: النَّميمة. وَجَمعهَا: نَمل. والنملة: المشية
المقاربة. وَجَمعهَا: نَمل.
أَبُو نصر، عَن الْأَصْمَعِي: تَقول الْمَجُوس: إِن وَلد الرجل إِذا
خرجت بِهِ النملة فخطّ عَلَيْهَا ابنُه من أُخته أَو بنته برأَ؛
وأَنْشد لبَعض الْعَرَب:
وَلَا عَيب فِينَا غَيْر عِرْق لِمَعْشر
كرامٍ وأنّا لَا نَخُط على النّمْل
قَالَ أَبُو الْعَبَّاس: وأنشدناه ابْن الْأَعرَابِي لَا نحط
بِالْحَاء، وفَسره: إِنَّا كرام وَلَا نأتي بُيوت النَّمْل فِي الجدب
لِنحفر على مَا جَمع لنأكله.
اللَّيْث: كتاب مُنَمّل، مَكْتُوب، هذليّة.
قَالَ، والنَّمل: الرجل الَّذِي لَا ينظر إِلَى شَيْء إِلَّا عَمِله.
قَالَ: وَجمع النّمل: نمال؛ وَقَالَ الأخطل:
دَبيبُ نِمالٍ فِي نَقاً يَتَهيّل
ورَجُلٌ نَمِل الْأَصَابِع، إِذا كَانَ كثير العَبَث.
أَو كَانَ خَفِيف الْأَصَابِع فِي العَمل.
وَفرس نَمِل القوائم، لَا يَكادَ يَستقرّ.
والأُنْمُلة: المَفْصل الْأَعْلَى الَّذِي فِيهِ الظفر من الإصبع.
ورَجُلٌ مُؤَنْمَل الْأَصَابِع، أَي غَليظ أطرافها فِي قِصر.
قَالَ: والنّأْمَلة: مَشْي المُقَيّد.
والنَّملة: مَشقّ فِي حافر الدابّة.
أَبُو عُبيد: النَّملة: شقّ فِي الْحَافِر من
(15/263)
الْأَشْعر إِلَى طرف السُّنبك.
وَنهى النبيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن قتل النَّحلة والنَّملة.
وَأَخْبرنِي المُنذري عَن الحَرْبيّ: النَّمل: مَا كَانَ لَهَا
قَوَائِم.
فَأَما الصّغار، فَهِيَ الذَّرّ.
قَالَ: والنّمل يسكن البراريّ والخرابات وَلَا يُؤْذي النَّاس، والذرّ
يُؤْذي.
وَيُقَال نَمّلت فلَانا، أَي أَقلقته وأَعْجلته؛ وَأنْشد الْأَصْمَعِي:
فإنّي وَلَا كُفْران لله آيةٌ
لِنَفسي لقد طالَبْتُ غير مُنَمَّل
أَي: غير مُرْهق وَلَا مُعْجل عمّا أُريد. |