جمهرة اللغة

 (بَاب الثنائي الصَّحِيح)

مَا جَاءَ على بِنَاء فعل وَفعل وَفعل من الْأَسْمَاء والمصادر. والثنائي الصَّحِيح لَا يكون حرفين إِلَّا وَالثَّانِي ثقيل حَتَّى يصير ثَلَاثَة أحرف: اللَّفْظ ثنائي وَالْمعْنَى ثلاثي. وَإِنَّمَا سمي ثنائيا للفظه وَصورته فَإِذا صرت إِلَى الْمَعْنى والحقيقة كَانَ الْحَرْف الأول أحد الْحُرُوف الْمُعْجَمَة وَالثَّانِي حرفين مثلين أَحدهمَا مدغم فِي الآخر نَحْو: بت يبت بتا فِي معنى قطع وَكَانَ أَصله بتت فأدغموا التَّاء فِي التَّاء فَقَالُوا: بت وأصل وزن الْكَلِمَة فعل وَهُوَ ثَلَاثَة أحرف فَلَمَّا مازجها الْإِدْغَام رجعت إِلَى حرفين فِي اللَّفْظ فَقَالُوا: بت فأدغمت إِحْدَى التائين فِي الْأُخْرَى؛ وَكَذَلِكَ كل مَا أشبههَا من الْحُرُوف الْمُعْجَمَة.
(أَب ب)

أَب وَالْأَب: المرعى. قَالَ الله عز وَجل: {وَفَاكِهَة وَأَبا} . قَالَ الشَّاعِر // (رمل) //:
(جذمنا قيس ونجد دَارنَا ... وَلنَا الْأَب بهَا والمكرع)

والمكرع: الَّذِي تكرع فِيهِ الْمَاشِيَة مثل مَاء السَّمَاء؛ يُقَال: كرع فِي المَاء إِذا غَابَتْ فِيهِ أكارعه؛ وَكَذَلِكَ نخل كوارع إِذا كَانَت أُصُولهَا فِي المَاء.
وَأب أَبَا للشَّيْء إِذا تهَيَّأ لَهُ أَو هم بِهِ. قَالَ الْأَعْشَى // (طَوِيل) //:
(صرمت وَلم أصرمكم وكصارم ... أَخ قد طوى كشحا وَأب ليذهبا)

وَالْأَب: النزاع إِلَى الوطن. قَالَ هِشَام بن عقبَة أَخُو ذِي الرمة // (بسيط) //:
(وَأب ذُو الْمحْضر البادي إبابته ... وقوضت نِيَّة أطناب تخييم)

قَالَ أَبُو بكر: وَكَانَ الَّذِي يجب فِي هَذِه الْأَبْنِيَة أَن نسوق معكوسها فنجعله بَابا وَاحِدًا فكرهنا التَّطْوِيل فجمعناه فِي بَاب الْهمزَة وستراه إِن شَاءَ الله تَعَالَى. فَأَما الْأَب الْوَالِد فناقص وَلَيْسَ من هَذَا؛ قَالُوا: أَب فَلَمَّا ثنوا قَالُوا: أَبَوَانِ وَكَذَلِكَ أَخ وَأَخَوَانِ. وللناقص بَاب فِي آخر الْكتاب مُجمل مُفَسّر ستقف عَلَيْهِ إِن شَاءَ الله وَبِه العون.
وَأب الرجل إِلَى سَيْفه إِذا رد يَده إِلَيْهِ ليستله.

(1/53)


(أت ت)

أته يؤته أَتَا فِي بعض اللُّغَات مثل غته إِذا غته بالْكلَام أَو كبته بِالْحجَّةِ.
(أث ث)

أث النبت يئث ويؤث أثا إِذا كثر والتف ويئث أَكثر من يؤث.
والنبت أثيث وَالشعر أثيث أَيْضا.
وكل شَيْء وطأته ووثرته من فرَاش أَو بِسَاط فقد أثثته تأثيثا. والأثاث أثاث الْبَيْت من هَذَا. قَالَ الراجز فِي النبت:
(يخبطن مِنْهُ نبته الأثيثا ... حَتَّى ترى قائمه جثيثا)

أَي مجثوثا مقلوعا. وَقَالَ الله تبَارك وَتَعَالَى: {أثاثا ورئيا} ؛ وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: مَتَاع الْبَيْت: وَقَالَ النميري الثَّقَفِيّ - وَإِنَّمَا قيل لَهُ النميري لِأَن اسْمه مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير بن أبي نمير // (وافر) //:
(أهاجتك الظعائن يَوْم بانوا ... بِذِي الزي الْجَمِيل من الأثاث)

وأحسب أَن اشتقاق أَثَاثَة من هَذَا.
وَقَالَ رؤبة // (رجز) //:
(وَمن هواي الرجح الأثائث ... تميلها أعجازها الأواعث)

الأثائث: الوثيرات الكثيرات اللَّحْم.
وَقد جمعُوا أثيثة إثاثا ووثيرة وثارا وَبِه سمي الرجل أَثَاثَة.
(أج ج)

أج الظليم يئج وَقَالُوا يؤج أجا إِذا سَمِعت حفيفه فِي عدوه.
وَكَذَلِكَ: أجيج الْكِير من حفيف النَّار. وَقَالَ الشَّاعِر يصف نَاقَة // (طَوِيل) //:
(فراحت وأطراف الصوى محزئلة ... تئج كَمَا أج الظليم المفزع)

وَقَالَ الآخر // (مُتَقَارب) //:
(كَأَن تردد أنفاسه ... أجيج ضرام زفته الشمَال)

يصف فرسا وَاسع المنخر.
وَالْمَاء الأجاج: الْملح.
وَيُقَال: سَمِعت أجة الْقَوْم يَعْنِي حفيف مشيهم أَو اخْتِلَاط كَلَامهم.
وأج الْقَوْم يئجون أجا إِذا سَمِعت لَهُم حفيفا عِنْد مشيهم.
والأجة: شدَّة الْحر.
وأجة كل شَيْء: أعظمه وأشده.
(أح ح)

أح: حِكَايَة تنحنح أَو توجع.
وأح الرجل إِذا ردد التنحنح فِي حلقه.
وَسمعت لفُلَان أحة وأحاحا وأحيحا إِذا رَأَيْته يتوجع من غيظ أَو حزن. وَفِي قلبه أحاح وأحيح. والأحة أَيْضا كَذَلِك. وَمِنْه اشتقاق أحيحة. قَالَ الراجز:
(يطوي الحيازيم على أحاح ... )

وأحيحة: أحد رِجَالهمْ من الْأَوْس وَهُوَ أحيحة بن الجلاح الشَّاعِر كَانَ رَئِيس الْقَوْم فِي الْجَاهِلِيَّة.

(1/54)


(أَخ خَ)

أَخ: كلمة تقال عِنْد التأوه وأحسبها محدثة.
فَأَما قَوْلهم للجمل: إخ ليبرك فمعروف وَلَا يَقُولُونَ: أخخت الْجمل وَإِنَّمَا يَقُولُونَ: أنخته.
وَالْأَخ اسْم نَاقص. وَزعم قوم أَن بعض الْعَرَب يَقُولُونَ: أَخ وأخة مثقل ذكره ابْن الْكَلْبِيّ وَلَا أَدْرِي مَا صِحَة ذَلِك.
والأخيخة: دَقِيق يصب عَلَيْهِ مَاء ويبرق بِزَيْت أَو سمن وَيشْرب وَلَا يكون إِلَّا رَقِيقا وَمعنى يَبْرق: يصب يُقَال: برقتْ الزَّيْت أَي صببته: قَالَ الراجز:
(تصفر فِي أعظمه المخيخه ... تجشؤ الشَّيْخ عَن الأخيخه)

شبه صَوت مصه الْعِظَام الَّتِي فِيهَا المخ بجشاء الشَّيْخ لِأَنَّهُ مسترخي الحنك واللهوات فَلَيْسَ لجشائه صَوت.
وَيُقَال: عظم مخيخ وممخ كَمَا يُقَال مَكَان جديب ومجدب.
(أد د)

أد هُوَ اسْم رجل: أد بن طابخة بن الياس بن مُضر. وأحسب أَن الْهمزَة فِي أد وَاو لِأَنَّهُ من الود أَي الْحبّ فقلبوا الْوَاو همزَة لانضمامها نَحْو: {اقتت} وأرخ الْكتاب الأَصْل ورخ ووقتت. قَالَ الشَّاعِر // (الْكَامِل) //:
(أد بن طابخة أَبونَا فانسبوا ... يَوْم الفخار أَبَا كأد تنفرُوا)

والفخار الْمصدر والفخار الِاسْم. يُقَال: نسب ينْسب فِي الشّعْر إِذا شَبَّبَ بِهِ وَنسب ينْسب من النّسَب. وتنفروا من قَوْلهم: نافر فلَان فلَانا فنفر فلَان عَلَيْهِ إِذا حكم لَهُ بالغلبة.
والإد: الْأَمر الْعَظِيم الفظيع. وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز: {لقد جئْتُمْ شَيْئا إدا} وَالله أعلم بكتابه. قَالَت جَارِيَة من الْعَرَب // (رجز) //:
(يَا أمتا ركبت شَيْئا إدا ... )

(رَأَيْت مشبوح الْيَدَيْنِ نهدا ... )

(أَبيض وضاح الجبين جَعدًا ... )

(فنلت مِنْهُ رشفا وبردا ... )

مشبوح: عريض الساعدين والذراعين وَمِنْه قيل: شبحه إِذا مد يَده فَضَربهُ وَمِنْه انشبح الحرباء إِذا امْتَدَّ. وَأنْشد:
(لما رَأَيْت الْأَمر أمرا إدا ... )

(وَلم أجد من الْفِرَار بدا ... )

(مَلَأت لحمي وعظامي شدا ... )
والأد والأيد والآد: الْقُوَّة. يُقَال: رجل ذُو آد وَذُو أد وَذُو أيد. قَالَ الراجز:

(أَبْرَح آد الصلتان آدا ... )

(إِذْ ركبت أعوادهم أعوادا ... )

وَفِي التَّنْزِيل: {وَالسَّمَاء بنيناها بأيد} أَي بِقُوَّة وَالله أعلم.
وَقَالَ الراجز فِي الأد وَهِي الْقُوَّة:

(نضون عني شرة وأدا ... )

(من بَعْدَمَا كنت صملا نهدا ... )

وَيُقَال: أَبْرَح الرجل إِذا جَاءَ بالداهية. والبرحاء: الْأَمر الْعَظِيم. قَالَ الشَّاعِر - الْأَعْشَى - // (مُتَقَارب) //:

(1/55)


(أَقُول لَهَا حِين جد الرحيل ... أبرحت رَبًّا وأبرحت جارا)

أعوادهم: أَي وَقع السهْم على الْقوس فَهِيَ الأعواد على الأعواد.
وَأَدت الْإِبِل تئد أدا إِذا حنت إِلَى أوطانها فَرَجَعت الحنين فِي أجوافها.
وَأَدت الْإِبِل تئد أدا إِذا ندت.
(أذ ذ)

إِذْ: كلمة لما قد مضى تَقول: إِذْ كَانَ كَذَا أَو كَذَا. وَلَيْسَت من الثلاثي لِأَنَّهَا حرفان وَلَكنهُمْ قد قَالُوا: أذ يؤذ أذا إِذا قطع مثل: هَذ يهذ هَذَا سَوَاء فقلبوا الْهَاء همزَة.
وشفرة هذوذ وأذوذ إِذا كَانَت قَاطِعَة. وأنشدنا أَبُو حَاتِم عَن أبي زيد عَن الْمفضل // (رجز) //:

(يؤذ بالشفرة أَي أذ ... )

(من قمع ومأنة وفلذ ... )

الفلذة: الْقطعَة من الكبد والقمع: طرف السنام والمأنة: بَيت اللَّبن وَقَالُوا الشَّحْم الَّذِي فِي بَاطِن الخاصرة. قَالَ الشَّاعِر // (وافر) //:

(إِذا استهديت من لحم فأهدي ... من المأنات أَو طرف السنام)

(وَلَا تهدي الْأَمر وَمَا يَلِيهِ ... وَلَا تهدن معروق الْعِظَام)

والفلذ: الْقطعَة من الكبد. قَالَ الشَّاعِر وَهُوَ أعشى باهلة // (بسيط) //:
(تكفيه حزة فلذ إِن ألم بهَا ... من الشواء ويروي شربه الْغمر)

والغمر: قدح صَغِير. قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم:
هلموا غمري وَأخذ من التغمير وَهُوَ الشّرْب دون الرّيّ.
(أر ر)

أر الرجل الْمَرْأَة يؤرها أرا إِذا جَامعهَا.
وَالرجل مئر إِذا كَانَ كثير الْجِمَاع. قَالَت ليلى بنت الحمارس أَو الْأَغْلَب الْعجلِيّ // (رجز) //:

(بلت بِهِ علابطا مئرا ... )

(ضخم الكراديس وأى زبرا ... )

الوأى: الشَّديد وَكَذَلِكَ الزبر: الصلب الشَّديد وَأَحْسبهُ أَيْضا من زبر الْبِئْر وَهُوَ أَن تطويها بِالْحِجَارَةِ وَهُوَ فعل من زبرت الْبِئْر أزبرها زبرا وزبرا بِكَسْر الْبَاء وَالزَّاي. والعلابط: العريض. مئر: مفعل من أر يؤر أرا وَهُوَ آر. وَفِي الحَدِيث:
الْفَقِير الَّذِي لَا زبر لَهُ أَي: لَا مُعْتَمد لَهُ.
(أز ز)

أز يؤز أزا والأز: الْحَرَكَة الشَّدِيدَة.
وأزت الْقدر إِذا اشْتَدَّ غليانها.
وَفِي كتاب الله تَعَالَى: {تؤزهم أزا} .
والمصدر الأز والأزيز والأزاز. قَالَ رؤبة // (رجز) //:

(لَا يَأْخُذ التأفيك والتحزي ... )

(فِينَا وَلَا طيخ العدى ذُو الأز)

التأفيك من قَوْلهم: أفك الرجل عَن الطَّرِيق إِذا ضل عَنهُ. وَفِي الْقُرْآن الْعَزِيز: {يؤفك عَنهُ من أفك} . قَالَ: يصرف

(1/56)


عَنهُ وَقَوله عز وَجل: {فَأنى يؤفكون} أَي يصرفون وَالله أعلم. والتحزي: التكهن؛ والحازي: الكاهن والطيخ: التكبر والانهماك فِي الأباطيل؛ يَقُول: إِنَّا لَا نستضعف.
وَيُقَال: بَيت أزز إِذا امْتَلَأَ نَاسا.
(أس س)

الأس: أس الْبناء؛ أسه يؤسه أسا. وأصل الرجل: أسه أَيْضا. وَقَالُوا: الأس أَيْضا. وَمثل من أمثالهم: ألصقوا الْحس بالأس. والحس فِي هَذَا الْموضع: الشَّرّ. يَقُول: ألْحقُوا الشَّرّ بأصول من عاديتم. قَالَ الراجز فِي أس الْبناء - وَأَحْسبهُ لكذاب بني الحرماز -:

(وأس مجد ثَابت وطيد ... )

(نَالَ السَّمَاء فَرعه المديد ... )

فَأَما الآس المشموم فأحسبه دخيلا على أَن الْعَرَب قد تَكَلَّمت بِهِ وَجَاء فِي الشّعْر الفصيح.
والآس: بَاقِي الْعَسَل فِي مَوضِع النَّحْل كَمَا سمي بَاقِي التَّمْر فِي الجلة قوسا وَبَاقِي السّمن فِي النحي كَعْبًا. وَقَالَ الْهُذلِيّ وَهُوَ مَالك بن خَالِد الخناعي // (بسيط) //:
(تالله يبْقى على الْأَيَّام ذُو حيد ... بمشمخر بِهِ الظيان والآس)

الظيان: شجر. قَالَ قوم: هُوَ ذرق النَّحْل؛ وَقَالَ أَبُو حَاتِم: هُوَ البهرامج؛ وَقَالُوا: هُوَ الياسمين الْبري.
والآس: بَقِيَّة الرماد بَين الأثافي.
وأس أس: من زجر الضَّأْن؛ يُقَال: أسها أسا.
(أش ش)

أش الْقَوْم يؤشون أشا وتأششوا إِذا قَامَ بَعضهم إِلَى بعض وتحركوا وَهَذَا الْقيام للشر لَا للخير.
وأحسب إِن شَاءَ الله أَنهم قد قَالُوا: أش على غنمه يؤش أشا مثل هش سَوَاء وَلَا أَقف على حَقِيقَته.
(أص ص)

الأص والأص وَاحِد وَجمعه آصاص وَهُوَ الأَصْل. قَالَ الراجز:

(قلال مجد فرعت آصاصا ... )

(وَعزة قعساء لن تناصى ... )

تناصى: أَي تفَاعل من ناصيته أَي جاذبت ناصيته؛ وَيُقَال: تناصى الرّجلَانِ إِذا أَخذ كل وَاحِد مِنْهُمَا بناصية صَاحبه. قعساء: ثَابِتَة لَا توهن.
(أض ض)

يُقَال: أضني إِلَى كَذَا وَكَذَا يؤضني أضا إِذا اضطرني إِلَيْهِ. وَقَالُوا: يأتضني ويئضني. قَالَ الراجز:

(داينت أروى والديون تقضى ... )

(فمطلت بَعْضًا وَأَدت بَعْضًا ... )

(وَهِي ترى ذَا حَاجَة مؤتضا ... )

والأض أَيْضا: الْكسر مثل الهض سَوَاء يُقَال: أضه مثل هضه.

(1/57)


فَأَما قَوْلهم: آض يئيض أَيْضا فَهُوَ فِي معنى رَجَعَ؛ يُقَال: آض فلَان إِلَى أَهله أَي رَجَعَ إِلَيْهِم. وَمِنْه قَوْلهم: فعلت كَذَا وَكَذَا أَيْضا أَي رجعت إِلَيْهِ.
(أط ط)

أط يئط أطا وأطيطا. والأطيط: صَوت الرحل الْجَدِيد أَو النسع إِذا سَمِعت لَهُ صَرِيرًا. وكل صَوت يشبه ذَلِك فَهُوَ أطيط. وَفِي الحَدِيث:
(حَتَّى يسمع لَهُ أطيط من الزحام يَعْنِي بَاب الْجنَّة. قَالَ الراجز:

(يطحرن سَاعَات إنى الغبوق ... )

(من كظة الأطاطة السبوق ... )

يصف إبِلا امْتَلَأت بطونها. يطحرن: يتنفسن تنفسا شَدِيدا شَبِيها بالأنين. والإنى: وَقت الشّرْب بالْعَشي. والأطاطة: الَّتِي تسمع لَهَا صَوتا وأطيطا.
وَقد سموا أطيطا وأحسب أَن اشتقاقه من ذَلِك إِن شَاءَ الله.
أهملت الْهمزَة مَعَ الظَّاء وَالْعين والغين فِي الثنائي الصَّحِيح وَلها مَوَاضِع فِي المعتل ترَاهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
(أُفٍّ ف)

أُفٍّ يئف أفا وَقَالُوا يؤف أَيْضا إِذا تأفف من كرب أَو ضجر.
وَيُقَال: رجل أفاف: كثير التأفف. وَفِي التَّنْزِيل: {فَلَا تقل لَهما أُفٍّ} .
وَيُقَال: أَتَانَا على أُفٍّ ذَلِك وأففه وإفاته أَي إبانه.
وَتقول: أُفٍّ لَك يَا رجل إِذا تضجرت مِنْهُ.
وَذكر أَبُو زيد أَن قَوْلهم: أُفٍّ وتف؛ قَالَ: الأف: الْأَظْفَار والتف: وسخ الْأَظْفَار.
أهملت الْهمزَة مَعَ الْقَاف فِي الثنائي الصَّحِيح.
(أك ك)

أك يَوْمنَا يؤك أكا إِذا اشْتَدَّ حره وسكنت رِيحه.
وَيَوْم عك أك وعكيك أكيك. قَالَ الراجز:

(إِذا الشريب أَخَذته أكه ... )

(فخله حَتَّى يبك بكه ... )

أَي خله حَتَّى يُورد إبِله الْحَوْض حَتَّى تباك عَلَيْهِ فتزدحم. الشريب: الَّذِي يسْقِي إبِله مَعَ إبلك. يَقُول: فخله حَتَّى يُورد إبِله فتباك عَلَيْهِ أَي تزدحم فيسقي إبِله سقية. وَكَانَ بعض أهل اللُّغَة يَقُول: سميت مَكَّة: بكة لِأَن النَّاس يتباكون فِيهَا أَي يزدحمون. وكل شَيْء تراكب فقد تباك.
(أل ل)

أل الشَّيْء يئل أَلا وأليلا إِذا برق ولمع. وَبِه سميت الحربة ألة للمعانها.
وَيُقَال: أَله يؤله أَلا إِذا طعنه بالألة وَهِي الحربة.
وأل الْفرس يئل ويؤل أَلا إِذا اضْطربَ فِي مَشْيه؛ وألت فرائصه إِذا لمعت فِي عدوه. وَقَالَ الشَّاعِر يصف فرسا // (كَامِل) //:
(حَتَّى رميت بهَا يئل فريصها ... وَكَأن صهوتها مداك رُخَام)

المداك: الصلاءة وَيُقَال الصلاية وبالهمز أَجود. وصهوتها: أَعْلَاهَا؛ وصهوة كل شَيْء: أَعْلَاهُ؛ والصهوة: منخفض من الأَرْض ينْبت السدر وَرُبمَا وَقعت فِيهِ ضوال الْإِبِل. والرخام: حجر أَبيض.
والإل: الْعَهْد فِيمَا ذكر أَبُو عُبَيْدَة فِي قَول الله عز وَجل: {لَا يرقبون فِي مُؤمن إِلَّا وَلَا ذمَّة} .
وأل الرجل فِي مَشْيه إِذا اهتز.

(1/58)


والأل: الأول فِي بعض اللُّغَات. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس // (هزج) //:
(لمن زحلوقة زل ... بهَا العينان تنهل)

(يُنَادي الآخر الأل ... أَلا حلوا أَلا حلوا)

يُقَال: زحلوقة وزحلوفة وَالْجمع الزحاليق والزحاليف.
وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ: كل اسْم فِي الْعَرَب آخِره إل أَو إيل فَهُوَ مُضَاف إِلَى الله عز وَجل نَحْو شُرَحْبِيل وَعبد ياليل وشراحيل وشهميل وَمَا أشبه هَذَا إِلَّا قَوْلهم زنجيل؛ يُقَال: رجل زنجيل إِذا كَانَ ضئيل الْخلق. قَالَ الشَّاعِر // (رجز) //:

(لما رَأَتْ بعيلها زنجيلا ... )

(طفنشلا لَا يمْنَع الفصيلا ... )

(مرولا من دونهَا ترويلا ... )

(قَالَت لَهُ مقَالَة ترسيلا ... )

(ليتك كنت حَيْضَة تمصيلا ... )

وَقد كَانَت الْعَرَب رُبمَا تَجِيء بالإل فِي معنى اسْم الله جلّ وَعز. قَالَ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ لما تلِي عَلَيْهِ سجع مُسَيْلمَة: إِن هَذَا شَيْء مَا جَاءَ من إل وَلَا بر فَأَيْنَ ذهب بكم؟ .
وَقد خففت الْعَرَب الإل أَيْضا كَمَا قَالَ الْأَعْشَى // (منسرح) //:
(أَبيض لَا يرهب الهزال وَلَا ... يقطع رحما وَلَا يخون إِلَّا)

والإل: الْوَحْي وَكَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يَزْعمُونَ أَنه يُوحى إِلَى كهانهم. وَقَالَ أحيحة فِي تثقيل الإل وَهُوَ الْوَحْي // (وافر) //:
(فَمن شَاءَ كَاهِنًا أَو ذَا إِلَه ... إِذا مَا حَان من إل نزُول)

(يراهنني فيرهنني بنيه ... وأرهنه بني بِمَا أَقُول)

(فَمَا يدْرِي الْفَقِير مَتى غناهُ ... وَمَا يدْرِي الْغَنِيّ مَتى يعيل)

الْعيلَة: الْفقر؛ يُقَال: عَال يعيل إِذا افْتقر. يَقُول: من شَاءَ من الْكُهَّان وَعَبدَة الْأَصْنَام أَن يراهنني أَن كل شَيْء لله عز وَجل لَيْسَ لغيره راهنته. يُقَال: عَال يعيل وعال يعول إِذا جَار. وأعال يعيل إِذا كثر عِيَاله. وَأخْبرنَا أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي قَالَ: خرجت نائحة خلف جَنَازَة عمر بن عبيد الله بن معمر الْقرشِي التَّيْمِيّ وَهِي تَقول // (مُتَقَارب) //:
(أَلا هلك الْجُود والنائل ... وَمن كَانَ يعْتَمد السَّائِل)

(وَمن كَانَ يطْمع فِي مَاله ... غَنِي الْعَشِيرَة والعائل)

فَقَالَ النَّاس: صدقت صدقت.
(أم م)

أم يؤم أما إِذا قصد للشَّيْء.
وَأم رَأسه بالعصا يؤمه إِذا أصَاب أم رَأسه وَهِي أم الدِّمَاغ وَهِي مجتمعه فَهُوَ أميم ومأموم والشجة آمة. يُقَال: أممت الرجل إِذا شججته وأممته إِذا قصدته.
وَالْأمة: الوليدة.
والإمة: النِّعْمَة. يُقَال: كَانَ بَنو فلَان فِي إمة أَي فِي نعْمَة.
وَالْأمة: الْعَيْب فِي الْإِنْسَان. قَالَ النَّابِغَة // (كَامِل) //:

(1/59)


(فأخذن أَبْكَارًا وَهن بِأمة ... )

يُرِيد أَنَّهُنَّ سبين قبل أَن يختن فَجعل ذَلِك عَيْبا.
وَالأُم: مَعْرُوفَة وَقد سمت الْعَرَب فِي بعض اللُّغَات الْأُم إِمَّا فِي معنى أم وللنحويين فِيهِ كَلَام لَيْسَ هَذَا مَوْضِعه.
وَأم الْكتاب: سُورَة الْحَمد لِأَنَّهُ يبتدأ بهَا فِي كل صَلَاة هَكَذَا يَقُول أَبُو عُبَيْدَة.
وَأم الْقرى: مَكَّة سميت بذلك لِأَنَّهَا توسطت الأَرْض زَعَمُوا وَالله أعلم.
وَأم النُّجُوم: المجرة؛ هَكَذَا جَاءَت فِي شعر ذِي الرمة لِأَنَّهَا مُجْتَمع النُّجُوم. قَالَ أَبُو عُثْمَان الأشنانداني: سَمِعت الْأَخْفَش يَقُول: كل شَيْء انضمت إِلَيْهِ أَشْيَاء فَهُوَ أم.
وَأم الرَّأْس: الْجلْدَة الَّتِي تجمع الدِّمَاغ وَبِذَلِك سمي رَئِيس الْقَوْم أما لَهُم. قَالَ الشنفرى يَعْنِي تأبط شرا // (طَوِيل) //:
(وَأم عِيَال قد شهِدت تقوتهم ... إِذا أحترتهم أوتحت وأقلت)

الحتر: الْإِعْطَاء قَلِيلا والحتر أَيْضا: الضّيق وَهُوَ مَأْخُوذ من الحتار وَهُوَ مَوضِع انضمام السرج وَذَلِكَ أَنه كَانَ يقوت عَلَيْهِم الزَّاد فِي غزوهم لِئَلَّا ينْفد؛ يَعْنِي تأبط شرا وَكَانَ رئيسهم إِذا غزوا. يُقَال: أحتره إِذا أعطَاهُ عَطاء نزرا قَلِيلا شَيْئا بعد شَيْء.
وَسميت السَّمَاء: أم النُّجُوم لِأَنَّهَا تجمع النُّجُوم؛ وَقَالَ قوم: يُرِيد المجرة. قَالَ ذُو الرمة // (طَوِيل) //:
(وشعث يشجون الفلا فِي رؤوسه ... إِذا حولت أم النُّجُوم الشوابك)

وَالْأمة لَهَا مَوَاضِع فالأمة: الْقرن من النَّاس من قَوْله: {أمة وسطا} وَقَوله: {إِن إِبْرَاهِيم كَانَ أمة} أَي إِمَامًا. وَالْأمة: الإِمَام. وَالْأمة: قامة الْإِنْسَان. وَالْأمة: الطول. وَالْأمة: الْملَّة {وَإِن هَذِه أمتكُم أمة وَاحِدَة} .
وَأم مثوى الرجل: صَاحِبَة منزله الَّذِي ينزله. وَفِي الحَدِيث: أَن رجلا قيل لَهُ: مَتى عَهْدك بِالنسَاء؟ قَالَ: البارحة وَقيل لَهُ: بِمن؟ قَالَ: بِأم مثواي. فَقيل لَهُ: هَلَكت أوما علمت أَن الله قد حرم الزِّنَا؟ فَقَالَ: وَالله مَا علمت. وأحسب أَن فِي الحَدِيث أَنه جِيءَ بِهِ إِلَى عمر نضر الله وَجهه فَقَالَ: استحلفوه بَين الْقَبْر والمنبر أَو عِنْد الْقَبْر أَنه مَا علم فَإِن حلف فَخلوا سَبيله. وَقَالَ الراجز:

(وَأم مثواي تَدْرِي لمتي ... )

(وتغمز القنفاء ذَات الفروة)

أصل القنف لصوق الْأُذُنَيْنِ بِالرَّأْسِ وارتفاعهما. وَيَعْنِي بالقنفاء فِي هَذَا الْموضع: الْحَشَفَة من الذّكر. تَدْرِي أَي تسرح. ذَات الفروة: الشّعْر الَّذِي على الْعَانَة وَهُوَ هَا هُنَا الفيشة. وَأنْشد فِي تَدْرِي // (طَوِيل) //:
(وَقد أشهد الْخَيل الْمُغيرَة بالضحى ... وَأَنت تَدْرِي فِي الْبيُوت وتفرق)

وَسمي مفروقا بِهَذَا. وتفرق: يَجْعَل لَهُ فرق.
وَأخْبرنَا أَبُو حَاتِم عَن أبي عُبَيْدَة فِي قَوْله تَعَالَى: {وَإنَّهُ فِي أم الْكتاب لدينا لعَلي حَكِيم} ؛ قَالَ: اللَّوْح الْمَحْفُوظ.
وَأم أوعال: هضبة مَعْرُوفَة. وَأنْشد // (رجز) //:

(1/60)


(خلى الذنابات شمالا كثبا ... )

(وَأم أوعال كها أَو أقربا ... )

وَأم خنور: الضبع.
(أَن ن)

أَن الرجل يَئِن أَنا وأنينا إِذا تأوه.
وَأَن وَإِن: حرفان مستعملان خفيفين وثقيلين.
وَيُقَال: أَن المَاء يؤنه أَنا إِذا صبه. وَفِي كَلَام للقمان بن عَاد: أَن مَاء وغله أَي صب مَاء وأغله. وَكَانَ ابْن الْكَلْبِيّ يَقُول: أز مَاء وَيَزْعُم أَن أَن تَصْحِيف.
وَإِن فِي معنى نعم. وَأنْشد // (مجزوء الْكَامِل المرفل) //:
(بكر العواذل فِي الصبوح ... يلمنني وألومهنه)

(وَيَقُلْنَ شيب قد علاك ... وَقد كَبرت فَقلت إِنَّه)

(أوو)

أهملت.
(أهـ هـ)

لَهَا فِي الثلاثي مَوَاضِع ترَاهَا إِن شَاءَ الله.
(أَي ي)

لم يجىء إِلَّا فِي قَوْلهم أَي فِي الِاسْتِفْهَام.

(1/61)