جمهرة اللغة

(بَاب الْجِيم فِي المعتلّ)

(وَمَا تشعب مِنْهُ)

(جحواي)
جاحَ الشيءَ يَجُوحه جَوْحاً، إِذا استأصله، وَمِنْه اشتقاق الجَوائح.
وجَيْحان: نهر مَعْرُوف.
وحَجا بِالْمَكَانِ، إِذا أَقَامَ بِهِ، وتحجّى بِهِ أَيْضا. وحاجيتُ الرجل محاجاةً وحِجاءً، من قَوْلهم: أُحاجيكَ مَا كَذَا وَكَذَا. والحِجا: الْعقل، وَقَالَ بعض أهل اللُّغَة: لَا يتَصَرَّف مِنْهُ فعل. والحَجا: جمع الحَجاة، وَهِي النُّفّاخة تكون على المَاء من قَطْر الْمَطَر. قَالَ الشَّاعِر:
(أقلِّب عَيْني فِي الفوارس لَا أرَى ... حِزاقاً وعيني كالحَجاة من القَطْرِ)
اسْمه حازوق فسمّاه حِزاقا. وَرُبمَا سُمي الغدير حَجاة.
وحِجاج الْعين: مَا نبت عَلَيْهِ شَعَرُ الحاجبين. وَيُقَال: مَا دون ذَاك وَجاح، أَي سِتر. قَالَ الراجز: أما ترى مَا رَكِبَ الأركاحا لم يتْرك الثلجُ بهَا وَجاحا وَيُقَال: ثوب موجَّح، إِذا كَانَ صفيقاً كثيفاً.
والحاج: جمع حَاجَة. والحاج: نبت لَهُ شوك. وَيُقَال: مَا لي قِبَلك حَاجَة وَلَا حَوجاء وَلَا حائجة.
والحوائج جمع حائجة وحَوجاء، وَلَا تكون الْحَوَائِج جمع حَاجَة. والحاجَة: خَرَزة أَو لؤلؤة تعلّق فِي شحمة الْأذن، وَرُبمَا سُمّيت شحمة الْأذن حَاجَة أَيْضا.
وجَحْوان: اسْم. قَالَ الشَّاعِر:
(وقبليَ ماتَ الخالدان كِلَاهُمَا ... عميدُ بني جَحْوان وَابْن المُضلَّلِ)

(جخواي)
تخاجأ الرجلُ، إِذا مَشى متمطّياً، وَهِي المُطَيْطاء، مِشية فِيهَا ترسُّل. قَالَ الشَّاعِر:

(2/1037)


(ذَروا التخاجؤَ وامشوا مِشيةً سُجُحاً ... إنّ الرِّجَال أُولو عَصْبٍ وتذكيرِ)
العَصْب: الصلابة.
والجَوْخ: مصدر جاخ السيلُ الواديَ يَجُوخه جَوْخاً، إِذا اقتلع جِرَفته.
وناقة خَجَوْجاة وخَجَوْجَى: طَوِيلَة.)
(جدواي)
نَاقَة أُجُد: صُلبة شَدِيدَة. وإجْدْ: زجر من زجر الْخَيل. ودَجا الليلُ يدجو وأدجى يُدجي، لُغَتَانِ فصيحتان، إِذا اشتدّت ظلمته. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا الليلُ أدجَى واستقلَّت نجومُه ... وصاحَ من الأفراط بومٌ جَواثمُ)
الأفراط: الآكام. وأدهم دَجُوجيّ: أشدّ مَا يكون سواداً. وناقة دَجْواء، إِذا كَانَت سابغة الوَبَر فِي سَواد، وَكَذَلِكَ عنز دَجْواء، إِذا كَانَت سابغة الشَّعَر.
والجَداء، مَمْدُود: الغَناء. يُقَال: مَا يُجدي هَذَا عَنْك، أَي مَا يُغني. قَالَ الشَّاعِر:
(لقلَّ جَداءٌ على مالكٍ ... إِذا الحربُ شُبَّت بأجذالِها)
وَيُقَال: هَذَا مطر جَداً على الأَرْض، إِذا أرواها. وأجديتُ على الرجل أُجدي إجداءً، إِذا أَعْطيته أَو كفيتَه مؤونةً. والجَداية: الظبية الفتيّة السنّ. والجَديَّة: الْقطعَة من الدَّم على الثَّوْب أَو على الأَرْض كقَدْر التُّرس الصَّغِير، وَالْجمع جَدايا. وجَدِيَّتا السَّرج: مَا كَانَ تَحت دفَتّيه. والجِداء: جمع جَدي، وَقَالُوا أَجْدٍ فِي أدنى الْعدَد.
والجاديّ: الزَّعْفَرَان.
ومطر جَوْد: كثير. وَفرس جَواد بيِّن الْجَوْدَة، بضّم الْجِيم. وَشَيْء جيِّد بيِّن الجَودة، بِفَتْح الْجِيم.
ودابّة جَواد من خيل جِياد، وَرجل جَواد من قوم أجواد، وَرُبمَا قَالُوا أجاود. وجَوْدان: اسْم.
وأجياد: مَوضِع بمكّة. والجُواد: الْعَطش، غير مَهْمُوز. جِيدَ الرجلُ فَهُوَ مَجُود. قَالَ الشَّاعِر:
(وَإِذ هِيَ عذبة الأنيابِ خَوْدٌ ... تُعيش بِرِيقها العَطِشَ المَجُودا)
والجِيد: مَجال القِلادة على النَّحْر، وَالْجمع أجياد. وَرجل أُجْيَدُ وَامْرَأَة جَيْداءُ، إِذا كَانَت طَوِيلَة العُنق فِي اعْتِدَال.
والجادَّة: جادّة الطَّرِيق، وَالْجمع جَوَادُّ.
والدَّجاجة: مَعْرُوفَة، والدِّجاجة أَيْضا، بِكَسْر الدَّال: الكُبَّة من الْغَزل.
والدُّوّاج أحسِبه أعجمياً معرَّباً.
والوَدَجانِ: عِرقان معروفان، الْوَاحِد وَدَج، وَالْجمع أوداج. وَيَقُولُونَ: جعلت فلَانا وَدَجي إليكَ، أَي سببي. والوِداج من قَوْلهم: ودَجْتُ الفرسَ أَدِجه وَدْجاً ووِداجاً، إِذا أخرجتَ الدمَ. قَالَ ابْن حسّان:)
(فَأَما قولُك الخُلَفاءُ منّا ... فهم منعُوا وَريدَكَ من وِداجي)

(جذواي)
الجاذي: المُقْعي منتصبَ الْقَدَمَيْنِ، جذا يجذو جَذْواً وجُذُوّاً. وَرُبمَا جُعل الجاذي والجاثي سَوَاء.
وكل ثَابت على شَيْء فقد جذا عَلَيْهِ يجذو جَذْواً وجُذُوّاً.

(2/1038)


والجُذوة: الْجَمْرَة من النَّار، وَالْجمع جُذىً، مَقْصُور، هَكَذَا قَالَ أَبُو عُبيدة.
والذَّأْج من قَوْلهم: ذأج يذأَج ذَأْجا، إِذا شرب شرباً كثيرا. قَالَ الراجز: يشربنَ رَنْقَ المَاء شُرْباً ذَأْجا لَا يتعيَّفنَ الأُجاجَ المَأْجا والوَجْذ: نقر فِي صَخْرَة يجْتَمع فِيهِ مَاء السَّمَاء، وَالْجمع وِجاذ.
(جرواي)
الْأجر: مَعْرُوف. والإجّار: السَّطْح الَّذِي لَا حاجز عَلَيْهِ، وَالْجمع أجاجير. قَالَ الراجز: تبدو هَواديها من الغُبارِ كالحَبَشِ الصَّفِّ على الإجّارِ والأُجرة: كِرَى الْأَجِير. وأَجِرَتْ يدُه تأجُر أُجوراً، إِذا انْكَسَرت ثمَّ جُبرت على عَثْم، وَيُقَال: أجِرت تأجَر أَيْضا. والآجُرّ: فارسيّ معرَّب، يُقَال مِنْهُ: آجُرّ وآجور وياجور.
وأَجَرْتُ الرجل إِجَارَة وآجرتُه إيجاراً، إِذا صيّرته جاراً لَك، فَهُوَ مُجار وَأَنا مُجير، واستجرتُه استجارةً، إِذا سَأَلته أَن يجيرك. وجارة الرجل: امْرَأَته. قَالَ الشَّاعِر:
(بانَتْ لتَحْزُنَنا عَفَارَهْ ... يَا جارتا مَا أنتِ جارَهْ)
والجارة من الجِوار. قَالَ الراجز: كَانَت لنا من غَطَفانَ جارَهْ جارةُ صدقٍ من بني فَزارَهْ وَقَالَ الآخر: قد عَلِمَتْ أُختُ بني فَزارَهْ أنْ لَا أُدَرّي لِمَّتي للجارَهْ فَهَذَا يدلّك على أَنَّهَا لَيست بامرأته. والجِوار: مصدر جاوره مجاورةً وجِواراً. وجَوار الدَّار)
وطَوارها وَاحِد. والجِوار: اسْم الْمُجَاورَة. وَوجد فلَان جائراً فِي صَدره من حرارة غيظ أَو حزن، وَهُوَ نَحْو الغثيان، وَرُبمَا سُمّي الغَصَص جائراً أَيْضا. والجَور: مَعْرُوف، جارَ يجور جَوْراً، خلاف الْعدْل. وجار عَن الْقَصْد جَوْراً أَيْضا، وَإِلَى ذَلِك يرجع. وَالْجَار: مَوضِع بساحل تِهامة.
وجأرَ الرجلُ، مَقْصُور مَهْمُوز، يجأَر جَأراً وجُؤاراً، إِذا صَاح، وَهُوَ الجُؤار. وَكَذَا فُسّر فِي التَّنْزِيل: إِذا هم يَجْأرون، وَالله أعلم.
والجَيّار أَيْضا: الصاروج، والصاروج فارسيّ معرَّب، حَوْض مجيَّر، إِذا كَانَ مصهرَجاً.
وَتقول الْعَرَب: جَيْرِ لأفعلنّ كَذَا وَكَذَا، مبنيّ على الْكسر فِي معنى القَسَم.
وراج الأمرُ، إِذا زجا، فَهُوَ يروج رَواجاً.
والرَّجاء من الأمل مَمْدُود، رجوته أرجوه رَجاءً. ورَجا الْبِئْر أَو الْقَبْر: ناحيته، مَقْصُور، وَالْجمع أرجاء. ويثنّى الرَّجا فِي الْبِئْر والقبر رَجَوان. قَالَ الشَّاعِر:
(فَمَا أَنا بِابْن العمّ يُجعل دونَه ال ... قَصِيُّ وَلَا يُرمى بِهِ الرَّجَوانِ)
وَمَا لي فِي فلَان رَجِيّة، أَي مَا أرجوه. وَقد سمّت الْعَرَب رَجاء ومرجّى.
وناقة رَجّاءُ، مَمْدُود، زَعَمُوا، إِذا كَانَت مرتجَّة السَّنام، وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّته.
وأرجأت الْأَمر أُرجئه إرجاءً فَهُوَ مُرجاً، إِذا أخّرته. قَالَ أَبُو

(2/1039)


زيد: تَقول الْعَرَب: فعلتُ كَذَا وَكَذَا رَجاءتَك، فِي معنى رجائك.
وَجرى الفرسُ جَراءً حسنا وجَرْياً حسنا، وَجرى المَاء جِريةً حَسَنَة. وَفرس مَرْطَى الجِراء، مَمْدُود. واجترأ فلَان على فلَان، إِذا أقدم عَلَيْهِ، اجتراءً، وَالِاسْم الجُرأة والجَراءة، وَيُمكن أَن يكون الجَراءة مصدرا. والجَرِيّ: الْوَكِيل، غير مَهْمُوز، وَالْجمع أجرياء، مَمْدُود. وَيُقَال: مَا زَالَ ذَاك إجْرِيّاه وإجْرِيّاءه، أَي دأبه وحاله. والجِراية: مصدر قَوْلهم جَريّ صَحِيح الجِراية. وَيُقَال: جَارِيَة بَيِّنة الجَراء، وَكَانَ ذَلِك فِي أَيَّام جَرائها، أَي فِي أَيَّام صِباها.
وَيُقَال: الجِريان والجريال بِمَعْنى وَاحِد، وَهُوَ صبغ أَحْمَر، وَلَيْسَ ذَا موضعَه. وأوجرتُه الدواءَ أُوجِره إِيجاراً. وأوجرتهُ الرمحَ، إِذا طعنته فِي حلقه. والوَجار: وَجار الضَّبُع والثعلب وَمَا أشبههما، وَالْجمع أوجِرة ووُجُر.)
(جزواي)
زَجا الشيءُ يزجو زُجُوّاً وزَجاءً، إِذا جرى على اسْتِوَاء ومُضيّ.
وجَزَيتُ فلَانا أَجزيه جَزَاء حسنا، إِذا كافأته، وأجزيتُ عَنهُ، إِذا كافأت عَنهُ. وأجزيتُ السكين وأجزأتُه إِجْزَاء، إِذا جعلت لَهُ جُزْأة، وَهُوَ النِّصاب. وجَزَأتِ الإبلُ بالرُّطْب عَن المَاء تجزَأ جُزْأً وجَزْأً، وهنّ جوازىء كَمَا ترى، مَقْصُور. وجَزَتْكَ عني الجوازي خيرا، غير مَهْمُوز.
وجزَّأتُ الشيءَ تجزئَةً، إِذا فرّقته أَجزَاء، وَالْوَاحد جُزْء، وَقد قَالُوا: جَزْء، وَهُوَ فِي التَّنْزِيل مضموم، والضمّ أَعلَى اللغتين. وَقَالَ قوم: بل الجُزء الْوَاحِد من الْأَجْزَاء، والجَزء اسْم مشتقّ من أَجْزَأت عنكَ. وَقد سمّت الْعَرَب جَزْءاً. وتجاوزَ الرجلُ فِي الْأَمر تجاوزاً، لَهُ موضعان: تجَاوز عَن الشَّيْء، إِذا أغضى عَنهُ، وَتجَاوز فِي الشَّيْء، إِذا أفرط فِيهِ. والجَأْز: الغَصَص، جأز يجأَز جَأْزاً، إِذا اغتصّ. وَأنْشد لرؤبة: تَسْقِي العِدَى غيظاً طويلَ الجَأْزِ والجوائز من الْعَطاء: مَعْرُوفَة، وَاحِدهَا جَائِزَة. وَزعم بعض أهل اللُّغَة أَنَّهَا كلمة إسلامية محدَثة، وَأَصلهَا أَن أَمِيرا من أُمَرَاء الجيوش واقفَ العدوَّ وَبَينه وَبينهمْ نهر فَقَالَ: من جَازَ هَذَا النَّهر فَلهُ كَذَا وَكَذَا فَكَانَ كلّ من جازه أَخذ مَالا فَيُقَال: أَخذ فلَان جَائِزَة، فسُمّيت جوائز.
الْإِجَازَة فِي الشّعْر نَحْو قَول امرىء الْقَيْس:
(تميمُ بنُ مُرٍّ وأشياعُها ... وكندةُ حَولي جَمِيعًا صُبُرْ)
فالحرف الَّذِي يَلِي الرويَّ مضموم، ثمَّ قَالَ فِي بَيت آخر:
(إِذا رَكِبوا الخيلَ واستلأموا ... تحرّقتِ الأرضُ واليومُ قَرّْ)
فَفتح وَقَالَ:
(أَمَرْخٌ خيامهمُ أم عُشَرْ ... أم القلبُ فِي إثرهم منحدِرْ)
فَكسر، وَإِنَّمَا أُخذ ذَلِك من إجَازَة الْحَبل إِذا لم يُحكم فتلُه فتراكبت قُواه. والجَوزاء: نجم مَعْرُوف. وَجَائِز الْبَيْت: الْخَشَبَة المعترضة عَلَيْهَا أَطْرَاف الْخشب. وجَوز كل شَيْء: وَسطه.
والجِيز: نَاحيَة محلّ الْقَوْم وحِلّتهم. تَقول: نزلنَا جِيز بني فلَان. قَالَ الْهُذلِيّ:

(2/1040)


(يَا ليته كَانَ حَظّي من طعامكمُ ... أَنِّي أَجَنَّ سَوادي عنكمُ الجِيزُ)
فَأَما الجَوز الْمَأْكُول ففارسيّ معرَّب، وَقد تكلّمت بِهِ الْعَرَب قَدِيما. وَمن أمثالهم: لأَشْقَحَنَّكَ شَقْحَ)
الجَوزة. والجُؤاز: الْعَطش، زَعَمُوا.
وَيُقَال: جَازَ فلَان بني فلَان، إِذا سقاهم. وجوَّز فلانٌ إبلَه، إِذا سَقَاهَا. قَالَ الراجز: جَوّزَها من بُرَق الغَميمِ أَهْدأُ يمشي مِشية الظَّليمِ
(جسواي)
سجا الليلُ يسجو سَجْواً وسُجُوّاً، فَهُوَ ساجٍ، إِذا سكن موجه وركدت ظلمتُه. وسجا الْبَحْر، إِذا سكن موجُه. وناقة سَجْواء: مطمئنّة الوَبَر، وَكَذَلِكَ الشَّاة إِذا اطمأنّ شَعَرُها. وطَرْف ساجٍ، أَي سَاكن، وَامْرَأَة ساجية الطَّرْف، إِذا كَانَت فاترته. قَالَ الشَّاعِر:
(أَلا اسلمي اليومَ ذاتَ الطَّوق والعاجِ ... والجِيدِ وَالنَّظَر المستأنِس السَّاجِي)
وسُواج: مَوضِع. قَالَ الراجز: أَقْبَلْنَ من نِيرٍ وَمن سُواجِ بالقوم قد مَلُّوا من الإدلاجِ فهم رَجاجٌ وعَلى رجاجِ والسّاج: الطيلسان، وَالْجمع سِيجان. قَالَ الشَّاعِر:
(وَلم تُغْنِ سِيجانُ العراقَين نَقرةً ... ولُبْسُ القَلَنْسي للرِّجَال الأطاولِ)
والسّاج من الْخشب: مَعْرُوف، إِلَّا أَنِّي أَحْسبهُ فارسياً.
والوَسيج: ضرب من سير الْإِبِل، وَهُوَ الوَسَجان أَيْضا، وجمل وسّاج، إِذا سَار سيراً كالجَمْز.
وجسا الشيءُ يجسو جُسُوّاً، إِذا اشتدّ وصلب، فَهُوَ جاسٍ، وجسأ أَيْضا مَهْمُوز، وجسأت يَده تجسو، إِذا اشتدت وصلبت من الْعَمَل، وَهِي يَد جَسْاء. وجَسَت أَيْضا كَذَلِك فِي لُغَة من لم يهمز.
وجُسْتُ القومَ أجوسهم جَوْساً، إِذا تخلّلتهم، وَمِنْه قَول اللهّ جلّ وعزّ: فجاسوا خِلالَ الدِّيار. وَقد سمّت الْعَرَب جَوّاساً.
(جشواي)
الشَّجا: مَا اعْترض فِي الْحلق، شَجِيَ يشجَى شَجىً شَدِيدا فَهُوَ شَجٍ كَمَا ترى، وَلَو قلت شاجٍ كَانَ عَرَبيا. قَالَ طفيل:)
إِن تُقتلوا اليومَ فقد شَرِينا فِي حلقكم عظمٌ وَقد شَجِينا وشجاه الْأَمر يشجوه، إِذا أحَزنه، وَالِاسْم الشَّجْو.
والجَأْش: النَّفْس، رجل شَدِيد الجَأْش، أَي شَدِيد النَّفْس، يُهمز وَلَا يُهمز.
وجاشت نفسُه تجيش جَيْشاً وجَيَشاناً، إِذا تمقّست وتقلّبت وغَثَت.
والجيش: مَعْرُوف، وَأَصله من جَاشَتْ القِدر تجيش جَيْشاً وجَيَشاناً، إِذا غلت. وجَيْشان: مَوضِع.
ومرَّ جَوْشٌ من اللَّيْل، أَي قِطعة مِنْهُ. والجُؤشوش: الصَّدْر، وَالْجمع الجآشيش. قَالَ الراجز: حَتَّى تَرَكْنَ أعْظُمَ الجُؤشوشِ حُدْباً على أَحْدَبَ كالعَريشِ

(2/1041)


والجَشْء: الْقوس الْخَفِيفَة، وَقَالَ بَعضهم: الثَّقِيلَة الغليظة. قَالَ الْهُذلِيّ: فِي كفِّه جَشْءٌ أَجَشُّ وأَقْطَعُ وتجشّأ القومُ تجشُّؤاً، وَالِاسْم الجُشاء، مَمْدُود. وجَشَأَ القومُ من بلد إِلَى بلد، إِذا خَرجُوا مِنْهُ إِلَى غَيره. قَالَ الراجز: أجراسُ ناسٍ جَشَأوا ومَلَّتِ أَرضًا وأهوالَ الجَنانِ اهْوَلَّتِ الجَرْس: الحِسّ، وَجمعه أَجْرَاس، والجَنان: النَّفْس.
وناقة شَجَوْجاة وخَجَوْجاة: طَوِيلَة على وَجه الأَرْض. وريح شَجَوْجاة وخَجَوجاة: دائمة الهبوب.
(جصواي)
استُعمل من وجوهها الإجّاص، ثَمَر مَعْرُوف، عَرَبِيّ صَحِيح. وَلم يُستعمل من وجوهها غَيره.
(جضواي)
جَاضَ عَن الشَّيْء يجيض جِياضاً وجَيَضاناً، مثل حَاص يحيص، إِذا مَال عَنهُ، وَكَذَلِكَ خام عَنهُ وجاخ عَنهُ وحاد عَنهُ وصاف عَنهُ وزاح عَنهُ، كل ذَلِك إِذا عدل عَنهُ. قَالَ أَبُو زُبيد:
(كلَّ يومٍ ترميه مِنْهَا برَشْقٍ ... فمُصيبٌ أَو جاضَ غيرَ بعيدِ)
ويُروى: أَو صافَ.)
وضَجا بِالْمَكَانِ: أَقَامَ بِهِ، وَلَيْسَ بثَبْت.
والضَّوج، وَالْجمع أضواج: منعطف الْوَادي.
(جطواي)
إجْطْ: زجر من زجر الْغنم.
(جظواي)
الجَوّاظ: الغليظ الجافي. قَالَ رؤبة: وسيفُ غَيّاظٍ لَهُم غَيّاظا يَعْلُو بِهِ ذَا العَضَلِ الجَوّاظا ويُروى أَيْضا: يَفلي. وَقَالَ أَيْضا: إِذا رَأينَا منهمُ جَوّاظا نَعْرِف مِنْهُ اللُّؤمَ والفِظاظا وَفِي الحَدِيث: لَا يدخلُ الجنَّة جَوّاظٌ جَعْظَريٌّ.
(جعواي)
عاجٍ يَعوج عَوْجاً وعِياجاً، إِذا مَال وَعطف، وانعاج ينعاج انعياجاً، إِذا اعوجّ وتعطّف. والعاج الْمَعْرُوف من هَذِه الْعِظَام. وسُمّيت أَسْوِرة النِّسَاء عاجاً لأَنهم كَانُوا يتّخذونها من العاج والذَّبْلِ، والذَّبْلُ: جُلود سلاحف البرّ. قَالَ جرير:
(ترى العَبَسَ الحوليَّ جَوناً بِكُوعها ... لَهَا مَسَكٌ من غير عاجٍ وَلَا ذَبْلِ)
وعاجِ: زجر من زجر الْإِبِل، عاجِ وحَلِ لَا يكون إِلَّا للنُّوق، وجاهِ زجر الذُّكُور. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا قلتَ جاهِ لجَّ حَتَّى تَرُدَّه ... قُوَى أَدَمٍ أطرافُها فِي السلاسلِ)
وَقَالَ الراجز فِي حَلْ: وسُرُحُ الْمَشْي إِذا مَا قلتَ حَلْ وجُوْه: زجر من زجر الْخَيل. وَيَوْم جُهجوه: يَوْم

(2/1042)


مَعْرُوف. وَجها البيتُ، إِذا انْكَشَفَ سِترُه.
وعَجا الْبَعِير، إِذا رغا. وعَجا فَاه، إِذا فَتحه، مثل شَحا. وجَدْي عَجِيّ: سيّئ الْغذَاء، وَالْجمع عجايا، وَهُوَ الَّذِي يربَّى بِغَيْر لبن أمّه. قَالَ الشَّاعِر:
(عداني أَن أزورَك أنّ بَهْمي ... عَجايا كلُّها إلاّ قَلِيلا)
)
والعُجاية: عَصَب فِي قَوَائِم الْإِبِل وَالْخَيْل، وَالْجمع عُجايات وعُجىً، وَيُقَال: عُجاوة، وَالْجمع عُجاوات. قَالَ الشَّاعِر:
(تُطايرُ ظِرّانِ الحَصى من مَناسمٍ ... صِلابِ العُجَى ملثومُها غيرُ أَمْعَرا)

(جغواي)
أُهملت إلاّ فِي قَوْلهم: فرس غَوْجُ اللَّبانِ، إِذا كَانَ سهلَ المَعْطِف، وَهُوَ مَحْمُود.
(جفواي)
الفَجا، غير مَهْمُوز: تبَاعد عُرقوبي الْبَعِير وركبتي الْإِنْسَان. وقوس فَجّاء وفَجْواء: منفجّة السِّيَة الْعَرَبيَّة.
وفاجأتُ الرجلَ مفاجأةً، وفَجِئه الأمرُ يَفْجَأه فَجأً، وفاجأه مفاجأةً وفُجاءةً، إِذا بغته. قَالَ الشَّاعِر: وأفزعُ شيءٍ حِين يَفْجَؤك البَغْتُ ويُروى: وأنكأ. وَالْمَوْت الفُجاءة من هَذَا. والفُجاءة: اسْم رجل.
وجُئف الرجلُ فَهُوَ مجؤوف، إِذا فزع، وَالِاسْم الجَأَف والجَأْف والجُؤاف.
والجُوفِيّ: ضرب من حيتان الْبَحْر. قَالَ الراجز: إِذا تَعَشَّوا بصلاً وخلاّ وكَنْعَداً وجُوفياً قد صَلاّ أَي أنتن وتغيّر.
وجَوف الْإِنْسَان: مَعْرُوف، وجَوف كل شَيْء: بَاطِنه. وطَعَنَه فجافَه يجوفه جَوفاً، والطعنة الْجَائِفَة: الَّتِي قد وصلت إِلَى الجَوف. وَجمع جَوف أَجْوَاف. والجَوفاء: مَوضِع مَعْرُوف، زَعَمُوا. والجَوف: مَوضِع بِالْيمن. والجِيفة أَصْلهَا من الْوَاو فقُلبت يَاء للكسرة الَّتِي قبلهَا.
وجَفَأتُ الشيءَ أجفَؤه جَفْأً، إِذا انتزعته، وأصل ذَلِك أَن تَنتزع الشُّجيرةَ من أَصْلهَا. وَذهب الشيءُ جُفاءً، إِذا انجفأ فَذهب. وَمِنْه قَول الله عزّ وجلّ: فَأَما الزَّبَدُ فيذهبُ جُفاءً.
وجفوتُ الإنسانَ أجفوه جَفاءً. والجَفوة من الجَفاء أَيْضا: مَعْرُوف، جفاه يَجفوه جَفاءةً وجَفاءً، وَبَين الرَّجلين جَفْوَة.
وناقة فائج: سَمِينَة. وَقَالَ قوم: بل الْحَائِل السمينة فائج. والأفواج جمع فَوج، والأفاوج جمع الْجمع.)
فَأَما الفَيْج ففارسيّ معرَّب.
(جقواي)
الجَوْق: الْجَمَاعَة من النَّاس، مَعْرُوف. وَرجل أَجوَقُ وَامْرَأَة جَوْقاء، أَي غَلِيظَة العُنق.
(جكواي)
أُهملت.
(جلواي)
الأجَل: مَعْرُوف، بلغ الشيءُ أجَلَه إِذا بلغ غَايَته، وَالْجمع آجال. والإجْل: القطيع من الْبَقر بقر الْوَحْش، وَالْجمع آجال أَيْضا. والآجل: ضد العاجل.

(2/1043)


وتأجّل الماءُ، إِذا استنقع فِي الْموضع، فَهُوَ أجيل. والأجيل: الشَّرَبَة، لُغَة أزدية، وَهُوَ الطين يُجمع حول النَّخْلَة كالحوض تسقى فِيهِ المَاء.
والجال والجُول: نَاحيَة الْبِئْر والقبر، وَالْجمع أجوال. وجَيْلان: قوم من الفُرس رتّبهم كِسرى فِي الْبَحْرين شَبيه بالأكَرَة، وَيُقَال: جِيل جَيْلان. قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(أطافت بِهِ جَيلانُ عِنْد قِطاعه ... تُرَدِّدُ فِيهِ العينُ حَتَّى تحيّرا)
يَعْنِي عين هَجَر. والجَوْل: الْخَيل، وَرُبمَا سُمّي الغُبار جَوْلاً. وجال القومُ جَولةً، إِذا انْهَزمُوا ثمَّ ثابوا جَوْلاً وجَوَلاناً، وجال الفرسُ جَوْلاً وجَوَلاناً. وجُوالَى: مَوضِع، زَعَمُوا. والجَوْلان: مَوضِع بِالشَّام. قَالَ النَّابِغَة:
(بَكَى حارثُ الجَوْلان مِن بعد ربِّه ... وحَورانُ مِنْهُ موحِشٌ متضائلُ)
حَارِث الجَوْلان: جبل مَعْرُوف، وحَوران: بلد. وجَيْلان الْحَصَى: مَا أجالته الرّيح مِنْهُ.
وَيُقَال: وَلي فلَان على الجالّة، والجالّة: الَّذين كَرهُوا منزلهم فانتقلوا عَنهُ.
وجَيْأل، وزن جَيْعَل: اسْم من أَسمَاء الضَّبُع.
واللَّجْأ، مَقْصُور مَهْمُوز: مصدر لجأتُ إِلَيْهِ ألجأ لَجْأً ولَجَأً، إِذا اعتصمت بِهِ، وألجأتهُ إلجاءً، إِذا عصمته. واللَّجَأ: الْموضع المنيع من الْجَبَل، وَالْجمع ألجاء، وَبِه سُمّي الرجل لَجَأً، مَهْمُوز مَقْصُور مِثَال فَعَلاً. والمَلاجىء، الْوَاحِد مَلْجَأ، وَهُوَ كل مَا لجأت إِلَيْهِ من مَكَان أَو إِنْسَان.
والجلاء من قَوْلهم: جلا القومُ عَن مَنَازِلهمْ جَلاءً، إِذا خَرجُوا عَنْهَا، وَمِنْه قَوْله جلّ وعزّ: وَلَوْلَا أَن كَتبَ الله عَلَيْهِم الجَلاءَ لعذَّبهم فِي الدُنيا. وأجليتهم إجلاءً، إِذا نحّيتهم عَن الْموضع.)
وَيُقَال: جلا الْقَوْم وأُجْلُوا عَن الْموضع، هَكَذَا يَقُول الْأَصْمَعِي. والجالية: الَّذين أُجلُوا عَن مَنَازِلهمْ قهرا. والجَوالي: مَا يُؤْخَذ من أهل الذِّمَّة. وجلوتُ السَّيْف جِلاء، وَكَذَلِكَ الْعَرُوس، وَيُقَال فِي الْعَرُوس أَيْضا: جلوتُ العروسَ جِلوةً وجِلاءً. وأعطِ العروسَ جِلوتها، أَي الَّذِي يُعْطِيهَا زَوجهَا عِنْد الجِلاء. وجلّى لي فلَان الخبرَ جِلاءً، إِذا أوضحه لَك.
وَجَاء فلانٌ بالجليَّة، أَي بِالْأَمر الْوَاضِح. قَالَ النَّابِغَة:
(فآب مُصَلُّوهم بعينٍ جليّةٍ ... وغُودِرَ بالجَوْلان حزمٌ ونائلُ)
يَعْنِي الْقَوْم الَّذين جَاءُوا بعد النعي، أَي هم مثل المصلّي من الْخَيل. ويروى: مُصَلُّوه، لأَنهم كَانُوا نَصَارَى، وروى الْكُوفِيُّونَ: فآب مُضِلُّوه، أَي دافنوه، من قَوْله جلّ وعزّ: أئذا ضَلَلنا فِي الأَرْض.
والجَلا: انسفار الشَعَر عَن مقدَّم الرَّأْس، غير مَهْمُوز. قَالَ الراجز: وَهل يَرُدُّ مَا خلا تخبيري مَعَ الجَلا ولائح القتيرِ فَأَما قَول سُحيم بن وَثيل الرِّياحي:
(أَنا ابنُ جَلا وطَلاّعُ الثنايا ... مَتى أضعِ العِمامةَ تعرفوني)
فَإِنَّمَا يَعْنِي: أَنا ابْن الْوَاضِح المكشوف وَيُقَال: هُوَ ابْن أَجْلَى، فِي معنى ابْن جَلا. قَالَ الراجز: لاقَوا بِهِ الحَجّاجَ والإصحارا بِهِ ابنَ أجْلَى وَافق الإسفارا قَالَ أَبُو بكر: قَالَ الْأَصْمَعِي: لم أسمع بِابْن أجْلَى إلاّ فِي هَذَا الْبَيْت، يَعْنِي الصُّبْح.
والجَلا أَيْضا: كُحل يجلو الْعين. قَالَ الهُذلي:

(2/1044)


(وأُكْحُلْكَ بالصاب أَو بالجَلا ... ففَقِّحْ لكُحلك أَو غَمِّضِ)

(جمواي)
الآجام والإجام، بِالْكَسْرِ: جمع أجَمَة، والأُجُم أَيْضا مثل الأُطُم، وتُجمع آجاماً وإجاماً، كَمَا قَالُوا: آطام وإطام.
والجام الَّذِي يُشرب فِيهِ: عربيّ مَعْرُوف.
والوَجْم: ضرب شَبيه باللَّكْز أَو هُوَ بِعَيْنِه، لُغَة يَمَانِية، وجَمَه يجِمه وَجْماً.)
وَالْجِيم: الْحَرْف الْمَعْرُوف من حُرُوف المعجم.
وجَماء كل شَيْء: شخصه. قَالَ الراجز: يَا أمّ ليلى عَجِّلي بخُرْسِ وقُرصةٍ مثل جَماء التُّرْسِ والمَأْج: المَاء المِلْح. قَالَ الراجز: لَا يتعيَّفن الأُجاجَ المَأْجا والمصدر المؤوجة.
(جنواي)
أَجَنَ الماءُ يأجِن ويأجُن أُجوناً، وأجِنَ يأجَن أَجناً، فَهُوَ أَجْن وآجن، إِذا تغيّرت رَائِحَته من طول القِدَم. وَقد قَالُوا: مَاء أَجِن، فِي معنى آجِن إِذا اضطرّ شَاعِر إِلَى ذَلِك، ومياه أُجون.
والإجّان: عَرَبِيّ مَعْرُوف.
والجانّ: ضرب من الحيّات.
ونأجَ الثورُ ينأج وينئج نَأْجاً ونُؤوجاً ونُؤاجاً، إِذا صَاح، فَهُوَ نائج.
وريح نَؤوج، إِذا سَمِعت لهبوبها صَوتا. قَالَ الراجز: أَمْسَى لعافي الرامسات مَدْرَجا واتَّخذتْه النائجاتُ مَنْأَجا وثور نَأْآج: كثير الصَّوْت.
وأجنأتُ الترس إجناءً، إِذا حنيته، وكل شَيْء حنيته فقد أجنأته. قَالَ الْهُذلِيّ:
(وأسمرُ مُجْنَأٌ من جِلد ثورٍ ... وصفراءُ البُراية ذاتُ أَزْرِ)
ويُروى: وأصفر مُجْنَأ. وتجانأتُ على الرجل، إِذا عطفت عَلَيْهِ. وَفِي الحَدِيث فِي الْيَهُودِيَّة الَّتِي رُجمت واليهودي: فرأيته يتجانأ عَلَيْهَا، أَي يَقِيهَا الْحِجَارَة بِنَفسِهِ. والجَنَأ، مَهْمُوز، وَهُوَ إقبال العُنُق إِلَى الصَّدْر، رجل أَجنَأ، وَقد تُرك همزه، والأجنأ والأَهدأ وَاحِد. قَالَ الراجز: جَوَّزَها من بُرَقِ الغَميمِ أَهْدأُ يمشي مِشيةَ الظليمِ والجَنَى: كل مَا جنيته من الثَّمر، غير مَهْمُوز.)
والنَّجاء، مَمْدُود، من قَوْلهم: نجا ينجو نجاءً، وَقد قصره قوم. أنشدنا أَبُو حَاتِم عَن أبي زيد: إِذا أخذتَ النَّهْبَ فالنَّجا النَّجا إِنِّي أَخَاف طَالبا سَفَنَّجا السَّفنَّج: الْوَاسِع خطو الرجلَيْن. والنِّجاء من السَّحَاب، جمع نَجْو، وَهُوَ السَّحَاب الْأسود الْكثير المَاء. قَالَ الْهُذلِيّ:
(كالسُّحُل البِيض جَلا لونَها ... سَحُّ نِجاءِ الحَمَلِ الأَسْوَلِ)
وَإِنَّمَا سُمّي الحَمَل لحمله المَاء، والأسْوَل: المسترخي من

(2/1045)


جوانبه لِكَثْرَة مَائه. والنَّجو: مَا يُلْقَى من ذِي الْبَطن، يُقَال: نَجا ينجو نَجْواً، وَمِنْه قَوْلهم: استنجى الرجلُ، إِذا نظّف مَا هُنَاكَ. وَيُقَال: استنجيت عُوداً من الشَّجَرَة، إِذا أَخَذته لزَند أَو غَيره. وَفُلَان نجيُّ فلَان، إِذا خلا بِكَلَامِهِ، من قَوْله جلّ وعزّ: خَلَصُوا نَجِيّاً. وَيُقَال: جمل ناجٍ وناقة نَاجِية للسريعين، فَأَما قَوْلهم: نَاقَة نَجاة فَهِيَ السريعة، وَلَا يُوصف بذلك الْجمل. وتناجَى القومُ مُنَاجَاة ونِجاءً من مُنَاجَاة الْكَلَام.
والوَجين: الغِلَظ من الأَرْض، غير مَهْمُوز، وَمِنْه قَوْلهم: نَاقَة وَجْناء، أُخذ من وَجين الأَرْض، هَكَذَا يَقُول الْأَصْمَعِي. ويسمّى الوجين من الأَرْض وَجْناً ووَجَناً.
والمئجنة: مئجنة القَصّار، وَهِي الْخَشَبَة الَّتِي يَدُقّ بهَا، وَهِي مِفعلة، وتُجمع مَآجِنُ، تُهمز وَلَا تُهمز، وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعه.
والجَون: الْأسود، وَرُبمَا سُمِّي الْأَبْيَض جَوناً. وَقَالَ قوم من أهل اللُّغَة: سُمِّي الْأَحْمَر جَونَاً.
وأنشدوا: فِي جَونةٍ كقَفَدان العَطّارْ يَعْنِي وعَاء العطّار من أدَم، وَإِنَّمَا يَعْنِي هَاهُنَا الشِّقشقة من الْبَعِير.
(جوواي)
وَجَأه بخنجر أَو غَيره يَجَؤه وَجْأً، مَهْمُوز، ووجاه يجاه وَجْياً، غير مَهْمُوز.
والوَجَى: أَن يشتكي البعيرُ بَخَصةَ خُفِّه، أَو الفرسُ مُشاشةَ حَافره، وَجِيَ الفرسُ يَوْجَى وَجىً شَدِيدا فَهُوَ وَجٍ. قَالَ الشمّاخ: تَحامُلَ طِرْفِ الْخَيل فِي الأَمْعَز الوَجي والوِجاء، مَمْدُود: أَن يُرَضّ خُصْيا التيس بِحجر يُوجأ بِهِ. وَفِي الحَدِيث: عَلَيْكُم بالصَّوم فإنّه) وِجاء، مَمْدُود.
والجِواء: مَوضِع. والجِواء أَيْضا، بِالْكَسْرِ: الْبَطن الغامض من الأَرْض، وَالْجمع أجوية. والجَوّ: مَعْرُوف، وَهُوَ جوّ السَّمَاء. وَكَانَت الْيَمَامَة فِي الْجَاهِلِيَّة تسمّى جَوّاً حَتَّى سمّاها الحِميريّ لما قتل الْمَرْأَة الَّتِي كَانَت تسمّى الْيَمَامَة، وَقَالَ الْملك:
(فَقُلْنَا فسمُّوها اليمامةَ باسمِها ... وسِرْنا فَقُلْنَا لَا نُرِيد إقامَهْ)
والجُؤْوَة، مثل الجُعْوَة، غُبرة فِيهَا صُدأة، فرس أجأى، مِثَال أجعَى، وَالْأُنْثَى جأواء، وَبِه سُمّيت الكتيبة جَأواء لِما عَلَيْهَا من صدَأ الْحَدِيد. والجِآوة: وعَاء القِدر، وَالْجمع جِآء.
والجَوَى، مَقْصُور: وجع يجده الْإِنْسَان فِي قلبه من حزن أَو حبّ.
وَيُقَال: جَاءَ يَجِيء جيئةً حَسَنَة. والجِئة: حُفْرَة عَظِيمَة يجْتَمع فِيهَا المَاء.
والوَيْج: خَشَبَة تُعْرَض على سَنام الثور إِذا كُرب عَلَيْهِ الأَرْض، لُغَة يَمَانِية.
(جهواي)
الأَجّة: الصَّوْت واختلاطه، نَحْو الأجيج سَمِعت أَجّةَ النَّار وأَجَّة الرّيح وأجيجَها، وأجَّت تَئجّ أجّاً وأجيجاً.
والهَجَأ مَقْصُور، هَجِىء الرجلُ يهجَأ هَجْأً شَدِيدا، وَهُوَ التهاب الْجُوع، وَقَالَ أَبُو زيد: يُقَال: أهجاني هَذَا الطعامُ، أَي سكَّن جوعي.
والهِجاء: مصدر هجاه هِجاءً قبيحاً من هِجاء الشّعْر وهِجاء الْحُرُوف، ممدودان.
وهاجَ البعيرُ يَهيج هِياجاً. وهاجَ النبتُ يهيج هَيْجاً وهِياجاً، إِذا بَدَأَ فِيهِ اليُبس فاصفرّ بعضُه.
وهاجت لَهُ الدارُ الشوقَ.

(2/1046)


والهَيْج: اخْتِلَاط الْأَصْوَات فِي حَرْب وَغَيرهَا. والهَيْجاء: الْحَرْب، يُمَدّ ويُقصر. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا كَانَت الهَيْجاءُ وانشقّت العَصا ... فحسبُك والضَّحّاكَ سيفٌ مهنَّدُ)
وهَجٍ: زجر من زجر السَّبُع. وَأنْشد:
(سَفَرَتْ فقلتُ لَهَا هَجٍ فتبرقعتْ ... فذكرتُ حِين رأيتُها ضَبّارا)
ضَبّار: اسْم كلب.
والهَجاة: الضِّفدع الصَّغِير، والهاجة أَيْضا: الضِّفدع الصَّغِير.
وَجها البيتُ، إِذا انْهَدم، فَهُوَ جاهٍ كَمَا ترى، يَعْنِي بيُوت الشَّعَر.)
وجاهٍ: زجر من زجر الْإِبِل لَا يكون إلاّ للذّكر. قَالَ الشَّاعِر:
(إِذا قلتُ جاهٍ لجَّ حَتَّى تَرُدَّه ... قُوَى أَدَمٍ أطرافُها فِي السلاسلِ)
وَقد سمّت الْعَرَب جَيْهان وجُهينة، قَالَ الْأَصْمَعِي: لَا أَدْرِي ممّا اشتقاقه.
(جيواي)
والجِياء وزن جِعاء جِياء القِدر، وَهُوَ وعاؤها، وَيُقَال جِآوة أَيْضا. وَبِه سُمِّي الرجل جِآوة، أَبُو بطن من الْعَرَب من باهلة.