جمهرة اللغة (بَاب مَا جَاءَ من فَعيل على مُفْعِل)
رجل معْرِق فِي الْكَرم وَالنّسب وعَريق، أَي لَهُ آبَاء كرام.
ومؤلِم وأليم.
وموجِع ووجيع.
ومورِق ووَريق.
ومُكْرث وكَريث من قَوْلك: كرثني الْأَمر، إِذا أثقلني، وَقَالَ أَيْضا
أَمر كارث ومُكْرِت وكَريث.
ومُعْرِب وعريب.
ومجرم وجريم، وَهُوَ المذنب، وَهَذَا يُختلف فِيهِ فَيُقَال: جريمة
قومه، أَي كاسبهم، وَلَا يُقَال: جَريم من جارِم.
ومُرْطِب ورَطيب.
ومُسْمِع وسَميع. وَأنْشد: أمِن ريحانةَ الدَّاعِي السَّميعُ
(بَاب فَعْل وفِعْل)
كاحً الْجَبَل وكِيحه، وَهُوَ سفحه.
وَقَالَ وقِيل.
ورارٌ ورِيرٌ، وَهُوَ المخّ إِذا كَانَ رَقِيقا، وَقد قيل رَيْر
أَيْضا.
وقار وقِير.
وعابٌ وعَيْب.
وذامٌ وذَيْم من الْعَيْب.
وقادُ رمحٍ وقِيدُ رمحٍ وقِدَى رمحٍ.
وقابُ رمحٍ وقِيبُ رمحٍ، وَلَا أَحْسبهُ مَحْفُوظًا.
وقاسُ رمحٍ وقِيسُ رمحٍ.
وَرجل فالُ الرَّأْي، وفِيل الرَّأْي وفائل الرَّأْي وفَيِّلُ الرَّأْي
قَالَ يُونُس: قَالَ رؤبة: مَا كنت أحبّ أَن أرى فِي رَأْيك فيالة أَي
ضعفا.
(وَمِمَّا ألحق بِهَذَا الْبَاب)
)
الذَّأْم والذَّيم.
والعاب وَالْعَيْب.
(بَاب)
فَسَدَ الشيءُ وفَسُدَ.
وحَمَضَ اللبنُ وحَمُضَ.
وخَثَرَ اللبنُ وخَثُرَ.
وخَزَنَ اللحمُ والسمنُ وخَزُنَ. إِذا تغيّر، وَقد قيل خَزِنَ وخَنِزَ.
وحَمَصَ الجرحُ وحَمُصَ، إِذا سكن ورمه.
وصمَلَ الشيءُ وصَمُلَ، إِذا صلُبَ.
وَفِي بعض اللُّغَات: حَسَنَ الشَّيْء وحَسُنَ، وَلَيْسَ بثَبْت.
وجَمَسَ السمنُ وجَمُسَ: يَبِسَ وجَمَدَ.
قَالَ: وَكَانَ الْأَصْمَعِي يَعيب ذَا الرُّمّة فِي قَوْله: ونَقري
سديف الشَّحْم والماءُ جامس وَيَقُول: لَا يكون الجموس إِلَّا للدَّسَم
وَمَا أشبهه، والجمود للْمَاء.
وجَمَد وجَمُدَ.
وضَمَرَ وضَمُرَ.
وشَعَرَ وشَعُرَ مَا شَعَرْتُ بِهِ وَلَا شَعُرْتُ بِهِ.
وغَمَضَ المكانُ وغَمُضَ، إِذا صَار غامضاً.
وسَمَقَ وسَمُقَ، إِذا طَال.
ومَثَل ومَثُلَ، إِذا انتصب لَهُ.
وحَزَرَ النبيذُ واللبنُ وحَزُرَ، إِذا حَمَضَ، وَهَذَا كثير. وصَلَحَ
وصَلُحَ، وَلَيْسَ بثَبْت. وَأنْشد: وَمَا بعد سبِّ الْوَالِدين صُلوحُ
وكَسَدَ الشيءُ وكَسُدَ.
(3/1249)
ورَسَبَ الشيءُ ورَسُبَ.
وشَسَبَ وشَسُبَ.
وشَسَفَ وشَسُفَ، إِذا ضمَرَ ويَبِسَ.)
(بَاب)
غنّيتُ وتغنّيتُ.
وبخترت فِي المشية وتبخترتُ.
وبهنستُ وتبهنستُ، وَهُوَ شَبيه بالتبختر أَيْضا.
ورهييتُ وترهييتُ، وَهُوَ مثل التَّبَخْتُر أيضَاً. قَالَ الشَّاعِر:
(فَتلك غَيايةُ النَّقِمات أضحت ... تَرَهْيَأُ بالعِقاب لمجرمينا)
أَي تتبختر بِهِ. قَالَ أَبُو بكر: ويُهمز أَيْضا فَيُقَال ترهيأتُ فِي
معنى ترهييتُ، وَهُوَ شَبيه بالتبختر، وَقَالُوا: بل هُوَ الترقد فِي
الْموضع.
وخطرفتُ وتخطرفتُ فِي السرعة.
وصدّقتُ وتصدّقتُ.
وفكّرتُ وتفكّرتُ.
وعجرفتُ وتعجرفتُ والعجرفة: ركُوب الرَّأْس فِي الْأَمر. وَيُقَال:
قُطِعَ بفلان وانقُطع بِهِ.
وتَعَهّدُه الحُمّى وتَعاهدُه.
وتعلّت المرأةُ من نِفاسها وتعالت، إِذا خرجت مِنْهُ وطَهَرَت وحلّ
للزَّوْج أَن يَطَأهَا.
وتجنّنَ وتَجانَّ.
وتضحّكَ وتضاحكَ.
وتلعّبَ وتلاعبَ.
وتكيّدَ وتكايدَ من الكِياد، وتكأّدَ وتكاءدَ فَأَما تكايدَ فتفاعلَ من
الكيد، وَأما تكأّدَ فَمن قَوْلهم: كاءدني هَذَا الأمرُ، إِذا أثقل
عَلَيْك.
وتعيّا بِالْأَمر وتعايا بِهِ.
وتكبّرَ وتكابرَ، وَهَاتَانِ تفترقان أَحْيَانًا، يُقَال: تكبّرَ من
الكِبَر وتكابرَ من السنّ وَنَحْوه.
وتشدّدَ وتشادَ.
وتردّدَ وترادَّ.
(بَاب)
الشُّغْل والشَّغَل.)
والبُخْل والبَخَل.
والحُزْن والحَزَن.
والرُّشْد والرَّشَد.
والطٌّ نْف والطَّنَف، وَهُوَ النَّادِر من الْجَبَل.
والحُجْر والحِجْر فِي معنى الْحَرَام يُقَال: حِجْر وحَجْر وحُجْر فِي
معنى وَاحِد.
والجُحْد والجَحَد والجَحْد.
والضُّعْف والضَّعْف.
والخُسْر والخَسَر، وَقَالُوا الخَسْر.
والعُمْر والعَمْر قَالَ الْأَصْمَعِي: وهما وَاحِد مر عُمْر
الْإِنْسَان. وَأنْشد بَيت ابْن أَحْمَر: بانَ الشبابُ
وأَخْلَفَ العَمْرُ أَي العُمْر. وَقَالَ غير الْأَصْمَعِي: أَرَادَ
عُمور الْأَسْنَان، وَاحِدهَا عَمْر، أَي تغيّرت من الكِبر.
قَالَ أَبُو بكر: قيل لرجل: ممّ اشتًقّ اسْمك فَقَالَ: من أحد
الشَّيْئَيْنِ، إِمَّا من عَمْر الْأَسْنَان، وَإِمَّا من عَمْر
الْإِنْسَان.
والضُّرّ والضَّرّ، وَرُبمَا اختُلف فِي هَذَا فيُجعل الضُّرّ:
الهُزال، والضَّرّ: ضد النَّفْع. وَيُقَال: مَا لي بِهِ خُبْر وَمَا لي
بِهِ خِبر، وَلَيْسَ خِبر بثَبْت.
(بَاب)
يُقَال: عَدَنُ أبْيَن ويَبْيَن.
وقناً يَزَنّي وأَزَنيّ، وَقيل يَزْأنيّ وأزْأنيّ.
ويَلَنْجوج وألَنْجوج، وَهُوَ ضرب من الطِّيب. وَقَالَ أَيْضا: ضرب من
الشّجر يُتبخّر بِهِ، وَيَقُولُونَ: هُوَ الْعود بِعَيْنِه.
ويَرَنْدَج وأَرَنْدَج.
وَذُو يَزَنٍ وَذُو أَزَنٍ.
(3/1250)
ويَعْصُر وأعْصُر.
واليَرَقان والأَرَقان وَزرع مأروق ومَيروق.
وَيُقَال: امضِ أَمَامِي ويمامي ويمامتي وأمامتي. قَالَ الشَّاعِر:)
(فقُلْ جابتي لبَّيك واسْعَ يمامتي ... وأَليِنْ فِرَاشِي إِن كَبِرْتُ
ومَطْعَمي)
وَيُقَال: أجبتُه جابةً وَإجَابَة وَنَحْوه: أعدتُه عَادَة وإعادةً
وأعرتُه إِعَارَة وعارةً. قَالَ الشَّاعِر:
(فأخْلِفْ وأتْلِفْ إِنَّمَا المالُ عارةُ ... فكُلْهُ مَعَ الدَّهر
الَّذِي هُوَ آكلُهْ)
(بَاب من المصادر)
رجل غُمْر بيّن الغَمارة والغُمورة.
وشَعَر كَثّ بيّن الكَثاثة والكُثوثة.
وشهم بيّن الشَّهامة والشُّهومة.
وضئيل بيّن الضَّآلة والضؤولة.
وبَئيل بيّن البَآلة والبُؤولة من التقل.
وَطَعَام جَشِب بيّن الجَشابة والجُشوبة، وَهُوَ الخشن المأكل.
وجَلْد بيّن الجَلادة والجُلودة.
وَفَارِس بيّن الفَراسة والفُروسة فِي الثَّبَات على الْخَيل. فَأَما
فِي التفرّس فالفِراسة لَا غير.
وَقَالُوا فُروسيّة.
وحَدَث بيّن الحَداثة والحُدوثة.
وَرجل ثَبْت المَقام بيّن الثَّباتة والثًّبوتة.
وشَعَر جَثْل بيّن الجَثالة والجُثولة.
وعَبْل بيّن العَبالة والعُبولة.
وفَعْم بيّن الفَعامة والفعومة، إِذا كَانَ ممتلئاً.
ودَليل بيّن الدِّلالة والدُّلولة والدِّلِّيلَى. ودَلاّل بيّن
الدَّلالة. وَسَهْم حَشْر بيّن الحَشارة والحُشورة، إِذا كَانَ
دَقِيقًا.
وسَمْح بيّن السَّماحة والسّموحة.
وصَعْل بيّن الصَعالة والصّعولة، إِذا كَانَ صَغِير الرَّأْس.
وحَمْش السَّاق بيّن الحَماشة والحُموشة، إِذا كَانَ رقيقهما.
وكَمْش بيّن الكَماشة والكُموشة: سريع فِي أُمُوره.
وزَمِرُ المروءةِ بيّن الزَّمارة والزُّمورة، إِذا كَانَ قَلِيل
الْمُرُوءَة.)
وجَهير بيّن الجَهارة والجهورة، إِذا كَانَ لَهُ رُواء.
ونَذْل بيّن النَّذالة والنُّذولة.
وطِفل بيّن الطُّفولة، وَقَالَ قوم الطَّفالة وَلَيْسَ بثَبْت.
وجمل قَحْر بيّن القَحارة والقُحورة.
وَكَذَلِكَ قَحْم بيّن القَحامة والقُحومة، إِذا كَانَ مسنّاً.
وَرجل دَمْث بيّن الدَّماثة والدُّموثة فِي سهولة الْأَخْلَاق.
وصارم بيّن الصَّرامة، وَقَالُوا الصُّرومة وَلَيْسَ بثَبْت.
وحازم بيّن الحَزامة، وَقَالَ قوم الحُزومة وَلَيْسَ بثَبْت.
وَحجر صَلْد بيّن الصَّلادة والصُّلودة.
(بَاب مَا يكون الْوَاحِد وَالْجمع فِيهِ سَوَاء فِي النعوت)
رجل زَوْر وَقوم زَوْر، وَكَذَلِكَ امْرَأَة زَوْر وَنسَاء زَوْر.
قَالَ الراجز: ومَشْيُهنّ بالخُبَيْبِ مَوْرُ كَمَا تَهادَى الفتياتُ
الزَّوْرُ يَسألن عَن غَوْرٍ وَأَيْنَ الغَوْرُ والغَوْرُ منهنّ بعيد
جَوْرُ وَرجل سَفْر وَقوم سَفْر. قَالَ الشَّاعِر: عُوجي عليَّ فإنني
سَفْرُ وَقَالَ الآخر:
(عُوجوا فحيّوا أيُّها السَّفْرُ ... بل كَيفَ ينطِق منزل قَفْرُ)
وشهداء زُور وَشَاهد زُور.
وَرجل نَوْم وَقوم نَوْم، أَي نِيام. وَقَالَ عبيدهم: أأشترِيك قَالَ:
لَا. قَالَ: ولمَ قَالَ: لِأَنِّي إِذا شبعتُ أحببتُ نوْماً وَإِذا
جعتُ أبغضت قوما، أَي قيَاما.
(3/1251)
وَقوم فِطْر وَرجل فِطْر من الْإِفْطَار.
وَقوم صَوْم وَرجل صَوْم.
وَقوم حرَام وَرجل حرَام من الحجّ. قَالَ الشَّاعِر:)
(فقلتُ لَهَا إِنِّي حرامٌ وإنني ... إِلَى أَن تُنيلي نائلاً لفَقيرُ)
وَأنْشد:
(فقلتُ لَهَا فيئي إليكِ فإنني ... حرامٌ وَإِنِّي بعد ذَاك لبيبُ)
أَي مَلَبٍّ. قَالَ أَبُو عُبيدة: يُقَال رجل لَبِيب فِي معنى مُلَب.
وَقوم حَلال وَرجل حَلال من الحجّ.
وَقوم عَدْل وَرجل عَدْل.
وَقوم مَقْنَع وَرجل مَقنَع، وَقد قيل: مَقانع.
وَقوم خَصم وَرجل خصْم.
وَقوم خِيار وَرجل خِيار.
وَرجل عربيّ مَحْض وَقوم عرب مَحْض.
وعربي قَلْب، أَي خَالص، وعرب قَلْب، وَكَذَلِكَ كل هَذَا للمؤنث.
وَرجل صَرِيح وَقوم صَرِيح وصُرَحاء أَيْضا.
وَرجل جُنُب وَامْرَأَة جُنًب وَقوم جُنُب.
وَقوم صَرورة وَرجل صَرورة، وَهُوَ الَّذِي لم يَحْجُج فَإِذا صرت
إِلَى قَوْلهم صَروري ثنيت وجمعت. قَالَ أَبُو بكر: وَالْأَصْل فِي
الصَّرورة أَن الرجل فِي الْجَاهِلِيَّة كَانَ إِذا أحدث حَدثا ولجأ
إِلَى الْكَعْبَة لم يُهَج، فَكَانَ إِذا لقِيه وليُّ الدَّم بالحَرَم
قيل لَهُ: هُوَ صَرورة فَلَا تَهِجْه، فكتر ذَلِك فِي كلامهمٍ حَتَّى
جعلُوا المتعبِّد الَّذِي يجْتَنب النِّسَاء وطيّب الطَّعَام صرورةً
وصرورياً، وَذَلِكَ عَنى النَّابِغَة الذبياني بقوله:
(لَو أَنَّهَا عَرَضَتْ لأشمطَ راهبٍ ... عَبَدَ الإلهَ صرورةٍ
متعبِّدِ)
أَي متقبّض عَن النِّسَاء والتنعّم. فَلَمَّا جَاءَ الله
بِالْإِسْلَامِ وَأوجب إِقَامَة الْحُدُود بمكّة وَغَيرهَا سُمِّي
الَّذِي لم يَحْجُج صرورةً وصروريّاً خلافًا لأمر الْجَاهِلِيَّة
كَأَنَّهُمْ جعلُوا أنّ تَركه الحجَّ فِي الْإِسْلَام كَتَرْكِ
المتألِّه إتيانَ النِّسَاء والتنعّم فِي الْجَاهِلِيَّة. قَالَ أَبُو
بكر: المتألِّه مَنْسُوب إِلَى عِبادة الله.
وَرجل نَصَف وَامْرَأَة نَصَف وَقوم نَصَف، زَعَمُوا، وَهُوَ الَّذِي
قد طعن فِي السنّ وَلم يَشِخْ، قَالَ الشَّاعِر:)
(فَلَا يَغُرَّنْكَ أَن قَالُوا لَهَا نَصفٌ ... فإنّ أطيبَ نِصفيها
الَّذِي ذَهَبا)
وَيُقَال للرجل: أنتَ كفيلي، وَلِلْقَوْمِ: أَنْتُم كفيلي، وللمرأة:
أنتِ كفيلي وَكَذَلِكَ جَرِيّي ووَصيّي وضميني وصبيري من الْكفَالَة،
الْمُذكر والمؤنث وَالْوَاحد وَالْجمع فِيهِ سَوَاء.
وَتقول: أَرض جَدْب وأرَضون جَدْب.
وَأَرْض خِصْب وأرَضون خِصْب.
وَأَرْض مَحْل وأرَضون مَحْل.
وَمَاء فُرات ومياه فُرات، وَيُقَال: مياه أفْرِتة.
وَمَاء أُجاج ومياه أُجاج، وَهُوَ المِلح وَمَاء عُقاق ومياه عُقاق
وَمَاء قُعاع ومياه قُعاع وَمَاء حُراق ومياه حُراق، فَهَذَا مثل
الأُجاج.
وَمَاء شَروب ومياه شَروب، إِذا كَانَ بَين العذب والمِلح وَكَذَلِكَ
مَاء مَسُوس ومياه مَسُوس.
قَالَ الشَّاعِر:
(لَو كنتَ مَاء كنتَ لَا ... عذبَ المذاق وَلَا مَسُوسا)
وَمَاء مِلح ومياه مِلح ومِلْحة وأملاح. قَالَ الشَّاعِر:
(وَردْتُ مياهاً مِلْحَة فكرهتُها ... بنفسيَ أَهلِي الأوّلون وَمَا
ليا)
وَرجل دَنَف وَامْرَأَة دَنَف وَقوم دَنَف.
وَرجل حَرَض وَقوم حَرَض، وَقوم أحراض أَعلَى، وَهُوَ الَّذِي لَا
غَناءَ عِنْده وَلَا خير. قَالَ أَبُو بكر: والحارضة والحُرْضة:
الَّذِي يَحْضر أَصْحَاب المَيْسِر ليجيل لَهُم القِداح
(3/1252)
ليُطْعَم اللَّحْم وَلم يَأْكُل قطُّ
لَحْمًا بِثمن، وَهُوَ عَار عِنْدهم.
وَرجل ضَيْف وَقوم ضَيْف، وَقد جُمع أضياف.
وَرجل قَمَنٌ أَن يفعل كَذَا وَكَذَا، وَقوم قَمَنٌ أَن يَفْعَلُوا
كَذَا وَكَذَا فَإِذا قلت قَمِنٌ ثنيت وجمعت.
وَكَذَلِكَ الدَّنَف والدَّنِف.
(بَاب)
تَقول: حَبل أحذاق وحبال أحذاق، وَكَذَلِكَ حَبل وحبال أرمام، إِذا
تقطّع وخَلُقَ.
وثوب أَخْلَاق وَثيَاب أَخْلَاق.
وَمَاء أسدام ومياه أسدام، إِذا تغيّر من طول القِدَم.)
وقِدْر أعشار وقدور أعشار، وَهِي الْعِظَام الْكِبَار.
وجَفنة أكسار وجِفان أكسار، وَهِي الْعِظَام الَّتِي تُشْعَب لعِظَمها.
وثوب أسمال وَثيَاب أسمال.
(بَاب جمهرة من الإتباع)
تَقول: جَائِع نائع، والنائع: المتمايل. قَالَ الراجز: ميّالة مثلُ
الْقَضِيب النائع وعَطْشان نَطْشان من قَوْلهم: مَا بِهِ نَطيشٌ، أَي
مَا بِهِ حَرَكَة. وحَسَن بَسَن: قَالَ أَبُو بكر: سَأَلت أَبَا حَاتِم
عَن بَسَن فَقَالَ: مَا أَدْرِي مَا هُوَ.
ومَليح قَزيح، والقَزيح مَأْخُوذ من القِزْح وَهُوَ الأبزار. وقَبيح
شَقيح، فالشَقيح من قَوْلهم: شقّح البُسْر، إِذا تغيّرت خضرته ليحمرّ
أَو ليصفرّ، وَهُوَ أقبح مَا يكون حِينَئِذٍ.
وشَحيحِ بَحيح، وَقَالُوا نَحيح، فَيمكن أَن يكون بَحيح من البُحّة،
ونحيح من قَوْلهم: يَأنِح بِحَمله، إِذا أثقله، وَلِأَنَّهُم
يَقُولُونَ: نَحَّ بِحمْلِهِ وأنحَّ بحِمله، إِذا ضعف عَنهُ فَلم
يحملهُ فَيمكن أَن يكون نَحيح من نَحَّ.
وخَبيث نَبيث، فبيث كَأَنَّهُ يَنْبُث شرَّه، أَي يَسْتَخْرِجهُ.
وشَيطان لَيطان، وَقَالُوا لَبطان، وَلَا أَدْرِي ممّا أشتقاقه،
وخَزيان سَوْان، فالسَّوان من القُبح وتغيّر الْوَجْه من قَوْلهم: رجل
أَسْوَأ وَامْرَأَة سَواء، وَهِي القبيحة. وَفِي الحَدِيث: سواءُ
وَلُودٌ خير من حسناءَ عقيمٍ، وَقَالُوا: سوّاء، غير مَهْمُوز. وَمن
ذَلِك قَوْلهم: السوأة السَّواء، وَهَذَا يُهمز وَلَا يُهمز، وَأنْشد:
والسَّوْأةُ السَّواءُ فِي ذِكر القَمَرْ أَرَادَ الكَمَر، وصف
أمْرَأَة فِيهَا لُكنة تجْعَل الْكَاف قافاً. وعَيِيّ شَوِيّ،
فالشًوِيّ أَحْسبهُ من قَوْلهم: هَذَا شَوَى المَال، أَي رديئه. وأشوأَ
المالُ، أَي رَدُؤ. قَالَ الشَّاعِر:
(أكلنَا الشَّوَى حَتَّى إِذا لم نجِدْ شَوىً ... أَشَرنَا إِلَى
خيراتها بالأصابعِ)
أَي أومأنا إِلَى حيارها أَن تُذبح.
وسَيِّغ لَيَّغ، وَكَذَلِكَ سَائِغ لائغ، وَهُوَ الَّذِي تسيغه سهلاً
فِي الْحلق.
وحارّ يارّ. وَفِي الحديت: إِنَّه حارُّ يارُّ. وَيُقَال: حَرّان
يَرّان.
وَكثير بَثير من قَوْلهم: مَاء بَثْر، أَي كثير وَيُقَال: نَثر، أَي
منثور كَأَنَّهُ نثر من كثرته.)
وبَذير عَفير يُوصف بِهِ الْكَثْرَة.
وَقَلِيل وَتِيح، ووَتِح أَيْضا. وَيُقَال: أَعْطَانِي عَطاء شَقْناً
ووَتحاً وشَقِناً ووَتِحاً وشقتناً ووَتيحاً.
وَيُقَال: حَقير نَقير. وَتقول الْعَرَب: استبّت الْوَبرَة والأرنب
فَقَالَت الوَبْرة للأرنب: عَجُزَ وأُذنان وسائرك أَصْلتان، أَي منجرد
من الشَعَر وَاللَّحم، فَقَالَت الأرنب للوَبْرة: يديّتان وَصدر
وسائرُك حَقْر نَقْر.
وضئيل بئيل، وَقَالُوا: مَا فِيهِ من الضؤوله والبؤولة.
وخَضِر مَضِر.
وعِفريت نِفريت، وعِفرية نِفرية.
وتِقَة نِقَة.
وكَزُّ لَزُّ.
وَوَاحِد قاحد، وَقَالُوا فارد.
ومائق دائق.
وحائر بائر.
وسَمِج لَمِج، وسَميج لَميج. وسَمْج لَمْج.
(3/1253)
وشَقيح لَقيح.
قَالَ أَبُو بكر: فهنه الْحُرُوف إتباع لَا تُفرد، وتجيء أَشْيَاء
يُمكن أَن تفرد نَحْو قَوْلهم: غنيّ مليّ.
وفقير وقير. والوَقْرة: هَزْمة فِي الْعظم. قَالَ الشَّاعِر فِي
الوَقْرة:
(رَأَوْا وَقْرَةً فِي السَّاق مني فبادروا ... إليَّ سِراعاً إِذْ
رأوني أخيمُها)
أخيمها: اتّقي عَلَيْهَا.
وجديد قشيب.
وخائب هائب.
وَمَا لَهُ عالٌ وَلَا مالٌ.
وَيَقُولُونَ: لَا بَارك الله فِيهِ وَلَا دَارك، وَيُقَال: لَا
تَارِك. وعَريض أريض، والأريض: الحَسَن النَّبَات. قَالَ امْرُؤ
الْقَيْس:)
(بلادٌ عريضة وَأَرْض أريضةٌ ... مَدافعُ غَيْث فِي فضاءٍ عريضِ)
وَيُقَال: ذبح لنا عَريضاً أريضاً، فالعَريض هُوَ الجدي الَّذِي قد
تنَاول الْعلف، والأريض الَّذِي يًستخال فِيهِ السِّمَن. قَالَ
الشَّاعِر:
(عريضٌ أريضٌ باتَ يَيْعَر عِنْده ... وباتَ يسقّينا بطونَ الثعالبِ)
وَيُقَال: فلَان أريضٌ للخير، أَي خليق بِهِ.
وثَقِفُ لَقِفُ، واللَّقِف: الجيّد الالتقاف.
وخَفيف ذَفيف الذَّفيف: السَّرِيع، وَبِه سُمّي الرجل ذفافة. وأحسب أَن
قَوْلهم ذفَّفَ على الجريح من هَذَا كَأَنَّهُ أعجلَه.
فَأَما قَوْلهم: حِلٌّ بِلٌّ، فَأن البِلّ المباحُ، زَعَمُوا.
وَقَوْلهمْ: حَيّاك الله وبَيّاك، فبَيّاك: أضْحكك، زَعَمُوا، وَقَالَ
قوم: قربك. وَأنْشد: لمّا تَبَيَّيْنا أَخا تَمِيم أعطَى عطاءَ
الْمَاجِد الْكَرِيم يُقَال: تبيّأ الرجلُ الشيءَ، إِذا دنا مِنْهُ
أَرَادَ: قصدناه. وَأنْشد: فَهُوَ يُبَيّي زادهم ويَبْكُلُ
(بَاب الْحُرُوف الَّتِي قُلبت وَزعم قوم من النَّحْوِيين أَنَّهَا
لُغَات)
قَالَ أَبُو بكر: وَهَذَا القَوْل خلاف على أهل اللُّغَة والمعرفة.
يُقَال: جَذَبَ وجَبَذَ.
وَمَا أطيبَه وأيطبَه.
ورَبَضَ ورَضَبَ الشاةُ.
وأنبضَ فِي الْقوس وأنضبَ. قَالَ الراجز: وفارجاً من قَضْب مَا
تَقَضَبا تُرِنّ فِي الكفّ إِذا مَا أنضبا إرنانَ محزونٍ إِذا تَحوَّبا
وصاعقة وصاقعة. قَالَ الراجز: يَحكون بالهنديّة القواطع تَشَقُّقَ
البَرْق عَن الصواقع ورَعَمْلي ولَعَمْري.
واضمحلَّ وامضحلَّ.
وعميق ومعيق.
ولبكت الشَّيْء وبكلتُه، إِذا خلطته، فَهُوَ بَكيل ومبكول. وأسير
مكبَّل ومكلَّب.
وسبسب وبسبس.
وسحاب مكفهِرّ ومكرهِفّ.
وناقة ضِمْرِز وضِمْزِر، إِذا كَانَت مسنّة.
وَطَرِيق طامس وطاسم.
وقافَ الأثرَ وَقفا الأثرَ.
(3/1254)
وقاعَ البعيرُ الناقةَ وقعاها، إِذا
تسنَّمها للضراب.
وقوس عُطُل وعُلط: لَا وَتَرَ عَلَيْهَا، وَكَذَلِكَ نَاقَة عُطُل
وعُلُط: لَا خِطامَ عَلَيْهَا. قَالَ الشَّاعِر:
(واعرَوْرَتِ العُلُطَ الغرْضيَّ تَرْكُضُه ... أُمُّ الفوارس
بالدِّثداء والربَعَهْ)
يَعْنِي امْرَأَة، يَقُول: أُمُّ الفوارس الَّتِي تحميها أولادُها قد
ركبت بَعِيرًا عُرْياً عُلُطاً فَكيف غيرُها.)
وَجَارِيَة قَتين وقَنيت، وَهِي القليلة الرُّزْء. وفى الحَدِيث:
إِنَّهَا حسناءُ قَتين.
وشَرْخ الشَّبَاب وشَخْره: أوّله.
وَلحم خَزِنٌ وخنِرٌ، إِذا تغيّر. قَالَ الشَّاعِر:
(ثمّ لَا يَخْزَنُ فِينَا لحمُها ... إِنَّمَا يَخْزَنُ لحمُ
المدّخِرْ)
وعاث يعيث وعَثِيَ يَعْثَى مثل شَقِيَ يَشْقَى، إِذا أفسدَ، وَقَالُوا:
عثا يعثو. وَفِي التَّنْزِيل: وَلَا تَعْثَوا فِي الأَرْض مفسِدين.
وَيُقَال: تَنَحَّ عَن لَقَم الطَّرِيق ولَمَق الطَّرِيق.
والحَفِث والفَحِث، وَهِي القِبَة.
وحرّ حَصْت ومَحْت، وَهُوَ الشَّديد.
وهفا فؤادُه وفها.
ولفحتُه بجُمْع يَدي ولحفتُه، إِذا ضَربته بهَا.
هجهجتُ بالسَّبُع وجهجهتُ بِهِ.
وطِبّيخ وبِطّيخ. وَفِي الحَدِيث: كَانَ رَسُول الله صلّى الله
عَلَيْهِ وسلّم يُعجبهُ الطِّبّيخ بالرُّطَب.
وَمَاء سَلسال ولَسلاس ومسلسَل وملسلَس، إِذا كَانَ صافياً. ودَقَمَ
فَاه بِالْحجرِ ودَمَقَه، إِذا ضربه.
وفَثَأت القِدْرَ وثَفَأتُها، إِذا سكّنت غليانها.
وكبكبتُ الشيءَ وبكبكتُه، إِذا طرحت بعضه على بعض. وثَكَمُ الطَّرِيق
وكَثَمُه: وَجهه وَظَاهره.
وَجَارِيَة قُبَعة وبُقَعة، وَهِي الَّتِي تظهر وَجههَا ثمَّ تخفيه.
وكعبرَه بِالسَّيْفِ وبعكرَه، إِذا ضربه.
وتقرطبَ على قَفاهُ وتبرقطَ، إِذا سقط. قَالَ الراجز: وزَلَّ خُفّايَ
فقرطَباني
(بَاب الاستعارات)
النُّجْعة طَلَبُ الْغَيْث، ثمَّ كثر ذَلِك فَصَارَ كلّ طلب انتجاعاً.
والمنيحة أَصْلهَا أَن يعطيَ الرجلُ الرجلَ الناقةَ أَو الشاةَ فيشربَ
لبنَها ويجتزَّ وَبَرَها وصوفَها، ثمَّ كثر ذَلِك فَصَارَ كل عطيّة
منيحة. قَالَ أَبُو بكر: وَقيل لأبي حَاتِم: إنّ فلَانا يَقُول إِن
المنيحة لَا تكون إِلَّا النَّاقة فَأَنْشد:
(أعَبْدَ بني سَهْمٍ ألستَ براجعٍ ... منيحتَنا فِيمَا تُرَدُّ
المنائحُ)
(لَهَا شَعَرٌ داجٍ وجِيدٌ مقلِّص ... وجسمٌ خُداريٌّ وضَرْعٌ
مُجالِحُ)
ثمَّ قَالَ: هَذِه صفة نَاقَة أم نعجة.
وَيُقَال: فَلَوْتُ المُهْرَ، إِذا نتجتَه، وَكَانَ أَصله الفِطام ثمَّ
كثر حَتَّى قيل للمنتَج مُفْتَلىً.
والوَغَى: اخْتِلَاط الْأَصْوَات فِي الْحَرْب، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى
صَارَت الْحَرْب وغىً. قَالَ الراجز: إضمامة من ذَودها الثلاثينْ لَهَا
وَغىً مثلُ وَغَى الثمانينْ يَعْنِي اخْتِلَاط أصواتها. وَقَالَ هذلي:
(كأنّ وَغَى الخَموش بجانبيه ... وَغَى رَكْبٍ، أُمَيْمَ، ذَوي هِياطِ)
الخَموش: البعوض وهِياط: كَثْرَة الصَّوْت.
والغيث: الْمَطَر، ثمَّ صَار مَا نبت بالغيث غيثاً، يُقَال: أَصَابَنَا
غيث ورعينا الغيثَ.
وَالسَّمَاء: السَّمَاء الْمَعْرُوفَة، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى سُمّي
الْمَطَر سَمَاء تَقول الْعَرَب: مَا زلنا نَطَأُ السَّمَاء حَتَّى
أَتَيْنَاكُم، أَي مواقعَ الْغَيْث.
والنّدى: النَّدى الْمَعْرُوف، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى صَار العشب ندىً.
قَالَ الشَّاعِر:
(3/1255)
(يَلُسُّ النَّدى حَتَّى كَأَن سَراتَه ...
غَطَاها دِهانٌ أَو ديابيجُ تاجبر)
يَلُسّ: يَأْخُذ بمقدَّم فِيهِ يصف حمَار وَحش.
والخُرس: مَا تطعَمه النُّفَساء عِنْد وِلَادَتهَا، ثمَّ صَارَت
الدعْوَة للولادة خُرْساً.
وَكَذَلِكَ الْإِعْذَار: الْخِتَان، وسُمّي الطَّعَام للختان إعذاراً.
وَقَوْلهمْ: سَاق إِلَيْهَا مَهْرَها، وَإِنَّمَا هِيَ دَرَاهِم،
وَكَانَ الأَصْل أَن يتزوّجوا على الْإِبِل وَالْغنم فيسوقوها، فَكثر
ذَلِك حَتَّى استُعمل فِي الدَّرَاهِم.
وَيَقُولُونَ: بنى الرجل بامرأته، إِذا دخل لَهَا. وأصل ذَلِك أَن
الرجل من الْعَرَب كَانَ إِذا تزوّج) بُني لَهُ ولأهله خِباء جَدِيد،
فَكثر ذَلِك حَتَّى استُعمل فِي هَذَا الْبَاب.
وَقَوْلهمْ: جَزَّ رأسَه، وَإِنَّمَا هُوَ جزَّ شَعَرَ رَأسه،
فَاسْتعْمل كَذَا.
وَقَوْلهمْ: أَخذ من ذَقَنه، أَي من أَطْرَاف لحيته، فَلَمَّا كَانَت
اللِّحْيَة على الذَّقَن استُعمل فِي ذَلِك.
وَقَوْلهمْ: خَطَمَتْه لحيتُه، أَي صَارَت فِي خدّه كموضع الخِطام من
الْبَعِير.
والظَّعينة أَصْلهَا الْمَرْأَة فِي الهَوْدَج، ثمَّ صَار الْبَعِير
ظَعِينَة والهَوْدَج ظَعِينَة.
والخَطْر: ضَرْب الْبَعِير بِذَنبِهِ جَانِبي وَرِكيه، تمّ صَار مَا
لَصِقَ من الْبَوْل بالوَركين خَطْراً. قَالَ الشَّاعِر:
(وقَرَّبْنَ بالزُّرْق الجمائلَ بَعْدَمَا ... تقوَّبَ عَن غِرْبان
أوراكها الخَطْر)
الزُّرْق: مَوضِع والجمائل: الْإِبِل والغُرابان: حرفا الوَرِك
المشرفان على القطاة، وَهِي مَقْعَد الرِّدْف، الْوَاحِد من ذَلِك
غُراب. قَالَ الراجز: يَا عَجَباً للعَجَبِ العُجابِ خمسةُ غِرْبانٍ
على غُرابِ يَعْنِي خَمْسَة غربان قد وَقَعُوا على غراب هَذَا
الْبَعِير. والراوية: الْبَعِير الَّذِي يُستقى عَلَيْهِ، تمّ صَارَت
المَزادة راوية.
والدَّفن: دَفْن الْمَيِّت، ثمَّ قيل: دفن سرَّه، إِذا كتمه.
وَتقول: نَام الْإِنْسَان، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى قيل: مَا نَامَتْ
السماءُ الليلةَ بَرْقاً. وَقد قَالُوا: نَام الثَّوْب، إدا أخلق
أَيْضا. وَقَالُوا: همَدَت النَّار، ثمَّ قَالُوا: همَدَ الثَّوْب، إدا
أخلق.
وأصل الْعَمى فِي الْعين، ثمَّ قَالُوا: عَمِيت عنّا الْأَخْبَار، إِذا
سترت.
والرَّكض: الضَّرْب بالرِّحل، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى لزم المركوضَ
الركضُ وَإِن لم يحرُك الراكبُ رِجله، فَيُقَال: رَكَضَت الدابّة،
وَدفع هَذَا قوم فَقَالُوا: رُكضت الدابَّة لَا غير. وَهِي اللُّغَة
الْعَالِيَة.
والعقيقة: الشَّعَر الَّذِي يخرج على الْوَلَد من بطن أمّه، ثمَّ صَار
مَا يذبح عِنْد حلق ذَلِك الشّعْر عقيقة.
والوِرْد: إتْيَان المَاء، تمّ صَار إتْيَان كل شَيْء ورْداً، وَكثر
حَتَّى سمّوا المحموم موروداً لِأَن الحمّى تَأتيه فِي أَوْقَات
الوِرْد.
والقَرَب: طلب المَاء، ثمَّ قَالُوا: فلَان يقْرب حاجَته، أَي
يطْلبهَا.)
والظَّمَأ: العطحثر وشهوة المَاء، ثمَّ كثر ذَلِك حَتَّى قَالُوا:
ظمئتُ إِلَى لقائك.
والمَجْد: امتلاء بطن الدَّابَّة مر العلَف، ثمَّ قَالُوا: مَجُدَ
فلَان فَهُوَ ماجد، إِذا امْتَلَأَ كرَماً.
والقَفْر: الأَرْض الَّتِي لَا أنيسَ بهَا وَلَا نَبت، تمّ قَالُوا:
أكلت خبْزًا قفاراً: بِلَا أدْم. وَقَالُوا: امْرَأَة قَفْرة الْجِسْم
وقَفِرة الْجِسْم، أَي ضئيلته.
والوَجور: مَا أوجرتَه الْإِنْسَان من دَوَاء أَو غَيره، ثمَّ قَالُوا:
أوجرَه الرمْح، إِذا طعنه فِي فِيهِ.
فأمّا قَوْلهم: أجرَّه الَرمح فَلَيْسَ من هَذَا، هُوَ أَن يطعنه ويدع
الِرمح فِي بدنه.
والغرغرة: أَن يُغَرْغر الْإِنْسَان المَاء فِي حلفه وَلَا يسيغه، ثمَّ
كثر ذَلِك فَقَالُوا: غرغرَه بالسكين، إِذا ذبحه.
والقرقرة: صفاء هدير الْفَحْل وارتنفاعه، ثمَّ قيل لِلْحسنِ الصَّوْت:
قرقار. قَالَ الراجز: أبْكَمَ لَا يكلِّم المطِيّا وَكَانَ حَدّاءً
قُراقِريا والأَفْن: قلّة لبن النَّاقة ثمَّ يُقَال: أفِنَ الرجل، إدا
كَانَ نَاقص الْعقل، فَهُوَ أفين ومأفون. قَالَ الشَّاعِر فِي
النَّاقة:
(3/1256)
(إِذا أُفِنَتْ أرْوَى عيالَكِ أفْنُها ... وَإِن حُيِّنَتْ أرْبَى على
الوطب حِينُها)
قَالَ أَبُو بكر: هَذَا الشَّاعِر خَاطب امْرَأَة فَقَالَ: هَذِه
الْإِبِل إِذا أفنت أرْوَى عيالَك لبنُها، وَإِن حُيِّنت، أَي حُلبت
مرّة وَاحِدَة الحَيْنة أَن يَأْكُل فِي الْيَوْم مرّة وَاحِدَة
وَالْأَصْل فِي زَاد على الوطب لَبنهَا.
والحِلْس: مَا طُرح على ظهر الدابّة نَحْو البَرْذَعة وَمَا أشبههَا،
ثمَّ قيل للفارس الَّذِي لَا يُفَارق ظهرَ فرسه: حِلْس. وَقَالُوا:
بَنو فلَان أحلاس الْخَيل.
والصَّبْر: الحَبْس، ثمَّ قَالُوا: قُتل فلَان صبرا، أَي حُبس حَتَّى
قُتل. وَفِي الحَدِيث: اقْتُلُوا القاتلَ واصبِروا الصابرَ، وأصل ذَلِك
أَن رجلا أمسك رَجُلاً رَجُل حَتَّى قَتله فحُكم أَن يُقتل الْقَاتِل
ويُحبس الممسِك.
والبَسْر أَصله أَن تلقَّح النَّخْلَة قبل أوانها، وبَسَرَ الناقةَ
الفحلُ قَبْلَ ضَبْعَتها، ثمَّ قيل: لَا تَبْسُرْ حاجتَك، أَي لَا
تطلبها من غير وَجههَا.
والحَجّ: قصدك الشيءَ وتجريدك نفسَك لَهُ، ثمَّ سُمّي قصد الْبَيْت
حَجَّا. قَالَ الشَّاعِر:)
(فَهُمْ أهَلاتٌ حولَ قيس بن عاصمٍ ... يَحُجّون سِبَّ الزِّبْرِقان
المزعفَرا)
قَوْله أهَلات: جماعات، والسِّبّ: العِمامة، والزِّبْرِقان هُوَ ابْن
بدر البَهْدَلي من بني سعد، وَكَانَ سَادَات الْعَرَب يصبغون عمائمهم
بالزعفران. |