غريب الحديث لابن قتيبة

الْكَلَالَة والكلالة هُوَ أَن يَمُوت الرجل وَلَا يتْرك ولدا لَا والدا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ مصدر تكلله النّسَب أَي أحَاط بِهِ فالأم [25 / ب] وَالِابْن طرفان للرجل فَإِذا مَاتَ وَلم يخلفهما فقد مَاتَ عَن ذهَاب طَرفَيْهِ فَسُمي ذهَاب الطَّرفَيْنِ كَلَالَة وَكَأَنَّهَا اسْم للمصيبة من تكلل النّسَب مَأْخُوذ مِنْهُ.
الْغلُول فِي الْمغنم
والغلول فِي الْمغنم أَصله ان الرجل كَانَ إِذا اخْتَار من

(1/226)


الْمغنم شَيْئا غله أَي أدخلهُ فِي أَضْعَاف مَتَاعه وستره فَسُمي الخائن غالا يُقَال غللت الشَّيْء فانغل أَي أدخلته وَمِنْه قيل للْمَاء الْجَارِي بَين خلال الشّجر غلل وَقيل فلَان يتغلغل إِلَى كَذَا أَي يتَوَصَّل إِلَيْهِ بِالدُّخُولِ فِي أَسبَابه.
وَالْأَصْل يتغلل فأبدلوا من احدى اللامات غينا كَمَا قَالُوا يتكمكم وَالْأَصْل يتكمم. من الكمة وَهِي القلنسوة وَقَالُوا: يَتَحَلْحَل وَالْأَصْل: يتحيل وَهَذَا إِنَّمَا يكون فِي الْحَرْف إِذا كَانَ آخِره مشددا مثل الْحَث فَيُقَال: حثحثته وَالْأَصْل حثثته وغلغلته وَالْأَصْل غللته.
وَقد جَاءَ مِنْهُ حرف شَاذ تَقول الْعَرَب فِي مثل لَهَا تعظعظي ثمَّ عظيني وَقَالَ الْأَصْمَعِي لَا تعظيني وتعظعظي من الْوَعْظ وَلَا أعلم أَنه جَاءَ لَهُ مثل.
السّريَّة
والسرية الَّتِي تنفذ إِلَى بِلَاد الْعَدو وَأَصلهَا من السرى وَهُوَ سير اللَّيْل وَكَانَت تخفي خُرُوجهَا لِئَلَّا ينتشر الْخَبَر بِهِ وتكتب بِهِ الْعُيُون فَتخرج لَيْلًا فَيُقَال سرت سَرِيَّة أَي: خرجت وَسَار ت لَيْلًا وَهِي فعيلة بِمَعْنى فاعلة.

(1/227)


والفيء خراج الْأَرْضين وجزية رُؤُوس أهل الذِّمَّة وَكَانَ الْفَيْء على عهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا أفاءه الله من الْمُشْركين مِمَّا لم يوجف عَلَيْهِ الْمُسلمُونَ بخيل وَلَا ركاب بصلح صالحوه عَلَيْهِ عَن أَمْوَالهم وأرضيهم فَلَمَّا قبض صَار ذَلِك للْمُسلمين بِمَنْزِلَة خراج الْأَرْضين الَّتِي افتتحت عنْوَة.
والفيء فِي اللُّغَة هُوَ الرُّجُوع يُقَال فَاء إِلَى كَذَا فَهُوَ يفِيء فَيْئا أَي رَجَعَ وَمِنْه قَول الله تَعَالَى: {فَإِن فاؤوا فَإِن الله غَفُور رَحِيم} وَالْمعْنَى أَنه مَال رجعه الله إِلَى الْمُسلمين ورده وَمِنْه قيل للظل بعد الزَّوَال فَيْء لِأَنَّهُ رَجَعَ عَن جَانب إِلَى جَانب.
الْغَنِيمَة
وَالْغنيمَة مَا غنمه الْمُسلمُونَ من أَرض الْعَدو عَن حَرْب

(1/228)


تكون بَينهم فَهِيَ لمن غنمها إِلَّا الْخمس وأصل الْغَنِيمَة وَالْغنم فِي اللُّغَة الرِّبْح وَالْفضل وَمِنْه يل فِي الرَّهْن لَهُ غنمه وَعَلِيهِ غرمه أَي فَضله للرَّاهِن ونقصانه عَلَيْهِ.