غريب الحديث لابن الجوزي كتاب الْألف
بَاب الْألف مَعَ الْبَاء
فِي الحَدِيث إِن لهَذِهِ الْبَهَائِم أوابد يَعْنِي استيحاشا ونفورا
عَن النَّاس وَيُقَال جَاءَ فلَان بآبدة أَي بِشَيْء يستوحش مِنْهُ
وينفر عَنهُ.
وَفِي الحَدِيث أبده بَصَره أَي أتبعه إِيَّاه.
(1/5)
فِي الحَدِيث سكَّة مأبورة أَي ملقحة
يُقَال أبدت النَّخْلَة آبدها وَكَذَلِكَ قَوْله من بَاعَ نخلا قد أبدت
أَي لقحت.
قَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء نخل قد أبدت وأبدت ووبرت ثَلَاث
لُغَات فَهِيَ مُؤَبّدَة وموبورة ومأبورة أَي ملقحة.
وَيُقَال لكل مصلح ضَيْعَة هُوَ آبدها وَإِنَّمَا قيل للمصلح آبد
لِأَنَّهُ مصلح.
فِي الحَدِيث أَن أَبَا هُرَيْرَة كَانَت رديته التأبط قَالَ
الْأَصْمَعِي هُوَ أَن يدْخل الرجل الثَّوْب تَحت يَده الْيُمْنَى
فيلقيه عَلَى مَنْكِبه الْأَيْسَر.
قَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ إِنِّي وَالله مَا تأبطتني الاء أَي لم
يحضنني ويربينني.
فِي الحَدِيث فَلَمَّا رَأَوْهُ ابذعروا أَي تفَرقُوا فِي الحَدِيث
يأبل آدم
(1/6)
عَلَى حَوَّاء بعد قتل ابْنه أَي توحش
عَنْهَا أَو أعرض عَن غشيانها.
وَقَالَ يَحْيَى بن يعمر أَي مَال زكي فقد ذهبت أبلته أَي وبلته فقلبت
الْوَاو همزَة المُرَاد شَره ومضرته.
فِي الحَدِيث فَمَشى قَيْصر إِلَى إيلياء لما أبلاه الله.
قَالَ ابْن قُتَيْبَة يُقَال من الْخَيْر أبليته أبليه إبلاء وَمن
الشَّرّ بلاه يبلوه بلَاء وَإِنَّمَا مَشَى شكرا لاندفاع فَارس عَنهُ.
فِي الحَدِيث لَا تتبع الثَّمَرَة حَتَّى تأمن عَلَيْهَا الأبلة أَي
العاهة
فِي الحَدِيث بَيْننَا كقد الأبلمة وَهِي خوصَة الْمقل أَي نَحن
وَأَنْتُم سَوَاء.
فِي صفة مجْلِس رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَا تؤبن فِيهِ الْحرم
أَي لَا يذكرن بقبيح.
وَنهي عَن الشّعْر إِذا أبنت فِيهِ النِّسَاء.
وَمثله أَشِيرُوا عَلّي فِي أنَاس أبنوا أَهلِي.
(1/7)
وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء أَن نؤبن بِمَا
لَيْسَ فِينَا فَرُبمَا زكينا بِمَا لَيْسَ فِينَا.
فِي الحَدِيث مَا كُنَّا نأبنه برقية أَي مَا كُنَّا نعلم أَنه يرقى
فنعيبه.
قَالَ اللَّيْث فلَان يؤبن بِخَير أَو بشر فَهُوَ مأبون أَي يُوزن
بذلك.
وَقَالَ شمر التأبين الثَّنَاء عَلَى الرجل فِي الْمَوْت والحياة.
فِي الحَدِيث وَكَانَ من الْأَبْنَاء قَالَ الْفراء يُقَال لأَوْلَاد
فَارس الْأَبْنَاء لِأَن أمهاتهم من غير جنس آبَائِهِم.
فِي حَدِيث النُّعْمَان بن بشير هَل أبنت كل وَاحِد مِنْهُم مثل
الَّذِي أبنت هَذَا قَالَ لَا.
الْمَعْنى هَل أَعْطَيْت كل وَاحِد مَالا بنته بِهِ.
وَمثله قَول أبي بكر لعَائِشَة إِنِّي كنت أبنتك بنحل.
فِي الحَدِيث رب أَشْعَث لَا يؤبه لَهُ أَي لَا يحتفل بِهِ لاحتقاره.
(1/8)
فِي الحَدِيث إِلَى عدن أبين وَهُوَ اسْم
قَرْيَة عَلَى سيف الْبَحْر نَاحيَة الْيمن كَذَلِك ضَبطه
الْأَزْهَرِي.
بَاب الْألف مَعَ التَّاء
فِي الحَدِيث عَلَيْهَا إتب وَهِي بردة تشق فتلبس من غير كمين وَلَا
جيب وَيُقَال لَهَا البقيرة.
فِي الحَدِيث لَوْلَا أَنه طَرِيق مئتاء أَي مسلوك مفعال من
الْإِتْيَان.
وَمثله مَا وجدت فِي طَرِيق مئتاء فَعرفهُ.
فِي الحَدِيث إِنَّمَا هُوَ أُتِي فِينَا أَي غَرِيب.
وَفِي حَدِيث آخر رجلَانِ أتاويان.
قَالَ الْأَصْمَعِي الأتي الرجل يكون فِي الْقَوْم لَيْسَ فيهم.
فِي صفة ديار ثَمُود وَأتوا جداولها أَي سهلوا طَرِيق الْمِيَاه
إِلَيْهَا يُقَال أتيت المَاء إِذا أصلحت مجْرَاه.
(1/9)
فِي الحَدِيث أتأره بصرة أَي أحده
إِلَيْهِ.
بَاب الْألف مَعَ الثَّاء
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّكُم سَتَلْقَوْنَ بعدِي أَثَرَة أَي
يستأثر عَلَيْكُم بالفيء فَاصْبِرُوا.
وَقَوله كل مأثرة فِي الْجَاهِلِيَّة تَحت قدمي أَي مكرمَة تُؤثر
وتذكر.
وَقَالَ عمر مَا حَلَفت بهَا آثرا أَي حاكيا عَن غَيْرِي.
وَمثله قَول أبي سُفْيَان لَوْلَا أَن يأثروا عني الْكَذِب.
فِي الحَدِيث من سره أَن ينسأ فِي أَثَره أَي فِي أَجله وَسَمَّى
(1/10)
الْأَجَل أثرا لِأَنَّهُ يتبع الْعُمر.
فِي حَدِيث جَابر والبرمة بَين الأثافي وَهِي الْحِجَارَة الَّتِي
تُوضَع تَحت الْقدر وَيُقَال لَهَا الأفاقي أَيْضا.
فِي الحَدِيث غير متأثل مَالا أَي غير جَامع وكل شَيْء لَهُ أصل أَو
جمع حَتَّى يصير لَهُ أصل فَهُوَ مؤثل.
فِي الحَدِيث أخبر بهَا عِنْد مَوته تأثما أَي تجنبا للإثم.
فِي الحَدِيث لأثين بك لأشين.
بَاب الْألف مَعَ الْجِيم
قَوْله أجيفوا الْأَبْوَاب أَي أغلقوها.
فِي الحَدِيث فَخرج بهَا يؤج أَي يسْرع.
كلوا وأتجروا أَي تصدقوا طَالِبين الْأجر بذلك.
وَمثله من يتجر عَلَى هَذَا فَيصَلي مَعَه.
فِي الحَدِيث من بَات عَلَى أَجَارَ وَهُوَ السَّطْح الَّذِي لَيْسَ
لَهُ
(1/11)
حوله مَا يرد المشفي والإنجار لُغَة فِيهِ.
وتلقى النَّاس رَسُول الله عَلَى الأجاجير والأناجير يَعْنِي السطوح.
فِي الحَدِيث وَيَوْم ترمض فِيهِ الْآجَال وَهِي أقاطيع الظباء
وَاحِدهَا إجل.
قَالَ مَكْحُول كُنَّا مرابطين فتأجل متأجل منا أَي اسْتَأْذن فِي
الرُّجُوع إِلَى أَهله أَن يضْرب لَهُ أجل عَلَى ذَلِك.
فِي الحَدِيث تَوَارَتْ بآجام الْمَدِينَة واحدتها أجم وَهُوَ الْحصن.
فِي الحَدِيث أَتَيْته بِأَجْر قَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ جمع جرو
وَيجمع أَيْضا جر وجرو القثاء وَالرُّمَّان صغاره.
الْألف مَعَ الْحَاء
سُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن رجل تتَابع عَلَيْهِ رمضانان فَقَالَ إِحْدَى
من سبع يَعْنِي اشْتَدَّ الْأَمر فِيهِ يُرِيد بِهِ إِحْدَى سني يُوسُف
السَّبع فَشبه الْحَال بهَا فِي الشدَّة وَالْعرب تَقول إِحْدَى بَنَات
طبق أَي إِحْدَى المعضلات.
(1/12)
وَقَالَ مُعَاوِيَة لقد منعتني الْقُدْرَة
من ذَوي الحنات وَهِي جمع حنة وَهِي الْعَدَاوَة واللغة إحْنَة.
وكلم ابْن مَسْعُود امْرَأَة فَقَالَت أحنك من أَصْحَاب مُحَمَّد بقول
هَذَا.
قَالَ أَبُو عبيد تُرِيدُ من أجل أَنَّك فَتركت من.
فِي الحَدِيث من أحَال دخل الْجنَّة أَي من أسلم يُقَال للرجل إِذا
تحول من شَيْء إِلَى شَيْء أحَال.
الْألف مَعَ الْخَاء
قيل لِابْنِ عمر أُصَلِّي رَسُول الله الضُّحَى قَالَ لَا إخَاله أَي
لَا أَظن وَالْألف مَكْسُورَة.
فِي الحَدِيث انْطلق أخفاء من النَّاس وهم السراع هَذَا هُوَ
الْمَشْهُور فِي الرِّوَايَة وَرَوَاهُ ابْن قُتَيْبَة فَقَالَ انْطلق
جفَاء من النَّاس قَالَ وهم يسرعان النَّاس فشبههم بجفاء السَّيْل.
فِي الحَدِيث وَكَانَت مِنْهَا إخاذات أَمْسَكت المَاء وَهِي الغدران
وَمِنْه قَول مَسْرُوق جالست أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
فوجدتهم كالإخاذ وَهُوَ المَاء.
فِي الحَدِيث أخذُوا أخذاتهم أَي نزلُوا مَنَازِلهمْ.
(1/13)
قَالَت امْرَأَة لعَائِشَة أؤخذ جملي أَي
أحبس زَوجي بِالسحرِ عَن النِّسَاء.
قَالَ أَبُو بَرزَة لما كَانَ بِأخرَة لقِيت فلَانا أَي فِي الْأَخير.
فِي الحَدِيث إِن الآخر قَدرنَا الآخر الْمُدبر المتخلف.
فِي الحَدِيث آخِرَة الرجل أَي مؤخره وَهُوَ مَا يَلِي الرَّاكِب من
خشب رَحل الْجمل
فِي الحَدِيث مثل الْمُؤمن كالفرس فِي آخيته.
قَالَ أَبُو عبيد الآخية العروة الَّتِي تشد بهَا الدَّابَّة وَتَكون
فِي وتد أَو سكَّة مثبة فِي الأَرْض.
قَالَ المُصَنّف وَالْمعْنَى أَنه يبعد عَن ربه بِالذنُوبِ وأصل
إيمَانه ثَابت.
فِي الحَدِيث حَتَّى أَن أهل الأخوان ليجتمعون يُرِيد الخوان وَهُوَ
الْمَائِدَة.
(1/14)
بَاب الْألف مَعَ الدَّال
فِي الحَدِيث لَا تشْربُوا إِلَّا من ذِي إداء الإدآء والوكاء شَدَّاد
السقاء.
قَالَ ابْن مَسْعُود إِن هَذَا الْقُرْآن مأدبة الله أَي مدعاته
والمأدبة مَا يصنعه الرجل وَيَدْعُو النَّاس إِلَيْهِ قَالَ كَعْب إِن
لله عز وجل مأدبة من لُحُوم الرّوم يَعْنِي يقتلُون فتنتابهم السبَاع
وَالطير تأكلهم.
قَالَ أَبُو عبيد يُقَال مأدبة ومأدبة بِضَم الدَّال وَفتحهَا فَمن ضم
أَرَادَ الصَّنِيع يصنعه الرجل فيدعو النَّاس إِلَيْهِ فتأول الحَدِيث
أَنه شبه الْقُرْآن بصنيع صنعه الله للنَّاس لَهُم فِيهِ خير وَمَنَافع
ثمَّ دعاهم إِلَيْهِ قَالَ وَمن فتح الدَّال جعله مفعلة من الْأَدَب
وَكَانَ الْأَحْمَر يَجْعَلهَا لغتين مأدبة ومأدبة بِمَعْنى وَاحِد
قَالَ الْأَصْمَعِي وَلم أسمع أحدا يَقُول هَذَا غَيره وَالتَّفْسِير
الأول أعجب إِلَيّ.
قَالَ كَعْب إِن لله مأدبة من لُحُوم الرّوم يَعْنِي أَنهم يقتتلون
فتنتابهم السبَاع وَالطير تأكلهم.
وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عليه
وسلم فِي الْمَنَام فَقلت مَا لقِيت بعْدك من الأود والأود الدَّوَاهِي
الْعِظَام واحدتها إدة والأود العوج.
فِي الحَدِيث قَالُوا عَن مُوسَى أَنه أدر والأدر عظم الخصيتين.
فِي الحَدِيث فِي الأداف الدِّيَة وَهُوَ الذّكر سمي أدافا لِأَنَّهُ
يقطر يُقَال ودفت الشحمة إِذا قطرت شحما.
فِي الحَدِيث فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يُؤْدم بَيْنكُمَا أَي يجْتَمع
بَينهمَا
(1/15)
بالحب والموافقة.
قَالَ أَبُو عبيد والا أرَى الأَصْل فِيهِ إِلَّا من أَذمّ الطَّعَام
لِأَن صَلَاحه وطيبة بالإدام.
فِي الحَدِيث يخرج جَيش آدى شَيْء أَي أَقْوَى شَيْء.
بَاب الْألف مَعَ الذَّال
فِي حَدِيث أبي بكر ولتألمن الصُّوف الأذربي يَعْنِي تستخشنونه من
الترف.
قَالَ الْمبرد الأذربي مَنْسُوب إِلَى أذربيجان.
وَقَوله فِي الْمَوْلُود أميطوا عَنهُ الْأَذَى يَعْنِي الشّعْر
الَّذِي عَلَى رَأسه وإماطة الْأَذَى عَن الطَّرِيق تنحية مَا يُؤْذِي.
فِي الحَدِيث مَا أذن الله لشَيْء أَي مَا اسْتمع وَكَانَ زيد بن ثَابت
قد أخبر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن الْمُنَافِقين بِشَيْء
فجحدوا فَنزلت سُورَة الْمُنَافِقين فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام هَذَا
الَّذِي أَوْفَى الله لَهُ بِإِذْنِهِ أَي أظهر صدقه فِي إخْبَاره عَن
مَا سَمِعت أُذُنه.
فِي الحَدِيث إِن قوما أكلُوا من شَجَرَة فخمدوا فَقَالَ عَلَيْهِ
السَّلَام قرسوا المَاء فِي الشنان وصبوه عَلَيْهِم فِيمَا بَين
الأذانين أَرَادَ بردوه والشنان الْقرب الخلقان وَهِي أَشد تبريدا
وَأَرَادَ بالأذانين أَذَان
(1/16)
الْفجْر وَالْإِقَامَة وَهَذَا مثل النشرة.
بَاب الْألف مَعَ الرَّاء
كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أملككم لأربه المحدثون
يَرْوُونَهُ بِسُكُون الرَّاء ويشيرون إِلَى الْعُضْو وَرَوَاهُ
كَذَلِك ابْن قُتَيْبَة وَقَالَ هُوَ الْحَاجة.
وَقَالَ أَبُو عبيد كَلَام الْعَرَب لأربه بِفَتْح الرَّاء وَهُوَ
الْحَاجة وَالْمعْنَى أَنه كَانَ يغلب هَوَاهُ.
فِي الحَدِيث أَن رجلا سَأَلَهُ فَقَالَ أرب مَاله فِيهِ ثَلَاث
رِوَايَات إِحْدَاهُنَّ أرب بِفَتْح الرَّاء وتنوين الْبَاء أَي حَاجَة
جَاءَت بِهِ يسْأَل وَالثَّانيَِة أرب مَاله بِكَسْر الرَّاء وَفتح
الْبَاء أَي سَقَطت آرابه وَهِي كلمة لَا يُرَاد بهَا الْوُقُوع كَمَا
قَالَ عقري حلقي وَقَالَ عمر لرجل أربت عَن يَديك أَي ذهبتا ويروي أرتب
عَن ذِي يَديك أَي ذهب مَا فِي
(1/17)
يَديك حَتَّى تحْتَاج وَالثَّالِثَة أرب
بِكَسْر الرَّاء وتنوين الْبَاء وَالْمعْنَى أَنه حاذق.
فِي الحَدِيث أَنه قَالَ فِي الْحَيَّات من خشِي إربهن فَلَيْسَ منا
أَي دهاءهن وشرهن فتوفى عَن قتلهن.
وَأتي بكتف مؤربة أَي موقرة لم ينقص مِنْهَا شَيْء مَأْخُوذ من الإرب
وَهُوَ الْعُضْو.
وَفِي الحَدِيث كَانَ يسْجد عَلَى سَبْعَة آرَاب.
وَقَالَ سعيد بن الْعَاصِ لَا تتأرب عَلَى بَنَاتِي أَي لَا تتشدد.
وَفِي الحَدِيث مؤاربة الأريب جهل وعناء وَالْمعْنَى أَن الأريب لَا
يخْتل عَن عقله.
فِي الحَدِيث غطى وَجهه بقطيفة أرجوان والأرجوان الْأَحْمَر الشَّديد
الْحمرَة.
فِي الحَدِيث أرذوا فرسين أَي تركوهما وهربوا.
فِي الحَدِيث إِن الْإِسْلَام ليأرز إِلَى الْمَدِينَة أَي يَنْضَم
إِلَيْهَا.
(1/18)
وَمثل الْمُنَافِق كَمثل الأرزة وَهِي
شَجَرَة الصنوبر.
فِي حَدِيث وَلم ينظر فِي أرز الْكَلَام أَي فِي حصره وَجمعه.
فِي الحَدِيث فَعَلَيْك إِثْم الأريسين كَذَا يرويهِ أهل اللُّغَة بياء
وَاحِدَة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الأريس الأكار وَيجمع الأريسين
بتَخْفِيف الْيَاء وَقد رَوَاهُ أَحْمد وَالْبُخَارِيّ اليريسين
بِزِيَادَة يَاء وبياء أولَى مبدلة عَن الْهمزَة وَرَوَى الأريسيين.
فِي الحَدِيث ذكر الْأَرْش وَهُوَ مَا يَأْخُذهُ المُشْتَرِي من
البَائِع إِذا اطلع عَلَى عيب لم يره وَمِنْه أروش الْجِرَاحَات.
وَقَالَ ابْن عَبَّاس أزلزلت الأَرْض أم بِي أَرض أَي رعدة.
وَفِي حَدِيث أم معبد شربوا حَتَّى أراضوا قَالَ أَبُو عبيد أَي
(1/19)
صبوا اللَّبن عَلَى الأَرْض وَحَكَى أَبُو
مَنْصُور الْأَزْهَرِي أَن مَعْنَاهُ شربوا عللا بعد نهل أَرَادَت
أَنهم شربوا حَتَّى رووا من أَرَاضِي الْوَادي إِذا استنقع فِيهِ
المَاء وَقَالَ غَيره نَامُوا عَلَى الإراض.
فِي الحَدِيث لَا صِيَام لمن لم يؤرض الصّيام من اللَّيْل أَي لم
يُنَوّه يُقَال أرضت الْكَلَام إِذا سويته وهيأته.
فِي الحَدِيث جِيءَ بِإِبِل كَأَنَّهَا عروق الأرطى وَهِي شجر عروقها
حمر.
وَقَالَ عُثْمَان الأرف يقطع الشُّفْعَة وَهِي المعالم وَالْحُدُود
واحدتها أرفة.
فِي الحَدِيث كَيفَ تبلغك صَلَاتنَا وَقد أرمت أَي بليت قَالَ
الْخطابِيّ أَصله أرممت فحذفت إِحْدَى الميمين كَقَوْلِهِم ظلت ظللت.
وَفِي الحَدِيث ألْقَى السحر فِي بِئْر ذِي أروان وَهِي بِئْر
مَعْرُوفَة قَالَ
(1/20)
الْأَصْمَعِي وَبَعْضهمْ يُخطئ فَيَقُول
ذروان.
فِي حَدِيث استسقاء عمر حَتَّى رَأَيْت الأرينة تأكلها صغَار الْإِبِل
فِي هَذَا الْحَرْف رِوَايَتَانِ إِحْدَاهمَا الأرنبة بالنُّون
وَالْبَاء وَفِي مَعْنَاهَا قَولَانِ أَحدهمَا أَنَّهَا وَاحِدَة
الأرانب حملهَا السَّيْل حَتَّى تعلّقت بِالشَّجَرِ فَأكلت وَالثَّانِي
أَنَّهَا نبت لَا يكَاد يطول فأطاله هَذَا الْمَطَر ذكرهمَا ابْن
قُتَيْبَة.
وَحكي هَذَا القَوْل الثَّانِي عَن الْأَصْمَعِي.
وَالرِّوَايَة الثَّانِيَة الأرينة بِالْيَاءِ الْمَكْسُورَة وَنون
وَهِي نبت مَعْرُوف.
قَالَه شمر وَغلط من رَوَاهُ الأرنبة وَقَالَ سمعته من فصيح من
أَعْرَاب سعد بن بكر قَالَ ورأيته نباتا يشبه الخطمي.
وَقَالَت أعرابية بِبَطن مر هِيَ الأرينة وَهِي خطميتا وغسول الرَّأْس.
قَالَ الْأَزْهَرِي وَهَذَا الَّذِي حَكَاهُ شمر صَحِيح وشمر متقن
وَالَّذِي رُوِيَ عَن الْأَصْمَعِي أَنه الأرنبة غير صَحِيح.
فِي الحَدِيث جوَار فأرن أَي نشطن والأرن النشاط.
وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَعكُمْ شَيْء من الإرة
يَعْنِي القديد.
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ أَن يغلى اللَّحْم بالخل وَيحمل فِي
الْأَسْفَار.
وَأهْدَى بُرَيْدَة لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم إرة أَي لَحْمًا
فِي كرش وذبحت لرَسُول الله شَاة ثمَّ صنعت فِي الإرة.
ودعا رَسُول الله لامْرَأَة وَزوجهَا فَقَالَ اللَّهُمَّ أر بَينهمَا
أَي اثْبتْ الود بَينهمَا ومكنه حَتَّى تحبس كل وَاحِد مِنْهُمَا عَلَى
صَاحبه وَمِنْه سميت
(1/21)
الآخية آريا لِأَنَّهَا تحبس الدَّوَابّ
عَن الانفلات.
وَتكلم رجل فأسقط فَقَالَ بعض الْعلمَاء هَذَا قد جمع بَين الأروى
والنعام والأروى شَاءَ الْوَحْش يكون فِي رُؤُوس الْجبَال والنعام يسكن
الحضيض فَأَرَادَ أَنه جمع مَا لَا يجْتَمع.
فِي الحَدِيث نلقى الْعَدو وَلَيْسَ مَعنا مدى فَقَالَ أرن وَأعجل مَا
أشهر الدَّم فَكل كَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد أرن عَلَى وزن عرن فِيمَا
حَكَاهُ الْخطابِيّ ورأيته فِي سنَن أبي دَاوُد قد ضَبطه الْحميدِي ارن
بتسكين الرَّاء.
قَالَ الْخطابِيّ طالما استثبت فِيهِ الروَاة وَسَأَلت عُلَمَاء
اللُّغَة فَلم أجد عِنْد أحد شَيْئا يقطع بِصِحَّتِهِ وَقد رَأَيْته
يتَّجه لوجوه أَحدهَا أَن يكون مأخوذا من أران الْقَوْم فهم مرينون
إِذا هَلَكت مَوَاشِيهمْ فَيكون مَعْنَاهُ أهلكها ذبحا وأزهق أَنْفسهَا
بِكُل مَا أنهر الدَّم هَذَا إِذا رَوَى أرن بِكَسْر الرَّاء
وَالثَّانِي أَن يكون بِمَعْنى آدم الحز وَلَا تفتر من زنوت إِلَى
الشَّيْء إِذا أدمت النّظر إِلَيْهِ كاس رنو مَاؤُهُ دائبه لَا تفتر
وَهَذَا عَلَى ارن بتسكين الرَّاء وَالثَّالِث أَن يكون إئرن مهموزا
عَلَى وزن أعرن وَالْمعْنَى أنشط وَأعجل.
بَاب الْألف مَعَ الزَّاي
فِي الحَدِيث أزدهر بِهَذَا أَي احتفظ بِهِ.
(1/22)
قَالَ أَبُو بكر للْأَنْصَار لقد آزرتم
وآسيتم يُقَال آزر ووازر وآسى وواسى.
وَقَالَ ورقة بن نَوْفَل إِن يدركني يَوْمك أنصرك نصرا مؤزرا أَي
بَالغا.
وَقَالَ رجل لعمر فدى لَك من أخي ثِقَة إزَارِي أَي أَهلِي.
فِي الحَدِيث وَشد المئزر وَهُوَ كِنَايَة عَن اعتزال النِّسَاء وَقيل
أُرِيد بِهِ التشمير للتعبد يُقَال شددت مئزري لهَذَا الْأَمر أَي شمرت
لَهُ.
وَسُئِلَ عُثْمَان عَن قصر ثَوْبه فَقَالَ هَكَذَا إزرة صاحبنا والإزرة
الْحَالة
(1/23)
مثل الرّكْبَة والجلسة.
فِي الحَدِيث ولجوفه أزيز أَي خنين من الْخَوْف والخنين بِالْخَاءِ
الْمُعْجَمَة صَوت الْبكاء.
قَالَ شمر هُوَ أَن يَجِيش جَوْفه ويغلي بالبكاء.
فِي حَدِيث سَمُرَة انْتَهَيْت إِلَى الْمَسْجِد فَإِذا هُوَ يأزر أَي
ممتلئ من النَّاس.
وَفِي حَدِيث يتأزر أَي يموج فِيهِ النَّاس مَأْخُوذ من أزيز الْمرجل
وَهُوَ الغليان.
فِي الحَدِيث أصابتنا سنة مؤزلة أَي جاءتنا بالأزل وَهُوَ الضّيق.
(1/24)
وَمِنْه حَدِيث الدَّجَّال أَنه يحصر
النَّاس فِي بَيت الْمُقَدّس فيؤزلون أَي يقحطون.
قَالَ عمر لِلْحَارِثِ بن كلدة مَا الدَّوَاء قَالَ الأزم يَعْنِي
الحمية.
فِي الحَدِيث دخلت الذرع فِي وَجه رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فأزم
بهَا طَلْحَة بثنيتيه أَي أمْسكهَا.
فِي الحَدِيث أَيّكُم الْمُتَكَلّم فأزم الْقَوْم أَي سكتوا.
(1/25)
فِي الحَدِيث وَفرْقَة آزت الْمُلُوك أَي
قاومتهم يُقَال فلَان إزاء لفُلَان وَمثل آزيته آسيته وآخيته وآجرته
الدَّار.
فِي الحَدِيث إِن ريحًا اسْمهَا الأزير وَهِي الْجنُوب بلغَة هُذَيْل
قَالَه أَبُو عَمْرو.
بَاب الْألف مَعَ السِّين
كَانَ رَسُول الله يسْتَلم الْحجر الاستلام اللَّمْس بِالْيَدِ.
كَانَ دَاوُد إِذا ذكر عِقَاب الله تخلعت أوصاله لَا يشدها إِلَّا
الْأسر أَي العصب والشد.
قَالَ النَّخعِيّ كَانُوا يكْرهُونَ أَخْذَة كأخذة الأسف وَهُوَ
الْغَضَب وَأَرَادَ موت الْفجأَة.
فِي حَدِيث عَائِشَة إِن أَبَا بكر رجل أسيف أَي شَدِيد الْحزن والبكاء
وَهُوَ الأسوف أَيْضا وَقَالَ الْأَزْهَرِي أسيفا أَي رَقِيقا والأسف
فِي مَوضِع آخر الغضبان.
وَفِي الحَدِيث أَسف كَمَا يأسفون أَي غضب.
(1/26)
فِي الحَدِيث كَأَنَّمَا أَسف وَجهه أَي
ذَر عَلَيْهِ شَيْء غَيره.
وَفِي حَدِيث عمر ليذك لكم الأسل الرماح والنبل وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ
السَّلَام لَا قَود إِلَّا بالأسل يُرِيد بِهِ مَا أرق من الحَدِيث.
قَالَ رجل لعمر إِنِّي رميت ظَبْيًا فأسن فَمَاتَ قَالَ أَبُو عبيد دير
بِهِ.
فِي حَدِيث قيلة آسني لما أمضيت أَي عزني وصبرني.
فِي الْإسْرَائِيلِيات أَن رجلا ربط نَفسه بآسن أَي اسطوانة.
قَالَ ابْن عَبَّاس إِذا اسْتَقَمْت بِنَقْد فَبِعْت بِنَقْد فَلَا
بَأْس قَالَ أَبُو عبيد اسْتَقَمْت يَعْنِي قومت وَهَذَا كَلَام أهل
مَكَّة يَقُولُونَ اسْتَقَمْت الْمَتَاع أَي قومته.
فِي الحَدِيث الأسوار يُقَال بِضَم الْألف وَكسرهَا وَهُوَ أعجمي مُعرب
وَهُوَ الْوَاحِد من فرسَان فَارس.
بَاب الْألف مَعَ الشين
فِي الحَدِيث ذكر النَّار فَأَعْرض وأشاح أَي كَأَنَّهُ رَأَى النَّار
حِين ذكرهَا فَأَعْرض لذَلِك.
(1/27)
قَالَ صلى الله عليه وسلم لرجل قل لهاتين
الإشاءتين تجتمعا الإشاء النّخل الصغار الْوَاحِدَة إشاءة.
قَالَ رجل يَا رَسُول الله إِنِّي ضَرِير وبيني وَبَيْنك أشب فَرخص لي
بِكَذَا الأشب كَثْرَة الشّجر يُقَال بَلْدَة أشبة.
فِي الحَدِيث فتأشب أَصْحَابه حوله أَي اجْتَمعُوا وأطافوا بِهِ.
وَكَانَ إِذا رَأَى من أَصْحَابه أشاشا حَدثهمْ أَي إقبالا بنشاط
والأشاش والهشاش الطلاقة.
قَالَ ابْن الْمسيب أنزل أشراء الْحرم أَي نواحيه.
فِي الحَدِيث أنفذ الإشفا الإشفا مَقْصُور حَدِيد يخرز بهَا والعامة
تَقول الشفا.
فِي حَدِيث سفينة أَنه أشاط دم جزور بجذل أَي سفكه.
(1/28)
وَقَالَ عمر إِن أخوف مَا أَخَاف عَلَيْكُم
أَن يُؤْخَذ الْمُسلم البريء فَيُقَال عَاص وَلَيْسَ بعاص فيشاط لَحْمه
قَالَ الْأَزْهَرِي هَذَا من اشتط الْجَزُور إِذا قسمت لَحمهَا.
بَاب الْألف مَعَ الصَّاد
وَكَانَ أَبُو وَائِل يسْأَل عَن التَّفْسِير فَيَقُول أصَاب الله
الَّذِي أَرَادَ مَعْنَى أصَاب أَرَادَ يُقَال أَيْن تصيب يَا هَذَا
أَي أَيْن تُرِيدُ.
قَالَ أَبُو بكر فِي حَدِيث لسلب كلا لَا نُعْطِيه أصبغ قُرَيْش وَنَدع
أسدا من أَسد قَالَ الْخطابِيّ الْأَصْبَغ نوع من الطير فقد وَصفه
بالمهانة والضعف وَيجوز أَن يكون شبهه بنبات ضَعِيف يُقَال لَهُ
الصغاء.
فِي حَدِيث ابْن عمر من حلف عَلَى يَمِين فِيهَا إصر فَلَا كَفَّارَة
لَهَا وَهُوَ أَن يحلف بِطَلَاق أَو عتاق الإصر الثّقل.
فِي الحَدِيث من لغى يَوْم الْجُمُعَة فَلهُ كفلان من الإصر وَهُوَ
الْإِثْم.
كتب مُعَاوِيَة إِلَى ملك الرّوم لأنتزعنك انتزاع الإصطفلينة قَالَ
الْخطابِيّ الإصطفلين الجزر لُغَة شامية.
فِي صفة الدَّجَّال كَأَن رَأسه أصلة قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الأصلة
الْحَيَّة الْعَظِيمَة الضخمة القصيرة الْجِسْم وفيهَا استدارة.
بَاب الْألف مَعَ الضَّاد
لقِيه جِبْرِيل عِنْد أضاءة بني غفار قَالَ ابْن قُتَيْبَة الأضاة
(1/29)
الغدير وَجمعه أضى مثل قطاة وقطا وَإِن كسر
أَوله قلت إضاة فمددت قَالَ الْخطابِيّ والعامة تَقول إضآة بِالْمدِّ
وَهُوَ خطأ.
فِي الحَدِيث آضت الشَّمْس أَي رجعت.
فِي الحَدِيث مَعَه إضمامة من صحف هِيَ الإضبارة وَجمعه أضاميم وكل
شَيْء ضم بعضه إِلَى بعض فَهُوَ إضمامة وَبَعْضهمْ يَرْوِيهَا ضماضة
وَهُوَ غلط.
بَاب الْألف مَعَ الطَّاء
قَوْله لَا تطروني الإطراء الإفراط فِي الْمَدْح وَأَرَادَ لَا تمدحوني
بِالْبَاطِلِ.
فِي الحَدِيث وتأطروه عَلَى الْحق أطرا أَي تعطفوه عَلَيْهِ.
(1/30)
وَفِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام
فأطرتها بَين نسَائِي أَي شققتها.
فِي الحَدِيث لَهُ أطيط الأطيط نقيض صَوت المحامل وأطيط الْإِبِل
صَوتهَا وَمثله وَجَعَلَنِي فِي أهل صَهِيل أطيط وَفِي صفة بَاب
الْجنَّة لَهُ أطيط أَي صَوت بزحام.
وَكَانَ بِلَال يُؤذن عَلَى أَطَم الأطم وَاحِد الْآطَام وَهِي
الْأَبْنِيَة المرتفعة كالحصون وَيُقَال لَهُ أجم أَيْضا.
وَسُئِلَ عمر بن عبد الْعَزِيز فِي السّنة فِي قصّ الشَّارِب فَقَالَ
أَن يقصه حَتَّى يَبْدُو الإطار.
قَالَ أَبُو عبيد الإطار الحيد الشاخص مَا بَين مقص الشَّارِب والشفة
الْمُحِيط بالفم وكل شَيْء أحَاط بِشَيْء فَهُوَ الإطار.
بَاب الْألف مَعَ الفآء
بعث عمر النَّاس فِي أفنآء الْأَمْصَار أفنآء الْأَمْصَار نَوَاحِيهَا.
فِي الحَدِيث نعم الْفَارِس عُوَيْمِر غير أفة أَي غير جبان.
فِي الحَدِيث وَعِنْده أفِيق هُوَ الْجلد الَّذِي لم يتم دباغه.
(1/31)
وَقيل هُوَ مَا دبغ بِغَيْر الْقرظ.
فِي الحَدِيث فَبَاتَ الْبَحْر وَله إفكل أَي رعدة.
قَالَت عَائِشَة للْيَهُود عَلَيْكُم الأفن وَهُوَ البغض يُقَال رجل
مأفون نَاقص الْعقل قَالَ ابْن عَبَّاس لَا بَأْس للْمحرمِ بقتل الأفعو
يُرِيد الأفعى وَبَعض الْعَرَب تبدل الْألف بِالْوَاو وَتقول الحدو.
بَاب الْألف مَعَ الْقَاف
فِي حَدِيث قتل أبي رَافع فَقُمْت إِلَى الأقاليد فأخذتها الأقاليد جمع
إقليد وَهُوَ الْمِفْتَاح فَارسي مُعرب والمقيلد لُغَة فِي الإقليد
وَالْجمع مقاليد.
فأهدي إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أقط وَهُوَ شَيْء يصنع من
اللَّبن فيجفف.
بَاب الْألف مَعَ الْكَاف
قَالَ أَبُو جهل فَلَو غير أكار قتلني الأكار الزراع وَسمي بذلك لحفره
الأَرْض فِي الزِّرَاعَة والأكرة الحفرة.
فِي الحَدِيث فليضع فِي يَده أَكلَة أَي لقْمَة
(1/32)
وَمِنْه مَا زَالَت أَكلَة خَيْبَر تعادني
بعض الروَاة يفتح الْألف وَهُوَ خطأ لِأَن رَسُول الله صلى الله عليه
وسلم لم يَأْكُل مِنْهَا إِلَّا لقْمَة وَاحِدَة.
وَفِي حَدِيث أخرج لنا ثَلَاث أكل أَي ثَلَاث قرص.
فِي حَدِيث عمر يضْرب أحدكُم أَخَاهُ بِمثل آكِلَة اللَّحْم ثمَّ يرَى
أَنِّي لَا أقيده وَالله لأقيدنه المُرَاد بآكلة اللَّحْم قَولَانِ
أَحدهمَا عَصا محددة وَالْأَصْل أَنَّهَا السكين وَإِنَّمَا شبهت العصى
المحددة بِهَذِهِ وَالثَّانِي أَنَّهَا السِّيَاط ذكره شمر.
وَفِي حَدِيثه دع الأكولة وَهِي الَّتِي تسمن لتؤكل وَلَيْسَت سَائِمَة
وَقيل الأكولة الهرمة والخصي والعاقر.
فِي الحَدِيث نهي عَن المؤاكلة وَهِي أَن يكون للرجل عَلَى الرجل دين
فيهدي لَهُ ليؤخره فَسُمي مؤاكلة لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يُؤْكَل
صَاحبه أَي يطعمهُ.
فِي الحَدِيث من أكل بأَخيه وَهُوَ أَن يقْدَح فِيهِ عِنْد عدوه ليعطيه
شَيْئا.
فِي الحَدِيث مَأْكُول حمير خير من آكلها قَالَ ابْن قُتَيْبَة
الْمَأْكُول الرّعية وعوام النَّاس والآكلون الْمُلُوك جعلُوا أَمْوَال
الرّعية مأكلة كَأَنَّهُ أَرَادَ عوام النَّاس من أهل الْيمن خير من
مُلُوكهمْ.
فِي الحَدِيث فرأوه عِنْد أكمة الأكمه الْمَكَان الْمُرْتَفع كالرابية
(1/33)
فِي الحَدِيث وَكَانَ الْغُلَام الَّذِي
يُبرئ الأكماء وَهُوَ الَّذِي يُولد أَعْمَى.
بَاب الْألف مَعَ اللَّام
فِي الحَدِيث إِن النَّاس كَانُوا علينا إلبا وَاحِدًا الإلب أَن
يَكُونُوا مُجْتَمعين عَلَى عداوتهم وَقد ألبوا أَي تجمعُوا.
وَفِي ذكر الْبَصْرَة لَا يخرج مِنْهَا أهل إِلَّا الألبة قَالَ أَبُو
زيد الألبة الْجَمَاعَة كلهم يتجمعون فِي المجاعة وَيخرجُونَ
أَرْسَالًا.
وَقَالَ رجل لعمر أَيْن الله فَقَالَ لَهُ رجل أتألت عَلَى أَمِير
الْمُؤمنِينَ أَي أتحطه بذلك وتضع مِنْهُ.
فِي الحَدِيث لَا تغمدوا سُيُوفكُمْ فتؤلتوا أَعمالكُم أَي تنقصوها
بترك الْجِهَاد.
فِي الحَدِيث مجامرهم الألنجوج قَالَ ابْن السّكيت هُوَ الْعود يُقَال
ألنجوج ويلنجوج وأنجوج.
فِي الحَدِيث أعوذ بك من الألس قَالَ أَبُو عبيد هُوَ اخْتِلَاط
الْعقل.
وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ الْخِيَانَة من قَوْلهم لَا يدالس وَلَا
يوالس.
(1/34)
وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي إِنَّمَا
مَعْنَاهُ لَا يخلط وَأَخْطَأ من قَالَ هُوَ الْخِيَانَة.
فِي الحَدِيث قَالَ عمر الْكَلِمَة الَّتِي ألاص عَلَيْهَا عَمه لَا
إِلَه إِلَّا الله ألاص بِمَعْنى أَرَادَهُ عَلَيْهَا يطْلبهَا مِنْهُ
فَقَالَ ألصته عَلَى كَذَا أليصه إلاصة إِذا أَنْت أدرته عَلَى شَيْء
طلبه وَأَنا ألاوصه مثل أداوره.
فِي الحَدِيث تعوذ بِاللَّه من الألق قَالَ أَبُو عبيد هُوَ
(1/35)
الْجُنُون وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة الْكَذِب
وَأَصله الولق أبدلت الْوَاو الْمَفْتُوحَة همزَة.
فِي الحَدِيث أَيْن من ألاق لَهُم دَوَاة أَي أمْسكهَا وأنشدوا
(كَفاك كف لَا تلِيق درهما خودا ... وَأُخْرَى تغط بِالسَّيْفِ الدما)
وَقد قَالُوا لقت الدواة ولقتها وألقتها.
فِي الحَدِيث عجب ربكُم من إِلِّكُمْ المحدثون يَقُولُونَهُ بِكَسْر
الْألف والأجود فتحهَا وَفِي مَعْنَاهُ قَولَانِ أَحدهمَا من شدَّة
قنوطكم وَالثَّانِي من رفع أَصْوَاتكُم وَالدُّعَاء وَرَوَاهُ بَعضهم
من أزلّكُم وَالْأَزَلُ الشدَّة فَكَأَنَّهُ أَرَادَ من شدَّة قنوطكم.
قَالَ أَبُو بكر فِي كَلَام مُسَيْلمَة إِن هَذَا لم يخرج من إل قَالَ
أَبُو عبيد من رب.
فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ صل عَلَى مُحَمَّد وَعَلَى آل مُحَمَّد قَالَ
قوم آل رَسُول الله من اتبعهُ قرَابَة كَانَ أَو غير قرَابَة وَآله ذُو
قرَابَته مُتبعا كَانَ أَو غير مُتبع وَقَالَ قوم الْآل والأهل وَاحِد
وَذهب قوم إِلَى أَن آل مُحَمَّد قرَابَته الَّتِي ينْفَرد بهَا دون
غَيرهَا من قرَابَته وهم صلبه من بني هَاشم وَبني الْمطلب.
(1/36)
قَوْله وَعلمه التَّأْوِيل فِيهِ قَولَانِ
أَحدهمَا أَنه التَّفْسِير وَالثَّانِي أَن التَّأْوِيل نقل الظَّاهِر
عَن وَضعه الْأَصْلِيّ إِلَى مَا يحْتَاج فِي إثْبَاته إِلَى دَلِيل
لولاه مَا ترك ظَاهر اللَّفْظ فَهُوَ من آل الشَّيْء إِلَى كَذَا أَي
صَار إِلَيْهِ.
وَقَوله أُوتِيَ هَذَا من مَزَامِير آل دَاوُد ذكر الْآل صلَة
وَالْمعْنَى من مَزَامِير دَاوُد.
فِي حَدِيث أم زرع فِي الإل أَي وَفِي الْعَهْد.
قَوْله من يتأل عَلَى الله يكذبهُ أَي يحكم عَلَيْهِ فَيَقُول فلَان
فِي الْجنَّة وَفُلَان فِي النَّار.
وَكَانَ ابْن عمر يستجمر بالألوة غير مطراة يستجمر يستفعل من المجمر
والألوة الْعود وفيهَا لُغَتَانِ فتح الْألف وَضمّهَا وَمَعْنى غير
مطراة أَي غير معالجة بِنَوْع آخر من الطّيب.
فِي الحَدِيث لَا دَريت وَلَا تليت قَالَ ابْن
(1/37)
الْأَنْبَارِي صَوَابه وَلَا ائتليت أَي
لَا اسْتَطَعْت أَن تَدْرِي وَقيل لَا أتليت دُعَاء عَلَيْهِ قَالَ لَا
تتلى إبِله وَرُوِيَ تليت أَي قَرَأت فحولوا الْوَاو يَاء لآجل دَريت.
فِي حَدِيث وَلَا صَامَ وَلَا أَلا هُوَ من ألوت أَي لَا اسْتَطَاعَ
أَن يَصُوم وَفِي رِوَايَة وَلَا آل أَي لَا رَجَعَ إِلَى خير.
يُقَال أَلا الرجل وَألا خَفِيفَة إِذا قصر وَترك الْجهد.
فِي الحَدِيث إِلَّا آكله الْخضر الا بِمَعْنى لَكِن قَالَه
الْأَزْهَرِي.
(1/38)
وَقَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ مَا حَملتنِي
البغايا فِي غبرات المآلي.
يَقُول لم تلدني بغي كَانَت تَزني وَهِي حَائِض والمآلي خرق الْحيض
الَّتِي تحتشي بهَا الْوَاحِدَة مثلاة.
وَمسح رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عين عَلّي بآلية إبهامه قَالَ
الْأَصْمَعِي الألية أصل الْإِبْهَام والضرة أصل الْخِنْصر وألية
الْعَجز مَفْتُوحَة الْألف.
وَفِي الحَدِيث لَا يُقَام الرجل من مَجْلِسه حَتَّى أَي يقوم من إلية
نَفسه الْألف مَكْسُورَة وَمن لفظ من لية نَفسه بِغَيْر ألف
وَمَعْنَاهُ من قبل نَفسه وإلية الرجل وليته بِالْكَسْرِ فهما أَيْضا
قراباته.
فِي الحَدِيث إِنِّي قَائِل قولا وَهُوَ إِلَيْك أَي هُوَ سر أفضيت
بِهِ إِلَيْك.
وَرَأَى الْحسن من قوم رعة سَيِّئَة فَقَالَ اللَّهُمَّ إِلَيْك أَي
اقبضني إِلَيْك.
(1/39)
بَاب الْألف مَعَ الْمِيم
قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام للغامدية وَقد قَالَت إِنِّي لحبلى إِمَّا
فاذهبي حَتَّى تلدي إِمَّا مَكْسُورَة الْألف وَالْمعْنَى لَا يكن
ذَلِك وَافْعل هَذَا.
فِي الحَدِيث حرم الله الْخمر فَلَا أمت فِيهَا أَي لَا شكّ قَالَ
الْأَزْهَرِي الْمَعْنى لَا هوادة فِي ذَلِك وَلَا لين بل شدد فِي
تَحْرِيمهَا.
قَالَ الْحجَّاج لِلْحسنِ مَا أمدك يَعْنِي مولدك قَالَ شمر للْإنْسَان
أمدان ابْتِدَاء مولده وَمَوته.
قَوْله خير المَال مهرَة مأمورة أَي كَثِيرَة النِّتَاج.
وَقَوله أَمِيري من الْمَلَائِكَة جِبْرِيل أَي وليي وَصَاحب أَمْرِي.
وَقَالَ عمر الرجل إِذا نزل بِهِ أَمر ائتمر رَأْيه أَي شاور نَفسه
وارتأى.
وَفِي حَدِيث لَا يأتمر رشدا أَي لَا يَأْتِي برشد من ذَات نَفسه.
فِي حَدِيث الْمُتْعَة فَأمرت نَفسهَا أَي استأمرت.
فِي الحَدِيث وَهل لَك أَمارَة أَي عَلامَة.
فِي الحَدِيث امْر الْأَذَى عَن الطَّرِيق أَي نحه.
فِي الحَدِيث وَلَا تكن إمعة قَالَ اللَّيْث هُوَ الَّذِي يَقُول لكل
(1/40)
أحد أَنا مَعَك وَقَالَ أَبُو عبيد أصل
الإمعة الرجل لَا رَأْي لَهُ وَلَا عزم فَهُوَ يُتَابع كل أحد عَلَى
رَأْيه.
وَأم الْخَبَائِث الْخمر لِأَنَّهَا تجمعها.
قَوْله لَوْلَا أَن الْكلاب أمة يُقَال لكل جيل أمة.
فِي الحَدِيث فَإِن أطاعوهما يَعْنِي أَبَا بكر وَعمر رشدت أمّهم
يُرِيد بِالْأُمِّ الْأمة وَقيل هُوَ يَقْتَضِي قَوْله هوت أمّهم.
فِي الحَدِيث فِي الآمة ثلث الدِّيَة.
وَفِي حَدِيث آخر فِي المأمومة وهما الشَّجَّة الَّتِي بلغت أم
الدِّمَاغ فَقَالَ رجل مَأْمُوم وأميم.
قَوْله بعثت إِلَى أمة أُميَّة وَهِي الَّتِي تنْسب إِلَى الام لم
تتعلم الْكِتَابَة.
فِي الحَدِيث كَانُوا يتيممون شرار ثمارهم فِي الصَّدَقَة أَي يتعمدون.
(1/41)
فِي حَدِيث كَعْب ثمَّ يُؤمر بِأم الْبَاب
عَلَى أهل النَّار فَلَا يخرج مِنْهُم غم أبدا قَالَ إِبْرَاهِيم
الْحَرْبِيّ أَظُنهُ يقْصد بِالْقَصْدِ إِلَيْهِ فيسد عَلَيْهِم
وَإِلَّا فَلَا أعرف وَجهه.
فِي الحَدِيث لم تضره أم الصّبيان يَعْنِي الرّيح الَّتِي تعرض لَهُم
فَرُبمَا يغشى عَلَيْهِم.
فِي الحَدِيث نهران مُؤْمِنَانِ ونهران كَافِرَانِ قَالَ ابْن
الْأَنْبَارِي جَعلهمَا مُؤمنين عَلَى التَّشْبِيه لِأَنَّهُمَا يفيضان
عَلَى الأَرْض فيسقيان الْحَرْث بِلَا مئونة وَجعل الآخرين كَافِرين
لِأَنَّهُمَا لَا ينفعان فِي السَّقْي كَذَلِك وَهَذَانِ فِي النَّفْع
كالمؤمنين وَهَذَانِ فِي عدم النَّفْع كالكافرين.
فِي الحَدِيث الْأَمَانَة غنى الْمَعْنى أَن الرجل إِذا عرف بالأمانة
كثر معاملوه فاستغنى.
فِي الحَدِيث من امتحن فِي حد فأمه ثمَّ تَبرأ فَلَيْسَتْ عَلَيْهِ
عُقُوبَة.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ الْإِقْرَار وَمَعْنَاهُ أَن يُعَاقب
لِيُقِر فَإِقْرَاره بَاطِل قَالَ وَلم أسمع الأمه بِمَعْنى
الْإِقْرَار إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث.
فِي الحَدِيث سَالَ دَمه فَمَاتَ امذقر الامذقرار أَن يجْتَمع الدَّم
(1/42)
ثمَّ يَنْقَطِع قطعا لَا يخْتَلط
بِالْمَاءِ وَالْمعْنَى أَنه لم يكن كَذَلِك وَلكنه سَالَ فامتزج
بِالْمَاءِ.
بَاب الْألف مَعَ النُّون
قَوْله ائْتُونِي بأنبجانية وَهِي كسَاء غليظ من الصُّوف لَهُ خمل
وَلَيْسَ لَهُ علم.
وَعَن عمر أَنه رَأَى رجلا يأنح ببطنه أَي يقلهُ مُثقلًا بِهِ قَالَ
ابْن قُتَيْبَة هُوَ من الأنوح وَهُوَ صَوت يسمع فِي الْجوف مَعَه
نَفْس وبهر يعتري السمين من الرِّجَال.
فِي الحَدِيث كَانَ عبد الله إِذا دخل دَاره استأنس أَي اسْتَأْذن.
فِي الحَدِيث أَن رَسُول الله قَالَ لرجل انطه كَذَا أَي أعْطه كَذَا.
قَالَ زيد بن ثَابت كَانَ رَسُول الله يملي عَلّي وَأَنا استفهمه
فَاسْتَأْذن رجل فَقَالَ انط أَي اسْكُتْ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هِيَ
لُغَة حميرية قَالَ الْمفضل وَالْعرب تزجر الْبَعِير تسكينا لَهُ إِذا
نفر انط فتسكن وَهُوَ أَيْضا إشلاء للكلب.
قَوْله أنزل عَلّي سُورَة آنِفا أَي مُنْذُ قريب وَقيل مُنْذُ سَاعَة.
(1/43)
فِي الحَدِيث إِن قوما يَقُولُونَ إِن
الْأَمر أنف أَي يسْتَأْنف من غير أَن يسْبق بِهِ قدر.
فِي الحَدِيث أَنَفَة الصَّلَاة التَّكْبِيرَة الأولَى يَعْنِي
ابْتِدَاؤُهَا.
قَوْله الْمُؤمن كَالْجمَلِ الآنف وتروى الآنف بِالْقصرِ ذكرهمَا أَبُو
عبيد وَالْمرَاد المأنوف وَهُوَ الَّذِي عقر الخشاش أَنفه فَهُوَ لَا
يمْتَنع عَلَى قائده للوجع الَّذِي بِهِ.
فِي الحَدِيث ووضعها فِي أنف من الْكلأ أَي يتتبع بهَا الْمَوَاضِع
الَّتِي لم ترع قبل.
قَالَ أَبُو بكر كلكُمْ ورم أَنفه أَي اغتاظ من خلَافَة عمر. وَقَالَ
أَبُو بكر لرجل أما إِنَّك لَو فعلت ذَلِك لجعلت أَنْفك فِي
(1/44)
قفاك يَقُول أَعرَضت عَن الْحق.
قَالَ ابْن مَسْعُود إِذا وقفت فِي آل حم وَقعت فِي روضات أتأنق
فِيهِنَّ أَي أتتبع محاسنهن يُقَال منظر أنيق أَي معجب.
وَمِنْه قَول قزعة مولَى زِيَاد فَسمِعت أَبَا سعيد يحدث عَن رَسُول
الله صلى الله عليه وسلم بِأَرْبَع فأنقتني أَي أعجبتني الَّذِي
رَوَاهُ أَصْحَاب الحَدِيث فأينقتني قَالَ لنا أَبُو مُحَمَّد بن
الخشاب لَا يجوز هَذَا إِنَّمَا هُوَ وآنقتني.
وَقَالَ عبيد بن عُمَيْر مَا من عاشية أَشد أنقا وَلَا أبعد شبعا من
طَالب الْعلم.
فِي حَدِيث مُعَاوِيَة أَرَادَ بيض الأنوق الأنوق الْعقَاب وَهِي تبيض
(1/45)
فِي نيق الْجَبَل ضرب مثلا للَّذي يطْلب
الْمُمْتَنع.
قَالَ عمار لَا تَأْكُلُوا الأنقليس قَالَ النَّضر هُوَ المارماهي.
فِي الحَدِيث صب فِي أُذُنه الآنك وَهُوَ الأسرب قَالَ الْأَزْهَرِي
الأسرب دُخان الْفضة يدْخل فِي خياشيم الْإِنْسَان وفمه وَدبره
فَيَأْخذهُ حصر فَرُبمَا مَاتَ وَقَالَ أَبُو الْحسن الْهنائِي الآنك
الأسرب وَهُوَ الرصاص القلعي وَلَيْسَ فِي الْكَلَام اسْم عَلَى فَاعل
غَيره وَقَالَ شمر الأسرب مخفف الْبَاء وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ سبرت.
قَوْله طول الصَّلَاة وَقصر الْخطْبَة مئنة من تقاء الرجل أَي عَلامَة
يعرف بهَا فقهه وفهمه.
فِي الحَدِيث آذيت وآنيت أَي أخرت وأبطأت.
(1/46)
بَاب الْألف مَعَ الْوَاو
فِي الحَدِيث كَانَ طالوت أيابا أَي سقاء.
فِي الحَدِيث أَقَامَ الأود أَي العوج.
وَفِي حَدِيث وهب قَالَ الله تَعَالَى إِنِّي أويت عَلَى نَفسِي أَن
أذكر من ذَكرنِي قَالَ القتيبي وَهَذَا غلط إِلَّا أَن يكون من المقلوب
وَالصَّحِيح وأيت من الوأي وَهُوَ الْوَعْد.
فِي الحَدِيث كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يُجَافِي فِي
سُجُوده حَتَّى كُنَّا نأوي لَهُ.
أَي نرق ونرثي.
قَوْله أما أحدهم فأوى إِلَى الله أَي رَجَعَ يُقَال أَوَى فلَان أويا
وآويته أَنا أؤويه إِذا ضممته.
قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام للْأَنْصَار أُبَايِعكُم عَلَى أَن تأووني.
قَالَ الْأَزْهَرِي أؤي وأوي بِمَعْنى وَاحِد تَقول الْعَرَب أأويت
فلَانا وأويت الْإِبِل بِمَعْنى آويت.
وَفِي حَدِيث آخر لَا يأوي الضَّالة إِلَّا ضال.
(1/47)
وَقَوله فَهَذَا أَوَان قطعت أَبْهَري
الأوان الْحِين وَالزَّمَان وَجمع الأوان آونة.
بَاب الْألف مَعَ الْهَاء
فِي الحَدِيث فِي الْبَيْت أهب عطنة أَي جُلُود فِي دباغها يُقَال أهب
وَأهب.
قَالَ النَّضر بن شُمَيْل لَا يُقَال للجلد إهَاب بعد دبغه إِنَّمَا
يُقَال قبل الدبغ وَإِنَّمَا يُقَال إهَاب الْجلد مَا يُؤْكَل لَحْمه.
وَقَوله لَو جعل الْقُرْآن فِي إهَاب مَا احْتَرَقَ الْمَعْنى أَن
حَافظ الْقُرْآن مُمْتَنع من النَّار.
وَقَالَ كَعْب فِي صفة النَّار كَأَنَّهَا متن إهالة أَي ظَاهر
الرَّسْم إِذا جمد فَشبه سكونها قبل دُخُول الْكفَّار بالإهالة.
وَكَانَ رَسُول الله يُدعَى إِلَى إهالة سنخة أَي متغيرة.
قَالَ أَبُو زيد الإهالة هِيَ الشَّحْم وَالزَّيْت فَقَط.
وَرَوَى عَنهُ أَنه قَالَ كل مَا أؤتدم بِهِ من زبد وودك شَحم ودهن
سمسم.
(1/48)
فَهُوَ إهالة وَكَذَلِكَ مَا علا الْقدر من
ودك اللَّحْم السمين إهالة قَالَه أَبُو عبيد وَقَالَ غَيره والألية
المذابة والشحم الْمُذَاب إهالة.
بَاب الْألف مَعَ الْيَاء
فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام وَمن يطلّ أير أَبِيه ينتطق بِهِ
هَذَا مثل مَعْنَاهُ من كثر أَوْلَاد أَبِيه قوي بهم.
قَالَ الْأَحْنَف قد بلونا فلَانا فَلم نجد عِنْده إيالة للْملك أَي
سياسة لَهُ.
قَوْله إِنَّمَا يُسَافر إِلَى ثَلَاثَة مَسَاجِد مَسْجِد الْكَعْبَة
ومسجدي وَمَسْجِد إيلياء إيلياء هُوَ بَيت الْمُقَدّس وَهُوَ مُعرب.
قَالَ عمر تأيمت حَفْصَة قَالَ الْحَرْبِيّ الأيم الَّتِي مَاتَ
زَوجهَا أَو طَلقهَا وَالْبكْر الَّتِي لَا زوج لَهَا أيم أَيْضا.
وَمِنْه الحَدِيث تطول أيمة إحداكن.
وَكَانَ يتَعَوَّذ من الأيمة وَهُوَ طول الْعزبَة.
وَيُقَال للرجل إِذا لم يكن لَهُ زَوْجَة أيم لكنه كالمستعار
للرِّجَال.
قَوْله الأيم أَحَق بِنَفسِهَا أَرَادَ الثّيّب خَاصَّة.
فِي الحَدِيث أَمر بقتل الأيم وَهِي الْحَيَّة.
وَمِنْه أَتَى عَلَى أَرض مُجْدِبَة مثل الأيم وَيُقَال فِيهَا أيم
بِالتَّشْدِيدِ.
(1/49)
وَقيل لِابْنِ الزبير يَا ابْن ذَات
النطاقين فَقَالَ إيه والإله أَي زيدوا من هَذَا القَوْل.
وَكَانَ رَسُول الله ينشد شعر أُميَّة فَيَقُول إيه أَي زد.
وَفِي لفظ كَانَ ابْن الزبير يَقُول إيها.
قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَمَعْنَاهُ الارتضاء للشَّيْء والتصديق
لِلْقَوْلِ وَلها مَوضِع آخر إِذا أسكت رجلا قلت إيها عَنَّا فَإِذا
أعزيته بِشَيْء قلت ويها فَإِذا تعجبت من طيب شَيْء قلت واها مِنْهُ.
وَقَالَ الْخطابِيّ واها فِي تمني الْخَيْر والتعجب لَهُ واها فِي
التوجع وإيه بِمَعْنى الاستدعاء وإيها بِمَعْنى الزّجر.
وَفِي الحَدِيث قَالَ ملك الْمَوْت إِنِّي أويه بهَا كَمَا يؤيه
بِالْخَيْلِ فتجيبني يَعْنِي الْأَرْوَاح والتأتيه الدُّعَاء أيهت
بفلان دَعوته.
وَلما ولد رَسُول الله انْشَقَّ الإيوان قَالَ الْأَزْهَرِي الإيوان
لُغَة وَهُوَ الأوان بَيت شبه أَزجّ غير مسدود الْوَجْه وَجَمَاعَة
الأوان آون وَجَمَاعَة الإيوان أواوين وأيوانات.
(1/50)
|