غريب الحديث لابن الجوزي

كتاب الْبَاء
بَاب الْبَاء مَعَ الْألف
فِي الحَدِيث إِن رجلا آتَاهُ الله مَالا فَلم يبتئر خيرا أَي لم يقدم لنَفسِهِ خبيئة خير وَمَعْنَاهُ ادخر مِنْهُ يُقَال ابتأرت وابتريت ابتيارا وايتبارا لُغَتَانِ.
وَقَالَ جريج العابد للطفل يَا بابوس قَالَ ابْن الْأَعرَابِي البابوس الصَّبِي الرَّضِيع قَالَ ابْن أَحْمَر.
(حنت قلوصي إِلَى بابوسها جزعا ... وَمَا حنينك أم مَا أَنْت وَالذكر)
وَقَالَ ابْن عَبَّاس فبأوت بنفسي أَي عظمتها ورفعتها عَن الهوان.

(1/51)


وَقَالَ عمر فِي حق طَلْحَة لَوْلَا بِأَو فِيهِ أَي عَظمَة.
وَفِي الحَدِيث امْرَأَة سوء إِن أعطيتهَا بأت أَي تكبرت.
بَاب الْبَاء مَعَ الْبَاء
قَالَ عمر لَوْلَا أَن أترك آخر النَّاس ببابا مَا فتحت عَلّي قَرْيَة إِلَّا قسمتهَا.
هَكَذَا رَوَاهُ الْعلمَاء وَحَكَى الْأَزْهَرِي عَن أبي سعيد الملقب صعُودًا أَنه قَالَ لَا يعرف ببان فِي كَلَام الْعَرَب إِنَّمَا هُوَ بَيَان بياء مُعْجمَة وَالْمعْنَى لأسوين بَينهم.
قَالَ الْأَزْهَرِي وببان وَإِن لم يكن عَرَبيا مَحْضا فَهُوَ صَحِيح بِهَذَا الْمَعْنى وَكَأَنَّهَا كلمة يَمَانِية.
وَقَالَ ابْن عمر لرجل أَلَسْت ببة وَكَانَ لقب الرجل.
وَيُقَال للشاب الممتلئ الْبدن ببة.
فِي الحَدِيث ألفينا تَحْتَهُ بتا.
وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ أجد قلبِي بَين بتوت وعباء البتوت جمع بت قَالَت أعرابية.
(من يَك ذَا بت فَهَذَا بتي ... مقيظ مصيف مشي) .
(جعلته من نعجات سِتّ ... )
وَكتب صلى الله عليه وسلم لرجل وَلَا يُؤْخَذ مِنْكُم عشر الْبَتَات أَي عشر الْمَتَاع

(1/52)


وَلَيْسَ فِي الْمَتَاع زَكَاة.
قَوْله فَإِن المنبت لَا أَرضًا قطع.
فَقَالَ لمن انْقَطع بِهِ فِي سَفَره قد أنبت.
وَمِنْه الطَّلقَة الْبَتَّةَ وَالصَّدَََقَة الْبَتَّةَ.
وَقَوله لَا صِيَام لمن لم يبت الصّيام أَي لم يُنَوّه من اللَّيْل فيقطعه من الْوَقْت الَّذِي لَا صَوْم فِيهِ.
وَسُئِلَ عَلَيْهِ السَّلَام عَن صَلَاة الضُّحَى فَقَالَ حِين تبهر البتيراء الأَرْض قَالَ أَبُو عَمْرو هِيَ الشَّمْس.
قَوْله كل أَمر لَا يبْدَأ فِيهِ بِحَمْد الله فَهُوَ أَبتر أَي أقطع.
وَنَهَى فِي الْأُضْحِية عَن المبتورة وَهِي الَّتِي قطع ذنبها.
وَسميت خطْبَة زِيَاد البتراء لِأَنَّهُ لم يذكر فِيهَا الله عز وجل وَلم يصل عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم
وَسُئِلَ رَسُول الله عَن البتع وَهُوَ نَبِيذ الْعَسَل.
ورد التبتل عَلَى ابْن مَظْعُون وَهُوَ ترك النِّكَاح.

(1/53)


وَسميت مَرْيَم البتول لانقطاعها عَن الْأزْوَاج.
قَالَ ثَعْلَب وَسميت فَاطِمَة البتول لانقطاعها عَن نسَاء زمانها فضلا ودينا وحسبا.
وَفِي الحَدِيث بتل رَسُول الله الْعمريّ أَي أوجبهَا.
بَاب الْبَاء مَعَ الثَّاء
فِي حَدِيث أم زرع لَا أبث خَبره أَي لَا أنشره.
وَمثله تبث حديثنا تبثيثا وَيروَى تنث وَالْمعْنَى وَاحِد.
وَقَول بعض النسْوَة ليعلم البث كَأَنَّهُ بجسدها عيب فَهُوَ لَا يمسهُ.
فِي الحَدِيث فَلَمَّا حضر الْيَهُودِيّ الْمَوْت بثبثوه أَي كشفوه وَالْأَصْل بثثوه فأبدلوا من الثَّاء الْوُسْطَى بَاء استثقالا لِاجْتِمَاع ثَلَاث ثاءات.
فِي حَدِيث خَالِد لما ألْقَى الشَّام بوانيه وَصَارَ بثنية وَعَسَلًا عزلني عمر هَذَا مثل يُقَال لمن اطْمَأَن قد ألْقَى بوانيه والبواني أضلاع الصَّدْر وَفِي البثنية ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا الناعمة وَالثَّانِي الزبدة وَالثَّالِث حِنْطَة منسوبة إِلَى بَلْدَة مَعْرُوفَة بِالشَّام يُقَال لَهَا البثنية فَأَرَادَ.

(1/54)


خَالِد أَن الشَّام لما سكن وَذَهَبت آفته غزلني.
بَاب الْبَاء مَعَ الْجِيم
فِي حَدِيث أم زرع وبجحني فبجحت.
قَالَ أَبُو عبيد فرحني وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي عظمني.
قَالَ رَسُول الله لرجل أَنْت ذُو البجادين البجاد الكساء.
فِي الحَدِيث بعث بعثا فَأَصْبحُوا بِأَرْض بجراء أَي مُرْتَفعَة صلبة.
وَمِنْه أشكوا بجري وَهِي أَن تتعقد الْعُرُوق فِي السُّرَّة.
وَفِي صفة قُرَيْش أَنهم بجرة.
قَالَ ابْن قُتَيْبَة هم الْعِظَام الْبُطُون.
فِي حَدِيث حُذَيْفَة مَا منا رجل إِلَّا وَله آمة يبجسها الظفر غير عمر وَعلي الآمة الشَّجَّة تبلغ أم الرَّأْس يُرِيد أَنَّهَا نغلة كَثِيرَة الصديد فَإِن أَرَادَ الْإِنْسَان أَن يفجرها بظفره قدر لامتلائها وَلم يحْتَج إِلَى حَدِيدَة وَأَرَادَ لَيْسَ منا إِلَّا وَفِيه شَيْء.

(1/55)


وَفِي حَدِيث زِيَارَة الْقُبُور أصبْتُم خيرا بجيلا أَي وَاسِعًا كثيرا.
فِي الحَدِيث فَألْقَى تمرات فِي يَده وَقَالَ بجلي من الدُّنْيَا أَي حسبي.
وَفِي حَدِيث ثمَّ بجل أَي حسب.
بَاب الْبَاء مَعَ الْحَاء
سُورَة البحوث التَّوْبَة لِأَنَّهَا بحثت عَن سرائر الْمُنَافِقين.
فِي الحَدِيث إِن غلامين كَانَا يلعبان البحثة قَالَ شمر هُوَ لعب بِالتُّرَابِ.
فِي الحَدِيث بحبوحة الْجنَّة أَي وَسطهَا وخيارها.
فِي الحَدِيث وتبحبح الحيا أَي اتَّسع الْغَيْث.
فِي حَدِيث ابْن أبي اصْطلحَ أهل هَذِه الْبحيرَة أَن يعصبوه يَعْنِي الْمَدِينَة.
وَقَالَ ابْن عَبَّاس إِذا رَأَتْ الْحَائِض الدَّم البحراني.

(1/56)


قَالَ ابْن قُتَيْبَة سَمَّاهُ بحرانيا لغلظه وَشدَّة حمرته حَتَّى يكَاد يسود وَنسبه إِلَى الْبَحْر وَالْبَحْر عمق الرَّحِم وكل عمق وكل شقّ بَحر.
قَوْله وَإِن وَجَدْنَاهُ لبحرا أَي وَاسع الجري.
فِي الحَدِيث تخرج بحنانة من جَهَنَّم أَي شرارة.
بَاب الْبَاء مَعَ الْخَاء
فِي الحَدِيث البخت وَهِي من الْإِبِل السريعة السّير الطَّوِيلَة الْأَعْنَاق.
فِي الحَدِيث قَالَ رجل بخ بخ مَعْنَاهُ تَعْظِيم الْأَمر وتفخيمه.
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْعَرَب تَقول للشَّيْء تمدحه بخ بخ وبخ بخ وبخ بخ

(1/57)


فِي الحَدِيث يَأْتِي زمَان يسْتَحل الْخمر بالنبيذ والبخس بِالزَّكَاةِ.
أَرَادَ بالبخس مَا يَأْخُذهُ الْوُلَاة باسم الْعشْر يتأولون فِيهِ الزَّكَاة وَالصَّدَََقَة وَقيل أَرَادَ بِهِ المكس.
فِي الحَدِيث كَانَ مبخوص العقبين أَي قَلِيل لَحمهَا وَإِن رُوِيَ مبحوص بِالْحَاء وَالصَّاد.
فالبخصة للعضو أَخذ مَا عَلَيْهِ من اللَّحْم.
فِي حَدِيث عَائِشَة وَذكرت عمر بخع الأَرْض أَي استخرج مَا فِيهَا من الْكُنُوز وأموال الْمُلُوك.
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام أَتَاكُم أهل الْيمن أبخع طَاعَة.
قَالَ الْأَصْمَعِي أنصح وَقَالَ غَيره أبلغ.
قَالَ زيد بن ثَابت فِي الْعين الْقَائِمَة إِذا بخقت مائَة دِينَار.
قَالَ أَبُو عبيد البخق أَن تخسف بعد العور فَأَرَادَ أَنَّهَا إِذا عورت وَلم تخسف فَصَارَ لَا يبصر بهَا إِلَّا أَنَّهَا قَائِمَة ففقئت فَفِيهَا مائَة دِينَار.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي البخق أَن يذهب الْبَصَر وَالْعين مَفْتُوحَة.
وَقد نهَى عَن البخقاء فِي الْأَضَاحِي.

(1/58)


بَاب الْبَاء مَعَ الدَّال
فِي الحَدِيث إِن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نفل فِي البدأة الرّبع وَفِي الرّجْعَة الثُّلُث.
قَالَ الْأَزْهَرِي أَرَادَ بالبدأة ابْتِدَاء سفر الْغَزْو إِذا نهضت سَرِيَّة من جملَة الْعَسْكَر فأوقعت بطَائفَة من الْعَدو فَمَا غنموا كَانَ لَهُم الرّبع ويشركهم سَائِر الْعَسْكَر فِي ثَلَاثَة أَربَاع مَا غنموا فَإِن قَفَلُوا من الْغُزَاة ثمَّ نهضت سَرِيَّة كَانَ لَهُم من جَمِيع مَا غنموا الثُّلُث لِأَن نهوضهم بعد القفل أَشد والخطر فِيهِ أعظم.
فِي الحَدِيث منعت الْعرَاق درهمها ومصر إردبها وعدتم من حَيْثُ بدأتم الْمَعْنى أَن هَذَا سَيكون وَفِي المُرَاد بِهِ قَولَانِ أَحدهمَا أَنهم سيسلمون وَيسْقط عَنْهُم مَا وظف عَلَيْهِم فتعودون كَمَا بدأتم فِي علمه أَنهم

(1/59)


سيسلمون وَالثَّانِي أَنهم يمْنَعُونَ عاصين فيعودون إِلَى الْخلاف وَهَذَا أصح.
فِي الحَدِيث الْخَيل مبدأة يَوْم الْورْد أَي يبْدَأ بهَا فِي السَّقْي قيل الْإِبِل وَالْغنم.
فِي الحَدِيث قطع أبدوج سَرْجه يَعْنِي لبده.
وَكَانُوا يتبادحون بالبطيخ أَي يترامون بِهِ.
وَكَانَ ابْن الزبير حسن الباد إِذا ركب وَهُوَ أصل الْفَخْذ والبادان من ظهر الْفرس مَا وَقع عَلَيْهِ فَخدَّ الْفَارِس سميا باسم الْفَخْذ وَسمي الْفَخْذ بهما.
وَفِي يَوْم حنين أَبَد رَسُول الله يَده إِلَى الأَرْض ليتَّخذ قَبْضَة. أَي: مدها.
وَقَالَت أم سَلمَة لجاريتها أبديهم ثَمَرَة ثَمَرَة أَي فرقي فيهم.
فِي الحَدِيث خرجت بجمل أبديه مَعَ الْإِبِل أَي أبرزه مَعهَا إِلَى الرَّاعِي.
وَقَالَ خبيب اللَّهُمَّ اقتلهم بددا الْبَاء مَفْتُوحَة وَالْمرَاد اقتلهم مُتَفَرّقين.
فِي حَدِيث بَدْء الْوَحْي فَرجع ترجف بوادره وَهِي جمع بادرة

(1/60)


وَهِي لحْمَة بَين الْمنْكب والعنق.
فِي الحَدِيث فَأَتَى رَسُول الله ببدر فِيهِ بقل يَعْنِي الطَّبَق فَكَأَنَّهُ سمي بَدْرًا لاستدارته.
وَقَالَ رجل إِنِّي أبدع بِي أَي انْقَطع بِي لكلال ركابي.
فِي الحَدِيث إِن تهَامَة كبديع الْعَسَل حلَّة أَوله حُلْو آخِره.
البديع الزق وَالْمعْنَى لَا يتَغَيَّر هواؤها كَمَا لَا يتَغَيَّر الْعَسَل بِخِلَاف اللَّبن فَإِنَّهُ يتَغَيَّر وتهامة فِي فُصُول السّنة كلهَا طيبَة.
قَوْله كل محدثة بِدعَة الْبِدْعَة فِي عرف الشَّرْع مَا يذم لمُخَالفَته أصُول الشَّرِيعَة.
فِي الحَدِيث الأبدال بِالشَّام وهم الْأَوْلِيَاء يُبدل وَاحِد إِذا مَاتَ بِوَاحِد.
قَوْله إِنِّي قد بدنت أَي كَبرت وَمن خفف اللَّفْظَة غلط لِأَن المخففة بِمَعْنى كَثْرَة اللَّحْم وَلَيْسَ من صِفَاته.
قَالَ ابْن السّكيت يُقَال بدن الرجل مُخَفّفَة إِذا ضخم.
فِي الحَدِيث أُتِي رَسُول الله بِخمْس بدنات قَالَ اللَّيْث الْبَدنَة تقع

(1/61)


عَلَى النَّاقة وَالْبَعِير وَالْبَقَرَة وَسميت بَدَنَة لعظمها.
وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا اهتم بِشَيْء بدا أَي خرج الْبَادِيَة.
وَكَذَلِكَ قَوْله من بدا جَفا قل ابْن الْمسيب حَرِيم الْبِئْر البديء خمس وَعِشْرُونَ ذِرَاعا قَالَ أَبُو عُبَيْدَة هِيَ الَّتِي ابْتَدَأتهَا أَنْت فحفرتها وَقَالَ أَبُو عبيد هِيَ الَّتِي حفرت فِي الْإِسْلَام.
بَاب الْبَاء مَعَ الذَّال
قَالَ ابْن عَبَّاس يسْبق مُحَمَّد الباذق وَهُوَ نوع من الشَّرَاب.
قَالَ الشّعبِيّ إِذا عظمت الْخلقَة فَإِنَّمَا هِيَ بذاء ونجاء الْبذاء المباذاة وَهِي المفاحشة والنجاء الْمُنَاجَاة.
فِي الحَدِيث الْبذاء من النِّفَاق وَهُوَ الْكَلَام الْقَبِيح.
وَقَوله البذاذة من الْإِيمَان قَالَ الْكسَائي هُوَ أَن يكون رث الْهَيْئَة.
فِي صفة الْأَوْلِيَاء لَيْسُوا بالمذاييع الْبذر وهم الَّذين يفشون الْأَسْرَار يُقَال بذرت الْحبّ إِذا فرقته فِي الأَرْض.
فِي الحَدِيث يُؤْتَى بِابْن آدم كَأَنَّهُ بذج من الذل البذج ولد الضَّأْن.

(1/62)


بَاب الْبَاء مَعَ الرَّاء
فِي الحَدِيث البرث الْأَحْمَر وَهِي الأَرْض اللينة.
فِي الحَدِيث سُئِلَ عَن مُضر فَقَالَ تَمِيم برثمتها.
قَالَ الْخطابِيّ إِنَّمَا هُوَ برثنتها أَي مخالبها يُرِيد قوتها وَالنُّون تبدل من الْمِيم.
فِي الحَدِيث لَا تَتَّقُون براجمكم وَهِي عقد الْأَصَابِع الَّتِي تظهر عِنْد ضم الْكَفّ.
فِي الحَدِيث برح ظَبْي أَي مر الْيَسَار والبارح مَا جَرَى عَن الْيَسَار والسابح مَا جَرَى عَن الْيَمين والناطح مَا تلقاك والقعيد مَا استدبرك.
وَنَهَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن التبريح وَهُوَ الْقَتْل السيء.
فِي الحَدِيث لَقينَا مِنْهُ البرح يَعْنِي الشدَّة.
قَوْله أصل كل دَاء الْبردَة وَهِي التُّخمَة سميت بذلك لِأَنَّهَا تبرد الْمعدة فَلَا تستمرئ الطَّعَام.

(1/63)


قَالَ الْخطابِيّ أَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَ الْبرد وَهُوَ غلط.
فِي الحَدِيث إِذا أبردتم بريدا أَي أرسلتم رَسُولا.
وَمِنْه قَوْله لَا أحبس الْبرد.
وَمِنْه الْحمى بريد الْمَوْت.
وَالسّفر الَّذِي يقصر فِيهِ الصَّلَاة أَرْبَعَة برد وَهِي ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ ميلًا بالأميال الهاشمية الَّتِي بطرِيق مَكَّة.
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي مَا بَين كل منزلين فَهُوَ بريد.
وَقَوله برد أمرنَا أَي سهل.
وَقَوله الصَّوْم فِي الشتَاء الْغَنِيمَة الْبَارِدَة أَي لَيْسَ فِيهَا تَعب وَلَا مشقة.
وَقَوله عمر وودت أَنه برد لنا عَملنَا أَي ثَبت.
وَقَوله لَا تبردوا عَن الظَّالِم أَي لَا تسبوه فتخففوا عَنهُ.
وَقَوله من صَلَّى البردين يَعْنِي الْغَدَاة وَالْعصر وَذَلِكَ لبرد الْهَوَاء فيهمَا.
وَقَوله أبردوا بِالظّهْرِ مَعْنَاهُ انتظروا انكسار الوهج.

(1/64)


فِي الحَدِيث فَضَربهُ حَتَّى برد أَي مَاتَ.
والبردة الشملة المخططة.
قَوْله الْحَج المبرور لَيْسَ لَهُ جَزَاء إِلَّا الْجنَّة وَهُوَ الَّذِي لَا يخالطه مأثم وَالْبيع المبرور الَّذِي لَا شُبْهَة فِيهِ وَلَا خِيَانَة.
قَالَ أَبُو قلَابَة لرجل قد حج بر الْعَمَل دَعَا لَهُ أَن يكون عمله مبرورا.
فِي الحَدِيث مَا لنا طَعَام إِلَّا البرير وَهُوَ ثَمَر الْأَرَاك.
فِي الحَدِيث لَهُم تغزمر وبربرة البربرة رفع الصَّوْت بِكَلَام لَا يكَاد يفهم.
وَمن كَلَام الْعَرَب لَا يعرف هرا من بر فِيهِ خَمْسَة أَقْوَال. أَحدهَا أَن الهر السنور وَالْبر الْفَأْرَة قَالَه ابْن الْأَعرَابِي.
وَالثَّانِي أَن الهر الهرهرة وَهُوَ صَوت الضَّأْن وَالْبر البربرة وَهُوَ

(1/65)


صَوت المعزى قَالَه أَبُو عُبَيْدَة.
وَالثَّالِث أَن الْبر دُعَاء الْغنم والهر سوقها قَالَه يُونُس.
وَالرَّابِع أَن الْبر اللطف والهر العقوق قَالَه الْفَزارِيّ.
وَالْخَامِس أَن الْبر الْإِكْرَام والهر الْخُصُومَة قَالَه الْأَزْهَرِي
فِي حَدِيث أم معبد كَانَت برذة أَي كهلة لَا تحتجب احتجاب الشواب.
فِي الحَدِيث كالذهب الإبريز وَهُوَ الْخَالِص.
فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَنه صَلَّى بهم فأسوى برزخا أسوى أسقط والبرزخ مَا بَين كل شَيْئَيْنِ وَالْمعْنَى أَنه ترك آيَات.
فِي حَدِيث وَالنَّاس برازيق يَعْنِي جماعات.
فِي الحَدِيث فبرشموا البرشمة إدامة النّظر إِلَى الشَّيْء.
فِي الحَدِيث يتبرضه النَّاس أَي يأخذونه قَلِيلا قَلِيلا.
فِي الحَدِيث كَانَ عمر فِي الْجَاهِلِيَّة مبرطشا المبرطش السَّاعِي بَين المُشْتَرِي وَالْبَائِع مثل الدَّلال.
فِي صفة الْبَحْر يركبه خلق ضَعِيف بَين غرق وبرق أَي دهش وحيرة.
قَالَ ابْن عَبَّاس لكل دَاخل برقة أَي دهشة.

(1/66)


فِي الحَدِيث الْجنَّة تَحت البارقة يَعْنِي السيوف.
فِي الحَدِيث أبرقوا أَي ضحوا بالبرقاء وَهِي الشَّاة الَّتِي فِي خلال صوفها الْأَبْيَض طاقات سود وَقَالَ الْأَزْهَرِي أبرقوا أَي اطْلُبُوا الدسم وَالسمن.
وَقَالَ قَتَادَة تخرج نَار تَسوق النَّاس سوق الْبَرْق الكسير الْبَرْق الْحمل.
فِي الحَدِيث طبخوا فِي البرمة وَهِي الْقدر.
فِي الحَدِيث سَقَطت البرمة وَهِي ثَمَر الطلح.
فِي الحَدِيث من اسْتمع إِلَى حَدِيث قوم صب فِي أُذُنَيْهِ الْبرم قَالَ الْمفضل هُوَ الْكحل الْمُذَاب وَرَوَاهُ بَعضهم البيرم.

(1/67)


فِي الحَدِيث نَحن غير أبرام أَي غير لئام.
قَوْله الصَّدَقَة برهَان أَي حجَّة لطَالب الْأجر من أجل أَنَّهَا فرض فِي مقتل عمر فَطرح رجل عَلَى قَاتله برنسا الْبُرْنُس كسَاء.
فِي الحَدِيث عدد الْبري وَهُوَ التُّرَاب.
قَوْله تَمسحُوا بِالْأَرْضِ فَإِنَّهَا بكم برة يَعْنِي أَن فِيهَا خَلقكُم ومعاشكم وفيهَا كفانكم بعد الْمَوْت.
وَقَالَ عَلّي شَرّ بِئْر فِي الأَرْض برهوت وَهِي بِئْر بحضرموت يرْوَى أَن فِيهَا أَرْوَاح الْكفَّار.
وَلما دَعَا عمر أَبَا هُرَيْرَة إِلَى الْعَمَل أَبَى فَقَالَ عمر إِن يُوسُف قد سَأَلَ الْعَمَل فَقَالَ إِن يُوسُف فَتى بَرِيء وَأَنا مِنْهُ برَاء يَعْنِي عَن مساواته فِي الحكم وَأَن أقاس بِهِ.
وَقَالَ رجل لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَا خير الْبَريَّة الْبَريَّة الْخلق.
بَاب الْبَاء مَعَ الزَّاي
فِي الحَدِيث سَتَكُون نبوة وَسنة ثمَّ تكون بزيزي وَأخذ أَمْوَال بِغَيْر حق قَالَ ابْن قُتَيْبَة البزيزي السَّلب والتغلب.

(1/68)


فِي الحَدِيث حِين برقتْ الشَّمْس أَي طلعت.
وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام بازل عَاميْنِ حَدِيث سني البازل الَّذِي تمّ لَهُ ثَمَانِي سِنِين فَحِينَئِذٍ تكمل قوته.
وَقَضَى فِي البازلة وَهِي الَّتِي تبزل اللَّحْم أَي تشقه قَالَ أَبُو طَالب يُعَاتب قُريْشًا.
(كَذبْتُمْ وَبَيت الله يبزى مُحَمَّد ... وَلما نطاعن دونه وتناضل)
أَي يقهر ويستذل.
بَاب الْبَاء مَعَ السِّين
فِي الحَدِيث لَا تبسروا الْبُسْر خلط الْبُسْر بِالتَّمْرِ وإنباذهما

(1/69)


مَعًا فِي الحَدِيث كَانَت تَلقانِي مرّة بالبشر وَمرَّة بالبسر أَي القطوب.
فِي الحَدِيث لم يخرج رَسُول الله من سفر إِلَّا قَالَ اللَّهُمَّ بك ابتسرت أَي ابتدأت سَفَرِي وكل شَيْء أَخَذته غضا فقد بسرته وابتسرته كَذَلِك رَوَاهُ الْأَزْهَرِي وَفَسرهُ وَأَصْحَاب الحَدِيث يَرْوُونَهُ انتشرت.
وَقَالَ الْحسن للوليد التياس لَا تبسر أَي لَا تحمل عَلَى الشَّاة وَلَيْسَت بصارف وَلَا عَلَى النَّاقة وَلَيْسَت بضبعة.
فِي الحَدِيث يخرج قوم يبسون بَعضهم بِفَتْح الْيَاء وبضم الْبَاء وَهُوَ زجر للدابة يُقَال فِي سوقها بس بس.
وَكتب رَسُول الله لوفد فِي الهمولة الراعية الْبسَاط حق قَالَ

(1/70)


الْأَزْهَرِي الْبسَاط جمع بسط وَبسط يَعْنِي مبسوطة وَهِي النَّاقة الَّتِي تركت وَوَلدهَا لَا يمْنَع مِنْهَا وَلَا تعطف عَلَى غَيره وَهِي بسط وبسوط فعول بِمَعْنى مفعول كَمَا يُقَال حَلُوب وركوب أَي بسطت عَلَى أَوْلَادهَا وَرَوَاهُ القتيبي بِسَاط بِضَم الْبَاء.
وَفِي صفة الْغَيْث وَقع بسيطا أَي انبسط فِي الأَرْض وَفِي الْحِكْمَة ليكن وَجهك بسطا. أَي منبسطا.
قَالَ ابْن الْحَنَفِيَّة قلت لأبي كَيفَ بسق أَبُو بكر أَي كَيفَ ارْتَفع ذكره.
وَكَانَ عمر يَقُول آمين وبسلا أَي إِيجَابا يَا رب.
وَقَالَ ابْن عَبَّاس نزل آدم من الْجنَّة بالباسنة وَهِي آلَات الصناع وَقيل هِيَ الحديدة الَّتِي تحرث بهَا الأَرْض.
بَاب الْبَاء مَعَ الشين
قَوْله خير مَال الْمُسلم شَاءَ تَأْكُل من ورق القتاد والبشام والبشام شجر طيب الرّيح يستاك بِهِ الْوَاحِدَة بشامة.
قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام مَا من رجل لَهُ إبل أَو بقر لَا يُؤَدِّي حَقّهَا إِلَّا جَاءَت كأكثر مَا كَانَت وأبشره أَي أحْسنه كَذَلِك ذكره الْخطابِيّ وَفَسرهُ

(1/71)


وَالرِّوَايَة الْمَعْرُوفَة وآشرة من الأشر وَهُوَ النشاط والبطر.
وَقَالَ ابْن مَسْعُود من أحب الْقُرْآن فليبشر أَي ليفرح لِأَن ذَلِك دَلِيل الْإِيمَان وَمن رَوَاهُ بِضَم الشين فَهُوَ من بشرت الْأَدِيم إِذا أخذت بَاطِنه بشفرة فَيكون الْمَعْنى فليضمر نَفسه لِلْقُرْآنِ فَإِن الاستكثار من الطَّعَام ينسيه.

(1/72)


وَفِي الحَدِيث أمرنَا أَن نبشر الشَّوَارِب بشرا أَي نخفيها حَتَّى تبين بَشرَتهَا.
فِي الحَدِيث من تَوَضَّأ وَأَتَى الْمَسْجِد بشبش الله بِهِ قَالَ الْأَزْهَرِي هَذَا مثل ضربه لتلقيه بِالْبرِّ والكرامة يُقَال بش بِهِ أَي سر وَفَرح وَكَذَلِكَ تبشبش إِذا سر بِهِ وانبسط.
وَكَانَ رَسُول الله يَأْكُل البشغ أَي الخشن.
وَلما كثر الْمَطَر قَالَ رجل لرَسُول الله بشق الْمُسَافِر قَالَ ابْن دُرَيْد بشق وبشك أسْرع.
وَقَالَ الْخطابِيّ بشق لَيْسَ بِشَيْء إِنَّمَا هُوَ لثق واللثق الوحل قَالَ وَيحْتَمل أَن يكون مسق بِالْمِيم وتعنى زلقا وَمِنْه مسق الْخط.
وَكَانَ لأبي هُرَيْرَة كسَاء فبشكه أَي خاطه.
بَاب الْبَاء مَعَ الصَّاد
فِي ذكر جَهَنَّم أَنَّهَا تبص أَي تبرق.
من الحَدِيث فَأمر بِهِ فَبَصر رَأسه أَي قطع.
وَرَأَى فِي شَاة أم معبد بصرة من لبن أَي أثرا قَلِيلا لَا يبصره النَّاظر إِلَيْهِ.

(1/73)


فِي الحَدِيث بصر جلد الْكَافِر أَرْبَعُونَ ذِرَاعا أَي كتافيه وبصر كل سَمَاء خَمْسمِائَة عَام فِيهِ لُغَة أُخْرَى حبر.
فِي الحَدِيث صَلَّى بِنَا صَلَاة الْبَصَر وفيهَا قَولَانِ أَحدهمَا أَنَّهَا صَلَاة الْمغرب لِأَنَّهَا تُؤَدَّى قبل ظلمَة اللَّيْل الحائلة بَين الْأَبْصَار والشخوص وَالثَّانِي صَلَاة الْفجْر لَان الْبَصَر يثبت الْأَشْخَاص حِينَئِذٍ.
فِي الحَدِيث ينظر فِي النصل وَلَا يرَى بَصِيرَة البصيرة الْقطعَة من الدَّم.
بَاب الْبَاء مَعَ الصَّاد
فِي ذكر السّنة مَا تبض ببلال أَي مَا يقطر فِيهَا لبن يبل يُقَال بض الْحسي إِذا جعل مَاؤُهُ يخرج قَلِيلا قَلِيلا.
فِي الحَدِيث قدم مُعَاوِيَة وَهُوَ أبض النَّاس البض الرَّقِيق اللَّوْن.
فِي الحَدِيث قدم مُعَاوِيَة وَهُوَ أبض النَّاس البض الرَّقِيق اللَّوْن الَّذِي يُؤثر فِيهِ أدنَى شَيْء.
وَقَالَ الْحسن تلقى أحدهم أَبيض بضا.
فِي الحَدِيث وبضت الحلمة أَي درت حلمة الضَّرع بِاللَّبنِ وسالت بِمَا فِيهَا يُقَال بض وضب إِذا سَالَ.
وَضرب عمر رجلا سياطا كلهَا تبضع أَي تشق الْجلد.
وَفِي الشجاج الباضعة أَي الَّتِي تَأْخُذ فِي اللَّحْم.
وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام أَلا من أصَاب حُبْلَى فَلَا يقربنها فَإِن الْبضْع يزِيد فِي السّمع وَالْبَصَر الْبضْع الْجِمَاع وَالزِّيَادَة هَاهُنَا فِي الْحمل وَيُسمى الْفرج بضعا يُقَال ملك فلَان بضع فُلَانَة.

(1/74)


وَقَالَت عَائِشَة خصني رَبِّي للنَّبِي صلى الله عليه وسلم من كل بضع أَي من كل نِكَاح تُرِيدُ أَنه تزَوجهَا بكرا.
وَقَوله فَاطِمَة بضعَة مني الْبضْعَة الْقطعَة من اللَّحْم.
وَفِي الحَدِيث يستأمر النِّسَاء فِي أبضاعهن.
والاستبضاع نوع من نِكَاح الْجَاهِلِيَّة.
وَمر عبد الله بِامْرَأَة فدعته أَن يستبضع مِنْهَا.
وَلما تزوج رَسُول الله خَدِيجَة قَالُوا هَذَا الْبضْع يُرِيدُونَ الكفؤ.
وَقَالَ الْأَزْهَرِي اخْتلف النَّاس فِي الْبضْع فَقَالَ قوم هُوَ الْفرج
وَقَالَ قوم هُوَ الْجِمَاع قَالَ وَقَالَ الْأَصْمَعِي ملك فلَان بضع فُلَانَة إِذا ملك عقدَة نِكَاحهَا وَهُوَ كِنَايَة عَن مَوضِع الغشيان والمباضعة الْمُبَاشرَة يُقَال باضعها إِذا جَامعهَا وَالِاسْم الْبضْع.
وَقَوله صَلَاة الْجَمَاعَة تفضل ببضع وَعشْرين دَرَجَة الْبضْع مَا بَين الْوَاحِد إِلَى الْعشْرَة.
بَاب الْبَاء مَعَ الطَّاء
فِي الحَدِيث كَانَت كمام أَصْحَاب رَسُول الله بطحا أَي لَازِقَة بِالرَّأْسِ غير ذَاهِبَة فِي الْهَوَاء والكمام جمع كمة وَهِي القلنسوة.
وَأول من بطح الْمَسْجِد عمر أَي ألْقَى فِيهِ الْبَطْحَاء وَهِي الْحَصَى

(1/75)


قَالَ ابْن شُمَيْل بطحاء الْوَادي وأبطحه حصاه اللين فِي بطن المسيل.
قَوْله بطح لَهَا بقاع قرقر أَي ألقِي عَلَى وَجهه.
قَوْله لَا ينظر الله إِلَى من جر إزَاره بطرا البطر الطغيان عِنْد النِّعْمَة.
وَقَوله الْكبر بطر الْحق وَهُوَ أَن يَجْعَل الْحق بَاطِلا.
قَوْله فَإِذا مُوسَى باطش بِجَانِب الْعَرْش أَي مُتَعَلق بِهِ بِقُوَّة.
قَوْله فَتخرج لَهُ بطاقة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي البطاقة الورقة وَقَالَ غَيره هِيَ رقْعَة صَغِيرَة وَهِي كلمة مبتذلة بِمصْر وَمَا والاها يدعونَ الرقعة الَّتِي تكون فِي الثَّوْب وفيهَا رقم ثَمَانِيَة بطاقة وَكَأَنَّهَا سميت بذلك

(1/76)


لِأَنَّهَا تشد بطاقة من الثَّوْب.
وَقَوله لَا يستطيعها البطلة يَعْنِي السَّحَرَة والبطل الشجاع.
فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء جَاءَ أهل البطانة يضجون البطانة خَارج الْمَدِينَة.
قَالَ عبد الله بن عَمْرو يمدح عبد الرَّحْمَن بن عَوْف.
(إِن بطنته لم تتغضغض مِنْهَا بِشَيْء ... يضْرب بِهِ مثلا لمن خرج من الدُّنْيَا) سليما لم يثلم دينه بِشَيْء وَقد يُقَال للبخيل إِذا مَاتَ وَترك مَالا كثيرا.
وَكَانَ النَّخعِيّ يبطن لحيته أَي يَأْخُذ الشّعْر من تَحت الذقن والحنك فِي صفة عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَإِذا رجل مبطن مثل السَّيْف والمبطن الضامر الْبَطن قَالَ ذُو الرمة.
(رخيمات الْكَلَام مبطنات ... )
بَاب الْبَاء مَعَ الظَّاء
قَالَ رجل مر الصَّحَابَة بِبَعْض الْكفَّار امصص بظر اللات البظر مَا عِنْد الْقطع.
وَكَذَلِكَ قَول حَمْزَة لبَعض الْكفَّار يَا ابْن مقطعَة البظور وَكَانَت أمه خاتنة وَبَعض أَصْحَاب الحَدِيث بِفَتْح الظَّاء وَهُوَ غلط.

(1/77)


قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لشريح مَا تَقول أَيهَا العَبْد الأبظر وَهُوَ الَّذِي فِي شفته الْعليا طول مَعَ نتو.
بَاب الْبَاء مَعَ الْعين
يَوْم بُعَاث يَوْم مَعْرُوف من أَيَّام الْأَوْس والخزرج وَقد صحفه اللَّيْث فَذكره بالغين الْمُعْجَمَة وَنسبه إِلَى الْخَلِيل وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَنه سَمّى لِسَان نَفسه الْخَلِيل.
قَالَ حُذَيْفَة إِن للفتنة بعثات أَي أثارات وهيجان.
وَقَالَ مُعَاوِيَة أَنا ابْن بعثطها البعثط سرة الْوَادي يُرِيد أَنه وَاسِطَة قُرَيْش وَمن سرة البطاح.
فِي الحَدِيث إِذا رَأَيْت مَكَّة قد بعجت كظائم أَي شقَّتْ وَفتح كظائمها بَعْضهَا فِي بعض.
قَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ إِن عمر بعجت لَهُ الدُّنْيَا معاها هَذَا مثل ضربه أَرَادَ أَنَّهَا كشفت لَهُ كنوزها بالفتوح والفيء.
وَكَانَ رَسُول الله يبعد فِي الْمَذْهَب أَي يمعن فِي الذّهاب إِلَى الْخَلَاء.
فِي الحَدِيث فبعها فِي الْبَطْحَاء وَمِنْهُم من رَوَاهُ فثعها يُقَال ثع إِذا قاء وَالْمرَاد أَنه صب الْخمر فِي الْبَطْحَاء.
فِي الحَدِيث فَأَيْنَ هَؤُلَاءِ الَّذين يبعقون لقاحنا يَعْنِي ينحرونها

(1/78)


ويسيلون دماءها.
وَفِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء جم البعاق الْمَطَر الْكثير يُقَال تبعق إِذا كثر.
قَوْله إِنَّمَا هِيَ أَيَّام بعال قَالَ أَبُو عبيد البعال النِّكَاح وملاعبة الرجل أَهله.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي البعال حَدِيث العروسين والبعال الْجِمَاع والبعل حسن الْعشْرَة من الزَّوْجَيْنِ.
وَمِنْه قَوْله جهادكن حسن التبعل.
وَجَاء رجل يُبَايع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَلَى الْجِهَاد فَقَالَ لَهُ هَل لَك بعل أَي كل وعيال وَقيل أَرَادَ هَل بَقِي لَك من تجب طَاعَته كالوالدين.
قَوْله مَا سقِِي بعلا وَهُوَ مَا شرب بعروقه من الأَرْض من غير سقِِي سَمَاء وَلَا غَيرهَا.

(1/79)


وَقَالَ الْأَزْهَرِي البعل النّخل الراسخة عروقه فِي الأَرْض.
وَفِي الحَدِيث وَأَن تَلد الْأمة بَعْلهَا وَالْمرَاد بالبعل هَا هُنَا الْمَالِك.
وضلت نَاقَة لبَعض الْعَرَب فَجعل يَقُول من رَأَى نَاقَة أبل بَعْلهَا.
وَالْمرَاد من الحَدِيث كَثْرَة السب فَإِذا استولد الْمُسلم الْجَارِيَة كَانَ الْوَلَد بِمَنْزِلَة رَبهَا وَقَالَ عمر من بعل عَلَيْكُم أَمركُم فَاقْتُلُوهُ أَي فرقكم. وخالفكم.
بَاب الْبَاء مَعَ الْغَيْن
كُنَّا مَعَ رَسُول الله فأصابنا بغيش قَالَ الْأَصْمَعِي أخف الْمَطَر الطل ثمَّ الرذاذ ثمَّ البغش.
قَالَ عمر لرجل رعيت بغوتها وَهِي ثَمَرَة السمرَة وَأول مَا تخرج وَأَصْحَاب الحَدِيث يَقُولُونَ مغوتها وَهُوَ تَصْحِيف.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة لرَسُول الله إِذا لم أرك تبغثرت نَفسِي يَعْنِي جَاشَتْ وخبيت.

(1/80)


وَقَوله لَا يتبيغ بأحدكم الدَّم فيقتله قَالَ اللَّيْث التبيغ تؤود الدَّم وغلبته وَقَالَ غَيره أَصله من الْبَغي وَالْمرَاد يتبغى فَقلب.
وَقَالَ النَّخعِيّ فِي رجل مَا بغي لَهُ أَي مَا خير لَهُ فِي الحَدِيث فَانْطَلقُوا بغيانا البغيان جمع بَاغ.
فِي حَدِيث عمار تقتله الفئة الباغية قَالَ الْأَزْهَرِي هِيَ الظالمة الْخَارِجَة عَن طَاعَة الإِمَام.
بَاب الْبَاء مَعَ الْقَاف
فِي الحَدِيث نهَى عَن التبقر فِي المَال وَهُوَ التَّوَسُّع.
فِي ذكر فتْنَة عُثْمَان إِنَّهَا باقرة كداء الْبَطن أَي مفْسدَة للدّين مفرقة للنَّاس.
فِي حَدِيث سُلَيْمَان أَنه دَعَا الهدهد فبقر الأَرْض أَي نظر مَوضِع المَاء فَرَآهُ تَحت الأَرْض قَالَ النَّضر بقر فلَان فِي بني فلَان إِذا علم أَمرهم وفتشهم.
وَقيل لأبي جَعْفَر الباقر لِأَنَّهُ بقر الْعلم وَعرف أَصله واستنبط فَرعه وأصل الْبَقر الشق وَالْفَتْح.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة يُوشك أَن يسْتَعْمل عَلَيْكُم بقعان الشَّام قَالَ ابْن

(1/81)


قُتَيْبَة هم الَّذين فيهم سَوَاء وَبَيَاض وَالْمعْنَى أَن الْعَرَب تنْكح إِمَاء الرّوم فيستعمل أَوْلَادهم عَلَى النَّاس وهم بَين سَواد الْعَرَب وَبَيَاض الرّوم قَالَ الْأَزْهَرِي أَرَادَ بالبقعان السَّبي والمماليك سموا بذلك لِأَن الْغَالِب عَلَى ألوانهم الْبيَاض والصفرة فَقيل لَهُم بقعان لاختلاط ألوانهم وتناسلهم من جِنْسَيْنِ.
فِي الحَدِيث ففاتحته فَإِذا هُوَ باقعة الباقعة طَائِر حذر إِذا شرب المَاء نظر يمنة ويسرة.
وَقيل لبَعض الْأَحْبَار أَنَّك مَلَأت الأَرْض بقاقا وَهُوَ كَثْرَة الْكَلَام يُقَال بق الرجل وأبق إِذا كثر كَلَامه والبقاق سقط مَتَاع الْبَيْت.
فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه حمل عَلَى الْمُشْركين فَمَا زَالُوا يبقطون أَي يتعادون فِي الْجبَال يُقَال بقط وبرقط.
قَالَ سعيد بن الْمسيب لَا يصلح بقط الْجنان عَلَى الثُّلُث وَالرّبع والبقط مَا سقط من الثَّمر إِذا قطع يخطئه المخلب.
فِي حَدِيث عَائِشَة فَمَا اخْتلفُوا فِي بقطة ذكره الْأَزْهَرِي عَن شمر بِالْبَاء وَالصَّوَاب بالنُّون وَقد ذَكرْنَاهُ هُنَاكَ.
فِي الحَدِيث بَقينَا رَسُول الله أَي انتظرناه.
فِي الحَدِيث توقه وتبقه مَعْنَى توقه تحرز من الْآفَات وتبقه استبق النَّفس وَلَا تعرضها للهلاك.
بَاب الْبَاء مَعَ الْكَاف
نَحن معاشر الْأَنْبِيَاء فِينَا بكاء أَي قلَّة كَلَام إِلَّا فِيمَا

(1/82)


يحْتَاج إِلَيْهِ يُقَال بكأت الشَّاة إِذا قل لَبنهَا وَمِنْه فَقَامَ إِلَى شَاة بكيء فحلبها.
وَأتي عمر بِامْرَأَة فجرت فَقَالَ من بك أَي من صَاحبك.
فِي الحَدِيث أَنه أُتِي بشارب فَقَالَ بكتوه التبكيت التقريع بِاللِّسَانِ مثل أَن يُقَال لَهُ مَا استحييت.
قَوْله من بكر وابتكر قَالَ ابْن قُتَيْبَة لَيْسَ المُرَاد بِهِ الْغَدَاة إِنَّمَا الْمَعْنى جَاءَ من أول الْوَقْت.
وَمِنْه بَكرُوا بِصَلَاة الْعَصْر.
وَمثله لَا يزَال النَّاس بِخَير مَا بَكرُوا بِصَلَاة الْمغرب.
وَقَوله فابتكر أَي أدْرك أول الْخطْبَة وأولها بكورتها وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي إِنَّمَا هُوَ تَكْرِير للْمُبَالَغَة.

(1/83)


واستسلف الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وَالله بكرا الْبكر الفتي من الْإِبِل فَهُوَ بِمَنْزِلَة الْغُلَام.
فِي الحَدِيث لَا تعلمُوا أبكار أَوْلَادكُم كتب النَّصَارَى أَي أحداثهم.
فِي الحَدِيث كَانَت ضربات عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام مبتكرات لَا عونا قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي مَعْنَاهُ أَنه كَانَ يقتل بالضربة الْوَاحِدَة وَلَا يحْتَاج أَن يُعِيد الضَّرْبَة.
وَقَالَ رجل لأبي مُوسَى مَا قلت هَذِه الْكَلِمَة وَلَقَد خشيت أَن تبكعني بهَا أَي تستقبلني بهَا يُقَال بكعت الرجل إِذا استقبلته بِمَا يكره وَهُوَ نَحْو التبكيت.
فِي الحَدِيث فبكعه بِالسَّيْفِ أَي ضربه ضربا مُتَتَابِعًا.
فِي الحَدِيث فتباك النَّاس عَلَيْهِ أَي ازدحموا.
وَسميت بكة لازدحام النَّاس فِيهَا وَهِي مَكَان الطّواف وَقيل بكة هِيَ مَكَّة.
بَاب الْبَاء مَعَ اللَّام
قَالَ عمر لرجل قطع سَمُرَة أَلَسْت ترعى بلتها وَهُوَ نور الْعضَاة

(1/84)


قبل أَن ينْعَقد.
كَانَ رَسُول الله أَبْلَج الْوَجْه أَي مشرق الْوَجْه مسفره قَالَ النَّضر الأبلج الَّذِي وضح مَا بَين عَيْنَيْهِ وَلَيْسَ بمقرون الحاجبين.
وَقَوْلهمْ الْحق أَبْلَج أَي وَاضح.
وَفِي الحَدِيث لَيْلَة الْقدر بلجة أَي مشرقة.
فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِن من وَرَائِكُمْ بلَاء مبلجا وَهُوَ من قَوْلهم بلج الرجل إِذا انْقَطع من الإعياء فَلم يقدر أَن يَتَحَرَّك وَمثله من أصَاب دَمًا حَرَامًا فقد بلج أَي انْقَطع بِهِ.
وَفِي الحَدِيث استنفرتهم فبلحوا عَلّي أَي أَبَوا.
فِي الحَدِيث من أحب أَن يرق قلبه فليدمن أكل البلس وَهُوَ التِّين وَفِي رِوَايَة البلس وَهُوَ العدس وَيُقَال لَهُ البلس أَيْضا.
قَالَ جَابر عقلت الْجمل فِي نَاحيَة البلاط البلاط كل شَيْء فرشت بِهِ الْمَكَان من حجر وَغَيره ثمَّ يُسمى بِهِ الْمَكَان بلاطا.
قَالَ رؤبة لرجل قد بلغ الشيب فِي رَأسك أَي ظهر.
قَالَت عَائِشَة لعَلي يَوْم الْجمل قد بلغت منا البلغين أَرَادَت أَن الْحَرْب قد بلغت كل مبلغ وَهَذَا مثل قَوْلهم لقِيت البرحين.

(1/85)


قَوْله الْيَمين الكاذبة تدع الديار بَلَاقِع أَي فارغة لذهاب المَال وشتات الشمل وَقَالَ النَّضر البلقعة الأَرْض الَّتِي لَا شجر بهَا.
فِي الحَدِيث شَرّ النِّسَاء البلقعة وَهِي الخالية من الْخَيْر.
قَوْله بلوا أَرْحَامكُم أَي صلوها وندوها وهم يَقُولُونَ للقطيعة يبس قَالَ الشَّاعِر:
(فَلَا توبسوا بيني وَبَيْنكُم الثرى ... فَإِن الَّذِي بيني وَبَيْنكُم مثرى)
فِي حَدِيث زَمْزَم هِيَ لشارب حل وبل فِي البل ثَلَاثَة أَقْوَال. أَحدهَا أَنه إتباع وَالثَّانِي أَنه الْمُبَاح بلغَة حمير. وَالثَّالِث أَنه الشِّفَاء بل من مَرضه قَالَ الزّجاج يُقَال بل وأبل يبل ويبل بلولا وإبلالا.
فِي الحَدِيث إِن لكم رحما سَأَبلُّهَا بِبلَالِهَا قَالَ أَبُو عبيد يُقَال بللت للرجم بِلَا وبلالا.
وَفِي الحَدِيث عَذَاب هَذِه الْأمة البلابل قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي البلابل وساوس الصُّدُور.
فِي حَدِيث حُذَيْفَة لتبتلن إِمَامًا غَيْرِي أَو لتصلن وحدانا أَي

(1/86)


فِي الحَدِيث لَا تبلنا إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أحسن أَي لَا تمتحنا.
فِي الحَدِيث أَكثر أهل الْجنَّة البله قَالَ الْأَزْهَرِي هم الَّذين طبعوا عَلَى الْخَيْر وَلَا يعْرفُونَ الشَّرّ.
قَوْله بله مَا اطلعتم عَلَيْهِ أَي دع مَا اطلعتم عَلَيْهِ وَقيل سُوَى مَا أطعتهم عَلَيْهِ.
فِي الحَدِيث إِذا كَانَ النَّاس بِذِي بلَى وَفِي لفظ بِذِي بليان يَعْنِي إِذا كَانُوا طوائف وفرقا من غير إِمَام.
قَوْله هَؤُلَاءِ فِي الْجنَّة وَلَا أُبَالِي حَكَى الْأَزْهَرِي عَن جمَاعَة الْعلمَاء أَنهم قَالُوا لَا أكره.
قَوْله تبقى حثالة لَا يبالهم الله بالة أَي لَا يُبَالِي بهم والبالة مصدر كالمبالاة فَتَقول بَال بالشَّيْء بالة ومبالاة.
بَاب الْبَاء مَعَ النُّون
فِي الحَدِيث إِن للمدينة بنة أَي ريحًا طيبَة.

(1/87)


وَقَالَ عَلّي للأشعث إِنِّي لأجد بنة الْغَزل مِنْك نِسْبَة إِلَى النساجة.
قَالَت عَائِشَة بسطنا لرَسُول الله بِنَاء أَي نطعا.
فِي صفة امْرَأَة إِذا قعدت تبنت أَي فرجت رِجْلَيْهَا وَذَلِكَ لضخم ركبهَا وَيحْتَمل أَن يُقَال صَارَت كالمبناة وَهِي الْقبَّة من أَدَم لسمنها وَكَثْرَة لَحمهَا.
وَقَالَ عمر هَل شرب الْجَيْش فِي البنيات الصغار يَعْنِي الأقداح الصغار.
بَاب الْبَاء مَعَ الْوَاو
قَوْله أَبُوء بنعمتك وأبوء بذنبي أَي أقرّ بذلك وألزمه نَفسِي وَمثله قَوْله فقد بَاء بهَا أَحدهمَا أَي التزمها وَرجع بهَا.
وَمِنْه بؤ للأمير بذنبك.
وَقَوله فِي الْمَدِينَة هَا هُنَا المتبوأ يعين الْمنزل.
وَمِنْه فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار.

(1/88)


وَمِنْه قَوْله عَلَيْكُم بِالْبَاءَةِ والباءة الْمنزل ثمَّ قيل لعقد النِّكَاح باءة لِأَن من تزوج امْرَأَة بوأها منزلا وَيُقَال للجماع باءة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال بَاء وباءة وباة.
فِي الحَدِيث الْجِرَاحَات بَوَاء أَي مُتَسَاوِيَة فِي الْقصاص فَلَا يُؤْخَذ الْجَارِح إِلَّا بِمثل جراحته.
فِي الحَدِيث كَانَ بَين حيين قتال وَكَانَ لأَحَدهمَا طول عَلَى الآخر فَقَالُوا لَا نرضى حَتَّى يقتل بِالْعَبدِ منا الْحر مِنْهُم وَأمرهمْ رَسُول الله أَن يتباءوا.
قَالَ أَبُو عبيد كَذَا رُوِيَ لنا يتباءوا عَلَى وزن يتباغوا وَالصَّوَاب يتباؤوا عَلَى وزن يتباوعوا وَالْمرَاد يتساووا.
فِي الحَدِيث ثمَّ هبت ريح فِيهَا برق متبوح أَي متألق يُقَال انباج ينباج إِذا انفتق
فِي الحَدِيث لَيْسَ للنِّسَاء من باحة الطَّرِيق شَيْء أَي من وَسطهَا.

(1/89)


فِي الحَدِيث إِلَّا أَن تكون مَعْصِيّة بواحا أَي جهارا.
فِي الحَدِيث فَأُولَئِك قوم بور أَي هلكى.
وَفِي كِتَابه صلى الله عليه وسلم لأكيدر وَأرَى لكم البور وَهِي الأَرْض الَّتِي لم تزرع.
فِي الحَدِيث كُنَّا نبور أَوْلَادنَا بحب عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَي نجربهم.
فِي الحَدِيث كَانَ لَا يرَى بَأْسا بِالصَّلَاةِ عَلَى البوري هِيَ البوري والبارية والبورياء وَيُقَال لأهل الْجنَّة إِن لكم أَن تنعموا فَلَا تبتئسوا المبتئس الحزين وَيروَى تبؤسوا من الْبُؤْس.
وَأَرَادَ عمر أَن يسْتَعْمل سعيد بن الْعَاصِ فباص مِنْهُ أَي هرب وَمثله ناص وَفِي الحَدِيث قد كَانَ ينباص عَنهُ الظل أَي ينقبض.
فِي الحَدِيث إِذا تقرب عَبدِي مني بوعا البوع هُوَ الباع.
فِي الحَدِيث كَانَت أَرض الْمَدِينَة بوغاء البوغاء الرخوة كَأَنَّهَا ذريرة.

(1/90)


قَوْله لَا يَأْمَن جَاره بوائقه أَي غوائله وسره والبائقة الداهية.
فِي الحَدِيث أَن رجلا باك عينا البوك تثوير المَاء يُقَال باك القنى يبوكها بوكا وَمِنْه باتوا يبوكون حسن تَبُوك بقدح وَلذَلِك سميت تَبُوك أَي حركوه بِإِدْخَال السهْم فِيهِ ليخرج المَاء.
وَكَانَت لِابْنِ عمر بندقة من مسك يبلها ثمَّ يبوكها بَين راحتيه وَهِي أَن يديرها بَين الراحتين.
وَقَالَ رجل لرجل إِنَّك تَبُوك هَذِه الْمَرْأَة فَأمر عمر بن عبد الْعَزِيز بضربه قَالَ أَبُو عبيد هَذِه كلمة أَصْلهَا فِي ضراب الْبَهَائِم فَرَأَى ذَلِك قذفا.
بَاب الْبَاء مَعَ الْهَاء
فِي الحَدِيث فَحلبَ حَتَّى علاهُ الْبَهَاء أَي بهاء اللَّبن وَهُوَ وبيض رغوته قَالَ ابْن مَسْعُود أَي النَّاس بهأوا بِهَذَا الْمقَام أَي أنسوا بِهِ حَتَّى قلت هيبته فِي صُدُورهمْ يُقَال بهأت بِهِ إبهاء.
وَمثله قَول يُونُس بن عبيد عَلَيْك بِكِتَاب الله فَإِن النَّاس قد بهأوا بِهِ.
فِي الحَدِيث تنْتَقل الْعَرَب بأبهائها إِلَى ذِي الخلصة أَي ببيوتها.

(1/91)


رفع إِلَى عمر غُلَام ابتهر جَارِيَة فِي شعره الابتهار أَن يقذفها بِنَفسِهِ كَاذِبًا فَإِن كَانَ صَادِقا فَهُوَ الابتيار.
وَمِنْه حَدِيث الْعَوام بن حَوْشَب الابتهار بالذنب أعظم من ركُوبه وَهُوَ أَن يَقُول فعلت متبجحا بذلك.
فِي حَدِيث طَلْحَة أَنه ترك مائَة بهار قَالَ الْفراء البهار ثلثمِائة رَطْل وَقَالَ الْأَزْهَرِي البهار مَا يحمل عَلَى الْبَعِير بلغَة أهل الشَّام.
فِي الحَدِيث سَار حَتَّى ابهار اللَّيْل قَالَ الْأَصْمَعِي يَعْنِي انتصف وبهرة كل شَيْء وَسطه.
قَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير ابهيرار اللَّيْل طُلُوع نجومه إِذا تتامت لِأَن اللَّيْل إِذا أقبل أَقبلت فحمته فَإِذا استنارت النُّجُوم ذهبت تِلْكَ الفحمة.
وَفِي حَدِيث فَلَمَّا أبهر الْقَوْم أَي صَارُوا فِي بهرة البهار أَي فِي وَسطه قَوْله هَذَا أَوَان قطعت أَبْهَري قَالَ أَبُو عبيد الْأَبْهَر عرق مستبطن الصلب وَالْقلب مُتَّصِل بِهِ فَإِذا انْقَطع لم تكن مَعَه حَيَاة.
وَفِي الحَدِيث وَقع عَلَيْهِ البهر وَهُوَ الربو من شدَّة السَّعْي.
فِي حَدِيث الْحجَّاج أَنه أُتِي بجراب لُؤْلُؤ بهرج أَي رَدِيء وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة أحْسنه بجراب لُؤْلُؤ بهرج أَي عدل بِهِ عَن الطَّرِيق المسلوك خوفًا من العشار وَأخذ بِهِ فِي الطَّرِيق البهرج قَالَ ابْن فَارس أَرض بهرج إِذا لم يكن لَهَا من يحميها.

(1/92)


وَفِي حَدِيث أبي محجن إِمَّا إِن بهرجتني فَلَا أشربها أبدا يَعْنِي الْخمر وَالْمعْنَى إِذا هددتني بِإِسْقَاط الْحَد عني
فِي الحَدِيث أُتِي بشارب فخفق بالنعال وبهز بِالْأَيْدِي البهز الدّفع العنيف
كَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يدلع لِسَانه لِلْحسنِ فَإِذا رَآهُ بهش إِلَيْهِ أَي هش إِلَيْهِ واشتهى تنَاوله
وَسَأَلَ رجل ابْن عَبَّاس عَن حَيَّة قَتلهَا فَقَالَ هَل بهشت إِلَيْك هَل أَقبلت إِلَيْك تريدك
وَفِي الحَدِيث أَمن أهل البهش أَنْت وهم أهل الْحجاز وَبِه منبت البهش وَهُوَ رطب الْمقل ويابسه
وَمِنْه أَن أَبَا مُوسَى لم يكن من أهل البهش أَي لم يكن حجازيا
فِي الحَدِيث عَلَيْهِ بهلة الله أَي لعنته وَفِيه لُغَة ضم الْبَاء
وَمِنْه قَول ابْن عَبَّاس من شَاءَ باهلته
قَوْله يحْشر النَّاس عُرَاة بهما قَالَ أَبُو عَمْرو البهم وَاحِدهَا بهيم وَهُوَ الَّذِي لَا يخالط لَونه لون آخر وَقَالَ أَبُو عبيد المُرَاد أَنهم يحشرون بأجساد مصححة لخلود الْأَبَد لَيْسَ فِيهَا آفَة من عَمى وعرج وَغَيره
وَكَانَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِذا نزلت بِهِ إِحْدَى المبهمات كشفها وَهِي الْمسَائِل المعضلات الشاقة فقد أبهمت عَن الْبَيَان

(1/93)


وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن قَوْله تَعَالَى {وحلائل أَبْنَائِكُم الَّذين من أصلابكم} وَلم يبين أَدخل بهَا الابْن أم لَا فَقَالَ ابْن عَبَّاس أبهموا مَا أبهم الله.
قَالَ الْأَزْهَرِي رَأَيْت كثيرا من أهل الْعلم يذهبون بِهَذَا إِلَى إِبْهَام الْأَمر وَهُوَ إشكاله وَهُوَ غلط وَإِنَّمَا قَوْله {حرمت عَلَيْكُم أُمَّهَاتكُم} إِلَى قَوْله {وَبَنَات الْأَخ} هَذَا كُله يُسمى التَّحْرِيم الْمُبْهم لِأَنَّهُ لَا يحل بِوَجْه من الْوُجُوه وَإِنَّمَا أَرَادَ ابْن عَبَّاس أَن هَذَا أَمر مُبْهَم التَّحْرِيم أَي لَا وَجه فِيهِ غير التَّحْرِيم سَوَاء دَخَلْتُم بِالنسَاء أم لم تدْخلُوا بِهن وَأُمَّهَات نِسَائِكُم مُحرمَات من جَمِيع الْجِهَات فَأم الربائب فأمرهن لَيْسَ بمبهم لِأَنَّهُ لم يدْخل بأمهاتهن لم يحرمن لِأَن لَهُنَّ وَجْهَيْن أحللن فِي أَحدهمَا وحرمن فِي الآخر فَإِذا دخل بأمهات الربائب حرمن وَإِن لم يدْخل بِهن لم يحرمن فَهَذَا تَفْسِير الْمُبْهم الَّذِي أَرَادَ ابْن عَبَّاس.
وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا سجد لَو شَاءَت بهمة أَن تمر بَين يَدَيْهِ لمرت البهمة وَاحِدَة البهم وَهِي صغَار الْغنم وَالْمعْنَى لَو شَاءَت أَن تدخل تَحت يَدَيْهِ لشدَّة رَفعه إِيَّاهَا فِي السُّجُود.
فِي الحَدِيث خَرجُوا بدريد بن الصمَّة يتبهنون بِهِ قد قيل إِن

(1/94)


الرَّاوِي غلط فِي الصَّحِيحَيْنِ قَولَانِ أَحدهمَا يتبهنون أَي يتبخترون فِي الْمَشْي وَالثَّانِي يتيمنون بِهِ.
فِي الحَدِيث قَالَ رجل لما فتحت مَكَّة أبهوا الْخَيل أَي عطلوها من الْغَزْو قَالَه أَبُو عبيد.
وَقَالَ أَبُو زَكَرِيَّاء الْبَرْبَرِي إِنَّمَا المُرَاد وَسعوا لَهَا فِي الْعلف وأريحوها لَا عطلوها من الْغَزْو وَمِنْه بهو الْبَيْت.
بَاب الْبَاء مَعَ الْيَاء
بشر خَدِيجَة بِبَيْت من قصب وَهُوَ أحد الْبيُوت.
وَقَالَت عَائِشَة تزَوجنِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَلَى بَيت قِيمَته خَمْسُونَ درهما أَي عَلَى مَتَاع بَيت.
قَوْلهم حياك الله وبياك قَالَ الْفراء أصل بياك بوأك فَخفف وقلب وَمَعْنى بوأك أسكنك منزلا فِي الْجنَّة وهيأه لَك وَقَالَ غَيره بياك عجل لَك مَا تحب وَقَالَ آخر بياك تغمدك بالتحية.
وَقَالَ آخر استقبلك بِمَا تُرِيدُ.
وَقَول الْعَبَّاس حَتَّى احتوى بَيْتك الْمُهَيْمِن أَرَادَ بِالْبَيْتِ الشّرف.

(1/95)


قَوْله حَتَّى يكون الْبَيْت بالوصيف أَرَادَ بِالْبَيْتِ الْقَبْر.
وَسُئِلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن أهل الدَّار يبيتُونَ أَي يصابون لَيْلًا.
فِي الحَدِيث حَتَّى إِذا كَانُوا بِالْبَيْدَاءِ الْبَيْدَاء مفازة لَيْسَ فِيهَا شَيْء.
قَوْله بيد أَنِّي من قُرَيْش أَي غير.
وَمثله بيد أَنهم أُوتُوا الْكتاب قبلنَا قَالَ أَبُو عبيد الْمَعْنى غير أَنهم وَعَلَى أَنهم.
وَفِي الحَدِيث وَبعث البيادقة وهم الرجالة.
وَسُئِلَ سعد عَن السلت بالبيضاء فكرهه والبيضاء هَا هُنَا

(1/96)


الْحِنْطَة وَيُقَال لَهَا السمراء أَيْضا.
وَفِي ذكر حمير كَانَت لَهُم الْبَيْضَاء والسوداء وَفَارِس الْحَمْرَاء والجزية الصَّفْرَاء المُرَاد بالبيضاء الخراب وبالسوداء العامر وَأَرَادَ بِفَارِس الْحَمْرَاء الْعَجم والجزية الصَّفْرَاء الذَّهَب وَكَانُوا يجتبون الْخراج ذَهَبا.
فِي الحَدِيث حَتَّى يستبيح بيضتهم أَي جَمَاعَتهمْ وأصلهم وَتقول الْعَرَب فلَان بَيْضَة الْبَلَد يمدحه بذلك وتقوله للذم فَمن الْمَدْح قَول امْرَأَة ترثي عَمْرو بن عبد ود حِين قَتله عَلّي بن أبي طَالب
(لَو كَانَ قَاتل عَمْرو غير قَاتله ... بكيته مَا أَقَامَ الرّوح فِي جَسَدِي)
(لَكِن قَاتله من لَا يعاب بِهِ ... وَكَانَ يدع قَدِيما بَيْضَة الْبَلَد)
وَمن الذَّم قَول أعرابية ترثي بنيها
(لهفي عَلَيْهِم لقد أَصبَحت بعدهمْ ... كَثِيرَة الْهم وَالْأَحْزَان والكمد)
(قد كنت قبل مناياهم بمغبطة ... فصرت مُفْردَة كبيضة الْبَلَد)
فالبيضة الممدوحة الَّتِي تصونها النعامة وتحفظها لِأَن فِيهَا فرخا وَفِي

(1/97)


المذمومة قَولَانِ أَحدهمَا أَنَّهَا بَيْضَة النعامة إِذا انفلقت عَن فرخها فَإِنَّهَا تدمي بهَا وَالثَّانِي أَنَّهَا الْبَيْضَة الَّتِي قَامَت عَنْهَا النعامة وتركتها فَلَا خير فِيهَا.
قَوْله البيعان بِالْخِيَارِ يُرِيد البَائِع وَالْمُشْتَرِي يُقَال لكل وَاحِد مِنْهُمَا بيع وبائع وَقَالَ أَبُو عبيد من حُرُوف الأضداد يُقَال بَاعَ من غَيره وَبَايع إِذا اشْتَرَى.
وَفِي حَدِيث ابْن عمر أَنه كَانَ لَا يمر بسقاط وَلَا صَاحب بيعَة إِلَّا سلم عَلَيْهِ السقاط الَّذِي يَبِيع السقط والبيعة من البيع كالركبة والقعدة.
قَوْله لَا يتبيغ بأحدكم الدَّم فيقتله قَالَ اللَّيْث التبيغ ثورة الدَّم يُقَال تبيغ بِهِ الدَّم إِذا غَلبه.
قَوْله إِلَّا أَن التبين من الله يَعْنِي التثبت.
قَوْله إِن من الْبَيَان لسحرا وَهُوَ إِظْهَار الْمَقْصُود بأبلغ

(1/98)


لفظ قَالَ أَبُو عُبَيْدَة مَعْنَاهُ أَنه قد يبلغ من بَيَان ذِي الفصاحة أَنه يمدح الْإِنْسَان بِصدق حَتَّى يصرف الْقُلُوب إِلَى قَوْله ثمَّ يذمه فَيصدق حَتَّى يصرف الْقُلُوب إِلَى قَوْله فَكَأَنَّهُ سحر السامعين بذلك.
فِي حَدِيث النُّعْمَان بن بشير أَن رَسُول الله قَالَ لِأَبِيهِ هَل أبنت كل وَاحِد مِنْهُم بِمثل الَّذِي أبنت هَذَا أَي هَل أَعْطَيْت كل وَاحِد مِنْهُم مَا تبينه بِهِ وَالِاسْم البائنة قَالَ أَبُو زيد لَا تكون البائنة إِلَّا من الْوَالِدين أَو أَحدهمَا.
وَمِنْه قَول أبي بكر لعَائِشَة إِنِّي كنت قد أبنتك بنحل
فِي الحَدِيث شبهت وُقُوع السيوف بِوُقُوع البيارز عَلَى المواجن البيارز العصي والمواجن الْخشب الَّذِي يدق عَلَيْهِ الْقصار.
كَانَت أم عَطِيَّة لَا يذكر رَسُول الله إِلَّا قَالَت بيبا وَهِي لُغَة فِي قَوْلهم بِأبي أبدلت الْهمزَة يَاء.
بَاب الْبَاء وَحدهَا
جَاءَ رجل إِلَى رَسُول الله فَذكر لَهُ أَن رجلا ظَاهر من امْرَأَته فَقَالَ لَعَلَّك بذلك أَي لَعَلَّك صَاحب الْأَمر.
أُتِي عمر بِامْرَأَة قد فجرت فَقَالَ من بك أَي من الْفَاعِل بك

(1/99)


وَكَانَ ابْن عمر إِذا أصَاب الْغَرَض قَالَ أَنا بهَا أَي أَنا صَاحبهَا.
قَوْله من تَوَضَّأ فِيهَا ونعمت أَي فبالرخصة أَخذ.
قَوْله الطَّلَاق بِالرِّجَالِ أَي يعْتَبر بِالرِّجَالِ فالحرة تَحت الْمَمْلُوك تبين بطلقتين والمملوكة تَحت الْحر لَا تبين إِلَّا بِثَلَاث.

(1/100)