غريب الحديث لابن الجوزي

كتاب التَّاء
بَاب التَّاء مَعَ الْألف
فِي الحَدِيث أَن رجلا أَتَاهُ فأتأر النّظر إِلَيْهِ أَي أحده.
فِي حَدِيث الصِّرَاط فيمر الرجل كشد الْفرس التئق الْجواد يَعْنِي الممتلئ نشاطا يُقَال أتأقت الْإِنَاء إِذا ملأته.
بَاب التَّاء مَعَ الْبَاء
فِي الحَدِيث الذَّهَب بِالذَّهَب تبرها وعينها التبر يُقَال لِلذَّهَبِ وَالْفِضَّة مَا لم تطبعا قَالَ الْأَزْهَرِي التبر يَقع عَلَى جَمِيع جَوَاهِر الأَرْض قبل أَن يصاغ مِنْهَا النّحاس والصفر والشبة والزجاج وَيُقَال للقطعة مِنْهَا تبرة مَا لم تطبع فَإِذا طبع سمي عينا.

(1/101)


قَوْله إِذا أتبع أحدكُم عَلَى مَلِيء فَليتبعْ الْمَعْنى إِذا أُحِيل فَليَحْتَلْ.
فِي الحَدِيث اشْتَرَى رجل معدنا بِمِائَة شَاة مُتبع أَي يتبعهَا أَوْلَادهَا.
وَقَالَ رجل يَا رَسُول الله مَا المَال الَّذِي لَيْسَ فِيهِ تبعة من طَالب وضيف فَقَالَ نعم المَال أَرْبَعُونَ وَالْكثير سِتُّونَ يُرِيد لَيْسَ فِيهِ مَا يتبعهُ ويحمله من نَوَائِب الْحُقُوق.
فِي حَدِيث معَاذ فِي كل ثَلَاثِينَ تبيع التبيع ولد الْبَقَرَة أول سنة.
قَالَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ اتبعُوا الْقُرْآن وَلَا يتبعنكم أَي اجعلوه إِمَامًا ثمَّ اُتْلُوهُ وَلَا تتركوا الْعَمَل بِهِ فَيكون وراءكم يطالبكم بتضييعه.
قَالَ أَبُو وَاقد رابعنا الْأَعْمَال فَلم نجد أبلغ من الزّهْد أَي أحكمناها معرفَة.

(1/102)


فِي الحَدِيث إِن الرجل يتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ يتَبَيَّن فِيهَا يهوي بهَا فِي النَّار.
قَالَ أَبُو عبيد هُوَ إغماض الْكَلَام والجدل فِي الدَّين.
قَالَ سَالم بن عبد الله كُنَّا نقُول فِي الْحَامِل إِذا مَاتَ عَنْهَا زَوجهَا ينْفق عَلَيْهَا من جَمِيع المَال تبنتم مَا تبنتم أَي أدققتم النّظر فقلتم ينْفق عَلَيْهَا من نصِيبهَا وَهِي التبانة والطبانة ومعناهما دقة النّظر وَشدَّة الفطنة يُقَال رجل تبن وطبن وإتبان الشُّعَرَاء فطنتهم.
بَاب التَّاء مَعَ التَّاء
فِي الحَدِيث لَا تتابعوا فِي الْكَذِب التَّتَابُع فِي الشَّرّ والتتابع فِي الْخَيْر.
بَاب التَّاء مَعَ الْجِيم
فِي الحَدِيث فَاتَت الْجَمَاعَة رجلا فَقَالَ من يتجر عَلَى هَذَا أَي يطْلب الْأجر بِالصَّلَاةِ مَعَه.
وَمثله فِي الْأَضَاحِي كلوا وَاتَّجرُوا أَي اطْلُبُوا الْأجر بِالصَّدَقَةِ.

(1/103)


عَنْهَا وَقَالَ الْخطابِيّ الصَّوَاب ايتجروا.
فِي الحَدِيث أعد للفقر جفافا التجفاف مَا جلل بِهِ الْفرس فِي الْحَرْب وَغَيرهَا من حَدِيد وَغَيره والمجفف من الْخَيل الَّذِي عَلَيْهِ التجافيف.
بَاب التَّاء مَعَ الْحَاء
التَّحِيَّات لله قَالَ أَبُو عبيد التَّحِيَّة الْملك وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم التَّحِيَّة السَّلامَة من الْمنية والآفات وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة كَانَ الْمُلُوك يحيون بتحيات مُخْتَلفَة فَيُقَال لبَعْضهِم اسْلَمْ وانعم ولبعضهم أَبيت اللَّعْن فَقيل لنا قُولُوا التَّحِيَّات لله أَي الْأَلْفَاظ الَّتِي تدل عَلَى الْملك ويكنى بهَا عَن الله.
فِي الحَدِيث وَتظهر التحوت وهم أراذل النَّاس.
بَاب التَّاء مَعَ الْخَاء
مَلْعُون من غير تخوم الأَرْض وَهِي المعالم وَالْحُدُود يغيرها ليدْخل فِي أرضه مَا لَيْسَ لَهُ.
قَالَ أَبُو عبيد أَصْحَاب الْعَرَبيَّة يَقُولُونَ التخوم بِفَتْح التَّاء ويجعلونه وَاحِدًا وَأهل الشَّام يضمون التَّاء وَالْوَاحد مِنْهَا تخم.
بَاب التَّاء مَعَ الرَّاء
قَوْله عَلَيْك بِذَات الدَّين تربت يداك أَي افْتَقَرت قَالَ أَبُو

(1/104)


عبيد وَلم يرد بِهِ الدُّعَاء لَكِنَّهَا كلمة جَارِيَة عَلَى أَلْسِنَة الْعَرَب يَقُولُونَهَا وَلَا يُرِيدُونَ وُقُوع ذَلِك قَالَ وَقد قَالَ قوم تربت استغنت وَهَذَا خطأ لَا يجوز وَقَالَ ابْن عَرَفَة تربت يداك إِن لم تفعل.
قَوْله خلق الله التربة يَوْم السبت يَعْنِي الأَرْض.
فِي الحَدِيث فَقَالَ لِترْجُمَانِهِ الترجمان الْمعبر.
وَنَهَى عَن لبس القسي المترج قَالَ الْأَزْهَرِي المترج المشبع حمرَة.
فِي الحَدِيث ربعَة من الرِّجَال تار التار الممتلئ.
وَأتي ابْن مَسْعُود بسكران فَقَالَ ترتروه وَفِي لفظ تلتلوه ومزمزوه. قَالَ أَبُو عمر هُوَ أَن يُحَرك ويستنكه ليظْهر مِنْهُ ريح مَا شرب.
قَالَ أَبُو عبيد الترترة والتلتلة والمزمزة التحريك ليوجد مِنْهُ الرّيح.

(1/105)


قَالَ مُجَاهِد لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يكثر التراز وَهُوَ موت الْفجأَة.
فِي الحَدِيث لَو وزن خوف الْمُؤمن ورجاؤه بميزان تريص لم يزدْ أَحدهمَا أَي مُحكم مستو.
قَوْله منبري عَلَى ترعة فِيهَا ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا أَنَّهَا الرَّوْضَة تكون عَلَى الْمَكَان الْمُرْتَفع خَاصَّة فَإِذا كَانَت فِي الْمَكَان المطمئن فَهِيَ رَوْضَة قَالَه أَبُو عبيد وَالثَّانِي أَنَّهَا الدرجَة وَالثَّالِث الْبَاب حَكَاهُمَا الْأَزْهَرِي.
قَوْله لَا تجَاوز تراقيهم الترقوة الْعظم المشرف فِي أَعلَى الصَّدْر وهما ترقوتان وَالْجمع تراقي.
قَوْله إِن فِي عَجْوَة الْعَالِيَة ترياق الترياق مَا يسْتَعْمل لدفع السم وَهُوَ رومي مُعرب وَيُقَال درياق وطرياق.

(1/106)


قَالَ الْحسن لله ترائك فِي خلقه يَعْنِي أمورا أبقاها فِي الْعباد من الأمل والغفلة.
فِي الحَدِيث جَاءَ الْخَلِيل إِلَى مَكَّة يطْلب تركته يَعْنِي وَلَده الَّذِي تَركه.
بَاب التَّاء مَعَ السِّين
فِي الحَدِيث فَأَمرهمْ أَن يمسحوا عَلَى التساخين قَالَ أَبُو عبيد هِيَ الجوارب.
وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن عَاشُورَاء فَقَالَ التَّاسِع قَالَ الْأَزْهَرِي كَأَنَّهُ تَأَول فِيهِ عشر الْورْد فَإِنَّهَا تِسْعَة أَيَّام يَقُول الْعَرَب وردن الْإِبِل عشرا إِذا وَردت يَوْم التَّاسِع.

(1/107)


بَاب التَّاء مَعَ الْعين
فِي الحَدِيث وَقَامَ تعار وَهُوَ جبل.
قَوْله وَالَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن ويتعتع فِيهِ التعتعة التَّرَدُّد فِي الشَّيْء والتبلد.
تعس مسطح الْمَعْنى عثر وانكب فِيهِ لُغَتَانِ فتح الْعين وَكسرهَا.
فِي الحَدِيث أهدوا إِلَيْهِ التعضوض وَهُوَ ضرب من التَّمْر.
بَاب التَّاء مَعَ الْغَيْن
فِي الحَدِيث لَا تقبل شَهَادَة ذِي تغبة.
قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ الْفَاسِد فِي دينه وَسُوء أَفعاله والتغب الْقَبِيح فِي دينه وَاحِدهَا تغبة.
فِي حَدِيث الضَّحَّاك أَنه ولد وَهُوَ متغر.
قَالَ شمر الاتغار يكون فِي النَّبَات والسقوط فَمن النَّبَات حَدِيث الضَّحَّاك ولد وَهُوَ متغر وَمن السُّقُوط حَدِيث إِبْرَاهِيم كَانُوا يحبونَ أَن

(1/108)


يعلمُوا الصَّبِي الصَّلَاة إِذا اتغر.
قَالَ شمر وَهَذَا عِنْدِي بِمَعْنى السُّقُوط يدل عَلَيْهِ قَول إِبْرَاهِيم إِذا تغر وتغر لَا يكون إِلَّا بِمَعْنى السُّقُوط.
وَقَالَ جَابر لَيْسَ فِي سنّ الصَّبِي شَيْء مَا لم يتغر يَعْنِي ينْبت بعد السُّقُوط.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي إِذا وَقع مقدم الْفَم من الصَّبِي قيل اتغر بِالتَّاءِ فَإِذا قلع من الرجل المسن قيل قد ثغر بالثاء فَهُوَ مثغور قَالَ أَبُو زيد إِذا سَقَطت رواضع الصَّبِي قيل قد ثغر فَهُوَ مثغور فَإِذا نَبتَت بعد السُّقُوط قيل أثغر بِالتَّشْدِيدِ واثغر.
بَاب التَّاء مَعَ الْفَاء
فِي الحَدِيث تفل فِيهِ وَهُوَ نفخ مَعَه ريق.
وليخرجن تفلات الْمَعْنى ليخرجن كالمنتنات الرّيح لترك الطّيب.
وَمِنْه قَول عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام الشَّمْس تنفل الرّيح.

(1/109)


وَوصف ابْن مَسْعُود الْقُرْآن فَقَالَ لَا يتفه وَهُوَ من الشَّيْء التافه وَهُوَ الحقير.
بَاب التَّاء مَعَ الْقَاف
ذكر عَطاء فِي الصَّدَقَة النقدة وفيهَا قَولَانِ أَحدهمَا الكزبرة وَالثَّانِي الكرويا يُقَال نقدة وتقدة.
وَقَالَ ابْن دُرَيْد هِيَ التقردة قَالَ وَأهل الْيمن يسمون الأبزار كلهَا تقردة.
بَاب التَّاء مَعَ اللَّام
قَالَ ابْن مَسْعُود آل حم من تلادي أَي من أول مَا تعلمت.
وَفِي حَدِيث شُرَيْح أَن رجلا اشْتَرَى جَارِيَة وَشرط أَنَّهَا مولدة فَوَجَدَهَا تليدة.
قَالَ ابْن قُتَيْبَة التليدة الَّتِي ولدت بِبِلَاد الْعَجم وحملت فَنَشَأَتْ بِبِلَاد الْعَرَب والمولدة الَّتِي ولدت بِبِلَاد الْإِسْلَام.
فِي صفة السَّحَاب وأدحضت التلاع أَي جَعلتهَا زلقا والتلاع يُقَال لما انحدر من الأَرْض وَلما أشرف.
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء وَتَرَكُوك لمتلك أَي لمصرعك.
فِي الحَدِيث جَاءَ بِنَاقَة كوماء فتلها أَي أناخها.

(1/110)


قَوْله أتيت بمفاتح الخزائن فتلت فِي يَدي أَي صبَّتْ.
وَفِي حَدِيث آخر فتله فِي يَده أَي وَضعه فِي يَده.
وَأتي ابْن مَسْعُود بسكران فَقَالَ تلتلوه وَقد سبق.
قَالَ ابْن عمر لرجل خُذْهَا تلان مَعَك أَي الْآن وَهِي لُغَة مَعْرُوفَة تزاد التَّاء فِي الْآن وَفِي حِين.
فِي الحَدِيث لم يتلعثم أَي لم يتمكث وَلم ينْتَظر.
فِي الحَدِيث لَا دَريت وَلَا تليت كَذَا الرِّوَايَة وَمَعْنَاهُ لَا تَلَوت أَي لَا قَرَأت من تَلا يَتْلُو إِنَّمَا قيل تليت ليزدوج الْكَلَام كَمَا قَالُوا الغدايا والعشايا ذكره الْأَزْهَرِي وَقَالَ يُونُس الصَّوَاب فِي الرِّوَايَة وَلَا أتليت دُعَاء عَلَيْهِ أَن لَا تتلى إبِله أَي لَا يكون لَهَا أَوْلَاد فتتلوها.
وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الصَّوَاب فِي الرِّوَايَة وَلَا ايتليت من ألوت أَي

(1/111)


أطقت أَي لَا اسْتَطَعْت تَدْرِي.
بَاب التَّاء مَعَ الْمِيم
كَانَ النَّخعِيّ لَا يرَى بَأْسا بالتتمير وَهُوَ صفيف الْوَحْش أَرَادَ أَنه لَا بَأْس أَن يتزوده الْمحرم يُقَال تمرت اللَّحْم تتميرا.
فِي الحَدِيث أَن التمائم من الشّرك وَهِي خَرَزَات كَانَت الْعَرَب تعلقهَا عَلَى الصّبيان يَتَّقُونَ بهَا الْعين بزعمهم فَلَمَّا أَرَادوا دفع الْمَقَادِير بذلك كَانَ شركا
فِي الحَدِيث الْجذع التم يُجزئ وَهُوَ التَّام
بَاب التَّاء مَعَ النُّون
فِي الحَدِيث فتنخوا فِي الْإِسْلَام أَي ثبتوا عَلَيْهِ وَأَقَامُوا يُقَال تنخ بِالْمَكَانِ وَقد رُوِيَ نتخوا بِتَقْدِيم النُّون وَالْمعْنَى وَاحِد.
فِي الحَدِيث كسفت الشَّمْس فآضت كَأَنَّهَا تنومة.
قَالَ أَبُو عبيد هِيَ من نَبَات الأَرْض وَفِي ثَمَرهَا سَواد.
قَالَ عمار رَسُول الله تني وتربي.

(1/112)


تن الرجل مثله فِي السن يُقَال هم أتران وأتنان وأسنان قَالَ قَتَادَة كَانَ حميد بن هِلَال أعلم من بِالْبَصْرَةِ غير أَن التناوة أضرت بِهِ.
قَالَ الْأَصْمَعِي إِنَّمَا هِيَ التناية بِالْيَاءِ وَذَاكَ أَنه كَانَ ينزل قَرْيَة وَيتْرك المذاكرة وَفِي رِوَايَة غير أَن النباوة أضرت بِهِ بالنُّون وَالْبَاء قَالَ الْأَزْهَرِي كَأَنَّهُ أَرَادَ طلب الشّرف أضربه وَالْأول أظهر.
قَالَ عمر ابْن السَّبِيل أَحَق بِالْمَاءِ من التانئ التانئ الْمُقِيم وَجمع التانئ تناء وَأَرَادَ عمر أَن ابْن السَّبِيل إِذا مر بركية عَلَيْهَا قوم مقيمون فَابْن السَّبِيل أَحَق لِأَنَّهُ مار وهم مقيمون.
بَاب التَّاء مَعَ الْوَاو
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام يَا رَسُول الله مَالك تتوق فِي قُرَيْش قَالَ ابْن جرير تتوق تفعل من التوق إِلَى الشَّيْء وَهُوَ الشوق إِلَيْهِ.
وَمن رَوَاهُ تنوق فَإِنَّهُ بِمَعْنى يستجيد من التنيقة.
فِي الحَدِيث التولة من الشّرك التَّاء الْمَكْسُورَة غير مَهْمُوزَة وَهُوَ مَا يحبب الْمَرْأَة إِلَى زَوجهَا من السحر.
فَأَما التولة بِضَم التَّاء فَهِيَ الداهية وَهل تهمز هَذِه فِيهَا لُغَتَانِ.

(1/113)


وَمن هَذِه قَول أبي جهل يَوْم بدر إِن الله أَرَادَ بِقُرَيْش التولة.
فِي الحَدِيث الِاسْتِجْمَار تو أَي وتر لِأَنَّهُ ثَلَاث.
قَالَ الشّعبِيّ فَمَا مَضَت إِلَّا توة أَي سَاعَة.
قَوْله للنِّسَاء أتعجز إحداكن أَن تتَّخذ تومتين وفيهَا قَولَانِ أَحدهمَا أَنَّهَا مثل الدرة من فضَّة.
وَفِي صفة الْكَوْثَر رضراضة التوم يَعْنِي الدّرّ وَالثَّانِي القرط.
بَاب التَّاء مَعَ الْهَاء
جَاءَ رجل بِهِ وضح إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ انْظُر بطن وَاد لَا منجد وَلَا مُتَّهم فتمعك فِيهِ فَفعل فَلم يزدْ الوضح حَتَّى مَاتَ الْمُتَّهم الَّذِي ينصب مَاؤُهُ إِلَى تهَامَة قَالَ اللَّيْث تهَامَة اسْم مَكَّة والنازل بهَا مُتَّهم.
قَالَ الْأَصْمَعِي سَمِعت الْعَرَب يَقُولَن إِذا انجدت من ثنايا عرق فقد أتهمت.
قَالَ الْأَزْهَرِي لم يرد رَسُول الله أَن الْوَادي لَيْسَ من نجد وَلَا من تهَامَة وَلكنه أَرَادَ حدا من نجد وتهامة فَلَيْسَ ذَلِك الْموضع من نجد كُله وَلَا من تهَامَة كُله وَلكنه تهام منجد

(1/114)


قَالَ ابْن الْأَعرَابِي نجد مَا بَين العذيب إِلَى ذَات عرق وَإِلَى الْيَمَامَة وَإِلَى الْيمن وَإِلَى جبلي طَيء وَمن المربد إِلَى وجرة وَذَات عرق أول تهَامَة إِلَى الْبَحْر وَجدّة وَالْمَدينَة لَا تهامية وَلَا نجدية فَإِنَّهَا حجاز فَوق الْغَوْر وَدون نجد.
وَقَالَ الْبَاهِلِيّ تهَامَة مَا بَين ذَات عرق إِلَى مرحلَتَيْنِ من وَرَاء مَكَّة وَمَا وَرَاء ذَلِك من الْمغرب فَهُوَ غور.
بَاب التَّاء مَعَ الْيَاء
فِي حَدِيث أبي أَيُّوب أَنه ذكر الغول فَقَالَ قل لَهَا تيسي جعار.
قَالَ القتيبي قَوْله تيسي كلمة تقال فِي مَعْنَى الْإِبْطَال للشَّيْء والتكذيب بِهِ فَكَأَنَّهُ قَالَ كذبت يَا جاعرة وجعار مَأْخُوذ من الجعر وَهُوَ الْحَدث وجعار معدول عَن جاعرة قَالَ والعامة تغير هَذَا اللَّفْظ فتبدل من التَّاء ظاء وَمن السِّين زايا.
وَفِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام وَالله لأتيسنهم أَي لأبطلن قَوْلهم.
قَوْله فِي التيعة شَاة قَالَ أَبُو عبيد التيعة الْأَرْبَعُونَ من الْغنم.
فِي الحَدِيث لَا تتايعوا فِي الْكَذِب كَمَا يتتايع الْفراش فِي النَّار التتايع التهافت فِي الشَّرّ.
وَمثله لَوْلَا أَن يتتايع فِيهِ الغيران والسكران والتتابع فِي الْخَيْر.

(1/115)


قَوْله التيمة لصَاحِبهَا وَهِي الشَّاة الزئدة عَلَى الْفَرِيضَة وَقيل هِيَ الدَّاجِن.

(1/116)