غريب الحديث لابن الجوزي كتاب الْجِيم
بَاب الْجِيم مَعَ الْألف
قَوْله فجئثت مِنْهُ أَي رعبت.
قَالَ أَبُو عبيد وَيُقَال جئثت والمجؤوث والمجثوث المرعوب.
قَوْله وَكَأَنِّي أنظر إِلَى مُوسَى لَهُ جؤار إِلَى ربه أَي رفع
الصَّوْت.
بَاب الْجِيم مَعَ الْبَاء
فِي حَدِيث أُسَامَة فَلَمَّا رأونا جبأوا من أجنيتهم أَي خَرجُوا
مِنْهَا
(1/133)
فِي الحَدِيث قعد عَلَى جبا الرَّكية
وَهُوَ مَا حول الْبِئْر.
وسحر رَسُول الله فِي جب طلعة أَي فِي داخلها وَفِي رِوَايَة جف طلعة
وَهُوَ وعاؤها.
وَنَهَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن الْجب وَهِي المزادة يخيط
بَعْضهَا إِلَى بعض ينتبذون فِيهَا.
فِي الحَدِيث مر بجبوب بدر وَهِي الأَرْض الغليظة الصلبة.
وَلما وضعت ابْنة رَسُول الله فِي الْقَبْر طفق يطْرَح إِلَيْهِم
الجبوب وَيَقُول سدوا الْفرج.
وَتزَوج رجل بِامْرَأَة جباء وَهِي الصَّغِيرَة الثديين وَقيل الَّتِي
فَخذهَا قَلِيل اللَّحْم.
وأودع ابْن عَوْف لما أَرَادَ أَن يُهَاجر جبجبة فِيهَا نَوى من ذهب.
رَوَاهَا القتيبي بِفَتْح الجيمين وَقَالَ هِيَ زنبيل لطيف من جُلُود
وَكَانَ عُرْوَة
(1/134)
يتَّخذ من جلد الْميتَة جباجب.
وَقَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد هِيَ مَضْمُومَة الجيمين وَكَذَلِكَ
ذكرهَا الْأَزْهَرِي.
فِي الحَدِيث يَا أهل الجباجب وفسروها بالمنازل.
فِي الحَدِيث المتمسك بِطَاعَة الله إِذا جبب النَّاس كالكار بعد الفار
يَعْنِي إِذا ترك النَّاس الطَّاعَات وَرَغبُوا عَنْهَا يُقَال جبب
الرجل إِذا مَضَى مسرعا فَارًّا من الشَّيْء.
فِي الحَدِيث كَثَافَة جلد الْكَافِر أَرْبَعُونَ ذِرَاعا بِذِرَاع
الْجَبَّار قَالَ ابْن قُتَيْبَة الْجَبَّار هَا هُنَا الْملك قَالَ
وَأَحْسبهُ ملكا من مُلُوك الْأَعَاجِم كَانَ تَامّ الذِّرَاع وَقَالَ
أَبُو عمر الزَّاهِد الْجَبَّار هَا هُنَا الطَّوِيل يُقَال نَخْلَة
جبارَة.
فِي الحَدِيث ثمَّ ملك وجبروة يُقَال جَبَّار بَين الجبرية والجبروة
والجبورة.
قَوْله العجماء جرحها جَبَّار أَي هدر.
وَكَذَلِكَ قَوْله الرجل جَبَّار أَي مَا أَصَابَت الدَّابَّة برجلها.
(1/135)
وَفِي الدُّعَاء اجبرني أَي رد عَلّي عوض
مَا ذهب مني.
قَالَ عِكْرِمَة الرجل سكت أجبلت أَي انْقَطَعت وَالْأَصْل فِي هَذَا
أَن الْحَافِر إِذا أَفْضَى إِلَى صَخْرَة لَا يعْمل فِيهَا الْحَدِيد
قيل أجبل أَي أَفْضَى إِلَى جبل.
قَوْله لَيْسَ فِي الْجَبْهَة صَدَقَة وَهِي الْخَيل.
وَفِي حَدِيث آخر إِن الله أراحكم من الْجَبْهَة والبجة والسجة فالجبهة
هَا هُنَا المذلة والبجة الفصيد الَّذِي كَانَت الْعَرَب تتناوله
كَانُوا يفصدون الدَّابَّة وَيَشْرَبُونَ دَمهَا والسجة المذيق
وَالْمعْنَى أَنه قد نقلكم من الضّيق إِلَى السعَة وَقَالَ أَبُو عبيد
إِنَّمَا هِيَ أَسمَاء أصنام كَانَت تعبد.
وَفِي حَدِيث سعد نبطي فِي جبوته وَيروَى جبته يَعْنِي اسْتِيفَاء
الْخراج.
فِي الحَدِيث من أجبى فقد أربا قَالَ أَبُو عبيد الإجباء بيع الْحَرْث
قبل أَن يَبْدُو صَلَاحه وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الإجباء أَن يغيب
(1/136)
إبِله عَن الْمُصدق يُقَال جبأ عَن
الشَّيْء إِذا توارى وأجبأته إِذا واريته.
وَذكر ابْن مَسْعُود الْقِيَامَة فَقَالَ ويجبوا تجبية رجل وَاحِد
قيَاما لرب الْعَالمين قَالَ أَبُو عبيد التجبية تكون فِي حَالين
أَحدهمَا أَن يضع يَده عَلَى ركبته وَهُوَ قَائِم وَهَذَا هُوَ
الرُّكُوع وَالثَّانِي أَن ينكب عَلَى وَجهه باركا وَالْأول أليق بقوله
قيَاما وَقد قيل إِنَّمَا أَرَادَ فتخرون سجدا فَجعل السُّجُود هُوَ
التجبية.
وَفِي الحَدِيث نشترط أَن لَا نجبي أَي لَا نركع وَلَا نسجد.
وَفِي الحَدِيث من أَتَى امْرَأَة مجبية وَأَصله من جبى الرجل إِذا أكب
عَلَى وَجهه.
فِي الحَدِيث بَيت من لؤلؤة مجباة مجوفة.
بَاب الْجِيم مَعَ الثَّاء
فِي الحَدِيث يصير يَوْم الْقِيَامَة جبا أَي جماعات.
وَمثله من دَعَا دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة فَهُوَ من جثا جَهَنَّم الجثا
جمع جثوَة والجثوة الشَّيْء الْمَجْمُوع وَالْمرَاد من جماعات جَهَنَّم
وَقد رُوِيَ
(1/137)
من جثى جَهَنَّم بتَشْديد الثَّاء
وَمَعْنَاهُ من الَّذين يجثون عَلَى الركب من قَوْله تَعَالَى {حول
جَهَنَّم جثيا} .
وَقَالَ لنا أَبُو مُحَمَّد ابْن الخشاب النَّحْوِيّ فِي الحَدِيث
الأول إِنَّمَا هُوَ يصير النَّاس جثا بِالتَّشْدِيدِ وَهُوَ جمع جاث
كغاز وغزا قَالَ فَأَما جثا خَفِيفَة فَهُوَ جمع جثوَة وَلَا مَعْنَى
لَهُ هَا هُنَا.
فِي الحَدِيث نهَى عَن الْمُجثمَة قَالَ أَبُو عبيد هِيَ المصبورة
لَكِنَّهَا لَا تكون إِلَّا فِي الطير والأرانب وَمَا أشبه ذَلِك مَا
يجثم لِأَن الطير تجثم بِالْأَرْضِ إِذا لزمتها.
بَاب الْجِيم مَعَ الْحَاء
مر بِامْرَأَة مجح وَهِي الْحَامِل المقرب.
وَقَالَ الْحسن فِي فتْنَة ابْن الْأَشْعَث وَالله مَا أَدْرِي
أمستأصلة أم
(1/138)
مجحجحة أَي كَافَّة يُقَال جحجحت عَن
الْأَمر وجحجحت عَنهُ وَهُوَ من المقلوب.
قَالَت عَائِشَة إِذا حَاضَت الْمَرْأَة حرم الجحران رَوَاهُ من لَا
نَدْرِي بِكَسْر النُّون وعنى بِهِ الْفرج والدبر وَهُوَ غلط إِنَّمَا
هُوَ بِضَم النُّون كَذَا رَوَاهُ ابْن قُتَيْبَة وَذكر أَنه الْفرج
قَالَ وَهَذَا مَذْهَب فِي اللُّغَة صَحِيح لِأَن الْألف وَالنُّون
يزادان آخرا.
قَالَ أَبُو زيد جثت فِي عقب الشَّهْر وعقبانه وَقَالُوا حجر الضَّب
وجحر الأرقم وَقَالُوا لِلْفَرجِ خَاصَّة جحران فزادوا الْألف
وَالنُّون ليَكُون اسْما مُمَيّزا لَهُ من سَائِر الجحرة وهم
يَفْعَلُونَ مثل هَذَا كَمَا قَالُوا فحال النَّحْل وَفِي سَائِر
الْأَشْيَاء فَحل وَقَالُوا إخْوَة بلبان أمه وَقَالُوا فِي غير ذَلِك
لبن وَقَالُوا عجيزة الْمَرْأَة وَقَالُوا عجز فِي الرجل وَالْمَرْأَة
جَمِيعًا.
فِي صفة الدَّجَّال لَيست عينه بجحراء أَي غائرة منجحرة وَيروَى حجراء
بِالْحَاء قبل الْجِيم وَالْمعْنَى لَيست بصلبة متحجرة.
وَقَالَ الْأَزْهَرِي جخراء بِالْخَاءِ وَهِي الضيقة الَّتِي فِيهَا
رمض.
فِي الحَدِيث جحش شقَّه وَهُوَ أَن يخدش فينسحج الْجلد
(1/139)
فِي خطْبَة عَائِشَة وَأَنْتُم جحظ أَي
شاخصوا الْأَبْصَار.
فِي الحَدِيث فَإِذا جاخفت قُرَيْش الْملك أَي تقاتلوا وَتَنَاول
بَعضهم بَعْضًا بِالسُّيُوفِ.
فِي الحَدِيث إِنِّي امْرَأَة جحيمر وَهِي تَصْغِير جمحر وَهِي
الْعَجُوز الْكَبِيرَة.
بَاب الْجِيم مَعَ الْخَاء
كَانَ إِذا سجد حج وَيروَى جخ وَفِي لفظ رَأَيْته سَاجِدا وَهُوَ مجخ
وَالْمعْنَى أَنه يفتح عضديه فِي السُّجُود وَيرْفَع بَطْنه.
ونام ابْن عمر حَتَّى سنع جخيفه وَهُوَ الصَّوْت من الْجوف وَهُوَ أَشد
من الغطيط.
وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة كالكوز مجخيا والمجخي المائل قَالَ أَبُو عبيد
وَلَا أَحْسبهُ أَرَادَ إِلَّا المائل المنحرف فَلَا يثبت فِيهِ شَيْء
فَشبه بِهِ الْقلب الَّذِي لَا يعي خيرا.
(1/140)
بَاب الْجِيم مَعَ الدَّال
جَدب السمر بعد الْعشَاء أَي ذمه وعابه وكل عائب جادب قَالَ ذُو الرمة.
(فيا لَك من خد أسيل ومنطق ... رخيم وَمن خلق تقلل جادبه)
وَقَالَ عمر لقد اسْتَسْقَيْت بِمَجَادِيح السَّمَاء قَالَ أَبُو
عَمْرو المجاديح وَاحِدهَا مجدح وَهُوَ نجم من النُّجُوم كَانَت
الْعَرَب تزْعم أَنه يمطر كَقَوْلِهِم فِي الأنواء وَالْمرَاد بِهِ جعل
الاسْتِغْفَار استسقاء.
فِي الحَدِيث انْزِلْ فاجدح لنا الجدح أَن يخاض السويق بِالْمَاءِ أَو
بِاللَّبنِ ويحرك بالمجدح.
قَالَ اللَّيْث المجدح خَشَبَة فِي رَأسهَا خشبتان معترضتان.
فِي الحَدِيث حَتَّى يرجع المَاء إِلَى الْجدر يَعْنِي أصل الْجِدَار
قَالَ الْأَزْهَرِي أَرَادَ بالجدر مَا رفع من أعضاد المزرعة كالجدار.
وَقَوله لعَائِشَة أَخَاف أَن يدْخل قُلُوبهم أَن أَدخل الْجدر فِي
(1/141)
الْبَيْت يَعْنِي بالجدر الْحجر وَسمي جدرا
لما فِيهِ من أصُول الْحِيطَان.
فِي الحَدِيث لَا يُضحي بجدعاء وَهِي المقطوعة الْأذن.
قَوْله وَلَا ينفع ذَا الْجد وَهُوَ الْغَنِيّ والحظ فِي الرزق
وَالْمعْنَى إِنَّمَا تَنْفَعهُ الطَّاعَة.
وَمِنْه قَوْله فَإِذا أَصْحَاب الْجد محبوسون.
قَالَ أنس كَانَ الرجل إِذا قَرَأَ الْبَقَرَة وَآل عمرَان جد فِينَا
أَي عظم قدره.
وَكَانَ ابْن سِيرِين يخْتَار الصَّلَاة عَلَى الْجد وَهُوَ شاطئ
النَّهر وَبِه سميت جدة لِأَنَّهَا سَاحل الْبَحْر.
فِي الحَدِيث كَانَ يُصَلِّي فِي الْمَكَان الجدد وَهُوَ المستوى من
الأَرْض.
(1/142)
وَنَهَى عَن جدَاد اللَّيْل قَالَ
الْكسَائي والجداد الجداد والحصاد الْحَصاد وَإِنَّمَا نهَى عَن ذَلِك
لأجل الْمَسَاكِين فَإِنَّهُم كَانُوا يحْضرُون فَيصدق عَلَيْهِم.
وَقَالَ أَبُو بكر لعَائِشَة إِنِّي كنت نحلتك جاد عشْرين وسْقا أَي
نخلا يجد مِنْهُ هَذَا الْقدر.
فِي الحَدِيث فأتينا عَلَى جدجد متدمن.
قَالَ التِّرْمِذِيّ هِيَ الْبِئْر الْكَثِيرَة المَاء قَالَ أَبُو
عبيد إِنَّمَا هِيَ الْجد وَهِي الْبِئْر الجيدة الْموضع من الكلإ.
وَسُئِلَ عَطاء عَن الجدجد يَمُوت فِي المَاء قَالَ ابْن قُتَيْبَة
هُوَ الَّذِي يضر بِاللَّيْلِ فِي الصَّيف.
قَالَ معَاذ من كَانَت لَهُ أَرض جادسة وَهِي الَّتِي لم تحرث وَلم
تعمر.
قَالَ كَعْب شَرّ الحَدِيث التجديف وَهُوَ كفر النِّعْمَة واستقلالها.
وَمِنْه لَا تجدفوا بنعم الله تَعَالَى.
وَسَأَلَ عمر رجلا استهوته الْجِنّ فَقَالَ كَانَ شرابهم الجدف فِيهِ
ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا أَنه نَبَات يكون بِالْيمن تَأْكُله
الْإِبِل لَا يحْتَاج مَعَه إِلَى شراب مَاء.
(1/143)
وَالثَّانِي أَنه كل مَا لَا يغطى من
الشَّرَاب ذكرهَا أَبُو عبيد.
وَالثَّالِث الجدف الْقطع كَأَنَّهُ أَرَادَ مَا يُرْمَى بِهِ من
الشَّرَاب من زبد أَو رغوة أَو قذى قَالَ ابْن قُتَيْبَة.
قَوْله وَإِن آدم لَمُنْجَدِل فِي طينته أَي يلقى عَلَى الجدالة وَهِي
الأَرْض.
وَمثله أعزز عَلّي أَن أَرَاك مجدلا.
وَفِي الْعَقِيقَة يقطع جدولا أَي عضوا عضوا.
وَأَتَى رَسُول الله بجدايا جمع جداية وَهُوَ مَا بلغ من أَوْلَاد
الظباء سِتَّة أشهر أَو سَبْعَة وَهُوَ بِمَنْزِلَة الجدي فِي الْغنم.
قَوْله اللَّهُمَّ اسقنا جدى وَهُوَ الْمَطَر الْعَام.
وَمِنْه أَخذ جدى الْعَطِيَّة والجدوى.
فِي الحَدِيث فانثعبت جدية الجدية أول دفْعَة من الدَّم.
بَاب الْجِيم مَعَ الذَّال
كَانَ أنس يَأْكُل جذيذة قبل أَن يَغْدُو فِي حَاجته أَي يشرب شربة من
سويق وَسميت جذيذة لِأَنَّهَا تطحن.
(1/144)
وَمِنْه أَن عليا عَلَيْهِ السَّلَام أَمر
نَوْفًا أَن يَأْخُذ من مزودة جذيذا.
وَفِي حَدِيث حُذَيْفَة نزلت الْأَمَانَة فِي جذر قُلُوب الرِّجَال
الجذر الأَصْل.
قَالَ ورقة يَا لَيْتَني فِيهَا جذعا أَي لَيْتَني كنت حِين
النُّبُوَّة شَابًّا وَنصب جذعا بإضمار كنت والجذع اسْم لولد الْمعز
إِذا قوي الْجَذعَة الَّتِي يضحى بهَا.
قَالَ الْحَرْبِيّ إِنَّمَا يَجْزِي الْجذع فِي الْأَضَاحِي لِأَنَّهُ
ينزو ويلقح فَإِذا كَانَ من المعزى لم يلقح حَتَّى يصير ثنيا قَالَ
الْأَزْهَرِي أما الْبَعِير فَإِن يجذع عِنْد استكماله أَرْبَعَة
أَعْوَام ودخوله فِي السّنة الْخَامِسَة فالذكر جذع وَالْأُنْثَى
جَذَعَة وَهِي الَّتِي أوجبهَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي
صَدَقَة الْإِبِل وَلَيْسَ فِي صدقَات الْإِبِل سنّ فَوق الْجَذعَة
وَلَا يجرى الْجذع من الْإِبِل فِي الْأَضَاحِي فَأَما الْجذع من
الْخَيل فَإِن ابْن الْأَعرَابِي قَالَ إِذا استتم الْفرس سنتَيْن
فَهُوَ جذع فَإِذا استتم الثَّالِثَة فَهُوَ ثني أما الْجذع فِي
الْبَقر فَقَالَ الْأَصْمَعِي إِذا طلع قرن الْفَحْل وَقبض عَلَيْهِ
فَهُوَ غضب وَبعده جذع وَبعده ثني وَبعده رباع وَقَالَ
(1/145)
عتبَة بن أبي حَكِيم لَا يكون الْجذع من
الْبَقر حَتَّى يكون لَهُ سنتَانِ وَأول يَوْم فِي الثَّالِثَة وَأما
الْجذع من الضَّأْن فَإِنَّهُ يجْرِي فِي الْأُضْحِية خَاصَّة وَقد
اخْتلفُوا فِي تَفْسِير الْجذع من الضَّأْن والمعز فروَى أَبُو عبيد
عَن أبي زيد قَالَ إِذا أَتَى عَلَى المعزى الْحول فالذكر تَيْس
وَالْأُنْثَى عنز ثمَّ تكون جزعا فِي السّنة الثَّانِيَة وَالْأُنْثَى
جَذَعَة ثمَّ ثنيا فِي الثَّالِثَة ثمَّ رباعيا فِي الرَّابِعَة وَلم
يذكر الضَّأْن وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الأجذاع وَقت وَلَيْسَ بسن
والجذع من الْغنم لسنة وَمن الْخَيل لِسنتَيْنِ وَمن الْإِبِل لأَرْبَع
سِنِين قَالَ والعناق يجذع لسنة وَرُبمَا أجذعن قبل تَمام السّنة للخصب
فيسمن فتسرع أجذاعها فَهِيَ جَذَعَة لسنة ثنية لتَمام سنتَيْن قَالَ
وَإِذا كَانَ الْجذع من الضَّأْن ابْن شابين أجذع لسِتَّة أشهر إِلَى
سَبْعَة أشهر وَإِذا كَانَ ابْن هرمين أجذع من ثَمَانِيَة أشهر إِلَى
عشرَة أشهر وَذكر أَبُو حَاتِم عَن الْأَصْمَعِي أَن الْجذع من الْمعز
لسنة وَمن الثَّمَانِية أشهر أَو تِسْعَة.
وَفِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أسلم أَبُو بكر وَأَنا جذعمة
أَرَادَ وَأَنا جذع أَي حَدِيث السن فَزَاد ميما توكيدا.
فِي الحَدِيث وَلَا يبصر الجذل فِي عينه قَالَ اللَّيْث الجذل أصل
الشَّجَرَة تقطع وَرُبمَا جعلت الْعرف الْعود جذلا.
وَمِنْه أَن سفينة أشاط دم جذور بجذل وَيُقَال جذل بِالْفَتْح أَيْضا.
(1/146)
وَمثله قَول الْحباب أَنا جذيلها المحكك
وَهُوَ تَصْغِير جذل وَأَرَادَ الْعود الَّذِي ينصب للجربى فتحتك بِهِ
يَقُول أَنا مِمَّن يستشفى بِرَأْيهِ كَمَا تستشفى الْإِبِل الجربى
بالاحتكاك.
فِي الحَدِيث فعلا جذم حَائِط الجذم الأَصْل قَوْله من تعلم الْقُرْآن
ثمَّ نَسيَه لَقِي الله وَهُوَ أَجْذم فِيهِ خَمْسَة أَقْوَال أَحدهَا
مَقْطُوع الْيَد قَالَه أَبُو عبيد يدل عَلَيْهِ مَا رُوِيَ عَن عَلّي
عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَالَ من نكث بيعَته لَقِي الله وَهُوَ أَجْذم
لَيست لَهُ يَد.
وَالثَّانِي أَنه الَّذِي ذهبت أَصَابِع كفيه قَالَه اللَّيْث.
وَالثَّالِث أَنه المجذوم الَّذِي ذهبت أعضاؤه كلهَا قَالَه ابْن
قُتَيْبَة ورد عَلّي أبي عبيد وَقَالَ لَا ذَنْب لليد فِي نِسْيَان
الْقُرْآن فَكيف تخص بالعقوبة قَالَ المُصَنّف وَهَذَا الرَّد لَيْسَ
بِشَيْء لِأَنَّهُ لَو كَانَ لَا يَقع الْعقَاب إِلَّا بالجارحة
الَّتِي باشرت الْمعْصِيَة لم يُعَاقب الزَّانِي بِالْجلدِ وَالرَّجم
فِي الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة بالنَّار.
وَالرَّابِع وَأَنه الْمَقْطُوع السَّبَب قَالَ ابْن عَرَفَة.
وَالْخَامِس الْمَقْطُوع الْحجَّة قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي يدل عَلَى
هَذَا الحَدِيث الصَّحِيح يحْشر النَّاس بهما أَي لَا عاهة بهم
(1/147)
قَوْله مثل الْمُنَافِق كالأرزة المجذية
يَعْنِي الثَّابِتَة المنتصبة.
مر رَسُول الله بِقوم يجذون حجرا وَيروَى يتجاذون حجرا مهراسا والإجذاء
إشالة الْحجر الْعَظِيم ليعرف بِهِ شدَّة الرجل.
بَاب الْجِيم مَعَ الرَّاء
لما أَرَادَ ابْن الزبير عمَارَة الْكَعْبَة كَانَ فِي الْمَسْجِد
جراثيم وَهُوَ جمع جرثومة وَهُوَ الْمُجْتَمع من تُرَاب أَو طين
وَالْمرَاد بِهِ كَانَ غير مستو.
فِي الحَدِيث فأدخلت يَدي فِي جربانه وَهُوَ جيب الْقَمِيص.
فِي الحَدِيث وَالسيف فِي جربانه أَي فِي غمده.
وَفِي وصف السّنة عَاد لَهَا النقاد مجرنثما أَي مجتمعا وَإِنَّمَا
يجْتَمع النقاد لِأَنَّهُ لم يجد مرعى ينتشر فِيهِ.
فِي قصَّة قوم لوط ثمَّ جرجم بَعْضهَا عَلَى بعض أَي أسقط والمجرجم
المصروع.
فِي الحَدِيث وَفِي جبالنا جراجمة يختربون النَّاس أَي لصوص يستلبونهم.
(1/148)
فِي الحَدِيث كثرت هَذِه الْأَحَادِيث
واستجرحت أَي قل صحاحها كَمَا يستجرح الشَّاهِد.
قَالَ عبد الْملك وعظتكم فَلم ترتدوا إِلَّا استجراحا أَي فَسَادًا.
قَالَ ابْن مَسْعُود جردوا الْقُرْآن قَالَ النَّخعِيّ من النقط
والإعجام وَقَالَ أَبُو عبيد لَا تقرنوا بِهِ شَيْئا من الْأَحَادِيث
الَّتِي يَرْوِيهَا أهل الْكتاب وَالْمرَاد لَا يتَعَلَّم شَيْء من كتب
الله تَعَالَى سواهُ.
قَالَ عمر تجردوا بِالْحَجِّ قَالَ ابْن شُمَيْل الْمَعْنى أفردوا
وَلَا تقرنوا وَحَكَى الْأَزْهَرِي عَن أَحْمد بن حَنْبَل أَنه سُئِلَ
عَن هَذَا فَقَالَ تشبهوا بالحاج وَإِن لم تحرموا.
كَانَ رَسُول الله أنور المتجرد أَي مشرق الْجَسَد والمتجرد الَّذِي
تجرد عَنهُ الثِّيَاب.
وَكتب الْقُرْآن فِي جرائد وَاحِد بهَا جَرِيدَة وَهِي السعفة.
فِي الحَدِيث فِي أَرض جردية أَي لَا نَبَات فِيهَا يُقَال سنة جرداء.
وَفِي حَدِيث الشراة يكون لصوصا جرادين يُقَال جرده أَي عراه من
ثِيَابه.
قَوْله وَكَانَت فِيهَا أجارد أَي مَوَاضِع متجردة عَن الثِّيَاب.
قَالَت عَائِشَة جعلت عَلَى مجر بَيْتِي سترا مجر الْبَيْت الَّذِي
يُقَال لَهُ الْجَائِز
(1/149)
فِي الحَدِيث لَا تجار أَخَاك قَالَ
الْأَزْهَرِي هُوَ من الجريرة الْمَعْنى لَا تجن عَلَيْهِ وَقَالَ
غَيره لَا تماطله بِأَن تجر حَقه من وَقت إِلَى وَقت.
فِي حَدِيث لَقِيط أَنه بَايع عَلَى أَن لَا يجر عَلَيْهِ إِلَّا نَفسه
يُرِيد لَا يدْخل بجريرة غَيره.
قَوْله دخلت امْرَأَة النَّار من جراء هرة أَي من أجلهَا.
وَقَالَ الْمفضل بن سَلمَة قَوْلهم هَلُمَّ جرا مَعْنَاهُ تَعَالَوْا
عَلَى هيئتكم كَمَا يسهل عَلَيْكُم من غير شدَّة وَلَا صعوبة.
فِي الحَدِيث لَا صَدَقَة فِي الْإِبِل الجارة يَعْنِي العوامل الَّتِي
تجر بأزمتها وتقاد فاعلة بِمَعْنى مفعولة.
وَشهد ابْن عمر الْفَتْح وَمَعَهُ جمل جرور وَهُوَ الَّذِي لَا ينقاد.
قَوْله فَإِنَّمَا يجرجر فِي بَطْنه نَار جَهَنَّم الجرجرة صَوت وُقُوع
المَاء فِي الْحلق وَأَصله من جرجرة الْبَعِير وَهُوَ صَوت يردده فِي
حنجرته.
قَوْله مَا من عبد ينَام بِاللَّيْلِ إِلَّا عَلَى رَأسه جرير مَعْقُود
فَإِن ذكر الله انْحَلَّت عقده.
وَقَالَ ابْن عمر من أصبح عَلَى غير وتر أصبح وَعَلَى رَأسه جرير
الْجَرِير الْحَبل وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَن الْجَرِير من أَدَم متين
يثنى عَلَى أنف النجيبة وَالْفرس.
قَوْله فِي الشبرم أَنه جَار جَار وَيروَى يار وَكله إتباع.
(1/150)
وَنَهَى عَن نَبِيذ الْجَرّ وَهِي الجرار
الضارية.
فِي الحَدِيث رَأَيْته عِنْد جر الْجَبَل أَي أَسْفَله.
فِي الحَدِيث جرست نحله العرفط أَي أكلت ورعت.
فِي الحَدِيث وَكَانَت نَاقَة مجرسة أَي مجربة فِي الرّكُوب وَالسير.
وَقَالَ طَلْحَة لعمر قد جرستك الدهور أَي أحكمتك.
فِي الحَدِيث يسمعُونَ جرس طير الْجنَّة أَي صَوت مناقيرها عَلَى مَا
تَأْكُله.
قَالَ عَطاء بن يسَار قلت للوليد قَالَ عمر وددت أَنِّي نجوت كفافا.
فَقَالَ كذبت فَقلت أَو كذبت فَأَفلَت مِنْهُ بجريعة الذقن يَعْنِي
أفلت بعد مَا أشرفت عَلَى الْهَلَاك وَالْمعْنَى أَن نَفسه صَارَت فِي
فِيهِ كقرب الجزعة من الذقن.
فِي الحَدِيث يَوْم الجرعة وَهُوَ مَوضِع بِظهْر الْكُوفَة والجرعة.
(1/151)
الرملة الطّيبَة المنبت الَّتِي لَيْسَ
فِيهَا وعوثه.
فِي الحَدِيث لَيْسَ لِابْنِ آدم إِلَّا جرف الْخبز يُرِيد كسر الْخبز
الْوَاحِدَة جرفة وجرفة وَكَذَلِكَ الْحلف وَالْحلف.
فِي حَدِيث قيس بن عَاصِم لَا جرم لأفلن حَدهَا قَالَ الْفراء لَا جرم
كلمة كَانَت فِي الأَصْل بِمَنْزِلَة لَا بُد وَلَا محَالة فَكثر
استعمالهم لَهَا حَتَّى صَارَت بِمَنْزِلَة حَقًا.
فِي الحَدِيث وَالَّذِي أخرج العذق من الجريمة أَي من النواة.
وَلما بعث الْمُغيرَة إِلَى بعض الْمُلُوك قَالَ قَالَت لي نَفسِي لَو
جمعت جراميزك فَوَثَبت فَقَعَدت مَعَ العلج.
قَالَ الْأَصْمَعِي الجراميز بدن الرجل يُقَال تجرمز إِذا اجْتمع
وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة الجراميز الرّجلَانِ وَالْيَدَانِ.
وَبلغ الشّعبِيّ فَتْوَى لعكرمة فَقَالَ تجرمز مولَى ابْن عَبَّاس أَي
نكص عَن الْجَواب وفر مِنْهُ.
فِي خطْبَة عَائِشَة حَتَّى ضرب الْحق بجرانه الجران بَاطِن الْعُنُق
وَجمعه جرن وَالْمعْنَى أَنه قر واستقام كَمَا أَن الْبَعِير إِذا برك
واستراح مد جرانه عَلَى الأَرْض وَفِي الحَدِيث وَمَا أَخذ من جرنيه
وَهُوَ الْمَكَان الَّذِي يحرز فِيهِ التَّمْر.
فِي حَدِيث زَمْزَم فأرسلوا جَريا أَي رَسُولا قَوْله قُولُوا
(1/152)
بقولكم وَلَا يستجرينكم الشَّيْطَان أَي
لَا يستتبعكم فيتخذكم جريه وَرَسُوله.
وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن الجري يَعْنِي الجريث فَقَالَ لَا بَأْس
بِهِ إِنَّمَا هُوَ شَيْء حرمه الْيَهُود وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَن
الجري لُغَة فِي الجريث من السّمك. {بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم}
بَاب الْجِيم مَعَ الزَّاي
قَالَ عمر اتَّقوا هَذِه المجازر فَإِن لَهَا ضراوة كضراوة الْخمر.
المجازر الَّتِي ينْحَر فِيهَا ويذبح وَلم يرد عينهَا إِنَّمَا كره
إدمان أكل اللَّحْم وَمن هَذَا أجزر شَاة.
قَوْله إِن الشَّيْطَان قد يئس أَن يعبد فِي جَزِيرَة الْعَرَب قَالَ
أَبُو عبيد هِيَ مَا بَين صفر أبي مُوسَى إِلَى أقْصَى الْيمن فِي
الطول وَمَا بَين رمل يبرين إِلَى مُنْقَطع السماوة فِي الْعرض.
(1/153)
وَقَالَ الْأَصْمَعِي من أقْصَى عدن أبين
إِلَى ريف الْعرَاق فِي الطول وَمن جدة وَمَا والاها من سَاحل الْبَحْر
إِلَى أطراد الشَّام.
قَالَ الْأَزْهَرِي سميت جَزِيرَة الْعَرَب لِأَن الْبَحْرين بَحر
فَارس وبحر السودَان أحَاط بجانبيها وأحاط بالجانب الشمالي دجلة
والفرات.
قَالَ الْحجَّاج لأنس لأجزرنك جزر الضَّرْب.
يُقَال جزرت الْعَسَل إِذا شرته وَإِنَّمَا أَرَادَ لأستأصلنك.
فِي الحَدِيث جزع الْوَادي أَي قطعه.
فِي الحَدِيث فَتفرق النَّاس إِلَى غنيمَة فتجزعوها أَي اقتسموها.
والجزيعة الْقطعَة من الْغنم وَأَصله من الْجزع وَهُوَ الْقطع.
(1/154)
وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يسبح بالنوى
المجزع وَهُوَ الَّذِي حك بعضه بِبَعْض حَتَّى ابيض شَيْء مِنْهُ.
وَلما طعن عمر جعل ابْن عَبَّاس يجذعه أَي يزِيل جزعه.
فِي حَدِيث الدَّجَّال يضْرب رجلا فيقطعه جزلين أَي قطعتين.
فِي الحَدِيث اجْمَعُوا لي حطبا جزلا الجزل الغليظ من الْحَطب.
قَالَ النَّخعِيّ التَّكْبِير جزم وَالتَّسْلِيم جزم أَرَادَ
أَنَّهُمَا لَا يمدان وَلَا يعرب أَوَاخِر حروفهما وَلَكِن تسكن
فَيُقَال الله أكبر وَإِنَّمَا قَالَ جزما لِأَن الْجَزْم بِمَعْنى
الْقطع.
فِي حَدِيث أبي بردة وَلَا تجزي عَن أحد بعْدك أَي لَا تقضي وَالتَّاء
مَفْتُوحَة يُقَال جزى عني بِلَا ألف.
فِي الحَدِيث كَانَ رجل يرائيه النَّاس وَكَانَ لَهُ متجاز أَي متقاض
وَلَيْسَ هَذَا من أَجْزَأَ يُجزئ
(1/155)
بَاب الْجِيم مَعَ السِّين
وَقع عوج عَلَى نيل مصر فجسرهم سنة أَي صَار لَهُم جِسْرًا يعبرون
عَلَيْهِ.
فِي الحَدِيث لَا تجسسوا وَلَا تحسسوا التَّجَسُّس الْبَحْث عَن بواطن
الْأُمُور وَأكْثر مَا يُقَال فِي الشَّرّ والجاسوس صَاحب شَرّ
والناموس صَاحب سر الْخَيْر.
وَقَالَ ثَعْلَب التَّجَسُّس بِالْجِيم أَن يَطْلُبهُ لغيره
وَبِالْحَاءِ أَن يَطْلُبهُ لنَفسِهِ.
وَقَالَ غَيره مَعْنَى الَّذِي بِالْجِيم الْبَحْث عَن العورات
وَالَّذِي بِالْحَاء الِاسْتِمَاع لحَدِيث الْقَوْم.
بَاب الْجِيم مَعَ الشين
قَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى {يَا أيتها النَّفس المطمئنة} هِيَ
الَّتِي أيقنت وَضربت لذَلِك جاشا أَي اطمأنت إِلَى الْيَقِين.
كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَأْكُل الجشب قَالَ شمر هُوَ
الغليظ الخشن.
قَالَ عُثْمَان لَا يَغُرنكُمْ جشركم من صَلَاتكُمْ قَالَ أَبُو عبيد
(1/156)
الجشر قوم يخرجُون بدوابهم إِلَى
الْمرْعَى.
قَالَ الْأَصْمَعِي ويبيتون وَكَأَنَّهُم لَا يأوون إِلَى الْبيُوت
فَرُبمَا رَأَوْهُ سفرا فنهاهم عَن قصر الصَّلَاة.
أولم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَلَى بعض أَزوَاجه بجشيشة.
قَالَ شمر هُوَ أَن تطحن الْحِنْطَة طحنا جَلِيلًا ثمَّ ينصب لَهُ
الْقدر ويلقى مَعَه لحم أَو تمر فيطبخ.
فِي حَدِيث معَاذ فَبَكَى جشعا قَالَ شمر الجشع شدَّة الْجزع لفراق
الإلف.
فِي الحَدِيث فَجَاشَتْ الْبِئْر أَي ذهب مَاؤُهَا.
بَاب الْجِيم مَعَ الظَّاء
أهل النَّار كل جظ وَهُوَ الضخم.
بَاب الْجِيم مَعَ الْعين
فِي الحَدِيث فَانْتزع طلقا من جعبته الجعبة الكنانة الَّتِي تجْعَل
فِيهَا السِّهَام.
(1/157)
فِي حَدِيث طهفة يبس الجعثن وَهُوَ أصل
النَّبَات وَقيل هُوَ أصل الصليان.
فِي حَدِيث الْمُلَاعنَة أَن جَاءَت بِهِ جَعدًا ظَاهر جعود الشّعْر
وَيحْتَمل أَن يُرِيد بِهِ أَن يكون معصوب الْخلق شَدِيد الْأسر أَو
يكون قَصِيرا مترددا.
وَقَالَ عَمْرو لمعاوية قد رَأَيْتُك وان أَمرك كالجعدبة أَو كالعدبة
الجعدبة والكعدبة النفاخات الَّتِي تكون من مَاء الْمَطَر.
فِي الحَدِيث كوى حمارا فِي جَاعِرَتَيْهِ الجاعرتان مَوضِع الرقمتين
من عجز الْحمار وهما مضربه بِذَنبِهِ عَلَى فَخذيهِ.
وَقَالَ أَبُو زيد الجاعرتان من الْبَعِير العظمات المكتنفات أصل
الذَّنب والذنب مِنْهُمَا.
وَنَهَى عَن الجعرور فِي الصَّدَقَة قَالَ الْأَصْمَعِي الجعرور ضرب من
الدقل تحمل رطبا صغَارًا لَا خير فِيهِ.
قَالَ عمر إيَّاكُمْ ونومة الْغَدَاة فَإِنَّهَا مبخرة مجفرة مجعرة
قَالَ
(1/158)
ثَعْلَب المجعرة يبس الطبيعة.
فِي الحَدِيث أتخوفنا بجعاسيس يثرب.
الجعاسيس اللئام الْخلقَة والخلق الْوَاحِد جعسوس أما الجعشون بالشين
فَهُوَ الطَّوِيل فِي دقة.
قَوْله أهل النَّار كل جعظ وَهُوَ المتعظم فِي نَفسه وَقيل السيء
الْخلق.
وَفِي رِوَايَة كل جعظري والجعظري الْفظ الغليظ وَيُقَال رجل جعظري
وجعظار وجعظارة.
وَكتب ابْن زِيَاد إِلَى عمر بن سعد جعجع بالحسين قَالَ أَبُو عبيد
احبسه وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي ضيق عَلَيْهِ والجعجع الْموضع الضّيق
الخشن.
قَوْله حَتَّى يكون انجعافها مرّة أَي انقلاعها.
(1/159)
فِي الحَدِيث مر مُصعب بن عُمَيْر وَهُوَ
منجعف أَي مضروع.
وَكَانَ مَسْرُوق يكره الجعائل وَهُوَ أَن يضْرب الْبَعْث عَلَى الرجل
فيعطي رجلا ليخرج مَكَانَهُ أَو يدْفع الْمُقِيم إِلَى الْغَازِي
شَيْئا فيقيم وَيخرج هُوَ.
قَالَ ابْن عَبَّاس جعيلة الْغَرق سحت وَهُوَ أَن يَجْعَل لَهُ جعلا
ليخرج مَا غرق من مَتَاعه.
فِي الحَدِيث لما يدهده الْجعل فَقَالَ هُوَ الخنفساء.
وَنَهَى عَن الجعة وَهِي نَبِيذ الشّعير.
بَاب الْجِيم مَعَ الْفَاء
خلق الله الأَرْض السُّفْلَى من الزّبد الْجفَاء أَي من الزّبد الَّذِي
أَلْقَاهُ المَاء.
فِي الحَدِيث فجفأوا الْقُدُور وَرُوِيَ فأجفأوا وَالْمعْنَى وَاحِد
أَي قلبوها.
فِي حَدِيث حليمة فَبلغ سنتَيْن وَهُوَ جفر فَقَالَ استجفر الصَّبِي
إِذا قوي عَلَى الْأكل وَأَصله فِي أَوْلَاد الْغنم مَا فصل عَن أمه
وَأخذ فِي
(1/160)
الرَّعْي.
وَفِي الأرنب يُصِيبهَا المجرم جفرة وَهِي الْأُنْثَى.
قَالَ أَبُو زيد إِذا بلغت أَوْلَاد المعزي أَرْبَعَة أشهر وفصلت عَن
أمهاتها فَهِيَ الجفار وَاحِدهَا جفر وَالْأُنْثَى جفرة وَقَالَ ابْن
الْأَعرَابِي الجفر الْحمل الصَّغِير والجدي بَعْدَمَا يفطم ابْن
سِتَّة أشهر قَالَ والغلام جفر وَفِي حَدِيث أم زرع يشبعه ذِرَاع
الجفرة.
فِي الحَدِيث وفروا أَشْعَاركُم فَإِنَّهَا مجفرة قَالَ ثَعْلَب مقطة
للنِّكَاح.
وَمثله عَلَيْكُم بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ مجفرة.
فِي الحَدِيث من اتخذ قوسا عَرَبِيَّة وجفيرها نَفَى الله عَنهُ الْفقر
الجفير الكنانة.
قَالَ عُثْمَان مَا كنت لأدع الْمُسلمين بَين جفين يضْرب بَعضهم رِقَاب
(1/161)
بعض.
الجف والجفة الْعدَد الْكثير وَمِنْه قيل لتميم وَبكر الجفان.
فِي الحَدِيث إِن الْبَحْر جفل سمكًا أَي أَلْقَاهُ.
فِي الحَدِيث فنعس عَلَى رَاحِلَته حَتَّى كَاد ينجفل أَي يَنْقَلِب.
فِي صفة الدَّجَّال أَنه جفال الشّعْر أَي كَثِيرَة.
فِي الحَدِيث وَأَنت الْجَفْنَة الْفراء كَانَت الْعَرَب تسمي
السَّيِّد المطعام جَفْنَة لِأَنَّهُ يقدم الْجَفْنَة وَالْفراء
الْبَيْضَاء من الشَّحْم.
فِي حَدِيث عمر انْكَسَرت قلُوص فجفنها أَي اتخذ مِنْهَا طَعَاما
مَأْخُوذ من الْجَفْنَة.
فِي الحَدِيث كَانَ يُجَافِي فِي عضديه عَن جَنْبَيْهِ فِي السُّجُود.
أَي يباعدهما.
وَفِي صفته لَيْسَ بالجافي وَلَا بالمهين أَي لَيْسَ بالغليظ الْخلقَة
وَلَا بالمحتقر.
(1/162)
قَالَ عمر لَا تزهدن فِي جفَاء الحقو أَي
لَا تزهدن فِي تَغْلِيظ الْإِزَار.
بَاب الْجِيم مَعَ اللَّام
لَا جلب قَالَ أَبُو عبيد الجلب يكون فِي شَيْئَيْنِ فِي سباق الْخَيل
وَهُوَ أَن يتبع الرجل فرسه فيزجره ويجلب عَلَيْهِ فَيكون ذَلِك
مَعُونَة للْفرس عَلَى جريه وَيكون فِي الصَّدَقَة وَهُوَ أَن يقوم
الْمُصدق فَينزل موضعا ثمَّ يُرْسل إِلَى الْمِيَاه من يجلب إِلَيْهِ
أعنام الْمِيَاه فيقدمها فنهي عَن ذَلِك وَأمر أَن يتصدقوا عَلَى
مِيَاههمْ.
فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام من أحبنا فليعد للفقر جلبابا
وتجفافا قَالَ أَبُو عبيد الجلباب الْإِزَار قَالَ الْأَزْهَرِي عَنى
بِهِ الملاءة الَّتِي يشْتَمل بهَا.
وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة أَرَادَ لِيَرْفَضَّ الدُّنْيَا وليزهد فِيهَا
وليصبر عَلَى الْفقر وكنى عَن الصَّبْر بالتجفاف والجلباب لِأَنَّهُ
يستر الْفقر كَمَا يستران الْبدن وَقد سبق ذكر التجفاف.
فِي الحَدِيث جلبان السِّلَاح رُوِيَ بتسكين اللَّام قَالَ
(1/163)
الْأَزْهَرِي الجلبان شبه الحراب من الْأدم
يوضع فِي السَّيْف مغمودا وسوط الرَّاكِب وأداته.
وَرَوَاهُ ابْن قُتَيْبَة جلبان بِضَم اللَّام وَتَشْديد الْبَاء
وَقَالَ الجلبان أوعية السِّلَاح بِمَا فِيهَا قَالَ وَلَا أرَاهُ سمي
بِهِ إِلَّا لجفائه وَلذَلِك قيل للْمَرْأَة الجافية الغليظة جلبانة
وَقد رُوِيَ بِكَسْر الْجِيم مَعَ التَّشْدِيد.
وَكَانَت أم الزبير ترقصه وَتقول اضربه كي يلب ويقود الْجَيْش ذَا
الجلب وَهُوَ جمع جلبة وَهِي الْأَصْوَات.
وَلما نزلت {إِنَّا فتحنا لَك فتحا مُبينًا} قَالَت الصَّحَابَة
بَقينَا نَحن فِي جلج قَالَ ابْن قُتَيْبَة بَقينَا نَحن فِي عدد من
أمثالنا من الْمُسلمين لَا نَدْرِي مَا يصنع بِنَا.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الجلاج رُؤُوس النَّاس واحدتها جلجة
وَالْمعْنَى بَقينَا فِي رُؤُوس كَثِيرَة.
وَكتب عمر إِلَى عَامله بِمصْر خُذ من كل جلجلة من القبط كَذَا
والجلجلة الجمجمة فَأَرَادَ من كل رَأس.
فِي حَدِيث أبي أَيُّوب من بَات عَلَى سطح أجلح فَلَا ذمَّة لَهُ
وَهُوَ الَّذِي لم يحْجر.
(1/164)
قَوْله لَيْسَ مِنْهَا جلحاء وَهِي
الْجَمَّاء قَالَ كَعْب قَالَ الله تَعَالَى لرومية لأجعلنك جلحاء أَي
لأحصنن عَلَيْك والحصون تشبه بالقرون.
فِي الحَدِيث فَإِذا بنهرين جلواخين أَي واسعين.
فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام كنت أدلو كل دلو بتمرة أشترطها
جلدَة أَي صلبة جَيِّدَة.
فِي حَدِيث الْهِجْرَة حَتَّى إِذا كُنَّا بِأَرْض جلدَة ووقعنا فِي
جلد من الأَرْض وَهُوَ الْقوي.
فِي حَدِيث الْقسَامَة ردوا الْأَيْمَان عَلَى أجالدهم وَهُوَ جمع
الأجلاد وَهُوَ جسم الرجل.
فِي الحَدِيث قوم من جلدتنا أَي من أَنْفُسنَا وقومنا.
فِي الحَدِيث فجلد بِالرجلِ نوما أَي سقط يُقَال جلد بِهِ ولبج بِهِ.
(1/165)
وَمِنْه حَدِيث الزبير كنت أتشدد فيجلد
بِي.
فِي حَدِيث رقيقَة واجلوذ الْمَطَر أَي طَال تَأَخره.
فِي الحَدِيث إِنِّي أحب أَن أتحمل بجلاز سَوْطِي وَهُوَ السّير
الَّذِي تشد فِي طرفه وجلز السَّوْط مقبضه.
وَأعْطَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِلَال بن الْحَارِث معادن
الْقبلية عوريها وجلسيها أَي نجديها وَيُقَال لنجد جلس.
فِي الحَدِيث إِذا اضطجعت لَا أجلنطي المجلنظي المستلقي عَلَى ظَهره
رَافعا رجلَيْهِ وَيُقَال بِالْهَمْز وَتَركه اجلنظيت واجلنظأت
وَالْمعْنَى لَا أتمدد كسلا وَلَكِنِّي أَنَام مستوفزا.
فِي صفة الزبير كَانَ أجلع الأجلع الَّذِي لَا تنضم شفتاه وَقَالَ ابْن
الْأَعرَابِي هُوَ المنقلب الشّفة.
وَفِي صفة امْرَأَة جليع عَلَى زَوجهَا أَي لَا تستر نَفسهَا إِذا خلت
بزوجها.
(1/166)
وَكَانَ سعد بن معَاذ جلعابا أَي طَويلا.
فِي الحَدِيث جَاءَ رجل جلف جَاف أصل الجلف الشَّاة المسلوخة الَّتِي
قطع رَأسهَا وقوائمها.
فِي الحَدِيث كل شَيْء سُوَى جلف الطَّعَام وظل بَيت وثوب يستر فضل
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الجلف من الْخبز الغليظ الْيَابِس الَّذِي
لَيْسَ بمأدوم وَلَا لين وأنشدوا:
(جَاءُوا بجلف من شعير يَابِس ... )
وكرهت أم سَلمَة للمحد أَن تكتحل بالجلاء وَهُوَ الإثمد.
فِي الحَدِيث لَا أحمل النَّاس عَلَى أَعْوَاد جلفطها الجلفاط وَهُوَ
الَّذِي يصلح السفن.
وَنَهَى عَن لحم الْجَلالَة وَهِي الَّتِي تَأْكُل الْعذرَة والجلة
البعر فاستعير فَوضع مَوضِع الْعذرَة وَيُقَال جلالة وجالة وجوال.
وَيُقَال جلالة وجالة وجوال.
قَالَ ابْن عمر لرجل لَا تصحبني عَلَى جلال.
قَوْله يخسف بِهِ فَهُوَ يتجلجل فِيهَا الجلجلة تحرّك مَعَ صَوت
(1/167)
فِي الحَدِيث لي فرس أجلهَا كل يَوْم فرقا
أَي أجعله علفا لَهَا.
قَوْله اغْفِر لي ذَنبي كُله دقة وجله أَي قَلِيله وَكَثِيره.
فِي الحَدِيث جَاءَ إِبْلِيس فِي صُورَة شيخ جليل أَي مسن.
فِي الحَدِيث حَرْب مجلية أَي مخرجة عَن الديار وَالْمَال وَرُوِيَ
مجلبة بِالْبَاء أَي مجتمعة يُقَال أجلب الْقَوْم إِذا تجمعُوا.
قَالَ الْحجَّاج أَنا ابْن جلا قَالَ سِيبَوَيْهٍ أَي أَنا الَّذِي
أوضح وكشف.
فِي الحَدِيث بِملك رجل أجلى وَهُوَ الَّذِي قد انحسر الشّعْر عَن
جَبهته إِلَى نصف رَأسه.
وَفِي صفة الدَّجَّال أَنه أجلى الْجَبْهَة.
فِي الحَدِيث أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أخر أَبَا سُفْيَان
فِي الْإِذْن فَقَالَ يَا رَسُول الله كدت تَأذن لحجارة الجلهمتين قبلي
فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كل الصَّيْد فِي جَوف الفرا.
قَالَ أَبُو عبيد الجلهمتان جانبا الْوَادي قَالَ وَالْمَعْرُوف
الجلهمتان
(1/168)
والجلهمة مَا استقبلك من الْوَادي قَالَ
وَلم أسمع بالجلهمة إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث وَمَا جَاءَت إِلَّا
وَلها أصل.
قَالَ الْأَزْهَرِي وَالْعرب تزيد الْمِيم فِي أحرف كَقَوْلِهِم قصمل
الشَّيْء أَي كَسره وَأَصله قصل.
وَقَالَ أَبُو هِلَال العسكري جلهة الْوَادي وَسطه.
وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الجلهتان جانبا الْوَادي يُقَال جلهتاه
وعدوتاه وضفتاه وشاطئاه وشطاه.
بَاب الْجِيم مَعَ الْمِيم
فِي الحَدِيث جمح فِي أَثَره أَي أسْرع إسراعا لَا يردهُ شَيْء قَالَ
اللَّيْث وكل شَيْء مَضَى لوجهه عَلَى أمرا فقد جمح.
فِي الحَدِيث إِذا وَقعت الجوائد فَلَا شُفْعَة قَالَ أَبُو عَمْرو
الجامد الْحَد بَين الدَّاريْنِ وَجمعه جوامد.
فِي الحَدِيث إِنَّا لَا نجمد عَن الْحق أَي لَا نبخل بِمَا يلْزمنَا.
وَقَول ورقة بن نَوْفَل وَقبل سبْحَة الجودي والجمر.
الجمد - مضموم الْمِيم - جبل مَعْرُوف.
قَوْله إِذا استجمرت فأوتر الِاسْتِجْمَار التمسح بالجمار.
(1/169)
وَهِي الْأَحْجَار الصغار وَبِه سميت جمار
المرمى.
وَقَالَ النَّخعِيّ المجمر عَلَيْهِ الْحلق وَهُوَ الَّذِي يَجْعَل
شعره ذؤابة والذؤابة هِيَ الجميرة لِأَنَّهَا جمرت أَي جمعت وأجمرت
الْمَرْأَة شعرهَا إِذا ضفرته.
وَفِي الحَدِيث لَا تجمروا الْجَيْش فتفتنوهم أَي لَا تطيلوا حَبسهم
عَن أَهَالِيهمْ.
وَمِنْه إِن كسْرَى جمر بعوث فَارس.
قَالَ الحطيئة كُنَّا ألف فَارس لَا نستجمر وَلَا نخالف قَالَ
الْأَصْمَعِي جمر بَنو فلَان إِذا اجْتَمعُوا وصاروا إلبا وَبَنُو
فلَان جَمْرَة إِذا كَانُوا أهل مَنْعَة وَشدَّة وَقَالَ اللَّيْث
الْجَمْرَة كل قوم يصبرون لقِتَال من قَاتلهم لَا يخالفون أحدا وَلَا
ينضمون إِلَى أحد تكون الْقَبِيلَة بِنَفسِهَا جَمْرَة تصبر لقراع
الْقَبَائِل كَمَا صبرت عبس لقِتَال قيس.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة جمرات الْعَرَب ثَلَاث عبس جَمْرَة وبلحارث بن
كَعْب جَمْرَة ونمير جَمْرَة والجمرة اجْتِمَاع الْقَبِيلَة عَلَى من
ناوأهاج وَمن هَذَا قيل لمواضع الْجمار الَّتِي ترمى بمنى جمرات كل
مجمع حَصى مِنْهَا جَمْرَة.
قَوْله ومجامرهم الألوة أَي وبخورهم الْعود غير مطري.
فِي الحَدِيث إِنَّه تَوَضَّأ فَضَاقَ كَمَا جمازه كَانَت عَلَيْهِ
وَهِي
(1/170)
مدرعة من صوف ضيقَة الكمين.
فِي حَدِيث مَاعِز فَلَمَّا أذلقته الْحِجَارَة جمز أَي أسْرع وَسُئِلَ
عَن فَأْرَة وَقعت فِي سمن فَقَالَ إِن كَانَ جامسا ألقِي مَا حولهَا
أَي جَامِدا.
فِي الحَدِيث إِن لقيتها نعجة تحمل شفرة بخبت الجميش فَلَا تهجها
الجميش الَّذِي لَا نَبَات فِيهِ كَأَنَّهُ جمش أَي حلق والخبت الأَرْض
الواسعة وَإِنَّمَا خص خبت الجميش لِأَن الْإِنْسَان إِذا سلكه أَقْوَى
وَاحْتَاجَ إِلَى مَال أَخِيه.
قَوْله أُوتيت جَوَامِع الْكَلم وَهِي الْأَلْفَاظ الْيَسِيرَة لجمع
الْمعَانِي الْكَثِيرَة.
قَالَ الْأَزْهَرِي يُرِيد الْقُرْآن.
قَوْله هَل ترَوْنَ فِيهَا بَهِيمَة جَمْعَاء أَي سليمَة من الْعُيُوب
سميت بذلك لِاجْتِمَاع سَلامَة أعضائها.
قَوْله وَالْمَرْأَة تَمُوت بِجمع قَالَ الْأَكْثَرُونَ بِضَم الْجِيم
وَكسرهَا
(1/171)
لم يقلهُ إِلَّا الْكسَائي وَقَالَ أَبُو
عبيد هِيَ الَّتِي تَمُوت وَفِي بَطنهَا ولد قَالَ وَقد تكون الَّتِي
تَمُوت وَلم يَمَسهَا رجل.
وَمِنْه فِي حَدِيث آخر أَيّمَا امْرَأَة مَاتَت بِجمع لم تطمث دخلت
الْجنَّة.
وَمثله قَول امْرَأَة العجاج إِنِّي مِنْهُ بِجمع أَي عذراء لم يفتضني.
فِي الحَدِيث رَأَيْت خَاتم النُّبُوَّة كَأَنَّهُ جمع يُرِيد مثل جمع
الْكَفّ وَهُوَ أَن تجمع الْأَصَابِع وتضمها يُقَال ضربه بِجمع كَفه.
قَوْله بِعْ الْجمع بِالدَّرَاهِمِ وَهُوَ كل لون من التَّمْر لَا يعرف
اسْمه يُقَال كثر الْجمع فِي أَرض فلَان لنخل تخرج من النَّوَى.
وَلَيْلَة جمع لَيْلَة الْمزْدَلِفَة أَي لَيْلَة الْقرب من مَكَّة.
قَالَ الْأَزْهَرِي مُزْدَلِفَة يُقَال لَهَا جمع.
فِي الحَدِيث كَانَ فِي جبال تهَامَة جماع غضبوا الْمَارَّة أَي جماعات
من قبائل شَتَّى.
قَالَ الْحسن الْأَهْوَاء إِجْمَاع الضَّلَالَة وَالْجِمَاع مَا جمع
عددا وَكَذَلِكَ الْجَمِيع.
فِي صفة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا مَشَى مَشَى مجتمعا
أَي
(1/172)
مسرعا لَا مسترخيا.
فِي حَدِيث الْمُلَاعنَة أَن جَاءَت بِهِ جمالِيًّا الجمالى الضخم
الْأَعْضَاء التَّام الأوصال.
قَوْله فجملوها أَي أذابوها.
قَالَ عَاصِم بن أبي النجُود أدْركْت أَقْوَامًا يتخذون هَذَا اللَّيْل
جملا يُقَال لمن سرى لَيْلَة جَمِيعًا أَو أَحْيَاهَا بِالصَّلَاةِ
اتخذ اللَّيْل جملا.
فِي الحَدِيث هم النَّاس بنحر بعض جمائلهم الجمائل والجمالات جمع جمل
قَوْله المُرْسَلُونَ ثلثمِائة وَخَمْسَة عشر جم غفير.
الجم الْكثير وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الصَّوَاب جماء غفيرا والجماء
الْغَفِير بَيْضَة الْحَدِيد الَّتِي تجمع شعر الرَّأْس والجماء من
الجمام والجمة وَهُوَ اجْتِمَاع الشَّيْء والغفير من قَوْلك غفرت
الْمَتَاع إِذا سترته وغطيته.
وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم جمة والجمة الشّعْر يسْقط
عَلَى الْمَنْكِبَيْنِ واللمة تلم بالمنكبين والوفرة إِلَى شحمة
الْأُذُنَيْنِ.
فِي الحَدِيث لعن الله المجممات من النِّسَاء أَي المترجلات اللواتي
يتخذن شعورهن جمة كالرجال.
(1/173)
وَقَالَ ابْن عَبَّاس أمرنَا أَن نَبْنِي
الْمَدَائِن شرفا والمساجد جما. الجم الَّتِي لَا شرف لَهَا.
والشرف الَّتِي لَهَا شرفات.
قَالَ أنس توفّي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَالْوَحي أجم مَا
كَانَ أَي أَكثر مَا كَانَ.
وَفِي حَدِيث طَلْحَة رَمَى إِلَيّ رَسُول الله سفرجلة وَقَالَ
إِنَّهَا تجم الْفُؤَاد أَي تريحه.
وَقيل تكمل صَلَاحه ونشاطه.
وَمِنْه فِي حَدِيث الصُّلْح فقد جموا.
وَأَتَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بجمجمة فِيهَا مَاء أَي بقدح
من خشب قَالَ أَبُو عبيد سمي دير الجماجم لِأَنَّهُ يعْمل مِنْهُ أقداح
من خشب.
فِي الحَدِيث التلبينة مجمة لفؤاد الْمَرِيض أَي تسروا عَنهُ همه.
وَبلغ عَائِشَة شَيْء عَن الْأَحْنَف فَقَالَت أبي كَانَ يستجم أَي
كَانَ يجم سفهه لي.
فِي حَدِيث أم زرع مَا لَهُ عَلّي الجمم مَحْبُوس الجمم جمع جمة وهم
الْقَوْم يسْأَلُون الدِّيَة.
(1/174)
وَكَانَ ينحدر من رَسُول الله صلى الله
عليه وسلم عِنْد الْوَحْي مثل الجمان والجثمان جمع جمانة وَهِي اللؤلؤة
المتخذة من الْفضة.
وَقَالَ ابْن الزبير لمعاوية إِنَّا لَا نَدع مَرْوَان يَرْمِي
جَمَاهِير قُرَيْش أَي جماعاتها.
وَقَالَ مُوسَى بن طَلْحَة جمهروا الْقَبْر أَرَادَ أَن يجمع عَلَيْهِ
التُّرَاب جمعا وَلَا يصلح وَلَا يطين يُقَال للرملة المجتمعة
جُمْهُور.
بَاب الْجِيم مَعَ النُّون
فِي حَدِيث الرَّجْم فَرَأَيْت الرجل يجنئ عَلَى الْمَرْأَة وَفِي لفظ
يجانئ وَالْمعْنَى يكب عَلَيْهَا.
قَالَ ابْن عَبَّاس الثَّوْب لَا يجنب وَالْأَرْض لَا تجنب أَي إِذا
لبسه الْجنب أَو وقعه عَلَى الأَرْض لَا يضر.
فِي الحَدِيث فجَاء بِتَمْر جنيب الجنيب من جيد التَّمْر.
فِي الحَدِيث عَلَيْكُم بالجنبة فَإِنَّهَا عفاف الجنبة النَّاحِيَة
وَالْمرَاد اجتنبوا الْجُلُوس إِلَى النِّسَاء.
قَوْله وَلَا جنب وَهُوَ أَن يجنب فرسا عريا إِلَى فرسه الَّذِي يسابق
(1/175)
عَلَيْهِ فَإِذا فتر المركوب تحول عَلَى
المجنوب.
فِي الحَدِيث كَانَ خَالِد بن الْوَلِيد عَلَى المأنبة الْيُمْنَى أَي
عَلَى الكتيبة الْيُمْنَى.
فِي الحَدِيث المجنوب شَهِيد وَهُوَ الَّذِي بِهِ ذَات الْجنب وَهِي
قرحَة تثقب الْبَطن وَتسَمَّى الدُّبَيْلَة.
فِي صفة الْجنَّة فِيهَا جنابذ من لُؤْلُؤ وَهِي القباب.
قَوْله إِذا استجنح اللَّيْل جنح اللَّيْل وجنحه طَائِفَة مِنْهُ
واستنجح اشتدت ظلمته.
وَأمر رَسُول الله بالتجنح فِي الصَّلَاة وَهُوَ أَن يبعد عضديه عَن
جَنْبَيْهِ ويعتمد فِي السُّجُود عَلَى الْكَفَّيْنِ ويدعم عَلَى
الراحتين وَيتْرك افتراش الذراعين.
قَوْله الْأَرْوَاح جنود مجندة أَي مَجْمُوعَة كَمَا يُقَال ألف مؤلفة.
فِي الحَدِيث كَانَ ذَلِك يَوْم أجنادين وَهُوَ يَوْم مَعْرُوف كَانَ
فِي أَيَّام عمر وَالدَّال مَفْتُوحَة.
وَخرج عمر إِلَى الشَّام حَتَّى إِذا كَانَ بسرغ لقِيه أُمَرَاء
الأجناد
(1/176)
سرغ اسْم مَوضِع.
قَالَ أَبُو الْحسن العنابي اللّغَوِيّ الشَّام خَمْسَة أجياد
الْأُرْدُن وحمص ودمشق وفلسطين وقنسرين.
فِي الحَدِيث فَجعل الجنادب يقعن وَهِي جمع جُنْدُب وَهُوَ الْجَرَاد.
فِي الحَدِيث إِنِّي أَخَاف عَلَيْكُم الجنادع يَعْنِي الْآفَات
والبلايا.
فِي الحَدِيث رميت امْرَأَة فِي جنازتها وَالْعرب إِذا أخْبرت عَن موت
إِنْسَان قَالَت رمي فِي جنَازَته قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْجِنَازَة
بالكسرة السرير وبالفتح الْمَيِّت والأصمعي يَقُول بِالْعَكْسِ.
فِي الحَدِيث إِنَّا نرد من جنيف الظَّالِم أَي ميله بالظلم.
وَمِنْه قَول عمر مَا تجانفنا فِيهِ لإثم.
وَنصب الْحجَّاج عَلَى الْبَيْت منجنيقين ووكل بهما جانقين الجانق
مُدبر المنجنيق.
والمنجنيق أعجمي مُعرب وَيُقَال بِفَتْح الْمِيم وَكسرهَا وَيُقَال
منجليق وَحَكَى الْفراء منجنوق.
وَكتب عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِلَى ابْن عَبَّاس قلبت لِابْنِ عمك
ظهر الْمِجَن يضْرب مثلا لمن كَانَ لصَاحبه عَلَى مَوَدَّة ثمَّ حَال
(1/177)
قَوْله الصَّوْم جنَّة أَي يقي صَاحبه مَا
يُؤْذِي من الشَّهَوَات.
وَقَالَت امْرَأَة ابْن مَسْعُود لَهُ أجنك من أَصْحَاب رَسُول الله
قَالَ الْكسَائي الْمَعْنى من أجل أَنَّك فَتركت مِنْهُ وَالْعرب تَقول
فعلت ذَلِك أَجلك وإجلك يَعْنِي من أَجلك.
فِي حَدِيث زَمْزَم أَن فِيهَا جنَانًا أَي حيات.
وَمثله نهَى عَن قتل جنان الْبيُوت.
وَقَالَ أَبُو عمر والجنان من الْجِنّ وَجمعه جنان جناي وخياره وَقَالَ
عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام هَذَا جن.
وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام هَذَا جناي وخياره فِيهِ أَرَادَ
أَنِّي لم أستأثر بِشَيْء من فَيْء الْمُسلمين وأصل هَذَا الْمثل أَن
جذيمة أرسل عمرا ابْن أُخْته مَعَ جمَاعَة مَجْنُون لَهُ الكمأة
وَكَانُوا إِذا وجدوا جَيِّدَة أكلوها وَلم يفعل ذَلِك عَمْرو فجَاء
إِلَى جذيمة فَقَالَ ذَلِك.
بَاب الْجِيم مَعَ الْوَاو
قَالَ أَبُو بكر وَإِنَّمَا جيبت الْعَرَب عَنَّا كَمَا جيبت الرَّحَى
عَن قطبها يَقُول خرقت الْعَرَب عَنَّا فَكُنَّا وسطا وَكَانَت
الْعَرَب حوالينا.
(1/178)
فِي الحَدِيث فانجاب السَّحَاب أَي
انْكَشَفَ.
قَالَ رجل يَا رَسُول الله أَي اللَّيْل أجوب دَعْوَة قَالَ جَوف
اللَّيْل الغابر وَمَعْنى أجوب أسْرع إِجَابَة.
قَوْله فاجتالهم الشَّيَاطِين عَن دينهم أَي أزالهم والحائل زائل عَن
مَكَانَهُ.
فِي الحَدِيث أَو أَصَابَته جَائِحَة فاجتاحت مَاله والجائحة
الْمُصِيبَة تجتاح أَي تستأصل.
فِي الحَدِيث فاجتووا الْمَدِينَة أَي كرهوها قَالَ أَبُو زيد اجتويت
الْبِلَاد إِذا كرهتها وَإِن كَانَت مُوَافقَة لَك فِي بدنك واستوبلتها
إِذا لم توافقك فِي بدنك وَإِن كنت محبا لَهَا.
فِي الحَدِيث أَلا باعده الله سبعين خَرِيفًا للمضمر الْمجِيد الْمجِيد
صَاحب الْجواد كَمَا يُقَال رجل مقو إِذا كَانَت دَابَّته قَوِيَّة
ومضعف.
فِي الحَدِيث تَركتهم وَقد جيدوا أَي مُطِرُوا مَطَرا جودا وَهُوَ
الْكثير.
فِي حَدِيث أم زرع وغيظ جارتها تَعْنِي ضَرَّتهَا.
(1/179)
وَمثله كنت بَين جارتين لي أَي بَين
امْرَأتَيْنِ.
قَالَت امْرَأَة رَأَيْت كَأَن جَائِز بَيْتِي انْكَسَرَ الْجَائِز
الْخَشَبَة الَّتِي يوضع عَلَيْهَا أَطْرَاف الْخشب.
قَوْله جَائِزَة الضَّيْف يَوْم وَلَيْلَة أَي يُعْطَى مَا يجوز بِهِ
مَسَافَة يَوْم وَلَيْلَة.
فِي حَدِيث شُرَيْح إِذا بَاعَ المجيزان فَالْبيع للْأولِ الْمُجِيز
الْوَلِيّ.
فِي الحَدِيث قَامَ من جَوف اللَّيْل وَهُوَ وَسطه.
وَأهل النَّار كل جواظ وَفِيه ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا الجموع المنوع
وَالثَّانِي الْكثير اللَّحْم المختال فِي مشيته وَالثَّالِث الْقصير
البطين.
قَوْله إِنَّمَا الرضَاعَة من المجاعة أَي الَّذِي يسد جوعة الرَّضِيع.
فِي الحَدِيث أخوف مَا أَخَاف عَلَيْكُم الأجوفان وهما الْبَطن والفرج.
فِي الحَدِيث فتوقلت بِنَا القلاص من أعالي الْجوف قَالَ القتيبي
الْجوف أَرض كَانَت لمراد.
فِي الحَدِيث فاجتالهم الشَّيَاطِين أَي أزالتهم مَأْخُوذ من الجولان
والحائل زائل عَن مَكَانَهُ.
(1/180)
وَقَالَ الْأَزْهَرِي استحفنهم فجالوا
مَعَهم فِي الضلال وَرُوِيَ فاجتالهم بالجاء.
قَالَت عَائِشَة كَانَ رَسُول الله إِذا دخل إِلَيْنَا لبس مجولا قَالَ
ابْن الْأَعرَابِي المجول الصدرة وَهِي الصدار.
فِي الحَدِيث إِن الشَّمْس جونة أَي بَيْضَاء.
والجون.
الْأَبْيَض وَالْأسود.
فِي الحَدِيث كَانَ عَلَيْهِ جلد كَبْش جَوْنِي أَي أسود.
قَالَ سلمَان إِن لكل امْرِئ جوانيا وبرانيا فَمن أصلح جوانيه أصلح
الله برانيه الجواني السِّرّ والبراني الْعَلَانِيَة قَالَ عَلّي
عَلَيْهِ السَّلَام لِأَن أطلي بجواء قدر أحب إِلَيّ من أَن أطلى
بزعفران.
قَالَ أَبُو عبيد كَذَا يرْوَى بجواء وَسمعت الْأَصْمَعِي يَقُول
إِنَّمَا هوجاوة الْقدر وَهُوَ الْوِعَاء الَّذِي يَجْعَل فِيهِ
وَجَمعهَا جئاء وَكَانَ أَبُو عَمْرو وَيَقُول هُوَ الجياء والجواء.
فِي ذكر يَأْجُوج فتجوى الأَرْض من ريحهم أَي تنتن.
فِي الحَدِيث لَا يدْخل الْجنَّة جياف قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ النباش
سمي جيافا لِأَنَّهُ يَأْخُذ الثِّيَاب عَن أبدان الْمَوْتَى قَالَ
وَيجوز أَن يكون سمي لنتن فعله.
بَاب الْجِيم مَعَ الْهَاء
فِي حَدِيث أم معبد شَاة خلفهَا الْجهد أَي الهزال
(1/181)
قَالَ الْحسن لَا يجْهد الرجل مَاله ثمَّ
يقْعد يسْأَل النَّاس أَي يفرقه.
فِي الحَدِيث نزل بِأَرْض جِهَاد وَهِي الَّتِي لَا نَبَات بهَا.
وَفِي الدُّعَاء أعوذ بك من جهد الْبلَاء وَهُوَ أشده.
وَقَوله كل أمتِي معافى إِلَّا المجاهرين وهم الَّذين يجهرون بِمَا
فعلوا من الذُّنُوب سرا.
فِي صفة رَسُول الله من رَآهُ جهرة أَي عظم فِي عينه.
وَقَالَ عمر إِذا رأيناكم جهرناكم أَي أعجبتنا أجسامكم.
وَفِي وصف عَائِشَة أَبَاهَا اجتهر دفن الرواء أَي كسحها يُقَال جهرت
الْبِئْر إِذا كَانَت متدفقة فأخرجت مَا فِيهَا من الحمأة والرواء
المَاء الْكثير وَهَذَا مثل ضَربته لإحكامه الْأَمر بعد انتشاره شبهته
بِمن أَتَى عَلَى آبار قد اندفن مَاؤُهَا فَأخْرج مَا فِيهَا حَتَّى
نبع المَاء.
فِي الحَدِيث وجد النَّاس بِخَيْبَر بصلا وثوما فجهروه أَي استخرجوه
وأكلوه.
فِي الحَدِيث فجهشنا إِلَى رَسُول الله أَي فزعنا إِلَيْهِ قد تهيأن
بالبكاء.
وَمِنْه أجهشت بالبكاء.
وَقَالَ مُحَمَّد بن مسلمة قصدت يَوْم أحد رجلا فجاهضني عَنهُ أَبُو
سُفْيَان أَي مانعني عَنهُ.
وَمثله فأجهضوهم عَن أثقالهم يَوْم أحد أَي نحوهم.
قَوْله إِنَّكُم لتجهلون وتجنون وتنجلون وَالْعرب تَقول الْوَلَد
مجهلَة.
(1/182)
مَجْبَنَة مَبْخَلَة وَهَذَا لِأَن
الْإِنْسَان إِذا كثر وَلَده جبن عَن الحروب اسْتِبْقَاء لنَفسِهِ وبخل
بِمَالِه إبْقَاء عَلَيْهِم وَجَهل مَنَافِعه ومضاره لتقسم فكره.
قَوْله إِن من الْعلم جهلا وَهُوَ أَن يتَكَلَّف مَا لَا يُعلمهُ
وَقَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ أَن يتَعَلَّم مَا لَا يحْتَاج إِلَيْهِ
كَالنُّجُومِ وَكتب الْأَوَائِل ويدع علم الشَّرِيعَة.
قَالَ ابْن عَبَّاس من استجهل مُؤمنا فَعَلَيهِ إثمه وَهُوَ أَن يحملهُ
عَلَى شَيْء لَيْسَ من خلقه فيغضبه.
فِي الحَدِيث انتزع الذِّئْب شَاة فجهجأه الرَّائِي أَي جهجهه فأبدل
الْهَاء همزَة يُقَال جهجهت بالسبع وهجهجت إِذا زجرته.
فِي الحَدِيث تجهموا لَهُ أَي تنكرت وُجُوههم لَهُ.
بَاب الْجِيم مَعَ الْيَاء
قَوْله سبعين خَرِيفًا للمجيد قد سبق.
فِي صفة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم دامغ جيشات الأباطيل أَي مَا
ارْتَفع مِنْهَا.
فِي الحَدِيث جَاءُوا بِلَحْم فتجيشت أنفس أَصْحَابه مِنْهُ أَي
جَاشَتْ وغثت وَرُوِيَ بِالْحَاء وَمَعْنَاهُ نَفرت.
(1/183)
|