غريب الحديث لابن الجوزي كتاب الْحَاء
بَاب الْحَاء مَعَ الْألف
فِي الحَدِيث انْطلق إِلَى هَذَا الْوَادي فَلَا تدع حَاجا وَهُوَ ضرب
من الشوك.
فِي الحَدِيث حائك النَّاقة يَعْنِي ظهرهَا.
قَالَ جِبْرِيل أخذت من حَال الْبَحْر فملأت بِهِ فَم فِرْعَوْن وَهُوَ
طينه وحمأته وَقَالَ أَبُو عبيد الطين الْأسود.
بَاب الْحَاء مَعَ الْبَاء
قَوْله كَمَا تنْبت الْحبَّة قَالَ الْفراء بزور الْبُقُول وَقَالَ
أَبُو عَمْرو وَهِي نبت ينْبت فِي الْحَشِيش صغَار وَقَالَ الْكسَائي
هِيَ حب
(1/185)
الرياحين الْوَاحِدَة حَبَّة فَأَما
الْحِنْطَة وَنَحْوهَا فَهُوَ الْحبّ لَا غير.
وَقَالَ النَّضر بن شُمَيْل الْحبَّة اسْم جَامع لحبوب البقل الَّتِي
تَنْتَشِر إِذا هَاجَتْ وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَن الْحبَّة من حبوب
مُخْتَلفَة.
فِي الحَدِيث الْحباب شَيْطَان.
الْحباب الْحَيَّة.
قَالَ ابْن الزبير إِنَّا لَا نموت حجَجًا عَلَى مضاجعنا الْحجَج أَن
يَأْكُل الْبَعِير لحاء العرفج فتسمن عَلَى ذَلِك وَربا قَتله.
يُقَال حبج يحبج حبجا إِذا انتفخ بَطْنه عَن بشم.
فِي الحَدِيث يَا حبذا المتخللون قَالَ الْأَزْهَرِي حبذا حرف مؤلف من
حب وَذَا وَأَصله حبب ذَا فأدغمت إِحْدَى الباءين فِي الْأُخْرَى وشددت
وَذَا إِشَارَة.
يَقُول من النَّار رجل قد ذهب حبره وسبره قَالَ الْأَصْمَعِي جماله
وهيئته وَبَعْضهمْ يرويهِ بِفَتْح الْحَاء وَالسِّين.
وَيُقَال كَعْب الحبر وَالْمرَاد بالحبر الْعَالم وَبَعْضهمْ يرَاهُ من
الحبر.
(1/186)
الَّذِي يكْتب بِهِ وَبَعْضهمْ يَقُول من
الحبار وَهُوَ الْأَثر.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة حِين لَا ألبس الحبير وَهُوَ مَا كَانَ موشيا من
البرود مخططا وَهِي برود حبرَة.
وَمِنْه كَانَ أحب الثِّيَاب إِلَى رَسُول الله الْحبرَة وَقَول أبي
مُوسَى لحبرتها لَك تحبيرا أَي حسنتها وصنتها.
فِي الحَدِيث بعث أَبُو عُبَيْدَة عَلَى الْحَبْس وَيروَى عَلَى الحسر
فَمن رَوَى الْحَبْس فَهُوَ جمع حبيس وهم الرحالة سموا بذلك لتحبسهم
عَن الركْبَان وتأخرهم.
قَالَ شُرَيْح جَاءَ مُحَمَّد بِإِطْلَاق الْحَبْس أَرَادَ مَا كَانَت
الْجَاهِلِيَّة تحبسه من الحامي والبحائر والسوائب وَالْحَبْس أَيْضا
كل شَيْء وَقفه صَاحبه وَقفا مُؤَبَّدًا.
وَمِنْه أَن خَالِدا جعل أَمْوَاله حبسا فِي سَبِيل الله وَمن رَوَى
الحسر فهم الَّذين لَا دروع لَهُم.
قَوْله وَإِن مِمَّا ينْبت الرّبيع مَا يقتل حَبطًا أَو يلم وَذَلِكَ
أَن الرّبيع
(1/187)
ينْبت أَحْرَار العشب فتستكثر مِنْهُ
الْمَاشِيَة.
وَقَالَ اللَّيْث أَحْرَار الْبُقُول مَا يُؤْكَل غير مطبوخ وَقَالَ
أَبُو الْهَيْثَم الْأَحْرَار مَا رق وَرطب فتنتفخ بطونها للاستكثار
مِنْهُ فتهلك وَذَلِكَ الحبط. فَهَذَا مثل لجامع الدُّنْيَا من غير
حلهَا الْحَرِيص عَلَى الْجمع وَالْمَنْع وَقَوله إِلَّا أكله الْخضر
مثل للمقتصد لِأَن الْخضر بقل لَيْسَ من أَحْرَار الْبُقُول الَّذِي
تستكثر مِنْهُ الْمَاشِيَة فَلَا تحبط بطونها لعِلَّة مَا يتَنَاوَل
مِنْهُ ثمَّ تسْتَقْبل الشَّمْس فتثلط وَإِنَّمَا تحبط الْمَاشِيَة
لِأَنَّهَا لَا تثلط وَلَا تبول.
قَوْله إِن السقط يظل محبنطيا قَالَ أَبُو عبيد المحبنطي بِغَيْر همز
هُوَ المتغضب المستبطئ للشَّيْء قَالَ وَيُقَال احبنطأت واحبنطيت
لُغَتَانِ مَهْمُوز وَغير مَهْمُوز المحبنطئ بِالْهَمْز الْعَظِيم
المنتفخ الْبَطن.
(1/188)
فِي الحَدِيث نهَى عَن لون الحبيق أَن
يُؤْخَذ فِي الصَّدَقَة وَهُوَ لون رَدِيء من ألوان التَّمْر.
وَكَانَت عَائِشَة تحتبك تَحت ذرعها فِي الصَّلَاة أَي تشد الْإِزَار
وتحكمه.
فِي الحَدِيث رَأس الدَّجَّال حبك حبك قَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ
المتكسر من الجعودة كالرملة بضربها الرمْح.
وَنَهَى عَن بيع حَبل الحبلة وَهُوَ نتاج النِّتَاج فالحبل مَا فِي
الْبُطُون وَالْحَبل الآخر مَا يحملهُ الْبَطن الَّذِي سيولد.
فِي الحَدِيث إِن نَاسا يتحبلون الصَّنِيع أَي يصيدونها بالحبال يُقَال
تحبلت واحتبلت.
وَلما خرج نوح من السَّفِينَة غرس الحبلة.
وَكَانَ لأنس حبلة بِإِسْكَان الْبَاء وَهِي الأَصْل من الكرحة
وَيُقَال حبلة بِفَتْح الْبَاء فَأَما قَوْلهم مَا لنا طَعَام إِلَّا
الحبلة فالحاء مَضْمُومَة وَهِي تمر الْعضَاة.
وَأَبُو عبد الرَّحْمَن الحبلى بِضَم الْحَاء وَإِسْكَان الْبَاء قَالَ
الْأَزْهَرِي عَن اللَّيْث الحبلى مَنْسُوب إِلَى حَيّ من الْيمن قَالَ
المُصَنّف وَأَصْحَاب
(1/189)
الحَدِيث يَقُولُونَ أَبُو عبد الرَّحْمَن
الحبلي فيضمون الْبَاء وَهُوَ غلط مِنْهُم.
فِي الحَدِيث أَن رجلا أحبن زنا والأحبن الَّذِي قد سقِِي بَطْنه.
وَأم حبين دويبة لَهَا بطن بارز.
وَمِنْه قَوْله لِبلَال وَرَآهُ يَوْمًا وَقد خرج بَطْنه أم حبين.
فِي كَلَام ابْن عَوْف أَن حابيا خير من زاهق الحابي الَّذِي يزحف
إِلَى الهدف والزاهق الَّذِي يجوزه بِشدَّة مرّة.
قيل للأحنف فِي الْحَرْب أَيْن الْحلم فَقَالَ عِنْد الحبا وَهُوَ جمع
حبوة وَهُوَ ضم السَّاق إِلَى الْبَطن بِثَوْب وَأَرَادَ أَن الْحلم
تحسن فِي السّلم لَا فِي الْحَرْب.
فِي الحَدِيث كَأَنَّهُ الْجمل الحابي يَعْنِي الثقيل.
بَاب الْحَاء مَعَ التَّاء
فِي الحَدِيث قَالَ لسعد أحتتهم أَي ارددهم وَقَالَ فِي الدَّم.
(1/190)
حييه أَي حكيه.
فِي الحَدِيث من مَاتَ حتف أَنفه وَهُوَ أَن يَمُوت عَلَى فرَاشه
وَإِنَّمَا قيل ذَلِك لِأَن نَفسه تخرج من فِيهِ وَأَنْفه فغلب أحد
الأسمين.
وَلما قَالَ من كل مائَة تِسْعَة وَتسْعُونَ فِي النَّار قَالَت
الصَّحَابَة أحتفينا الاحتفاء الِاسْتِقْصَاء فِي الشَّيْء.
قَالَ الْعِرْبَاض كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يخرج فِي
الصّفة وعلينا الحوتكية وَهِي عمَّة يتعممها الْأَعْرَاب يسمونها
بِهَذَا الِاسْم.
فِي حَدِيث الْمُلَاعنَة أَن جَاءَت بِهِ أحتم أَي أسود.
فِي الحَدِيث من أكل وتحتم دخل الْجنَّة قَالَ الْفراء التحتم أكل
الحتامة وَهِي فتات الْخبز.
فِي الحَدِيث أَن عليا عَلَيْهِ السَّلَام أعْطى رجلا حتيا الحتي سويق
الْمقل.
(1/191)
بَاب الْحَاء مَعَ الثَّاء
قَوْله إِذا بقيت فِي حثالة أَي رذالة وَمثله الخشارة والحفالة
والحسالة والخسالة.
وَفِي حَدِيث آخر أعوذ بك أَن أَبْقَى فِي حثل من النَّاس.
فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء ارْحَمْ الْأَطْفَال المحثلة يَعْنِي السيء
الْغذَاء والحثل سوء الْغذَاء وَالرّضَاع وَالْحَال.
فِي حَدِيث عمر فَإِذا حَصِير بَين يَدَيْهِ عَلَيْهِ الذَّهَب منثور
نثر الحثا وَهُوَ دقاق التِّبْن.
فِي الحَدِيث أَن عَائِشَة وَزَيْنَب تقاولتا حَتَّى استحثتا أَي رمت
كل وَاحِدَة صاحبتها بِالتُّرَابِ.
بَاب الْحَاء مَعَ الْجِيم
قَوْله يغْفر للْعَبد مَا لم يَقع الْحجاب وَهُوَ أَن تَمُوت النَّفس
وَهِي مُشركَة.
قَوْله فحج آدم مُوسَى أَي غَلبه بِالْحجَّةِ.
فِي الحَدِيث فَجَلَسَ فِي حجاج عينه الْحجَّاج الْعظم المشرف عَلَى
الْعين وهما حجاجان لكل عين حجاج.
(1/192)
قَوْله لقد تحجرت وَاسِعًا أَي ضيقت مَا
وَسعه الله عز وجل من الرَّحْمَة.
فِي الحَدِيث إِذا رَأَيْت رجلا يسير من الْقَوْم حجرَة أَي نَاحيَة.
قَالَ الْأَحْنَف لعَلي عَلَيْهِ السَّلَام حِين حكم عَمْرو وَلَقَد
رميت بِحجر الأَرْض أَي بداهية عَظِيمَة.
فِي الحَدِيث للنِّسَاء حجرتا الطَّرِيق أَي ناحيتاه.
فِي الحَدِيث لأهل الْقَتِيل أَن ينحجزوا الْأَدْنَى فالأدنى أَي يكفوا
عَن الْقود وكل من ترك شَيْئا فقد انحجز عَنهُ.
فِي حَدِيث قيلة أيلام الْإِنْسَان أَن ينتصر من وَرَاء الحجزة الحجزة
الَّذين يمْنَعُونَ بعض النَّاس من بعض ويفصلون بَينهم بِالْحَقِّ.
فِي الحَدِيث تزوجوا فِي الحجز الصَّالح فَإِن الْعرق دساس أَي فِي
الأَصْل وَقيل فِي الْعَشِيرَة لأَنهم يحتجز بهم.
فِي الحَدِيث مِنْهُم من تَأْخُذهُ النَّار إِلَى حجزته الحجزة مَوضِع
شدّ السَّرَاوِيل وَلَا يُقَال حزة فِي قَول الْأَصْمَعِي وَأَجَازَهُ
ابْن الْأَعرَابِي.
وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لزيد أَنْت مَوْلَانَا فحجل الحجل أَن يرفع
رجلا ويقفز عَلَى الْأُخْرَى من الْفَرح.
(1/193)
وَقد يكون بِالرجلَيْنِ جَمِيعًا إِلَّا
أَنه قفز وَقَالَ اللَّيْث الحجل مشي الْمُقَيد.
فِي الحَدِيث كَانَ الْخَاتم مثل زر الحجلة الحجلة بَيت كالقبة يستر
بالثياب وَيجْعَل لَهُ بَاب من جنسه.
فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُو قُريْشًا وَقد جعلُوا طَعَامي
كطعام الحجل قَالَ النَّضر الحجل يَأْكُل الْحبَّة بعد الْحبَّة لَا
يجد فِي الْأكل وَأَرَادَ أَنهم غير جادين فِي إجَابَتِي لَا يدْخل
مِنْهُم فِي الدَّين إِلَّا النَّادِر.
وَفِي الحَدِيث فاصطادوا حجلا.
قَوْله أمتِي غر محجلون قَالَ أَبُو عُبَيْدَة المحجل من الْخَيل أَن
تكون قوائمه الْأَرْبَع بَيْضَاء تبلغ الْبيَاض مِنْهَا ثلث
الْوَظَائِف أَو نصفه أَو ثلثه بعد أَن يتَجَاوَز الأرساغ وَلَا يبلغ
الرُّكْبَتَيْنِ والعرقوبين
فِي الحَدِيث يصف حجم عظامها الحجم النتوء.
فِي صفة مَكَّة وأحجن ثمامها أَي بدا ورقه والثمام من أَشجَار الْجبَال
(1/194)
فِي الحَدِيث تُوضَع الرَّحِم لَهَا حجنة
كحجنة المغزل يَعْنِي صنارته وَهِي الحديدة العقفاء الَّتِي يعلق بهَا
الْخَيط ثمَّ يفتل الْغَزل وكل منعقف أحجن المحجن عَصَى معوجة الطّرف.
فِي الحَدِيث مَا أقطعكه العقيق لتحتجنه أَي يَتَمَلَّكهُ دون النَّاس.
قَالَ عمر فِي نَاقَة مَا هِيَ بمغذ فيستحجى لَحمهَا قَالَ القتيبي
استحجى اللَّحْم إِذا تغير رِيحه من الْمَرَض الْعَارِض للتغير والمغد
الَّتِي أَخَذتهَا الغدة وَهُوَ الطَّاعُون.
فِي الحَدِيث رَأَيْت علجا قد يحجى أَي زَمْزَم.
بَاب الْحَاء مَعَ الدَّال
فِي الْأُمَم محدثون أَي ملهمون أَي يصيبون إِذا ظنُّوا.
قَالَ الْحسن حادثوا هَذِه الْقُلُوب أَي اجلوها واغسلوا درنها قَالَ
لبيد.
(كنصل السَّيْف حودث بالصقال ... )
قَالَ ابْن مَسْعُود حدث الْقَوْم مَا حدجوك بِأَبْصَارِهِمْ أَي رموك
بهَا.
وَمثله الْمَيِّت يحدج ببصره.
قَالَ ابْن السّكيت خدجه بِسَهْم إِذا رَمَاه بهَا.
(1/195)
وَقَالَ عمر حجَّة هَا هُنَا ثمَّ احدج هَا
هُنَا أَي شدّ الْأَحْمَال للغزو قَالَ ابْن مَسْعُود رَأَيْت كَأَنِّي
أخذت حدجة حنظل الحدجة الحنظلة الصلبة.
فِي الحَدِيث إيَّاكُمْ ومحدثات الْأُمُور قَالَ الْأَزْهَرِي هِيَ مَا
انتزعه أهل الْأَهْوَاء من الْأَشْيَاء الَّتِي كَانَ السّلف الصَّالح
عَلَى غَيرهَا.
وَقَالَ أَصْحَاب رَسُول الله لأبي جهل حِين قَالَ فِي خَزَنَة النَّار
مَا قَالَ تقيس الْمَلَائِكَة بالحدادين يَعْنِي السجانين.
قَوْله لَا يحل لامْرَأَة أَن تحد عَلَى ميت إِلَّا عَلَى زوج يُقَال
أحدت الْمَرْأَة وحدت إِذا تسلبت وَتركت الزِّينَة.
فِي الحَدِيث لكل حرف حد أَي مُنْتَهى.
قَالَ عمر كنت أداري من أبي بكر بعض الْحَد الْحَد والحدة من الْغَضَب.
فِي الحَدِيث خِيَار أمتِي أحداؤها الأحداء جمع حَدِيد وَهُوَ الَّذِي
فِيهِ حِدة.
وَمن السّنة الاستحداد وَهُوَ حلق الْعَانَة بالحديد.
(1/196)
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام
أَنا الَّذِي سمتني أُمِّي حيدرة
وَهُوَ الْأسد وَلما ولد سمته أمه أسدا باسم أَبِيهَا وَسَماهُ أَبُو
طَالب عليا فغلب عَلَيْهِ.
فِي حَدِيث عمر أَنه ضرب رجلا أسواطا كلهَا يبضع ويحدر وَيروَى بِكَسْر
الدَّال قَالَ أَبُو عبيد يحدر يورم.
فِي الحَدِيث ولد مَوْلُود أحدر شَيْء أَي أسمن وَسمي الْأسد حيدرا
لغلظ رقبته.
فِي الحَدِيث رجل علم فحدل أَي جَار.
قَالَ ابْن عَبَّاس لَا بَأْس بقتل الحدو للْمحرمِ قَالَ الْأَزْهَرِي
كَأَنَّهَا لُغَة فِي الحداء وَهِي طَائِر.
قَالَ مُجَاهِد كنت أتحدى الْقُرَّاء فأقرأ أَي أتعمدهم.
فِي الحَدِيث إِن أبي بن خلف كَانَ يَقُول يَوْم بدر يَا حدراها قَالَ
أَبُو عُبَيْدَة يُرِيد هَل أحد رَأَى مثل هَذِه.
بَاب الْحَاء مَعَ الذَّال
فِي صفة الدُّنْيَا وَوَلَّتْ حذاء وَهِي السريعة الْخَفِيفَة.
وَكَذَلِكَ قَوْله ويستحد المغيبة.
(1/197)
قَوْله يتخللكم الشَّيَاطِين كَأَنَّهَا
بَنَات حذف قَالَ أَبُو عبيد هِيَ الْغنم الصغار الحجازية واحدتها
حذفة.
وَهِي النَّقْد أَيْضا قَالَ وَقد قَالُوا إِنَّهَا ضَأْن سود جرد
صغَار تكون بِالْيمن قَالَ وَهُوَ أحب التفسيرين إِلَيّ.
فِي الحَدِيث من دخل حَائِطا فَليَأْكُل غير آخذ فِي جدله شَيْئا الحذل
والحذل حجرَة الْإِزَار وتروى فِي حذبه.
قَالَ عمر إِذا قُمْت فاحذم الحذم الحذر وَأَصله الْإِسْرَاع فِي
الْمَشْي.
فِي الحَدِيث فَأخذ قَبْضَة من تُرَاب فحذا بهَا وُجُوه الْمُشْركين
أَرَادَ فَحَثَا فأبدل الذَّال من الثَّاء.
فِي حَدِيث مس الذّكر إِنَّمَا حذْيَة مِنْك أَي قِطْعَة والحذوة من
اللَّحْم الْقطعَة.
وَفِي الحَدِيث إِن لم يحذك من عطرة أَي يعطك.
(1/198)
بَاب الْحَاء مَعَ الرَّاء
فِي الحَدِيث وَقَومه عَلَيْهِ حراء أَي غضاب وتروى جرءاء من الجرأة.
وَكَانَ أنس يكره المحاريب أَي لم يكن يجب الترفع عَن النَّاس.
والمحراب أشرف الْمجَالِس والمحراب الْموضع العالي هَكَذَا فسروه
وَيحْتَمل أَن يكون كره مَا أظهره النَّاس من عمل الحراب فِي
الْمَسْجِد كالطاق وَهُوَ الْأَظْهر عِنْدِي.
فِي حَدِيث عُرْوَة بن مَسْعُود أَنه دخل محرابا فَأَشْرَف عَلَى
النَّاس يَعْنِي غرفَة.
فِي الحَدِيث حَرْب الْعَدو أَي غضب.
وَفِي الحَدِيث يُرِيد أَن يحربهم أَي يزِيد فِي غضبهم.
فِي الحَدِيث احرث لدنياك أَي اعْمَلْ
(1/199)
فِي حَدِيث بدر أخرجُوا إِلَى حرائثكم أَي
مكاسبكم وَرُوِيَ حرائبكم بِالْبَاء جمع حريبة وَهُوَ المَال الَّذِي
بِهِ قوام الدخل.
وَقيل للْأَنْصَار مَا فعلت نواضحكم قَالُوا حرثناها أَي هزلناها.
قَالَ ابْن مَسْعُود احرثوا هَذَا الْقُرْآن أَي فتشوه.
فِي ذكر السّنة يركب الذيخ محرنجما أَي متقبضا كالحا من شدَّة الجدب
والذيخ ذكر الضباع.
فِي الحَدِيث إِن الْقَتْل قد استحر أَي كثر وَاشْتَدَّ.
(1/200)
فِي الحَدِيث إِن مُعَاوِيَة زَاد
أَصْحَابه فِي بعض أَيَّام صفّين خَمْسمِائَة خَمْسمِائَة فَقَالَ
أَصْحَاب عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَا خمس إِلَّا جندل الأحرين قَالَ
ابْن الْأَعرَابِي الْحرَّة حِجَارَة سود وَجَمعهَا حرات وحرار وأحرون
فِي الرّفْع وأحرين فِي النصب والخفض.
قَالَ الْأَصْمَعِي الْحرَّة الأَرْض الَّتِي ألبسها حِجَارَة سَوْدَاء
وَقَالَ اللَّيْث الْحرَّة أَرض ذَات حِجَارَة سود نخرة كَأَنَّهَا
أحرقت بالنَّار وَمِنْه حرَّة الْمَدِينَة وَهِي من حُرَّيْنِ وحروراء
مَوضِع قريب من الْكُوفَة نزله الْخَوَارِج فَقيل الحرورية.
فِي حَدِيث عمر أَن قَالَ لامْرَأَة ذري وَأَنا أحر لَك أَي ذري
الدَّقِيق لأتخذ لَك حريرة وَهِي حساء.
وَقَالَ عَلّي لفاطمة لَو سَأَلت رَسُول الله خَادِمًا يقيك حَار مَا
أَنْت فِيهِ من الْعَمَل يَعْنِي التَّعَب لِأَن مَعَه الْحَرَارَة
والإعياء وَمن قَول الْحسن ول حارها من تولى قارها.
(1/201)
فِي الحَدِيث مَا رَأينَا أشبه
بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم من فلَان إِلَّا أَن النَّبِي صلى
الله عليه وسلم كَانَ أحر حسنا مِنْهُ يَعْنِي أرق وَقَالَ أَبُو
الدَّرْدَاء شِرَاركُمْ الَّذين لَا يعْتق محررهم أَي أَنهم إِذا
أعتقوه استخدموه فَإِذا أَرَادَ فراقهم ادعوا رقّه.
(1/202)
وَكَانَ أَبُو بكر يُوتر من أول اللَّيْل
وَيَقُول.
واحرزاه وابتغى النوافلا هَذَا مثل للْعَرَب إِذا ظفروا بالمطلوب
وأحرزوه.
لَا تَأْخُذُوا من حرزات أَمْوَال النَّاس فِي الصَّدَقَة أَي لَا
تَأْخُذُوا من الْخِيَار وَسميت حرزات لِأَن صَاحبهَا يحرزها وتروى
حزرات بِتَقْدِيم الزَّاي لِأَن صَاحبهَا يحزرها فِي نَفسه.
(1/203)
فِي الحَدِيث إِن غلمة لحاطب احترسوا
نَاقَة لرجل فانتحروها.
قَالَ شمر الاحتراس أَن تُؤْخَذ الشَّاة من المراعي وَيُقَال للشاة
المسروقة من الْمرْعَى حريسة وَمِنْه لَا قطع فِي حريسة الْجَبَل
وَذَلِكَ أَنَّهَا إِذا كَانَت فِي الْجَبَل فَمَا وصلت إِلَى مراحها
فَلَا قطع عَلَى سارقها فَإِذا أواها المراح كَانَت فِي حرز وَلها
حَافظ.
قَالَ عمر فِي صفة التَّمْر وتحترش بِهِ الضباب أَي تصطاد وَيُقَال إِن
الضَّب يعجب بِالتَّمْرِ والاحتراش أَن تَأتي حجر الضَّب فَتدخل فِيهِ
عود أَو شَيْئا فتحركه حَتَّى يسمع الضَّب فيظن أَنه حَيَّة تدخل
عَلَيْهِ الْجُحر فَإِذا سمع تِلْكَ الْحَرَكَة أخرج ذَنبه إِلَيْهَا
ليضربها بِهِ فَإِذا رَآهُ المحترش قد أخرج ذَنبه قبض عَلَيْهِ يجذبه
فَهَكَذَا يحترش الضَّب.
قَالَ الْمسور مَا رَأَيْت أحدا ينفر من الحرش مثل مُعَاوِيَة يَعْنِي
الخديعة.
فِي الحَدِيث فَأخذ مِنْهُ دَنَانِير حرشا قَالَ القتيبي هُوَ الخشن
لجدتها وكل شَيْء خشن فَهُوَ أحرش لخشونة جلده.
فِي الشجاج الحارصة وَهِي الَّتِي تحرص الْجلد أَي تشقه.
(1/204)
وَذكر عَطاء فِي الصَّدَقَة الإحريض وَهُوَ
العصفر.
قَالَ عَوْف بن مَالك رَأَيْت محلم بن جثامة فِي الْمَنَام فَقَالَ غفر
لنا كلنا غير الأحراض وهم الَّذين أَسْرفُوا فِي الذُّنُوب حَتَّى
استوجبوا عُقُوبَة الله عز وجل.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة آمَنت بمحرف الْقُلُوب يَعْنِي المزيغ لَهَا
والمزيل.
فِي الحَدِيث إِن الْيَهُود لَا يأْتونَ النِّسَاء إِلَّا عَلَى حرف
أَي جنب قَالَ ابْن مَسْعُود تبقى عَلَى الْمُؤمن ذنُوب فيحارف عِنْد
الْمَوْت أَي يقايس بهَا ويحازى فَيكون كَفَّارَة لذنوبه والمحارفة
المقايسة بالمحراف وَهُوَ الْميل الَّذِي نسير بِهِ الْجِرَاحَات.
وَقَالَ عمر لحرفة أحدهم أَشد عَلّي من عيلته قَالَ ابْن قُتَيْبَة
الحرفة هَا هُنَا أَن يكون الرجل لَا يتجر وَلَا يلْتَمس الرزق أَو
يكون إِذا طلب لَا يرْزق وَمِنْه يُقَال فلَان محارف وَأَرَادَ عمر أَن
إغناء الْفَقِير مِنْهُم أسهل عَلّي من إصْلَاح الْفَاسِد والحرفة فِي
مَوضِع آخر الِاكْتِسَاب.
قَالَ عمر إِنِّي لأرَى الرجل فَيُعْجِبنِي فَأَقُول هَل لَهُ حِرْفَة
فَإِن قَالُوا لَا سقط من عَيْني.
قَوْله نزل الْقُرْآن عَلَى سَبْعَة أحرف أَي عَلَى سبع لُغَات من
(1/205)
لُغَات الْعَرَب فَهِيَ مفرقة فِي
الْقُرْآن فبعضه بلغَة قُرَيْش وَبَعضه بلغَة هوَازن وَبَعضه بلغَة
الْيمن وَنَحْو هَذَا.
(1/206)
قَوْله ضَالَّة الْمُؤمن حرق النَّار أَي
لهبها.
وَالْمعْنَى أَنه من أَخذ الضَّالة ليتملكها أدته إِلَى النَّار.
فِي الحَدِيث شرب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم المَاء المحرق من
الخاصرة أَي من وجع الخاصرة وَالْمَاء المحرق هُوَ المغلي بالحرق
وَهُوَ النَّار بِعَينهَا.
قَوْله أَمرنِي أَن أحرق قُريْشًا وَهُوَ كِنَايَة عَن الْقَتْل.
فِي الحَدِيث رَأَيْت عَلَيْهِ عِمَامَة حرقانية وَهِي السَّوْدَاء.
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام عَلَيْكُم من النِّسَاء بالحارقة.
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الحارقة الضيقة الملاقي.
وَقَالَ اللَّيْث المحارقة المباضعة عَلَى جنب.
وَقَالَ شمر الحارقة النِّكَاح عَلَى جنب وَقيل الحارقة الَّتِي تغلبها
الشَّهْوَة عِنْد الْجِمَاع حَتَّى تحرق أنيابها بَعْضهَا بِبَعْض.
قَالَ الْأَزْهَرِي كَأَن عليا عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ عَلَيْكُم
بِهَذَا الضَّرْب من الْجِمَاع مَعَهم وَأخذ من حارقة الورك وَهِي
عصبَة تكون فِي الورك فالحارقة هِيَ الَّتِي تثبت للرجل عَلَى حارقتها
أَي عَلَى جنبها وشقها.
(1/207)
فِي الحَدِيث وَإِذا حرقفناه قد انسحت
الحرقفتان مُجْتَمع رَأس الْفَخْذ وَرَأس الورك حَيْثُ يَلْتَقِيَانِ
فِي الظَّاهِر وَيُقَال للطويل الْمَرَض دبرت حراقفه.
فِي الحَدِيث كل مُسلم عَن مُسلم محرم قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال
إِنَّه لمحرم عَنْك أَي محرم أذاك عَلَيْهِ وَيُقَال مُسلم محرم وَهُوَ
الَّذِي لم يحل من نَفسه شَيْئا يُوقع بِهِ.
وَقَالَ عمر الصّيام إِحْرَام وَذَاكَ لإن الصَّائِم يجْتَنب مَا يثلم
صَوْمه.
قَالَ الْحسن فِي الرجل يحرم فِي الْغَضَب أَي يحلف.
قَالَت عَائِشَة كنت أطيب رَسُول الله لِحلِّهِ وَحرمه أَي لإحرامه
بِالْحَجِّ وجله فِي إِحْرَامه.
فِي الحَدِيث نَاقَة مُحرمَة وَهِي الَّتِي لم تركب وَلم تذلل.
فِي الحَدِيث إِن الَّذين تُدْرِكهُمْ السَّاعَة يُسَلط عَلَيْهِم
الْحُرْمَة أَي الغلمة يُقَال استحرمت الماعزة إِذا اشتهت الْعجل.
قَالَ الْخطابِيّ حُرْمَة بِضَم الْحَاء الْإِحْرَام فَأَما الْحرم
بِكَسْر الْحَاء فَهُوَ بِمَعْنى الْحَرَام يُقَال حرم وَحرَام كَمَا
يُقَال حل وحلال.
(1/208)
فِي الحَدِيث إِن فلَانا كَانَ حرمي رَسُول
الله وَبَيَان ذَلِك أَن إِسْرَاف الْعَرَب الَّذين كَانُوا يتحمسون
فِي دينهم كَانُوا إِذا حج أحدهم لم يَأْكُل إِلَّا طَعَام رجل من
الْحرم وَلم يطف إِلَّا فِي ثِيَابه وَكَانَ لكل شرِيف من الْعَرَب رجل
من قُرَيْش وكل وَاحِد مِنْهُمَا حرمي صَاحبه.
فِي الحَدِيث مَا حرنت النَّاقة يُقَال فرس حرون مَأْخُوذ من حرن
بِالْمَكَانِ حرونا إِذا لزمَه.
فِي وَفَاة أبي بكر فَمَا زَالَ جِسْمه يحري أَي ينقص يُقَال حري يحري
أَي ينقص.
وَيُقَال رَمَاه الله بأفعى حاربة أَي نَاقِصَة الْجِسْم لكبرها وَهِي
أَخبث الْحَيَّات.
بَاب الْحَاء مَعَ الزَّاي
فِي الحَدِيث وَكَانَ حازيا الحازي الحازر الَّذِي يحزر الشَّيْء
وَيُقَال للَّذي ينظر فِي النُّجُوم حزاء.
فِي الحَدِيث وَعمر محزئل فِي الْمجْلس أَي منضم بعضه إِلَى بعض.
قَوْله من فَاتَهُ حزبه من الْقُرْآن وَهُوَ مَا يَجعله الْإِنْسَان
عَلَى نَفسه من قِرَاءَة وَصَلَاة.
فِي الحَدِيث لَا تَأْخُذ من حرزات النَّاس شَيْئا قَالَ أَبُو
(1/209)
عبيد الحزرة خِيَار المَال.
وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَن حرازات الْأَمْوَال هِيَ الَّتِي يؤدها
أَرْبَابهَا وَلَيْسَ كل المَال الحزرة.
وَفِي مثل.
(واحزرني وابتغ النوافلا ... )
وتروى واحرزني وَهُوَ مَا أحرز وَقد سبق وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة
الحزرات نقاوة المَال.
وَقد ذكر هَذَا أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ فَقَالَ لَا تَأْخُذ من حرزات
النَّاس بِتَقْدِيم الرَّاء قَالَ وَسميت حرزات لِأَن صَاحبهَا يحرزها
وَالْمرَاد لَا يَأْخُذ من الْخِيَار والتعويل عَلَى القَوْل الأول.
وَقَالَ أَصْحَاب عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَهُ قد استأصلنا
الْخَوَارِج فَقَالَ حزق عير حزق عير قَالَ الْمفضل هَذَا مثل يَقُوله
الرجل بِخَبَر للمخبر غير تَامّ وَلَا مُحَصل وَمَعْنَاهُ حصاص حمَار
لَيْسَ الْأَمر كَمَا زعمتم.
قَالَ ثَعْلَب وَفِيه وَجه آخر وَهُوَ أَنه أَرَادَ أَن أَمر الْقَوْم
مُحكم كَمَا يحزق حمل الْحمار عَلَيْهِ لَيْلًا يَرْمِي بِهِ.
فِي الحَدِيث لَا رَأْي لحازق وَهُوَ الَّذِي ضَاقَ عَلَيْهِ خفه.
(1/210)
فَاعل بِمَعْنى مفعول.
فِي الحَدِيث كَأَنَّهُمَا حزقان من طير أَي جماعتان.
وَكَانَ يرقص الْحسن وَالْحُسَيْن فَيَقُول.
(حزقة حزقة ترق عين بقه ... )
قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الحزقة الضَّعِيف الَّذِي يُقَارب خطْوَة من
ضعف بدنه.
وَقَالَ أَبُو عبيد هُوَ الْقصير الْعَظِيم والبطن الَّذِي إِذا مَشَى
أدَار إليتيه.
وَقَوله ترق أَي أصعد عين بقه أَي يَا صَغِير الْعين وَلم يكن أَصْحَاب
رَسُول الله متحزقين أَي منقبضين.
فِي قصَّة بدر أقدم حيزوم قَالَ اللَّيْث هُوَ اسْم فرس جِبْرِيل.
قَوْله إِن عمل الْجنَّة حزنة الحزنة المسهلة.
فِي الحَدِيث كُنَّا غلمانا حزاورة الحزور الْمُرَاهق.
بَاب الْحَاء مَعَ السِّين
من صَامَ رَمَضَان إِيمَانًا واحتسابا أَي مُؤمنا بِثَوَاب الله
فَيَقَع
(1/211)
فِي حسابه حُصُول الْأجر.
وَكَانَ الْمُسلمُونَ يتحسبون الصَّلَاة أَي يتزجون وَقتهَا بِلَا
دَاع.
قَوْله تنْكح الْمَرْأَة لحسبها قَالَ شمر الْحسب الفعال الْحسن للرجل
مَأْخُوذ من الْحساب إِذا حسبوا مناقبهم وعدوها وَقت الفخار.
وَقَالَ اللَّيْث الْحسب الشّرف الثَّابِت فِي الْآبَاء.
وَقَالَ عمر حسب الرجل دينه.
فَأَما مَا يرْوَى عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ الْحسب
المَال فَلَا أرَاهُ صَحِيحا ثمَّ هُوَ مَحْمُول عَلَى أَن المَال
ينْسب لفعل المكارم.
فِي الحَدِيث مَا حسبوا ضيفهم أَي مَا أكرموه قَالَ ابْن قُتَيْبَة
وَيُقَال أَصله من الحسبانة وَهِي الوسادة الصَّغِيرَة.
قَوْله لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ المُرَاد بِالْحَسَدِ هَا هُنَا
الْغِبْطَة وَهِي أَن يتَمَنَّى الْإِنْسَان مثل مَا للْإنْسَان وَأما
الْحَسَد فَهُوَ أَن يتَمَنَّى زَوَال ذَلِك عَن الْمَحْسُود وَإِن لم
يحصل لَهُ.
فِي الحَدِيث الحسير لَا يعقر المغنى أَنه إِذا حسرت الدَّابَّة.
(1/212)
أَي وَقعت لَا يجوز لصَاحِبهَا أَن يعقرها
مَخَافَة أَن يَأْخُذهَا الْعَدو بل يسيبها.
فِي الحَدِيث كسرت حجرا وحسرته أَي قشرته.
وَفِي الحَدِيث ادعوا الله وَلَا تستحسروا أَي لَا تنقطعوا عَن
الدُّعَاء وَرجل محسر إِذا كَانَ محضرا وَكَانَ أَبُو عُبَيْدَة عَلَى
الحسر وَهُوَ جمع حاسر وَهُوَ الَّذِي لَا درع لَهُ وَقَالَ
الْأَزْهَرِي الحسر الرحالة. أَي الحَدِيث مَتى أحسست أم ملدم أَي مَتى
أصابتك.
فِي الحَدِيث لَا تحسسوا وَقد سبق بَيَانه فِي الْجِيم.
أَمر عمر لامْرَأَة قد ولدت بِشَربَة من سويق وَقَالَ هَذَا يقطع الْحس
وَهُوَ وجع يَأْخُذ الْمَرْأَة عِنْد الْولادَة.
قَالَ زيد بن صوحان ادفنوني فِي ثِيَابِي وَلَا تحسوا عني تُرَابا أَي
لَا تنفضوه.
وَمِنْه حس الدَّابَّة إِنَّمَا هُوَ نفضك التُّرَاب عَنْهَا.
فِي الحَدِيث قَالَ حس وَهُوَ مثل قَوْلك أوه.
فِي الحَدِيث بعثت عَائِشَة بجراد محسوس أَي قد مسته النَّار.
قَالَ أسلم كنت أحسف التَّمْر لعمر أَي أحت عَنهُ قشره
فِي الحَدِيث رَأَيْت جلده يتحسف تحسف جلد الْحَيَّة أَي يتقشر.
فِي الحَدِيث تياسروا فِي الصَدَاق فَإِن الرجل ليُعْطَى المَال حَتَّى
(1/213)
يَبْقَى ذَلِك فِي نَفسه حسيكة أَي حقدا
وعداوة.
قَالَ رجل لعُثْمَان إِنَّمَا هَذَا الْحَيّ حسك أمراس الحسك جمع حسكة
وَهِي شَوْكَة حَدِيدَة صلبة شبة امتناعهم عَلَى من أَرَادَهُم وصعوبته
بالحسك والأمراس الَّذين مارسوا الْحَرْب.
وَقَالَ اللَّيْث الحسك نَبَات لَهُ ثَمَر خشن يتَعَلَّق بأصواف
الْغنم.
قَالَ أَبُو أُمَامَة إِنَّكُم مصررون محسكون إِشَارَة إِلَى الْبُخْل.
فِي الحَدِيث كوي سعد من أكحله ثمَّ حسمه أَي قطع الدَّم عَنهُ بالكي.
فِي الحَدِيث عَلَيْكُم بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ محسمة للعرق أَي مقطعَة
للنِّكَاح.
فِي الحَدِيث مثل قور حسما القور جمع قارة وَهِي دون الْجَبَل وحسما
بلد جذام.
فِي حَدِيث فَاطِمَة أَنَّهَا نادت ولديها يَا حسنان غلبت اسْم
أَحدهمَا كَمَا يُقَال الْعمرَان.
وَقَالَ أَبُو رَجَاء أذكر مقتل بسطَام بن قيس عَلّي الْحسن قَالَ
الْأَصْمَعِي هُوَ جبل من رمل.
(1/214)
بَاب الْحَاء مَعَ الشين
فِي صفة رَسُول الله مَحْفُودٌ محشود أَي أَن أَصْحَابه يخدمونه
ويجتمعون إِلَيْهِ.
وَمثله فحشد من حشد أَي اجْتَمعُوا.
فِي الحَدِيث انْقَطَعت الْهِجْرَة إِلَّا من جِهَاد أَو حشر أَي جلاء
ينَال النَّاس فَيخْرجُونَ من دِيَارهمْ.
فِي الحَدِيث النِّسَاء لَا تحشرن أَي إِلَى الْمُصدق بل يُؤْخَذ
مِنْهُنَّ الصَّدقَات فِي مواضعهن هَذَا هُوَ الصَّحِيح.
وَقَالَ بَعضهم جَاءَ قوم فَاشْتَرَطُوا أَن لَا يحْشرُوا أَي لَا
يجمعوا لأخذ زكاتهم.
قَوْله محاشي النِّسَاء حرَام يَعْنِي الأدبار والمحشة الدبر.
(1/215)
وَرَوَاهُ الْأَصْمَعِي محاشي النِّسَاء
قَالَ والمحشاة أَسْفَل مَوَاضِع الطَّعَام. قَالَ طَلْحَة ادخُلُوا
الحش أَي الْبُسْتَان وَفِيه لُغَة بِضَم الْحَاء.
قَالَ الْأَزْهَرِي كنى عَن أدبارهن بالمحاش كَمَا يكنى بالحشوش عَن
مَوضِع الْغَائِط.
والحشوش جمع الحش وَهُوَ الْبُسْتَان من النخيل وَكَانُوا
يَتَغَوَّطُونَ فِيهَا وفيهَا لُغَتَانِ حش وَحش وَمِنْه قَول طَلْحَة
أدخلوني الحش أَي الْبُسْتَان قَالَ وَقد رَوَاهُ بَعضهم فِي محاسهن
بِالسِّين الْمُهْملَة والمحشة والمحسة الدبر.
وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام دخل علينا رَسُول الله فتحشنا أَي
تحركنا.
فِي الحَدِيث أَن امْرَأَة حش وَلَدهَا فِي بَطنهَا أَي يبس.
قَالَت عَائِشَة فِي صفة أَبِيهَا وأطفأ مَا حشت يهود أَي مَا أوقدت من
نَار الْفِتْنَة.
قَوْله فِي أبي بَصِير ويل أمه محش حَرْب أَي مسعرها.
فِي الحَدِيث أَن رجلا كَانَ فِي غنيمَة يحش عَلَيْهَا إِنَّمَا هُوَ
(1/216)
يهش أَي يضْرب أَغْصَان الشّجر لينخات
الْوَرق.
قَالَ رجل لعُثْمَان مَالِي أَرَاك متحشفا وَهُوَ اللابس للحشيف وَهُوَ
الْخلق.
وَقيل المتحشف المتيبس المنقبض وَمِنْه قيل لرديء التَّمْر حشف.
فِي الحَدِيث كَانَ يُصَلِّي فِي حَاشِيَة الْمقَام أَي فِي جَانِبه.
وَقَالَ لعَائِشَة مَا لَك حشياء رابية أَي قد وَقع الربو عَلَيْك
وَهُوَ الحشا يَعْنِي البهر وَرجل حشيان وَامْرَأَة حشيا عَلَى فعلَى
بِلَا مد وَلَا همز.
بَاب الْحَاء مَعَ الصَّاد
أَمر بتحصيب الْمَسْجِد وَهُوَ أَن يلقى فِيهِ الْحَصَى الصغار ليَكُون
أوثر للْمُصَلِّي والتحصيب أَيْضا نزُول المحصب وَهُوَ الْموضع الَّذِي
ترمي فِيهِ الْجمار ومخرجه إِلَى الأبطح فالتحصيب أَن يُقيم بِهِ
سَاعَة من اللَّيْل وَقَالَت عَائِشَة لَيْسَ التحصيب شَيْء إِنَّمَا
هُوَ منزل نزله رَسُول الله.
وَقَالَ عمر حصبوا والتحصيب أَن يُقيم بِالشعبِ الَّذِي يُخرجهُ إِلَى
الأبطح سَاعَة من اللَّيْل والمحصب مَوضِع الْجمار بمنى.
فِي مقتل عُثْمَان تحاصبوا أَي تراموا بالحصاء.
(1/217)
قَوْله إِلَّا حصائد ألسنتهم أَي مَا
يقتطعه من الْكَلَام قَالَ اللَّيْث الحصيدة المزرعة إِذا حصدت كلهَا
وَالْجمع الحصائد.
وَنَهَى عَن حصاد اللَّيْل وَذَلِكَ لأجل بعد الْمَسَاكِين أَو لُحُوق
الْهَوَام.
قَالَ ابْن عَبَّاس لم يكن مُعَاوِيَة مثل الْحصْر العقص الْحصْر
الْبَخِيل والعقص السيء الْأَخْلَاق وَأَرَادَ بِهِ ابْن الزبير.
فِي الحَدِيث حل سفرة معلقَة فِي مؤخرة الْحصار قَالَ الْأَصْمَعِي
هُوَ حقيبة عَلَى الْبَعِير يرفع مؤخرها فَيجْعَل كآخرة الرحل ويحشى
مقدمها فَيكون كقادمة الرحل وتشد عَلَى الْبَعِير.
قَالَ حُذَيْفَة تعرض الْفِتَن عَلَى الْقُلُوب عرض الْحَصِير أَي
يخْتَلط بالقلوب من جوانبها والحصير المنسوج سمي حَصِيرا لِأَنَّهُ
حصرت طاقاته بَعْضهَا مَعَ بعض وَقَالَ اللَّيْث حَصِير الْجنب عرق
يَمْتَد مُعْتَرضًا عَلَى جنب الدَّابَّة إِلَى نَاحيَة بَطنهَا شبهها
بذلك.
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لِأَن أحصحص فِي يَدي جمرتين أحب
إِلَيّ من أَن أحصحص كعبتين.
قَالَ شمر الحصحصة التحريك والتقليب للشَّيْء وترديده.
وَمِنْه قَول الْعنين فعلت حَتَّى حصحص فِيهَا أَي حركته حَتَّى تمكن
وَاسْتقر قَالَت امْرَأَة لِابْنِ عمر أَن لي بِنْتا وَقد ألْقَى الله
رَأسهَا الحاصة أَي مَا تحص شعرهَا أَي تحلقه.
فِي حَدِيث مُعَاوِيَة أفلت وانحص الذَّنب فَضرب مثلا لمن أشفى.
(1/218)
عَلَى هلكة ثمَّ أفلت وَذَلِكَ أَن بعث
إِلَى ملك الرّوم من يُنَادي بِالْأَذَانِ فِي مَجْلِسه فهم بقتْله
ثمَّ سلم.
قَوْله إِذا سمع الشَّيْطَان الْأَذَان وَلَّى وَله حصاص وَهُوَ شدَّة
الْعَدو وَهُوَ الضراط أَيْضا.
وَقَالَ عَاصِم بن أبي النجُود إِذا صر أُذُنَيْهِ ومضغ بِذَنبِهِ
وَعدا فَهُوَ الحصاص وَهُوَ اخْتِيَار الْأَزْهَرِي وَهُوَ الصَّحِيح.
فِي صفة الْجنَّة وحصلبها الصوار قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الحصلب
التُّرَاب والصوار الْمسك.
فِي الحَدِيث من قذف مُحصنَة المحصنة العفيفة وأصل الحصانة الْمَنْع
كَأَنَّهَا منعت نَفسهَا من الْفَاحِشَة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي
كَلَام الْعَرَب كُله عَلَى أفعل فَهُوَ مفعل إِلَّا ثَلَاثَة أحرف
أحصن فَهُوَ مُحصن وألفج فَهُوَ ملفج وأسهت فَهُوَ مسهت.
قَوْله من أحصاها دخل الْجنَّة فِيهِ خَمْسَة أَقْوَال.
أَحدهَا من استوفاها حفظا.
وَالثَّانِي من أطَاق الْعَمَل بمقتضاها مثل أَن يعلم أَنه سميع فيكف
لِسَانه عَن الْقَبِيح وَأَنه حَكِيم فَيسلم لحكمته.
وَالثَّالِث من عقل مَعَانِيهَا.
وَالرَّابِع من أحصاها عدا وإيمانا بهَا قَالَه الْأَزْهَرِي.
(1/219)
وَالْخَامِس أَن يكون الْمَعْنى من قَرَأَ
الْقُرْآن حَتَّى يختمه لِأَنَّهَا فِيهِ.
فِي الحَدِيث اسْتَقِيمُوا وَلنْ تُحْصُوا أَي لن تُطِيقُوا.
وَنَهَى عَن بيع الْحَصَاة وَهُوَ أَن يَقُول إِذا نبذت إِلَيْك
الْحَصَاة فقد وَجب البيع.
بَاب الْحَاء مَعَ الضَّاد
فِي الحَدِيث إِن بغلة رَسُول الله لما تنَاول الْحَصَى يَوْم حنين
فهمت مَا أَرَادَ فانحضجت أَي انبسطت وَقَالَ اللَّيْث انحضج ضرب
بِنَفسِهِ الأَرْض.
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء لَا أدع الرَّكْعَتَيْنِ بعد الْعَصْر فَمن
شَاءَ أَن ينحضج أَي ينْقد وينشق من الغيظ.
فِي الحَدِيث فَانْطَلَقت محضرا أَي مسرعا.
قَوْله إِن هَذِه الحشوش محتضرة أَي يحضرها الشَّيَاطِين.
(1/220)
فِي حَدِيث السَّقِيفَة يُرِيدُونَ أَن
يحضنونا من هَذَا الْأَمر أَي يخرجونا مِنْهُ.
وَفِي وَصيته ابْن مَسْعُود وَلَا تحضن زَوجته عَن ذَلِك أَي لَا تحجب
عَنهُ.
قَالَ ابْن أسيد بن حضير لعامر بن الطُّفَيْل أخرج بذمتك لَا أنفذ
حضنيك الحضنان الجنبان.
قَالَ عمرَان بن حُصَيْن لِأَن أكون عبدا فِي أعتر حضنيات أرعاهن
الحضنيات منسوبة إِلَى حضن وَهُوَ جبل عَظِيم بأعالي نجد أَي عَلَى أول
تأسيسه.
فِي الحَدِيث أُتِي بِتَمْر وَهُوَ محتفز فَجعل يقسمهُ أَي مستعجل
مستوفر غير مُتَمَكن قَالَ النَّضر احتفز اسْتَوَى جَالِسا عَلَى وركيه
قَالَه وَهُوَ الْأَزْهَرِي.
وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِذا صلت الْمَرْأَة فلتحتفز أَي
فلتضام إِذا جَلَست.
فِي الحَدِيث جَاءَ رجل وَقد حفزه النَّفس أَي اشْتَدَّ بِهِ.
وَذكر الْقدر لِابْنِ عَبَّاس فاحتفز أَي اسْتَوَى جَالِسا
وَكَانَ الْأَحْنَف إِذا جَاءَهُ من يُوسع لَهُ تحفز لَهُ أَي انتصب
فِي جُلُوسه.
قَوْله هلا قعد فِي حفش أمه وَهُوَ الْبَيْت الصَّغِير وَقَالَ أَبُو
(1/221)
عبيد الحفش الدرج شبه بَيت أمه فِي صغره
بالدرج.
فِي الحَدِيث فبدرت مني كلمة أحفظته أَي أغضبته.
فِي الحَدِيث ظلل الله مَكَان الْبَيْت بغمامة فَكَانَت حفاف الْبَيْت
أَي محدقة بِهِ.
بَاب الْحَاء مَعَ الطَّاء
فِي الحَدِيث شَرّ الدُّعَاء الحطمة وَهُوَ العنيف فِي رعي المَال
يحطمه وَيُقَال حطم بِلَا هَاء.
وَأنْشد الْحجَّاج
(قد لفها اللَّيْل بسواق حطم ... )
وَقَالَ رَسُول الله لعَلي أَيْن درعك الحطمية.
قَالَ شمر هِيَ من الدروع العريضة الثَّقِيلَة.
وَقَالَ الْخطابِيّ هِيَ منسوبة إِلَى حطمة بن محَارب بطن من عبد
الْقَيْس كَانُوا يعْملُونَ الدروع.
قَالَت عَائِشَة كَانَ رَسُول الله يُصَلِّي قَاعِدا بَعْدَمَا حطمه
النَّاس يُقَال حطم فلَانا أَهله إِذا كبر فيهم كَأَنَّهُمْ لما حملوه
من أثقالهم صيروه شَيخا محطوما والحطم كسرك الشَّيْء الْيَابِس وحطم
الْبَيْت.
(1/222)
هُوَ الْحجر وَإِنَّمَا سمي حطما لِأَن
الْبَيْت رفع فَبَقيَ ذَاك محطوما محطوم الْجِدَار.
وَغَضب هرم بن حَيَّان عَلَى رجل فَجعل يتحطم عَلَيْهِ غيظا أَي يتلظى
من الحطمة وَهِي النَّار الَّتِي تحطم كل شَيْء.
قَالَ ابْن عَبَّاس أَتَانِي رَسُول الله فخطأني خطأة وَهُوَ الضَّرْب
بالكف مبسوطة بَين الْكَتِفَيْنِ.
وَقَالَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة لمعاوية حِين وَلَّى عمرا مَا لبث بك
السَّهْمِي أَن خطأ بك أَي دفعك عَن رَأْيك.
قَالَ كَعْب من أَسمَاء رَسُول الله حمياطا أَي حامي الْحرم.
بَاب الْحَاء مَعَ الظَّاء
فِي حَدِيث أكيدر وَلَا يحظر عَلَيْكُم النَّبَات أَي لَا تمْنَعُونَ
الزِّرَاعَة حَيْثُ شِئْتُم.
قَوْله لقد احتظرت بحظار شَدِيد من النَّار الحظار مَا يمْنَع وَيُقَال
حظار وحظار.
قَالَ مَالك بن أنس يشْتَرط صَاحب الأَرْض عَلَى المساقي شدّ الحظار
يَعْنِي حَائِط الْبُسْتَان.
بَاب الْحَاء مَعَ الْفَاء
فِي صفة رَسُول الله مَحْفُودٌ وَهُوَ الَّذِي يَخْدمه أَصْحَابه
ويعظمونه.
(1/223)
وَقَالَ عمر فِي عُثْمَان أخْشَى حفده أَي
ميله إِلَى أَقَاربه.
فِي الحَدِيث لَا يتْرك هَذَا الْأَمر حَتَّى يرد عَلَى حافرته.
وَكَانَ عمر أصلع مَا بَقِي عَلَى رَأسه إِلَّا حفاف وَهُوَ أَن
ينْكَشف الشّعْر عَن قمة الرَّأْس وَيبقى مَا حوله.
فِي الحَدِيث من حفنا أَو رفنا فليقتصد أَي من مَدْحنَا فَلَا يغلون
فِي الحَدِيث لم يشْبع من خبز إِلَّا عَلَى حفف الحفف الضّيق والفقر
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الحفف أَن تكون الْأكلَة بِمِقْدَار
الطَّعَام والصغف أَن تكون أكبر من ذَلِك.
وَأرْسل عمر رَسُولا إِلَى أبي عُبَيْدَة فَقَالَ كَيفَ رَأَيْته قَالَ
رَأَيْت حفوفا قَالَ اللَّيْث الحفوف يبوسة من غير دسم وَالْمعْنَى
رَأَيْت ضيق عَيْش وَهُوَ الحفف أَيْضا وَقوم محفوفون أَي محاويج.
قَالَ الْأَصْمَعِي يُقَال أَصَابَهُم حفف وَضعف وشظف كُله من شدَّة
الْعَيْش.
فِي الحَدِيث أَن عبد الله بن جَعْفَر حفف وَجهد أَي قل مَاله.
قَوْله من اشْتَرَى محفلة وَهِي الشَّاة أَو الْبَقَرَة أَو النَّاقة
لَا يحلبها صَاحبهَا أَيَّامًا حَتَّى يجْتَمع لَبنهَا فِي ضرْعهَا
فَإِذا حلبها المُشْتَرِي حَبسهَا غزيرة فَزَاد فِي ثمنهَا فسميت محفلة
لِأَن اللَّبن حفل فِي ضرْعهَا وَاجْتمعَ وكل
(1/224)
شَيْء كثرته فقد حفلته.
قَالَت عَائِشَة فِي عمر رضي الله عنهـ لله أم حفلت لَهُ أَي جمعت
اللَّبن فِي ثديها لَهُ.
قَوْله وَتَبقى حفالة كحفالة التَّمْر أَي رذالة.
فِي رقية النملة الْعَرُوس يحتفل أَي تتزين ويحتشد للزِّينَة.
فِي الحَدِيث إِنَّمَا نَحن حفْنَة من حفنات الله عز وجل الحفنة
والحثية وَاحِد.
وَلَقي عمر أويسا فاحتفاه أَي بَالغ فِي إلطافه.
وَفِي حَدِيث عَلّي أَنه رد عَلَى الْأَشْعَث السَّلَام من غير تحف.
فِي الحَدِيث عطس عِنْده رجل فَوق ثَلَاث فَقَالَ لَهُ حفوت الحفو
الْمَنْع وَأَرَادَ منعتنا أَن نشمتك بعد الثَّلَاث وَقد رَوَوْهُ حقوت
بِالْقَافِ وَالْمعْنَى شددت علينا الْأَمر حَتَّى قطعتنا عَن تشميتك
مَأْخُوذ من
(1/225)
الحقو لِأَنَّهُ يقطع الْبَطن ويشد الظّهْر
وَأمر أَن تحفى الشَّوَارِب أَي يستقصى جزها.
وَقيل لَهُ مَتى تحل لنا الْميتَة فَقَالَ مَا لم تصطبحوا أَو تغتبقوا
أَو تحتفئوا بقلا فشأنكم بهَا فِي قَوْله تحتفئوا أَربع رِوَايَات
ذكرهن أَو عبيد الْقَاسِم بن سَلام إِحْدَاهُنَّ يحتفئو مَهْمُوز
مَقْصُور وَهُوَ من الحفاء وَهُوَ أصل البردي الْأَبْيَض الرطب مِنْهُ
وَهُوَ يُؤْكَل.
وَالثَّانيَِة تحتفوا من احتففت الشَّيْء كَمَا تحف الْمَرْأَة وَجههَا
من الشعرة.
وَالثَّالِثَة تجتفئوا بِالْجِيم وَهُوَ أَن يقطع الشَّيْء ثمَّ يَزُجّ
بِهِ يُقَال جفأت الرجل إِذا ضربت بِهِ الأَرْض.
وَالرَّابِعَة تختفوا بِالْخَاءِ من قَوْلك اختفيت الشَّيْء أَي
استخرجته وَمِنْه قيل للنباش المختفي.
وَيُقَال خفيت الشَّيْء أخرجته.
بَاب الْحَاء مَعَ الْقَاف
فِي حَدِيث عبَادَة فَجمعت إبلي فركبت الْفَحْل فحقب فَنزلت عَنهُ أَي
احْتبسَ بَوْله.
وَلَا رَأْي لحاقب وَهُوَ الَّذِي يحْتَاج إِلَى الْخَلَاء وَلَا
يتبرز.
(1/226)
فِي الحَدِيث مر بِظَبْيٍ حَاقِف قَالَ
ابْن الْأَنْبَارِي أَي نَائِم قد انحنى فِي نَومه يُقَال احقوقف
الشَّيْء إِذا مَال.
قَوْله مَا حق امْرِئ أَن يبيت إِلَّا وَوَصِيَّة عِنْده أَي مَا
الْحرم لَهُ إِلَّا هَذَا.
فِي الحَدِيث فجَاء رجلَانِ يحتقان أَي يختصمان وَيَقُول كل وَاحِد
مِنْهُمَا الْحق معي.
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِذا بلغ النِّسَاء نَص الحقاق وتروى
الْحَقَائِق فالعصبة أولَى مَعْنَاهُ أَن الْجَارِيَة مَا دَامَت
صَغِيرَة فأمها أولَى بهَا فَإِذا بلغت فالعصبة أولَى بهَا وَنَصّ
الشَّيْء غَايَته والحقاق الْمُخَاصمَة وَهُوَ أَن يَقُول الْخصم أما
أَحَق بِهَذَا.
وَالْمرَاد إِذا بلغت غَايَة الْبلُوغ وَمن رَوَى نَص الْحَقَائِق
وَهُوَ جمع الْحَقِيقَة والحقيقة مَا يصير إِلَيْهِ حق الْأَمر.
وَقَوله لَا يبلغ الْمُؤمن حَقِيقَة الْإِيمَان أَي خالصه ومحضه.
والحقة من الْإِبِل الَّتِي قد استكملت ثَلَاث سِنِين سميت حقة
لِأَنَّهَا قد اسْتحق الرّكُوب عَلَيْهَا وَالْحمل.
فِي حَدِيث عمر من وَرَاء حقاق العرفط يَعْنِي صغارها وشوابها.
(1/227)
شبهت بحقاق الْإِبِل.
قَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ لمعاوية أَتَيْتُك وَإِن أَمرك كحق الكهول
أَي كبيت العنكبوت وَالْحق جمع حقة وَأَرَادَ أَن أَمرك واه.
وَقَالَ يُوسُف بن عمر إِن عَاملا من عمالي يذكر أَنه زرع كل حق ولق
فَالْحق الأَرْض المطمئنة واللق الأَرْض المرتفعة.
قَالَ مطرف شَرّ السّير الْحَقْحَقَةُ وَهُوَ المتعب.
فِي الحَدِيث لَيْسَ للنِّسَاء أَن يحققن الطَّرِيق أَي يركبنه.
فِي الحَدِيث أخرجني حاق الْجُوع أَي شدته.
(1/228)
فِي الحَدِيث وَنَهَى عَن المحاقلة قَالَ
أَبُو عبيد المحاقلة بيع الزَّرْع وَهُوَ فِي سنبله بِالْبرِّ وَهُوَ
مَأْخُوذ من الحقل وَهُوَ الْبُسْتَان.
وَقَالَ اللَّيْث الحقل الزَّرْع من قبل أَن تغلظ سوقه.
قَالَ النَّضر وَإِذا ظهر الزَّرْع واخضر فَهُوَ حقل.
قَالَ الْأَزْهَرِي فعلَى قَول اللَّيْث هُوَ بيع عدد لِأَنَّهُ بيع
لَهُ قبل صَلَاحِية وَعَلَى قَول أبي عبيد هُوَ بيع حِنْطَة مَجْهُولَة
بحنطة متدخلة الرنا.
وَقَالَ النَّضر المحاقلة الْمُزَارعَة عَلَى الثُّلُث وَالرّبع
فِي الحَدِيث مَا تَصْنَعُونَ بمعاقلكم أَي لمزارعكم.
وَلَا رَأْي لحاقن وَهُوَ حَابِس الْبَوْل.
فِي الحَدِيث لَا يصلين أحدكُم وَهُوَ حقن يُقَال حقن وحاقن قَالَ
الْأَزْهَرِي الحاقن فِي الْبَوْل والحاقن فِي الْغَائِط قَالَ شمر
وَيكون الاحتقان للبول وَالْغَائِط جمعا.
قَالَت عَائِشَة توفّي رَسُول الله بَين حاقنتي وذاقنتي قَالَ أَبُو
(1/229)
عَمْرو الحاقنة النقرة الَّتِي تلِي
الترقوة وحبل العاتق.
وَقَالَ الْخطابِيّ الحاقنة نقرة الترقوة وَحَكَى الْأَزْهَرِي عَن
ابْن الْأَعرَابِي أَن الحاقنة الْمعدة.
وَأعْطَى رَسُول الله النِّسَاء اللائي غسلن ابْنَته حقوة وَهُوَ
الْإِزَار وَالْأَصْل فِي الحقو معقد الْإِزَار فَقيل للإزار.
بَاب الْحَاء مَعَ الْكَاف
قَوْله الْإِثْم مَا حك فِي صدرك وَيروَى مَا حاك وَهُوَ مَا فِي
النَّفس مِنْهُ بِشَيْء وَكَذَلِكَ الْإِثْم جَوَاز الْقُلُوب أَي مَا
حر وَأثر.
وَمثله إيَّاكُمْ والحكاكات فَإِنَّهَا المآثم.
قَالَ أَبُو جهل حَتَّى إِذا تحاكت الركب قَالُوا منا نَبِي أَي
تساوينا فِي الشّرف.
قَوْله أَنا جذيلها المحكك أرد أَنه يستشفى بِرَأْيهِ كَمَا تستشفى
الْإِبِل الجربى بالاحتكاك.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة إِذا وَردت الْكلاب الحكر الصَّغِير فَلَا تقربه
الحكر المَاء المستنقع فِي غَدِير.
قَوْله إِن من الشّعْر حكما أَي حِكْمَة وكلاما نَافِعًا.
(1/230)
وَقَالَ النَّخعِيّ حكم الْيَتِيم كَمَا
تحكم ولدك أَي أمْنَعهُ من الْفساد.
قَالَ كَعْب فِي الْجنَّة قُصُور لَا يسكنهَا إِلَّا نَبِي أَو صديق
أَو مُحكم فِي نَفسه أَي منصف مِنْهَا وَرُوِيَ بِفَتْح الْكَاف
وَمَعْنَاهُ الرجل يَقع فِي يَد الْعَدو فيخيره بَين أَن يكفر أَو يقتل
فيختار الْقَتْل.
قَالَ ابْن عَبَّاس قَرَأت الْمُحكم عَلَى عهد رَسُول الله قَالَ
الْأَزْهَرِي يَعْنِي الْمفصل لِأَنَّهُ لم ينْسَخ مِنْهُ شَيْء.
فِي الحَدِيث فِي بعض الْجِرَاحَات حُكُومَة قَالَ الْأَزْهَرِي.
(1/231)
مَعْنَاهُ أَن يخرج الرجل فيقيس الْحَاكِم
أَرْشه بِأَن يَقُول هَذَا لَو كَانَ عبدا غير مَجْرُوح كَانَت قِيمَته
كَذَا وَقد نَقصه هَذَا الشين كَذَا.
فِي الحَدِيث فِي رَأس كل عبد حِكْمَة الْحِكْمَة لجام الدَّابَّة وَقد
بَين مَعْنَاهُ فِي الحَدِيث إِن تواضع رفع وَإِن ترفع وضع.
بَاب الْحَاء مَعَ اللَّام
فِي الحَدِيث حليتهم عَن المَاء أَي طردتهم وَأَصله الْهَمْز حلأتهم.
وَمِنْه فِي حَدِيث الْحَوْض فيحلأون عَنهُ.
فِي الحَدِيث أبغني نَاقَة حلبانة ركبانة أَي غزيرة تحلب وذلولا تركب.
قَوْله من حق الْإِبِل حلبها عَلَى المَاء أَي تحلب عِنْد المَاء
ليشْرب من حضر من المحتاجين.
فِي حَدِيث أم معبد لَا حلوبة فِي الْبَيْت يُقَال حَلُوب وحلوبة.
(1/232)
وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لقوم لَا
تسقوني حلب امْرَأَة وَذَاكَ أَن حلب النِّسَاء عيب عِنْد الْعَرَب
يعيرون بِهِ وَإِنَّمَا يحلب الرِّجَال قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ
النِّسَاء إِذا حلبن رُبمَا أخذهن الْبَوْل وَلَيْسَ مثل الرِّجَال
يمسحن بِالْأَرْضِ فَرُبمَا مسحت بِثَوْب أَو بِيَدِهَا ثمَّ ترجع
إِلَى الضَّرع وَفِي يَدهَا شَيْء من النَّجَاسَة فَلذَلِك نفره عَنهُ.
فِي الحَدِيث أَن فلَانا ظن أَن الْأَنْصَار لَا يستحلبون مَعَه عَلَى
مَا يُرِيد أَي لَا يَجْتَمعُونَ عَلَى مَا يُرِيد.
وَكَانَ رَسُول الله إِذا اغْتسل دعى بِإِنَاء نَحْو الحلاب قَالَ
الْأَزْهَرِي الَّذِي يحلب فِيهِ اللَّبن يُقَال لَهُ حلاب ومحلب
بِكَسْر الْمِيم فَأَما المحلب بِفَتْحِهَا فشيء يَجْعَل حبه فِي
الْعطر قلت وَقد غلط فِي هَذَا جمَاعَة فطن قوم أَن الحلاب طيب
وَرَوَاهُ قوم بِالْجِيم وَتَشْديد اللَّام وَهُوَ خطأ فَاحش وَذكره
الْأَزْهَرِي فِي بَاب الْجِيم كَذَلِك وَقَالَ أرَاهُ أَرَادَ مَاء
الْورْد.
قلت وَمَا ضَبطه أحد بِالْجِيم وَالَّذِي فِي الصَّحِيح بِالْحَاء
وَالْجِيم غلط.
(1/233)
فِي الحَدِيث دع مَا تحلج فِي صدرك أَي مَا
شَككت فِيهِ يُقَال تحلج وتحلح بِالْحَاء أَيْضا.
فِي الحَدِيث نَحن أحلاس الْخَيل أَرَادوا أَنا نلازم ظُهُورهَا كالحلس
وَهُوَ الكساء الَّذِي يَلِي ظهر الْبَعِير تَحت القتب يلازمه وَلَا
يُفَارِقهُ
وَقَالَ أَبُو بكر كن حلْس بَيْتك أَي ملازمه.
وَقَالَ الشّعبِيّ للحجاج استحلسنا الْخَوْف أَي لم يفارقنا.
وحالف رَسُول الله بَين قُرَيْش وَالْأَنْصَار أَي آخَى بَينهم.
وَكَانَ أَبُو بكر من المطيبين وَعمر من الأحلاف.
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الأحلاف سِتّ قبائل عبد الدَّار وجمح وَسَهْم
ومخزوم وعدي وَكَعب سموا بذلك لِأَنَّهُ لما أَرَادَت بَنو عبد منَاف
أَخذ مَا فِي أَيدي عبد الدَّار من الْحجامَة والرفادة واللواء
والسقاية وأبت ذَلِك بَنو عبد الدَّار عقد كل قوم عَلَى أَمرهم حلفا
مؤكدا عَلَى أَن لَا يتخاذلوا فأخرجت بَنو عبد منَاف جَفْنَة
مَمْلُوءَة طيبا فَوَضَعتهَا فِي الْمَسْجِد عِنْد الْكَعْبَة ثمَّ غمس
الْقَوْم.
(1/234)
أَيْديهم فِيهَا وتعاقدت بَنو عبد الدَّار
وحلفاؤها حلفا مؤكدا أَن لَا يتخاذلوا.
وَقَالَ الْحجَّاج فِي حق يزِيد بن الْمُهلب مَا أَمضَى حنانه وأحلف
لِسَانه أَي مَا أذربه والحليف الذرب اللِّسَان وَسنَان حَلِيف أَي
حَدِيد.
وَكَانَ رَسُول الله يُصَلِّي الْعَصْر وَالشَّمْس بَيْضَاء محلقة
يَعْنِي مُرْتَفعَة يُقَال حلق النَّجْم والطائر.
وَفِي حَدِيث آخر فحلق ببصره إِلَى السَّمَاء أَي رَفعه.
قَوْله والبغضاء هِيَ الحالقة وَذَاكَ أَنَّهَا تقطع الرَّحِم.
وَقَالَت الْأَنْصَار نَحن أهل الْحلقَة قَالَ أَبُو عبيد الْحلقَة
اسْم لجمع السِّلَاح والدروع وَمَا أشبههَا وَالْحَلقَة أَيْضا حَلقَة
الْقَوْم وحلقة الْبَاب كُله بالتسكين قَالَ أَبُو عَمْرو وَلَيْسَ فِي
الْكَلَام حَلقَة بِفَتْح اللَّام إِلَّا الَّذين يحلقون الشّعْر
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْحلق بِفَتْح اللَّام.
(1/235)
الضروع المرتفعة إِلَى الْبَطن لقلَّة
لَبنهَا.
فِي الحَدِيث حَلقَة الْقَوْم حمى وَالْمعْنَى أَن الْقَوْم إِذا
جَلَسُوا فَلهم أَن يحموا حلقتهم أَن يجلس فِي وَسطهَا أحد.
قَوْله فهممت أَن ألقِي نَفسِي من حالق أَي من جبل عَال.
وَقَالَ لصفية عقرى حلقى الْمَعْنى عقرهَا الله وحلقها أَي أَصَابَهَا
بوجع فِي حلقها.
قَوْله لَيْسَ منا من حلق أَي حلق الشّعْر عِنْد المصائب.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة لما نزل تَحْرِيم الْخمر كُنَّا نعمد إِلَى
الحلقانة وَهِي التذنوبة فنقطع مَا ذَنْب مِنْهَا قَالَ أَبُو عبيد
يُقَال للبسر إِذا بَدَأَ الإرطاب فِيهِ من قبل ذَنبه التذنوبة.
وَنَهَى عَن الْحلق قبل الصَّلَاة وَهِي جمع حَلقَة.
وَقَالَ الْعَبَّاس فِي فِي زَمْزَم هِيَ لشارب حل وبل الْحل
الْحَلَال.
قَوْله تَعَالَى {وَإِن مِنْكُم إِلَّا واردها} فَإِذا مر بهَا
الْمُؤمن فقد أبر الله عز وجل قسمه وَقَالَ غَيره لَيْسَ فِي هَذِه
الْآيَة قسم فَيكون لَهُ تَحِلَّة وَإِنَّمَا الْمَعْنى إِلَّا
التَّعْزِير.
(1/236)
وَالْأول أصح لِأَن الْمَعْنى وَإِن
مِنْكُم وَالله كَقَوْلِه وَإِن مِنْكُم لمن ليبطئن.
فِي الحَدِيث أحل بِمن أحل بك وَفِيه قَولَانِ.
أَحدهمَا أَن الْمَعْنى من ترك الْإِحْرَام وقاتلك فقاتله وَإِن كنت
محرما.
وَالثَّانِي أَن الْمُسلم حرَام عَلَى الْمُسلم فَإِذا تنَاول مِنْك
متناول فادفعه.
وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء أحلُّوا الله أَي أَسْلمُوا لَهُ.
وَلعن رَسُول الله الْمُحَلّل والمحلل لَهُ.
الْمحل متزوج الْمُطلقَة ثَلَاثًا عَلَى شَرط أَن يُطلق بعد المواقعة
لتحل للزَّوْج الأول.
قَوْله أَن تُزَانِي حَلِيلَة جَارك أَي امْرَأَته لِأَنَّهَا تحل
عِنْده.
وَقَالَ لامْرَأَة عابت أُخْرَى قومِي فتحلليها أَي سليها أَن تجعلك
فِي حل.
فِي الحَدِيث من الْكَبَائِر أَن تُزَانِي حَلِيلَة جَارك قَالَ
الزّجاج الحليلة الْمحلة مُشْتَقَّة من الْحَلَال وَقَالَ أَبُو
مَنْصُور اللّغَوِيّ الحليل الزَّوْج والحليلة الْمَرْأَة سميت بذلك
إِمَّا لِأَنَّهُمَا يحلان فِي مَوضِع وَاحِد أَو لِأَن كل وَاحِد
مِنْهُمَا يُحَال صَاحبه أَي ينازله أَو لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا.
(1/237)
مَحل إِرَادَة صَاحبه.
فِي الحَدِيث حلا أم فلَان أَي تحللي من يَمِينك.
وَسُئِلَ أَي الْأَعْمَال أفضل قَالَ الْحَال المرتحل وَفِيه قَولَانِ
أَحدهمَا أَن خَاتم الْقُرْآن يبلغ آخِره وَيعود إِلَى أَوله
وَالثَّانِي الْغَازِي.
فِي الحَدِيث خير الْكَفَن الْحلَّة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال
للإزار والرداء حلَّة وَلكُل وَاحِد مِنْهُمَا حلَّة.
وَقَالَ أَبُو عبيد الْحلَّة إِزَار ورداء لَا تسمى حلَّة حَتَّى تكون
ثَوْبَيْنِ.
وَقَالَ الْخطابِيّ الْحلَّة ثَوْبَان إِزَار ورداء وَلَا تكون حلَّة
إِلَّا وَهِي جَدِيدَة يحل من طيها فتلبس.
وَحَكَى الْأَزْهَرِي عَن شمر قَالَ الْحلَّة عِنْد الْأَعْرَاب
ثَلَاثَة أَثوَاب.
قَالَ ابْن عَبَّاس إِن حل لتؤذي وتوطي وتشغل عَن الذّكر حل زجر
النَّاقة إِذا حثثتها وَالْمعْنَى أَن زجرك لَهَا عِنْد الْإِفَاضَة من
عَرَفَات يوطئ النَّاس ويؤذيهم.
وَقَضَى عمر فِي الأرنب يقْتله الْمحرم بحلان وَيروَى بحلام وَهُوَ
الجدي الذّكر وَقيل الْحمل قَالَ الْأَصْمَعِي ولد المعزى حلان وحلام
وَقَالَ ابْن شُمَيْل الحلام الْحمل.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الحلان والحلام وَاحِد وَهُوَ مَا يُولد من
الْغنم صَغِيرا وَهُوَ الَّذِي كَانُوا يجْعَلُونَ عَلَى أُذُنه إِذا
ولد خطا فَيَقُولُونَ دكيناه فَإِن.
(1/238)
مَاتَ أكلوه قَالُوا وَسمي حلافا لِأَنَّهُ
إِذا حل أقبل وَأدبر.
وَأمر رَسُول الله معَاذًا أَن يَأْخُذ من كل حالم دِينَارا أَي من كل
بَالغ.
وَمِنْه الْغسْل وَاجِب عَلَى كل حالم.
قَوْله الرُّؤْيَا من الله والحلم من الشَّيْطَان اعْلَم أَن
الرُّؤْيَا والحلم وَاحِد غير أَن صَاحب الشَّرْع خص الْخَيْر باسم
الرُّؤْيَا وَالشَّر باسم الْحلم.
وَنَهَى عَن حلوان الكاهن وَهُوَ مَا يعطاه يُقَال حلوته أحلوه حلوانا
والحلوان الرِّشْوَة.
فِي الحَدِيث فَرَمَانِي لحلاوة الْقَفَا أَي عَلَى وسط الْقَفَا لم
يمل بِهِ إِلَى أحد جانبيه يُقَال حلاوة وحلاوة وحلاوا بِالْقصرِ.
(1/239)
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة الْحِلْية تبلغ
إِلَى مَوَاضِع الْوضُوء يَعْنِي التحجيل أَرَادَ قَوْله عَلَيْهِ
السَّلَام أمتِي عر محجلون من الْوضُوء.
بَاب الْحَاء مَعَ الْمِيم
قَالَ عمر لرجل مَالِي أَرَاك محمجا قَالَ الْأَزْهَرِي التحميج نظر
بتحديق.
قَوْله سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك الْمَعْنى وَبِحَمْدِك
ابتدئ.
فِي الحَدِيث أَحْمد إِلَيْكُم غسل الإحليل أَي أرضي لكم.
فِي الحَدِيث حماديات النِّسَاء غض الطّرف وَمَعْنَاهُ غاياتهن وَجهد
مَا يحمد مِنْهُنَّ يُقَال حماداك أَن تفعل كَذَا أَي غايتك.
فِي الحَدِيث كُنَّا إِذا احمر الْبَأْس أَي اشْتَدَّ الْحَرْب
وَيَقُولُونَ الْحسن أَحْمَر أَي شاق فَمن أحب الْحسن احْتمل
الْمَشَقَّة
(1/240)
قَوْله بعثت إِلَى الْأَحْمَر وَالْأسود
يَعْنِي الْعَرَب والعجم وَالْغَالِب عَلَى ألوان الْعَرَب السمرَة
وَعَلَى ألوان الْعَجم الْبيَاض.
وَقيل لعَلي عَلَيْهِ السَّلَام غلبتنا عَلَيْك هَذِه الْحَمْرَاء
يعنون الْعَجم قَالَ أَبُو عَمْرو الْأَحْمَر الْأَبْيَض.
وَمِنْه قَوْله لعَائِشَة يَا حميراء.
وَقَالَ عَلّي لرجل اسْكُتْ يَا ابْن حَمْرَاء العجان أَي يَا ابْن
الْأمة والعجان مَا بَين الْقبل والدبر.
وَقَالَ الْأَعْمَش كَانَ مُجَاهِد يرَى أَن الْأَحْمَر الْإِنْس
وَالْأسود الْجِنّ.
قَوْله أَعْطَيْت الكنزين الْأَحْمَر والأبيض قَالُوا هِيَ كنوز كسْرَى
من الذَّهَب وَالْفِضَّة وَقيل أَرَادَ الْعَرَب والعجم جمعُوا عَلَى
أَتْبَاعه. وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ الْأَحْمَر ملك الشَّام
والأبيض ملك فَارس فَإِنَّمَا قَالَ لملك فَارس الْأَبْيَض لبياض
ألوانهم وَقَالَ فِي الشَّام الْأَحْمَر لِأَن الْغَالِب عَلَى ألوانهم
الْحمرَة وَعَلَى كنوزهم الذَّهَب وَهُوَ أَحْمَر.
فِي ذكر النِّسَاء أهلكهن الأحمران الذَّهَب والزعفران وَالْمعْنَى حب
الْحلِيّ وَالطّيب وَقيل اللَّحْم وَالشرَاب.
فِي الحَدِيث فأصابتنا سنة حَمْرَاء يَعْنِي الجدب وَذَاكَ لِأَن آفَاق
(1/241)
السَّمَاء تحمر زمَان الْقَحْط.
وَكَانَ شُرَيْح لَا يلْحق الحمارة وهم أَصْحَاب الْحمير بأصحاب
الْخَيل فِي السِّهَام.
قَالَ أنس كناني رَسُول الله أَبَا حَمْزَة ببقلة كنت اجتنيتها قَالَ
الْأَزْهَرِي البقلة الَّتِي جناها أنس كَانَ فِي طعمها لذع فسميت
البقلة حَمْزَة بِفِعْلِهَا.
وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس أَي الْأَعْمَال أفضل قَالَ أحمزها قَالَ أَبُو
عبيد أمتنها وأقواها.
فِي الحَدِيث هَذَا من الحمس وهم قُرَيْش وَمن ولدت قُرَيْش وكنانة
سموا حمسا لأَنهم تحمسوا فِي دينهم أَي تشددوا.
فِي الحَدِيث فَإِذا رجل حمش الذراعين والساقين أَي دقيقهما.
وَكَانَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام يَوْم صفّين يحمش أَصْحَابه أَي
يحرضهم عَلَى الْقِتَال
فِي حَدِيث ذِي الثدية كَانَ لَهُ ثدية إِذا تركت تحمصت أَي تقبضت.
وَقَالَ ابْن عَبَّاس احمضوا بِنَا أَي أفيضوا فِيمَا يؤنسنا
وَالْأَصْل الحمض الَّذِي هُوَ فَاكِهَة الْإِبِل وَذَلِكَ أَنَّهَا
ترعى الْخلَّة فَإِذا ملتها أخذت من الحمض ثمَّ عَادَتْ إِلَى الْخلَّة
والخلة مَا حلا من النَّبَات والحمض مَا ملح من النبت وَالْعرب تَقول
الْخلَّة خبز الْإِبِل والحمض فاكهتها.
(1/242)
قَالَ بعض الْعلمَاء للنَّفس حمضة أَي
شَهْوَة.
قَالَ كَعْب من أَسمَاء رَسُول الله فِي الْكتب السالفة حمياطا
وَمَعْنَاهُ حامي الْحرم.
فِي حَدِيث ابْن عمر أَرَأَيْت إِن عجز واستحمق التَّاء مَفْتُوحَة
وَالْمعْنَى صَار أَحمَق.
قَوْله فِي حميل السَّيْل هُوَ مَا يحملهُ السَّيْل وكل مَحْمُول حميل
وَفِي لفظ حمائل السَّيْل وَالْمرَاد الْإِخْبَار بِسُرْعَة نباتهم.
فِي الحَدِيث يضغط الْمُؤمن فِي الْقَبْر ضغطة تَزُول حمائله قَالَ
الْأَزْهَرِي يَعْنِي عروق أنثييه.
فِي الحَدِيث الْحميل لَا يُورث إِلَّا بِبَيِّنَة وَهُوَ الْمَحْمُول
النّسَب.
فِي الحَدِيث الحمزيل غَارِم وَهُوَ الضَّامِن.
فِي الحَدِيث رجل تحمل حمالَة الْحمالَة الْغرم عَن الْقَوْم وَذَاكَ
أَن الْحَرْب تقع بَين قوم فيسفك فِيهَا الدَّم فَيحْتَمل رجل تِلْكَ
الدِّيات ليصلح ذَات الْبَين قَوْله لَا أَخذ حمولة الحمولة مَا يحمل
الزَّاد وَهُوَ الْمَتَاع من الْإِبِل.
(1/243)
فِي الحَدِيث انْصَرف كل رجل إِلَى حامته
أَي خاصته.
فِي الحَدِيث جئْنَاك فِي غير محمة يُقَال أحمت الْحَاجة إِذا هَمت.
فِي الحَدِيث وَعند حمة النهضات يَعْنِي شدتها ومعظمها وحمة كل شَيْء
معظمه.
وَرخّص رَسُول الله فِي الرّقية من الْحمة قَالَ ابْن قُتَيْبَة الْحمة
سم الْحَيَّات والعقارب وَمَا أشبههَا من ذَوَات السمُوم وَالْعُلَمَاء
يذهبون إِلَى أَن حمة الْعَقْرَب شوكتها وَلَيْسَ الْحمة سمها والشوكة
فَهِيَ الإبرة.
فِي الحَدِيث مثل الْعَالم مثل الْحمة والحمة عين مَاء حَار يستشفي
بهَا الْمَرْضَى.
قَالَ مسلمة فِي خطبَته أقل النَّاس هما أقلهم حما أَي مُتْعَة.
فِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن أَنه طلق امْرَأَة ومتعها بخادمة سَوْدَاء
حممها إِيَّاهَا أَي مَتعهَا بهَا.
قَوْله حَتَّى إِذا صرت حمما فاسحقوني أَي فحما واحدته حممة.
وَمر رَسُول الله بِيَهُودِيٍّ محمم أَي مسود الْوَجْه.
(1/244)
وَكَانَ أنس إِذا حمم رَأسه بِمَكَّة خرج
واعتم.
يَقُول حمم رَأس فلَان بعد الْحلق إِذا اسود.
فِي الحَدِيث حم لَا يبصرون قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ اللَّهُمَّ لَا
ينْصرُونَ.
فِي الحَدِيث ذكر الحمنانة يُقَال للواحدة من القراد إِذا كَانَ
صَغِيرا قمقامة فَإِذا كَبرت فَهِيَ حمنانة فَإِذا عظمت فَهِيَ حلمة.
فِي الحَدِيث لَا يخلون رجل بمغيبة وَإِن قيل حموها أَلا حموها
الْمَوْت.
وَفِي مَعْنَاهُ قَولَانِ
أَحدهمَا أَن الْمَعْنى فليمت وَلَا تفعلن ذَلِك قَالَه أَبُو عبيد
وَالْمرَاد النَّهْي عَن الْخلْوَة وَلَو بالحمو.
وَالثَّانِي أَن لِقَاء هَذَا مثل الْمَوْت قَالَه ابْن الْأَعرَابِي
الحمو أَبُو الزَّوْج وَأَخُوهُ وكل من وليه من ذَوي قراباته.
قَالَ الْأَصْمَعِي الأحماء من قبل الزَّوْج والأختان من قبل
الْمَرْأَة والصهر يجمعهما وَالْمرَاد بِالْحَدِيثِ النَّهْي عَن
الْخلْوَة وَلَو بالحمو.
فِي الحَدِيث لَا حمى إِلَّا لله وَلِرَسُولِهِ كَانَ الشريف فِي
الْجَاهِلِيَّة إِذا نزل مَكَانا فِي حيه استعوى كَلْبا فحمى مدى عواء
الْكَلْب لَا
(1/245)
يشركهُ فِيهِ غَيره وَهُوَ يُشَارك
الْقَوْم فِي رعيهم فَنَهَى رَسُول الله عَن ذَلِك ويتاح أَن يحمى لخيل
الْجِهَاد وَقد حمى عمر النقيع لنعم الصَّدَقَة.
فِي حَدِيث وَحشِي كَأَنَّهُ حميت وَهُوَ الزق الْمشعر الَّذِي يَجْعَل
فِيهِ السّمن وَالْعَسَل وَالزَّيْت فَأَما الَّذِي يَجْعَل فِيهِ
اللَّبن فالوطب وَمَا كَانَ للْمَاء فسقاء.
بَاب الْحَاء مَعَ النُّون
نهَى عَن الحنتم وَهِي جرار خضر كَانَ يحمل فِيهَا إِلَى الْمَدِينَة
الْخمر.
قَوْله من مَاتَ لَهُ ثَلَاثَة لم يبلغُوا الْحِنْث أَي لم يبلغُوا
فَيكْتب عَلَيْهِم الْإِثْم.
وَكَانَ رَسُول الله يَأْتِي حراء فَيَتَحَنَّث فِيهِ أَي يتعبد قَالَ
ثَعْلَب الْمَعْنى يفعل فعلا يخرج بِهِ من الْحِنْث كَمَا يُقَال يتأثم
وَيتَخَرَّج.
وَكَذَلِكَ قَول حَكِيم بن حزَام أَرَأَيْت أمورا كنت أتحنث بهَا فِي
الْجَاهِلِيَّة أَي أَتَعبد وَأُلْقِي الْحِنْث عَن نَفسِي.
(1/246)
فِي الحَدِيث وَيكثر فيهم أَوْلَاد الحنت
يَعْنِي أَوْلَاد الزِّنَا وَأَتَى بضب محنوذ أَي مشوي.
قَوْله لَو صليتم حَتَّى تَكُونُوا كالحنائر قَالَ ثَعْلَب الحنيرة
الْقوس بِلَا وتر قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هِيَ العطفة المحكمة للقوس.
وَقَالَ الْأَزْهَرِي كل شَيْء يكون منحنيا فَهُوَ حنيرة.
فِي الحَدِيث حَتَّى يدْخل الْوَلِيد يَده فِي فَم الحنش يَعْنِي فِي
فَم الأفعى.
وَسُئِلَ عَطاء أَي الْخياط أحب إِلَيْك فَقَالَ الكافور الحناط هُوَ
الحنوط وَهُوَ مَا يخلط من الطّيب للموتى خَاصَّة
سُئِلَ ابْن الْمسيب عَن من قتل حنطبا وَهُوَ الذّكر من الخنافس.
قَالَ عمر لَا يصلح هَذَا الْأَمر إِلَّا لمن لَا يحنق عَلَى جرته
الحنق الغيظ والحقد قَالَ ابْن الْأَعرَابِي وَمَعْنَاهُ لَا يحقد
عَلَى رَعيته.
وَأَتَى رَسُول الله بصبي فحنكه التحنيك أَن يمضغ التَّمْر ثمَّ
(1/247)
يدلك بِهِ حنك الصَّبِي يُقَال حنكته
وحنكته قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الحنك الْأَسْفَل من الْفَم الْأَعْلَى
من الْفَم وَقَالَ اللَّيْث الحنك للأعلى والأسفل فَإِذا فصلوهما لم
يكَاد وَيَقُولُونَ للأعلى حنك قَالَ وَقَوْلهمْ حنكته السن إِذا
نَبتَت أَسْنَانه الَّتِي تسمى أَسْنَان الْعقل والمحتنك الَّذِي قد
تناهى عقله وسنه فَرجل محنك وَهُوَ الَّذِي لَا يسْتَقلّ مِنْهُ شَيْء
مِمَّا قد عضته الْأُمُور.
وَقَالَ ورقة فِي بِلَال لَئِن قَتَلْتُمُوهُ لاتخذنه حنانا أَي لَا
يعطفن عَلَيْهِ وَلَا تمسحن بِهِ.
فِي الحَدِيث وحن الْجذع صَوت مشتاقا وَيُقَال حنت النَّاقة إِذا صوتت
فِي أثر وَلَدهَا.
فِي الحَدِيث قَالَ عقبَة بن أبي معيط أقبل من بَين قُرَيْش فَقَالَ
عمر حن قدح لَيْسَ مِنْهُمَا يضْرب مثلا للرجل ينتمي إِلَى النّسَب
لَيْسَ مِنْهُ والقدح أحد قداح الميسر وَإِذا كَانَ الْقدح من غير
جَوْهَر أخواته ثمَّ جلجله المفيض جَاءَ مِنْهُ صَوت يُخَالف أصواتها
فَعرف.
وَمن أَسمَاء الله تَعَالَى الحنان وَهُوَ الرَّحِيم والحنان
بِالتَّخْفِيفِ الرَّحْمَة.
قَالَ ورقة بن نَوْفَل فِي حق بِلَال لَئِن قَتَلْتُمُوهُ لاتخذنه
حنانا يَقُول لأتمسحن بِهِ وَلَا يعطفن عَلَيْهِ لِأَنَّهُ من أهل
الْجنَّة.
(1/248)
قَالَ ابْن عَبَّاس الحن كلاب الحن وَقَالَ
اللَّيْث هم حَيّ من الْجِنّ مِنْهُم الْكلاب السود.
قَوْله أَنا والحانية عَلَى وَلَدهَا كهاتين وَهِي الَّتِي تقيم عَلَى
وَلَدهَا لَا تزوج.
وَمِنْه قَوْله أحناه عَلَى ولد أَي أشفقه.
فِي الحَدِيث فَإِذا قُبُور محنية أَي بمنعطف الْوَادي يُقَال محنية
ومحاني.
فِي الحَدِيث خلقت عبَادي حنفَاء أَي عَلَى الاسْتقَامَة.
فِي الحَدِيث إياك والحنوة فِي الصَّلَاة وَهِي مطأطأة الرَّأْس وتقويس
الظّهْر فِي الحَدِيث وحنانيك يَعْنِي رحمتك.
بَاب الْحَاء مَعَ الْوَاو
قَوْله أعسل حوبتي أَي أثمي.
وَمثله الرِّبَا سَبْعُونَ حوبا أَي سَبْعُونَ ضربا من الْإِثْم وَفِيه
لُغَتَانِ فتح الْحَاء وَضمّهَا.
(1/249)
وَسَأَلَ رجل الْجِهَاد فَقَالَ أَلَك حوبة
أَي مَا يَأْثَم بِهِ إِن تركته من الْحرم كالأم وَالْأُخْت
وَالْبِنْت.
وَقيل الحوبة الْأُم.
وَفِي الحَدِيث اتَّقوا الله فِي الحوبات يَعْنِي النِّسَاء المحتاجات
إِلَى من يتعهدهن.
وَأَرَادَ أَبُو أَيُّوب طَلَاق زَوجته فَقَالَ رَسُول الله إِن طَلَاق
أم أَيُّوب لَحوب قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْحُوب هَا هُنَا الوحشة.
قَوْله آيبون تائبون حوبا حوبا كَأَنَّهُ لما فرغ من كَلَامه زجر بعيره
وحوب زجر لذكوره الْإِبِل.
فِي الحيدث أيتكن تنبحها كلاب الحوأب وَهُوَ منهل. وأصل الحوأب
الْوَادي الْوَاسِع.
وَقَالَ رجل مَا تركت حَاجَة وَلَا داجة إِلَّا أتيت الْمَعْنى مَا
تركت شَيْئا دعتني إِلَيْهِ نَفسِي إِلَّا ركبته من الذُّنُوب وداجة
اتِّبَاع للْحَاجة.
فِي الحَدِيث من فرغ للصَّلَاة قلبه وحاذ عَلَيْهَا أَي حَافظ
عَلَيْهَا.
وَقَالَت عَائِشَة كَانَ عمر أحوذيا وَهُوَ الجاد المنكمش فِي أُمُوره
كلهَا وتروى أحوزيا وَهُوَ الْحسن السِّيَاق للأمور.
وَقَالَ العسكري من رَوَاهُ بِالذَّالِ أَرَادَ المشمر الجاد وَمن
رَوَاهُ بالزاي فَهُوَ من حاذ الشَّيْء.
(1/250)
قَوْله أغبط النَّاس الْخَفِيف الحاذ أَي
الْقَلِيل المَال والحاذ وَالْحَال وَاحِد.
قَوْله الزبير حوارِي أَي مُخْتَصّ من أَصْحَابِي ومفصل وَأَصله من
الحواريين الَّذين كَانُوا مَعَ عِيسَى.
قَوْله أعوذ بِاللَّه من الْحور بعد الكور أَي من النَّقْص بعد
الزِّيَادَة وَقيل من الرُّجُوع عَن الْجَمَاعَة بعد أَن كُنَّا
فِيهَا.
قَالَ عَلّي لِرجلَيْنِ قد بعثا ابنيهما إِلَى رَسُول الله لَا أريم
حَتَّى يرجع إلَيْكُمَا ابناكما بحور مَا بعثتما بِهِ أَي بِجَوَاب
ذَلِك.
وَلما قتل أَبُو جهل قَالَ رَسُول الله إِن عهدي بِهِ وَفِي ركبته
حوراء فنظروا فرأوه وَهُوَ أثر كَيَّة كوي بهَا.
وحور رَسُول الله أسعد بن زُرَارَة بحديدة أَي كواه.
فِي الحَدِيث وَعَلَيْهِم الْكَبْش الْحوَاري.
قَالَ ابْن قُتَيْبَة أرَاهُ مَنْسُوبا إِلَى الْحور وَهِي جُلُود حمر
تتَّخذ من جُلُود الْغنم.
فِي الحَدِيث فحمى حوزة الْإِسْلَام أَي نواحيه وحدوده.
وَفُلَان مَانع لحوزته أَي لما فِي حيزه.
فِي الحَدِيث فَمَا تحوز لَهُ عَن فرَاشه أَي مَا تنحى.
(1/251)
فِي الحَدِيث فَمَا زلنا مفطرين حَتَّى
بلغنَا مَا حوزنا وَهُوَ موضعهم الَّذِي أرادوه
فِي الحَدِيث الْإِثْم حواز الْقُلُوب أَي مَا حز فِيهَا وَلم تطمئِن
إِلَيْهِ النَّفس وَرَوَاهُ شمر الْإِثْم حواز الْقُلُوب بتَشْديد
الْوَاو وَمَعْنَاهُ يحوز الْقلب ويغلب عَلَيْهِ حَتَّى يفعل مَا لَا
يحسن وَيروَى الْإِثْم حزاز الْقُلُوب وَهُوَ مَا حز فِيهَا
فِي الحَدِيث فحاسوا الْعَدو ضربا أَي بالغوا فِي النكاية فيهم وأصل
الحوس مداركة الضَّرْب
وَفِي حَدِيث عمر تحوسك فتْنَة أَي تخالطك وتحثك عَلَى ركُوبهَا
فِي حَدِيث فَجعل رجل يتحوس الْكَلَام أَي يتأهب لَهُ
فِي حَدِيث عمر وَفُلَان يخْطب امْرَأَة تحوس الرِّجَال أَي تخالطهم
وَقَالَ عمر كَانَ زُهَيْر لَا يتبع حوشي الْكَلَام وَهُوَ وحشيه
(1/252)
وَقَالَ عَلّي لخياط قَمِيصه حصه يَقُول
خطّ كفافه
قَالَت عَائِشَة تزَوجنِي رَسُول الله وَعَلَى حوف قَالَ الْأَصْمَعِي
الحوف البقيرة يلبسهَا الصبية
فِي الحَدِيث أَمر يحوف الْقُلُوب كَذَا تروى بِضَم الْيَاء وَكسر
الْوَاو وَقَالَ أَبُو عبيد بِفَتْح الْيَاء وتسكين الْوَاو وَقَالَ
وَالْمعْنَى يغيرها عَن التَّوَكُّل
وَنَهَى أَن يستنجي بِعظم حَائِل أَي قد غَيره البلى وكل متغير حَائِل
فَإِذا أَتَت عَلَيْهِ السّنة فَهُوَ محيل
قَوْله اللَّهُمَّ حوالينا أَي فِي مَوضِع النَّبَات لَا فِي
الْأَبْنِيَة
فِي الحَدِيث وَالشَّاء حِيَال أَي لَا تحمل
(1/253)
قَوْله بك أحاول أَي أطالب وَبِك أَحول أَي
أتحرك وَلَا حول أَي لَا حَرَكَة.
قَوْله ونستحيل الجهام أَي نَنْظُر إِلَيْهِ فَهَل تحول أَي تحرّك.
فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ ذَا الْحِيَل الشَّديد أَي الْقُوَّة المحدثون
وَيَقُولُونَ الْحَبل وَلَا مَعْنَى لَهُ.
فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ ارْحَمْ بهائمنا الحائمة وَهِي الَّتِي تحوم
حول المَاء فَلَا تَجِد مَا ترده.
وَقَالُوا عَن عمر بن أبي ربيعَة كَانَ يحوم وَلَا يرد أَي كَانَ فَاسق
الشّعْر عفيف الْفِعْل.
فِي الحَدِيث فوألنا إِلَى حَوَّاء ضخم أَي لجأنا إِلَى بيُوت.
وَلما أرْدف رَسُول الله صَفِيَّة حوى وَرَاءه بعباءة أَي جعل حوية
وَهُوَ أَن يُدِير كسَاء حول السنام ثمَّ أردفها.
وَقَالَ بعض الْمُشْركين يَوْم بدر رَأَيْت الحوايا عَلَيْهَا المنايا
قَالَ اللَّيْث الحوايا مراكب النِّسَاء.
(1/254)
فِي الحَدِيث خير الْخَيل الحو أَي الكمت
الَّتِي يعلوها سَواد.
وَقَالَ رجل يَا رَسُول الله هَل عَلّي فِي مَالِي شَيْء إِذا أدّيت
زَكَاته قَالَ فَأَيْنَ مَا تحاوت عَلَيْك الفضول.
تحاوت تفاعلت من حويت الشَّيْء إِذا جمعته يَقُول لَا تدع الْمُوَاسَاة
من فضل مَالك.
وَقَالَ الْأَحْنَف نزل أهل الْكُوفَة فِي مثل حولاء النَّاقة قَالَ
الْأَصْمَعِي هِيَ جلدَة رقيقَة خرج مَعهَا الْوَلَد فِيهَا مَاء أصفر
وفيهَا خطوط حمر وخضر وَالْعرب تصف الأَرْض وخصبها بحولاء النَّاقة.
فِي الحَدِيث فدنوت إِلَى الْبراق فتحيا مني أَي تحوى وَالْمعْنَى
تلوى.
بَاب الْحَاء مَعَ الْيَاء
قَالَ ابْن عمر يطْرق الرجل الْفَحْل فيلقح فَيذْهب حيري الدَّهْر
(1/255)
وَرَوَى حيري دهر قَالَ سِيبَوَيْهٍ
الْعَرَب تَقول لَا أفعل ذَلِك حيري دهر وَبَعْضهمْ بِفَتْح الْحَاء
قَالَ النَّضر يُقَال يَبْقَى ذَلِك حاري الدَّهْر وحيري الدَّهْر أَي
أبدا.
فَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال لَا أَنفه حيري دهر وحيري دهر وحير
الدَّهْر وحير الدَّهْر جمع حيري وَالْمعْنَى أَن أجر ذَلِك دَائِم
أبدا لموْضِع دوَام النَّسْل.
فِي حَدِيث أهل الْبَيْت لَا يحبنا محيوس قَالَ ثَعْلَب هُوَ الَّذِي
أَبوهُ عبد وَأمه عَبدة وَكَأَنَّهُ مَأْخُوذ من الحيس وَهُوَ
اخْتِلَاط فِي الحَدِيث فقدموا لَحْمًا فتحيشت الْأَنْفس مِنْهُ أَي
نَفرت وَرَوَاهُ بَعضهم فتجيشت بِالْجِيم وَهُوَ من جَاشَتْ إِذا
ارْتَفَعت.
فِي الحَدِيث دخل حائش نخل وَهُوَ جمَاعَة.
قَالَ عمر بَينا أَنا أَسِير إِذا أَنا ببياض أنحاش مِنْهُ مرّة وينحاش
مني أُخْرَى أَي يفزع فتحددج والانحياش الاكتراث بالشَّيْء.
وَدخل عمر أَرضًا فَرَأَى كَلْبا فَقَالَ أحيشوه إِلَيّ أَي سوقوه
يُقَال حشت الصَّيْد وأحشته إِذا سقته إِلَى الحبالة.
قَالَ ابْن عمر فَحَاص الْمُسلمُونَ حَيْصَة وَيروَى فجاص الْمُسلمُونَ
جيصة بِالْجِيم وَالْمعْنَى وَاحِد أَي جالوا جَوْلَة.
(1/256)
وَقَالَ مطرف هُوَ الْمَوْت نحايصه أَي
نحيد عَنهُ.
فِي الحَدِيث وجعلتم الأَرْض عَلَيْهِ حيص بيض أَي ضيقتم عَلَيْهِ
الأَرْض حَتَّى لَا يتَصَرَّف فِيهَا يُقَال وَقع فِي حيص بيض إِذا
وَقع فِي أَمر لَا يجد مِنْهُ مخلصا.
قَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد الحيص عين الْفَأْرَة وَالْبيض ثقب الإبرة.
فِي الحَدِيث مَا حاك من نَفسك أَي مَا أَخذ قَلْبك وَأثر فِيهِ.
فِي الحَدِيث تَحَيَّنُوا نوقكم التحين أَن يحلبها فِي الْيَوْم مرّة
وَاحِدَة فِي وَقت مَعْلُوم.
قَوْله الْحيَاء من الْإِيمَان لِأَن المستحي ينقبض عَن الْمعاصِي
وَعَن كل مَا يُؤْذِي كَمَا ينقبض بِالْإِيمَان
قَوْله إِذا لم تستح فَاصْنَعْ مَا شِئْت أَي صنعت.
فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء وَحيا ربيعا الحيا مَا يحيا النَّاس بِهِ.
(1/257)
فِي الحَدِيث إِذا ذكر الصالحون فحي هلا
بعمر أَي فهات وَعجل بِذكرِهِ.
وَفِي الحَدِيث تسْأَل الْإِنْسَان عَن كل شَيْء حَتَّى عَن حَيَّة
أَهله أَي عَن كل حَيّ فِي منزله.
(1/258)
|