غريب الحديث لابن الجوزي كتاب الْخَاء
بَاب الْخَاء مَعَ الْألف
قَوْله مثل الْمُؤمن مثل خامة الزَّرْع الخامة العضة الرّطبَة من
النَّبَات.
بَاب الْخَاء مَعَ الْبَاء
قَوْله ابْتَغوا الرزق فِي خبايا الأَرْض أَرَادَ الْحَرْث.
فِي الحَدِيث السّير بالجنازة دون الخبب الخبب ضرب من الْعَدو.
(1/259)
فِي الحَدِيث الْفَاجِر خب وَهُوَ الخداع.
قَوْله من أكل من هَذِه الشَّجَرَة الخبيثة أَي الْمَكْرُوهَة
الرَّائِحَة يَعْنِي الثوم والبصل.
قَوْله إِذا كثر الْخبث أَي الْفسق والفجور.
فِي الحَدِيث وجد رجل مَعَ أمة يخْبث لَهَا أَي يَزْنِي بهَا
قَوْله أعوذ بك من الْخبث والخبائث قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي.
(1/260)
الْخبث الْكفْر والخبائث الشَّيَاطِين.
وَرَوَاهُ أَبُو الْهَيْثَم الْخبث بِضَم الثَّاء وَقَالَ هُوَ جمع
الْخَبيث وَهُوَ الذّكر والخبائث جمع خبيثة وَهِي الْأُنْثَى من
الشَّيَاطِين وَاخْتَارَهُ الْأَزْهَرِي.
وَفِي لفظ أعوذ بك من الْخَبيث المخبث قَالَ أَبُو عبيد الْخَبيث ذُو
الْخبث فِي نَفسه والمخبث الَّذِي أعوانه خبثاء وَيُقَال مخبث إِذا
كَانَ يعلم النَّاس الْخبث.
وَيكْتب فِي عَهده الرَّقِيق لَا دَاء وَلَا غائلة وَلَا خبثة والخبثة
أَن يكون قد أَخذ من قوم لَا يحل سَبْيهمْ.
قَوْله لَا يُصَلِّي الرجل وَهُوَ يدافع الأخبثين يَعْنِي الْغَائِط
وَالْبَوْل.
وَنَهَى عَن المخابرة قَالَ أَبُو عبيد قَالُوا هِيَ الْمُزَارعَة
بِالنِّصْفِ وَالثلث وَالرّبع وَأَقل من ذَلِك وَأكْثر. قَالَ ابْن
الْأَعرَابِي أَصْلهَا من خَيْبَر قيل خابرهم أَي عاملهم ثمَّ تنازعوا
نهَى عَن ذَلِك.
(1/261)
فِي الحَدِيث نستخلب الْخَبِير وَهُوَ
النَّبَات.
فِي الحَدِيث من قَرَأَ آيَة الْكُرْسِيّ فِي بَيته خرج الشَّيْطَان
لَهُ خبج وَهُوَ الضراط وَهُوَ الحبج أَيْضا.
وَمر مَكْحُول بنائم بعد الْعَصْر فَقَالَ إِنَّهَا سَاعَة تكون فِيهَا
الخبتة قَالَ شمر كَانَ مَكْحُول فِي لِسَانه لكنة وَإِنَّمَا أَرَادَ
الخبطة يُقَال تخبطه الشَّيْطَان إِذا مَسّه بخبل.
قَالَ سعد لَا تخبطوا خبط الْجمل نهَى أَن تقدم الرجل عِنْد الْقيام من
السُّجُود.
قَوْله لَا يخبط شَجَرهَا أَي لَا يضْرب بالعصى لينحات ورقة وَاسم مَا
يَقع الْخبط وَاسم مَا يضْرب بِهِ المخبط.
قَالَ عمر لقد رَأَيْتنِي بِهَذَا الْجَبَل أحتطب مرّة واحتبط أُخْرَى.
فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام خباط عشوات أَي يخبط فِي ظلمات
وخابط العشوة هُوَ الْمَاشِي فِي الظلمَة.
وَقيل لِابْنِ عَامر قد كنت تُعْطِي المختبط وَهُوَ الَّذِي يسْأَله
(1/262)
من غير معرفَة كَانَت بَينهمَا.
وَشَكتْ الْأَنْصَار رجلا صَاحب حَبل يَأْتِي إِلَى نَخْلهمْ الخبل
الْفساد فِي الثِّمَار.
فِي الحَدِيث من أُصِيب بِدَم أَو خبل أَي جرح يفْسد الْوضُوء.
وطينة الخبال عصارة أهل النَّار.
فِي الحَدِيث بَين يَدي السَّاعَة خبل أَي فَسَاد بالهرج.
وَبَنَى قوم مَسْجِدا بِظهْر الْكُوفَة فَقَالَ ابْن مَسْعُود جِئْت
لأكسر مَسْجِد الخبال وَهُوَ الْفساد.
فِي الحَدِيث فَليَأْكُل وَلَا يتَّخذ خسنة أَي لَا يخبأ مِنْهُ فِي
(1/263)
حجرته قَالَ شمر الخبنة والحبكة فِي
الْحُجْرَة والثبنة فِي الْإِزَار.
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي أخبن الرجل إِذا خبأه فِي خبنه سرا مِمَّا
يَلِي الْبَطن وأثبن إِذا خبأ فِي ثبنته مِمَّا يَلِي الظّهْر.
بَاب الْخَاء مَعَ التَّاء
فِي حَدِيث أبي جندل أَنه اختات للضرب حَتَّى خيف عَلَى عقله قَالَ شمر
هَكَذَا رُوِيَ وَالْمَعْرُوف أُخْت فَهُوَ مخت إِذا انْكَسَرَ.
فِي الحَدِيث آمين خَاتم رب الْعَالمين أَي طابعه.
قَوْله إِذا التقَى الختانان وهما موضعا قطع الخاتن من الذّكر
وَالْأُنْثَى قَالَ الْأَزْهَرِي مَعْنَى التقائمها محاذاة أَحدهمَا
للْآخر لَا مماسته لِأَن ختان الْمَرْأَة مستعل ومدخل الذّكر سافل عَن
ختانها وَإِنَّمَا يتحاذيان عَن غيبوبة الْحَشَفَة.
فِي الحَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام ختن رَسُول الله الختن زوج
الْبِنْت.
(1/264)
وَسُئِلَ سعيد بن جُبَير أينظر الرجل إِلَى
شعر ختنته وَهِي أم امْرَأَة الرجل.
قَالَ ابْن شُمَيْل سميت الْمُصَاهَرَة مخاتنة لالتقاء الختانين من
الرجل وَالْمَرْأَة.
فِي الحَدِيث فَكَأَنِّي أنظر إِلَيْهِ يخْتل الرجل ليطعنه أَي يترقب
الفرصة من غفلته عَن الِاحْتِرَاز وأصل الختل الخدع.
وَمِنْه فِي الحَدِيث وَأَن تختل الدُّنْيَا بِالدّينِ.
بَاب الْخَاء مَعَ الثَّاء
فِي الحَدِيث رَأَيْنَاهُ خائرا أَي غير طيب النَّفس.
بَاب الْخَاء مَعَ الْجِيم
فَبعث الله السكينَة وَهِي ريح خجوج قَالَ النَّضر الرّيح
(1/265)
الخجوج الشَّدِيدَة الْعُيُوب الخوارة لَا
يكون إِلَّا فِي الصَّيف وَلَيْسَت شَدِيدَة الْحر.
وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة الخجوج من الرِّيَاح السريعة المر.
فِي الحَدِيث فأصابت السَّفِينَة ريح فخجتها أَي صرفتها عَن جِهَتهَا.
وَقَالَ للنِّسَاء إنكن إِذا شبعتن خجلتن الخجل الكسل والتواني عَن طلب
الرزق والخجل يسكت ويسكن وَلَا يَتَحَرَّك.
وَمر رجل بواد خجل أَي كثير النَّبَات.
بَاب الْخَاء مَعَ الدَّال
فِي صفة عمر أدنه خدب من النَّاس وَهُوَ الْعَظِيم الجافي
فِي حَدِيث الصَّدَقَة وَفِي كل ثَلَاثِينَ تبيع خديج.
قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي أَي كالخديج وَهُوَ الصَّغِير الْأَعْضَاء
النَّاقِص الْخلق وَأَصله مُخْدج.
وَفِي الحَدِيث أُتِي بمخدج وَهُوَ النَّاقِص الْخلق.
وَقيل لذِي الثدية مُخْدج الْيَد أَي ناقصها.
(1/266)
قَوْله فَهِيَ خداج أَي نَاقِصَة.
يُقَال خدجت النَّاقة إِذا أَلْقَت وَلَدهَا قبل أَوَان النِّتَاج
وَإِن كَانَ تَامّ الْخلق وأخدجت إِذا وَلدته نَاقص الْخلق وَإِن كَانَ
لتَمام الْحمل.
فِي الحَدِيث أَنهَار الْجنَّة تجْرِي فِي غير أخدُود أَي فِي غير شقّ.
قَوْله الْحَرْب خدعة أَي يَنْقَضِي أمرهَا بخدعة وَاحِدَة.
فِي الحَدِيث قبل السَّاعَة سنُون خداعة قَالَ الْأَصْمَعِي أَي يقل
فِيهَا الْمَطَر وَقيل يكثر الْمَطَر ويقل الرّيع.
فِي الحَدِيث كَانَ يحتجم عَلَى الأخدعين قَالَ الزّجاج الأخدعان عرقان
فِي الْعُنُق.
(1/267)
فِي حَدِيث الْمُلَاعنَة خذل جعد الخذل
الممتلئ السَّاق وَكَذَلِكَ الخدلج وَقيل الخذل الممتلئ الْأَعْضَاء
الدَّقِيق الْعِظَام.
وَكتب خَالِد بن الْوَلِيد إِلَى مرازنة فَارس الْحَمد لله الَّذِي فض
خدمتكم الْخدمَة سير غليظ فِي رسغ الْبَعِير وَسمي الخلخال خدمَة
لذَلِك.
وَفِي الحَدِيث بَدَت خدم النِّسَاء وَفِي لفظ بادية خدامهن أَي
خلاخيلهن قَالَ أَبُو عبيد أصل الْخدمَة الْحلقَة المستديرة فَشبه
خَالِد إِجْمَاع أَمر الْعَجم بذلك وفضها فرقها.
وَفِي حَدِيث سلمَان إِنَّه ركب حمارا وخدمتاه تذبذبان أَرَادَ بخدمتيه
سَاقيه فسماهما بذلك لِأَنَّهُمَا مَوضِع الخدمتين.
بَاب الْخَاء مَعَ الذَّال
قَالَ النَّخعِيّ فِي الخذا فِي أذن الْأُضْحِية لَا بَأْس الخذا
انكسار الْأذن واسترخاؤها.
وَنَهَى رَسُول الله عَن الْخذف الْخذف رميك حَصَاة أَو نواة
(1/268)
بأخذها بَين إصبعيك.
وَقيل لمعاوية أَتَذكر الْفِيل فَقَالَ أذكر خذفة أَي روثه يُقَال خذق
الطَّائِر وذرق.
فِي الحَدِيث كأنكم بِالتّرْكِ قد جاءتكم عَلَى براذين مخذقة أَي
مقطعَة الآذان.
بَاب الْخَاء مَعَ الرَّاء
قَالُوا لسلمان إِن نَبِيكُم يعلمكم حَتَّى الخرآءة يُشِير إِلَى حدث
الْغَائِط.
فِي حَدِيث ابْن عمر فِي الَّذِي يضن أَن يُقَلّد بنعل قَالَ تقلدها
خرابة وَرُوِيَ بِالتَّخْفِيفِ.
قَالَ أَبُو عبيد الَّذِي يعرفهُ الْعَرَب الخربة وَهِي غروة المُرَاد
سميت خربة لاستدارتها وكل ثقب مستدير فَهُوَ خربة.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أذن المزادة.
وَقَالَ اللَّيْث الخرابة حَبل من لِيف وَنَحْوه.
(1/269)
فِي الحَدِيث الْحرم لَا تعيذ فَارًّا
بخربة الْحُرْمَة مَضْمُومَة الْخَاء وَهِي السّرقَة والخارب سَارِق
الْإِبِل خَاصَّة.
وَفِي حَدِيث ابْن مَسْعُود وَلَا سترت الخربة يَعْنِي الْعَوْرَة.
فِي حَدِيث الْمُغيرَة كَأَنَّهُ أمة مخربة أَي مثقوبة الْأذن وَتلك
الثقبة الخربة.
وَفِي حَدِيث إتْيَان النِّسَاء فِي أَي الخربتين أَو الخزرتين
والخصفتين.
فالخربة كل ثقب مستدير والخرزة مثلهَا والخصفة أَيْضا من خصفت النَّعْل
وَمِنْه المخصف وَهِي حَدِيدَة يثقب بهَا النِّعَال.
فِي الحَدِيث كَانَ كتاب فلَان مخربشا أَي فَاسِدا.
فِي الحَدِيث الخربصيصة وَهِي الشَّيْء الحقير من الْحلِيّ.
فِي حَدِيث الْهِجْرَة فاستأجر دَلِيلا خريتا أَي حاذقا يَهْتَدِي لمثل
(1/270)
خرت الإبرة من الطَّرِيق.
قَالَ سُوَيْد بن غَفلَة دخلت عَلَى عَلّي يَوْم الْخُرُوج يَعْنِي
يَوْم الْعِيد.
قَوْله الْخراج بِالضَّمَانِ قَالَ أَبُو عبيد الْخراج غلَّة الْعِيد
يَشْتَرِيهِ الرجل فيستغله ثمَّ يطلع عَلَى عيب قد دلسه البَائِع فَلهُ
رده وغلته لَهُ طيبَة لِأَنَّهُ كَانَ فِي ضَمَانه إِذْ لَو هلك من
مَاله.
قَالَ ابْن عَبَّاس يتخارج الشريكان وَأهل الْمِيرَاث.
قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ أَن يكون الْمَتَاع بَين ورثته لم يقتسموه
أَو بَين شُرَكَاء وَهُوَ فِي يَد بَعضهم فَلَا بَأْس أَن يتبايعوه
وَإِن لم يعرف كل وَاحِد مِنْهُم نصِيبه بِعَيْنِه وَلم يقبضهُ وَلَو
أَرَادَ أَجْنَبِي أَن يَشْتَرِي نصيب أحدهم لم يجز حَتَّى يقبضهُ
البَائِع قبل ذَلِك.
وَفِي فصة صَالح كَانَت النَّاقة مخترجة أَي عَلَى خلقَة الْجمل.
فِي الحَدِيث جَاءَ رَسُول الله بسبي وخرثي الخرثي أثاث الْبَيْت
وأسقاطه.
وَفِي حَدِيث الصِّرَاط وَمِنْهُم المخردل أَي المرمي المصروع.
(1/271)
وَقيل المقطع يقطعهُ كلاليب الصِّرَاط.
قَالَ حَكِيم بن حزَام بَايَعت رَسُول الله عَلَى أَن لَا أخر إِلَّا
قَائِما قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ لَا أَمُوت إِلَّا متمسكا
بِالْإِسْلَامِ وكل من يبيت عَلَى شَيْء ويمسك بِهِ فَهُوَ قَائِم
عَلَيْهِ.
وَقَالَ الْفراء لَا أغبن وَلَا أغبن وَقَالَ الْحَرْبِيّ لَا أقع فِي
شَيْء من تجاربي وأموري إِلَّا قُمْت منتصبا لَهُ.
فِي الحَدِيث الثَّمَرَة خرسة مَرْيَم الخرسة مَا تطعمه النُّفَسَاء
عِنْد وِلَادَتهَا فَأَما الخرس بِلَا هَاء فطعام الْولادَة.
فِي حَدِيث أبي بكر إِنَّه أَفَاضَ وَهُوَ يخرش بعيره بمحجنة أَي
يضْربهُ للإسراع.
فِي الحَدِيث أَمر بخرص النّخل وَالْكَرم أَي بحزر الثَّمر.
فِي الحَدِيث وَجعلت الْمَرْأَة تلقي الْخرص وَهِي الْحلقَة الصَّغِير
من الْحلِيّ.
(1/272)
وَمثله برأَ جرح سعد فَلم يبْق مِنْهُ
إِلَّا كالخرص.
وَجَاء قوم إِلَى عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالُوا هَذَا يأمنا
وَنحن لَهُ كَارِهُون فَقَالَ لَهُ عَلّي إِنَّك لخروط قَالَ أَبُو
عبيد الخروط الَّذِي يتهور فِي الْأُمُور ويركب رَأسه فِي كل مَا
يُرِيد بِالْجَهْلِ وَقلة الْمعرفَة بالأمور.
وَرَأَى عمر فِي ثَوْبه جَنَابَة فَقَالَ خرط علينا الِاحْتِلَام أَي
أرسل.
فِي الحَدِيث ينْفق عَلَى المغيبة من مَال زَوجهَا مَا لم تخترع مَاله
أَي تختزله وتقتطعه خِيَانَة.
فِي الحَدِيث لَو سمع أحدكُم ضغطة الْقَبْر لخرع أَي انْكَسَرَ وَضعف
وكل رخو ضَعِيف خريع وخرع والخرع الدهش.
وَمِنْه قَول أبي طَالب لَوْلَا أَن قُريْشًا تَقول أدْركهُ الخرع أَي
الضعْف والخور وَكثير من الروَاة يرونه بِالْجِيم وَالزَّاي وَقَالَ
ثَعْلَب إِنَّمَا هُوَ بِالْخَاءِ وَالرَّاء.
قَوْله عَائِد الْمَرِيض فِي خرافة الْجنَّة أَي فِي اجتناء ثَمَرهَا
قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي المخرف النَّخْلَة الَّتِي يخْتَرف مِنْهَا
والمخرف المكتل يلتقط فِيهِ
(1/273)
وَمِنْه الحَدِيث أَخذ مخرفا فَأَتَى عذقا.
وَفِي لفظ عَائِذ الْمَرِيض عَلَى مخارف الْجنَّة قَالَ الْأَصْمَعِي
وَاحِدهَا مخرف وَهُوَ جنَى النّخل وَسمي بذلك لِأَنَّهُ يخْتَرف أَي
يجتنى.
وَقيل المخرفة الطَّرِيق فَالْمَعْنَى هُوَ عَلَى طَرِيق يُؤَدِّيه
إِلَى الْجنَّة وَمِنْه قَول عمر تركْتُم عَلَى مثل مخرفة النعم أَي
عَلَى مثل طرقها.
وَقَالَ إِذا وجدت قوما قد خرفوا فِي حائطهم أَي نزلُوا فِيهِ أَيَّام
اختراف الثَّمَرَة.
وَفِي حَدِيث أبي طَلْحَة إِن لي مخرفا أَي بستانا والمخرف يَقع عَلَى
النّخل وَعَلَى المخروف مِنْهَا.
فِي الحَدِيث إِن أهل النَّار يدعونَ مَالِكًا أَرْبَعِينَ خَرِيفًا
أَي أَرْبَعِينَ سنة.
وَكره أَبُو هُرَيْرَة السَّرَاوِيل المخرفجة وَهِي الطَّوِيلَة
الواسعة يُقَال عَيْش مخرفج إِذا كَانَ وَاسِعًا.
فِي الحَدِيث نهَى أَن يُضحي بخرقاء وَهِي الَّتِي فِي أذنها ثقب
مستدير.
فِي الحَدِيث لعن الخارقة وَهِي الَّتِي تخرق ثوبها.
فِي حَدِيث تَزْوِيج فَاطِمَة فَلَمَّا أصبح دَعَاهَا فَجَاءَت خرقَة
من الْحيَاء أَي خجلة.
(1/274)
وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام الْبَرْق
مخاريق الْمَلَائِكَة وَهُوَ جمع مِخْرَاق وأصل المخراق ثوب يلف
وَيضْرب بِهِ الصّبيان بَعضهم بَعْضًا.
فِي الحَدِيث كره أَن يُضحي بالمخرمة الْأذن أَي المقطوعة
وَقَالَ سعد مَا خرمت من صَلَاة رَسُول الله شَيْئا أَي مَا تركت.
بَاب الْخَاء مَعَ الزَّاي
فِي الحَدِيث فَإِذا رجل يَقُود خززا قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ الذّكر
من الأرانب.
فِي الحَدِيث حبست رَسُول الله عَلَى خزيرة قَالَ ابْن قُتَيْبَة هِيَ
لحم يقطع صغَارًا وَيصب عَلَيْهِ مَاء كثير فَإِذا نضج ذَر عَلَيْهِ
الدَّقِيق وَقَالَ غَيره إِذا كَانَ من دَقِيق فَهُوَ حريرة.
فِي الحَدِيث أَن كَعْب بن الْأَشْرَف عاهده فخزع مِنْهُ هجاؤه
للنَّبِي صلى الله عليه وسلم أَي قطع ذمَّته وَعَهده.
(1/275)
يُقَال خزعني طلع فِي رجْلي أَي قطعني عَن
الْمَشْي.
قَالَ الْحسن لَا تَأْكُل من صيد المعراض إِلَّا أَن يخزق يُقَال سهم
خازق إِذا قرطس وَنفذ.
وَفِي الحَدِيث خزقتهم بِالنَّبلِ أَي أصبتهم بهَا.
فِي الحيدث مَشَى فخزل أَي تفكك فِي مشيته وَتلك المشية الخوزلي
والخيزلي.
فِي حَدِيث السَّقِيفَة يُرِيدُونَ أَن يختزلوا أَي يقطعون عَن مزادنا
لَا خزام وَلَا زِمَام فِي الْإِسْلَام الخزام والخزامة حَلقَة من شعر
يَجْعَل فِي أحد جَانِبي المنخرين من الْبَعِير وَكَانَ خرق التراقي
وزم الأنوف من فعل بني إِسْرَائِيل.
وَمِنْه الحَدِيث ود أَبُو بكر لَو وجد من رَسُول الله عهدا فخزم أَنفه
بخزامة فَإِن كَانَت تل الْحلقَة من صفر فَهِيَ برة وَإِن كَانَت من
عود فَهِيَ خشَاش.
(1/276)
فِي حَدِيث حُذَيْفَة إِن الله يصنع صانع
الخزم وَهِي شجر يتَّخذ من لحائها الحبال وبالمدينة سوق يُقَال لَهَا
سوق الخزامين.
قَالَ يزِيد بن شَجَره لمجاهدين لَا تخزوا الْحور الْعين أَي لَا
تقصرُوا فيستحيين من فعلكم.
قَالَ أَبُو عبيد لَيْسَ للخزي هَا هُنَا مَوضِع وَلكنه من الخزاية
وَهِي الاستحياء يُقَال من الْهلَال خزي يخزي خزيا وَمن الحيا خزي يخزي
خزاية.
وَفِي الحَدِيث أحسرنا عَن خزايا أَي غير مستحيين من أَعمالنَا قَالَ
الشّعبِيّ للحجاج أصابتنا خزية أَي خصْلَة خزينا مِنْهَا أَي استحيينا
مِنْهَا.
بَاب الْخَاء مَعَ السِّين
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام من ترك الْجِهَاد سيم الْخَسْف أَي
النُّقْصَان وَسَأَلَ الْعَبَّاس عمر عَن الشُّعَرَاء فَقَالَ إِن
امْرأ الْقَيْس خسف لَهُم عين الشّعْر فافتقر عَن معَان عور أصح بصر.
قَوْله خسف مَأْخُوذ من الخسيف وَهِي الْبِئْر الَّتِي حفرت فِي
حِجَارَة فَخرج مِنْهَا مَاء كثير وَالْمعْنَى أَنه هُوَ الَّذِي
استنبط لَهُم عين الشّعْر وَقَوله فافتقر أَي فتح من الْفَقِير
وَالْفَقِير فَم الْقَنَاة وَقَوله عَن معَان عور يُرِيد أَن أمرأ
الْقَيْس من الْيمن وَإِن الْيمن لَيست لَهُم فصاحة نزار فجعلهم
مَعَاني عورا يَقُول فَفتح من عور أصح بصر وَقَالَ الْخطابِيّ إِنَّمَا
أَرَادَ بالعور هَاهُنَا غموض الْمعَانِي ودقتها فَأَرَادَ أَنه غاص
عَلَى معَان خُفْيَة فكشفها.
وَقَالَ الْحجَّاج لرجل يحْفر بِئْرا أخسفت أم أوشلت يَقُول أنبطت مَاء
(1/277)
غزيرا أم قَلِيلا ووشلا.
بَاب الْخَاء مَعَ الشين
فِي صفة الْمُنَافِقين خشب بِاللَّيْلِ أَي أَنهم نيام فهم كالخشب
الملقاة قَالَ ملك لرَسُول الله إِن شِئْت طبقت عَلَيْهِم الأخشبين
وهما الجبلان اللَّذَان بَينهمَا مَكَّة.
وَمِنْه لَا تَزُول حَتَّى تَزُول أخشباها والأخشب من الْجبَال الغليظ.
وَمِنْه قَول عمر اخْشَوْشِنُوا بالنُّون ينْهَى عَن الترف وَيُقَال
اخشوشب الرجل إِذا صَار صلبا.
فِي الحَدِيث لتسلكن سير من كَانَ قبلكُمْ حَتَّى لَو سلكوا خشرم دبر
لسلكتموه قَالَ اللَّيْث الخشرم مأوى النَّحْل.
قَوْله وَلم تدعها تَأْكُل من خشَاش الأَرْض أَي من هوامها.
وَقَالَ رجل رميت ظَبْيًا فَأَصَبْت خششاءه قَالَ أَبُو عبيد هُوَ
الْعظم الناشز خلف الْأذن يُقَال فِيهِ خشاء وخششاء
فِي الحَدِيث وَتَبقى خشارة قَالَ أَبُو عبيد الخشارة الرَّدِيء من كل
شَيْء.
فِي الحَدِيث فَخرج رجل يمشي حَتَّى خش فِي النَّاس أَي دخل
فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا خشَاش الْمرْآة والمخبر تُرِيدُ أَنه لطيف
الْجِسْم.
(1/278)
فِي الحَدِيث كَانَت الْكَعْبَة خشفة عَلَى
المَاء فِيهَا ثَلَاث رِوَايَات إِحْدَاهُنَّ خشعة بِالْخَاءِ
الْمُعْجَمَة المضمومة وَالْعين الْمُهْملَة كَذَلِك رَوَاهُ أَبُو
سُلَيْمَان الْخطابِيّ الخشعة وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الخشعة
الأكمة.
وَالثَّانيَِة خشعة بِالْخَاءِ أَيْضا لَكِنَّهَا مَفْتُوحَة وَفِي
الشين رِوَايَتَانِ فتحهَا وتسكينها وَمَكَان الْعين فَاء.
قَالَ الْأَزْهَرِي يُقَال للجزيرة فِي الْبَحْر لَا يعلوها المَاء
خشفة وَجَمعهَا خشاف وَذكرهَا الْخطابِيّ أَيْضا وَقَالَ هِيَ وَاحِدَة
الخشف وَهِي حِجَارَة تنْبت فِي الأَرْض نباتا.
وَالثَّالِثَة حَشَفَة بِالْحَاء الْمُهْملَة والشين الْمُعْجَمَة
وَالْفَاء حَكَاهَا الْأَزْهَرِي أَيْضا وَقَالَ للجزيرة فِي الْبَحْر
لَا يعلوها المَاء حَشَفَة.
وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لِبلَال مَا دخلت الْجنَّة إِلَّا سَمِعت
خشفتك وَهِي الصَّوْت لَيْسَ بِالتَّشْدِيدِ يُقَال خشفة وخشفة.
وَقَالَ مُعَاوِيَة لِابْنِ عَامر فِي رجل آمنهُ لَو كنت قتلته كَانَت
ذمَّة خاشفت فِيهَا أَي أخفرتها.
فِي حَدِيث خَالِد أَنه أَخذ الرَّايَة يَوْم مُؤْتَة فدافع النَّاس
وخاشى بهم أَي أَبْقَى عَلَيْهِم وَهُوَ الخشية يُقَال خاشيت فلَانا
أَي تاركته.
(1/279)
بَاب الْخَاء مَعَ الصَّاد
فِي الحَدِيث وَإِنَّمَا كَانَت عندنَا خصبة وَهِي الدقل وَجَمعهَا
خصاب.
فِي الحَدِيث كَانَ فِي يَده مخصرة قَالَ أَبُو عبيد هِيَ مَا
اخْتَصَرَهُ الْإِنْسَان فأمسكه بِيَدِهِ من عَصَى أَو عنزة وَكَانَت
الْمُلُوك تنخصر بقضبان تُشِير بهَا هِيَ المخاصر الْوَاحِدَة مخصرة.
وَفِي الحَدِيث المخصرون يَوْم الْقِيَامَة عَلَى وُجُوههم النُّور
قَالَ ثَعْلَب مَعْنَاهُ المصلون بِاللَّيْلِ فَإِذا تعبوا وضعُوا
أَيْديهم عَلَى خواصرهم من التَّعَب قَالَ وَيجوز أَن يكون الْمَعْنى
أَنهم يأْتونَ بأعمال يتكئون عَلَيْهَا مَكَان المخصرة.
وَنهي أَن يُصَلِّي الرجل مُخْتَصرا وَفِيه ثَلَاثَة أَقْوَال ذكرهَا
الْأَزْهَرِي أَحدهَا أَو يضع يَده عَلَى خصره وَمِنْه فِي الحَدِيث
الِاخْتِصَار.
(1/280)
رَاحَة أهل النَّار.
وَالثَّانِي أَن يَأْخُذ عَصَى يتكئ عَلَيْهَا
وَالثَّالِث أَن يقْرَأ من آخر السُّورَة آيَة أَو آيَتَيْنِ.
فِي الحَدِيث نهَى عَن اخْتِصَار السَّجْدَة فِيهِ قَولَانِ أَحدهَا
أَن يختصر الْآيَات الَّتِي فِيهَا السجدات فَيسْجد فِيهَا.
وَالثَّانِي أَن يقْرَأ السُّورَة فَإِذا انْتَهَى إِلَى السَّجْدَة
جاوزها وَلم يسْجد.
فِي الحَدِيث بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتا مِنْهَا خويصة أحدكُم
يَعْنِي الْمَوْت الَّذِي يَخُصُّهُ.
وَكَانَ رَسُول الله يخصف نَعله وأصل الخصف الضَّم وَالْجمع وَقَول
الْعَبَّاس حَيْثُ يخصف الْوَرق يَعْنِي بِهِ قَوْله تَعَالَى {وطفقا
يخصفان عَلَيْهِمَا من ورق الْجنَّة} .
فِي الحَدِيث فَمر ببئر عَلَيْهَا خصفة الخصفة الجلة تعْمل من الخوص
للتمر قَالَ الْأَزْهَرِي أهل الْبَحْرين يسمون جلال التَّمْر خصفا.
وَفِي الحَدِيث أَن تبعا كسى الْكَعْبَة الخصف وَهِي ثِيَاب غِلَاظ.
وَقَالَ عبد الْملك للحجاج اخْرُج إِلَى الْعرَاق منطوي الْخصْلَة
(1/281)
وَهِي وَاحِدَة الخصائل وَهِي لحم العضدين
والفخذين والساقين يُقَال فلَان ترْعد خصائله وَأَرَادَ سر مسمرا
مسرعا.
وَكَانَ ابْن عمر يَرْمِي فَإِذا أصَاب خصْلَة قَالَ أَنا بهَا قَالَ
أَبُو عبيد الْخصْلَة الْإِصَابَة فِي الرَّمْي.
يُقَال خصلت الْقَوْم خصلا وخصالا إِذا فصلتهم وَقَالَ النَّضر إِذا
أصَاب القرطاس فقد خصله وَقَالَ اللَّيْث الخصل فِي النضال إِذا وَقع
السهْم يلزق القرطاس فَإِذا تناضلوا عَلَى شقّ حسبوا خَصْلَتَيْنِ
مقرطسة يُقَال رَمَى فأخصل وَقَالَ أَبُو عَمْرو الخصل الْقَمَر فِي
النضال وَقد خصله أَي قمره.
وَقَالَ شمر الخصل القرطسة فِي الرَّمْي.
فِي الحَدِيث كنت أنسيت دَنَانِير فِي خصم الْفراش أَي فِي طرفه
وناحيته.
وَمِنْه قَول سهل بن حنيف مَا نسد خصما إِلَّا انْفَتح علينا خصم.
بَاب الْخَاء مَعَ الضَّاد
أَجْلِس رَسُول الله فِي مَرضه فِي مخضب وَهُوَ مثل الإجانة.
وَقَالَ الْأَحْنَف فِي أهل الْكُوفَة يَأْتِيهم ثمارهم لم تخضد أَي
بطراوتها
(1/282)
لم يصبهَا ذبول لِأَنَّهَا تحمل فِي
الْأَنْهَار الْجَارِيَة.
وَرَأَى مُعَاوِيَة رجلا يجيد الْأكل فَقَالَ إِنَّه لمخضد والخضد
شدَّة الْأكل وسرعته.
قَوْله الدُّنْيَا خضرَة أَي غضة ناعمة طرية وَأَصله من خضرَة الشّجر.
وَمر رَسُول الله يَوْم الْفَتْح فِي كتيبته الخضراء أَي عَلَيْهِم
الْحَدِيد وخضرة الْحَدِيد سوَاده.
قَوْله إِلَّا آكِلَة الْخضر قَالَ الْأَزْهَرِي الْخضر هَاهُنَا ضرب
من الْكلأ.
وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام اللَّهُمَّ سلط عَلَيْهِم فَتى
ثَقِيف يَأْكُل خضرتها أَي غضها وناعمها.
فِي الحَدِيث من خضر لَهُ شَيْء فليلزمه أَي من بورك لَهُ فِيهِ ورزق
مِنْهُ
(1/283)
فِي الحَدِيث لَيْسَ فِي الخضراوات صَدَقَة
وَذَلِكَ مثل التفاح والكمثرى.
قَوْله إيَّاكُمْ وخضراء الدمن يَعْنِي الْمَرْأَة الْحَسْنَاء فِي
منبت السوء وَتزَوج رجل امْرَأَة فرآها خضراء أَي سَوْدَاء والخضرة
عِنْد الْعَرَب السوَاد.
فِي الحَدِيث تجنبوا من خضراتكم ذَوَات الرّيح يَعْنِي الثوم والبصل
والكرات وَنَحْو ذَلِك.
وَنَهَى عَن المخاضرة وَهِي بيع الثِّمَار خضرًا لم يبد صَلَاحهَا.
فِي الحَدِيث كَانَ أَخْضَر الشمط كَذَا رَوَى أَصْحَاب الْغَرِيب
وَقَالُوا إِنَّه كَانَ يخضر شَيْبه بالدهن وَالطّيب والمعروق أَحْمَر
الشمط وَإِنَّمَا أَحْمَر بالخضاب.
خطب النَّاس عَلَى نَاقَة مخضرمة قَالَ أَبُو عُبَيْدَة المخضرمة
الَّتِي قطع طرف أذنها.
(1/284)
وَمِنْه قيل للْمَرْأَة المخفوضة مخضرمة
وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ خضرم أهل الْجَاهِلِيَّة نعمهم أَي
قطعُوا من أذانها شَيْئا فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام أَمر النَّبِي صلى
الله عليه وسلم أَن يخضرموا من غير الْموضع الَّذِي خضرم فِيهِ أهل
الْجَاهِلِيَّة.
فَقيل لكل من أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام مخضرم لِأَنَّهُ
أدْرك الخضرمتين.
قَالَ ابْن عَبَّاس الخضخضة خير من الزِّنَا يَعْنِي الاستمناء
بِالْيَدِ.
فِي حَدِيث عمر أَنه مر بِرَجُل وَامْرَأَة قد خضعا بَينهمَا حَدِيثا
أَي ليناه وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {فَلَا تخضعن بالْقَوْل} وَكَانَ
ابْن الزبير أخضع أَي كَانَ فِيهِ انحناء.
فِي الحَدِيث خضلى قنازعك أَي نديها وطيبيها بالدهن يَعْنِي شعر
رَأسهَا.
فِي الحَدِيث بكوا حَتَّى أخضلوا لحاهم أَي بلوها بالدموع.
قَالَت امْرَأَة للحجاج تزَوجنِي هَذَا عَلَى أَن يعطيني خضلا نبيلا
يَعْنِي لؤلؤة والخضلة الصافية الجيدة.
فِي الحَدِيث اخضموا فسنقضم وَقَالَ أَبُو عبيد الخضم الْأكل بأقصى
الأضراس والقضم بأدناها.
(1/285)
بَاب الْخَاء مَعَ الطَّاء
قَالَ النُّعْمَان بن مقرن يَوْم نهاوند إِن هَؤُلَاءِ يَعْنِي
الْمَجُوس قد أخطروا لكم رئة ومتاعا وأخطرتم لَهُم الدَّين فنافحوا عَن
دينكُمْ أَي جعلوها خطرا أَي عدلا لدينكم والخطر مَا يخاطر عَلَيْهِ
وَهُوَ الرَّهْن أَيْضا والرئة سقط مَتَاع الْمنزل ورديئه.
فِي الحَدِيث وَكَانَ لعُثْمَان فِيهِ خطر أَي نصيب وحظ.
قَوْله إِن الْجنَّة لَا خطر لَهَا أَي لَا مثل.
وكوى رَسُول الله أسعد بن زُرَارَة بخطر والخطر الَّذِي يختصب بِهِ.
وَقَالَ عمار لقوم جروا لَهُ الْخطر مَا انجر لكم الخطير زِمَام
الْبَعِير وَالْمعْنَى اصْبِرُوا مَا أمكنكم.
فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء وَالله مَا يخْطر لنا جمل يُرِيد أَن الفحولة
لما بهَا من الضّر لَا تغتلم فتهدر وَإِنَّمَا يخْطر الْبَعِير
بِذَنبِهِ إِذا اغتلم.
(1/286)
قَوْله كَانَ نَبِي يخط قَالَ ابْن عَبَّاس
هُوَ الْخط الَّذِي يخطه الحاذي وَهُوَ أَن يخط خطين خطين مستعجلا
كَثِيرَة ثمَّ يمحو خطين خطين وَإِن بَقى خطان فَهُوَ عَلامَة النجح
وَإِن بَقى وَاحِد فَهُوَ عَلامَة الخيبة.
فِي الحَدِيث خطّ الله نوءها من الخطيطة وَهِي أَرض لم تمطر بَين
أَرضين ممطورتين وَجَمعهَا خطائط وَيروَى خطأ الله نوءها من الْخَطَأ.
فِي الحَدِيث ورث رَسُول الله النِّسَاء خططهن قَالَ الْحَرْبِيّ كَانَ
رَسُول الله أعْطى نسَاء خططا تسكنها بِالْمَدِينَةِ شبه القطائع
مِنْهُم أم عبد فَجَعلهَا لَهُنَّ دون الرِّجَال.
فِي الحَدِيث وَفِي الأَرْض الْخَامِسَة حيات كخطائط الشقائق الخطائط
الطرائق.
(1/287)
فِي حَدِيث أم زرع وَأخذ خطيا وَهُوَ
الرمْح الْمَنْسُوب إِلَى الْخط يُقَال لقرى عُثْمَان والبحرين خطّ
لِأَنَّهَا عَلَى سيف الْبَحْر كالخط.
وَجعلت أم سَلمَة لرَسُول الله خطيفة وَهِي أَن يُؤْخَذ اللَّبن فيذر
عَلَيْهِ الدَّقِيق ويطبخ فيلعق ويختطف بِسُرْعَة.
وَنَهَى عَن الْخَطفَة وَهِي مَا اخْتَطَف الذِّئْب من أَعْضَاء
الشَّاة وَهِي حَيَّة.
وَقَالَ الْقَاسِم أَوْصَى أَبُو بكر أَن يُكفن فِي ثَوْبَيْنِ كَانَا
عَلَيْهِ وأرادت عَائِشَة أَن تبْتَاع لَهُ أثوابا جددا
فَقَالَ عمر لَا يُكفن إِلَّا فِيمَا أَوْصَى بِهِ فَقَالَت عَائِشَة
يَا عمر وَالله مَا وصعت الخطم عَلّي آنفنا فَبَكَى وَقَالَ كفني
أَبَاك فِيمَا شِئْت.
قَالَ شمر مَعْنَاهُ مَا ملكتنا بعد فتنهانا أَن نصْنَع مَا نُرِيد.
فِي حَدِيث الدَّجَّال خبأت لي خطم شَاة يَعْنِي خطامها.
فِي حَدِيث الدَّابَّة فتخطم الْكَافِر أَي تُؤثر عَلَى أَنفه بسمة.
وَقَالَ شَدَّاد بن أَوْس مَا تَكَلَّمت بِكَلِمَة إِلَّا وَأَنا
أخطمها.
(1/288)
قَالَ الْأَزْهَرِي الخطام الَّذِي يخطم
بِهِ الْبَعِير أَن يُؤْخَذ حَبل من لِيف أَو شعر فَيجْعَل فِي أحد
طَرفَيْهِ حَلقَة يسْلك فِيهَا الطّرف الآخر حَتَّى يصير كالحلقة ثمَّ
يُقَلّد الْبَعِير ثمَّ يثنى عَلَى مخطمه فَإِذا ضفر من الْأدم فَهُوَ
جرير.
وَهَذَا من خطام الْبَعِير وَهُوَ مكون من لِيف أَو شعر فَإِذا ضفر من
الْأدم فَهُوَ جرير.
فِي الحَدِيث شغلني عَنْك خطم كَذَا رَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي وَقَالَ
مَعْنَاهُ خطب.
بَاب الْخَاء مَعَ الْفَاء
مثل الْمُؤمن كَمثل خَافت الزَّرْع أَي غضه وَلينه.
فِي الحَدِيث نوم الْمُؤمن سبات وسَمعه خفات أَي ضَعِيف لَا حس لَهُ.
(1/289)
قَوْله وَلَا تخفرن الله فِي ذمَّته أَي
لَا تنقض عَهده يُقَال أخفرت فلَانا إِذا نقضت عَهده.
فِي حَدِيث أم عَطِيَّة إِذا خفضت فأشمي أَي إِذا ختنت الْمَرْأَة
فَلَا تستأصلي وَلَا تستقصي قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْخَفْض ختان
الْمَرْأَة وَقَوله فأشمي أَي تسحتي النواة قَالَ اللَّيْث يُقَال
لِلْجَارِيَةِ خفضت وللغلام ختن.
وَقَالَ عَلّي لرَسُول الله لما خَلفه فِي تَبُوك يزْعم المُنَافِقُونَ
أَنَّك تخففت مني أَي طلبت الخفة بتركك لي.
فِي حَدِيث أبي ذَر كَأَنِّي خَفَاء أَي غطاء قَالَ ابْن دُرَيْد
الخفاء كسَاء يطْرَح عَلَى السقاء.
قَوْله لَا سبق إِلَّا فِي خف يَعْنِي الْإِبِل الْمَعْنى فِي ذِي خف
وخف الْبَعِير كالحافر للْفرس.
(1/290)
فِي الحَدِيث نجا المخفون يَعْنِي الَّذين
قل مَالهم.
وَقَالَ عَطاء خفوا عَلَى الأَرْض قَالَ أَبُو عبيد أَرَادَ خفوا فِي
السُّجُود وَلَا تُرْسِلُوا أَنفسكُم إرْسَالًا ثقيلا فتؤثر فِي
جباهكم.
وَمِنْه قَول مُجَاهِد إِذا سجدت فتخاف.
قَوْله أَيّمَا سَرِيَّة أخففت وَهُوَ أَن تغزو وَلَا تغنم شَيْئا.
وَيخرج الدَّجَّال فِي خفقة من الدَّين الخفقة النعسة شبة الدَّين
حِينَئِذٍ بالنائم.
فِي الحَدِيث منكبا إسْرَافيل يحكان الْخَافِقين فالخافقان طرفا
السَّمَاء وَالْأَرْض.
فِي صفة السَّحَاب أخفوا أم ومبضا والخفو الضَّعِيف.
(1/291)
فِي الحَدِيث القرع مُصَلَّى الخافين
يَعْنِي الْجِنّ وَيُقَال لَهُم الخافية أَيْضا لاستتارهم.
بَاب الْخَاء مَعَ الْقَاف
فوقصت بِهِ نَاقَته فِي أخاقيق جرذان قَالَ الْأَصْمَعِي إِنَّمَا هِيَ
الخاقيق واحدهم لخقوق وَهِي شقوق فِي الأَرْض قَالَ الْأَزْهَرِي
وَقَالَ غَيره الأخاقيق وَاحِدهَا أخقوق مثل أخدُود وأخاديد والخق
والخد الشق فِي الأَرْض يُقَال خد السَّيْل فِي الأَرْض وخق فِيهَا.
(1/292)
قَالَ عبد الْملك للحجاج لَا تدع خقا وَلَا
لقا إِلَّا زرعته ويرويان بِالضَّمِّ وتروى حَقًا بِالْحَاء
الْمُهْملَة المضمومة وَقد سبق.
قَالَ الْأَصْمَعِي إِنَّمَا هِيَ لخاقيق وَهِي شقوق فِي الأَرْض.
بَاب الْخَاء مَعَ اللَّام
خلأت الْقَصْوَاء الْخَلَاء للناقة كالحران للدواب.
قَوْله لَا يُخْتَلَى خَلاهَا الْخَلَاء بِالْقصرِ الْحَشِيش
الْيَابِس.
فِي بعض رِوَايَات حَدِيث أم زرع كنت لَك كَأبي زرع فِي الألفة
(1/293)
والرقاء لَا فِي الْفرْقَة والخلاء يعين
المباعدة والمجانبة.
قَوْله لَا خلابة أَي لَا خداع.
فِي الحَدِيث ونستخلب الْخَبِير أَي نحصده ونقطعه.
فِي الحَدِيث فَقعدَ عَلَى كرْسِي من خلب أَي لِيف.
قَوْله لقد ظَنَنْت أَن بَعْضكُم خالجنيها مَعْنَاهُ نازعنيها وأصل
الخلج الجذب والنزع.
وَقَالَ أَبُو مجلز إِذا كَانَ الرجل مختلجا فسرك أَن لَا تكذب فانسبه
إِلَى أمه والمختلج الَّذِي يخْتَلف فِي نسبه.
قَوْله ليردن عَلَى الْحَوْض أَقوام ثمَّ ليختلجن دوني أَي
(1/294)
يجتذبون ويقتطعون.
فِي حَدِيث يختلجونه عَلَى بَاب الْجنَّة أَي يجتذبونه.
وَرَأَى الْحسن رجلا يمشي مشْيَة أنكرها فَقَالَ يخلج فِي مشيته خلجان
الْمَجْنُون.
فِي الحَدِيث فحنت الْخَشَبَة حنين النَّاقة الخلوج وَهِي الَّتِي
اختلج وَلَدهَا أَي انتزع مِنْهَا.
فِي الحَدِيث دع مَا يتخلج فِي صدرك قَالَ اللَّيْث يُقَال بِالْحَاء
وَالْخَاء وَقد سبق.
وَشهد نسْوَة عِنْد شُرَيْح أَن مولودا وَقع يتخلج.
قَالَ شمر أَي يَتَحَرَّك وَمِنْه اخْتِلَاج الْعين.
فِي الحَدِيث حَتَّى تَأتي نسَاء خلسا أَي سمرا.
قَوْله حَتَّى تضطرب إليات نسَاء دوس عَلَى ذِي الخلصة وَهُوَ
(1/295)
بَيت فِيهِ صنم لَهُم.
وَكَاتب سلمَان عَلَى أَرْبَعِينَ أُوقِيَّة خلاص وَهُوَ مَا أخلصته
النَّار من الذَّهَب.
فِي الحَدِيث لَا خلاط أَي لَا يخلطن رجل إبِله بِإِبِل غَيره ليمنع حق
الله عز وجل مِنْهَا وَقَالَ أَبُو عبيد الْمَعْنى لَا يجمع بَين متفرق
وَمَا كَانَ من خليطين أَي شَرِيكَيْنِ.
فِي الحَدِيث جبن خَالع أَي يخلع الْقلب من شدته
فِي الحَدِيث المختلعات المنافقات وَهن اللواتي يطلبن الْخلْع من غير
رُتْبَة وَإِنَّمَا سمي الْفِرَاق خلعا لِأَن الله تَعَالَى قَالَ {هن
لِبَاس لكم وَأَنْتُم لِبَاس لَهُنَّ} فَإِذا خَالعهَا فقد خلع كل
وَاحِد مِنْهُمَا لِبَاس صَاحبه.
(1/296)
وَكَانَ عُثْمَان إِذا أُتِي بِالرجلِ
الَّذِي يخلع فِي الشَّرَاب جلده ثَمَانِينَ وَهُوَ الَّذِي يشرب
اللَّيْل وَالنَّهَار.
قَوْله يحمل هَذَا الْعلم من كل خلف عدوله أَي أَي من كل قرن.
فِي الحَدِيث والحي خلوف أَي قد ذهب الرِّجَال وَبَقِي النِّسَاء.
فِي الحَدِيث قَالَت الْيَهُود قد علمنَا أَن مُحَمَّدًا لم يتْرك
أَهله خلوفا أَي لَا راعي لَهُنَّ وَلَا حامي.
قَوْله لعَائِشَة لَوْلَا حَدَاثَة قَوْمك بالْكفْر لجعلت للكعبة خلفين
فَإِن قُريْشًا استقصرت من بنائها.
قَالَ هِشَام بن عُرْوَة الْخلف الْبَاب.
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْخلف الظّهْر كَأَنَّهُ أَرَادَ أَن يَجْعَل
لَهَا بَابَيْنِ.
(1/297)
فِي الحَدِيث ثَلَاث آيَات خير من ثَلَاث
خلفات الخلفة النَّاقة الْحَامِل وَجَمعهَا خلفات.
قَوْله لخلوف فَم الصَّائِم الْخَاء مَضْمُومَة وَهُوَ تغيره
بِالصَّوْمِ.
وَسُئِلَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام عَن قبْلَة الصَّائِم فَقَالَ مَا
أربك إِلَى خلوف فِيهَا وَيُقَال يَوْم الضُّحَى مخلفة للفم أَي
مُغيرَة.
قَالَ بَعضهم صليت عَلَى يسَار عمر فأخلفني فجعلني عَن يَمِينه. أَي
ردني إِلَى خَلفه ثمَّ جعلني عَن يَمِينه.
قَالَ رجل لأبي بكر أَنْت خَليفَة رَسُول الله قَالَ لَا أَنا الخالفة
بعده أَرَادَ الْقَاعِد بعده.
قَالَ ثَعْلَب الخالفة الَّذِي يستخلفه الرئيس عَلَى أَهله وَمَاله
ثِقَة بِهِ.
(1/298)
وَلما أسلم سعيد بن زيد بن عمر وَقَالَ
لَهُ بعض أَهله إِنِّي لأحسبك خالفة بني عدي أَي كثير الْخلاف لَهُم.
قَالَ معَاذ من تحول من مخلاف إِلَى مخلاف فعشره وصدقته إِلَى مخلافه
الأول.
المخلاف لأهل الْيمن كالرستاق قَالَ اللَّيْث المخلاف بلغَة أهل الْيمن
الْكفْر ومخاليفها كورها.
وَمِنْه الحَدِيث من مخلاف خارف ويام وهما قبيلتان.
قَالَ عمر لَو أطقت الْأَذَان مَعَ الخليفي يَعْنِي الْخلَافَة.
قَوْله فلينفض فرَاشه فَإِنَّهُ لَا يدْرِي مَا خَلفه فِيهِ يَقُول
لَعَلَّ هَامة دبت إِلَيْهِ.
فِي حَدِيث جرير خير الْمرْعَى الْأَرَاك وَالسّلم إِذا أخلف كَانَ
لجينا يُرِيد إِذا أخرج الخلفة وَهُوَ ورق يخرج بعد الْوَرق الأول
واللجين الْوَرق المنفوض وَهُوَ الْخبط.
وَمِنْه حَدِيث خُزَيْمَة وأخلف الخزامي أَي طلعت من أُصُوله خلفة
الْمَطَر.
فِي الحَدِيث هم شَرّ الْخلق والخليقة قَالَ النَّضر بن شُمَيْل
(1/299)
الْخلق النَّاس والخليقة الْبَهَائِم
وَالدَّوَاب.
قَالَت عَائِشَة كَانَ خلق رَسُول الله الْقُرْآن أَي يعْمل بِمَا
فِيهِ.
قَالَ عمر إِنَّمَا الْفَقِير الأخلق الْكسْب وَهُوَ الَّذِي لم يصب
بِشَيْء من مَاله يُقَال للحبل الَّذِي لَا يُؤثر فِيهِ شَيْء أخلق.
فِي الحَدِيث من تخلق للنَّاس بِمَا لَيْسَ فِيهِ أَي أظهر فِي خلقه
خلاف نِيَّته.
فِي الحَدِيث وَأما مُعَاوِيَة فَرجل أخلق من المَال أَي خلو مِنْهُ.
فِي الحَدِيث واخلولق السَّحَاب أَي اجْتمع بعد تفرق فَصَارَ خليقا
بالمطر.
(1/300)
فِي الحَدِيث تزوج رجل امْرَأَة خلقاء
وَهِي مثل الرتقاء.
فِي الحَدِيث أُتِي بفصيل مخلول أَي مهزول وَقيل هُوَ الَّذِي خل أَنفه
لِئَلَّا ترْتَفع.
فِي ذكر الدَّجَّال إِنَّه خَارج من خلة بَين الشَّام وَالْعراق
الْخلَّة وَاحِدَة الْخلّ والخل الطَّرِيق من الرمل وَالْمعْنَى أَنه
خَارج فِي خلة أَي فِي طَرِيق بَين هَاتين الْجِهَتَيْنِ.
قَالَ الْأَزْهَرِي إِلَى سَبِيل بَينهمَا وَإِنَّمَا قيل خلة لِأَن
هَذَا السَّبِيل خل مَا بَين البلدين أَي أَخذ مخيط مَا بَينهمَا
يُقَال خطت خيطة أَي سرت سيرة.
فِي الحَدِيث فَلَمَّا فقدناها اختللناها وَفِي لفظ اختللنا إِلَيْهَا
أَي احتجنا إِلَيْهَا فطلبناها والخلة الْحَاجة.
وَفِي الحَدِيث وَإِن أحدكُم لَا يدْرِي مَتى يخْتل إِلَيْهِ أَي
يحْتَاج إِلَيْهِ.
(1/301)
فِي الحَدِيث أسلمت وَجْهي إِلَى الله
وتخليت أَي تبرأت من الشّرك.
قَالَ ابْن مَسْعُود إِذا أدْركْت من الْجُمُعَة رَكْعَة فأخل وَجهك
وَضم إِلَيْهَا أُخْرَى الْمَعْنى استتر بِإِنْسَان أَو بِشَيْء.
قَالَ عمر فِي خلايا الْعَسَل الْعشْر الخلايا مَوَاضِع تعسل فِيهَا
النَّحْل.
قَوْله لَو كنت متخذا خَلِيلًا لاتخذت أَبَا بكر خَلِيلًا قَالَ أَبُو
سُلَيْمَان الْخطابِيّ الْخَلِيل من تخَلّل الْمَوَدَّة الْقلب وتمكنها
مِنْهُ وَالْمَقْصُود
(1/302)
من الحَدِيث أَن الْخلَّة تلْزم فضل
مُرَاعَاة للخليل وَقيام بِحقِّهِ واشتغال الْقلب بأَمْره فَأخْبر صلى
الله عليه وسلم أَنه لَيْسَ عِنْدِي فضل مَعَ خلة الْخَالِق لِلْخلقِ
لاشتغال قلبِي بمحبته فَلَا أتخذه ميلًا إِلَى غَيره.
قَالَت أم سَلمَة لست لَك بمخلية الْمِيم مَضْمُومَة وَاللَّام
مَكْسُورَة وَالْمعْنَى لست بمنفردة للخلو بك.
بَاب الْخَاء مَعَ الْمِيم
فِي الحَدِيث إِن سَمُرَة بَاعَ خمرًا قَالَ الْخطابِيّ إِنَّمَا بَاعَ
عصيرا
(1/303)
مِمَّن يَتَّخِذهُ خمرًا وَيُسمى الْعصير
خمرًا مجَازًا.
فِي حَدِيث سهل بن حنيف انطلقنا نلتمس الْخمر وَهُوَ مَا يستر من شجر
أَو بِنَاء.
فِي الحَدِيث فابغني مَكَانا خمرًا أَي ساترا.
فِي الحَدِيث أَو بَيت يخمره أَي يستره.
فِي الحَدِيث دخلت عَلَيْهِ الْمَسْجِد وَالنَّاس أخمر مَا كَانُوا
(1/304)
أَي أوفر يُقَال دخل فِي خمار النَّاس أَي
فِي دهمائهم وَمن رَوَاهُ أجمر بِالْجِيم فَإِنَّهُ يُقَال تجمر
الْقَوْم أَي تجمعُوا.
وَفِي الحَدِيث خمر إناءك أَي غطه وَمِنْه خمار الْمَرْأَة.
فِي الحَدِيث من استخمر قوما أَي استعبدهم.
(1/305)
وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يسْجد عَلَى
الْخمْرَة قَالَ أَبُو عبيد الْخمْرَة شَيْء منسوج يعْمل من سعف النّخل
ويرمل بالخيوط وَهُوَ صَغِير عَلَى قدر مَا يسْجد عَلَيْهِ الْمُصَلِّي
أَو فويق ذَلِك فَإِن عظم حَتَّى يَكْفِي الرجل لجسده كُله فَهُوَ
حَصِير وَلَيْسَ بخمرة.
قَالَ معَاذ ائْتُونِي بخميس وَهُوَ الثَّوْب الَّذِي طوله خمس أَذْرع
وَقَالَ أَبُو عَمْرو إِنَّمَا سمي خميسا لِأَن أول من أَمر بِعَمَلِهِ
ملك بِالْيمن يُقَال لَهُ الْخمس.
لما وصل رَسُول الله إِلَى خَيْبَر قَالَت الْيَهُود مُحَمَّد
وَالْخَمِيس يعنون الْجَيْش وَسمي خميسا لِأَنَّهُ مقسوم عَلَى خَمْسَة
الْمُقدمَة والساقة والميمنة والميسرة وَالْقلب وَقيل سمي خميسا
لِأَنَّهُ يُخَمّس الْغَنَائِم.
(1/306)
قَوْله جَاءَت مَسْأَلته خموشا أَي خدوشا
فِي وَجهه.
فِي الحَدِيث كَانَت بَيْننَا خماشات فِي الْجَاهِلِيَّة قَالَ ابْن
شُمَيْل هِيَ مَا دون الدِّيَة مثل قطع يَد أَو رجل.
فِي صفة رَسُول الله خمصان الأخمصين الأخمص من الْقدَم الَّذِي لَا
يلصق بِالْأَرْضِ فِي الوطي من بَاطِنهَا.
وَكَانَ ذَلِك الْموضع من رجله شَدِيد التَّجَافِي عَن الأَرْض وَسمي
الأخمص أخمصا لضموره قَالَ ابْن الْأَعرَابِي إِذا كَانَ خمص الأخمص
بِقدر لم ترْتَفع جدا وَلم يستو أَسْفَل الْقدَم جدا فَهُوَ أحسن مَا
يكون فَإِذا اسْتَوَى
(1/307)
وارتفع جدا فَهُوَ ذمّ.
فِي الحَدِيث خماص الْبُطُون وَهُوَ جمع الخميص الْبَطن وَهُوَ الضامر
أخبر أَنهم أعفاء عَن أَمْوَال النَّاس.
وَمِنْه تغدوا خماصا.
وَصَلى رَسُول الله فِي خميصة لَهَا أَعْلَام قَالَ الْأَصْمَعِي
الخمائص ثِيَاب خَز أَو صوف معلمة وَقَالَ غَيره الخميصة رِدَاء من صوف
ذُو علمين وَلَا تسمى خميصة إِلَّا أَن تكون معلمة.
قَالَ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام الخمائص ثِيَاب من خَز أَو صوف
معلم وَهِي سود وَكَانَت من لِبَاس النَّاس والمساتق فراء طوال الأكمام
والمروط أكسية من صوف أَو حَرِير يؤتزر بهَا والمطارف أردية خَز مربعة
لَهَا أَعْلَام والقراقل قمص النِّسَاء.
فِي الحَدِيث اذْكروا الله ذكرا خاملا أَي اخفضوا الصَّوْت بِذكرِهِ
توقيرا لجلاله.
(1/308)
فِي الحَدِيث من خير النَّاس ذُو الْقلب
المخموم قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الَّذِي نقي من الغل والغش يُقَال خممت
الْبَيْت إِذا كنسته.
قَالَ مَالك بن أنس عَلَى المساقي خم الْعين أَي كسحها وغدير خم
مَوضِع.
بَاب الْخَاء مَعَ النُّون
نهَى عَن اختناث الأسقية وَهُوَ أَن تثنى أفواهها ثمَّ يشرب مِنْهَا
وَذَلِكَ ينتنها ثمَّ لَا يُؤمن أَن يكون فِي السقاء هَامة.
قَالَت عَائِشَة فانخنث فِي حجري أَي انْكَسَرَ وانثنى.
فِي الحَدِيث لَوْلَا بَنو إِسْرَائِيل مَا خنز الطَّعَام يُقَال خنز
يخنز وخزن يخزن إِذا أنتن.
(1/309)
وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لرجل يَا
خناز وَهِي الوزغة.
فِي حَدِيث كَعْب فتخنس بهم النَّار أَي تجذبهم وتتأخر كَمَا تخنس
النُّجُوم.
فِي الحَدِيث وخنس إبهامه أَي قبضهَا.
فِي الحَدِيث الشَّيْطَان يوسوس فَإِذا ذكر الله خنس أَي انقبض
وَتَأَخر.
فِي الحَدِيث فتخنس الجبارين فِي النَّار أَي تدخل بهم.
وَكَانَ لجَابِر أَرض فخنست أَي لم يقبل الْأَبَّار وَلم يُؤثر فِيهَا
التَّأْثِير الْكَامِل.
قَوْله أخنع الْأَسْمَاء أَي أوضعها وأذلها والخانع الذَّلِيل الخاضع.
فِي الحَدِيث تخرفت عَنَّا الخنف وَاحِدهَا خنيف وَهُوَ جنس من
الْكَتَّان رَدِيء.
(1/310)
قَالُوا لعَائِشَة هَل لَك فِي الْأَحْنَف
قَالَت لَا وَلَكِن كونُوا عَلَى مخنته قَالَ ابْن الْأَعرَابِي المخنة
وسط الدَّار والفناء ومضيق الْوَادي وفوهة الطَّرِيق ودال أَنه قَالَ
أبياتا فِي حق عَائِشَة.
(فَلَو كَانَت الأكنان دُونك لم يجد ... عَلَيْك مقَالا ذوأذاة
يَقُولهَا) .
فِي الحَدِيث مَا كَانَ سعد ليخني بِابْنِهِ فِي شقة من تمر أَي ليسلمه
ويخفر ذمَّته وَأَصله من الْخَنَا وَهُوَ الْفُحْش من قَوْلك أخنا
عَلَيْهِ الدَّهْر أَي أهلكه.
فِي الحَدِيث فَبَكَى حَتَّى خن الخنين صَوت من الْأنف يُقَال خنخن
الرجل إِذا أخرج الْكَلَام من أَنفه وَمن أخرج صَوتا رَقِيقا فَهُوَ
الرنين فَإِذا أخنا فَهُوَ الهنين وَهُوَ بِمَعْنى الأنين.
(1/311)
بَاب الْخَاء مَعَ الْوَاو
فِي الحَدِيث تعوذ بِاللَّه من الخوبة وَفِي رِوَايَة أصَاب رَسُول
الله خوبة أَي حَاجَة.
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال خَابَ يخوب خوبا إِذا افْتقر.
وَفِي حَدِيث الْكَعْبَة فسمعنا خواتا من السَّمَاء يَعْنِي حفيف جنَاح
الطير الضخم يُقَال خاتت الْعقَاب تخوت.
قَوْله لَا يَبْقَى خوخة فِي الْمَسْجِد الخوخة مخترق بَين بَيْتَيْنِ
أَو دارين تنصب عَلَيْهَا بَاب.
قَالَ عمر لن تخور قوى مَا دَامَ صَاحبهَا ينزو أَي لن تضعف مَا دَامَ
يقدر عَلَى أَن ينزو من ظهر دَابَّته.
قَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ لَيْسَ أَخُو حَرْب من يضع خور الحشايا عَن
يَمِينه وَعَن شِمَاله.
(1/312)
خور الحشايا يَعْنِي الوطاء مِنْهَا
وَذَلِكَ أَنَّهَا تحشى حَشْوًا لَا تصلب مِنْهُ.
فِي الحَدِيث وَعَلِيهِ ديباج مخوص بِالذَّهَب أَي منسوج بِهِ كخوص
النّخل.
فِي الحَدِيث كَانَ يَتَخَوَّلنَا بِالْمَوْعِظَةِ أَي يتعهدنا والخائل
المتعهد للشَّيْء وَقَالَ أَبُو عَمْرو بن الْعَلَاء إِنَّمَا هُوَ
يتحولنا بِالْحَاء وَالْمعْنَى يطْلب أحوالنا الَّتِي تنشط فِيهَا
للموعظة.
وَكَانَ إِذا رَأَى مخيلة وَهِي السحابة الْخَلِيفَة للمطر وأخالت
السَّمَاء فَهِيَ مخيلة إِذا تغمت هَذَا بِضَم الْمِيم وَذَاكَ
بِفَتْحِهَا.
(1/313)
وَقَالَ طَلْحَة لعمر إِنَّا لَا نخول
عَلَيْك أَي لَا نتكبر والمخيلة الْخُيَلَاء.
فِي الحَدِيث كَانَ إِذا سجد خوى أَي جافى بَطْنه عَن الأَرْض يُقَال
خوى الْبَعِير إِذا تجافى عَن الأَرْض فِي بروكه.
فِي الحَدِيث فَأخذ أَبَا جهل يَوْم بدر خوة فَلَا ينْطق أَي فَتْرَة.
(1/314)
بَاب الْخَاء مَعَ الْيَاء
قَوْله رَأَيْت الْجنَّة وَالنَّار فَلم أر مثل الْخَيْر وَالشَّر.
قَالَ شمر أَرَادَ لم أر أعجب مِمَّن لَا يُمَيّز بَين الْخَيْر
وَالشَّر فيطلب بِالْخَيرِ هَذِه ويهرب من الشَّرّ لأجل تِلْكَ.
فِي الحَدِيث أعْطى جملا خيارا أَي مُخْتَارًا
فِي حَدِيث أبي ذَر نافر أنيس فَخير أنيس أَي غلب.
وَبَنَى عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام سجنا وَسَماهُ المخيس يُشبههُ بخيس
الْأسد وَهُوَ مَكَانَهُ الَّذِي يلازمه.
فِي الحَدِيث سَار عَلَى جمل قد خلسه أَي راضه.
فِي الحَدِيث لَا أخيس بالعهد أَي لَا أنقضه.
قَوْله أَدّوا الْخياط فِيهِ قَولَانِ الأول يَعْنِي الْخَيط.
(1/315)
وَالثَّانِي الإبرة.
قَوْله يَا خيل الله ارْكَبِي أَرَادَ يَا ركاب الْخَيل.
فِي الحَدِيث كَانَ إِبْلِيس عَلَى خيزران السَّفِينَة أَي عَلَى
سكانها.
قَوْله تنزل بخيف بني كنَانَة الْخيف مَا انحدر عَن الْجَبَل.
(1/316)
وَعلا عَن المسيل.
فِي الحَدِيث ونستخيل الرهام أَي نظنها ماطرة.
والرهام جمع رهمة وَهِي الْمَطَر اللين.
فِي الحَدِيث من أحب أَن يستخيم لَهُ الرِّجَال أَي يقومُونَ عَلَى
رَأسه.
فِي صفة خَاتم النُّبُوَّة عَلَيْهِ خيلان وَهِي جمع خَال وَهِي نقط
متغيرة عَن الْبيَاض.
وَفِي ذكر عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام كثير خيلان الْوَجْه.
فِي الحَدِيث كَانَ الْحمى سِتَّة أَمْيَال فَصَارَ خيال بأمرة أمرة
مَوضِع وَمَعْنى الخيال أَنهم كَانُوا ينصبون خشبا عَلَيْهَا ثِيَاب
سود ليعلم أَنَّهَا حمى.
(1/317)
|