غريب الحديث لابن الجوزي

كتاب الدَّال
بَاب الدَّال مَعَ الْألف
فِي الحَدِيث إِن الْجنَّة مَحْظُور عَلَيْهَا بالدآليل أَي بالدواهي والشدائد الْوَاحِد دؤلول.
بَاب الدَّال مَعَ الْبَاء
قَوْله لَا يدْخل الْجنَّة ديبوب وَفِيه قَولَانِ أَحدهمَا أَنه الَّذِي يدب بالنميمة بَين الْقَوْم قَالَه ابْن الْأَعرَابِي وَالثَّانِي أَن الَّذِي يجمع بَين الرِّجَال وَالنِّسَاء سمي بذلك لِأَنَّهُ يدب بَينهم ويستخفي قَالَ ابْن قُتَيْبَة.
وَنَهَى عَن الدُّبَّاء وَهِي الْقرعَة ينتبذ فِيهَا فيضرى.
قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام لَيْت شعري أيتكن صَاحِبَة الْجمل الأديب ينبحها

(1/319)


كلاب الحؤأب أَرَادَ الْأَدَب فأظهر التَّضْعِيف وَالْأَدب الْكثير الْوَبر.
قَالَ ابْن عَبَّاس اتبعُوا دبة قُرَيْش وَلَا تفارقوا الْجَمَاعَة أَي طَريقَة قُرَيْش قَالَ ابْن الْأَعرَابِي دبة الرجل طَرِيقَته من خير أَو شَرّ بِالضَّمِّ.
فَأَما الدبة بِفَتْح الدَّال فالموضع الْكثير الرمل يضْرب مثلا لِلْأَمْرِ الشَّديد يُقَال وَقع فِي دبة الرمل.
فِي الحَدِيث وَحملهَا عَلَى حمَار من هَذِه الدبابة أَي الضِّعَاف الَّتِي تدب وَلَا تسرع.
وَكَانَ لإِبْرَاهِيم طيلسان مدبج وَهُوَ الَّذِي زين تطاريفه بالديباج.
وَنَهَى أَن يدبج الرجل فِي الصَّلَاة وَهُوَ أَن يُطَأْطِئ رَأسه فِي

(1/320)


الرُّكُوع حَتَّى يكون أَخفض من ظَهره.
وَقَالَ عمر كنت أَرْجُو أَن يعِيش رَسُول الله حَتَّى يدبرنا أَي حَتَّى نتقدمه ويخلفنا.
قَوْله لَا تدابروا أَي تقاطعوا.
فِي الحَدِيث رجل أَتَى الصَّلَاة دبارا أَي بَعْدَمَا يفوت الْوَقْت وَهُوَ جمع دبر.
وَمثله لَا يَأْتِي الصَّلَاة إِلَّا دبريا كَذَا قَالَه ابْن الْأَعرَابِي قَالَ أَبُو عبيد والمحدثون يضمون الدَّال وَالْمعْنَى فِي آخر الْوَقْت.
وَقَالَ أَبُو جهل لِابْنِ مَسْعُود لمن الدبرة أَي الظفر والنصرة والدولة.

(1/321)


وَيُقَال عَلَى من الدبرة أَي الْهَزِيمَة.
وَقَالَ النَّجَاشِيّ مَا أحب أَن دبرا لي ذَهَبا وأنني آذيت رجلا من الْمُسلمين الدبر الْجَبَل.
وَنَهَى أَن يُضحي بمدابرة قَالَ أَبُو عبيد المدابرة أَن يقطع من مُؤخر أذنها شَيْء ثمَّ يتْرك مُعَلّقا.
فِي الحَدِيث أما سَمِعت من معَاذ يدبره عَن رَسُول الله قَالَ أَبُو عبيد يُقَال دبرت عَنهُ الحَدِيث أَي حدثت عَنهُ وَقَالَ ثَعْلَب إِنَّمَا هُوَ يذبره بِالذَّالِ أَي يتقنه.
فِي الحَدِيث فَبعث الله الدبر وَهُوَ الزنبور.
فِي حَدِيث خَيْبَر دله الله تَعَالَى عَلَى دبول كَانُوا يتروون.

(1/322)


فِيهَا فقطعها عَنْهُم حَتَّى أعْطوا بِأَيْدِيهِم أَي جداول يُقَال للجداول دبول وواحدها دبل.
بَاب الدَّال مَعَ الثَّاء
قَوْله وَابعث راعيها فِي الدثر يُقَال مَال دثر أَي كثير.
وَمِنْه ذهب أهل الدُّثُور بِالْأُجُورِ.
وَقَالَ الْحسن حادثوا هَذِه الْقُلُوب فَأَنَّهَا سريعة الدُّثُور فِي المُرَاد بالدثور قَولَانِ أَحدهمَا أَنه الدُّرُوس يُقَال دثر الْمنزل ودرس.
وَالثَّانِي الصدى يَقُول دثر السَّيْف إِذا صدى قَالَ الْأَزْهَرِي وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب يدل عَلَيْهِ قَوْله حادثوا هَذِه الْقُلُوب أَي اجلوها واغسلوا عَنْهَا الدَّين.
بَاب الدَّال مَعَ الْجِيم
فِي الحَدِيث مَا تركت حَاجَة وَلَا داجة إِلَّا أتيت قَالَ ابْن قُتَيْبَة داجة أَتبَاع وَأَرَادَ أَنِّي لم أدع شَيْئا من الْمعاصِي إِلَّا ركبته وَقَالَ

(1/323)


ثَعْلَب إِنَّمَا هُوَ مَا تركت داجه وَلَا حَاجَة إِلَّا ركبتها بِالتَّخْفِيفِ فيهمَا.
وبالجيمين فِي جاجة والداجة الْحَاجة الْكَبِيرَة والجاجة الْحَاجة الصَّغِيرَة قَالَ والجاجة خرزة صَغِيرَة لَا تَسَاوِي شَيْئا.
وَرَوَى الْخطابِيّ أَن مُبشر بن عبيد قَالَ الْحَاجة القاصدون الْبَيْت والداجة إِذا رجعُوا وَقَالَ ابْن عمر وَقد رَأَى قوما فِي الْحَج لَهُم هَيْئَة أنكرها هَؤُلَاءِ الداج وَلَيْسوا بالحاج.
قَالَ أَبُو عبيد الداج الَّذين يكونُونَ مَعَ الْحَاج مثل الْأَجْزَاء والخدم فَأَرَادَ ابْن عمر أَن هَؤُلَاءِ يَسِيرُونَ ويدجون وَلَا حج لَهُم.
وَقَالَ ثَعْلَب هم الْحَاج والداج والناج فالحاج أهل النيات والداج الأتباع والناج المراوون.
فِي الحَدِيث خرج وَهُوَ مدجج والمدجج المغطى بِالسِّلَاحِ.
فِي حَدِيث ابْن عمر أَنه أكل الدجر وَهُوَ اللوبيا.
ذكره ابْن الْأَعرَابِي بِفَتْح الدَّال وَضمّهَا شمر.
قَوْله وَمن فتْنَة الدَّجَّال قَالَ ثَعْلَب سمي دجالًا لتمويهه عَلَى

(1/324)


النَّاس وتلبيسه يُقَال دجل إِذا موه وَلبس.
قَالَت بَرِيرَة تدخل الدَّاجِن فتأكل الْعَجِين وَهِي الشَّاة لَا تَبْرَح من الْبَيْت.
فِي الحَدِيث مُنْذُ دجا الْإِسْلَام أَي شاع وَغلب.
بَاب الدَّال مَعَ الْحَاء
كَانَ لأسامة بطن مندح أَي متسع.
فِي الحَدِيث إِن الأَرْض دحت من تَحت الْكَعْبَة أَي دحيت.
قَوْله مَا من يَوْم يكون الشَّيْطَان أَدْحَر من يَوْم عَرَفَة أَي أبعد وأذل وَفِي لفظ أدحق وَهُوَ قريب من الدَّحْر.

(1/325)


فِي الحَدِيث وَإِن دحسوا بِالشَّرِّ الدحس الْإِفْسَاد وَقيل دحس بِالشَّرِّ دسه من حَيْثُ لَا يعلم.
وَمِنْه فدحس بِيَدِهِ أَي أدخلها بِقُوَّة وَيروَى بِالْخَاءِ.
وَفِي حَدِيث عَطاء حق عَلَى النَّاس أَن يدحسوا الصُّفُوف أَي يملئوها وَيروَى بِالْخَاءِ وَكَذَلِكَ فدخس يَده.
فِي حَدِيث إِسْمَاعِيل فَجعل يدحض الأَرْض بعقبيه أَي يفحص بهَا وَكَانَ يُصَلِّي الظّهْر حِين تدحض الشَّمْس أَي تَزُول.
وَلما رَوَى عبد الله بن عَمْرو بقتل عماد الفئة الباغية قَالَ لَهُ مُعَاوِيَة لَا يزَال مَا بَيْننَا بهنة تدحض بهَا فِي بولك أَي ترمي بهَا وَيروَى يدحص بالصَّاد أَي يفحص فِيهِ.
فِي حَدِيث الصِّرَاط دحض أَي زلق.

(1/326)


فِي الحَدِيث عمد ثمَّ إِلَى دحيق قوم فأجرتموه أَي طريد قوم.
وَسَأَلَ رجل أَبَا هُرَيْرَة فَقَالَ أَأدْخل معِين المبولة فِي الْبَيْت قَالَ نعم وَأدْخل بهَا فِي الْكسر وَيروَى وآدح أَي ضعها فِي زَاوِيَة وَالْكَسْر الشقة الَّتِي تلِي الأَرْض من الخباء.
وَقَالَ عمر إِذا قَالَ الرجل للرجل لَا تدخل فقد آمنهُ وَالْمعْنَى لَا تهرب.
فِي حَدِيث نِكَاح أهل الْجنَّة دحما دحما قَالَ اللَّيْث الدحم النِّكَاح وَقد دحمها إِذا دفع فِيهَا.
فِي الحَدِيث وَفِيهِمْ رجل دحسمان وَفِي رِوَايَة دحمسان وَهُوَ الْأسود السمين.
فِي الحَدِيث خلق الله آدم من دحنا قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ اسْم أَرض.
فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام اللَّهُمَّ داحي المدحوات وتروى المدحيات يُرِيد يَا باسط الأَرْض والدحو الْبسط وَقيل

(1/327)


لموْضِع بيض النعام أدحي لِأَنَّهَا تدحوه بصدرها أَي توسعه وتبسطه.
وَسُئِلَ ابْن الْمسيب عَن الدحو بِالْحِجَارَةِ فَقَالَ لَا بَأْس بِهِ يَعْنِي السَّبق بِالْحِجَارَةِ.
وَقَالَ أَبُو رَافع كنت ألاعب الْحسن وَالْحُسَيْن بالمداحي وَهُوَ أَن يحفروا حُفْرَة ويدحوا بِتِلْكَ الْأَحْجَار فِي الحفرة.
فِي حَدِيث الْبَيْت الْمَعْمُور يدْخلهُ كل يَوْم سَبْعُونَ ألف دحْيَة مَعَ كل دحْيَة سَبْعُونَ ألف ملك الدحية رَئِيس الْجند.
بَاب الدَّال مَعَ الْخَاء
فِي حَدِيث العائن تغسل دَاخِلَة إزَاره قَالَ أَبُو عبيد هِيَ طرفه الَّذِي يَلِي جَسَد المؤتزر وَقَالَ غَيره يغسل مَوضِع دَاخِلَة إزَاره من

(1/328)


جسده وَحَكَى ابْن الْأَنْبَارِي أَن المُرَاد المذاكير.
قَالَ الْحسن إِن من النِّفَاق اخْتِلَاف الْمدْخل والمخرج أَي سوء الطَّرِيقَة.
فِي حَدِيث عمر من دخلة الرَّحِم أَي خَاصَّة الْقَرَابَة.
فِي الحَدِيث فِي الدخل صَدَقَة وَهُوَ الجاورس.
فِي الحَدِيث هدنة عَلَى دخن أَي عَلَى غير صفاء والدخن الدُّخان.
فِي الحَدِيث أَنه ذكر فتْنَة وَقَالَ دخنها من تَحت قدمي رجل يَعْنِي إثارتها وتهيجها.
فِي حَدِيث الدَّجَّال احْمَرَّتْ الدخ يَعْنِي الدُّخان قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ الدُّخان والدخ والدخ والظل والنحاس.
بَاب الدَّال مَعَ الدَّال
قَوْله مَا أَنا من دَد وَهُوَ اللَّهْو واللعب وَالِد والددن

(1/329)


وَاحِد وَلَا الا الدَّد مني وَفِي لفظ مَا أَنا من ددا وَلَا ددا مني.
قَالَ أَبُو عبيد الدَّد اللَّهْو واللعب وَقَالَ ابْن السّكيت هُوَ الْبَاطِل قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ دَد وددا وديد وديدان وددن كلهَا لُغَات صَحِيحَة.
بَاب الدَّال مَعَ الرَّاء
قَالَ ابْن السّكيت الدَّرْب بَاب السِّكَّة الواسعة والدرب كل مدْخل من مدَاخِل الرّوم درب من دربها والتدريب الصَّبْر فِي الْحَرْب.
قَالَ أَبُو بكر الصّديق لَا تزالون تهزمون الرّوم فَإِذا صَارُوا إِلَى التدريب وقفت الْحَرْب أَرَادَ الصَّبْر.
قَوْله ادرءوا الْحُدُود بِالشُّبُهَاتِ أَي ادفعوها.
فِي الحَدِيث كَانَ لَا يدارئ أَي لَا يدْفع ذَا الْحق عَن حَقه وَلَا يشاغب وَلَا يُخَالف عَلَى صَاحبه قَالَ أَبُو عبيد المداراة هَا هُنَا مَهْمُوزَة من دارءت وَهِي المشاغبة والمخالفة وَأما المداراة فِي حسن الْخلق فَلَيْسَتْ مَهْمُوزَة.

(1/330)


وَقَالَ الشّعبِيّ فِي المختلعة إِذا كَانَ الدرء من قبلهَا فَلَا بَأْس أَن يَأْخُذ مِنْهَا يَعْنِي النُّشُوز وَالْخلاف.
فِي الحَدِيث أدرأ بك فِي نحورهم أَي أدفَع بك والدرء الدّفع.
وَمِنْه أَن رَسُول الله صَلَّى فَجَاءَت بهمة فَمَا زَالَ يدارءها قَالَ الْخطابِيّ الْمَعْنى يدافعها من الدرء مَهْمُوز وَلَيْسَ من المداراة.
فِي حَدِيث عمر أَنه دَرأ جُمُعَة من حَصى الْمَسْجِد وَألقَى عَلَيْهَا رِدَاءَهُ واستلقى أَي بسطها.
فِي الحَدِيث السُّلْطَان ذُو تدرإ أَي ذُو هجوم لَا يتوقى من قَوْلك درأت الشَّيْء أَي دَفعته وزيدت التَّاء فِي أَوله كَمَا قَالُوا شَره ترَتّب أَي راتب دَائِم.
وَقَالَ ذُو البجادين يُخَاطب نَاقَة رَسُول الله.
(تعرضي مدارجا وسومي ... تعرض الجوزاء للنجوم)
(هَذَا أَبُو الْقَاسِم فاستقيمي ... )

(1/331)


المدارج الثنايا الغليظة واحدتها مدرجة وَيُقَال لَيْسَ بعشك فادرجي أَي امْضِي.
قَالَ أَبُو أَيُّوب لبَعض الْمُنَافِقين أدراجك يَا مُنَافِق من مَسْجِد رَسُول الله أَي خُذ طريقك الَّذِي جِئْت مِنْهُ.
وَيُقَال فلَان أحسن من دب ودرج فدب مَشَى ودرج مَاتَ.
فِي حَدِيث السِّوَاك حَتَّى خشيت أَن يدردني أَي يذهب بأسناني ويخفيها والدرد سُقُوط الْأَسْنَان والدرادر مفارز الْأَسْنَان الْوَاحِد دردر.
فِي صفة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بَينهمَا عرق يدره الْغَضَب أَي بَين حاجبيه عرق يمتلئ دَمًا إِذا غضب.
وَقَالَ عمر أدروا لقحة الْمُسلمين أَي أجبوا خراجهم.

(1/332)


قَالَ عَمْرو لمعاوية تركت أَمرك مثل فذلكة الْمدر.
قَالَ ابْن قُتَيْبَة هِيَ الْجَارِيَة إِذا فلك ثدياها ودر فيهمَا المَاء وَالْحَامِل إِذا در لَبنهَا مدر أَيْضا وَأَرَادَ كَانَ أَمرك سَاقِطا مسترخيا فأقمته حَتَّى صَار كَأَنَّهُ حلمة فِي ثدي قد أدر.
قَالَ الْأَزْهَرِي هَذَا خطأ إِنَّمَا الْمدر الغزال وَيُقَال للمغزل نَفسهَا الدرارة وَقد أدرت الغزالة درارتها إِذا أدارتها لتستحكم قُوَّة مَا تغزله وَضرب فلكة الْمدر مثلا لاستحكام أمره بعد استرخاء وَذَلِكَ أَن الغزال يُبَالغ فِي إحكام فلكة مغزله لِئَلَّا تقلق إِذا أدَار الدرارة.
قَوْله كَمَا ترَوْنَ الْكَوْكَب الدُّرِّي وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى الدّرّ.
وَمِنْه فِي صفة الدَّجَّال إِحْدَى عَيْنَيْهِ كَأَنَّهَا دري.
فِي حَدِيث ذِي الثدية كَانَت يَده تدَرْدر أَي تترجرج
فِي الحَدِيث لَا يحبس دركم يَعْنِي ذَوَات الدّرّ أَي أَنَّهَا لَا

(1/333)


تحْشر إِلَى الْمُصدق وَلَا تحبس عَن الْمرْعَى إِلَى أَن تَجْتَمِع الْمَاشِيَة ثمَّ تعد لما فِي ذَلِك من الضَّرَر.
فِي الحَدِيث قدم قوم يدرقلون الدرقلة الرقص.
وَمر عَلَى أَصْحَاب الدركلة قَالَ ابْن دُرَيْد هِيَ لعبة للصبيان.
وَقَالَ خَالِد بن صَفْوَان الدِّرْهَم يطعم الدرمق يَعْنِي الْخبز الْحوَاري.
قَالَ الْأَزْهَرِي الدرمق لُغَة فِي الدَّرْمَك وَهُوَ الدَّقِيق الْحوَاري.
وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام فِي صفة تربة الْجنَّة ذرمكة أَي بَيْضَاء نقية.
قَالَ والدرمك الَّذِي يدرمك حَتَّى يكون دقاقا من كل شَيْء كالدقيق والكحل.
قَالَت عَائِشَة سترت عَلَى بَابي درنوكا الدرنوك مَا كَانَ لَهُ حمل من الستور كخمل المناديل.

(1/334)


فِي الحَدِيث فجَاء بسكين درهرهة قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي هِيَ المعوجة الرَّأْس الَّتِي تسمى المنجل.
فِي الحَدِيث رَأس الْعقل مداراة النَّاس أَي ملاينتهم.
فِي الحَدِيث وَفِي يَده مدرى وَهُوَ شَيْء محدد الطّرف وَيفرق بِهِ بَين الشّعْر المتلبد.
فِي الحَدِيث وَإِذا سقط كَانَ درينا الدرين حطام الْمرْعَى إِذا قدم.
بَاب الدَّال مَعَ السِّين
قَالَ عمر أَخَاف أَن يُؤْخَذ البريء فيدسر أَي يدْفع.

(1/335)


وَقَالَ ابْن عَبَّاس العنبر شَيْء يدسره الْبَحْر أَي يَدْفَعهُ إِلَى الشاطئ.
وَقَالَ سِنَان قَاتل الْحُسَيْن دسرته بِالرُّمْحِ دسرا أَي دَفعته بِهِ دفعا عنيفا لَا غفر الله لسنان.
فِي الحَدِيث ألم أجعلك تربع وتدسع أَي تُعْطِي فتجزل.
وَالْعرب تَقول للجواد هُوَ ضخم الدسيعة كَأَنَّهُ إِذا أعْطى دسع أَي دفع.
فِي الحَدِيث من ابْتَغَى دسيعة ظلم أَي دفعا بظُلْم.
وَفِي ذكر حمير أَنهم بنوا المصانع وَاتَّخذُوا الرسائع.
وفيهَا ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا العطايا وَالثَّانِي الدساكر وَالثَّالِث الجفان.
فِي الحَدِيث لَا يذكرُونَ الله إِلَّا دسما أَي قَلِيلا من

(1/336)


التدسيم وَهُوَ سَواد يَجْعَل خلف أذن الصَّبِي كَيْلا تصيبه الْعين.
وَقَالَ عُثْمَان فِي صبي تَأْخُذهُ الْعين دسموا نؤنته أَي سودوا ذل الْموضع مِنْهُ لأجل الْعين والنونة للنقرة الَّتِي فِي ذقنه.
وَفِي الحَدِيث عَلَيْهِ عِمَامَة دسماء أَي سَوْدَاء.
فِي الحَدِيث إِن للشَّيْطَان لعوقا ودساما الدسام مَا تشد بِهِ الْأذن وَيُقَال لما سددت بِهِ رَأس القارورة وَالْمعْنَى أَن تسد الْأذن فَلَا يعي موعظة.
قَالَ الْحسن فِي الْمُسْتَحَاضَة وتدسم مَا تحتهَا أَي تسد فرجهَا وتحتشي.
بَاب الدَّال مَعَ الشين
فِي الحَدِيث فَجَاءَت بدشيسة قَالَ اللَّيْث وَهِي لُغَة فِي

(1/337)


الجشيشة وَقد سبقت وَقَالَ الْأَزْهَرِي لَيست الدشيشة لُغَة لَكِنَّهَا لكنة من الرَّاوِي.
بَاب الدَّال مَعَ الْعين
قَوْله فَهَلا بكرا تداعبها الدعابة المزاح.
وَفِي الحَدِيث وَكَانَ فِيهِ دعابة.
فِي الحَدِيث إِنَّه ليدرك الْفَارِس فيدعثره أَي يهدمه ويطحطحه وَقد صَار رجلا يَعْنِي الْمُرْضع.
فِي الحَدِيث أدعج الْعَينَيْنِ والدعج شدَّة سَواد الْعين فِي شدَّة الْبيَاض.
فِي الحَدِيث فَأَيْنَ دعار طَيء الداعر قَاطع الطَّرِيق

(1/338)


فِي الحَدِيث فَإِذا دنا الْعَدو وَكَانَت المداعسة بِالرِّمَاحِ حَتَّى تقصد يَعْنِي المطاعنة وتقصد تكسر.
كَانَ النَّاس لَا يدعونَ عَن رَسُول الله أَي لَا يدْفَعُونَ عَنهُ.
فِي الحَدِيث دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة وَهُوَ قَوْلهم يَا لفُلَان.
قَوْله للحالب دع دَاعِي اللَّبن أَي ابق قَلِيلا فِي الضَّرع فَهُوَ يَدْعُو مَا وَرَاءه.
فِي الحَدِيث والدعوة فِي الْحَبَشَة يُرِيد الْأَذَان.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة كُنَّا مَعَ رَسُول الله فِي دَعْوَة قَالَ النَّضر الدعْوَة فِي الطَّعَام بِفَتْح الدَّال والدعوة بِكَسْرِهَا فِي النّسَب.
فِي الحَدِيث من دعى إِلَى الْجمل الْأَحْمَر أَي من وجده.
فِي ذكر الْأَطْفَال صغارهم دعاميص الْجنَّة.
الدعاميص جمع دعموص وَهُوَ دويبة من دَوَاب المَاء صَغِيرَة.
بَاب الدَّال مَعَ الْغَيْن
قَوْله لَا تعذبن أَوْلَادكُنَّ بالدغر قَالَ أَبُو عبيد هُوَ غمز

(1/339)


الْحلق وَذَلِكَ أَن الصَّبِي يهيج بِهِ وجع فِي الْحلق من الدَّم يُسمى الْعذرَة فَإِذا عولج مِنْهُ قيل عذر فَهُوَ مَعْذُور ودغرت الْمَرْأَة صبيها إِذا دفعت ذل الْموضع بإصبعها.
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَا قطع فِي الدغرة وَهِي الخلسة.
فِي الحَدِيث فدغفقها دغفقة الدغفقة الصب الشَّديد وَفُلَان فِي عَيْش دغفق أَي وَاسع.
قَوْله اتَّخذُوا دين الله دغلا أَي يخدعون النَّاس وأصل الدغل الشّجر الملتف يكمن فِيهِ المذنب.
فِي الحَدِيث ضحى بكبش أدغم قَالَ الْخطابِيّ هُوَ الَّذِي اسودت أرنبته وَمَا تَحت حنكه والدغمة السوَاد.
بَاب الدَّال مَعَ الْفَاء
فِي الحَدِيث لنا من دفئهم وصرامهم أَي من إبلهم وغنمهم وسماها دفأ لِأَنَّهُ يتَّخذ من أصوافها مَا يستدفأ بِهِ.

(1/340)


فَأتي رَسُول الله بأسير يرعد فَقَالَ أدقوه فَقَتَلُوهُ فوداه.
وَإِنَّمَا أَرَادَ ادفئوه مُؤَن الْبرد فَترك الْهَمْز لِأَنَّهُ لم يكن من لغته وَلَو أَرَادَ الْقَتْل لقَالَ دافوه يُقَال دافيت الْأَسير إِذا أجهزت عَلَيْهِ.
وَقَالَ خَالِد بن الْوَلِيد من كَانَ مَعَه أَسِير فليدافه وَفِيه لُغَة أُخْرَى تَخْفيف الْفَاء وَفِيه لُغَة ثَالِثَة فليذافه بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة يُقَال ذففت عَلَى الجريح تذفيفا إِذا أجهزت عَلَيْهِ.
وَمِنْه حَدِيث ابْن مَسْعُود أَنه داف أَبَا جهل وَفِي لفظ دفف عَلَيْهِ.
وَكَذَلِكَ قَول عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَا تدفف عَلَى جريح.
والدف الَّذِي يضْرب بِهِ فِيهِ لُغَتَانِ ضم الدَّال وَفتحهَا فِي صفة الدَّجَّال فِيهِ دفاء أَي انحناء.
فِي الحَدِيث يَا دفار أَي يَا منتنه والدفر النتن فَأَما الذفر بِالذَّالِ فحدة الرّيح طيبَة كَانَت أَو مُنْتِنَة.
وَقَول عمر وادفراه قَالَ أَبُو عبيد أَرَادَ وانتناه وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي واذلاه.
وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى {يدعونَ إِلَى نَار جَهَنَّم} قَالَ

(1/341)


دفرا فِي أقفيتهم أَي دفعا.
قَالَ عمر دفت علينا دافة الدافة الْقَوْم يسترون جمَاعَة سترا لَيْسَ بالشديد.
وَمِنْه فِي الْجنَّة نَجَائِب تدف بهم.
فِي الحَدِيث استدف فلَان بجديدة أَي استأصل حلق شعره.
فِي الحَدِيث كل مَا دف وَلَا تَأْكُل مَا صف يَعْنِي بِمَا دف مَا حرك جنَاحه فِي الطيران كالحمام وَمَا صف كالنسور والصقور.
فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء دفاق الغزائل وَهُوَ الَّذِي يتدفق بالمطر والعزائل مقلوب الْغَزالِيّ.
قَالَ الزبْرِقَان بن بدر أبْغض كنائني إِلَيّ الَّتِي تمشي الدفقى وتجلس الهبنقعة والدفقى الْإِسْرَاع والهبنقعة أَن تقعي وتضم فخذيها وتفتح رِجْلَيْهَا.
فِي الحَدِيث الشَّمْس تظهر الدَّاء الدفين أَي المستقر الَّذِي قهرته الطبيعة فحرارة الشَّمْس تظهره.
وَكَانَ شُرَيْح لَا يرد العَبْد من الإذفان وَهُوَ أَن يروغ عَن موَالِيه الْيَوْم واليومين وَلَا يغيب عَن الْمصر كَأَنَّهُ دفن نَفسه فِي أَبْيَات الْمصر.
فِي الحَدِيث إِن أبْصر شَجَرَة دفواء وَهِي الْعَظِيمَة الظليلة

(1/342)


بَاب الدَّال مَعَ الْقَاف
قَوْله للنِّسَاء إنكن إِذا جعتن دقعتن قَالَ أَبُو عبيد الدقع الخضوع فِي طلب الْحَاجة مَأْخُوذ من الدقعاء وَهُوَ التُّرَاب.
وَمِنْه لَا تحل الْمَسْأَلَة إِلَّا لذِي فقر مدقع أَي شَدِيد يُفْضِي بِصَاحِبِهِ إِلَى الدقعاء.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الدقع سوء احْتِمَال الْفقر والخجل سوء احْتِمَال الْغِنَى.
وَلما أَرَادَ عمر أَن يجلد قدامَة قَالَ ائْتُونِي بِسَوْط فَجَاءَهُ أسلم بِسَوْط دَقِيق صَغِير فَقَالَ أخذتك قرارة قَوْمك أَي عَادَة أهلك.
قَالَ الْخطابِيّ أَي عَادَتهم فِي الملاق.
وَكَانَ رَسُول الله لَا يجد من الدقل مَا يمْلَأ بَطْنه الدقل من النّخل الَّذِي يُقَال لَهُ الألوان وثمر الدقل رَدِيء.

(1/343)


فِي الحَدِيث يَنْثُرهُ نثر الدقل وَذَلِكَ أَن الدقل من الثَّمر لَا يكَاد يلصق بعضه بِبَعْض فَإِذا نثر يفرق سَرِيعا.
بَاب الدَّال مَعَ الْكَاف
كتب أَبُو مُوسَى إِلَى عمر إِنَّا وجدنَا بالعراق خيلا دكا يُقَال فرس أدك إِذا كَانَ عريض الظّهْر قَصِيرا وَهِي البراذين.
وَوصف جرير أرضه فَقَالَ سهل ودكداك قَالَ ابْن قُتَيْبَة الدكداك من الرمل مَا التبد مِنْهُ بِالْأَرْضِ وَلم يرْتَفع ذَاك الِارْتفَاع أَرَادَ أَن الأَرْض ذَات حزونة.
فِي الحَدِيث فتداك النَّاس عَلَيْهِ أَي ازدحموا.
بَاب الدَّال مَعَ اللَّام
فِي الحَدِيث وَإِن الاندلاث من التَّكَلُّف وَهُوَ التَّقَدُّم بِلَا روية.
وَالنِّسَاء يدلحن بِالْقربِ عَلَى ظهورهن فِي الْغَزْو أَي يسعين ويسقين الرِّجَال يُقَال دلج الْبَعِير إِذا تثاقل فِي مَشْيه من ثقل الْحمل.
وَاشْتَرَى سلمَان وَأَبُو الدَّرْدَاء لَحْمًا فتدالحاه بَينهمَا عَلَى عود أَي حملاه.

(1/344)


قَالَ ابْن الْمسيب لَو لم ينْه عمر عَن الْمُتْعَة لاتخذها النَّاس دولسيا أَي ذَرِيعَة إِلَى الزِّنَا والتدليس إخفاء الْعَيْب الْوَاو فِيهِ زَائِدَة.
فِي الحَدِيث عَلَيْهِم الدلاص قَالَ شمر هِيَ الدروع اللينة وَقَالَ النَّضر هِيَ اللينة الملساء.
وَكَانَ رَسُول الله يدلع لِسَانه لِلْحسنِ أَي يُخرجهُ.
فِي الحَدِيث وليدلف إِلَيْهِ من كل بطن رجل أَي ليقبل إِلَيْهِ من الدليف وَهُوَ الْمَشْي الرويد.

(1/345)


قَوْله فتندلق أقتاب بَطْنه أَي فَتخرج والاندلاق خُرُوج الشَّيْء من مَكَانَهُ.
فِي الحَدِيث وَمَعَهَا شَارف دلقاء أَي منكسرة الْأَسْنَان.
فِي الحَدِيث فجَاء رجل أدلم الأدلم الطَّوِيل الْأسود.
فِي الحَدِيث جِئْت وَقد أدلقني الْبَرْق أَي أخرجني.
كتب عمر إِلَى خَالِد بَلغنِي أَنه أعد لَك دلوك عجن بِخَمْر الدلوك اسْم مَا يتدلك بِهِ.
وَسُئِلَ الْحسن أيدالك الرجل أَهله أَي أيماطل وكل مماطل مدالك.

(1/346)


وَكَانَ أَصْحَاب رَسُول الله ينظرُونَ إِلَى دله الدل وَالْهَدْي والسمت كُله مَأْخُوذ من الْوَقار فِي الْهَيْئَة.
وَمِنْه قَول سعد رَأَيْت امْرَأَة أعجبني دلها أَي حسن هيئتها.
استسقى عمر بِالْعَبَّاسِ فَقَالَ وَقد دلونا بِهِ أَي توسلنا.
فِي الحَدِيث وَلنَا دوال معلقَة الدوالي بسر مُعَلّق فَإِذا أرطب أكل.
بَاب الدَّال مَعَ الْمِيم
فِي الحَدِيث مَال إِلَى دمث من الأَرْض فَبَال الدمث الأَرْض السهلة.
وَفِي صفته كَانَ دمثا أَي لطيفا لَيْسَ بالجافي.
وَقَالَ من كذب عَلّي فَإِنَّهُ يدمث مَجْلِسه من النَّار أَي يوطئ.
فِي الحَدِيث من شقّ عَصا الْمُسلمين وهم فِي إِسْلَام دامج.

(1/347)


أَي مُجْتَمع.
فِي الحَدِيث من نظر فِي صير بَاب فقد دمر أَي دخل.
فِي صفة عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام كَأَنَّمَا خرج من ديماس وَهُوَ الْكن كَأَنَّهُ لم ير شمسا لنضارته وَقيل الديماس الْحمام.
فِي الشجاج الدامغة وَهِي الَّتِي يسيل مِنْهَا دم
يُقَال ثرى دامع أَي ند
وَفِي صفة عَلّي رَسُول الله دامغ جيشات الأباطيل أَي مهلك لَهَا.
فِي الحَدِيث إِن النَّاس قد دمقوا فِي الْخمر أَي دخلُوا فِي ذَلِك وانبسطوا.
فِي الحَدِيث كَانَ بِنَاء الْكَعْبَة فِي الْجَاهِلِيَّة مدماك حِجَارَة

(1/348)


ومدماك عيدَان.
المدماك السَّاق وكل صف يُسَمِّيه أهل الْحجاز مدماكا.
وَكَانَ سعد يدمل أرضه بالعرة أَي يصلحها ويعالجها بالسرقين والدمال السرقين وَنَحْوه.
وَيُقَال اندمل الْجرْح إِذا تماثل وَصلح.
فِي ذكر ثَمُود رماهم الله بالدمالق وَهِي الْحِجَارَة.
قَالَ النَّخعِيّ لَا بَأْس بِالصَّلَاةِ فِي دمة الْغنم وَهُوَ مربضها كَأَنَّهُ دم بالبول والبعر أَي ألبس وَقيل أَرَادَ دمنة فَحذف النُّون وشدد الْمِيم.
وَمن هَذَا قَول رَسُول الله إيَّاكُمْ وخضراء الدمن قيل وَمَا ذَاك قَالَ الْمَرْأَة الْحَسْنَاء فِي منبت السوء قَالَ أَبُو عبيد نرَاهُ أَرَادَ فَسَاد النّسَب إِذا خيف أَن يكون لغير رشده وَإِنَّمَا جعلهَا خضراء الدمن ليشبهها بالبقلة الناضرة فِي ذمَّته الْبَقر وأصل الدمن مَا تدمنه الْإِبِل وَالْغنم من أبعارها وَأَبْوَالهَا.
قَوْله مدمن الْخمر كعابد الوثن أَي الَّذِي يلازم شربهَا.
فِي الحَدِيث أصَاب الثَّمر الدمَان وَهُوَ أَن تَنْشَق النَّخْلَة

(1/349)


عَن عفن وَسَوَاد.
فِي الحَدِيث عَن سعد أَنه رَمَى بِسَهْم مدمي ثَلَاث مَرَّات فَقتل بِهِ رجلا من الْكفَّار قَالَ شمر المدمي الَّذِي يرميه الرجل لِلْعَدو وَلم يرميه الْعَدو بذلك السهْم بِعَيْنِه وَكَأَنَّهُ دمي بِالدَّمِ حِين وَقع بالمرمى يُقَال سهم مدمي إِذا احمر بِالدَّمِ.
فِي صفة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَأَن عُنُقه جيد دمية وَهِي الصُّورَة المصورة.
بَاب الدَّال مَعَ النُّون
قَالَ رجل لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا أحسن دندنتك وَلَا دندنة معَاذ.
الدندنة أَن يتَكَلَّم الْإِنْسَان بالْكلَام تسمع نغمته وَلَا يفهم كَلَام وَكَذَلِكَ الهيمنة والهتملة والدندنة أصوات الزنابير.
فِي الحَدِيث إِذا أكلْتُم فدنوا أَي كلوا مِمَّا بَين أَيْدِيكُم.
بَاب الدَّال مَعَ الْوَاو
فِي الحَدِيث فأدخلتها الدولج يَعْنِي المخدع وَيُقَال فِيهِ

(1/350)


التولج وَهُوَ من الولوج.
فِي بعض أَلْفَاظ الحَدِيث كم من غدق دواح لأبي الدحداح وَهُوَ الْعَظِيم الشَّديد السموق وكل شَجَرَة عَظِيمَة دوحة.
فِي حَدِيث أداخ الْعَرَب أَي أذلّهم.
قَوْله أَلا أخْبركُم بِخَير دور الْأَنْصَار يَعْنِي الْقَبَائِل.
وَمِنْه فِي حَدِيث آخر فَمَا بقيت دَار إِلَّا بني فِيهَا مَسْجِد.
قَوْله إِن الزَّمَان قد اسْتَدَارَ أَي دَار.
قَوْله مثل الجليس الصَّالح مثل الدَّارِيّ وَهُوَ الْعَطَّار نسب إِلَى دارين وَهُوَ مَوضِع فِي الْبَحْر يُؤْتَى مِنْهُ بالطيب.
فِي حَدِيث أم زرع ودائس ومنق وَهُوَ الَّذِي يدوس الطَّعَام.

(1/351)


قَوْله فَبَاتَ النَّاس يدوكون أَي يَخُوضُونَ فِيمَن تدفع إِلَيْهِ الرَّايَة.
قَالَت عَائِشَة كَانَ عمل رَسُول الله دِيمَة الديمة الْمَطَر الدَّائِم فِي سُكُون شبهت دوَام عمله مَعَ الِاقْتِصَار بالديمة.
وَمِنْه قَول حُذَيْفَة فِي الْفِتْنَة إِنَّهَا لآتيتكم ديما ديما يَعْنِي أَنَّهَا تملأ الأَرْض فِي دوَام.
وَنَهَى أَن يبال فِي المَاء الدَّائِم يَعْنِي السَّاكِن الراكد.
قَالَت عَائِشَة للْيَهُود عَلَيْكُم السام الدام أَي الْمَوْت الدَّائِم.
فِي الحَدِيث رَأَيْت رَسُول الله فِي ظلّ دومة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الدوم ضخام الشّجر مَا كَانَ وَقَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ شجر يشبه النّخل بثمر الْمقل.

(1/352)


ودومة الجندل مَوضِع قَالَ ابْن دُرَيْد وَأَصْحَاب الحَدِيث يضمون الدَّال وَهُوَ خطأ وَأَجَازَ غَيره الضَّم وَقَالَ قوم دوماء بِالْمدِّ وَقَالَ أَبُو سعيد الضَّرِير يَعْنِي فِي غَائِط من الأَرْض خَمْسَة فراسخ وَسميت دومة الجندل لِأَن حصنها مَبْنِيّ بالجندل.
فِي حَدِيث أم زرع كل دَالَّة دَاء أَي كل عيب فَهُوَ فِيهِ فَجعلت الْعَيْب دَاء.
وَمِنْه قَول رَسُول الله وَأي دَاء أَدّوا من الْبُخْل وَفِي عَهده الرَّقِيق لَا دَاء وَهُوَ الْعَيْب الْبَاطِن الَّذِي لم يطلع عَلَيْهِ المُشْتَرِي.
وَفِي خطْبَة الْحجَّاج أروع خراج من الداوي أَي من الفلوات الْوَاحِدَة داوية ودوية أَرَادَ صَاحب أسفار.
فِي الحَدِيث سَمِعت دوِي الْقُرْآن الدوي صَوت كَائِن يَدُور وَلَا يكَاد لبعدنا يفهم.
بَاب الدَّال مَعَ الْهَاء
فِي حَدِيث سطيح فَإِن ذَا الدَّهْر أطوار دهارير.
قَالَ الْأَزْهَرِي الدهارير جمع الدهور وَأَرَادَ أَن الدَّهْر ذُو خالين من بؤس ونعمى.
وَقَالَ أَبُو طَالب لَوْلَا أَن يُقَال دهره الْجزع يُقَال دهر فلَانا أَمر إِذا أَصَابَهُ مَكْرُوه.

(1/353)


فِي الحَدِيث قَالَت عَجُوز دهرية أَي قد مَضَى عَلَيْهَا الدَّهْر.
فِي الحَدِيث فَنزل دهاسا من الأَرْض الدهاس كل لين لَيْسَ بِتُرَاب وَلَا طين وَلَا يبلغ أَن يكون رملا.
وَلما نزل قَوْله تَعَالَى {عَلَيْهَا تِسْعَة عشر} قَالَ أَبُو جهل أما تَسْتَطِيعُونَ يَا معشر قُرَيْش وَأَنْتُم الدهم أَن يغلب كل عشرَة مِنْكُم وَاحِدًا مِنْهُم.
الْمَعْنى وَأَنْتُم الْعدَد الْكَبِير.
فِي الحَدِيث من أَرَادَ أهل الْمَدِينَة بدهم أَي بغائلة.
وَقَالَ حُذَيْفَة أتتك الدهيماء يَعْنِي السَّوْدَاء الْمظْلمَة من الْفِتَن وَقيل أَرَادَ بالدهيماء الداهمة يذهب بِهِ إِلَى الدهم وَهُوَ اسْم نَاقَة غزا عَلَيْهَا سَبْعَة أخوة فَقتلُوا فحملوا عَلَيْهَا حَتَّى رجعت بهم فَصَارَت مثلا فِي كل داهية.
فِي الحَدِيث لَو شِئْت أَن يدهمق لي لفَعَلت أَي يلين لي الطَّعَام.
فِي حَدِيث الْوَفْد قد نشف المدهن وَهُوَ نقرة فِي الْجَبَل يستنقع فِيهَا الْمَطَر

(1/354)


وَمِنْه كَأَن وَجهه مدهنة وَهِي مَوضِع مُجْتَمع المَاء فِي النقرة فَإِنَّهُ يصفو والمدهن أَيْضا مَا جعل فِيهِ الدّهن وَكَانَ شَيخنَا ابْن نَاصِر يَقُول مذهبَة بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة يُشِير إِلَى لون الذَّهَب.
فِي الحَدِيث فيتدهده الْحجر أَي يتدحرج قَالَ أَبُو عبيد يُقَال تدهدى الْحجر وَغَيره تدهديا ودهديته أَنا أدهديه دهداة ودهداء قَالَ وَيُقَال تدهدأ تدهدأ ودهدأته أدهدئه دهدأة بِالْقصرِ.
وَمِنْه لما يدهده الْجعل خير من الَّذين مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّة.
بَاب الدَّال مَعَ الْيَاء
فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام وديث بالصغار أَي ذلل وبعير مديث إِذا ذلل بالرياضة.
فِي الحَدِيث تحرم الْجنَّة عَلَى الديوث وَهُوَ الَّذِي لَا يغار عَلَى أَهله والتديث القيادة.
فِي الحَدِيث كَانَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام دياث هَذَا الْأمة أَي حاكمها.
قَوْله الْكيس من دَان نَفسه أَي أذلها وَقيل حَاسَبَهَا.

(1/355)