غريب الحديث لابن الجوزي كتاب الذَّال
بَاب الذَّال مَعَ الْألف
لما نهَى عَن ضرب النِّسَاء ذئر النِّسَاء عَلَى أَزوَاجهنَّ أَي نفرن
واجترأن وَيروَى ذرب النِّسَاء أَي انبطن بالْكلَام.
قَالَ حُذَيْفَة لجندب كَيفَ بك إِذا أَتَاك من النَّاس مثل الوتد أَو
الذؤنون يَقُول اتبعني وَلَا أتبعك.
الذؤنون نبت طَوِيل ضَعِيف لَهُ رَأس مدور فشبهه بِهِ لصغره وحداثة
سنه.
فِي الحَدِيث لَيْسُوا بالمذاييع وهم الَّذين يشيعون الْفَوَاحِش وَفِي
لفظ لَيْسُوا بالمساييح وهم الَّذِي يَمْشُونَ بِالشَّرِّ والنميمة.
بَاب الذَّال مَعَ الْبَاء
فِي حَدِيث عَكَّاف تزوج وَإِلَّا فَأَنت من الْمُذَبْذَبِينَ أَي
المطرودين وَأَصله من الذب وَهُوَ الطَّرْد.
(1/357)
قَالَ جَابر كَانَ لبردتي ذباذب يَعْنِي
الْأَهْدَاب.
فِي الحَدِيث رَأَى رجلا طَوِيل الشّعْر فَقَالَ ذُبَاب ذُبَاب قَالَ
ثَعْلَب الذُّبَاب الشؤم وَالشَّر.
فِي الحَدِيث وَنظر إِلَى ذُبَاب السَّيْف وَهُوَ طرفه الَّذِي يضْرب
بِهِ.
وَنَهَى رَسُول الله عَن ذَبَائِح الْجِنّ وَذَلِكَ أَن أهل
الْجَاهِلِيَّة كَانُوا إِذا اشْتَروا دَارا أَو اسْتخْرجُوا عينا
ذَبَحُوا لَهَا ذَبِيحَة لِئَلَّا يصيبهم أَذَى من الْجِنّ فَأبْطل
رَسُول الله ذَلِك.
وكوى رَسُول الله أسعد بن زُرَارَة فِي خلعة من الذبْحَة وَهِي وجع فِي
الْحلق من كَثْرَة الدَّم.
فِي الحَدِيث أهل الْجنَّة خَمْسَة مِنْهُم الَّذِي لَا ذبر لَهُ أَي
لَا لِسَان لَهُ يتَكَلَّم بِهِ من ضعفه من قَوْلك ذبرت الْكتاب أَي
قرأته ذبرا وذبارة وَمِنْه الْخَبَر كَانَ معَاذ يذبره عَن رَسُول الله
أَي يتقنه وَيروَى لَا زبر لَهُ أَي لَيْسَ لَهُ رَأْي يرجع إِلَيْهِ.
بَاب الذَّال مَعَ الرَّاء
قَالَ عمر لَا أظنكم آل الْمُغيرَة ذَرأ النَّار أَي خلق النَّار وَمن
(1/358)
رَوَى ذرو بِلَا همز أَرَادَ يذرون فِيهَا
ذَروا.
من الحَدِيث بَلغنِي ذَرأ أَي طرف من الْخَبَر.
وشكى رجل زَوجته فَقَالَ إِلَيْك أشكوا ذربة من الذرب.
كنى بالذربة عَن فَسَاد امْرَأَته وَأَصله من ذرب الْمعدة وَهُوَ
فَسَادهَا.
وَفِي الحَدِيث أَبْوَال الْإِبِل سقاء من الذرب.
وَمثله قَول حُذَيْفَة إِنِّي ذرب اللِّسَان عَلَى أَهلِي.
فِي الحَدِيث ذرب النِّسَاء عَلَى أَزوَاجهنَّ أَي انبسطن بالْكلَام.
فِي الحَدِيث إِن رَسُول الله أَذْرع ذِرَاعَيْهِ من أَسْفَل الْجُبَّة
أَي أخرجهَا.
وَكَانَ ذريع الْمَشْي أَي سريع الْمَشْي وَاسع الخطو وَمَوْت ذريع
سريع ماش.
فِي الحَدِيث خيركن أذرعكن للمغزل أَي أحكمكن يدا بهَا.
(1/359)
فِي الحَدِيث كَانُوا بمذارع الْيمن وَهِي
قرَى بَين الرِّيف وَالْبر وَسميت مذارع لِأَنَّهَا أَطْرَاف ونواحي.
فِي الحَدِيث فَكسر ذَلِك فِي ذرعي أَي ثبطني عَمَّا أردته قَالَ عَلّي
عَلَيْهِ السَّلَام قد ذرفت عَلَى الْخمسين أَي زِدْت عَلَيْهَا.
وَكَانَ عَلّي يذروا الرِّوَايَة ذرو الرّيح أَي يستردها.
فِي الحَدِيث عَلَى ذرْوَة كل بعير شَيْطَان أَي عَلَى سنامه.
قَالَت عَائِشَة طيبته بذريرة وَهُوَ نوع من الطّيب.
قَالَ الْحسن ترَى أحدهم ينفض مذرويه قَالَ أَبُو عُبَيْدَة المذرى طرف
الإلية وَقَالَ أَبُو عبيد المذروان فرعا الإلية وَقَالَ أَبُو عبيد
المذروان فرعا الإليتين قَالَ الْأَزْهَرِي وَقَالَ غَيره لَيْسَ لَهما
وَاحِد لِأَنَّهُ لَو كَانَ لَهَا وَاحِد لقيل التَّثْنِيَة مدريان
بِالْيَاءِ لَا بِالْوَاو.
وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة أَرَادَ يضْرب عطفيه والمذروان الجانبان من كل
شَيْء.
(1/360)
قَالَ الْأَزْهَرِي وَأَرَادَ الْحسن بهما
فرعي الْمَنْكِبَيْنِ.
فِي الحَدِيث يُرِيد أَن يذرى أَي يرفع مِنْهُ.
قَالَ عمر حجُّوا بالذرية قَالَ أَبُو عبيد يَعْنِي النِّسَاء وَتَمام
الحَدِيث وَلَا تذروا أرباقها فِي أعناقها أَي مَا قلدت من وجوب
الْحَج.
قَالَ وَيدل عَلَيْهِ أَن رَسُول الله رَأَى امْرَأَة مقتولة فَقَالَ
لرجل الْحق خَالِدا وَقل لَهُ لَا يقتلن ذُرِّيَّة وَلَا عسيفا.
بَاب الذَّال مَعَ الْعين
فِي الحَدِيث عرض لي شَيْطَان فأمكنني الله مِنْهُ فذعته أَي خنقته.
قَالَ عمر لَا تذعروا علينا أَي لَا تنفرُوا إبلنا.
بَاب الذَّال مَعَ الْفَاء
فِي الحَدِيث مسح ذفراه الذفرى من الْبَعِير مُؤخر رَأسه.
فِي حَدِيث موت ذفيف وَهُوَ المجهز الْقَاتِل.
(1/361)
وَصَلى أنس صَلَاة ذفيفة أَي خَفِيفَة.
بَاب الذَّال مَعَ الْقَاف
قَالَت عَائِشَة توفّي رَسُول الله بَين حاقنتي وذاقنتي.
قَالَ أَبُو عبيد الذاقنة طرف الْحُلْقُوم قَوَّال الْخطابِيّ الذاقنة
مَا يَنَالهُ الذقن من الصَّدْر.
وَعُوتِبَ عمر فِي شَيْء فذقن بِسَوْطِهِ يستمع أَي وَضعه تَحت الذقن.
بَاب الذَّال مَعَ الْكَاف
فِي الحَدِيث الْقُرْآن ذكر فذكروه أَي خَلِيل خطير فأجلوه.
قَالَ النَّخعِيّ كَانُوا يكرمون الْمُؤَنَّث من الطّيب وَلَا يرَوْنَ
بذكورته بَأْسا قَالَ شمر أَرَادَ بالمؤنث طيب النِّسَاء مثل الحلوق
والزعفران وذكورة الطّيب وذكارته مَا لَا يلون كالمسك والغالية
والكافور وَالْعود.
فِي الحَدِيث إِن عليا يذكر فَاطِمَة أَي يخطبها.
فِي الحَدِيث لقد أذكرت بِهِ أَي جَاءَت بِهِ ذكرا جلدا.
وَقَالَ الباقر ذَكَاة الأَرْض تلبسها أَي طَهَارَتهَا من النَّجَاسَة.
(1/362)
فِي الحَدِيث أحرقني ذكاء النَّار
اشتعالها.
بَاب الذَّال مَعَ اللَّام
فِي الحَدِيث ذلف الآنف وَهِي الَّتِي فِيهَا قصر.
وَمِنْه أَن غنت الذلفاء.
فِي حَدِيث مَاعِز فَلَمَّا أذلقته الْحِجَارَة أَي بلغت مِنْهُ الْجهد
حَتَّى قلق.
وَكَانَت عَائِشَة تَصُوم فِي السّفر حَتَّى أذلقها الصَّوْم أَي
أذابها.
وَقَالَ أَيُّوب أذلقني الْبلَاء فتكلمت أَي جهدني قَالَ الْأَزْهَرِي
مَعْنَى الإذلاق أَن يبلغ مِنْهُ الْجهد فيقلق ويتضور.
فِي الحَدِيث جَاءَت الرَّحِم فتكلمت بِلِسَان ذلق أَي فصيح
(1/363)
فِي الحَدِيث عَلَى حد سِنَان مذلق أَي
محدد.
فِي الحَدِيث رب عذق مذلل لأبي الدحداح.
قَالَ الْأَزْهَرِي تذليل العذوق أَنَّهَا إِذا أخرجت من كوافيرها
الَّتِي تغطيها عِنْد انشقاقها عَنْهَا تعمد الآبر فييسرها ويذللها
خَارِجَة من بَين ظهراني الْجَرِير والسلاء فيسهل مطاها وَمِنْه يتركون
الْمَدِينَة مذللة أَي مذللة القطوف.
قَالَ ابْن مَسْعُود مَا من شَيْء من كتاب الله إِلَّا وَقد جَاءَ
عَلَى أذلاله أَي عَلَى وَجهه.
قَالَت فَاطِمَة مَا هُوَ إِلَّا أَن سَمِعت قَائِلا يَقُول مَاتَ
رَسُول الله فأذلويت حَتَّى رَأَيْت وَجهه أَي أسرعت يُقَال اذلولى
الرجل إِذا أسْرع.
بَاب الذَّال مَعَ الْمِيم
قَالَ ابْن مَسْعُود فَوضعت رجْلي عَلَى مذمر أبي جهل قَالَ أَبُو عبيد
هُوَ الْكَاهِل والعنق وَمَا حوله إِلَى الذفري وَهِي مُؤخر الرَّأْس.
فِي الحَدِيث فجَاء عمر ذامرا أَي متهددا.
قَوْله وَيسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُم قَالَ أَبُو عبيد الذِّمَّة
الْأمان هَاهُنَا.
(1/364)
وَمِنْه قَول سلمَان ذمَّة الْمُسلمين
وَاحِدَة.
وَقَالَ رجل مَا يذهب عني مذمة الرَّضَاع وَيُقَال بِكَسْر الذَّال
وَفتحهَا قَالَ يُونُس يَقُولُونَ أخذتني مِنْهُ مذمة ومذمة وَيُقَال
أذهب عَنْك مذمة الرَّضَاع ومذمة الرَّضَاع شَيْء تعطيه للظئر وَهِي
الذمام الَّذِي لزمك بإرضاعها.
وَقَالَ أَبُو زيد المذمة بِالْكَسْرِ من الذمام وبالفتح من الذَّم.
فِي الحَدِيث من خلال المكارم التذمم للصاحب وَهُوَ أَن يحفظ ذمَامَة
ويطرح عَن نَفسه ذمّ النَّاس إِن لم يحفظ ذَلِك.
فِي حَدِيث زَمْزَم لَا تذم فِيهِ ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا لَا تعاب
وَالثَّانِي لَا تلقي مذمومة يُقَال أذممته إِذا وجدته مذموما
وَالثَّالِث لَا يُوجد مَاؤُهَا قَلِيلا من قَوْلك بِئْر ذمَّة إِذا
كَانَت قَليلَة المَاء.
فِي الحَدِيث أَن الْحُوت قاء ذما أَي مذموما شبه الْهَالِك.
فِي الحَدِيث أذمت بالركب أَي انْقَطع سَيرهَا.
بَاب الذَّال مَعَ النُّون
فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّه ذكر فتْنَة فَقَالَ يضْرب
(1/365)
يعسوب الدَّين بِذَنبِهِ أَي يضْرب فِي
الأَرْض مسرعا بأتباعه وَلَا يعرج عَلَى الْفِتْنَة والأذناب الأتباع.
فِي الحَدِيث لَا يمْنَع ذَنْب تلعة وأذناب السوائل أسافل الأودية.
وَكَانَ ابْن الْمسيب لَا يرَى بالتذنوب أَن يفتضح نَاسا التذنوب
الْبُسْر الَّذِي بدا فِيهِ الإرطاب من قبل ذَنبه.
بَاب الذَّال مَعَ الْوَاو
كَانَ ابْن الْحَنَفِيَّة يذوب أمه أَي يضفر ذوائبها.
قَوْله لَيْسَ فِيمَا دون خمس ذود صَدَقَة قَالَ اللَّيْث الذود لَا
يكون إِلَّا إِنَاثًا وَهُوَ القطيع من الْإِبِل مَا بَين الثَّلَاث
إِلَى الْعشْر وَقَالَ شمر مَا بَين الثِّنْتَيْنِ إِلَى التسع وَقَالَ
ابْن شُمَيْل الذود ثَلَاث أَبْعِرَة إِلَى خَمْسَة عشر قَالَ أَبُو
عبيد الذود مَا بَين الْخمس إِلَى التسع فِي الْإِنَاث دون الذُّكُور.
فِي الحَدِيث لَو مَنَعُونِي جديا أذوط الأذوط النَّاقِص الذقن.
فِي الحَدِيث لم يكن يذم ذواقا أَي شَيْئا مِمَّا يذاق.
وَكَانَ أَصْحَابه لَا يتفرقون إِلَّا عَن ذواق أصل الذواق الْمطعم
وَلكنه ضربه مثلا لما ينالون عِنْده من الْخَيْر وَالْعلم وَسَماهُ
ذواقا لِأَنَّهُ يحفظ
(1/366)
الْأَرْوَاح كَمَا يحفظ الطَّعَام
والأجسام.
فِي الحَدِيث لَا يحب الذواقين والذواقات يَعْنِي السريعي النِّكَاح
السريعي الطَّلَاق.
بَاب الذَّال مَعَ الْهَاء
فِي الحَدِيث أذاهب من بر وأذاهب من شعير.
قَالَ أَبُو عبيد الأذاهب وَاحِدهَا ذهب وَهُوَ مكيال لأهل الْيمن
وَجمعه أذهاب ثمَّ تجمع الأذهاب أذاهب جمع الْجمع.
وَكَانَ إِذا أَرَادَ الْغَائِط أبعد فِي الْمَذْهَب قَالَ أَبُو عبيد
يُقَال لموْضِع الْغَائِط الْخَلَاء وَالْمذهب والمرحاض قَالَ
الْأَزْهَرِي عوام أهل بَغْدَاد يَقُولُونَ للموسوس بِهِ الْمَذْهَب
وَالصَّوَاب الْمَذْهَب بِضَم الْمِيم وَكسر الْهَاء.
قَالَ اللَّيْث هُوَ سم شَيْطَان.
بَاب الذَّال مَعَ الْيَاء
كَانَ الْأَشْعَث ذَا ذيخ الذيخ الْكبر.
فِي الحَدِيث وَينظر الْخَلِيل إِلَى أَبِيه فَإِذا ذيخ الذيخ ذكر
(1/367)
الضباع وَفِي ذكر السّنة وَتركت الذيخ
محرنجما أَي منقبضا كالحا من الْجُوع.
فِي الحَدِيث أذال النَّاس الْخَيل أَي أهانوها واستخفوا بهَا وَكَانَ
مُصعب يذيل يمنة يمنة الْيمن أَي يُطِيل ذيلها.
فِي الحَدِيث عَادَتْ محامده ذاما.
الذام والذيم الْعَيْب.
فِي صفة الْمهْدي قرشي يماني لَيْسَ من ذِي وَلَا ذُو أَي لَيْسَ نسبه
نسب الأذواء وهم مُلُوك حمير كذي زعير وَذي يزن وَقَوله قرشي يماني أَي
قرشي النّسَب يماني المنشأ.
(1/368)
|