غريب الحديث لابن الجوزي

كتاب الرَّاء
بَاب الرَّاء مَعَ الْألف
فِي الحَدِيث انْظُرُوا يَوْمًا راحيا أَي كثير الرّيح.
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام من قتل نفسا معاهدة لم يرح رَائِحَة الْجنَّة اخْتلف اللغويون فِي رِوَايَة هَذَا الْحَرْف عَلَى ثَلَاثَة أوجه أَحدهَا يرح بِفَتْح الْيَاء وَكسر الرَّاء من رحت الشَّيْء فَأَنا أريحه إِذا وجدت رِيحه.
وَالثَّانِي يرح بِضَم الْيَاء وَكسر الرَّاء من أرحت الشَّيْء فَأَنا أريحه.
وَالثَّالِث يرح بِفَتْح الْيَاء وَالرَّاء وَكله من الرّيح.
وَكَانَ رَسُول الله يُصِيب من الرؤوس وَهُوَ صَائِم هَذَا كِنَايَة عَن الْقبْلَة.
فِي حَدِيث لُقْمَان بن عَاد وَلَا تملأ رئتي جَنْبي الرئة السحر

(1/369)


يَقُول لست بجبان ينتفخ سحره فَيمْلَأ جنبه.
فِي الحَدِيث أَنا بَرِيء من مُسلم نزل مَعَ مُشْرك لَا ترَاءَى ناراهما فِيهِ ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا أَن الْمَعْنى لَا ينزل الْمُسلم بالموضع الَّذِي ترَى ناره نَار الْمُشرك إِذا أوقدوا وَالْمَقْصُود الْبعد عَن جوَار الْمُشْركين.
وَالثَّانِي أَن المُرَاد نَار الْحَرْب فَنَار الْمُسلمين تَدْعُو إِلَى التَّوْحِيد ونار الْكفَّار تَدْعُو إِلَى الشّرك وَلَا يتفقان ذكر الْقَوْلَيْنِ أَبُو عبيد.
وَالثَّالِث أَن المُرَاد لَا يتسم الْمُسلم بسمة الْمُشرك وَلَا يتخلق بأخلاقه من قَوْلك مَا نَار نعمك أَي مَا سمتها.
قَوْله ليتراءون أهل عليين أَي ينظرُونَ.
فِي الحَدِيث تراءينا الْهلَال أَي تكلفنا النّظر هَل نرَاهُ أم لَا.
فِي الحَدِيث فجَاء فَإِذا رَآنِي وَهُوَ التَّابِع من الْجِنّ يتَرَاءَى فِي صُورَة حَيَّة

(1/370)


بَاب الرَّاء مَعَ الْبَاء
كَانَ مُجَاهِد يكره أَن يتَزَوَّج الرجل امْرَأَة رابه والراب زوج الْأُم.
وَمن أَشْرَاط السَّاعَة أَن تَلد الْأمة ربتها أَي مولاتها وَهِي الْأمة تَلد من الرجل فَيكون وَلَدهَا مولَى لَهَا وَالْمرَاد أَن الشَّيْء يكثر.
فِي الحَدِيث أَلَك عِنْده نعْمَة تربها أَي تقوم بِأَسْبَاب دوامها.
قَالَ عمر دع الربى هِيَ الْقَرِيبَة الْعَهْد بِالْولادَةِ.
وَقَول شُرَيْح إِن لشاة تحلب فِي ربابها أَي فِي حدثان نتاجها.
وَقَالَ النَّخعِيّ لَيْسَ فِي الربائب صَدَقَة يَعْنِي الدواجن.

(1/371)


فِي الحَدِيث يربأ أَهله أَي يحفظهم من عدوهم يُقَال هَذَا ربيئة الْقَوْم.
وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام عَالم رباني وَهُوَ العالي الدرجَة فِي الْعلم.
وَلما مَاتَ ابْن عَبَّاس قَالَ ابْن الْحَنَفِيَّة مَاتَ رباني هَذِه الْأمة.
قَوْله فَإِذا قصر مثل الربابة الْبَيْضَاء يَعْنِي السحابة الَّتِي ركب بَعْضهَا بَعْضًا وَجَمعهَا ربَاب وَبِه سميت الْمَرْأَة الربَاب.
قَوْله أعوذ بك من فقر مرب وَرُوِيَ ملب قَالَ القتيبي هما اللازق.
فِي الحَدِيث إِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة بعث الشَّيْطَان أعوانه إِلَى النَّاس فَأخذُوا عَلَيْهِم الربائث أَي ذكروهم الْحَوَائِج ليربئوهم عَن الْجُمُعَة أَي ليعوموهم ويثبطوهم.

(1/372)


قَوْله ذَلِك مَال رابح أَي ذُو ربح وَمن رَوَاهُ رَايِح أَرَادَ قريب الْعَائِد.
فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا خَاصم امْرَأَته وَقَالَ هِيَ مَجْنُونَة فَقَالَ مَا بدا لَك من جنونها فَقَالَ إِذا جامعتها غشي عَلَيْهَا فَقَالَ تِلْكَ الربوخ لست لَهَا بِأَهْل أَي أَن ذَلِك يحمد مِنْهَا.
فِي الحَدِيث كَانَ الْمَسْجِد مربدا أَي محبسا نحبس فِيهِ الْإِبِل وَالْغنم وَبِه سمي مربد الْبَصْرَة إِنَّمَا كَانَ سوق الْإِبِل والمربد أَيْضا كالجرين وَهُوَ الْموضع الَّذِي يلقى فِيهِ التَّمْر بعد الجداد قبل أَن يوضع فِي الأوعية وينقل.
وَمِنْه قَامَ أَبُو لبَابَة يسد ثَعْلَب مربده وَقَالَ حُذَيْفَة فِي الْفِتَن أَي قلب أشربها كَانَ مربدا قَالَ أَبُو عبيد الربدة لون بَين السوَاد والغبرة وَمِنْه يُقَال للنعام ربد وربد وَيُقَال تَرَبد لَونه أَي تلون وَصَارَ كلون الرماد.
وَمِنْه الحَدِيث كَانَ إِذا نزل عَلَيْهِ الْوَحْي اربد وَجهه.
وَكتب عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى عدي بن أَرْطَأَة إِنَّمَا أَنْت ربدة من الربد وفيهَا لُغَة أُخْرَى كسر الرَّاء وتسكين الْبَاء.
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هِيَ خرقَة أَو صوفة يهنأ بهَا الْبَعِير وَالْمعْنَى إِنَّمَا نصبت عَاملا لتداوي وتشفي.
وَقَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ صوفة تعلق عَلَى الهودج وَلَا حَائِل لَهَا قَالَ وَهِي خرقَة الْحيض فعلَى هَذَا يكون ذما.
فِي الحَدِيث جَاءَ رَسُول الله إِلَى دَارنَا فَوَضَعْنَا لَهُ قطيفة ربيرة أَي ضخمة.
فِي الحَدِيث فَدَعَا بِإِنَاء يربض الرَّهْط أَي ترويهم حَتَّى يَنَامُوا ويمتدوا عَلَى الأَرْض.
قَوْله مثل الْمُنَافِق كالشاة بَين الربضين يَعْنِي مربضي غنمين وَمن رَوَى الربيضين فالربيض الْغنم نَفسهَا.
فِي الحَدِيث فَإِذا أتيتهم فاربض فِي دَارهم ظَبْيًا مَعْنَى أربض أقِم وَسَيَأْتِي مَعْنَى قَوْله ظَبْيًا فِي بَاب الظَّاء.

(1/373)


قَوْله وَأَن تنطق الرويبضة قَالَ أَبُو عبيد الرويبضة تَصْغِير الرابضة وَالْمرَاد بهَا الرِّبَا الَّذِي كَانَ عَلَيْهِم فِي الْجَاهِلِيَّة فَصَالحهُمْ عَلَى وضع الرِّبَا والدماء.
وَفِي حَدِيث أبي لبَابَة ارْتبط بسلسلة زبوض حَتَّى تَابَ الله عَلَيْهِ وَهِي الضخمة الثَّقِيلَة.
قَوْله فذلكم الرِّبَاط أَن ترْبط هَؤُلَاءِ خيولهم وَهَؤُلَاء خيولهم فِي ثغر.
فِي الحَدِيث إِن ربيط بني إِسْرَائِيل يَعْنِي زاهدهم وحكيمهم الَّذِي ربط نَفسه عَن الدُّنْيَا.
فِي صفة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أطول من المربوع وَهُوَ الربعة وَمر بِقوم يربعون حجرا الرّبع أَن يشال الْحجر بِالْيَدِ ليعرف بِهِ شدَّة الرجل وَقَالَ لعدي بن حَاتِم إِنَّك تَأْكُل المرباع وَكَانَ الرئيس فِي الْجَاهِلِيَّة يَأْخُذ ربع الْغَنِيمَة خَالِصا لَهُ وَفِي الحَدِيث جعلتك تربع وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام أربعوا عَلَى أَنفسكُم أَي ارفقوا.
قَوْله اسقنا غيثا مربعًا مربعًا المربع الَّذِي يُغني عَن الارتياد

(1/375)


لعمومه وَالنَّاس يربعون حَيْثُ شَاءُوا وَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى النجعة.
وَفِي الحَدِيث مرهم فليحسنوا غذَاء رباعهم الرباع جمع ربع وَهُوَ مَا ولد فِي أول النِّتَاج.
فِي حَدِيث عمر أَعْطوهُ ربعَة وَرُوِيَ مرتعا أَي ينْبت الله بِهِ مَا يرتع فِيهِ الْإِبِل.
فِي الحَدِيث مَا ينْبت عَلَى الرّبيع يَعْنِي النَّهر الصَّغِير وَجمعه أربعاء وَكَانُوا يكرون الأَرْض بِمَا تنْبت عَلَى الْأَرْبَعَاء وَمِنْه فَعدل إِلَى الرّبيع فَتطهر وَالرّبع فِي أوراد الْإِبِل أَن ترد الْيَوْم الرَّابِع.
فِي الحَدِيث إِنَّهُم أمة عَلَى رباعتهم أَي عَلَى استقامتهم.
فِي الحَدِيث فِي وصف نَاقَة إِنَّهَا لمرباع وَهِي الَّتِي تبكر فِي الْحمل.
وَفِي الحَدِيث هَل لَك فِي ناقتين مربعتين أَي مخصبتين قَالَ الْأَصْمَعِي الإرباع إرْسَال الْإِبِل عَلَى المَاء ترده أَي وَقت شَاءَت.
قَوْله فقد خلع ربقة الْإِسْلَام الربقة كالقلادة فِي الْعُنُق.

(1/376)


شبه مَا لزم الْأَعْنَاق بالربق الَّذِي يَجْعَل فِي أَعْنَاق إبلهم.
فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا وربق لكم أثناءه أَي أحَاط بِالْأَمر من أَطْرَافه وضمه فَلم يشذ مِنْهُ شَيْء وَلم يخرج عَن جمعه أحد.
وَفِي حَدِيث عَلّي مَا وجدت من سلَاح ارتبق فأقبضه أَي أُصِيب مأخذه.
فِي صفة أهل الْجنَّة أَنهم يركبون عَلَى النوق الربك.
قَالَ شمر الربك والرمك وَاحِد وَالْمِيم أعرف قَالَ والأرمك من الْإِبِل الْأسود المشرب كدرة.
فِي الحَدِيث كَانَ فلَان ربيلا فِي الْجَاهِلِيَّة وَهُوَ اللص الَّذِي يغزوا الْقَوْم وَحده.
فِي الحَدِيث وَمن أَبَى فَعَلَيهِ الربوة أَي من أَبَى مَا فرض الله.

(1/377)


تَعَالَى من الزَّكَاة فَعَلَيهِ الزِّيَادَة عَلَى الْفَرِيضَة عُقُوبَة لَهُ.
فِي صلح نَجْرَان لَيْسَ عَلَيْهِم ربية وَلَا دم أَصْحَاب الحَدِيث يشددون الْبَاء وَالْيَاء وَمِنْهُم من يضم الرَّاء وَمِنْهُم من يكسرها وَقَالَ الْفراء إِنَّمَا هِيَ ربية بِضَم الرَّاء مَعَ التَّخْفِيف وَالْمرَاد بهَا الرِّبَا الَّذِي كَانَ عَلَيْهِم فِي الْجَاهِلِيَّة فَصَالحهُمْ عَلَى وضع الرِّبَا والدماء.
قَوْله مَالك حشياء رابية وَهِي الَّتِي أَخذهَا الربو.
بَاب الرَّاء مَعَ التَّاء
فِي حَدِيث لُقْمَان بن عَاد رتب رتوب الكعب أَي انتصب وَصفه بالشهامة وحدة النَّفس.
فِي الحَدِيث إِن أَبْوَاب السَّمَاء تفتح فَلَا ترتج أَي لَا تطبق.

(1/378)


فِي الحَدِيث إِن فلَانا جعل مَاله فِي رتاج الْكَعْبَة الرتاج الْبَاب وَقَالَ الْخَلِيل هُوَ الْبَاب المغلق وَلم يرد برتاج الْكَعْبَة نَفْس الْبَاب وَإِنَّمَا المُرَاد أَنه جعله لَهَا.
قَالَ مُجَاهِد أرسل الْجَرَاد عَلَى قوم فِرْعَوْن يَأْكُل مسامير رتجهم أَي أَبْوَابهم.
فِي حَدِيث أم زرع فِي شبع ورتع أَي تنعم.
فِي الحَدِيث وَمِنْهُم المرتع وَهُوَ الَّذِي يتْرك إبِله ترتع.
فِي الحَدِيث يرتكان بعريهما أَي يحملانها عَلَى السّير السَّرِيع.
فِي الحَدِيث الحساء يرتو فؤاد الحزين أَي يقويه ويشده.

(1/379)


فِي فضل معَاذ بن جبل أَنه يتَقَدَّم الْعلمَاء يَوْم الْقِيَامَة برتوة.
ذكر فِيهِ أَبُو عبيد ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا بخطوة وَالثَّانِي ببسطة وَالثَّالِث أَنَّهَا نَحْو من ميل.
بَاب الرَّاء مَعَ الثَّاء
فِي حَدِيث زِيَاد لَهو أشهى إِلَيّ من رثيئة فثئت بسلالة ثغب فِي يَوْم شَدِيد الْوَدِيعَة.
الرثيئة اللَّبن الحليب يصب عَلَيْهِ اللَّبن الحامض فيروب من سَاعَته وسلالة كل شَيْء صافيه وفثئت كسرت كَمَا تفثأ فَور الْقدر والثغب المَاء المستنقع فِي الْجَبَل.
فِي الحَدِيث عِنْده مِثَال رث أَي فرَاش خلق.
فِي الحَدِيث إِن عليا غرف رثَّة أهل النَّهر وَكَانَ آخر مَا بَقِي من قدر.
الرثة رَدِيء الْمَتَاع وخلقان الثِّيَاب وَمِنْه قَول النُّعْمَان بن مقرن يَوْم نهاوند أَلا إِن هَؤُلَاءِ قد أخطروا لكم رثَّة وَقد سبق هَذَا.

(1/380)


فِي الحَدِيث هَل لَك فِي رجل رثدت حَاجته أَي موطل بهَا.
قَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز يَنْبَغِي للْقَاضِي أَن يكون ملقيا للرثع وَهُوَ الدناءة والشره.
وَبعثت امْرَأَة إِلَى رَسُول الله قدحا وَقَالَت إِنَّمَا بعثت هَذَا مرثية لَك أَي توجعا.
بَاب الرَّاء مَعَ الْجِيم
قَوْله وعذيقها المرحب وَهُوَ أَن تعمد النَّخْلَة الْكَرِيمَة إِذا خيف عَلَيْهَا أَن تقع لطولها وَكَثْرَة حملهَا بِبِنَاء من حِجَارَة ترجب بِهِ أَي تعمد.
فِي الحَدِيث من ركب الْبَحْر إِذا ارتج أَي اضْطربَ.
قَالَ ابْن مَسْعُود لَا تقوم السَّاعَة إِلَّا عَلَى شرار النَّاس كرجرجة المَاء الْخَبيث وَهِي بَقِيَّة المَاء فِي الْحَوْض يكون كدرة مختلطة بالطين وَفِي رِوَايَة كرجراجة.
وَفِي حَدِيث فَاتبعهُ رجرجة من النَّاس أَي رذالة.
فِي صفة السَّحَاب وارجحن بعد تبسق أَي ثقل حَتَّى مَال من ثقله.

(1/381)


وَكَانَ لرَسُول الله فرس يُسمى المرتجز لحسن صهيله.
قَوْله فَإِنَّهَا رِجْس قَالَ الْأَزْهَرِي الرجس اسْم لكل مَا يستقذر.
فِي الحَدِيث فارتجس إيوَان كسْرَى أَي اضْطربَ وتحرك حَرَكَة سمع لَهَا صَوت وارتجس الرَّعْد سمع لَهُ صَوت.
وَنَهَى أَن يستنجي الرجل برجيع وَهُوَ الروث سمي رجيعا لِأَنَّهُ رَجَعَ عَن حَاله الأولَى بعد أَن كَانَ طَعَاما أَو علفا إِلَى غير ذَلِك.
فِي الحَدِيث إِنِّي ارتجعتها بِإِبِل قَالَ أَبُو عبيد الارتجاع أَن يقدم الرجل بإبله الْمصر فيبيعها ثمَّ يَشْتَرِي بِثمنِهَا مثلهَا أَو غَيرهَا فَهِيَ الرّجْعَة قَالَ وَكَذَلِكَ هَذَا فِي الصَّدَقَة إِذا وَجب عَلَى رَأس المَال سنّ من الْإِبِل فَأخذ الْمُصدق مَكَانهَا سنا آخر فَوْقهَا أَو دونهَا فَتلك الَّتِي أَخذ رَجْعَة لِأَنَّهُ ارتجعها من الَّذِي وَجَبت لَهُ.
وَشَكتْ بَنو تغلب إِلَى مُعَاوِيَة السّنة فَقَالَ يَشكونَ الْحَاجة مَعَ احتلاب المهارى وارتجاع الْبكارَة أَي يحلبون أَوْلَاد الْخَيل ويرتجعون بأثمانها الْبكارَة للقنبة.
والترجيع فِي الْأَذَان أَن يُكَرر الشَّهَادَتَيْنِ.
وَيُقَال طلق طَلَاقا يملك فِيهِ الرّجْعَة.

(1/382)


وَنَهَى عَن التَّرَجُّل إِلَّا غبا كَأَنَّهُ كره كَثْرَة الإدهان والامتشاط وَشعر مرجل مسرح.
قَالَ ابْن الْمسيب لَا أعلم نَبيا هلك عَلَى رجله من الْجَبَابِرَة مَا هلك عَلَى رجل مُوسَى أَي فِي زَمَانه ودهره.
فِي الحَدِيث رجل من جَراد أَي جمَاعَة مِنْهَا.
فِي الحَدِيث الرُّؤْيَا لأوّل عَابِر فَهِيَ عَلَى رجل طَائِر أَي ذَلِك الْقسم الَّذِي قسمه الله مُعَلّق بِمَا طيره لَهُ.
فِي الحَدِيث اشْتَرَى رَسُول الله رجل سَرَاوِيل قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ السَّرَاوِيل الطاق.
قَالَت عَائِشَة أهْدَى لنا رجل شَاة أَي شقها طولا.

(1/383)


وَكَانَت عَائِشَة رجلة الرَّأْي أَي كَانَ رأيها رَأْي الرِّجَال.
قَالَ الثَّوْريّ يكره أَن يجمع بَين امْرَأتَيْنِ إِذا كَانَت إِحْدَاهمَا رجلا لم تحل لَهُ الْأُخْرَى إِذا كَانَتَا من نسب.
قَالَ القتيبي وَذَلِكَ مثل الْعمة وَالْخَالَة لَا يجوز أَن ينْكِحهَا عَلَى ابْنة الْأَخ وَعَلَى ابْنة الْأُخْت لِأَنَّك إِذا جعلت الْعمة رجلا صَارَت عَمَّا فَلم يحل لَهُ بنت الْأَخ وَإِذا جعلت الْخَالَة رجلا صَارَت خالا فَلم يحل لَهُ بنت الْأُخْت وَكَذَلِكَ تَحْرِيم الْجمع بَين الْأُخْتَيْنِ يرَى هَذَا سَببه لِأَنَّك إِذا جعلت إِحْدَى الْأُخْتَيْنِ أَخا لم تحل لَهُ الْأُخْت.
وَقَول سُفْيَان إِذا كَانَ ذَلِك من نسب يُرِيد إِنَّمَا يكره هَذَا فِي النّسَب وَلَا يكره فِي الصهر أَلا تراهم قد أَجَازُوا لرجل أَن يجمع بَين امْرَأَة الرجل وَابْنَته من غَيرهَا.
فِي الحَدِيث قَالَ لأسامة أنظر هَل ترَى رجما.
قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ الْحِجَارَة المجتمعة يجمعها النَّاس للْبِنَاء وطي الْأَبَّار وَهِي الرجام.
قَالَ عبد الله بن مُغفل لَا ترجموا قَبْرِي أَي لَا تجْعَلُوا عَلَيْهِ الرَّجْم وَهِي الْحِجَارَة.
وَكتب عمر إِن الرجن للماشية عَلَيْهَا شَدِيد.

(1/384)


الرجن الْحَبْس يُقَال رجن بِالْمَكَانِ إِذا أَقَامَ بِهِ.
وَقَالَ ابْن الزبير كَانَ النَّاس يردون من مُعَاوِيَة أرجاء وَاد رحب مدحه بسعة العطن وَالِاحْتِمَال.
وَقَالَ حُذَيْفَة عِنْد مَوته إِن يصب أخوكم خيرا وَإِلَّا فليترام بِي رجواها إِلَى يَوْم الْقِيَامَة.
رجواها ناحيتا الْقَبْر.
بَاب الرَّاء مَعَ الْحَاء
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لخزيمة بن حَكِيم مرْحَبًا بالراكب المُهَاجر الْمَعْنى لقِيت رحبا أَي سَعَة.
فِي صفة الْجنَّة وبحبوحتها رحرحانية أَي فياحة والبحبوحة الْوسط وَأَتَى بقدح رحراح أَي وَاسع.
قَالَ أَبُو أَيُّوب وجدنَا مراحيض وَهِي الْمَوَاضِع الَّتِي بنيت. للغائط الْوَاحِد مرحاض أَخذ من الرحض وَهُوَ الْغسْل.
قَالَت عَائِشَة فِي عُثْمَان تركوة كَالثَّوْبِ الرحيض يَعْنِي الغسيل وأرادت أَنهم استتابوه فَتَابَ ثمَّ قَتَلُوهُ.
قَالَ ابْن عَبَّاس رَأَيْت عل الْخَوَارِج قمصا مرحضة أَي مغسولة.
قَوْله النَّاس كإبل مائَة لَيْسَ فِيهَا رَاحِلَة وَهِي الَّتِي يختارها الرجل لمركبه ورحله وَكَأن الْإِشَارَة إِلَى أَن الْكَامِل قَلِيل.
قَالَ يزِيد بن شَجَرَة وَفِي الرّحال مَا فِيهَا يُقَال لمسكن الرجل ومنزله رَحْله.
وَمِنْه فصلوا فِي الرّحال أَي فِي الدّور والمساكن.
فِي الحَدِيث تخرج نَار من أَرض عدن ترحل النَّاس أَي تنزل مَعَهم أَيْن نزلُوا.
وَأمر ابْن الزبير لرجل براحلة رحيل أَي قَوِيَّة عَلَى الرحلة.
وَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِن ابْني ارتحلني أَي علا عَلَى ظَهْري.
فِي الحَدِيث لأرحلنك بسيفي أَي لأعلونك.

(1/385)


فِي الحَدِيث وَعَلِيهِ مرط مرحل وَهُوَ الموشي وَسمي مرحلا لِأَن عَلَيْهِ تصاوير الرّحال وَمَا أشبههَا.
وَلما فرغ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام من مرحى الْجمل المرحى الْموضع الَّذِي دارت عَلَيْهِ رَحى الْحَرْب.
فِي الحَدِيث تَدور رَحى الْإِسْلَام لخمس أَو سِتّ أَو سبع وَثَلَاثِينَ سنة وَقَالَ الْحَرْبِيّ وَرُوِيَ تَزُول وَهَذَا أَجود لِأَن الْمَعْنى تَزُول عَن استقرارها فَإِن كَانَت الرِّوَايَة سنة خمس فَفِيهَا قدم أهل مصر وحضروا عُثْمَان وَإِن كَانَت سنة سِتّ فَفِيهَا خرج طَلْحَة وَالزُّبَيْر إِلَى الْجمل وَإِن كَانَت سنة سبع فَفِيهَا كَانَت صفّين.
بَاب الرَّاء مَعَ الْخَاء
فِي الحَدِيث أفضلهم رخاخا أقصدهم عَيْشًا.
الرخاخ لين الْعَيْش.
يَقُول الله تَعَالَى مجدني بصوتك الرَّحِيم وَهُوَ الرَّقِيق الشجي.
فِي الحَدِيث لَيْسَ كل النَّاس مرخي عَلَيْهِ أَي موسعا عَلَيْهِ.

(1/387)


بَاب الرَّاء مَعَ الدَّال
فِي الحَدِيث ومنعت مصر إردبها وَهُوَ مكيال لأهل مصر وَهُوَ أَرْبَعَة وَسِتُّونَ منا بِمن بِلَادنَا.
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِن من وَرَائِكُمْ أمورا متماحلة ردحا الردح الْعَظِيمَة.
وَفِي رِوَايَة إِن من وَرَائِكُمْ فتنا مردحة أَي مثقلة.
وَقَالَ ابْن عمر لأكونن فِي الْفِتْنَة مثل الْجمل الرداح وَهُوَ الثقيل الَّذِي لَا ينبعث.
وَكَذَلِكَ قَالَ أَبُو مُوسَى بقيت الرداح الْمظْلمَة يَعْنِي الْفِتْنَة.
وَمثله عكومها رداح أَي ثَقيلَة لِكَثْرَة مَا فِيهَا من الْمَتَاع وَامْرَأَة رداح أَي ثَقيلَة الكفل.
فِي صفته عَلَيْهِ السَّلَام وَلَا بالقصير المتردد كَأَنَّهُ قد يردد بعض خلقه عَلَى بعض.
فِي الحَدِيث أفضل الصَّدَقَة ابْنَتك مَرْدُودَة عَلَيْك أَي مُطلق.

(1/388)


وَمِنْه حَدِيث الزبير وللمردودة من بَنَاته أَن تسكنها يَعْنِي دَارا وَقفهَا.
قَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز لَا رد يَدي فِي الصَّدَقَة أَي لَا يرد فتؤخذ مرَّتَيْنِ.
فِي الحَدِيث لَا بَأْس أَن يحرم فِي ثوب مصبوغ بزعفران لَيْسَ فِيهِ ردع وَهُوَ أثر الزَّعْفَرَان.
فِي الحَدِيث رميت ظَبْيًا فَركب ردعه.
فِيهِ أَرْبَعَة أَقْوَال حَكَاهَا الْأَزْهَرِي أَحدهَا أَن الْمَعْنى سقط عَلَى رَأسه وَإِنَّمَا أَرَادَ بالردع الدَّم شبهه بردع الزَّعْفَرَان وَهُوَ لطخه وركوبه إِيَّاه أَن الدَّم سيال فَخر الظبي عَلَيْهِ صَرِيعًا قَالَه أَبُو عبيد وَالثَّانِي الردع الْعُنُق ردع بِالدَّمِ أَو لم يردع يُقَال أصرف ردعه وَسمي الْعُنُق ردعا لِأَنَّهُ بهَا يرتدع كل ذِي عنق من الْخَيل وَغَيرهَا.
وَالثَّالِث أَن الْمَعْنى خر صَرِيعًا عَلَى وَجهه.
وَالرَّابِع أَن الردع كل مَا أصَاب الصريع من الأَرْض وَحين يهْوَى أَي أقطاره كَانَ.

(1/389)


فِي الحَدِيث فردع لَهَا ردعة أَي وجم لَهَا حَتَّى تغير لَونه.
فِي الحَدِيث خَطَبنَا فِي يَوْم ذِي ردغ وَفِي لفظ رزغ بالزاي قَالَ أَبُو عبيد الردغة بِفَتْح الدَّال وبالهاء هِيَ المَاء والطين والوحل وَجَمعهَا رداغ وَكَذَلِكَ الرزغ بالزاي وَقَالَ اللَّيْث الرزغة أَشد من الردغة.
فِي الحَدِيث تسقى من ردغة الخبال فَهُوَ الشَّيْء الْمُخْتَلط من صديد أهل النَّار.
وَبعث رَسُول الله مُعَاوِيَة مَعَ وَائِل بن حجر فِي حَاجَة وَوَائِل عَلَى تجنب لَهُ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَة أردفني فَقَالَ وَائِل بن حجر لمعاوية لست من أرداف الْمُلُوك.
أرداف الْمُلُوك فِي الْجَاهِلِيَّة الَّذين يخلفونهم فِي الْقيام بِأَمْر المملكة.

(1/390)


بِمَنْزِلَة الوزراء فِي الْإِسْلَام.
فِي الحَدِيث إِنَّه ذكر الْمَقْتُول بالنهروان فَقَالَ شَيْطَان الردهة يحتدره رجل من بجيلة الردهة النقرة فِي الْجَبَل يستنقع فِيهَا المَاء.
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام من أحب الْبَقَاء فليخفف الرِّدَاء يَعْنِي الدَّين قَالَ الْأَزْهَرِي سمي الدَّين رِدَاء لِأَن موقع الرِّدَاء مُجْتَمع الْعُنُق والمنكبين وَالدّين أَمَانَة وهم يَقُولُونَ فِي الدَّين هُوَ فِي عنقِي.
فِي حَدِيث ابْن الْأَكْوَع فرديتهم بِالْحِجَارَةِ أَي رميتهم.
بَاب الرَّاء مَعَ الزَّاي
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام من وجد فِي بَطْنه رزا فَليَتَوَضَّأ قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الصَّوْت كالقرقرة.
قَوْله فِي حق امْرَأَة أكسها رازقيتين الرازقية ثِيَاب من كتَّان.
وَأمر عمر بغرائر جعل فِيهَا رزم من دَقِيق.

(1/391)


قَالَ شمر الرزمة مثل ثلث الغرارة أَو ربعهَا.
قَالَ اللَّيْث الرزمة من الثِّيَاب مَا شدّ فِي ثوب وَاحِد.
فِي الحَدِيث إِذا أكلْتُم فرازموا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَي اخلطوا الْأكل بالشكر وَقُولُوا بَين اللقم الْحَمد لله وَقَالَ الْأَصْمَعِي المرازمة أَن يَأْكُل يَوْمًا لَحْمًا وَيَوْما عسلا وَيَوْما لَبَنًا وَلَا يَدُوم عَلَى شَيْء وَاحِد وَأَصله فِي الْإِبِل إِذا رعت يَوْمًا خلة وَيَوْما حمضا فقد رازمت.
وَقَالَ ثَعْلَب أخلطوا أكلكم فَكُلُوا لينًا مَعَ يَابِس وسائغا مَعَ خشن
فِي الحَدِيث إِن نَاقَته أرزمت أَي صوتت وَهُوَ الصَّوْت الَّذِي لَا يفتح لَهُ الْفَم.
فِي الحَدِيث وَكَانَ فيهم رجل عَلَى نَاقَة لَهُ رازم يَعْنِي الَّتِي لَا تتحرك هزالًا.
فِي الحَدِيث مَا رزأنا من مائك شَيْئا أَي مَا نقصنا.
بَاب الرَّاء مَعَ السِّين
قَوْله إِن جَاءَت بِهِ أرسح وَهُوَ الْقَلِيل لحم الْفَخْذ.

(1/392)


قَالَ سَلمَة إِن الْمُشْركين راسونا الصُّلْح أَي راسلونا وابتدءونا فِي ذَلِك يُقَال رسست مِنْهُم أَي أصلحت وَفِي رِوَايَة واسونا الصُّلْح أَي اتَّفقُوا مَعنا عَلَيْهِ.
وَقَالَ النَّخعِيّ إِنِّي لأسْمع الحَدِيث فأحدث بِهِ الْخَادِم أرسه فِي نَفسِي أَي أتذكره بذلك وأثبته.
وَقَالَ الْحجَّاج لرجل من أهل الرس والرهمسة أَنْت قَالَ أَبُو زيد يُقَال أَتَانَا رس من خبر وَهُوَ الَّذِي لم يَصح بعد وَقَالَ الْأَزْهَرِي أهل الرس هم الَّذين يبتدئون الْكَذِب ويوقعونه فِي أَفْوَاه النَّاس وَأهل الرهمسة وهم الَّذين يتبادرون فِي إثارة الْفِتْنَة وَيُقَال فلَان ترهمس وترهسم وَسَيَأْتِي ذكرهم.
فِي حَدِيث ابْن عَمْرو أَنه بَكَى حَتَّى رسعت عينه أَي فَسدتْ وتغيرت وتروى بتَشْديد السِّين.
ودخلوا عَلَى عمر أَرْسَالًا أَي أَفْوَاجًا فرقا متقطعة.

(1/393)


قَوْله إِلَّا من أعْطى فِي نجدتها ورسلها.
قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ إِلَّا من أعْطى مَا يشق عَلَيْهِ عطاؤه فَيكون نجدة عَلَيْهِ أَي شدَّة أَو يُعْطي مَا يُعْطي مستهينا بِهِ عَلَى رسله فَالْمَعْنَى فِي عسرها ويسرها.
والنجدة السّمن فَالْمَعْنَى فِي زمن سمنها وَفِي قلَّة لَحمهَا.
فِي حَدِيث ووقير كثير الرُّسُل قَلِيل الرُّسُل فالرسل مَا يُرْسل مِنْهَا إِلَى المراعي وَالرسل اللَّبن فَأَرَادَ أَنَّهَا كَثِيرَة الْعدَد قَليلَة اللَّبن.
قَالَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ رَأَيْت فِي عَام كثر فِيهِ الرُّسُل الْبيَاض أَكثر من السوَاد.
الرُّسُل اللَّبن وَهُوَ المُرَاد بالبياض وَالْمرَاد بِالسَّوَادِ التَّمْر.
فِي الحَدِيث كَانَ فِي كَلَامه ترسيل وترتيل يُقَال ترسل الرجل فِي مشيته وَكَلَامه إِذا لم يعجل.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة تزوج رجل امْرَأَة مراسلا فَقَالَ رَسُول الله فَهَلا بكرا.
المراسل الثّيّب.

(1/394)


فِي الحَدِيث فَأقبل النَّاس يرسمون نَحوه.
الرسيم ضرب من السّير سريع يُؤثر فِي الأَرْض.
فِي حَدِيث عُثْمَان وأجرزت المرسون رسنه المرسون الَّذِي جعل عَلَيْهِ الرسن.
بَاب الرَّاء مَعَ الشين
فِي الحَدِيث ويرشحون خضيدها الخضيد مَا خضد أَي قطع ويرشحهم لَهُ قيامهم عَلَيْهِ وإصلاحهم لَهُ إِلَى أَن يعود
فِي حَدِيث مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام كَأَنِّي برشق الْقَلَم فِي مَا معي أَي بِصَوْتِهِ
قَوْله لهي أَشد عَلَيْهِم من رشق النبل أَي الرَّمْي بِهِ وَلعن الراشي والمرتشي الراشي الَّذِي يُعْطي من يُعينهُ عَلَى الْبَاطِل والمرتشي الْآخِذ وَالَّذِي يسْعَى بَينهمَا يُسمى الرائش يستزيد لهَذَا ويستنقص لهَذَا.

(1/395)


بَاب الرَّاء مَعَ الصَّاد
فِي الحَدِيث أَن جَاءَت بِهِ أريصح وَهُوَ تَصْغِير الأرصح وَهُوَ الناتئ الإليتين وَيُقَال بِالسِّين.
وَقد سبق فِي الْبَاب قبله وَإِنَّمَا يكون ذَلِك لقلَّة لحم الْعَجز.
قَالَ ابْن سِيرِين كَانُوا لَا يرصدون الثِّمَار فِي الدَّين أرصد بِمَعْنى أعد.
قَالَ ابْن الْمُبَارك إِذا كَانَ عَلَى الرجل دين وَعِنْده من الْعين مثله لم تجب الزَّكَاة فَإِن أخرجت أرضه ثمرا وَجب الْعشْر وَلم يسْقط لأجل دينه.
فِي الحَدِيث يصب عَلَيْكُم الْعَذَاب صبا ثمَّ يرص رصا أَي ألصق بعضه بِبَعْض.
وَمِنْه الحَدِيث تراصوا فِي الصَّفّ.
وَمثله أَن رَسُول الله لقى ابْن صياد فرصه رَسُول الله أَي ضم بعضه إِلَى بعض.
فِي الحَدِيث أَنه رصف وتر قوسه الرصفة عقبَة تلوى عَلَى مدْخل النصل فِي السهْم.
قَالَ الْمُغيرَة لحَدِيث من فِي الْعَاقِل أشهى إِلَيّ من الشهد بِمَاء

(1/396)


رصفة الرصفة حِجَارَة ترصف يجْتَمع فِيهَا الْمَطَر.
فِي الحَدِيث لم يكن لنا عماد أرصف بِنَا مِنْهَا أَي أرْفق بِنَا.
بَاب الرَّاء مَعَ الضَّاد
فِي الحَدِيث فَكَأَنِّي أنظر إِلَى رضاب بزاق رَسُول الله.
البزاق هُوَ السَّائِل والرضاب مَا يتحبب مِنْهُ وينتشر.
قَالَ عمر قد أمرنَا لَهُم برضخ وَهِي الْعَطِيَّة القليلة.
فِي الحَدِيث كَانَ صُهَيْب يرتضخ لكنة رُومِية وسلمان يرتضخ لكنة فارسية أَي كَانَ هَذَا ينْزع إِلَى الرّوم فِي لَفظه وَهَذَا إِلَى الْعَجم وَلَا يسْتَمر لسانهما عَلَى الْعَرَبيَّة.
فِي الحَدِيث إِذا دنا الْقَوْم كَانَت المراضخة أَي المراماة بِالسِّهَامِ فِي الْحَرْب
فِي الحَدِيث فَإِذا رجل رَضْرَاض وَهُوَ الْكثير اللَّحْم.
قَوْله إِنَّمَا الرضَاعَة من المجاعة أَي أَن الَّذِي يُسْقَى اللَّبن من الْجُوع هُوَ الرَّضِيع الَّذِي تقع لَهُ حُرْمَة الرضَاعَة.

(1/397)


فِي ذكر الْإِمَارَة نعمت الْمُرضعَة وَهَذَا مثل لما ينَال صَاحبهَا من النَّفْع.
فِي حَدِيث سَلمَة الْيَوْم يَوْم الرضع وأصل هَذَا أَن رجلا كَانَ يرضع الْغنم وَلَا يحلبها لِئَلَّا يسمع صَوت الْحَلب فَقيل ذَلِك لكل لئيم.
فِي حَدِيث الْهِجْرَة مرعى عَلَيْهَا عَامر بن فهير فيبيتان فِي رسلها ورضيفها الرضيف اللَّبن المرضوف وَهُوَ الَّذِي طرح فِيهِ الرضفة وَهِي الْحِجَارَة المحماة.
وَمِنْه قَول حُذَيْفَة فِي الْفِتَن ثمَّ الَّتِي تَلِيهَا ترمى بالرضف وَهُوَ حِجَارَة محماة شبه الْفِتْنَة فِي شدَّة حماها بالرضف.
فِي الحَدِيث اكووه وارضفوه أَي كمدوه بالرضف.
فِي الحَدِيث عَذَاب الْقَبْر ضَرْبَة بمرضافة من رَوَاهُ بالضاد فَمن الرضف وَمن رَوَاهُ بالصَّاد أَرَادَ بِمِطْرَقَةٍ محكمَة مجتمعة الْبَعْض إِلَى الْبَعْض.
فِي الحَدِيث كَأَنَّهُ عَلَى الرضف أَي من سرعَة قِيَامه.

(1/398)


فِي الحَدِيث فِي رضم من حِجَارَة والرضم جمع رضمة وَهِي صخور بَعْضهَا عَلَى بعض.
وَمِنْه الحَدِيث أَتَى رضمة جبل فعلاها.
وَكَانَ بِنَاء الْكَعْبَة الأول رضما.
بَاب الرَّاء مَعَ الطَّاء
فِي الحَدِيث فَإِذا رطنوا أَي تكلمُوا بِكَلَام الْعَجم الَّذِي لَا يفهمهُ غَيرهم.
قَالَ الْحسن لَو كشف الغطاء لشغل عَن تَجْدِيد ثوب أَو ترطيل شعر قَالَ الْمبرد هُوَ تليين الشّعْر بالدهن وَنَحْوه.
بَال الرَّاء مَعَ الْعين
إِن أهل الْيَمَامَة رعبلوا فسطاط خَالِد بِالسَّيْفِ أَي قطعوه.

(1/399)


قَالَت فريعة بنت أبي أُمَامَة حلاني رَسُول الله رعاثا من ذهب الرعاث القرطة.
فِي حَدِيث السحر وَدفن تَحت راعوفة وفيهَا ثَلَاثَة أَقْوَال ذكرهَا أَبُو عبيد.
أَحدهَا أَنَّهَا صَخْرَة تتْرك فِي أَسْفَل الْبِئْر إِذا احتفرت يجلس عَلَيْهَا المنقي.
وَالثَّانِي أَنَّهَا حجر يكون عَلَى رَأس الْبِئْر يقوم عَلَيْهِ المستقي.
وَالثَّالِث أَنه حجر صلب يكون فِي الْبِئْر لَا يُمكنهُم حفره فَيتْرك عَلَى حَاله.
فِي الحَدِيث فَخرجت قُرَيْش وَلَهُم ارتعاج أَي كَثْرَة وَيجوز أَن يكون الْمَعْنى وَلَهُم بريق وتلألؤ يُقَال ارتعج الْبَرْق إِذا تألق.
فِي حَدِيث أبي ذَر خرج بفرس لَهُ فتمعك ثمَّ نَهَضَ ثمَّ

(1/400)


رعص يُرِيد أَنه لما قَامَ من متمعكه انتفض وأرعد وَيُقَال ارتعصت الْحَيَّة إِذا تَلَوت.
فِي حَدِيث وهب لَو تمر عَلَى متمعكة الْقصب الرعراع لم يسمع صَوته قَالَ القتيبي الرعراع الَّذِي قد طَال من قَوْلهم ترعرع الصَّبِي.
فِي حَدِيث أبي قَتَادَة أَنه قَالَ لجارية أرعفي أَي تقدمي.
وَفِي حَدِيث جَابر فَأَكَلُوا من تِلْكَ الدَّابَّة حَتَّى ارتعفوا أَي تقدمُوا وسبقوا لقُوَّة أَقْدَامهم.
فِي الحَدِيث الرَّعْلَة الأولَى وَهِي الْقطعَة من الفرسان وَيُقَال لجَماعَة الْخَيل رعيل.
فِي الحَدِيث الرعاع وهم السفلة.
فِي الحَدِيث صلوا فِي مراح الْغنم وامسحوا رعامها.

(1/401)


وَهُوَ مَا يسيل من أنوفها وَقَالَ اللَّيْث هُوَ الرعام بالغين الْمُعْجَمَة قَالَ ثَعْلَب صحف.
قَالَ عمر لَا يُعْطَى من الْمَغَانِم شَيْء حَتَّى يقسم إِلَّا لراع أَو دَلِيل الرَّاعِي هَا هُنَا عين الْقَوْم عَلَى الْعَدو.
فِي الحَدِيث لَعَلَّه يرعوي أَي ينْدَم وَيتْرك.
بَاب الرَّاء مَعَ الْغَيْن
فِي الحَدِيث كَيفَ أَنْتُم إِذا ظَهرت الرَّغْبَة أَي كثر السُّؤَال وَقلت الْعِفَّة.
وَمِنْه حَدِيث أَسمَاء أَتَتْنِي أُمِّي وَهِي راغبة فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا راغبة عَن ديني وَالثَّانِي راغبة فِي صلتي.
وَفِي التَّلْبِيَة وَإِلَيْك الرغباء وَهُوَ من الرَّغْبَة.

(1/402)


فِي الحَدِيث والرغب شُؤْم مَعْنَاهُ الشره والنهم والحرص عَلَى الدُّنْيَا.
وَقَوله الْحجَّاج ائْتُونِي بِسيف غيب أَي سريع الْقطع.
فِي رَكْعَتي الْفجْر الرغائب أَي مَا ترغب فِيهِ.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة وَأَنْتُم ترغثونها أَي ترضعون الدُّنْيَا.
فِي الحَدِيث أَن رجلا رغسه الله مَالا أَي أَكثر لَهُ مِنْهُ ونماه لَهُ.
وَقَرَأَ مسعر عَلَى عَاصِم فلحن فَقَالَ أرغلت أَي صرت صَبيا ترْضع بَعْدَمَا مهرت يُقَال رغل الصَّبِي إِذا أَخذ ثدي الْأُم فرضعه بِسُرْعَة.
قَوْله وَإِن رغم أنف أبي ذَر أَي لصق بِالتُّرَابِ وَهُوَ الرغام.
وَإِن السقط ليراغم ربه إِن أَدخل أَبَوَيْهِ النَّار أَي يغاصبه.

(1/403)


فِي الحَدِيث إِذا صَلَّى أحدكُم فليلزم وَجهه وَأَنْفه الأَرْض حَتَّى تخرج مِنْهُ الرغم أَي يخضع ويذل.
قَالَت عَائِشَة لامْرَأَة اسلتيه وارغميه يَعْنِي الخضاب أَرَادَت أهينيه وارمي بِهِ فِي التُّرَاب.
بَاب الرَّاء مَعَ الْفَاء
فِي الحَدِيث إِن رجلا شكي إِلَيْهِ التعزب فَقَالَ عف شعرك فَفعل فارفأن أَي فسكن مَا بِهِ والمرفئن السَّاكِن.
فِي الحَدِيث فأرفأوا أَي قربوا إِلَى الشاطئ.
قيل لِابْنِ عَبَّاس أَتَقول الرَّفَث وَأَنت محرم فَقَالَ إِنَّمَا الرَّفَث مَا رُوجِعَ بِهِ النِّسَاء قَالَ ابْن عَبَّاس وَهُوَ التَّعْرِيض بِالْجِمَاعِ.
فِي الحَدِيث نهَى رَسُول الله أَن يُقَال بالرفاء والبنين الرفاء الْمُوَافقَة وَكَانَت هَذِه عَادَة الْجَاهِلِيَّة يَقُولُونَهَا للمتزوج.

(1/404)


فِي الحَدِيث كَانَ إِذا رفح إنْسَانا أَرَادَ رفأ أَي دعى لَهُ بالرفاء وَيروَى رقح بِالْقَافِ والترقيح إصْلَاح الْمَعيشَة.
فِي أَشْرَاط السَّاعَة وَأَن يكون الْفَيْء رفدا أَي صلَة لقوم دون قوم فَلَا يوضع مواضعة الرفادة شَيْء كَانَت قُرَيْش ترافد بِهِ فِي الْجَاهِلِيَّة.
يخرج كل إِنْسَان بِقدر طاقته فَيجْمَعُونَ مَالا عَظِيما أَيَّام الْمَوْسِم فيشترون بِهِ الجزر وَالطَّعَام وَالزَّبِيب للنبيذ فَلَا يزالون يطْعمُون النَّاس حَتَّى يَنْقَضِي الْمَوْسِم وَكَانَ أول من قَامَ بذلك هَاشم بن عبد منَاف.
فِي حَدِيث عبَادَة أَلا ترَوْنَ أَنِّي لَا أقوم إِلَّا رفدا أَي إِلَّا أَن أرفد وأعان.
فِي الحَدِيث وَأعْطَى زَكَاة نَفسه رافدة عَلَيْهِ أَي تعينه نَفسه عَلَى أَدَائِهَا.
فِي الحَدِيث المنحة تَغْدُو برفد وَتَروح برفد الرفد والمرفد قدح تحتلب فِيهِ النَّاقة.
فِي صفته وتغتر عَن مثل حب الْغَمَام أَي يكسر الْأَسْنَان ضَاحِكا.

(1/405)


وَالْمرَاد بحب الْغَمَام بَيَاض بِأَسْنَانِهِ.
قَالَ عمر لِابْنِ عَبَّاس بَلغنِي عَنْك أَشْيَاء كرهت أَن أفرك عَنْهَا أَي اكشف سترهَا عَنْك.
فِي حَدِيث سلمَان كَانَ أرفش الْأُذُنَيْنِ أَي عريضهما شبه بالرقش وَهِي مجرفة من خشب.
فِي الحَدِيث يُقَال لَهُم الرافضة الرَّفْض ترككم الشَّيْء قَالَ الْأَصْمَعِي سميت الرافضة لأَنهم كَانُوا بَايعُوا زيد بن عَلّي ثمَّ قَالُوا لَهُ ابرأ من الشَّيْخَيْنِ نُقَاتِل مَعَك فَأَبَى وَقَالَ كَانَا وزيري جدي فَلَا أَبْرَأ مِنْهُمَا فرفضوه وارفضوا عَنهُ فسموا رافضة.
فِي الحَدِيث كل جمَاعَة رَافِعَة علينا فقد حرمتهَا وَمَعْنى رَافِعَة مبلغة عَنَّا وَالْمعْنَى فليبلغ أَنِّي قد حرمت الْمَدِينَة.
فِي الحَدِيث من السّنة نتف الرفغين يَعْنِي هَا هُنَا الإبطين والأرفاغ أصُول المغابن.
وَقَالَ عمر إِذا التقَى الرفغان وَجب الْغسْل وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا حِين التقاء الختانين والرفغ والرفغ لُغَتَانِ.
قَالَ ابْن مَسْعُود رَأَى مُحَمَّد رفرفا أَخْضَر وَهُوَ الْبسَاط.

(1/406)


وَفِي حَدِيث وَفَاته فَرفع الرفرف فَرَأَيْنَا وَجهه قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الرفرف هَا هُنَا الْفسْطَاط.
وَسُئِلَ أَبُو هُرَيْرَة عَن قبْلَة الصَّائِم فَقَالَ إِنِّي لأرف شفتيها أَي أمص وأرشف.
فِي حَدِيث النَّابِغَة الْجَعْدِي وَكَانَ فَاه الْبرد يرف أَي يَبْرق.
فِي الحَدِيث ذكر بعض المروج وَأَنه يرف رفيفا تقطر يَدَاهُ أَي هُوَ كثير المَاء والغضارة.
وَفِي حَدِيث ترف عذوبة يَعْنِي الْأَسْنَان تبرق وتتلألأ.
فِي الحَدِيث وَإِذا سيف مُعَلّق فِي رفيف الْفسْطَاط أَي فِي سقفه.
فِي حَدِيث أم زرع إِن أكل رف أَي أَكثر.
فِي الحَدِيث بعد الرف الرف الْإِبِل الْعَظِيمَة.
قَوْله ألحقني بالرفيق الْأَعْلَى قَالَ الْأَزْهَرِي يَعْنِي جمَاعَة الْأَنْبِيَاء.
فِي حَدِيث أبي أَيُّوب وَوجدنَا مرافقهم أَي كنفهم.

(1/407)


قَالَ عمر لِابْنِ عَبَّاس بَلغنِي عَنْك أَشْيَاء كرهت أَن أفرك عَنْهَا أبي اكشف سترهَا عَنْك.
فِي حَدِيث وَائِل بن حجر يسْعَى ويترفل قَالَ شمر الترفل التسود يُقَال رفل فلَان عَلَى قومه أَي سود والرفلة النَّخْلَة الَّتِي فَاتَت الْيَد.
فِي الحَدِيث مثل الرفلة فِي غير أَهلهَا يَعْنِي المتبرجة بالزينة.
وَنَهَى عَن الإرفاة وَهُوَ التنعم والدعة وَقَالَ أَبُو عبيد هُوَ كَثْرَة التدهن وَأَصله من ورد الْإِبِل وَذَلِكَ أَنَّهَا إِذا أوردت كل يَوْم مَتى شَاءَت قيل وَردت رفها.
بَاب الرَّاء مَعَ الْقَاف
قَوْله مَا تَعدونَ الرقوب قَالُوا الَّذِي لَا يَبْقَى لَهُ ولد قَالَ بل الَّذِي لم يقدم من وَلَده شَيْئا.
قَالَ أَبُو عبيد هُوَ فِي كَلَامهم فقد الْأَوْلَاد فِي الدُّنْيَا فَجعله رَسُول الله فقدهم فِي الْآخِرَة.
قَوْله من أرقب رقبى فَهِيَ لمزارقيها.
الرقبى أَن يَقُول الرجل أرقبتك كَذَا وَكَذَا فَإِن مت قبلي رَجَعَ إِلَيّ وَإِن

(1/408)


مت قبلك فَهُوَ لَك فَكل وَاحِد مِنْهُمَا يرقب موت صَاحبه.
فِي الحَدِيث ذكر الرفشاء وَهِي الأفعى سميت بذلك لترقيش فِي ظهرهَا وَهِي خطوط ونقط.
قَالَ حُذَيْفَة أتتكم الرقطاء الْمظْلمَة يَعْنِي الْفِتْنَة يُقَال دجَاجَة رقطاء فِيهَا بَيَاض وَسَوَاد.
قَالَ أَبُو بكرَة لَو شِئْت أَن أعد رقطا كَانَ بفخذي الْمَرْأَة الَّتِي كَانَ من الرجل مَعهَا مَا كَانَ يَعْنِي نقطا.
فِي صفة مَوضِع ارقأط عرفحه أَي زَاد.
قَوْله من فَوق سَبْعَة أرفعة يَعْنِي طباق السَّمَاء كل سَمَاء مِنْهَا رقعت الَّتِي تَلِيهَا فَكَانَت طبقًا لَهَا كَمَا يرقع الثَّوْب بالرقعة.
قَالَ الْأَزْهَرِي وَيُقَال الرقيع السَّمَاء الدُّنْيَا سميت رقيعا لِأَنَّهَا رقعت بالأنوار فِيهَا.
فِي الحَدِيث الْمُؤمن واه راقع أَي أَن دينه يهي بالمعصية فيرقعه بِالتَّوْبَةِ.
فِي حَدِيث مُعَاوِيَة كَانَ يلقم بيد ويرقع بِالْأُخْرَى أَي يبسطها لينتثر عَلَيْهَا مَا سقط من اللُّقْمَة ثمَّ يتبعهَا اللُّقْمَة تبقى بهَا نثارها.

(1/409)


فِي الحَدِيث فَغسل مراقه وَهُوَ مَا سفل من الْبَطن ورفغيه ومذاكيره والمواضع الَّتِي يرق جلودها كنى عَن جَمِيعهَا بالمراق.
فِي الحَدِيث اسْتَوْصُوا بالمعزى فَإِنَّهُ بالدقيق أَي لَيْسَ لَهُ صَبر الضَّأْن عَلَى الْجفَاء.
وَقَالَ عُثْمَان قد رق عظمي أَي كَبرت.
فِي الحَدِيث كَانُوا يَأْكُلُون الرّقّ.
قَالَ الْحَرْبِيّ هِيَ دويبة مائية لَهَا أَربع قَوَائِم وأظفار وأسنان فِي رَأس تظهره وتغيبه وتذبح.
وَسُئِلَ الشّعبِيّ عَن رجل قبل أم امْرَأَته فَقَالَ أغن صبوح ترقق كَأَنَّهُ أَرَادَ أَن يَقُول جَامع يُقَال قبل وأصل هَذَا أَن رجلا نزل بِقوم فَجعل إِذا أَصبَحت غَدا فاصطحبت فعلت كَذَا وَكَذَا يُرِيد بذلك إلزامهم الصبوح فَقَالُوا لَهُ هَذَا.
فِي الحَدِيث فِي روس الرقل وَهُوَ جمع رقلة وَهِي النَّخْلَة الطَّوِيلَة.
فِي الحَدِيث كَانَ يُسَوِّي بَين الصُّفُوف حَتَّى يَدعهَا مثل الرقيم وَهُوَ الْكتاب وَالْمعْنَى أَنه لَا يدع فِيهَا عوجا.
فِي الحَدِيث مَا أَنا وَالدُّنْيَا والرقيم يَعْنِي النقش.
وَصعد رَسُول الله رقمة من جبل رقمة الْوَادي مُجْتَمع مَائه فِيهِ.

(1/410)


فِي الحَدِيث المترقن بالزعفران لَا تقربه الْمَلَائِكَة أَي المتلطخ بِهِ.
قَوْله فِي الرقة ربعث الْعشْر.
قَالَ ابْن قُتَيْبَة الرقة الْفضة دَرَاهِم كَانَت أَو غَيرهَا.
بَاب الرَّاء مَعَ الْكَاف
فِي الحَدِيث إِذا سافرتم فِي الخصب فأعطوا الركب أسنتها قَالَ أَبُو عبيد الركب جمع ركاب والركاب الْإِبِل وَسَيَأْتِي تَفْسِير الأسنة فِي بَاب السِّين إِن شَاءَ الله تَعَالَى قَالَ حُذَيْفَة إِنَّمَا تهلكون إِذا صرتم تمشون الركبات الركبات جمع الرّكْبَة وَهُوَ أقل من الركب وَمَعْنَاهُ أَنكُمْ تَرْكَبُونَ رؤوسكم فِي الْبَاطِل من غير تثبت.
فِي الحَدِيث بشر ركيب السعاة بِقطع من جَهَنَّم الركيب والراكب وَأَرَادَ الَّذِي يركب السعاة فيرفع عَلَيْهِم أَكثر مِمَّا أخذُوا والسعاة قابضوا الصَّدقَات.
قَالَ جَابر فَانْطَلق حملي أوسع حمل ركبته قطّ أَي أعجل سيرا.
فِي الحَدِيث فركبت أَنفه أَي ضَربته بركبتي.

(1/411)


وَمِنْه قَول ابْن سِيرِين ابق الأزد لَا يركبوك.
فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فركبني عمر أَي لَحِقَنِي.
فِي الحَدِيث لَا شُفْعَة فِي ركح وَهُوَ نَاحيَة الْبَيْت من وَرَائه.
وَنَهَى أَن يبال فِي المَاء الراكد وَهُوَ الْوَاقِف.
قَوْله فِي الرِّكَاز الْخمس وَهُوَ كنوز الْجَاهِلِيَّة.
وَقَالَ فِي الروث إِنَّه ركس أَي قد ركس أَي رد عَن حَالَته الأولَى كَمَا سمي الرجيع.
وَقَالَ لعدي إِنَّك من أهل دين يُقَال لَهُم الركوشية وَهُوَ دين بَين النَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ.
وَلما دفن الْوَلِيد ركض فِي لحده أَي ضرب بِرجلِهِ الأَرْض
فِي الحَدِيث لنَفس الْمُؤمن أَشد ارتكاضا عَن الذَّنب من العصفور حِين يغدف أَي أَشد اضطرابا لخوفه الْعقُوبَة.
وَقَالَ فِي دم الْحيض ركضه من الشَّيْطَان أَي دَفعه وحركه.

(1/412)


وَلعن الركاكة وَهُوَ الَّذِي لَا يغار.
وأصل الركاكة الضَّعِيف.
وأصابهم رك وَهُوَ الْمَطَر الضَّعِيف.
وَكَانَت حمْنَة تجْلِس فِي مركن قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الأجانة وَنَحْوهَا.
فِي الحَدِيث جمعُوا حطبا حَتَّى ركموا أَي جعلُوا بعضه عَلَى بعض.
وَدخل عمر إِلَى الشَّام فَأَتَاهُ أركون قَرْيَة أَي رئيسها.
وَفِي حَدِيث المتشاحنين اركوا هذَيْن حَتَّى يصطلحا أَي أخروهما.
فِي الحَدِيث أَتَيْنَا عَلَى ركي وَهِي الْبِئْر.
بَاب الرَّاء مَعَ الْمِيم
فِي الحَدِيث إِنَّا لنركب أرماثا لنا وَهِي خشب يضم بعضه إِلَى بعض ويشد ثمَّ يَرك وَاحِدهَا رمث.
فِي الحَدِيث عَام الرَّمَادَة أَي عَام الهلكة يُقَال رمدت الْغنم إِذا

(1/413)


هَلَكت وَفِي ذَلِك الْعَام صَارَت الأَرْض لشدَّة الجدب كالرماد.
فِي حَدِيث أم زرع زَوجي عَظِيم الرماد تُشِير إِلَى كَثْرَة الأضياف.
فِي الحَدِيث يتَوَضَّأ بِالْمَاءِ الرمد وَهُوَ الكدر.
فِي الحَدِيث عَلَيْهِم ثِيَاب رمد أَي غبرث فِيهَا كدورة.
فِي الحَدِيث حَتَّى إِذا أنضج رمد أَي ألْقَى فِي الرماد يضْرب مثلا لمن صنع مَعْرُوفا ثمَّ أفْسدهُ.
قَالَ الشّعبِيّ إِذا ارتمس الْجنب فِي المَاء أَي انغمس فِيهِ حَتَّى يغيب قَالَ بَعضهم الصَّائِم يرتمس وَلَا يغتمس أَي لَا يُطِيل اللّّبْث.
قَوْله صَلَاة الْأَوَّابِينَ حِين يرمض الفصال يَعْنِي عِنْد ارْتِفَاع الضُّحَى ورمض الفصال أَن يَحْتَرِق الرمضاء وَهُوَ الرمل فتبرك الفصال من شدَّة حرهَا وإحراقها أخفافها.
وَقَالَ عمر لراعي الشَّاة لَا ترمضها يُقَال رمض الرَّاعِي مَاشِيَته وأرمضها إِذا رعاها فِي الرمضاء.
فِي الحَدِيث إِذا مدحت الرجل فِي وَجهه فَكَأَنَّمَا أمررت عَلَى حلقه.

(1/414)


مُوسَى رميضا وَهُوَ الْحَدِيد.
فِي الحَدِيث إِنَّه غضب حَتَّى خيل إِلَى من يرَاهُ أَن أَنفه يترمع قَالَ أَبُو عبيد هُوَ أَن يرَاهُ كَأَنَّهُ يرعد من الْغَضَب.
وَرَوَاهُ بَعضهم يتمزع وَالْمعْنَى يتشقق.
فِي الحَدِيث مَا لم يضمروا رماقا يَعْنِي نفَاقًا.
فِي الحَدِيث وَأَنا عَلَى جمل أرمك يَعْنِي أَوْرَق.
فِي حَدِيث أم معبد وَكَانَ الْقَوْم مُرْمِلِينَ أَي قد نفد زادهم يُقَال أرمل الرجل إِذا ذهب زَاده.
وَقيل للْمَرْأَة الَّتِي مَاتَ زَوجهَا أرملة لذهاب كاسبها وَمثله قَوْله إِن الْأَشْعَرِيين إِذا أرملوا.
وَمثله كُنَّا فِي غزَاة فأرملنا كُله بِمَعْنى ذهَاب الزَّاد.
وَفِي مدح رَسُول الله عصمَة للأرامل يَعْنِي الْمَسَاكِين.
فِي حَدِيث عمر وَهُوَ جَالس عَلَى رحال سَرِير يَعْنِي نسيجا.

(1/415)


من السعف وَالْمرَاد أَنه لم يكن فَوق السرير فرَاش.
فِي الحَدِيث يرد برمتِهِ الرمة قِطْعَة من حَبل يشد بهَا الْأَسير أَو الْقَاتِل إِذا قيد إِلَى الْقود وَتَكون فِي عنق الْبَعِير.
وَنَهَى رَسُول الله عَن الِاسْتِنْجَاء بالروث والرمة الرمة بِكَسْر الرَّاء الْعِظَام البالية.
فِي الحَدِيث وأرم الْقَوْم أَي سكتوا وَبَعْضهمْ يَقُول فأزم الْقَوْم بالزاي وَهُوَ فِي مَعْنَاهُ وَبِه سميت الحمية أزما.
فِي الحَدِيث لم يترمرم أَي لم يَتَحَرَّك.
قَوْله عَلَيْكُم بألبان الْبَقر فَإِنَّهَا ترم من كل الشّجر أَي تَأْكُل بالمرمة والمرمة لذوات الظلْف بِمَنْزِلَة الْفَم للْإنْسَان وَهِي المقمة أَيْضا.
قَالَت أم عبد الْمطلب حِين أردفه الْمطلب كُنَّا ذَوي ثمَّة ورمة وَقد سبق شَرحه فِي ابْن الثَّاء قَالَ بَان السّكيت الثم قماش.

(1/416)


الْبِنْت والرم مرمة الْبِنْت وَكَأَنَّهَا أَرَادَت كُنَّا القائمين بأَمْره مُنْذُ ولد إِلَى أَن قوي وشب.
قَوْله لَو دعِي أحدهم إِلَى مرماتين لأجاب المرماة مَا بَين ظلفي الشَّاة وَيُقَال مرماة بِالْفَتْح وَقيل إِنَّه رَمَاه بِالسَّهْمِ الَّذِي يُرْمَى بِهِ.
قَوْله إِنِّي إِن أَخَاف عَلَيْكُم الرماء يَعْنِي الرِّبَا قَالَ أَبُو عبيد أَرَادَ بالرماء الزِّيَادَة.
وَرَوَى بَعضهم الإرماء فجَاء بِالْمَصْدَرِ يُقَال أرمى عَلَى الشَّيْء أربي أَي زَاد عَلَيْهِ.
قَوْله كَمَا يَمْرُق السهْم من الرَّمية قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ الطريرة الَّتِي يرميها الصَّائِد.
بَاب الرَّاء مَعَ النُّون
فِي الحَدِيث إِن فَاطِمَة عَلَيْهَا السَّلَام سَأَلت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اليرنا يرْوَى بِفَتْح الرَّاء وَضمّهَا قَالَ القتيبي هُوَ الْحِنَّاء.

(1/417)


فِي الحَدِيث إِن الْجمل الْأَحْمَر ليرنح بِهِ من شدَّة الْحر أَي يدار بِهِ وَمن رَوَاهُ يرِيح أَرَادَ يهْلك.
قَالَ عبد الْملك خرجت بِي قرحَة من الرانفة والصفن قَالَ الْأَصْمَعِي الرانفة أصل الألية والصفن جلد الخصية وَأَرَادَ أَنَّهَا فِي الدبر فكنى بذلك.
وَسُئِلَ الْحسن أينفخ الْإِنْسَان فِي المَاء فَقَالَ إِن كَانَ من رنق أَي من كدر.
بَاب الرَّاء مَعَ الْوَاو
فِي الحَدِيث لَا شوب وَلَا روب أَي لَا غش وَلَا تَخْلِيط فِي البيع والروب الرائب.
لما أَرَادَ حسان بهَا حَيّ المرك أخرج لِسَانه فَضرب بِهِ رَوْثَة أَنفه أَي أرنبته وَمَا تَلِيهَا من مقدمه.
فِي الحَدِيث تحَابوا بِروح الله.
قَالَ الْخطابِيّ الرَّاء مَضْمُومَة وَالْمرَاد الْقُرْآن وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَقَالَ غَيرهمَا الْمَعْنى تحَابوا بِمَا يحيي بِهِ الْخلق من الْهِدَايَة.

(1/418)


قَوْله هما ريحانتاي من الدُّنْيَا الريحان الْوَلَد وَيحْتَمل أَن يُرَاد بِهِ أَن شم الْوَلَد كشم الريحان.
فِي الحَدِيث الرّيح من روح الله أَي من رَحمته
قَوْله من رَاح إِلَى الْجُمُعَة قَالَ الْأَزْهَرِي أَي من خف إِلَيْهَا وَلم يرد رواح آخر النَّهَار.
يُقَال رَاح الْقَوْم إِذا سَارُوا أَي وَقت كَانَ.
قَوْله أَرحْنَا بهَا أَي فرغ قُلُوبنَا من شغلها بأَدَاء الْمَفْرُوض.
لما هَاجَرت أم أَيمن دُلي إِلَيْهَا دلو فَشَرِبت حَتَّى أراحت أَي رجعت إِلَيْهَا روحها بعد شدَّة الْعَطش.
وَنَهَى أَن يكتحل الْمحرم بالإثمد المروح قَالَ أَبُو عبيد هُوَ المطيب بالمسك
فِي الحَدِيث حِين دلكت يراح يَعْنِي الشَّمْس.
فِي حَدِيث عمر كَانَ أروح وَهُوَ الَّذِي يتدانى عقباه وتتباعد صُدُور قَدَمَيْهِ.
وَمِنْه قَوْله لكَأَنِّي أنظر إِلَى كنَانَة ابْن عبد ياليل قد أقبل يضْرب درعه روحتي رجله.

(1/419)


ركب عمر نَاقَة فَقَالَ كَأَن راكبها غُصْن بمروحة المروحة الْموضع الَّذِي تخترقه الرِّيَاح فَإِن كسرت الْمِيم فَهِيَ الْآلَة الَّتِي يتروح بهَا.
وَفِي الْمَلَائِكَة روحانيون قَالَ النَّضر هم أَزوَاج لَا أجساد لَهَا.
وَفِي حَدِيث المولد أُعِيذك بِالْوَاحِدِ من كل خلق رائد أَي مُتَقَدم بمكروه والحمى رائد الْمَوْت أَي رَسُوله.
فِي حَدِيث الْوَفْد إِنَّا قوم رادة وَهُوَ جمع رائد.
فِي صفة أَصْحَاب رَسُول الله يدْخلُونَ رَوَّادًا أَي طَالِبين للْعلم.
فِي الحَدِيث فليرتد لبوله أَي يطْلب مَكَانا دمثا لينًا لِئَلَّا يرْتَد عَلَيْهِ بَوْله.
فِي الحَدِيث كَانَ راز سفينة نوح جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام الراز رَأس البنائين وحرفته الريازة.
فِي حَدِيث أم معبد حَتَّى أراضوا أَي شربوا قَالَ أَبُو عبيد صبوا اللَّبن عَلَى اللَّبن.
وَكره ابْن الْمسيب المرافضة قَالَ شمر هُوَ أَن يواصف الرجل بالسلعة لَيست عِنْده وَهُوَ مثل بيع الْمُوَاضَعَة.
قَوْله إِن روح الْقُدس نفث فِي روعي أَي فِي جلدي وَنَفْسِي.
فِي الحَدِيث إِن فِي كل أمة مروعين المروع الملهم كَأَنَّهُ.

(1/420)


يلقى فِي روعه الصَّوَاب والروع النَّفس.
وَكتب مُعَاوِيَة إِلَى زِيَاد افرخ روعك أَي أسكن وآمن وَاتفقَ عُلَمَاء اللُّغَة عَلَى فتح رَاء الروع وَقَالُوا مَعْنَاهُ انْكَشَفَ فزعك وروعتك إِلَّا أَن الْأَزْهَرِي حَكَى عَن أبي الْهَيْثَم أَنه كَانَ يضم الرَّاء وَيَقُول مَعْنَاهُ خرج الروع من قَلْبك والروع الْقلب وَهُوَ مَوضِع الروع قَالَ والروع فِي الروع كالفرخ فِي الْبَيْضَة.
يُقَال أفرخت الْبَيْضَة إِذا تفلقت عَن الفرخ فَخرج مِنْهَا.
قَالَ الْأَزْهَرِي وَقد كَانَ لأبي الْهَيْثَم حَظّ موفور من الْعلم.
فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَن رَسُول الله بَعثه ليرَى قوما قَتلهمْ خَالِد بن الْوَلِيد فَأَعْطَاهُمْ ميلفة الْكَلْب ثمَّ أَعْطَاهُم بروعة الْخَيل.
قَالَ القتيبي يُرِيد أَن الْكلاب راعت نِسَاءَهُمْ وصبيانهم فَأَعْطَاهُمْ شَيْئا لما أَصَابَهُم من هَذِه الروعة وَسَيَأْتِي مشروحا فِي بَاب الْوَاو.
وَكتب إِلَى الْأَقْيَال الأرواع الأرواع الحسان الْوُجُوه.
يُقَال رَابِع وأرواع مثل نَاصِر وأنصار.
قَالَ ابْن عَبَّاس إِذا شمط الْعَارِض فَذَلِك الروع يَعْنِي الْإِنْذَار بِالْمَوْتِ.
فِي الحَدِيث لن تراعوا مَعْنَاهُ لَا فزع وَلَا روع.
فِي الحَدِيث فليروع لَهُ لقْمَة أَي ليروها من الدسم.

(1/421)


فِي الحَدِيث حَتَّى أَلْقَت السَّمَاء بأرواقها أَي بِجَمِيعِ مَا فِيهَا من المَاء.
فِي خطْبَة عَائِشَة ضرب الشَّيْطَان روقه الروق الرواق وَهُوَ مَا بَين ثدي الْبِنْت.
فِي حَدِيث الرّوم فَيخرج إِلَيْهِم روقة الْمُؤمنِينَ أَي خيارهم.
قَالَ أَبُو بكر لرجل تعاهد فِي الْوضُوء المغفلة والمنشلة وَالروم.
الرّوم شحمة الْأذن وَسَيَأْتِي بَيَان مَا بَقِي وَكَانَ عمر يَأْخُذ مَعَ كل فَرِيضَة غفالا وزواء وَهُوَ حَبل.
فِي الحَدِيث السحائب روايا الْبِلَاد الروايا حوامل المَاء.
قَالَ ابْن مَسْعُود شَرّ الروايا روايا الْكَذِب وَهُوَ جمع رِوَايَة
بَاب الرَّاء مَعَ الْهَاء
لَا رَهْبَانِيَّة فِي الْإِسْلَام وَذَلِكَ كالاختصاء وَنَحْوه.
فِي الحَدِيث فَرَأَيْت السكاكين تَدور بَين رهابته ومعدته. الرهابة عظم كالغضروف يشرف عَلَى رَأس الْمعدة.

(1/422)


فِي الحَدِيث فثار رفج وَهُوَ الْغُبَار.
فِي الحَدِيث وجراثيم الْعَرَب ترتهش أَي تضطرب قبائلهم فِي الْفِتَن وَمن رَوَاهُ ترتهش بالشين أَرَادَ تصطك.
فِي الحَدِيث فَقطعُوا رواهشه وَهِي عروق بَاطِن الذِّرَاع.
فِي الحَدِيث وَإِن ذَنبه لم يكن عَن إرهاص أَي عَن إِصْرَار.
فِي الحَدِيث وَنحن ارتهاط أَي فرق مجتمعون والرهط مَا بَين الثَّلَاثَة إِلَى الْعشْرَة.

(1/423)


فِي الحَدِيث وَكَانَ بِهِ رهق أَي غشيان لِلْحَرَامِ.
وَمثله صَلَّى عَلَى امْرَأَة كَانَت ترهق أَي تتهم بشر وَقَالَ اللَّيْث الرهق جهل فِي الْإِنْسَان وخفة فِي عقله.
فِي الحَدِيث إِن فِي سيف خَالِد رهقا أَي عجلة.
وَكَانَ سعد إِذا دخل مَكَّة مراهقا خرج إِلَى عَرَفَة يَعْنِي إِذا ضَاقَ عَلَيْهِ الْوَقْت.
وَصبي مراهق قد قَارب الْحلم.
وَفِي الحَدِيث أرهقوا الْقبْلَة أَي أدنوا مِنْهَا.
فِي الحَدِيث وأرهقتنا الصَّلَاة أَي أخرناها حَتَّى كَادَت تَدْنُو من الْأُخْرَى.
فِي الحَدِيث حَسبك من الرهف والجفاء أَن لَا تعرف نبيك.
قيل هَذَا الرجل لم يعرف رَسُول الله وَقد صحفه الْهَرَوِيّ فَقَالَ أَن لَا يعرف

(1/424)


بَيْنك وَفَسرهُ بِأَن لَا تَدْعُو أحدا إِلَى طَعَامك وَذَلِكَ لَو صَحَّ لم يكن رهقا.
فِي الحَدِيث وَعَلِيهِ قَمِيص مصبوغ بالريهقان أَي بالزعفران.
فِي الحَدِيث ونستحيل الرهام وَهُوَ جمع رهمة وَهُوَ الْمَطَر اللين.
قَالَ الْحجَّاج لرجل أَمن أهل الرس والرهمسة أَنْت وَقد سبق مَعْنَى الرس فِي بَاب الرَّاء مَعَ السِّين فَأَما أهل الرهمسة فَقَالَ الْأَزْهَرِي هم الَّذين يتسارون فِي إثارة الْفِتْنَة.
يُقَال فلَان يرهمس ويرهسم.
قَوْله كل غُلَام رهينة بعقيقته الرهينة الرَّهْن.
فِي حَدِيث أم معبد فغادرها رهنا أَي خلف الشَّاة عِنْدهَا مرتهنة بِأَن تدر
وَسُئِلَ عَن غطفان فَقَالَ رهوة تنبع مَاء أَرَادَ أَنَّهَا جبل يَنْبع مِنْهُ مَاء وَالْمعْنَى أَن فيهم خشونة.
فِي الحَدِيث آتِيك بِهِ رهوا أَي عفوا لَا احتباس فِيهِ.
وَنَهَى أَن يمْنَع رهو المَاء وَمَعْنَاهُ منع نقع الْبِئْر سمي رهوا

(1/425)


باسم الْمَكَان الَّذِي هُوَ فِيهِ لانخفاضه.
وَمِنْه قَضَى أَن لَا شُفْعَة فِي رهو.
فِي حَدِيث الْمِعْرَاج وَجِيء بطست رهرهة.
قَالَ القتيبي وَاسِعَة وَالْمعْنَى رحرحة فأبدلت الْهَاء من الْحَاء.
قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي هَذَا خطأ لِأَن الْهَاء لَا تبدل من الْحَاء إِلَّا فِي مَوَاضِع مَعْرُوفَة وَلَا يُقَاس عَلَيْهَا وَإِنَّمَا هُوَ درهرهة فأسقط الرَّاوِي الدَّال.
فِي الحَدِيث مرت بِهِ عنانة ترهيأ أَي تتهيأ للمطر.
بَاب الرَّاء مَعَ الْيَاء
قَالَ أَبُو بكر لعمر عَلَيْك بالرائب من الْأُمُور وَإِيَّاك والرايب أَرَادَ عَلَيْك بالصافي وَإِيَّاك وَالَّذِي فِيهِ شُبْهَة يُقَال لَهما رايب وَقيل وَإِيَّاك والرايب أَي مَا يريب.
قَالَ عمر مكسبة فِيهَا بعض الرِّيبَة خير من الْمَسْأَلَة يَعْنِي الشُّبْهَة.
فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء غير رائث أَي محتبس.
والحمى رائد الْمَوْت وَهُوَ الرَّسُول.
وَاشْتَرَى عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام قَمِيصًا فَقَالَ الْحَمد لله الَّذِي هَذَا من رياشه الرياش مَا طهر من اللبَاس والرياش المَال.
فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا ويرش مملقها أَصله من الريش للطائر.

(1/426)


فِي الحَدِيث أَخْبرنِي عَن النَّاس فَقَالَ هم كسهام الجعبة مِنْهَا السهْم الريش أَي ذُو الريش.
قَالَ حُذَيْفَة ابتاعوا لي ريطتين الريطة كل ملاءة لم تكن لفقين.
فِي الحَدِيث إِن عمر أُتِي برابطة يتمندل بهَا بعد الطَّعَام فكرهها يَعْنِي المنديل وَأهل اللُّغَة يَقُولُونَ ريطة.
فِي وصف نَاقَة إِنَّهَا المرياع أَي يُسَافر عَلَيْهَا ويعاد من رَاع يريع إِذا رَجَعَ وَعَاد.
قَالَ الْحسن فِي الْقَيْء إِن رَاع مِنْهُ شَيْء إِلَى جَوْفه فقد أفطر أَي إِن رَجَعَ
فِي الحَدِيث فوالكعبة مَا راموا أَي مَا برحوا.
وَمِنْه قَوْله للْعَبَّاس لَا ترم من مَنْزِلك أَي تَبْرَح.
قَالَ عمر فِي حق رجل أصبح قدرين بِهِ أَي أحَاط بِمَالِه الدَّين.

(1/427)