غريب الحديث لابن الجوزي كتاب الزَّاي
بَاب الزَّاي مَعَ الْبَاء
سُئِلَ الشّعبِيّ عَن مَسْأَلَة فَقَالَ زباء ذَات وبر أَي أَنَّهَا
صعبة قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَنا وَالله مثل الَّتِي أحيط
بهَا فَقيل زباب زباب حَتَّى دخلت حجرها فاحتقر عَنْهَا قَالَ القتيبي
هِيَ الضبع إِذا أَرَادوا صيدها أحاطوا بهَا وَقَالُوا زباب تؤنس
والزباب ضرب من الفأر لَا يسمع والخلد جنس مِنْهَا لَا تبصر وَأَرَادَ
لَا أكون كالضبع تخادع عَن حتفها.
قَوْله لَا نقبل زبد الْمُشْركين الزّبد الرفد وَالعطَاء.
(1/429)
قَوْله لَا زير لَهُ قد سبق فِي الدَّال.
فِي حَدِيث الْأَحْنَف كَانَ إِذا غضب قَالَ هَاجَتْ زبراء وَهُوَ اسْم
خَادِم لَهُ فَذَهَبت مثلا والزبراء تَأْنِيث الأزبر.
وَأتي عبد الْملك بأسير مصدر أزبر أَي عَظِيم الزبرة وَهِي مَا بَين
كَتِفي الْأسد أَرَادَ أَنه عَظِيم الصَّدْر والكاهل.
فِي الحَدِيث دعى بِدَوَاةٍ ومزبر يَعْنِي الْقَلَم.
فِي الحَدِيث فَجعل عَمْرو يتزبع لمعاوية أَي يتَغَيَّر وَقَالَ أَبُو
عَمْرو هُوَ المدمدم فِي غضب.
وَنَهَى عَن الْمُزَابَنَة وَهُوَ بيع الثَّمر فِي رُؤُوس النّخل
بِالتَّمْرِ وَأَصله من الزَّبْن
(1/430)
وَقَالَ ابْن الْأَنْبَارِي إِذا وفقا
عَلَى البيع تدافعا فحرص البَائِع عَلَى إِمْضَاء البيع وحرص
المُشْتَرِي عَلَى فَسخه
وَقَالَ مُعَاوِيَة رُبمَا زينت النَّاقة أنف حالبها.
وَيُقَال للشاة زبون لدفعها وللحرب زبون لِأَنَّهَا ترفع بنيها إِلَى
الْمَوْت.
فِي الحَدِيث لَا تقبل صَلَاة الزبين وَهُوَ الَّذِي يدافع الخبيثين
كَذَا رُوِيَ وَالصَّحِيح الزنين بالزاي وَالنُّون.
قَالَ عُثْمَان قد بلغ الزبى وَهُوَ جمع زبية وَهِي الرابية الَّتِي
لَا تعلوها المَاء يضْرب مثلا لِلْأَمْرِ يَتَفَاقَم والزبية أَيْضا
يحْفر للأسد وَالذِّئْب يصاد فيهمَا.
فِي الحَدِيث لَهُ زَبِيبَتَانِ وفيهَا قَولَانِ أَحدهمَا أَنَّهُمَا
النكتتان.
(1/431)
السوداوان فَوق عَيْني الْحَيَّة.
وَالثَّانِي أَنَّهُمَا الزائدتان اللَّتَان تَكُونَانِ فِي الشدقين
فَإِذا غضب الْإِنْسَان أَو أَكثر الْكَلَام أزبد.
بَاب الزَّاي مَعَ الْجِيم
كَانَ أَزجّ الحواجب قَالَ الْأَزْهَرِي الزجج دقة الحواجب واستقواسها.
والزجج تقوس فِي الْحَاجِب مَعَ طول فِي أَطْرَافه وسبوغ.
فِي الحَدِيث أَخذ خَشَبَة فنقرها وزجج موضعهَا أَي سُوَى مَوضِع النقر
وَأَصْلحهُ مَأْخُوذ من تزجيج الْحَاجِب وَهُوَ حذف زَوَائِد الشّعْر.
وَأخذ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الحربة فزجل بهَا أبي بن خلف أَي
رَمَاه بهَا.
بَاب الزَّاي مَعَ الْحَاء
فِي الحَدِيث إِن رَاحِلَته أزحفت أَي قَامَت من الإعياء.
(1/432)
قَالَ الزّجاج يُقَال زحف المعيي وأزحف
إِذا لم يقدر عَلَى النهوض.
وَقَالَ الْخطابِيّ الأجود ضم الْألف.
فِي الحَدِيث كَانَ يزحلنا أَي ينحينا وزحل بِمَعْنى تَأَخّر.
بَاب الزَّاي مَعَ الْخَاء
فِي الحَدِيث من يتبعهُ الْقُرْآن يزخ فِي قَفاهُ أَي يدْفع وَمِنْه
قَول عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام
(أَفْلح من كَانَت لَهُ مزخة ... يزخها ثمَّ ينَام الفخة)
أَي امْرَأَة تطئوها.
فِي الحَدِيث لَا تأخذن من الزخة شَيْئا وَهِي أَوْلَاد الْغنم يزخ أَي
يساق.
وَلم يدْخل رَسُول الله الْكَعْبَة حَتَّى نحي الزخرف وَهُوَ نقوش
وتصاوير نحتت.
فِي الحَدِيث فِي الْفَرْع تذبح قَالَ لِأَن يتْركهُ حَتَّى يكون زخربا
خير
(1/433)
من أَن يكفأ إناءك.
قَالَ أَبُو عبيد الزخزب الَّذِي قد غلظ جِسْمه وَاشْتَدَّ لَحْمه
وَفِي لفظ حَتَّى يكون شفرنا وَهُوَ الْكَبِير.
بَاب الزَّاي مَعَ الرَّاء
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة ويل للزريب قيل وَمَا الزريبة قَالَ الَّذين
يدْخلُونَ عَلَى ألأمراء فَإِذا قَالُوا شرا صدقوهم.
قَوْله فِي زريبة من غنم.
قَالَ الْكسَائي الزريبة حَظِيرَة من خشب تعْمل للغنم.
قَالَ سلمَان فِي حق عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِنَّه لعالم الأَرْض
وزرها أَي قوامها.
قَالَ الْأَزْهَرِي وَأَصله من زر الْقلب وَهُوَ عظم صَغِير بِهِ قوام
الْقلب.
قَالَ الْحجَّاج إيَّايَ وَهَذِه الزرافات الْجَمَاعَات يَجْتَمعُونَ
لإثارة الْفِتَن.
وَمثلهَا البرازق.
(1/434)
قَالَ بَعضهم كَانَ الْكَلْبِيّ يزرف فِي
الحَدِيث يُقَال فلَان يزرف ويزلف ويبنق أَي يزِيد.
قَوْله لَا تزرموا ابْني أَي لَا تقطعوا عَلَيْهِ بَوْله والازرام
الْقطع.
قَوْلهَا الرّيح ريح زرنب وَهُوَ نوع من الطّيب.
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَا أدع الْحَج وَلَو تزرنقت وَهُوَ من
الزرنوق والزرنوقان حائطان ببنيان من جَانِبي الْبِئْر ويعرض
عَلَيْهِمَا خَشَبَة تعلق فِيهَا البكرة وَالْمعْنَى لَو استقيت
بِالْأَجْرِ.
وَكَانَت عَائِشَة تَأْخُذ الزرنقة أَي تَأْخُذ بِالدّينِ وَسُئِلَ
عِكْرِمَة عَن الْجنب يغتمس فِي الزرنوق.
(1/435)
قَالَ شمر هُوَ النَّهر الصَّغِير.
وَكَانَ عَلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام زرمانقة أَي جُبَّة صوف.
بَاب الزَّاي مَعَ الْعين
قَوْله وأزعب لَك من المَال زعبة أَي أُعْطِيك دفْعَة مِنْهُ.
قَالَ عَمْرو بن مَيْمُون إيَّاكُمْ وَهَذِه الزعانيف وَهِي فرق
النَّاس الخارجون عَن جَمَاعَتهمْ وهم الزعانف أَيْضا.
قَالَ الْأَصْمَعِي أصل الزعانف أَطْرَاف الْأَدِيم والأكارع شبه من
شَذَّ عَن النَّاس وفارقهم بأطراف الْجلد من الْأدم.
وَقَالَ جَابر وَكنت أنظر إِلَى أبي بعد قَتله وَرَسُول الله لَا يزعني
أَي لَا يزجرني وَمثله إِن الله يَزع بالسلطان.
قَوْله الزعيم غَارِم يَقُول الْكَفِيل ضَامِن.
وَفِي حَدِيث أبي أَيُّوب إِنَّه كَانَ إِذا مر برجلَيْن يتزاعمان
فَذكر أَن الله عز وجل كفر عَنْهُمَا أَي يتدافعان شَيْئا فيختلفان
فِيهِ.
(1/436)
بَاب الزَّاي مَعَ الْغَيْن
أهدي لرَسُول الله أجر زغب الْأجر صغَار القثاء والزغب الَّتِي
عَلَيْهَا زغب والزغب أول مَا ينْبت من الريش.
بَاب الزَّاي مَعَ الْفَاء
نهَى عَن المزفت وَهُوَ الْإِنَاء الَّذِي يطلى بالزفت ثمَّ ينتبذ
فِيهِ.
قَالَ اللَّيْث الزفت القار وَقيل هُوَ غير القار.
وَكَانَ النِّسَاء يزفرن الْقرب الزفر الْحمل عَلَى الظّهْر.
وَكَانَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِذا خلا مَعَ زافرته انبسط وهم
خواصه.
فِي الحَدِيث صنع طَعَاما وَقَالَ لِبلَال ادخل عَلّي النَّاس زفة زفة
أَي فوجا بعد فَوْج.
(1/437)
سميت بذلك لزفيفها فِي مشيتهَا.
وَقَالَ لامْرَأَة مَا لَك تزفزفين قَالَت الْحمى أصل الزفزفة تَحْرِيك
الرِّيَاح الْحَشِيش حَتَّى يصوت
(1/438)
|