غريب الحديث لابن الجوزي

كتاب السِّين
بَاب السِّين مَعَ الْألف
قَوْله فَأخذ جِبْرِيل بحلقي فسأبني أَي خنقني.
فِي الحَدِيث جُزْء من الرزق فِي السابياء.
قَالَ الْأَصْمَعِي السابياء هُوَ المَاء الَّذِي يخرج عَلَى رَأس الْوَلَد إِذا ولد.
وَقَالَ هشيم مَعْنَى السابياء النِّتَاج
قَالَ أَبُو عبيد الأَصْل فِي السابياء مَا قَالَ الْأَصْمَعِي وَالْمعْنَى يرجع إِلَى مَا قَالَ هشيم.
بَاب السِّين مَعَ الْبَاء
قَوْله كل سَبَب وَنسب يَنْقَطِع إِلَّا سببي ونسبي قَالَ الْأَزْهَرِي

(1/451)


النّسَب يكون بِالْولادَةِ وَالسَّبَب بِالتَّزْوِيجِ.
فِي الحَدِيث وسبائب الْعَبَّاس تجول عَلَى صَدره يَعْنِي ذوائبه وَهَذَا مَذْكُور فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء.
قَالَ رَأَيْت الْعَبَّاس وَقد طَال عمر وَعَيناهُ تَنْضَحَانِ وسبائبه تجول عَلَى صَدره.
وَالْمعْنَى كَانَ أطول من عمر وَعَيناهُ تجْرِي دمعا وَقد صحف هَذَا أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ فَقَالَ رَأَيْت الْعَبَّاس وَقد طَال عمره وَعَيناهُ تنضمان وَهُوَ قَول من لَا يعرف الحَدِيث.
فِي حَدِيث صلَة بن أَشْيَم فَإِذا سبّ فِيهِ دوخلة رطب السب الثَّوْب الرَّقِيق.
قَوْله يَا صَاحب السبتين السبت جُلُود الْبَقر المدبوغة بالقرظ يتَّخذ مِنْهَا النِّعَال.
سميت سبتية لِأَن شعرهَا قد سبت عَنْهَا أَي حلق وأزيل.
فِي حَدِيث قيلة وَعَلَيْهَا سبيح لَهَا وَهُوَ ثوب يعْمل من الصُّوف

(1/452)


يكون أسود.
فِي الحَدِيث إِن رجلَيْنِ سبحا بعد الْعَصْر أَي صليا.
قَوْله وَاجْعَلُوا صَلَاتكُمْ مَعَهم سبْحَة أَي نَافِلَة.

(1/453)


قَوْله لأحرقت سبحات وَجهه.
قَالَ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام يُقَال فِي السبحات إِنَّهَا جلال وَجهه ونوره وَمِنْه قيل سُبْحَانَ الله إِنَّمَا هُوَ تَعْظِيم لَهُ وتنزيه.
قَالَ وَلم نسْمع هَذَا الْحَرْف إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث.
وَقد حَكَى الْأَزْهَرِي عَن ثَعْلَب أَنه قَالَ السبحات مَوَاضِع السُّجُود قلت فَيكون هَذَا خطابا لنا بِمَا نعقل فِي أمثالنا كَمَا يذكر فِي حق الْيَد والسمع وَالْبَصَر وَمن صِفَاته السبوح.
قَالَ الزّجاج هُوَ الَّذِي تنزه عَن كل سوء.
قَوْله لعَائِشَة وَقد دعت عَلَى السَّارِق لَا تسبحي عَنهُ أَي لَا تخففي.

(1/454)


فِي الحَدِيث إِن ذكر الْخَوَارِج فَقَالَ التسبيد فيهم فَاش وَهُوَ استئصال الشّعْر بِالْحلقِ.
وَقيل هُوَ ترك التدهن وَغسل الرَّأْس.
وَمن هَذَا قدم ابْن عَبَّاس مَكَّة مسبد رَأسه وَهُوَ ترك الدّهن وَمثله التسميد.
قَوْله يخرج من النَّار قد ذهب حبره وسبره أَي جماله وهيئته.
وَقيل للزبير قد غلب عَلَى نبيك سبر أبي بكر ونحوله السبر هَا هُنَا الشّبَه.
قَوْله إسباغ الْوضُوء فِي السبرات السبرة شدَّة الْبرد.

(1/455)


فِي الحَدِيث الْحسن وَالْحُسَيْن سبطا رَسُول الله أَي طَائِفَتَانِ مِنْهُ وقطعتان مِنْهُ.
قَالَ الزّجاج السبط فِي اللُّغَة الْجَمَاعَة الَّذين يرجعُونَ إِلَى أَب وَاحِد والسبط من شَجَرَة وَاحِدَة قَالَ ثَعْلَب الأسباط ولد إِسْحَاق كالقبائل فِي ولد إِسْمَاعِيل فرقوا بِهَذَا بَين الْفَرِيقَيْنِ.
وَكَانَ صلى الله عليه وسلم سبط الْقصب السبط الممتد الَّذِي لَيْسَ فِيهِ تعقد وَلَا نتوء.
وَفِي صفة شعره لَيْسَ بالسبط وَهُوَ السهل الَّذِي لَا تكسر فِيهِ.
كَانَت عَائِشَة تضرب الْيَتِيم فِي حجرها حَتَّى يسبط أَي يَمْتَد يُقَال أسبط عَلَى وَجه الأَرْض إسباطا إِذا امْتَدَّ وانبسط من الضَّرْب.
وَمثله حَدِيث عَطاء أَنه سُئِلَ عَن رجل أَخذ من الذَّبِيحَة شَيْئا قبل أَن تسبطر أَي تمتد بعد الْمَوْت.

(1/456)


فِي الحَدِيث أَتَى سباطة قوم وَهِي مثل الكناسة الَّتِي تلقى فِيهَا القمائم.
قَالَ شُرَيْح فَإِن هِيَ درت واسبطرت يُرِيد امتدت للإرضاع.
قَوْله من لَهَا يَوْم السَّبع قَالَ ابْن الْأَعرَابِي السَّبع الْموضع الَّذِي عِنْده الْمَحْشَر يَوْم الْقِيَامَة أَرَادَ من لَهَا يَوْم الْقِيَامَة قلت من ضم الْبَاء غلط.
فِي الحَدِيث نهَى عَن السبَاع وَتَفْسِيره فِي الحَدِيث أَنه الفخار بِكَثْرَة الْجِمَاع وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ الْجِمَاع.

(1/457)


وَفِي حَدِيث آخر اغْتسل من سِبَاع أَي من جماع وَقيل هُوَ أَن يتساب الرّجلَانِ فَيَرْمِي كل وَاحِد صَاحبه بِمَا يسوءه من القذع.
يُقَال سبع فلَان فلَانا إِذْ انتقصه وتناوله بِسوء.
فِي الحَدِيث من سبعني من قومِي.
وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن مَسْأَلَة فَقَالَ إِحْدَى من سبع كَأَنَّهُ لما استهولها ضرب لَهَا السَّبع الَّذِي عديت فِيهَا عَاد مثلا.
فِي الحَدِيث سبعت سليم يَوْم الْفَتْح مَعْنَاهُ كملت سَبْعمِائة رجل.
وَقَول رَسُول الله لأم سَلمَة إِن شِئْت سبعت لَك أَي أَقمت عنْدك سبعا والأسبوع الْأَيَّام الَّتِي يَدُور عَلَيْهَا الزَّمَان فِي كل سَبْعَة مِنْهَا جُمُعَة يُسمى الْأُسْبُوع وَتجمع أسابيع وَكَذَلِكَ الْأُسْبُوع فِي الطّواف وَمن الْعَرَب من يَقُول سبوع فيهمَا.
فِي حَدِيث الْمُلَاعنَة سابغ الإليتين أَي كثير لحمهما.

(1/458)


وَلما رَمَى رَسُول الله أبي بن خلف وَقعت الحربة فِي ترقوته تَحت تسبغة الْبَيْضَة.
قَالَ ابْن قُتَيْبَة تسبغة الْبَيْضَة شَيْء من حلق الدرْع توصل بِهِ الْبَيْضَة فتستر الْعُنُق وَإِنَّمَا قيل لذَلِك الْوَصْل تسبغة لِأَن الْبَيْضَة بِهِ تسبغ حَتَّى تستر مَا بَينهَا وَبَين جنب الدرْع وَلَوْلَا ذَلِك كَانَ بَين الْبَيْضَة والدرع خلل.
قَوْله لَا ينظر الله إِلَى مُسبل وَهُوَ الَّذِي يطول ثَوْبه ويرسله إِلَى الأَرْض.
وَفِي حَدِيث آخر من خر سبله من الْخُيَلَاء أَي ثِيَابه الْمُرْسلَة.
فِي الحَدِيث اسقنا غيثا سابلا.
قَالَ ابْن قُتَيْبَة السبل الْمَطَر كَأَنَّهُ قَالَ مَطَرا ماطرا.
فِي الحَدِيث كَانَ وافر السبلة.
قَالَ الْخطابِيّ هُوَ مقدم اللِّحْيَة وَمَا أسبل مِنْهَا عَلَى الصَّدْر وَلَيْسَ بالشارب.
فِي الحَدِيث كَانَ لعَلي بن الْحُسَيْن سبنجونة من جُلُود البغال وَهِي الفروة.
فِي الحَدِيث دخلت عَلَى خَالِد وَعَلِيهِ سبنية قَالَ اللَّيْث هُوَ ضرب من الثِّيَاب يتَّخذ من مشامة الْكَتَّان وَهُوَ أغْلظ مَا يكون.

(1/459)


فِي الحَدِيث لَا يجيئن أحدكُم يَوْم الْقِيَامَة سَبَهْلَلا أَي فَارغًا لَيْسَ مَعَه من أَعمال الْآخِرَة شَيْء.
بَاب السِّين مَعَ التَّاء
فِي الحَدِيث أَيّمَا رجل أغلق عَلَى امْرَأَته بَابا وأرخى أستاره يَعْنِي ستوره.
فِي الحَدِيث فَبينا نَحن لَيْلَة متساتلين عَن الطَّرِيق أَي متقاطرين بَعْضنَا فِي إِثْر بعض.
يُقَال تساتل الْقَوْم إِذا جَاءَ بَعضهم فِي إِثْر بعض.
فِي حَدِيث الْمُلَاعنَة أَن جَاءَت بِهِ مستها أَرَادَ بالمسته الضخم الإليتين.

(1/460)


بَاب السِّين مَعَ الْجِيم
قَالَ ابْن عَبَّاس هَوَاء الْجنَّة سَجْسَج أَي معتدل لَا حر فِيهَا وَلَا قر.
وَمثله فِي صفة لَيْلَة الْقدر أَنَّهَا ساجية.
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي مَا بَين طُلُوع الْفجْر إِلَى طُلُوع الشَّمْس يُقَال لَهُ السجسج وَمن الزَّوَال إِلَى الْعَصْر يُقَال لَهُ الهجير والهاجرة.
وَمر بواد فَقَالَ هَذِه سجاسج مر بهَا مُوسَى السجاسج جمع سَجْسَج.
فِي الحَدِيث إِن الله قد أراحكم من السجة والسجة حَكَى أَبُو عبيد عَن بَعضهم أَنَّهَا أَسمَاء آلِهَة كَانُوا يعبدونها.
وَقيل السجة مَأْكُول رُوِيَ والسجة الدَّم كَانُوا يَأْكُلُونَهُ فِي الْجَاهِلِيَّة.
وأيد أَبُو سعيد الضَّرِير هَذَا وَقَالَ السجة اللبنة الَّتِي رققت بِالْمَاءِ والسجة الدَّم الفصيد.
وَكَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يتبلغون بهما فِي المجاعة.

(1/461)


فِي الحَدِيث ملكت فَأَسْجِحْ أَي سهل وَأحسن الْعَفو.
وَقَالَ عَلّي لأَصْحَابه امشوا إِلَى الْمَوْت مشْيَة سجحا أَي سهلة.
فِي الحَدِيث وَلَا تضروه سجيس اللَّيَالِي وَالْأَيَّام مَعْنَاهُ آخر الدَّهْر.
فِي الحَدِيث إِن أحدكُم إِذا سجع ذَلِك المسجع أَي سلك.

(1/462)


ذَلِك المسلك.
وأصل السجع الْقَصْد المستوي وسجع الْحَمَامَة مُوالَاة صَوتهَا عَلَى طَرِيق وَاحِدَة.
قَالَ اللَّيْث سجع الرجل إِذا انْطلق بالْكلَام لَهُ فواصل.
وَقَول رَسُول الله أسجع كسجع الْأَعْرَاب إِنَّمَا كرهه لمشاكلته كَلَام الْكُهَّان.
وَنَهَى عَن السجع فِي الدُّعَاء لِأَن الدُّعَاء يَنْبَغِي أَن يكون عَن حرقة الْقلب لَا عَن تصنع وَقد يَقع غير تصنع فَلَا نَدم لقَوْله أعوذ بك من قلب لَا يخشع وَعين لَا تَدْمَع.
فِي الحَدِيث إِنَّه افْتتح سُورَة النِّسَاء فسجلها أَي فقرأها وَيروَى فسجلها بِالْحَاء أَي جَرَى فِيهَا.
قَالَ ابْن الْحَنَفِيَّة وَقد قَرَأَ {هَل جَزَاء الْإِحْسَان إِلَّا الْإِحْسَان} قَالَ هِيَ مسجلة للبر والفاجر أَي مُرْسلَة مُطلقَة لم يشْتَرط فِيهَا بر وَلَا فَاجر.

(1/463)


يَقُول الاختبار إِلَى كل أحد جَزَاؤُهُ الْإِحْسَان وَإِن كَانَ الَّذِي يصطنع إِلَيْهِ فَاجِرًا.
فِي الحَدِيث الْحَرْب سِجَال أَي بدال هَؤُلَاءِ تَارَة وَهَؤُلَاء تَارَة.
وَأَصله أَن المستقين بالسجل يكون لكل وَاحِد سجل والسجل الدَّلْو الْكَبِير.
وَمِنْه صبوا عَلَى بَوْل الْأَعرَابِي سجلا.
وهدي إِلَى بعض الْأُمَرَاء طيلسان سجلاطي قَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد هُوَ الكحلي.
بَاب السِّين مَعَ الْحَاء
قَالَ أَبُو بكر لأسامة أغر عَلَيْهِم غَارة سحاء وَهِي فعلاء من السح وَهُوَ الصب.

(1/464)


وَيَمِين الله سحاء أَي دائمة الصب.
وَفِي لفظ غَارة سنحاء أَي ظَاهِرَة بَيِّنَة من قَوْلك سنح لي الشَّيْء إِذا ظهر.
وَفِي رِوَايَة غَارة مسحاء بِالْمِيم أَي سريعة.
قَوْله إِن من الْبَيَان لسحرا أَي مِنْهُ مَا يصرف قُلُوب السامعين إِلَى قبُول مَا يسمعُونَ وَإِن كَانَ غير حق قَالَ الْأَزْهَرِي السحر صرف الشَّيْء عَن حَقِيقَته وَقد سبق بَيَان هَذَا فِي بَاب الْبَاء.
قَالَت عَائِشَة توفّي بَين سحرِي وَنَحْرِي.
السحر الرئة وَمَا يتَعَلَّق بهَا.
فِي الحَدِيث فَأخْرج لَهُم شَاة فسطحوها أَي ذبحوها ذبحا سَرِيعا. 466
فِي الحَدِيث من يَبْتَغِي بهَا سحق ثوب وَهُوَ الثَّوْب الْخلق الَّذِي انسحق.
وكفن رَسُول الله فِي ثَلَاثَة أَثوَاب سحُولِيَّة رَوَاهُ ابْن قُتَيْبَة بِضَم السِّين.
وَقَالَ سحول جمع سحل وَهُوَ الثَّوْب الْأَبْيَض وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْأَزْهَرِي وَرَوَاهُ أَبُو عمر الزَّاهِد بِفَتْح السِّين وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو عبد الله الْحميدِي وَقَالَ وَقد قَرَأنَا عَلَى رجل من أهل هَذِه الْقرْيَة وَهِي قَرْيَة بِالْيمن يُقَال لَهَا سحول بِفَتْح السِّين.
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِن بني أُميَّة لَا يزالون يطعنون فِي مسحل ضَلَالَة أَي أَنهم يسرعون فِي الضَّلَالَة يُقَال ركب فلَان مسحلة.
والمسحلان الحديدتان تكتنفان اللجام.
وَأَوْحَى الله تَعَالَى إِلَى أَيُّوب أَنه لَا يَبْتَغِي لأحد أَن يخاصمني إِلَّا من يَجْعَل الزيار فِي فَم الْأسد والسحال فِي فَم العنقاء السحال والمسحل وَاحِد.

(1/465)


فِي الحَدِيث من يَبْتَغِي بهَا سحق ثوب وَهُوَ الثَّوْب الْخلق الَّذِي انسحق.
وكفن رَسُول الله فِي ثَلَاثَة أَثوَاب سحُولِيَّة وَرَوَاهُ ابْن قُتَيْبَة بِضَم السِّين.
وَقَالَ سحول جمع سحل وَهُوَ الثَّوْب الْأَبْيَض وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْأَزْهَرِي وَرَوَاهُ أَبُو عمر الزَّاهِد بِفَتْح السِّين وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو عبد الله الْحميدِي وَقَالَ وَقد قَرَأنَا عَلَى رجل من أهل هَذِه الْقرْيَة وَهِي قَرْيَة بِالْيمن يُقَال لَهَا سحول بِفَتْح السِّين.
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِن بني أُميَّة لَا يزالون يطعنون فِي مسحل ضَلَالَة أَي أَنهم يسرعون فِي الضَّلَالَة يُقَال ركب فلَان مسحلة.
والمسحلان الحديدتان تكتنفان اللجام.
وَأَوْحَى الله تَعَالَى إِلَى أَيُّوب أَنه لَا يَبْتَغِي لأحد أَن يخاصمني إِلَّا من يَجْعَل الزيار فِي فَم الْأسد والسحال فِي فَم العنقاء السحال والمسحل وَاحِد.

(1/466)


فِي الحَدِيث إِن أم حَكِيم أَتَتْهُ بكتف فَجعلت تسحلها لَهُ أَي تكشط مَا عَلَيْهَا من اللَّحْم.
وَرُوِيَ فَجعلت تسحاها أَي تقشرها.
والساحية المطرة الَّتِي تقشر الأَرْض.
وَفِي الحَدِيث فَإِذا عرض وَجهه متسح أَي متقشر.
قَوْله فَإِن جَاءَت بِهِ أسحم أَي أسود.
بَاب السِّين مَعَ الْخَاء
فِي ذكر الْمُنَافِقين خشب بِاللَّيْلِ سخت بِالنَّهَارِ أَي هم بِاللَّيْلِ نيام فَإِذا أَصْبحُوا تصاخبوا عَلَى الدُّنْيَا شحا وَالسِّين وَالصَّاد تجوز فِي كلمة فِيهَا خاء.
فِي الحَدِيث فَحسب أَن الصَّبِي حبس ليلبس سخابا السخاب خيط ينظم فِيهِ خرز ويلبسه الصّبيان والجواري وَجمعه سخب.
وَفِي حَدِيث ابْن الزبير فكأنهم صبيان يمرثون سخبهم.
قَالَ ابْن الزبير لمعاوية لَا تطرق إطراق الأفعوان فِي أصل

(1/467)


السخبر وَهُوَ شجر تألفه الْحَيَّات فتسكن فِي أُصُوله الْوَاحِدَة سَخْبَرَة.
يَقُول لَا نتغافل عَن مَا نَحن فِيهِ.
كَانَ زيد بن أَرقم يَحْيَى لَيْلَة سبع عشرَة من رَمَضَان فَيُصْبِح وَكَأن السخد عَلَى وَجهه.
السخد المَاء الَّذِي يكون مَعَ الْوَلَد أخبر أَنه أصبح مورما متهيجا منتفخا لمعالجته السهر.
فِي حَدِيث أبي ذَر مَا وجدت سخْفَة الْجُوع يَعْنِي رقته وهزاله.
قَالَ الْأَصْمَعِي السخفة الخفة.
فِي الحَدِيث يعمد إِلَى سخلي فيقتله.
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي السخل المحبت إِلَى أَبَوَيْهِ.
فِي الحَدِيث أهدوا لَهُ رطبا سخلا فَقبله.

(1/468)


قَالَ ابْن قُتَيْبَة السخل الَّذِي يَدعُوهُ الْعَامَّة الشيص.
فِي الحَدِيث شَاهد الزُّور يسخم وَجهه أَي يسود وَقَالَ شمر السخام سَواد الْقدر.
قَوْله واسلل سخيمة قلبِي.
قَالَ ابْن فَارس السخيمة الموجدة فِي النَّفس.
قَوْله أنزل عَلّي طَعَام بمسخنة.
المسخنة قدر كَأَنَّهَا تور.
فِي الحَدِيث فَأَمرهمْ أَن يمسحوا عَلَى المشاور والتساخين التساخين الْخفاف.
بَاب السِّين مَعَ الدَّال
قَوْله حَتَّى يُصِيب سدادا من الْعَيْش أَي مَا يسد خلته بِهِ وكل شَيْء سددت بِهِ خللا فَهُوَ سداد فَأَما السداد فَهُوَ الْمِقْدَار الَّذِي لَا يعاب.

(1/469)


وَمِنْه سددوا وقاربوا وَالْمعْنَى لَا تقصرُوا فِيمَا أمرْتُم وَلَا تغلوا كالخوارج.
وَسُئِلَ أَبُو بكر عَن الْإِزَار فَقَالَ سدد وقارب أَي اسْتعْمل مِقْدَار الْحَاجة وقارب فَلَا ترخ إزارك فتفرط فِي إسباله وَلَا تقلصه فتفرط فِي تشميره.
قَالَت أم سَلمَة لعَائِشَة إِنَّك سدة بَين النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَأمته أَي بَاب فَمَتَى أُصِيب ذَلِك الْبَاب بِشَيْء فقد دخل عَلَى رَسُول الله فِي حريمه.

(1/470)


فِي صفة الْفُقَرَاء لَا تفتح لَهُم السدد يَعْنِي الْأَبْوَاب.
وَكَانَ الْمُغيرَة بن شُعْبَة لَا يُصَلِّي فِي سدة الْجَامِع يَعْنِي الظلال الَّتِي حوله.
وَمِنْه سمي إِسْمَاعِيل السّديّ لِأَنَّهُ كَانَ يَبِيع فِي سدة الْمَسْجِد الْجَامِع الْخمر.
فِي الحَدِيث فَكَانَ يأتينا بالسحور وَنحن مسدفون فَيكْشف الْقبَّة فيسدف لنا طعامنا.
قَالَ القتيبي مسدفون أَي داخلون فِي السدفة وَهِي الضَّوْء هَاهُنَا وَكَذَلِكَ قَوْله وتسدف لنا أَي تضيء.
قَالَت أم سَلمَة لعَائِشَة قد وجهت سدافته السدافة

(1/471)


الْحجاب والستر وتوجيهها كشفها وأرادت أَنَّك هتكت السّتْر
وَنَهَى رَسُول الله عَن السدل فِي الصَّلَاة وَهُوَ إسبال الثِّيَاب من غير أَن يضم جوانبها.
فِي الحَدِيث إِن رَسُول الله ذكر سدانة الْكَعْبَة.
السدَانَة الْخدمَة والسدنة الخدم.
وَكتب ليهود تيماء أَن لَهُم الذِّمَّة النَّهَار مدى وَاللَّيْل سدى السدى التَّخْلِيَة والمدى الْغَايَة وَأَرَادَ أَن ذَلِك لَهُم أبدا مَا كَانَ اللَّيْل وَالنَّهَار.
بَاب السِّين مَعَ الرَّاء
مسح رَسُول الله سراة جمل السراة الظّهْر وسراة كل شَيْء أَعْلَاهُ.
قَوْله من أصبح آمنا فِي سربه.
قَالَ الْأَصْمَعِي أَي فِي نَفسه وَقَالَ غَيره فِي سربه بِفَتْح السِّين أَي فِي مسلكه.

(1/472)


فِي صفته صلى الله عليه وسلم دَقِيق المسربة وَهِي الشّعْر المستدق مَا بَين اللبة إِلَى السُّرَّة.
وَفِي حَدِيث الِاسْتِنْجَاء وَحجر للمسربة وَهُوَ مَا بَين الصفحتين.
وَفِي حَدِيث الاستخباء وَحجر للمسربة وَهُوَ مجْرى الحَدِيث مَا بَين الصفحتين.
فِي حَدِيث أم زرع قليلات المسارح وَصفته بِكَثْرَة الْإِطْعَام وَسقي الألبان وَإِبِله لَا تغيب عَن الْحَيّ.
قَوْله لَا تعدل سارحتكم أَي لَا تصرف عَن مرعى تريده والسارحة الْمَاشِيَة الَّتِي تسرح إِلَى مراعيها.
فِي الحَدِيث فَإِن هُنَاكَ سرحة أَي شَجَرَة طَوِيلَة.
وَقَالَ الْحسن تشرب لَذَّة وَتخرج سرحا أَي سهلا.
فِي الحَدِيث قَطعنَا إِلَيْك من ديمومة سردح يَعْنِي كم

(1/473)


قَطعنَا من مفازة بعيدَة الأرجاء وَاسِعَة.
وَكَانَ عمر يسْرد الصّيام أَي يواليه.
قَوْله هَل صمت من سرة هَذَا الشَّهْر شَيْئا يَعْنِي من.
آخِره والسرار لَيْلَة يستسر الْهلَال فِيهَا والسرار بِكَسْر السِّين وَفتحهَا لُغَتَانِ
وَقَالَ بعض الْوُفُود نَحن من سرارة مذْحج أَي من خيارهم
وَكَانَ للربيع بن خثيم سربة ذكر الْأَزْهَرِي فِيهَا قَوْلَيْنِ أَحدهمَا أَنَّهَا نسبت إِلَى السِّرّ وَهُوَ الْجِمَاع وضمت السِّين فرقا بَين الْحرَّة وَالْأمة فَيُقَال للْحرَّة إِذا نكحت سرا سَرِيَّة وَالْأمة يتسراها صَاحبهَا سَرِيَّة.
وَالثَّانِي لِأَنَّهَا مَوضِع سَرقَة الرجل السرُور وَكَانَ بَنو إِسْرَائِيل يبرزون صبحة سَارِيَة فَيدعونَ السارية السحابة الماطرة.
فِي الحَدِيث تبرق أسارير وَجهه يَعْنِي الخطوط الَّتِي فِي جَبهته مثل التكسر فِيهَا وَاحِدهَا سر وسرر.
فِي حَدِيث السقط يجترهما يَعْنِي وَالدية بسرره حَتَّى يدخلهَا الْجنَّة.
السرر مَا تقطعه الْقَابِلَة وَهُوَ السِّرّ وَمَا بَقِي بعد الْقطع فَهُوَ السُّرَّة.

(1/474)


وَجَاء فِي الحَدِيث شَجَرَة سر تحتهَا سَبْعُونَ نَبيا.
فِي الحَدِيث يرد متسريهم عَلَى قاعدهم.
المتسري الَّذِي يخرج فِي السّريَّة بِإِذن الإِمَام يرد عَلَى الْقَاعِد مِمَّا يُصِيب من الْغَنَائِم.
وَقَالَت عَائِشَة مَا نجد فِي كتاب الله إِلَّا النِّكَاح والاستسرار. يَعْنِي التَّسَرِّي وَكَانَ الْقيَاس الاستسراء من تسريت إِلَّا أَنَّهَا ردَّتْ الْحَرْف إِلَى أَصله وَهُوَ تسررت من السِّرّ وَهُوَ النِّكَاح فأبدلت من إِحْدَى الراءات يَاء
فِي الحَدِيث فَإِذا الْبَوْل أساريع أَي طرائق.
فِي الحَدِيث فَخرج سرعَان النَّاس السِّين وَالرَّاء مفتوحتان وَالْمرَاد أوائلهم الَّذين يسرعون
فِي الحَدِيث فَأَخَذتهم بَين سروعتين السروعة رابية من

(1/475)


الرمل وَكَذَلِكَ الزروحة تكون من الرمل وَغَيره.
فِي الحَدِيث إِن للحم سَرفًا السَّرف الْقَصْد.
فِي حَدِيث ابْن عمر إِن بمنى سرحة لم تسرف أَي لم تصبها السرفة وَهِي دويبة صَغِيرَة تنقب الشَّجَرَة وتبني فِيهَا بَيْتا وَبهَا يضْرب الْمثل فَيُقَال إِصْبَع من سرفة.
وَجَاء جِبْرِيل بِصُورَة عَائِشَة فِي سرفة من حَرِير أَي فِي شقة بَيْضَاء
قَالَ أَبُو عبيد سرق الْحَرِير هِيَ الشقق إِلَّا أَنَّهَا الْبيض مِنْهَا خَاصَّة.
فِي الحَدِيث إِنَّه طعن بالسروة فِي ضبع النَّاقة والسروة بِكَسْر السِّين وَضمّهَا نصل السهْم المدور الَّذِي لَا عرض لَهُ وَفِيه لُغَة أُخْرَى السّريَّة.
فِي غَزْوَة أحد الْيَوْم تسرون أَي يقتل لسريكم فَقتل حَمْزَة
فِي الحَدِيث لَيْسَ للنِّسَاء سروات الطّرق يَعْنِي ظهر الطّرق ومعظمها وَإِنَّمَا لَهُنَّ الْأَطْرَاف والجوانب.
فِي الحَدِيث الحساء يسرو عَن فؤاد السقيم أَي يكْشف فُؤَاده.

(1/476)


قَالَ عمر لَئِن بقيت ليَأْتِيَن الرَّاعِي بسرو حمير حَقه.
السرو مَا انحدر عَن جزوتة الْجَبَل وارتفع عنن منحدر الْوَادي.
فِي الحَدِيث فَإِذا مطرَت السحابة سري عَنهُ أَي كشف عَنهُ الْخَوْف.
قَالَ مَالك بن أنس يشْتَرط عَلَى الساقي سرو الشّرْب
قَالَ القتيبي يُرِيد تنقية أَنهَار الشّرْب.
بَاب السِّين مَعَ الطَّاء
فَضربت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى بمسطح.
قَالَ أَبُو عبيد هُوَ عود من عيدَان الخباء والفسطاط وَقَالَ غَيره المسطح حَصِير يسق من خوص الدوم.
فِي الحَدِيث فَإِذا امْرَأَة بَين سطحتين.
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي السطيحة تكون من جلدين قبل أَحدهمَا بِالْآخرِ فسطح عَلَيْهِ والمزادة أكبر مِنْهَا

(1/477)


وَقَالَ الْحسن للأشعث إِنَّك وَالله مَا تسيطر عَلّي بِشَيْء أَي لَا تروج
فِي صفته عَلَيْهِ السَّلَام فِي عُنُقه سَطَعَ أَي ارْتِفَاع وَطول.
قَوْله لَا يهيدنكم الساطع الْمُتَعَمد يَعْنِي الْفجْر يُقَال للصبح إِذا طلع ضوؤه مستطيلا قد سَطَعَ قَوْله من قضيت لَهُ بِشَيْء من حق أَخِيه فَلَا يَأْخُذهُ فَإِنَّمَا أقطع لَهُ إسطاما من النَّار أَي قِطْعَة مِنْهَا كَذَلِك ذكره الْأَزْهَرِي.
بَاب السِّين مَعَ الْعين
قَوْله لبيْك وَسَعْديك أَي ساعدت طَاعَتك يَا رب مساعدة

(1/478)


بعد مساعدة.
قَالَ ثَعْلَب الْمَعْنى مساعدة لَك ثمَّ مساعدة لَا إسعاد فِي الْإِسْلَام هَذَا فِي النِّيَاحَة عَلَى الْمَوْتَى كَانَ جارات الْمَرْأَة يسعدنها فِي مصيبتها أَي يعاونها.
قَوْله ساعد الله أَشد وموساه أحد أَي لَو أَرَادَ الله عز وجل أَن يخلق الْبحيرَة مشقوقة الْأذن لخلقها.
فِي الحَدِيث كُنَّا نكرِي الأَرْض بِمَا عَلَى السواقي وَمَا سعد من المَاء فِيهَا مَعْنَى مَا سعد مَا جَاءَ سيحا.

(1/479)


فِي خطْبَة الْحجَّاج أَنْج سعد فقد قتل سعيد.
وأصل هَذَا أَنه كَانَ لضبة ابْنَانِ سعد وَسَعِيد فَخَرَجَا فَرجع سعد وَلم يرجع سعيد فَكَانَ ضبة إِذا رَأَى سوادا تَحت اللَّيْل قَالَ سعد أم سعيد.
قَوْله عَلَى الصِّرَاط كلاليب مثل شوك السعدان
قَالَ الْأَزْهَرِي السعدان بقل لَهُ ثَمَر مستدير مشوك الْوَجْه إِذا وَطئه الْإِنْسَان عفر رجله.
والسعدان أفضل مراعيهم أَيَّام الرّبيع وألبان الْإِبِل تحلوا إِذا رعت السعدان لِأَنَّهُ مَا دَامَ رطبا حُلْو يَأْكُلهُ الْإِنْسَان.
فِي الحَدِيث إِنَّه لمسعر حَرْب قَالَ الْأَزْهَرِي تحمى بِهِ الْحَرْب.
فِي الحَدِيث إِنَّه استعط والاستعاط تَحْصِيل الدّهن أَو غَيره فِي أقْصَى الْأنف سَوَاء كَانَ بجذب النَّفس أَو بالتفريغ فِيهِ.
قَالَ عمرَان الشَّهْر قد تسعسع أَي أدبر وفنى إِلَّا أَقَله رَوَاهُ بَعضهم تشعشع بالشين الْمُعْجَمَة كَأَنَّهُ يذهب بِهِ إِلَى رقة الشَّهْر وَقلة مَا بَقِي مِنْهُ.

(1/480)


فِي الحَدِيث السعالي وهم سحرة الْجِنّ
قَالَ شمر قد فسروها بِأَنَّهَا الغيلان
فِي حَدِيث عمر وَأمرت بِصَاع من زبيب فَجعل فِي سعن وَهِي قربَة أَو أداوة يقطع أَسْفَلهَا ويسد عُنُقهَا ويعلق إِلَى خَشَبَة ثمَّ ينتبذ فِيهَا ويبرد فِيهَا المَاء وَهِي شَبيهَة بِدَلْو السقاء.
قَوْله فِي الصَّلَاة لَا تأتوها وَأَنْتُم تسعون السَّعْي أَقْوَى من الْمَشْي
قَالَ ابْن عَبَّاس السَّاعِي لغير رشده يَعْنِي الَّذِي يسْعَى بِصَاحِبِهِ إِلَى السُّلْطَان يَقُول لَيْسَ هُوَ بِثَابِت النّسَب وَقَالَ كَعْب السَّاعِي مثلث وَقد سبق فِي الثَّاء.
يُرِيد أَنه مهلك ثَلَاثَة بسعايته نَفسه وَالسُّلْطَان وَالَّذِي يسْعَى بِهِ.
فِي حَدِيث عمر أُتِي فِي نسَاء ساعين فِي الْجَاهِلِيَّة.

(1/481)


وَالْمرَاد بالمساعاة الزِّنَا وَكَانَ الْإِمَاء يسعين عَلَى مواليهن فيكسبن لَهُنَّ.
فِي حَدِيث حُذَيْفَة ليرد بِهِ عَلَى ساعيه يَعْنِي رئيسه وَفُلَان يستسعي أَي يسْتَعْمل عَلَى الصَّدقَات.
بَاب السِّين مَعَ الْغَيْن
قدم بِأَصْحَابِهِ وهم مسغبون أَي داخلون فِي المسغبة وَهِي المجاعة.
فِي الحَدِيث سغسغها يَعْنِي الثريدة أَي أفرغ عَلَيْهَا الودك فرواها بِهِ.
وَمِنْه حَدِيث ابْن عَبَّاس أَنه سُئِلَ عَن طيب الْمحرم فَقَالَ أما أَنا فأسغسغه فِي رَأْسِي
بَاب السِّين مَعَ الْفَاء
فِي الحَدِيث السفاح حرَام.
فِي الحَدِيث نزلُوا فِي سفح الْجَبَل.
قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ أَصله وأسفله.

(1/482)


قَوْله ولدت من نِكَاح لَا من سفاح السفاح الزِّنَا سمي سِفَاحًا لِأَنَّهُ صب للْمَاء من غير حُرْمَة أَبَاحَتْ ذَلِك.
فِي الحَدِيث لَو أفرت بِهَذَا الْبَيْت فسفر أَي كنس والمسفرة المكنسة.
فِي حَدِيث قوم لوط وتتبعت أسفارهم بِالْحِجَارَةِ الْأَسْفَار المسافرون.
قَالَ سعيد بن الْمسيب لَوْلَا أصوات السافرة لسمعتم وجبة الشَّمْس والسافرة أمة من الرّوم.
قَالَ عمر صلوا الْمغرب والفجاج مسفرة أَي بَيِّنَة لَا تخفى.
فِي الحَدِيث وضع يَده عَلَى رَأس الْبَعِير ثمَّ قَالَ هَات السفار وَهُوَ الزِّمَام والسفار الحديدة الَّتِي يخطم بهَا.
وَبينا ابْن مَسْعُود جَالس سفسق عَلَى رَأسه طَائِر أَي درق
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي سفسق الطَّائِر إِذا رَمَى سلحة كَذَلِك ذكره الْأَزْهَرِي وَعَاد فَذكره فِي مَوضِع آخر فَقَالَ سقسق بقافين وَقَالَ سقسق بِمَعْنى درق وَكَذَلِكَ ذكره الْهَرَوِيّ
وَكَانَ قَاضِي الْبَصْرَة يَقُول اسفعا بِيَدِهِ أَي خذا بيد الْخصم.

(1/483)


قَوْله ليصيبن قوما سفع من النَّار أَي عَلامَة مِنْهَا يُقَال سفعت الشَّيْء إِذا أعلمته بعلامة.
وَدخل عَلَى أم سَلمَة وَعِنْدهَا جَارِيَة بهَا سفعة فَقَالَ إِن بهَا نظرة أَي عينا أصابتها والسفعة مثل اللَّطْمَة.
فِي الحَدِيث وَلَقِيت غُلَاما أسفع وَهُوَ الَّذِي أصَاب خَدّه لون يُخَالف سَائِر لَونه من سَواد.
وَمِنْه قَوْله أَنا وَامْرَأَة سفعاء الْخَدين كهاتين فِي الْجنَّة وَهِي الَّتِي تركت التزين فكمد الخد شغلا بتربية أَوْلَادهَا.
قَالَ الْأَزْهَرِي لَا تكون السفعة إِلَّا سوادا مشربا ورقه
قَالَ النَّخعِيّ لَا بَأْس بالسفة وَهُوَ شَيْء من القرامل تضعه الْمَرْأَة عَلَى رَأسهَا
وَكَانَ الشّعبِيّ يكره أَن يسف الرجل النّظر إِلَى أمه وَابْنَته أَو أُخْته أَي يحد النّظر إلَيْهِنَّ.
فِي الحَدِيث وَيكرهُ سفسافها أَي رديئها وخسيسها

(1/484)


شبهت بسفساف التُّرَاب
فِي الحَدِيث مَاء كثير السافي وَهُوَ الرّيح الَّتِي تسفي التُّرَاب
قَوْله الْكبر من سفه الْخلق فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا سفه الْحق وَالثَّانِي جهل الْحق أَي رَآهُ سَفِيها.
بَاب السِّين مَعَ الْقَاف
فِي حَدِيث أبي وَائِل فَخرجت أسقد فرسا أَي أضمره والسقدد الْفرس الْمُضمر.
قَوْله السقط يظل محتنبطا فِي السقط ثَلَاث لُغَات فتح السِّين وَضمّهَا وَكسرهَا وَهُوَ الَّذِي يسْقط لغير تَمام
كَانَ ابْن عمر لَا يمر بسقاط إِلَّا سلم.
السقاط بَائِع السقط وَهُوَ رذالة الْمَتَاع.
والعامة تسميه السَّقطِي قَالَه ابْن قُتَيْبَة.
وَشرب أَبُو هُرَيْرَة من السقيط وَهُوَ الفخار.

(1/485)


فِي حَدِيث الْإِفْك فأسقطوا لَهَا بِهِ أَي صَرَّحُوا بذلك
فِي مقتل عُثْمَان وَأَقْبل رجل مسقف بِالسِّهَامِ فَأَهْوَى بهَا إِلَيْهِ أَي طَوِيل فِي انحناء.
فِي الحَدِيث لَا يمْنَع أَسْقُف من سقيفاة أَي من يسقفه وَإِنَّمَا سمي أسقفا لخشوعه والأسقف الطَّوِيل المنحني.
وَكَانَ ابْن مَسْعُود جَالِسا إِذْ سقسق عَلَى رَأسه عُصْفُور أَي ذرق
فِي الحَدِيث فَمر فَتى بناضحة يُرِيد سقيته يَعْنِي النّخل الَّتِي تسقى بالسواقي
قَالَ رجل لعمر اسْقِنِي شبكة الشبكة بِئْر وَمَعْنى اسْقِنِي اجْعَلْهَا لي سقيا.
فِي حَدِيث عُثْمَان وأبلغت الراتع مسقاتع المسقاة مَوضِع الشّرْب أَرَادَ أَنه رفق برعيته ولان لَهَا.
فِي ذكر الْخراج يُعْطي ربع المسقوى وَهُوَ الَّذِي تسقيه بالسيح وَيُرِيد ربع الْعشْر وَيُعْطَى عشر المظمي يَعْنِي الَّذِي تسقيه السَّمَاء
فِي الحَدِيث واسق إهابها أَي أعْطه إهابها من يَتَّخِذهُ سقاء.

(1/486)


فِي الحَدِيث مَا كَانَ سعد ليخني بِابْنِهِ فِي سقة من تمر السقة جمع وسق وَقد صحفه بَعضهم فَقَالَ فِي شقة بالشين الْمُعْجَمَة وَلَيْسَ بِشَيْء.
بَاب السِّين مَعَ الْكَاف
فِي حَدِيث عَائِشَة فَإِذا سكب الْمُؤَذّن بِالْأولَى أَي أذن وَأَصله من سكب المَاء وَيُقَال هَذَا أَمر سكب أَي لَازم.
وَكَانَ لرَسُول الله فرس يُقَال لَهُ السكب وَهُوَ الْكثير الجري

(1/487)


فِي الحَدِيث فرميناه بِالْحِجَارَةِ حَتَّى سكت أَي مَاتَ.
فِي الحَدِيث حرمت الْخمر بِعَينهَا وَالسكر من كل شراب
السكر كل مَا يسكر.
قَالَ الْخطابِيّ وعوام الْمُحدثين يَرْوُونَهُ السكر بِضَم السِّين فيبيحون بِهِ قَلِيل الْمُسكر وَالصَّوَاب الْفَتْح
قَالَ أَبُو مُوسَى السكركة خمر الْحَبَشَة.
قَالَ أَبُو عبيد هِيَ من الذّرة
قَالَ الْأَزْهَرِي لَيست عَرَبِيَّة.
قَوْله خير المَال سكَّة مأبورة السِّكَّة الطَّرِيقَة المصطفة من النّخل وَإِنَّمَا سميت الْأَزِقَّة سككا لاصطفاف الدّور فِيهَا.
وَنَهَى عَن كسر سكَّة الْمُسلمين أَرَادَ الدُّنْيَا وَالدِّرْهَم سميا سكَّة لِأَنَّهُمَا طبعا بالحديدة المعلمة لَهما.
فِي الحَدِيث مَا دخلت السِّكَّة دَار قوم إِلَّا ذلوا السِّكَّة فِي هَذَا الحَدِيث الحديدة الَّتِي تحرث بهَا الأَرْض وَإِنَّمَا كَانَ كَذَلِك لِأَنَّهُ من تشاغل بالزراعة طُولِبَ بالخراج.
فِي الحَدِيث ثمَّ دوم بِي فِي السكاك وَهُوَ الْهَوَاء بَين السَّمَاء وَالْأَرْض.

(1/488)


وَوضع أَبُو سعيد يَدَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ وَقَالَ اسكتا إِن لم أكن سَمِعت رَسُول الله يَقُول أَي صمتا
وخطب عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام النَّاس عَلَى مِنْبَر الْكُوفَة وَهُوَ غير مسكوك أَي غير مسمر بمسامير الْحَدِيد وَمن رَوَاهُ بالشين فَمَعْنَاه المشدود.
قَوْله أحيني مِسْكينا أَي متواضعا غير متكبر وَلم يرد الْفقر
وَقَالَ للْمُصَلِّي تمسكن أَي تذلل.
قَوْله مَا من قوم يذكرُونَ الله إِلَّا نزلت عَلَيْهِم السكينَة قيل هِيَ الرَّحْمَة وَقيل مَا يسكن بِهِ قُلُوبهم من رَجَاء الرَّحْمَة.
وَقَالَ ابْن مَسْعُود السكينَة مغنم وَهِي الْوَقار.
قَالَ كَعْب يصف آخر الزَّمَان إِن الزمانة لتشبع السكن يَعْنِي أهل الْبَيْت.
فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ أنزل علينا فِي أَرْضنَا سكنها أَي قوتها من الْغَيْث.

(1/489)


فِي الحَدِيث استقروا عَلَى سكناتكم فقد انْقَطَعت الْهِجْرَة أَي عَلَى مواضعكم ومساكنكم.
بَاب السِّين مَعَ اللَّام
ألقوه عَلَى ظَهره وَهُوَ ساجد سلا جزور وَهُوَ الْوِعَاء الَّذِي يكون فِيهِ الْوَلَد وَلما أُصِيب جَعْفَر قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لأسماء تسلبي ثَلَاثًا.
قَالَ الْأَزْهَرِي أَي البسي الثِّيَاب الْحداد السود.
قَالَ أَبُو عبيد السَّلب الثِّيَاب السود الَّتِي يلبسهَا النِّسَاء فِي

(1/490)


المآتم وَاحِدهَا سلاب.
دخلُوا عَلَى ابْن عمر وَهُوَ مُتَوَسِّد مرفقه حشوها لِيف أَو سلب.
قَالَ أَبُو عبيد سَأَلت عَن السَّلب فَقيل لَيْسَ بِلِيفٍ الْمقل وَلكنه شجر مَعْرُوف بِالْيمن يعْمل مِنْهُ الحبال وَهُوَ أجفى من لِيف الْمقل.
وَقَالَ القتيبي السَّلب خوص الثمام وَمِنْه مَا جَاءَ فِي وصف مَكَّة وأسلب ثمامها.
فِي الحَدِيث وَالنَّخْل سلب أَي لَا خمل لَهَا جمع سليب
فِي الحَدِيث لعن السلتاء من النِّسَاء وَهِي الَّتِي لَا تختضب
وَقَالَت عَائِشَة فِي الخضاب اسلتيه.
وَقَالَ حُذَيْفَة سلت الله أَقْدَامهَا أَي قطعهَا.
وَقَالَ عمر من يَأْخُذهَا بِمَا فِيهَا فَقَالَ سلمَان من سلت الله أَنفه.
أَي قطعه
وَولد مَوْلُود وَكَانَ عمر يحملهُ عَلَى عَاتِقه ويسلت خشمه أَي يمسح مخاطه والخشم مَا سَالَ من الخياشيم.

فِي الحَدِيث سُئِلَ عَن بيع الْبَيْضَاء بالسلت.

(1/491)


قَالَ اللَّيْث السلت وَهُوَ حب من الْحِنْطَة وَالشعِير لَا قشر لَهُ والبيضاء رطبَة كره بَيْعه باليابس مِنْهُ
فِي حَدِيث سُلَيْمَان فسلخوا مَوضِع المَاء كَمَا تسلخ الإهاب أَي حفروا حَتَّى وجدوا المَاء.
فِي شُرُوط البيع لَيْسَ فِيهِ مسلاخ.
قَالَ القتيبي هُوَ الَّذِي ينثر بسرها.
فِي الحَدِيث فَرَأَيْت الْخَاتم مثل السّلْعَة السّلْعَة كالبثرة تخرج من الْجلد وَاللَّحم تمور إِذا غمزت.
فِي صفة عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام كَأَن عَيْنَيْهِ سِرَاجًا سليط وَهُوَ دهن الزَّيْت
فِي الحَدِيث مَا لنا زَاد إِلَّا السّلف من التَّمْر يَعْنِي الجراب وَيروَى السف من التَّمْر وَهُوَ الزبيل يسف من الْحَوْض
قَوْله من أسلف فليسلف فِي كل ليل مَعْلُوم أَي من أسلم قَوْله حَتَّى تنفرد سالفتي.
قَالَ ابْن قُتَيْبَة السالفتان ناحيتا مقدم الْعُنُق من لدن مُعَلّق القرط إِلَى الترقوة وَأَرَادَ حَتَّى يفرق بَين رَأْسِي وجسدي
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء وَشر نِسَائِكُم السلفعة يَعْنِي الجريئة وَأكْثر مَا يُقَال سلفع بِلَا هَاء.

(1/492)


وَمِنْه قَول ابْن عَبَّاس يمشي عَلَى استحياء قَالَ لَيست بسلفع.
قَالَ عبيد بن عُمَيْر أَرض الْجنَّة مسلوفة وَفِيه ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا مستوية وَالثَّانِي ملساء وَالثَّالِث لينَة ناعمة.
قَوْله لَيْسَ منا سلق وَفِي رِوَايَة لعن الله السالقة وَيُقَال بالصَّاد وَهِي الَّتِي ترفع صَوتهَا بالصراخ عِنْد الْمُصِيبَة
وَقَالَ ابْن جريج هُوَ أَن تمرش الْمَرْأَة وَجههَا وتصكه وَنَحْو ذَلِك
وَيجوز أَن تكون الَّتِي تلطم وَجههَا
فِي الحَدِيث فَإِذا رجل مسلنق أَي مستلق وَهُوَ الْوُقُوع عَلَى الظّهْر.
فِي الحَدِيث فسلقني الْملك لحلاوة الْقَفَا أَي القافي
فِي الحَدِيث وَقد سلقت أفواهنا من أكل الشّجر أَي خرجت البثور مِنْهَا
فِي عهد الْحُدَيْبِيَة لَا أسلال الأسلال السّرقَة قَوْله عَلَى

(1/493)


كل سلامي من أحدكُم صَدَقَة
قَالَ أَبُو عبيد هُوَ فِي الأَصْل عظم يكون فِي فرس الْبَعِير فَكَأَن الْمَعْنى عَلَى كل عظم من عِظَام ابْن أَدَم صَدَقَة.
فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ اسْقِهِ من سليل الْجنَّة وَهُوَ صافي شرابها قيل لَهُ سليل لِأَنَّهُ سل حَتَّى خلص وَيروَى من سلسل وَمن سلسبيل
فِي الحَدِيث أَتَى الْحجر فاستلمه أَي لمسه
قَالَ اللَّيْث استلام الْحجر تنَاوله بِالْيَدِ وبالقبلة ومسحه بالكف
قَوْله اللَّهُمَّ أَنْت السَّلَام وَهُوَ اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى وَمَعْنَاهُ الَّذِي سلم من كل عيب
قَوْله ومنك السَّلَام أَي بك تقع السَّلامَة من النكبات
فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ سلمني مِنْهُ أَي سلمني من مرض أَو فتْنَة تحول بيني وَبَين الصَّوْم
وَقَوله وَسلم رَمَضَان لي أَي لَا تغم فِيهِ الْهلَال فيلبس
وَقَوله سلمه مني حَتَّى لَا أفعل فِيهِ مَعْصِيّة.

(1/494)


فِي الحَدِيث لآتينك بِرَجُل سلم أَي أَسِير قيل لَهُ ذَلِك لِأَنَّهُ أسلم وخذل فَألْقَى السّلم أَي المقادة.
وَقَالَ الْحجَّاج لأعصبنكم عصب السلمة وَهِي شَجَرَة من العصاة ذَات شوك وسنشرحه فِي بَاب الْعين إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
بَاب السِّين مَعَ الْمِيم
فِي الحَدِيث وسمتوا فِي الطَّعَام
يَقُول إِذا فَرَغْتُمْ فَادعوا بِالْبركَةِ لمن طَعِمْتُمْ عِنْده
وَمِنْه تشميت الْعَاطِس يُقَال بِالسِّين وبالشين
كَانَ أَصْحَاب ابْن مَسْعُود يرحلون إِلَى عمر فَيَنْظُرُونَ إِلَى سمته
قَالَ أَبُو عبيد السمت يكون بمعنيين
أَحدهمَا حسن الْهَيْئَة والمنظر فِي الدَّين
وَالثَّانِي الطَّرِيق
فِي الحَدِيث فَانْطَلَقت أسمت أَي ألزم سمت الطَّرِيق أَي قَصده
فِي الحَدِيث اسمح يسمح لَك أَي سهل يسهل عَلَيْك

(1/495)


وَفِي الشجاج السمحاق وَهِي الَّتِي بَينهَا وَبَين الْعظم قشيرة رقيقَة
وَقَالَ اللَّيْث السمحاق جلدَة رقيقَة فَوق قحف الرَّأْس إِذا انْتَهَت الْجراحَة إِلَيْهَا سميت سمحاقا
وَخرج عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام وَالنَّاس قيام
فَقَالَ مَالِي أَرَاكُم سامدين أَي قيَاما والسمود فِي غير هَذَا العناء
فِي حَدِيث قيلة جَاءَ زَوجهَا من السامر يَعْنِي من الْقَوْم الَّذين يسمرون بِاللَّيْلِ.
فِي الحَدِيث فسمر أَعينهم أَي أحمى لَهَا مسامير الْحَدِيد ثمَّ كحلهم بهَا وَمن رَوَاهُ سمل فَمَعْنَاه فقأها بحديدة محماة أَو بغَيْرهَا وَيكون السمل بالشوك
قَالَ عمر فِي الْأمة من شَاءَ فليسمرها أَي يرسلها وَيروَى بالشين
قَالَ شمر هما لُغَتَانِ السِّين والشين ومعناهما الْإِرْسَال وَالْمرَاد ترك وَطئهَا
فِي الحَدِيث كُنَّا نسمي السماسرة السمسار الْقيم بِالْأَمر الْحَافِظ لَهُ

(1/496)


وَحَقِيقَته أَن الرجل يتوكل للرجل فيبيع سلْعَته
قَالَ اللَّيْث هِيَ فارسية معربة
فِي الحَدِيث خبز السمراء يَعْنِي الْحِنْطَة
رَأَى عُثْمَان رجلا يقطع سَمُرَة فَقَالَ أَلَسْت ترعى معوتها وبلتها وفيلتها وبرمتها وحبلتها السمرَة وَاحِدَة السمر وَهِي شجر من الْعضَاة والعضاة كل شجر لَهُ شوك وَقد فسرنا بَاقِي الْكَلِمَات فِي موَاضعهَا.
قَوْله سمع الله لمن حَمده أَي يقبل الله عز وجل مِنْهُ حَمده وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أجَاب دعاءه
وَقَوله أعوذ بك من دُعَاء لَا يسمع أَي لَا يُجَاب
قَوْله من سمع سمع الله بِهِ أسامع خلقه فِي قَوْله من سمع قَولَانِ أَحدهمَا أَنه الشتم وإسماع الْقَبِيح
وَالثَّانِي أَنه الرِّيَاء فِي الْأَعْمَال
يُقَال سَمِعت بِالرجلِ تسميعا إِذا نددت بِهِ وشهرت بِهِ وَقَوله سامع خلقه يرْوَى عَلَى ثَلَاثَة أوجه

(1/497)


أَحدهَا بِضَم الْعين فَيكون من نعت الله عز وجل
وَالثَّانِي بِفَتْحِهَا فَيرجع إِلَى الْخلق
وَالثَّالِث أسامع بِفَتْح الْعين وَزِيَادَة ألف.
قَالَ أَبُو عبيد هُوَ جمع أسمع وأسمع جمع سمع يُقَال سمع وأسمع وأسامع جمع الْجمع.
يُرِيد أَن الله عز وجل يسمع أسماع خلقه بِهَذَا الرجل يَوْم الْقِيَامَة
قَالَ وَيحْتَمل أَن يكون المُرَاد أَن الله تَعَالَى يظْهر للنَّاس سَرِيرَته ويملأ أسماعهم بِمَا ينطوي عَلَيْهِ ذَلِك من خبث السريرة
وَسُئِلَ أَي السَّاعَات أسمع فَقَالَ جَوف اللَّيْل الآخر أَي أخلق للدُّعَاء وأرجى للإجابة
فِي الحَدِيث فَسمِعت مِنْهُ كلَاما لم أسمع مِنْهُ أَي أبلغ وأنجع فِي الْقلب.

(1/498)


قيل لبَعْضهِم أَلا تكلم عُثْمَان فَقَالَ أتروني أكلم سمعكم أَي بِحَيْثُ تَسْمَعُونَ
فِي الحَدِيث يخرج من سمع الأَرْض وبصرها
يُقَال خرج فلَان بَين سمع الأَرْض وبصرها إِذا لم يدر أَيْن يتَوَجَّه
وَقَالَ ابْن السّكيت هِيَ الفلاة لَيْسَ فِيهَا أحد
فِي الحَدِيث وَرَأسه سمعمع أَي لطيف
وَكتب الْحجَّاج إِلَى عَامله أَن ابْعَثْ إِلَيّ فلَانا مسمعا مزمرا أَي مُقَيّدا مسوجرا والمسمع من أَسمَاء الْقَيْد والرمارة الساجور
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام وبارئ المسموكات يَعْنِي السَّمَوَات
فِي الحَدِيث وَعَلِيهِ أسمال مليتين الأسمال الْأَخْلَاق وَاحِدهَا سمل وتصغير الملاءة ملية
قَوْله وَمن شَرّ كل سامة وحامة قَالَ شمر مَا يقتل ويسم فَهُوَ السوام بتَشْديد الْمِيم مثل الزنبور وَالْعَقْرَب
قَالَ ابْن قُتَيْبَة السامة الْخَاصَّة والحامة الْقَرَابَة
فِي الحَدِيث يكون فِي آخر الزَّمَان قوم يتسمنون أَي يتكثرون بِمَا لَيْسَ فيهم من الْخَيْر وَيدعونَ مَا لَيْسَ فيهم من الشّرف
وَفِي حَدِيث يظْهر قوم يحبونَ السمانة وَفِي رِوَايَة يفشو فيهم

(1/499)


السّمن وَظَاهر هَذَا كَثْرَة اللَّحْم عَن كَثْرَة الْأكل وَيحْتَمل أَن يُرَاد بِهِ مَا سبق من دَعْوَى مَا لَيْسَ فيهم.
أَتَى رجل بسمك مشوي فَقيل سمنه أَي برده.
فِي صفته وَإِن صمت سما أَي ارْتَفع وَعلا عَلَى جُلَسَائِهِ.
وَفِي حَدِيث آخر إِذا تكلم يسموا أَي يَعْلُو بِرَأْسِهِ وَيَديه إِذا تكلم.
قَالَت عَائِشَة كَانَت زَيْنَب تساميني أَي تناديني وتفاخرني.
بَاب السِّين مَعَ النُّون
فِي حَدِيث أم خَالِد أَن رَسُول الله أَعْطَاهَا أَشْيَاء وَقَالَ سناه سناه وَفِي رِوَايَة سنه سنه وَمَعْنَاهُ فِي كَلَام الْحَبَش الْحسن.

(1/500)


فِي الحَدِيث لتخرجنكم الرّوم إِلَى سنبك من الأَرْض قَالَ أَبُو عبيد شبه الأَرْض فِي غلظها بسنك الدَّابَّة.
فِي حَدِيث سلمَان وَعَلِيهِ ثوب سنبلاني وَهُوَ الطَّوِيل السابغ وَقَالَ الْأَزْهَرِي الْأَقْرَب عِنْدِي أَن تكون مَنْسُوبا إِلَى مَوضِع.
فِي الحَدِيث عَلَيْكُم بالسنا والسنوت أما السنا فمقصود وَهُوَ أوراق شجر.
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي والسنوت الْعَسَل والسنوت الكمون والسنود الشبت.
وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة المُرَاد بِهِ الْعَسَل.
وَيُقَال بِفَتْح السِّين وَضم النُّون.
فِي الحَدِيث وَنحن مسنتون يُقَال أَسِنَت الْقَوْم إِذا

(1/501)


أَصَابَتْهُم سنة وجدب.

(1/502)


وَمِنْه وَرِجَال مَكَّة مسنتون عجاف.
وَمِنْه قَوْله سَأَلت رَبِّي أَن لَا يهدد أمتِي بِالسنةِ أَي بالجدب.
قَالَت عَائِشَة كَانَ يُصَلِّي وَأَنا بَين يَدَيْهِ فأكره أَن أسنحه أَي أَمر بَين يَدَيْهِ.
فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام سنحنح اللَّيْل وَهُوَ من السنوح يُرِيد أَنه يسري فِيهِ وَلَا ينَام.
وَيروَى سمعمع وَهُوَ السَّرِيع الْخَفِيف.
فِي الحَدِيث إهالة سنخة الإهالة الدسم والسنخة المتغيرة يُقَال سنخ الطَّعَام وذنخ إِذا تغير.
فِي الحَدِيث ثمَّ أسندوا إِلَيْهِ فِي مشربَة لَهُ أَي صعدوا إِلَيْهِ.
يُقَال أسْند فِي الْجَبَل إِذا صعد.
فِي الحَدِيث رَأَيْت عَلَى عَائِشَة أَرْبَعَة أَثوَاب سَنَد وَهُوَ نوع من البرود اليمانية.
وَقَالَ عَلّي أكيلكم بِالسَّيْفِ كيل السندرة أَي كَيْلا وَاسِعًا.

(1/503)


والسندرة مكيال وَاسع.
قَالَ القتيبي وَيحْتَمل أَن يكون مكيالا اتخذ من السندرة وَهِي شَجَرَة تعْمل مِنْهَا النبل والقسي.
فِي حَدِيث ذكر السيوط وَهُوَ الكوسج وَيُقَال لَهُ السناط.
فِي الحَدِيث يهب الْمِائَة السنمة أَي الْعَظِيمَة السنام.
فِي الحَدِيث أَلا رجل يرد عَنَّا من سنَن هَؤُلَاءِ أَي من قصدهم وطريقهم.
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة إِن فرس الْمُجَاهِد ليستن فِي طوله فَيكْتب لَهُ حَسَنَات أَي يمرح فِي الطول وَفرس سِنِين وَذَلِكَ من النشاط.
وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الاستنان أَن يحضر وَلَيْسَ عَلَيْهَا فَارس.
فِي الحَدِيث فأعطوا الركب أسنتها أَي أمكنوا أسنانها من الرَّعْي.
قَالَ أَبُو عبيد وَهُوَ جمع الْجمع يُقَال سنَن وأسنان وأسنة وَقَالَ ابْن جني هَذَا سَهْو من أبي عبيد لِأَن الْأَفْعَال لَا تجمع أفعلة وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ أمكنوها من الرَّعْي لتسمن فَإِذا رَآهَا صَاحبهَا فأعجبه حسنها مَنعه ذَلِك من نحرها وَكَانَ ذَلِك كالأسنة الْمَانِعَة لَا من الْأَسْنَان. فِي الحَدِيث ابْن عمر يَبْقَى من الضَّحَايَا الَّتِي لم تسنن وَذكره القتيبي فَقَالَ لم تسنن بِفَتْح النُّون وَقَالَ هِيَ الَّتِي لم تنْبت أسنانها كَأَنَّهَا لم تعط أسنانا

(1/504)


وَقَالَ الْأَزْهَرِي الأول هُوَ الْمَحْفُوظ وَأَرَادَ ابْن عمر أَن لَا يضحى بأضحية إِذا لم تثن فَإِذا أثنت فقد أَسِنَت وَأَدْنَى الْأَسْنَان الْأَثْنَاء.
وَفِي الحَدِيث لَا تذبحوا إِلَّا مُسِنَّة وَهِي مَا لَهَا سنتَانِ.
فِي الحَدِيث سنّ الْخمر فِي الْبَطْحَاء أَي صبها وَالسّن الصب فِي سهولة.
وَكَانَ ابْن عمر يسن المَاء عَلَى وَجهه وَلَا يشنه والشن تَفْرِيق المَاء.
وَيُقَال سنّ عَلَيْهِ درعه وَلَا يُقَال شنها.
وَقَالَ عَلّي صدقني سنّ بكرَة وَهَذَا مثل يضْرب للصادق فِي خَبره وَأَصله أَن رجلا ساوم ببكر أَرَادَ شِرَاءَهُ فَسَأَلَ البَائِع عَن سنه فَأخْبرهُ بِالْحَقِّ فَقَالَ المُشْتَرِي صدقني سنّ بكرَة فَذَهَبت مثلا فِي الصدْق يَقُوله الْإِنْسَان عَلَى نَفسه وَإِن كَانَ ضارا.
وَكَانَ عمر لَا يُجِيز نِكَاحا عَام سنة يَقُول لَعَلَّ الضيقة تحملهم أَن ينكحوا غير الْأَكفاء.
فِي الحَدِيث فأصابتنا سنية حَمْرَاء هِيَ تَصْغِير سنة وَأنْشد مُعَاوِيَة.
إِذا الله سني عقد شَيْء تيسرا أَي فَتحه.
قَوْله عَلَيْكُم بالسنا وَهُوَ نَبَات لَهُ حمل إِذا يبس وحركته الرّيح سَمِعت لَهُ رجلا.
فِي صفة النِّسَاء عَلَى رؤوسهن كأسنمة البخت وَذَلِكَ.

(1/505)


أَنَّهُنَّ يجعلن عَلَى رؤوسهن مَا تعظم بِهِ من شعر وَغَيره.
بَاب السِّين مَعَ الْوَاو
فِي الحَدِيث قصّ عَلَيْهِ رُؤْيا فاستاء لَهَا وَهُوَ من المساءة.
فِي الحَدِيث سوآء ولود خير من حسناء عقيم سوآء القبيحة.
فِي الحَدِيث فَمَا سوأ عَلَيْهِ ذَلِك أَي لم يقل لَهُ أَسَأْت.
قَوْله أَنا سيد ولد آدم أَي رئيسهم.
وَفِي الْحبَّة السَّوْدَاء شِفَاء وَهِي الشونير.
وَقيل هِيَ الْحبَّة الخضراء وَالْعرب تسمي الْأَخْضَر أسود وَالْأسود أَخْضَر.
قَوْله ويستمع سوَادِي السِّين مَكْسُورَة.
قَالَ أَبُو عبيد وَيجوز ضمهَا وَالْمعْنَى سراري وَهُوَ من إدناء سوادك إِلَى سوَاده وَهُوَ الشَّخْص وَمِنْه قَول سلمَان هَذِه الأساود حَولي.
أَرَادَ الشخوص من الْمَتَاع

(1/506)


وَمِنْه إِذا رَأَى أحدكُم سوادا بلَيْل فَلَا يكن أجبن السوادين.
قَوْله ليعودن بعدِي أساود صبا يَعْنِي حيات وَهُوَ أَخبث الْحَيَّات.
فِي حَدِيث أبي مجلز مَا هِيَ إِلَّا سودات يَعْنِي جمع سَوْدَة وَهِي الْقطعَة من الأَرْض فِيهَا حِجَارَة سود.
قَالَت عَائِشَة وَمَا لنا طَعَام إِلَّا الأسودان وهما التَّمْر وَالْمَاء وَإِنَّمَا السوَاد للتمر دون المَاء فنعتا بنعت وَاحِد وَالْعرب تَقول إِذا كثر الْبيَاض قل السوَاد يعنون بالبياض اللَّبن وبالسواد التَّمْر.
وسوي لرَسُول الله سَواد الْبَطن أَي الكبد قَالَ عمر تفقهوا قبل أَن تسودوا الظَّاهِر أَن الْمَعْنى أَن تصيروا سادة.
وَقَالَ شمر مَعْنَاهُ قبل أَن تزوجوا فتصيروا أَرْبَاب بيُوت.
يُقَال استاد فلَان فِي بني فلَان أَي تزوج فيهم.
قَوْله ألم أسود أَي أجعَل سيدا.
فِي الحَدِيث عَلَيْكُم بِالسَّوَادِ الْأَعْظَم وَهِي جملَة النَّاس الَّتِي تجمعت عَلَى طَاعَة الإِمَام.

(1/507)


فِي الحَدِيث أُتِي بكبش يطَأ فِي سَواد ويبرك فِي سَواد أَي أسود المحاجر والقوائم والمرابض.
وَأمر بقتل الأسودين أَرَادَ بالأسودين الْحَيَّة وَالْعَقْرَب.
فِي الحَدِيث فَأمر بسواد الْبَطن فشوي لَهُ أَي بالكبد.
قَوْله قد صنع جَابر سورا أَي طَعَاما يَدْعُو النَّاس إِلَيْهِ وَهِي كلمة فارسية.
قَالَت عَائِشَة كل خلال زَيْنَب محمودة مَا خلا سُورَة من غرب أَي ثورة من حِدة.
فِي حَدِيث عمر فكدت أساوره أَي أواثبه.
فِي الحَدِيث لَا يضر الْمَرْأَة أَن لَا تنقض شعرهَا إِذا أصَاب المَاء سور الرَّأْس أَي أَعْلَاهُ وكل مُرْتَفع سور.
وَفِي رِوَايَة شوى رَأسهَا وَهِي جمع شواة وَهِي جلدَة الرَّأْس هَكَذَا

(1/508)


ذكره أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ وَالرِّوَايَتَانِ غير معروفتين وَالْمَعْرُوف شئون رَأسهَا وَهُوَ أصُول الشّعْر وطرائق الرَّأْس.
فِي الحَدِيث فِي السوعاء الْوضُوء وَهُوَ الْمَذْي.
فِي الحَدِيث كنت بالأسواف وَهِي حرم الْمَدِينَة.
وَلعن المسوفة وَهِي الَّتِي إِذا أرادها زَوجهَا قَالَت سَوف.
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَا بُد من حَرْب الشراة وَلَو تلفت ساقي يَعْنِي نَفسِي.
قَالَ رَسُول الله لعبد الرَّحْمَن لما تزوج مَا سقت أَي مَا أمهرت وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَن الْعَرَب كَانَت أَمْوَالهم الْمَوَاشِي فَمن تزوج سَاق الْإِبِل وَالشَّاة.
وَكَانَ عَلَيْهِ السَّلَام يَسُوق أَصْحَابه أَي لم يكن يَأْذَن لأحد أَن يمشي خَلفه لكنه يمشي خَلفهم تواضعا.
فِي حَدِيث أم معبد يَسُوق أَعْنُزًا مَا تَسَاوِي هزلا وَحَكَاهُ الْأَزْهَرِي عَن أبي عبيد أَعْنُزًا تتساوك أَي تتمايل من الهزال والضعف.
وَقَالَت الجويبة هَل تهب الملكة نَفسهَا لسوقة السوقة من لَيْسَ بِملك.
وَقَالَ يَوْم بدر سوموا أَي اعلموا من الْعَلامَة والسمة وَنَهَى عَن

(1/509)


السّوم قبل طُلُوع الشَّمْس قَالَ الزّجاج السّوم أَن يساوم بالسلعة فِي ذَلِك الْوَقْت لِأَنَّهُ وَقت ذكر الله عز وجل لَا تشتغل فِيهِ بِشَيْء قَالَ وَيجوز أَن يكون من رعي الْإِبِل لِأَنَّهَا إِذا رعت حِينَئِذٍ وَهُوَ ند أَصَابَهَا مِنْهُ الوباء وَرُبمَا قَتلهَا لِأَنَّهُ ينزل فِي اللَّيْل عَلَى النَّبَات دَاء فَلَا ينْحل إِلَّا بِطُلُوع الشَّمْس وَهَذَا أظهر الْوَجْهَيْنِ وَهُوَ اخْتِيَار الْخطابِيّ.
وَحَكَى الْأَزْهَرِي عَن الْمفضل أَنه قَالَ يَقع دَاء عَلَى الزَّرْع فَلَا ينْحل حَتَّى تطلع عَلَيْهِ الشَّمْس فيذوب فَإِن أكل مِنْهُ بعير قبل ذَلِك مَاتَ فَيَأْتِي كلب فيأكل من لَحْمه فيكلب فَإِن عض إنْسَانا كلب المعضوض فَإِذا سمع نباح كلب أَجَابَهُ.
قَوْله إِلَّا السام يَعْنِي الْمَوْت.
وَصَلى عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فأسوى برزخا أَي أغفل وَأسْقط وَقَالَ حبذا أَرض الْكُوفَة أَرض سَوَاء أَي مستوية.
فِي الحَدِيث إِنَّمَا نَحن وإياهم شَيْء وَاحِد أَي سَوَاء يُقَال هما سيان أَي مثلان.
بَاب السِّين مَعَ الْهَاء
فِي الحَدِيث توخيا ثمَّ اسْتهمَا أَي اقترعا.
فِي الحَدِيث فَدخل عَلّي ساهم الْوَجْه أَي متغيره.
وَفِي الْبَيْت سهوة قَالَ أَبُو عبيد هِيَ كالصفة تكون بَين يَدي الْبَيْت.

(1/510)


وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي السهوة الكوة بَين الدَّاريْنِ فِي صفة الْكُوفَة يَغْدُو الرجل عَلَى البغلة السهوة فَلَا يدْرك أقصاها وَالْبَغْلَة السهوة اللينة السّير لَا تتعب راكبها وَمِنْه أَن عمل أهل النَّار سهلة بِسَهْوَةٍ والسهوة الأَرْض اللينة التربة
قَوْله الْعين وكاء السه
قَالَ أَبُو عبيد هُوَ حلقه الدبر
بَاب السِّين مَعَ الْيَاء
فِي الحَدِيث حلَّة سيراء السيراء ضرب من البرود مخطط
يُقَال برد مسير أَي مخطط سميت سيراء لما فِيهَا من الخطوط الَّتِي تشبه السيور وَلم ينْه عَنْهَا لذَلِك بل لِأَنَّهَا كَانَت من حَرِير
فِي الحَدِيث وَفِي السُّيُوب الْخمس وَهِي الرِّكَاز
فِي الحَدِيث لَو سألتنا سيابة مَا أعطيناكها يَعْنِي بلجة وَبهَا سمي الرجل سيابة
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة أَصْحَاب الدَّجَّال عَلَيْهِم السيجان الساج طيلسان

(1/511)


أحضر وَجمعه سيجان.
وَقَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ الطيلسان المقور ينسج كَذَلِك.
قَوْله لَا سياحة فِي الْإِسْلَام.
أَرَادَ مُفَارقَة الْأَمْصَار وَأَصله من السيح وَهُوَ المَاء الْجَارِي الَّذِي ينبسط.
فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَيْسُوا بالمسابيح وَالْبذْر وَقَالَ أَبُو عبيد هم الَّذين يسبحون بِالشَّرِّ والنميمة والإفساد بَين النَّاس وتروى المدابيغ وَقد سبق.
فِي صفة نَاقَة أَنَّهَا لمسياع يُقَال رجل مسياع إِذا كَانَ مضياعا.
فِي الحَدِيث فَإِنِّي سيف الْبَحْر أَي ساحله فِي صفة رَسُول الله كَانَ سَائل الْأَطْرَاف أَي ممتد الْأَصَابِع وَرَوَاهُ بَعضهم ساين بالنُّون وَالْمعْنَى فيهمَا وَاحِد.
قَالَ النَّجَاشِيّ للصحابة أَنْتُم سيوم بأرضي أَي آمنون.

(1/512)