غريب الحديث لابن الجوزي كتاب الشين
بَاب الشين مَعَ الْألف
قَالَ مُعَاوِيَة لخاله وَقد طعن أوجع يشئزك أم حرص عَلَى الدُّنْيَا
أَي يقلقك.
فِي الحَدِيث خرجت شأفة بِآدَم فِي رجله الشأفة القرحة تخرج بالقدم
فتكوى فتذهب.
وَيُقَال استأصلنا شأفتهم إِذا حسم الْأَمر من أَصله والشأفة الأَصْل.
فِي الحَدِيث تشاءم أَي أَخذ نَحْو الشَّام وَقَالَ رجل لبعيره
(1/513)
شاشا زجر للجمل.
وَبَعْضهمْ يَقُول جا بِالْجِيم وهما لُغَتَانِ.
فِي الحَدِيث شَاك السِّلَاح أَي كَامِل الأداة والشكة السِّلَاح.
بَاب الشين مَعَ الْبَاء
فِي الحَدِيث استشبوا عَلَى أسوقكم فِي الْبَوْل تَقول استوفزوا
عَلَيْهَا وَلَا تستقروا عَلَى الأَرْض وشباب الْفرس أَن يرفع يَدَيْهِ
من الأَرْض جَمِيعًا.
فِي الحَدِيث ائتزر بِبُرْدَةٍ سَوْدَاء فَجعل سوادها يشب بياضه وَجعل
بياضه يشب سوادها.
قَالَ شمر أَي يزهاه ويحسنه وَرجل مشبوب إِذا كَانَ أسود الشّعْر
(1/514)
أَبيض الْوَجْه متوقد اللَّوْن زاهرا.
وَكتب صلى الله عليه وسلم لِوَائِل بن حجر إِلَى الأرواع المشابيب.
قَالَ الْخطابِيّ وَاحِد المشابيب مشبوب وَهُوَ الزَّاهِر المتوقد
اللَّوْن من قَوْلك شببت النَّار.
قَالَت أم سَلمَة جعلت عَلَى وَجْهي صبرا حَتَّى توفّي أَبُو سَلمَة
فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِنَّه يشب الْوَجْه فَلَا تفعليه
أَي يوقده ويلونه.
فِي الحَدِيث لما برز عتبَة وَشَيْبَة والوليد بن عتبَة برز إِلَيْهِم
شببة من الْأَنْصَار والشببة جمع شَاب مثل كَاتب وكتبة وَقد صحفه عبيد
الله ابْن مُوسَى فَقَالَ سِتَّة من الْأَنْصَار وَالصَّحِيح مَا
ذكرنَا وَمثله قَول ابْن عمر كنت أَنا وَابْن الزبير فِي شببة.
فِي الحَدِيث كَانَ مشبوح الذراعين يَعْنِي عيل الذراعين عريضهما
وَقَالَ اللَّيْث أَي طويلهما وَفِي لفظ كَانَ شبح الذراعين يُقَال
شبحت الْعود إِذا نحته حَتَّى تعرضه.
وَمر أَبُو بكر ببلال وَقد شبح فِي الرمضاء أَي مد ذراعاه فِي
الشَّمْس. 516
فِي الحَدِيث من عض عَلَى شبدعه سلم من الآثام يُرِيد من عض عَلَى
لِسَانه وَالْمَقْصُود الصمت وأصل الشبدع الْعَقْرَب شبه اللِّسَان
بهَا لِأَنَّهُ يلسع النَّاس.
وَنَهَى عَن شبر الْجمل يَعْنِي أَخذ الْكِرَاء عَلَى ضرابه فَسُمي
الْكِرَاء شبْرًا باسم الضراب.
وَمِنْه قَول يَحْيَى بن يعمر لرجل خَاصم امْرَأَته فِي مهرهَا أإن
سَأَلتك ثمن شكرها وشبرك أنشأت تطلها وتضهلها أَرَادَ بالشبر
النِّكَاح.
فِي الحَدِيث الشبرم وَهُوَ شَيْء يتداوى بِهِ والشبرم الْقصير من
الرِّجَال.
قَالَ عَطاء لَا بَأْس بالشبرق مَا لم يبرعه من أَصله وَهُوَ نبتث يكون
بالحجاز.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة الضريع يَابِس الشبرق وَأَرَادَ أَنه يجوز أَخذه
من الْحرم بعد أَن تبرك أُصُوله فِي الأَرْض.
(1/515)
فِي الحَدِيث من عض عَلَى شبدعه سلم من
الآثام يُرِيد من عض عَلَى لِسَانه وَالْمَقْصُود الصمت وأصل الشبدع
الْعَقْرَب شبه اللِّسَان بهَا لِأَنَّهُ يلسع النَّاس.
وَنَهَى عَن شبر الْجمل يَعْنِي أَخذ الْكِرَاء عَلَى ضرابه فَسُمي
الْكِرَاء شبْرًا باسم الضراب.
وَمِنْه قَول يَحْيَى بن يعمر لرجل خَاصم امْرَأَته فِي مهرهَا أإن
سَأَلتك ثمن شكرها وشبرك أنشأت تطلها وتضهلها أَرَادَ بالشبر
النِّكَاح.
فِي الحَدِيث الشبرم وَهُوَ شَيْء يتداوى بِهِ والشبرم الْقصير من
الرِّجَال.
قَالَ عَطاء لَا بَأْس بالشبرق مَا لم يبرعه من أَصله وَهُوَ نبث يكون
بالحجاز.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة الضريع يَابِس الشبرق وَأَرَادَ أَنه يجوز أَخذه
من الْحرم بعد أَن تبرك أُصُوله فِي الأَرْض.
(1/516)
قَوْله المتشبع بِمَا لم يُعْط وَهُوَ
المتزين بِأَكْثَرَ مِمَّا عِنْده وَكَانَ يُقَال لزمزم شباعة لِأَن
ماءها يشْبع.
وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن محرم وطئ فَقَالَ شبق شَدِيد الشبق شدَّة
الغلمة.
فِي الحَدِيث الْتقط رجل شبكة.
قَالَ القتيبي الشبكة آبار مُتَقَارِبَة قريبَة المَاء وَمَعْنى
التقطها هجم عَلَيْهَا وَهُوَ لَا يشْعر بهَا.
فِي الحَدِيث خير المَاء الشبم وَهُوَ الْبَارِد.
قَالَ حُذَيْفَة الْفِتْنَة تشبه مقبلة أَي تشبه عَلَى الْقَوْم وتريهم
أَنهم عَلَى حق.
وَقَالَ عمر اللين يشبه عَلَيْهِ الْمَعْنى أَن الْمُرْضع ينْزع إِلَى
أَخْلَاق الْمُرضعَة.
بَاب الشين مَعَ التَّاء
قَالَ عمر لَو مَرَرْت عَلَيْهِمَا لشترت بهما أَي أسمعتهما الْقَبِيح.
(1/517)
فِي حَدِيث أم معبد وَكَانَ الْقَوْم
مشتين.
قَالَ ابْن قُتَيْبَة المشتون الَّذين دخلُوا فِي الشتَاء.
وَقَالَ الْأَزْهَرِي يُقَال أشتى الْقَوْم فهم مشتون إِذا
أَصَابَتْهُم مجاعَة.
وَرَوَى مُسنَّتَيْنِ من السّنة وَهِي الْقَحْط.
بَاب الشين مَعَ الثَّاء
ذكر ابْن الْحَنَفِيَّة من يَلِي فِي آخر الزَّمَان فَقَالَ يكون بَين
شت وطباق.
قَالَ القتيبي الشث ينْبت بتهامة من شجر الْجبَال والطباق شجر ينْبت
بالحجاز إِلَى الطَّائِف.
وَأَرَادَ أَن مقَامه ومخرجه من هَذِه الْمَوَاضِع الَّتِي تنْبت
فِيهَا هَذَانِ الضربان من الشّجر.
فِي صفة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ شثن الْكَفَّيْنِ
يَعْنِي أَنَّهُمَا إِلَى الغلظ.
بَاب الشين مَعَ الْجِيم
قَوْله يَجِيء كنز أحدهم شجاعا وَهُوَ الْحَيَّة الذّكر.
(1/518)
فِي الحَدِيث فَقَامَ رَسُول الله إِلَى
شجب وَهُوَ مَا استشن وأخلق.
وَقَالَ الْحسن النَّاس ثَلَاثَة سَالم وشاجب أَي هَالك بالإثم.
فِي الحَدِيث وثيابه عَلَى المشجب وَهِي أَعْوَاد متداخلة تجْعَل
عَلَيْهَا الثِّيَاب.
فِي حَدِيث أم زرع شجك أَو فلك الشج فِي الرَّأْس خَاصَّة والفل فِي
الْأَعْضَاء كلهَا.
إيَّاكُمْ وَمَا شجر من أَصْحَابِي أَي اخْتَلَط.
فِي الحَدِيث تشتجرون اشتجار أطباق الرَّأْس
(1/519)
قَالَ القتيبي يُرِيد أَنهم يشتبكون فِي
الْفِتْنَة اشتباك أَطْرَاف الرَّأْس وَهِي عِظَامه الَّتِي تدخل
بَعْضهَا فِي بعض.
فِي حَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع حَتَّى كنت فِي الشجراء وَهِي جمع
شَجَرَة.
فِي الحَدِيث فشجرناهم بِالرِّمَاحِ أَي شبكناهم.
وَقَالَ الْعَبَّاس إِنِّي لمع رَسُول الله يَوْم حنين آخذ بحكمة بغلته
قد شجرتها أَي كففتها بِلِجَامِهَا.
وَكَانَ دُرَيْد بن الصمَّة يَوْمئِذٍ فِي شجار لَهُ وَهُوَ مركب
مَكْشُوف دون الهودج.
وَكَانَت أم سعد إِذا أَرَادوا إطعامها شجروا فاها أَي أدخلُوا فِيهِ
عودا ففتحوه والشجار عود يَجْعَل فِي فَم الجدي لكيلا يرضع أمه.
والشجار خَشَبَة تُوضَع خلف الْبَاب وَيُقَال لَهَا بِالْفَارِسِيَّةِ
المترس.
فِي الحَدِيث الشَّجَرَة من الْجنَّة وَهِي الكرمة.
قَوْله الرَّحِم شجنة من الله عز وجل وَيروَى
(1/520)
بِالضَّمِّ.
قَالَ أَبُو عبيد يَعْنِي قرَابَة مشتبكة كاشتباك الْعُرُوق وفيهَا
لُغَتَانِ كسر الشين وَضمّهَا.
وَمِنْه قَوْلهم الحَدِيث ذُو شجون أَي يمسك بعضه بَعْضًا.
فِي حَدِيث سطيح علنداة شجن وَهِي النَّاقة المتدخلة الْخلق كَأَنَّهَا
شَجَرَة متشنجة أَي مُتَّصِلَة الأغصان بَعْضهَا بِبَعْض.
فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا شجي النشيج الشجو الْحزن.
بَاب الشين مَعَ الْحَاء
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فِي رجل سَمعه يخْطب هَذَا الْخَطِيب
الشحشح وَهُوَ الماهر بِالْخطْبَةِ وكل ماهر بِخطْبَة أَو كَلَام
فَهُوَ شحشح وشحشاح وشحشحان وشحيح.
وَرَأَى ابْن عمر قَاضِيا يَصِيح فَقَالَ إِن الله يبغض كل شحاح وَهُوَ
الرافع الصَّوْت.
قَالَ ربيعَة فِي الرجل يعْتق الشّقص من العَبْد يشحط الثّمن أَي يبلغ
بِهِ أقْصَى الْقيمَة.
وَقيل الْمَعْنى يجمع ثمنه من قَوْلهم شحطت الْإِنَاء إِذا ملأته.
فِي الحَدِيث يَتَشَحَّط فِي دَمه أَي يضطرب فِيهِ.
(1/521)
فِي الحَدِيث يغْفر إِلَّا لمشاحن أَي
معاد.
وَقَالَ الْأَوْزَاعِيّ هُوَ المبتدع المفارق للْجَمَاعَة.
قَالَ كَعْب فِي صفة فتْنَة وَيكون فِيهَا فَتى أشفى يشحو فِيهَا شحوا
كثيرا أَي يتوسع فِيهَا ويمعن والشحوى الواسعة الخطو من النوق.
وَمِنْه حَدِيث عَلّي وَذكر فتْنَة فَقَالَ لعمَّار لتشحون فِيهَا
شحوا.
يُرِيد السَّعْي والتقدم.
بَاب الشين مَعَ الْخَاء
فِي الحَدِيث فشخبت أوداجه دَمًا أَي سَالَتْ قَالَ عمر للجني إِنِّي
أَرَاك شخيتا أَي نحيف الْجِسْم.
فِي حَدِيث قيلة فشخص بِي يُقَال للرجل إِذا أَتَاهُ مَا يقلقه.
(1/522)
قد شخص بِهِ كَأَنَّهُ رفع من الأَرْض
لقلقه.
بَاب الشين مَعَ الدَّال
فِي حَدِيث السقط إِذن كَانَ شدخا وَهُوَ الَّذِي يُولد لغير تَمام.
والشدخ بِإِسْكَان بِالدَّال كسر الشَّيْء الأجوف.
فِي الحَدِيث يرد مشدهم عَلَى مضعفهم.
يُقَال رجل مشد إِذا كَانَت دوابه شَدِيدَة قَوِيَّة خلاف المضعف.
فِي الحَدِيث أبعدكم المتشدقون وهم المتوسعون فِي الْكَلَام من غير
احْتِرَاز.
وَوصف ابْن عَبَّاس فَقيل الشدقم أَي الْوَاسِع الأشداق يُوصف بِهِ
المنطيق.
بَاب الشين مَعَ الذَّال
كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أقصر من المشذب
قَالَ القتيبي هُوَ الطَّوِيل الْبَائِن الطول.
قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي لَا يُقَال للطويل مشذب حَتَّى يكون فِي
لَحْمه بعض النُّقْصَان
(1/523)
فِي قصَّة قوم لوط ثمَّ أتبع شذان الْقَوْم
صخرا أَي من شَذَّ مِنْهُم.
وَقَالَ سُلَيْمَان بن صرد لعَلي عَلَيْهِ السَّلَام بَلغنِي عَنْك ذرو
من قَول تشذرت لي بِهِ.
قَالَ أَبُو عبيد هُوَ التوعد والتهدد.
فِي صفة عمر شرد الشّرك شذر مذر أَي بدده فِي كل وَجه.
بَاب الشين مَعَ الرَّاء
قَوْله إِنَّهَا أَيَّام أكل وَشرب وَرُوِيَ بِفَتْح الشين قَالَ
الْفراء الضَّم وَالْفَتْح وَالْكَسْر لُغَات وَالْفَتْح أقلهَا إِلَّا
أَن الْغَالِب عَلَى الشّرْب جمع شَارِب وَعَلَى الشّرْب الْحَظ
والنصيب من المَاء.
فِي الحَدِيث إِن جرعة شروب أَنْفَع من عذب مؤت. الشروب من المَاء
الَّذِي لَا يشرب إِلَّا عِنْد الضَّرُورَة وَهَذَا مثل لِرجلَيْنِ
أَحدهمَا أرفع وأضر والأخر أدون وأنفع.
وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مشربا وَهُوَ الَّذِي أشْرب
حمرَة وَكَانَ فِي مشربَة أَي فِي غرفَة وَقد تفتح الرَّاء.
فِي حَدِيث عَائِشَة واشرأب النِّفَاق أَي ارْتَفع وَعلا وكل رَافع.
(1/524)
رَأسه مشرئب.
وَمِنْه يُنَادَى يَا أهل الْجنَّة فَيَشْرَئِبُّونَ.
فِي حَدِيث عَلَامَات الْقِيَامَة وَالْأَرْض شربة وَاحِدَة.
قَالَ ابْن قُتَيْبَة إِن كَانَ هَذَا الْمَحْفُوظ فَالْمُرَاد أَن
المَاء كثر فَمن حَيْثُ أردْت أَن تشرب شربت وَإِن كَانَ الْمَحْفُوظ
شربة بِفَتْح الرَّاء فَهِيَ حَوْض يكون فِي أصل النَّخْلَة يمْلَأ
مَاء فيريد أَن المَاء قد وقف مِنْهَا فِي مَوَاضِع فشبهها بالشربات.
وَمِنْه حَدِيث جَابر دخل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَائِطا
فَأقبل إِلَى شربة وَإِن كَانَ الْمَحْفُوظ بِالْيَاءِ فَهِيَ الحنظلة.
وَالْمرَاد أَن الأَرْض أخضرت بالنبات.
فِي الحَدِيث عَارَضنَا رجل شرجب أَي طَوِيل.
وَخَاصم الزبير فِي شراج الْحرَّة وَهِي مسَائِل المَاء من الْحرار
إِلَى السهل وَاحِدهَا شرج.
(1/525)
وَفِي الحَدِيث فَتنَحَّى السَّحَاب فأفرغ
فِي شرجة من تِلْكَ الشراج.
فِي الحَدِيث إِن امْرَأَة كَانَ يَأْتِيهَا نسْوَة مشارجات لَهَا أَي
أتراب وأقران يُقَال هَذَا شرج هَذَا وشريجه أَي مثله فِي السن.
قَالَ يُوسُف بن عمر أَنا شريج الْحجَّاج.
فِي الحَدِيث أصبح النَّاس شرجين أَي فرْقَتَيْن.
فِي الحَدِيث كَانُوا يشرجون النِّسَاء أَي يكون الْوَطْء وَالْمَرْأَة
مستلقية عَلَى الْقَفَا.
وَسَأَلَ رجل الْحسن أَكَانَ الْأَنْبِيَاء يشرجون إِلَى الدُّنْيَا
أَي ينبسطون إِلَيْهَا ويرغبون فِيهَا.
فِي الحَدِيث اقْتُلُوا شُيُوخ الْمُشْركين واستحيوا شرخهم ذكر أَبُو
عبيد فِيهِ قَوْلَيْنِ.
(1/526)
أَحدهمَا إِن أَرَادَ بالشيوخ المسان أهل
الْجلد وَالْقُوَّة عَلَى الْقِتَال وَلم يرد الهرمى وَأَرَادَ بالشرخ
الصغار الَّذين لم يدركوا فَيكون الْمَعْنى اقْتُلُوا الْبَالِغين
واستبقوا الصّبيان.
وَالثَّانِي أَنه أَرَادَ بالشيوخ الهرمى الَّذين لَا ينْتَفع بهم فِي
الْخدمَة.
وَأَرَادَ بالشرخ الشَّبَاب الَّذين يصلحون لَهَا.
فِي الحَدِيث جلس بَين الشرخين وهما جانبا الرجل.
وَقَالَ رَسُول الله لخوات بن جُبَير مَا فعل شرادك قد فسره أَبُو عبيد
الْهَرَوِيّ فَقَالَ عرض رَسُول الله بِقِصَّتِهِ مَعَ ذَات النحيين
وَأَرَادَ بشراده أَنه لما فعل ذَلِك شرد فِي الأَرْض خوفًا وَهَذَا
غير صَحِيح نقلا وَلَا جَائِز شرعا فَإِن الحَدِيث إِذا سيق فَإِنَّهُ
لم يرد ذَلِك وَأما الشَّرْع فَمَا كَانَ بِالَّذِي يوبخه عَلَى أَمر
قد كَانَ مِنْهُ فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام يجب مَا قبله.
والْحَدِيث هُوَ مَا أَنبأَنَا بِهِ إِسْمَاعِيل بن أَحْمد قَالَ آخر
يَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن البقور قَالَ آخر يَا القَاضِي أَبُو
مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد الْأَسدي قَالَ حَدثنَا أَبُو حُذَيْفَة
مُحَمَّد بن مخلد قَالَ حَدثنَا زَكَرِيَّا بن يَحْيَى بن الْحَارِث
الْبَصْرِيّ قَالَ حَدثنَا وهب بن جرير عَن أَبِيه قَالَ سَمِعت زيد بن
أسلم يحدث أَن خَوات بن جُبَير قَالَ نزلت مَعَ رَسُول الله مر
الظهْرَان فَخرجت من خبائي فَإِذا نسْوَة يتحدثن فأعجبنني فَرَجَعت
فأخرجت حلَّة لي من عيبتي فلبستها ثمَّ جَلَست إلَيْهِنَّ وَخرج رَسُول
الله من قُبَّته فَقَالَ أَبَا عبد
(1/527)
الله مَا يجلسك إلَيْهِنَّ قَالَ فَهبت
رَسُول الله فَقلت يَا رَسُول الله جمل لي شرور وَأَنا أَبْتَغِي لَهُ
قيدا قَالَ فَمَضَى رَسُول الله وتبعته فَألْقَى إِلَيّ رِدَاء وَدخل
الْأَرَاك فَقَضَى حَاجته وَتَوَضَّأ ثمَّ جَاءَ فَقَالَ أَبَا عبد
الله مَا فعل شِرَاد جملكم ثمَّ ارتحلنا فَجعل لَا يلحقني الْمسير
إِلَّا قَالَ السَّلَام عَلَيْكُم أَبَا عبد الله مَا فعل شِرَاد جملك
قَالَ فتعجلت إِلَى الْمَدِينَة فاجتنبت الْمَسْجِد ومجالسة رَسُول
الله فَلَمَّا طَال ذَلِك عَلّي تحينت سَاعَة خلْوَة الْمَسْجِد فَأتيت
الْمَسْجِد فَجعلت أُصَلِّي.
فَخرج رَسُول الله من بعض حجره فَصَلى رَكْعَتَيْنِ خفيفتين ثمَّ جلس
وطولت الصَّلَاة رَجَاء أَن يذهب ويدعني فَقَالَ طول يَا أَبَا عبد
الله مَا شِئْت فلست بقائم حَتَّى تَنْصَرِف فَقلت وَالله لأعتذرن
إِلَى رَسُول الله ولأندين صَدره قَالَ فَانْصَرَفت فَقَالَ السَّلَام
عَلَيْك أَبَا عبد الله مَا فعل شِرَاد الْجمل فَقلت وَالَّذِي بَعثك
بِالْحَقِّ مَا شرد ذَاك الْجمل مُنْذُ أسلمت فَقَالَ رَحِمك الله
مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا ثمَّ أمسك عني فَلم يعد.
فِي الحَدِيث لكل عَابِد شرة أَي رَغْبَة ونشاط.
فِي حَدِيث سَمُرَة فيشر شَرّ شدقه أَي يشققه ويقطعه قَالَ عَمْرو بن
معدي كرب يصف قوما هم أشدنا شريسا أَي شراسة.
قَالَ ابْن عَبَّاس مَا رَأَيْت أحسن من شرصة عَلّي عَلَيْهِ
السَّلَام.
(1/528)
وَهِي الجلحة.
فِي الحَدِيث من أَشْرَاط السَّاعَة أَي من علاماتها.
فِي حَدِيث الزَّكَاة وَلَا الشَّرْط وَهُوَ رذال المَال.
وَنَهَى عَن شريطة الشَّيْطَان وَهِي ذَبِيحَة لَا تفرى فِيهَا
الْأَوْدَاج أَخذ من شَرط الْحجام.
فِي الحَدِيث وَيشْتَرط شرطة للْمَوْت وَهِي أول طَائِفَة من الْجَيْش
تشهد الْوَاقِعَة.
فِي الحَدِيث لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى يَأْخُذ الله شريطته من أهل
الأَرْض أَي من يختاره من أهل الْخَيْر.
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام شرعك مَا بلغك الْمحل أَي حَسبك.
وَقَالَ إِن أَهْون السَّقْي التشريع وَهُوَ إِيرَاد أَصْحَاب الْإِبِل
إبلهم شَرِيعَة لَا يحْتَاج مَعهَا إِلَى نزع وَلَا سقِِي فِي الْحَوْض
وَهَذَا إِنَّمَا قَالَه عَلّي لشريح فِي قصَّته وَهِي أَن رجلا سَافر
مَعَ أَصْحَاب لَهُ فَرَجَعُوا وَلم يرجع فَاتَّهمهُمْ أَهله فترافعوا
إِلَى شُرَيْح فَسَأَلَ الْأَوْلِيَاء الْبَيِّنَة فعجزوا فألزم
الْقَوْم الْيَمين فَقَالَ عَلّي ذَلِك وَأنْشد.
(أوردهَا سعد وَسعد مُشْتَمل ... يَا سعد تروي بهَا ذَاك الْإِبِل)
(1/529)
ثمَّ فرقهم وسألهم فأقروا بقتْله.
فِي الحَدِيث أمرنَا فِي الْأَضَاحِي أَن نستشرف الْعين وَالْأُذن أَي
نتأمل سلامتهما من آفَة كالعور والجدع.
يُقَال استشرفت الشَّيْء وَهُوَ أَن تضع يدك عَلَى حاجبك كَالَّذي
يستظل من الشَّمْس حَتَّى يستبين لَك الشَّيْء.
وَمن هَذَا أَن أَبَا طَلْحَة كَانَ إِذا رَمَى استشرفه النَّبِي صلى
الله عليه وسلم لينْظر إِلَى موقع نبله.
وَلما قدم عمر الشَّام قَالَ أَبُو عُبَيْدَة مَا يسرني أَن أهل
الْبَلَد استشرفوك وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا لِأَن عمر لم يتزيا بزِي
الْأُمَرَاء.
فِي الحَدِيث مَا ذئبان فِي فريقة غنم بأفسد فِيهَا من حب المَال
والشرف لدينِهِ.
قَالَ الْأَزْهَرِي المُرَاد أَنه يتشرف للمباراة والمفاخرة والمساماة.
فِي الحَدِيث لَا تتشرفوا للبلاء أَي لَا تتطلعوا إِلَيْهِ.
فِي الحَدِيث تسكن مشارف الشَّام وَهِي كل قَرْيَة من بِلَاد الرِّيف
وجزيرة الْعَرَب.
وَإِنَّمَا قيل لَهَا ذَلِك لِأَنَّهَا أشرفت عَلَى السوَاد وإليها
تنْسب السيوف المشرفية.
(1/530)
فِي حَدِيث عَلّي فَقَالَت امْرَأَة أَلا
يَا حمز للشرف النواء فَقَامَ
(1/531)
حَمْزَة إِلَى شَارف وَهِي المسنة من
النوق.
وَكَذَلِكَ الناب وَلَا يقالان للذّكر وَجمع الشارف شرف وَقد أورد
هَذَا أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ فَقَالَ أَلا يَا حمز ذَا الشّرف والنواء
وَمَا كَانَت النوق لِحَمْزَة وَإِنَّمَا أغرته بهَا.
قَوْله مَا جَاءَ بك وَأَنت غير مشرف أَي متطلع إِلَيْهِ.
قَالَ ابْن عَبَّاس أمرنَا أَن نَبْنِي الْمَدَائِن شرفا الشّرف
الْموضع المشرف ومشارف الأَرْض أعاليها وَهِي الَّتِي طولت أبنيتها
بالشرف الْوَاحِدَة شرفة.
فِي الحَدِيث إِذا استنت شرفا الشّرف الْموضع المشترف ومشارف الأَرْض
أعاليها.
(1/532)
فِي حَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع فَربطت
شرفا أَو شرفين أَي قدرا من الْمسَافَة.
قَوْله لَا ينتهب نهبة ذَات شرف أَي ذَات قدر.
فِي الحَدِيث الْفِتَن الشّرف الجون أَصْلهَا النوق السود شبه بهَا
الْفِتَن وَفِي رِوَايَة الشرق بِالْقَافِ وَهِي الَّتِي تَأتي من
نَاحيَة الْمشرق.
قَوْلهم أشرق ثبير أَي أَدخل فِي الشروق.
فِي الحَدِيث إِنَّمَا بَقِي من الدُّنْيَا كشرق الْمَوْتَى فِيهِ
قَولَانِ أَحدهمَا أَن الشَّمْس إِذا نزلت عَن الْحِيطَان أشرقت بَين
الْقُبُور فَهِيَ حِينَئِذٍ إِنَّمَا تلبث قَلِيلا ثمَّ تغيب.
وَالثَّانِي شَرق الْمَيِّت بريقه فَشبه قلَّة مَا بَقِي بذلك.
وَنَهَى أَن يضحى بشرقاء وَهِي المشقوقة الْأذن.
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَا جُمُعَة وَلَا تَشْرِيق إِلَّا فِي
مصر جَامع.
(1/533)
قَالَ الْأَصْمَعِي التَّشْرِيق صَلَاة
الْعِيد أَخذ من شروق الشَّمْس لِأَن ذَلِك وَقتهَا وَإِنَّمَا سميت
أَيَّام التَّشْرِيق لأَنهم كَانُوا يشرقون فِيهَا لُحُوم الْأَضَاحِي.
قَوْله اقْرَءُوا الْبَقَرَة وَآل عمرَان فَإِنَّهُمَا يأتيان
كَأَنَّهُمَا غمامتان أَو ظلتان سوداوان بَينهمَا شَرق وَهُوَ
الضَّوْء.
فِي الحَدِيث إِن طائرا يَقع عَلَى مشريق بَاب من لَا يغار عَلَى أَهله
فَلَو رَأَى الرِّجَال يدْخلُونَ عَلَيْهَا مَا غير.
المشريق الشق الَّذِي تقع فِيهِ الشَّمْس عِنْد شروقها قَالَ ابْن
عَبَّاس للتَّوْبَة بَاب يُقَال لَهُ المشريق وَقد رد حَتَّى مَا بَقِي
إِلَّا شرقة وَهُوَ الضَّوْء الَّذِي يدْخل من شقّ الْبَاب.
فِي حَدِيث ابْن أبي فشرق بذلك أَي غص بِهِ.
فِي الحَدِيث لَا تَأْكُل الشريقة فَإِنَّهَا ذَبِيحَة الشَّيْطَان
وَلَا أحسبها إِلَّا الَّتِي تشرق بِالْمَاءِ فتموت.
وَعَن معَاذ أَنه أجَاز بَين أهل الْيمن الشّرك أَرَادَ الِاشْتِرَاك
فِي الأَرْض وَهُوَ أَن يَدْفَعهَا صَاحبهَا بِالنِّصْفِ وَالثلث.
فِي حَدِيث أم معبد تشاركن هزلا أَي عمهن الهزال فاشتركن فِيهِ.
(1/534)
وَعَن ابْن عمر أَنه اشْتَرَى نَاقَة
فَرَأَى بهَا تشريم الظئار فَردهَا.
التشريم التشقق يُقَال للجلد إِذا شقق قد تشرم وَمِنْه قيل للمشقوق
الشّفة أشرم.
وَأتي عمر بِكِتَاب قد تشرمت نواحيه أَي تشققت والتشقق فِي الظئار أَنه
تدس خرق مَجْمُوعَة فِي رحم النَّاقة وتضم بَين شفري حيائها بسير
وَيسْتر رَأسهَا وتبرك كَذَلِك حَتَّى تغمها ثمَّ ينْزع ذَلِك ويدنى
إِلَيْهَا حوار نَاقَة أُخْرَى.
وَقد لون رَأسه وَجلده بِمَا خرج من الرَّحِم فتظن أَنَّهَا وَلدته
فترأمه.
وَأَرَادَ بالتشريم مَا يحرق من شفريها.
فِي صفة رَسُول الله كَانَ لَا يشارى المشاراة الملاحة.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي لَا نشاري فِي الشَّرّ.
قَالَ الْأَزْهَرِي كَأَنَّهُ أَرَادَ لَا نشار فَقلب إِحْدَى الرَّاء
ين يَاء.
فِي حَدِيث أم زرع ركب شريا أَي فرسا يستشري فِي سيره أَي يلح ويتمادى.
(1/535)
فِي حَدِيث المبعث فشري الْأَمر بَينه
وَبَين الْكفَّار أَي عظم ولج.
قَالَ ابْن السّكيت ركب شريا أَي فرسا خيارا وشراة المَال وسراته
بِالسِّين والشين خِيَاره.
فِي وصف عَائِشَة أَبَاهَا ثمَّ استشرى فِي دين الله أَي لج.
وَقَضَى شُرَيْح فِي رجل نزع فِي قَوس رجل فَكَسرهَا فَقَالَ لَهُ.
(1/536)
شرواها أَي مثلهَا.
وَكَانَ يضمن الْقصار شرواه أَي مثل الثَّوْب الَّذِي أَخذه.
وَقَالَ عَلّي ادفعوا شرواها من الْغنم أَي مثلهَا.
قَوْله رحم الله سهل البيع سهل الشِّرَاء.
المُرَاد ترك المعاسرة.
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الشرا يمد وَيقصر فَأهل تهَامَة يمدونه وَأهل
نجد يقصرونه.
بَاب الشين مَعَ الزَّاي
فِي الحَدِيث وَقد توشح بشزبة كَانَت مَعَه.
قَالَ شمر هِيَ من أَسمَاء الْقوس وَهِي لَيست بجديد وَلَا خلق
وَكَذَلِكَ الشزيب.
(1/537)
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام اطعنوا
الشزر أَي عَن الْيَمين وَالشمَال.
فِي حَدِيث لُقْمَان بن عَاد وولاهم شزنه أَي شدته وبأسه وَرويت شزبه.
قَالَ الْأَصْمَعِي أَي عرضه وجانبه.
فِي حَدِيث أبي سعيد فَلَمَّا رَآهُ الْقَوْم تشزبوا ليوسعوا لَهُ أَي
تحرفوا.
وَبعث سعد وعمار إِلَى عُثْمَان أَن آتَيْنَا نذاكرك مَا أحدثت فَقَالَ
حَتَّى أتشزن أَي استعد للاحتجاج.
(1/538)
قَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ مَأْخُوذ من
الشزن وَهُوَ عرض الشَّيْء وجانبه فَكَأَن المتشزن يدع الطُّمَأْنِينَة
فِي جُلُوسه وَيجْلس مستوفزا عَلَى جَانب.
بَاب الشين مَعَ الصَّاد
رَأَى عمر غُلَامه يحمل عَلَى إبل الصَّدَقَة فَقَالَ هلا نَاقَة شصوصا
وَهِي الَّتِي ذهب لَبنهَا وَقد شصت وأشصت.
وَاعْتذر رجل من قلَّة اللَّبن فَقَالَ إِن مَا شيتنا شصص يُقَال شصص
وشصوص وشصايص.
بَاب الشين مَعَ الطَّاء
مضجعة كمسل شطبة وَهُوَ مَا شطب من جريد النّخل وَهُوَ سعفه الْأَخْضَر
وَذَلِكَ أَنه تشقق مِنْهُ قضبان دقاق أَرَادَت أَنه ضرب اللَّحْم لين
متنعم.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَرَادَت بمسل الشطبة سَيْفا سل من غمده
شبهته بِهِ.
فِي الحَدِيث طعن رجل رجلا فشطب الرمْح عَن
(1/539)
مَقْتَله أَي عدل.
فِي الحَدِيث إِذا شهد بِالْحَقِّ شنطير أَي غَرِيب.
فِي حَدِيث بهز بن حَكِيم من منع صَدَقَة فَإنَّا آخِذُوهَا وَشطر
مَاله.
قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ غلط بهز إِنَّمَا هُوَ شطر مَاله
يَعْنِي أَنه يَجْعَل شطرين فَيتَخَيَّر عَلَيْهِ الْمُصدق فَيَأْخُذ
من خير الشطرين عُقُوبَة لمَنعه الزَّكَاة فَأَما مَا لَا يلْزمه
فَلَا.
قَوْله من أعَان عَلَى قتل مُؤمن وَلَو بِشَطْر كلمة.
قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة هُوَ أَن يَقُول فِي أقتل أق.
كَمَا قَالَ كفَى بِالسَّيْفِ شا أَي شَاهدا.
وَقَالَ تَمِيم الدَّارِيّ لرجل سَأَلَهُ عَن كَثْرَة التَّعَبُّد
فَقَالَ أَرَأَيْت إِن كنت مُؤمنا ضَعِيفا وَأَنت مُؤمن قوي أئنك لشاطي
حَتَّى أحمل قوتك عَلَى ضعْفي.
(1/540)
قَالَ أَبُو عبيد يَقُول إِذا كلفتني مثل
عَمَلك وَأَنت قوي وَأَنا ضَعِيف فَهُوَ جور مِنْك مَأْخُوذ من الشطط.
قَالَ الْأَزْهَرِي جعل شاطي بِمَعْنى جائري وظالمي.
قَوْله أعوذ بك من كآبة الشطة يَعْنِي بعد الْمسَافَة.
قَوْله الشَّيْطَان يجْرِي من ابْن آدم مجْرى الدَّم الْمَعْنى أَنه
يتسلط عَلَيْهِ فيوسوس فِي بَاطِنه وَفِي الشَّيْطَان قَولَانِ
أَحدهمَا أَنه من شطن أَي بعد عَن الْخَيْر وَالثَّانِي من شاط أَي
هلك.
فِي الحَدِيث مربوط بشطن وَهُوَ الْحَبل.
بَاب الشين مَعَ الظَّاء
نحر رجل نَاقَة بشظاظ وَهُوَ الْعود الَّذِي يدْخل فِي عُرْوَة الجوالق
وَالْجمع أشظة.
فِي الحَدِيث لم يشْبع من طقام إِلَّا من شظف الشظف شدَّة الْعَيْش
وضيقه.
فِي الحَدِيث يعجب رَبك من رَاع فِي شظية يُؤذن.
(1/541)
قَالَ الْأَزْهَرِي الشظية والشنظية
قِطْعَة من رَأس الْجَبَل.
فِي الحَدِيث فانشظت ربَاعِية رَسُول الله أَي انْكَسَرت يُقَال تشظى
الشَّيْء وانشظ.
بَاب الشين مَعَ الْعين
إِذا قعد بَين شعبها الْأَرْبَع وَهِي اليدان وَالرجلَانِ وَقيل اليدان
والشفران.
قَالَ مَسْرُوق أسلم رجل من الشعوب.
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة المُرَاد هَا هُنَا الْعَجم
وَفِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا يرأب شعبها أَي شعب الْأمة إِذا افْتَرَقت
كلمتها لأم بَينهَا.
فِي الحَدِيث أَخَذته شعوب وَهِي الْميتَة وَسميت شعوبا لِأَنَّهَا
(1/542)
تفرق والشعب الصّلاح فَهُوَ من الأضداد.
قَالَ عبد الله شعب صَغِير من شعب كَبِير أَي صَلَاح قَلِيل من فَسَاد
كَبِير.
قَالَ عمر شعب مَا كنت مشعبا أَي فرق
فِي الحَدِيث لَا سلب إِلَّا لمن أشعر علجا يَعْنِي طعنه حَتَّى يدْخل
السنان جَوْفه من إِشْعَار الْهَدْي وإشعار الْهَدْي أَن يطعن فِي أحد
جَانِبي السنام بمبضع أَو نَحوه بِقدر مَا يسيل الدَّم.
وَدخل رجل عَلَى عُثْمَان فأشعره مشقصا أَي رَمَاه بِهِ
وَرَمَى رجل الْجَمْرَة فَأصَاب عمر فدماه فَقَالَ رجل رجل أشعر أَمِير
الْمُؤمنِينَ أَي أعلم الْقَتْل كَمَا تعلم الْبَدنَة وَكَانَت
الْعَرَب تَقول الْمُلُوك إِذا قتلوا أشعروا صبيانة لَهُم عَن لفظ
الْقَتْل.
وَلما مَاتَت بنت رَسُول الله أعْطى النِّسَاء حقوه وَقَالَ أشعرنها
إِيَّاه أَي اجعلنه شعارها الَّذِي يَلِي جَسدهَا وَسمي شعارا
لِأَنَّهُ يَلِي شعر الْجَسَد.
وَكَانَ رَسُول الله لَا يُصَلِّي فِي شعر نِسَائِهِ.
وَقَوله أَنْتُم الشعار أَي الْخَاصَّة.
(1/543)
وَكَانَ شعار أَصْحَاب رَسُول الله يَا
مَنْصُور أمت أَي علامتهم الَّتِي نصبوها بَينهم ليتعارفوا بهَا.
فِي الحَدِيث التَّلْبِيَة من شعار الْحَج أَي علاماته وَلما أَرَادَ
رَسُول الله قتل أبي بن خلف تطاير النَّاس عَنهُ كَمَا تطاير الشّعْر
عَن الْبَعِير.
قَالَ القتيبي الشّعْر جمع شعراء وَهِي ذُبَاب حمر يَقع عَلَى الْإِبِل
وَالْحمير فيؤذيها.
وَفِي رِوَايَة كَمَا تطاير الشعارير وَهِي مَا يجْتَمع من الذُّبَاب
عَلَى دبرة الْبَعِير فَإِذا هيجت تطايرت عَنْهَا.
وأهدي إِلَى رَسُول الله شعارير وَهِي صغَار القثاء وَاحِدهَا شعرور
وَقَول الْقَائِل لَيْت شعري مَعْنَاهُ لَيْت علمي
فِي الحَدِيث فشق بَطْنه حَتَّى بلغ إِلَى شعرته.
(1/544)
الشعرة بِكَسْر الشين الشّعْر النَّابِت
عَلَى عانة الرجل وَركب الْمَرْأَة قَالَه الْأَزْهَرِي.
فِي الحَدِيث إِن رَسُول الله ثرد ثريدة فشعشعها.
قَالَ ابْن الْمُبَارك أَي خلط بَعْضهَا بِبَعْض كَمَا يشعشع الشَّرَاب
بِالْمَاءِ.
وَقَالَ شمر مَعْنَاهُ رفع رَأسهَا والشعشعان الطَّوِيل.
وَفِي الحَدِيث ترَاهُ عَظِيما شعشعا وَرَوَاهُ أَبُو عبيد سغسغها
بِالسِّين والغين وَقد سبقت وَالْمعْنَى رَوَاهَا دسما.
فِي الحَدِيث إِن الشَّهْر قد تشعشع.
قَالَ شمر أَي قل مَا بَقِي مِنْهُ.
قَالَ أَبُو بكر سَتَرَوْنَ أمة شعاعا أَي مُخْتَلفين مُتَفَرّقين.
(1/545)
فِي الحَدِيث فَإِن كَانَ الرجل مُؤمنا
أَجْلِس فِي قَبره غير مشعوف.
الشعف الْفَزع حَتَّى يذهب بِالْقَلْبِ ويستعار فِي الْحبّ.
قَوْله أَو رجل فِي شعفة شعفة كل شَيْء أَعْلَاهُ وَمِنْه شعفة
الْجَبَل.
وَقَالَ رجل ضَرَبَنِي عمر فأغاثني بشعيفتين فِي رَأْسِي أَي ذؤابتين.
يَعْنِي أَنَّهُمَا وقياه الضَّرْب وَكَأن الْمَعْنى أَنه كَانَ يضْرب
الْجَوَارِح وعلامتهم حلق الرَّأْس.
فِي حَدِيث يَأْجُوج صهب الشعاف أَي حمر الشُّعُور
(1/546)
والشعفة أَعلَى الشّعْر
فِي الحَدِيث إِنَّه شقّ المشاعل يَوْم خَيْبَر يَعْنِي زقاقا كَانُوا
ينتبذون فِيهَا الْوَاحِد مشعل
فِي حَدِيث عمر قَامَ فَأصْلح الشعيلة أَي الذبالة
فجَاء رجل مشعان الرَّأْس أَي منفش الشّعْر شعث
بَاب الشين مَعَ الْغَيْن
قَوْله لَا شغار كَانَ الرجل يَقُول للرجل شاغرني أَي زَوجنِي أختك
عَلَى أَن أزَوجك أُخْتِي أَو ابْنَتي من غير مهر وكنى عَن النِّكَاح
بالشغار.
وَأَصله من شغر الْكَلْب إِذا رفع إِحْدَى رجلَيْهِ وبال فَسُمي شغارا
لرفع الْمهْر.
فِي ذكر الْفَرْع فَإِن يتْركهُ حَتَّى يكون شغزبا أَي يكبر وَقد سبق
فِي بَاب الزَّاي.
(1/547)
فِي الحَدِيث الشعزبة وَهِي جنس من الصراع
وَقَالَ رجل لِابْنِ عَبَّاس مَا هَذِه الْفَتْوَى الَّتِي قد تشغفت
النَّاس هَذِه الْكَلِمَة تروى عَلَى سِتَّة أوجه أَحدهَا تشغفت أَي
تجلت شغَاف الْقُلُوب فشغلتها وَالثَّانِي تشغبت بِالنَّاسِ أَي
تَفَرَّقت بهم.
وَالثَّالِث شغبت النَّاس بترديد الْغَيْن.
وَالرَّابِع شغبت بِالتَّخْفِيفِ وَمَعْنَاهَا فرقهم وَالْخَامِس شغبت
أَي أوجبت الشغب وَالِاخْتِلَاف.
وَالسَّادِس أَن هَذَا الْأَمر تفشغ أَي كثر.
وخطب عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام النَّاس عَلَى شغلة أَي عَلَى بيدر.
فِي الحَدِيث فَإِذا شيخ أشغى وَفِي لفظ لَهُ سنّ شاغية
قَالَ أَبُو عبيد الشاغية الزَّائِدَة عَلَى الْأَسْنَان قَالَ
الْأَصْمَعِي الشغافي الْأَسْنَان إِن تخْتَلف ثنيتها وَلَا تتسق.
(1/548)
وَقَالَ غَيره الشغا خُرُوج الثنيتين من
الشّفة وارتفاعهما وَقَالَت عَائِشَة فِي حق عمر فرق الشّرك شغر بعر
أَي فِي كل وَجه.
بَاب الشين مَعَ الْفَاء
قَالَ سعد بن الرّبيع لَا عذر لكم إِن وصل إِلَى رَسُول الله وَفِيكُمْ
شفر يطرف.
الشفر وَاحِد أشفار الْعين وَهِي حُرُوف الأجفان الَّتِي فِيهَا
الشّعْر.
وَكَانَ أنس بن مَالك شفرة الْقَوْم فِي سفرهم أَي خادمهم الَّذِي
يكفيهم مهنتهم شبه بالشفرة تمتهن فِي قطع اللَّحْم وَغَيره.
فِي الحَدِيث بعث مُصدقا فَأَتَاهُ بِشَاة شَافِع قَالَ أَبُو عبيد
وَهِي الَّتِي مَعهَا وَلَدهَا شفعها.
وَقَالَ الْفراء شَاة شَافِع إِذا كَانَ فِي بَطنهَا ولد ويتلوها آخر.
فِي الحَدِيث من حَافظ عَلَى شُفْعَة الضُّحَى أَي رَكعَتَا الضُّحَى
وَالشَّفْع الزَّوْج وَبَعض الْمُحدثين يضم الشين من شُفْعَة.
قَالَ ابْن قُتَيْبَة كَأَنَّهُ مَبْنِيّ من شفعت مثل غرفَة من غرفت
وَيروَى شبحة الضُّحَى الشبحة الصَّلَاة
فِي حَدِيث الشّعبِيّ الشُّفْعَة عَلَى رُؤُوس الرِّجَال مَعْنَاهُ أَن
تكون
(1/549)
الدَّار بَين جمَاعَة مختلفي السِّهَام
فيبيع وَاحِد مِنْهُم نصِيبه فَيكون مَا بَاعَ الشُّرَكَاء بِهِ بَينهم
سَوَاء عَلَى رؤوسهم لَا عَلَى سِهَامهمْ.
وَقَالَ ثَعْلَب اشتقاق الشُّفْعَة من الزِّيَادَة وَهُوَ أَن تشفع مَا
تطلب فتضمه إِلَى مَا عنْدك.
وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة كَانَ الرجل فِي الْجَاهِلِيَّة إِذا أَرَادَ
بيع منزل أَتَاهُ جَاره يشفع إِلَيْهِ بشفعة ويجعله أولَى
بِالْمَبِيعِ.
قَالَ الْأَزْهَرِي جعل ابْن قُتَيْبَة الشُّفْعَة من شفع إِلَيْهِ أَي
طلب إِلَيْهِ وَأَصلهَا مَا قَالَ ثَعْلَب.
فِي الحَدِيث نهَى عَن شف مَا لم يضمن الشف الرِّبْح
وَفِي حَدِيث آخر فَمثله كَمثل مَال لَا شف لَهُ.
وَفِي الحَدِيث وَلَا تشفوا أَحدهمَا عَلَى الآخر أَي لَا تفضلوا والشف
النُّقْصَان أَيْضا.
يُقَال هَذَا دِرْهَم يشف أَي ينْقض فَهُوَ من الأضداد.
قَالَ عمر لَا تلبسوا نساءكم القناطي فَإِنَّهُ إِن لَا يشف فَإِنَّهُ
يصف.
(1/550)
يُقَال شف الثَّوْب إِذا بدا مَا تَحْتَهُ.
قَالَت أم زرع فَإِن شرب اشتف أَي شرب كل مَا فِي الْإِنَاء والشفافة
الفضلة الَّتِي تبقى فِي الْإِنَاء
فِي الحَدِيث كَادَت الشَّمْس تغرب فَلم يبْق مِنْهَا إِلَّا شف أَي
شَيْء يسير وشفافة النَّهَار بَقِيَّته.
فِي الحَدِيث أَن مجالدا رَأَى الْأسود يقص فشفن إِلَيْهِ أَي رفع طرفه
إِلَيْهِ كالمتعجب الكاره لذَلِك.
وَمثله شنف لَهُ فَإِذا أبغضه قَالَ شنفه.
فِي الحَدِيث فأشفوا عَلَى المرج أَي أشرفوا عَلَيْهِ
(1/551)
قَالَ القتيبي وَلَا يكَاد يُقَال أشفى
إِلَّا فِي الشَّرّ
يُقَال أشفى عَلَى الْمَوْت وأشاف عَلَيْهِ إِذا قاربه.
فِي حَدِيث عمر وَإِذا أشفى ورع أَي إِذا أشرف عَلَى مَعْصِيّة ورع.
فِي الحَدِيث لَا تنظروا إِلَى صَوْم الرجل وَصلَاته وَلَكِن انْظُرُوا
إِلَى ورعه إِذا أشفى أَي أشرف عَلَى شَيْء من الدُّنْيَا.
(1/552)
وَلما هجى حسان الْمُشْركين شَفَى واشتفى
أَي شَفَى الْمُؤمنِينَ واقتص.
قَالَ عَطاء سَمِعت ابْن عَبَّاس يَقُول مَا كَانَت الْمُتْعَة إِلَّا
رَحْمَة رحم الله بهَا أمة مُحَمَّد وَلَوْلَا نَهْيه عَنْهَا مَا
احْتَاجَ أحد إِلَى الزِّنَا إِلَّا شفا.
قَالَ عَطاء وَالله لكَأَنِّي أسمع قَوْله إِلَّا شفا كَذَلِك ذكره
الْأَزْهَرِي وَقَالَ مَعْنَاهُ إِلَّا خَطِيئَة من النَّاس قَليلَة
لَا يَجدونَ شَيْئا يسْتَحلُّونَ بهَا الْفرج.
فِي الحَدِيث إِذا كَانَ الطَّعَام مشفوها وَهُوَ الْقَلِيل الَّذِي
كثرت الشفاه عَلَيْهِ حَتَّى قل.
بَاب الشين مَعَ الْقَاف
قَالَ عمار لأم سَلمَة دعِي هَذِه المشقوحة أَي الْمَكْسُورَة.
يُقَال لأشقحنك شقح الْجَوْز بالجندل أَي لأكسرنك
وَقَالَ عمار لمن تنَاول عَائِشَة اسْكُتْ مقبوحا مشقوحا منبوحا والشقح
الْكسر والمنبوح الَّذِي يضْرب لَهُ مثل الْكَلْب.
وَكَانَ عَلَى حييّ بن أَخطب حلَّة شقحية وَهِي الْحَمْرَاء وَنَهَى
عَن بيع الثَّمر قبل أَن يشقح.
قَالَ أَبُو عبيد التشقيح الزهو
(1/553)
قَالَ الْأَصْمَعِي إِذا تَغَيَّرت البسرة
قيل هَذِه شقحة وَقد انشقحت
قَوْله من بَاعَ الْخمر فليشقص الْخَنَازِير أَي فليعضها إعضاء البيع
كَمَا يعضي الشَّاة
وَالْمعْنَى من اسْتحلَّ هَذَا فليستحل هَذَا
وَيُقَال للقصاب مشقص وكوى أسعد بن زُرَارَة بمشقص وَهُوَ نصل السهْم
إِذا كَانَ طَويلا لَيْسَ بعريض فَإِذا كَانَ عريضا فَهُوَ المعبلة
قَالَ النَّضر النصل السهْم العريض الطَّوِيل يكون قَرِيبا من فتر
والمشقص عَلَى النّصْف من النصل
فِي الحَدِيث إِن رجلا أعتق شِقْصا من مَمْلُوك أَي نَصِيبا وشركا
وَشرب أَبُو هُرَيْرَة من مَاء الشقيط قَالَ الْفراء الشقيط الفخار
وَقَالَ الْأَزْهَرِي هِيَ جرار من الخزف
قَوْله لَوْلَا أَن أشق عَلَى أمتِي أَي أثقل عَلَيْهِم
فِي صفة السَّحَاب أم يشق شقا يَعْنِي الْبَرْق المستطيل إِلَى
(1/554)
وسط السَّمَاء
قَالَت أم زرع وجدني فِي أهل غنيمَة بشق الرِّوَايَة بِكَسْر الشين
وَمَعْنَاهُ الْجهد وَالصَّوَاب الْفَتْح وَهُوَ اسْم مَوضِع
فِي الحَدِيث شقّ بَصَره أَي انْفَتح
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِن كثيرا من الْخطب من شقاشق
الشَّيْطَان
قَالَ أَبُو عبيد هِيَ جمع شقشقة وَهِي الَّتِي إِذا هدر الْفَحْل من
الْإِبِل العراب خَاصَّة خرجت من شدقه شَبيهَة بالرئة
قَالَ الْأَزْهَرِي شبه الَّذِي يتفيهق فِي كَلَامه وَلَا يُبَالِي مَا
قَالَ من صدق أَو كذب بالشيطان
قَالَ عبد الله بن عمر وَفِي الأَرْض الْخَامِسَة حيات كالخطائط بَين
الشقائق الخطائط خطوط والشقائق من الرمل قطع غِلَاظ
بَاب الشين مَعَ الْكَاف
من أزلت إِلَيْهِ نعْمَة فليشكرها أَي فليثن بهَا
فِي حَدِيث يَأْجُوج وَإِن دَوَاب الأَرْض لتشكر من لحومهم أَي تمتلئ.
(1/555)
فِي الحَدِيث وشكير كثير أَي فراخ الزَّرْع
قَالَ يَحْيَى بن يعمر لرجل خاصمته امْرَأَته إِن سَأَلتك ثمن شكرها
يَعْنِي الْفرج.
فِي الحَدِيث فأشكعه ذَلِك أَي أمله وأضجره
قَوْله أَنا أولَى بِالشَّكِّ من إِبْرَاهِيم
سَبَب قَول هَذَا أَن قوما سمعُوا وَلَكِن لِيَطمَئِن قلبِي فَقَالُوا
شكّ إِبْرَاهِيم فَقَالَ أَنا أولَى أَي نَحن دونه وَلم نشك وَهَذَا
تواضع مِنْهُ سُئِلَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام عَن شكل رَسُول الله
قَالَ الْأَزْهَرِي: أَي عَن نَحوه ومذهبه
وَكَانَ أشكل الْعَينَيْنِ أَي فِيهَا حمرَة
قَالَ أَبُو عبيد الشهلة الْحمرَة فِي سَواد الْعَينَيْنِ والشكلة
حمرَة فِي بياضها
(1/556)
وَكَانَ رَسُول الله يكره الشكال من
الْخَيل
قَالَ أَبُو عبيد أَن يكون ثَلَاث قَوَائِم محكلة وَوَاحِدَة مُطلقَة
أَخذ من الشكال الَّذِي يشكل بِهِ الْخَيل وَهُوَ يكون فِي ثَلَاث
قَوَائِم أَو أَن يكون الثَّلَاث مُطلقَة وَرجل محجلة وَلَيْسَ يكون
الشكال إِلَّا فِي الرجل وَلَا يكون فِي الْيَد
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الشكال أَن يكون الْبيَاض فِي يمنى يَدَيْهِ
وَفِي يمنى رجلَيْهِ
وَقَالَ أَبُو عبيد الشكال أَن يكون بَيَاض التحجيل فِي رجل وَاحِدَة
وَيَد من خلاف قل الْبيَاض أَو كثر وَقَالَ غَيره الشكال أَن يكون
الْبيَاض فِي يُسرى يَدَيْهِ وَفِي يُسرى رجلَيْهِ
وَقَالَ غَيره الشكال أَن يكون الْبيَاض فِي يَدَيْهِ فَحسب
وَقَالَ آخر الشكال أَن يكون الْبيَاض فِي رجلَيْهِ وَفِي إِحْدَى
يَدَيْهِ
ذكر هَذِه الْأَقْوَال الْأَزْهَرِي
فِي مقتل عمر فَخرج النَّبِيذ مُشكلا أَي مختلطا لم يتَبَيَّن لَهُم
بِهِ مَا أَرَادوا وكل مختلط مُشكل 558
فِي حَدِيث فطعن فِي شاكلته أَي خاصرته
وَلما حجم أَبُو طيبَة رَسُول الله قَالَ أشكموه والشكم الْجَزَاء
والشكد الْعَطاء بِلَا جَزَاء وَلَا مُكَافَأَة
فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا فَمَا بَرحت شَكِيمَته أَي مَا انفكت شدَّة
نَفسه
يُقَال فلَان شَدِيد الشكيمة إِذا كَانَ عَزِيز النَّفس أَبَيَا
وَالْأَصْل فِي هَذَا الحديدة الَّتِي تكون فِي فَم الْفرس
فِي الحَدِيث شَكَوْنَا إِلَى رَسُول الله الرمضاء فَلم يشكنا
أَي حر الشَّمْس وَمَا يُصِيب أَقْدَامهم فِي صَلَاة الظّهْر
وَأَرَادُوا تأخيرهم فَلم يجبهم إِلَى ذَلِك
يُقَال أشكيت فلَانا إِذا ألجأته إِلَى الشكاية وأشكيته إِذا نزعت عَن
إشكائه وَرجعت إِلَى مَا يحب وَأنْشد ابْن الزبير
(وَتلك شكاة ظَاهر عَنْك عارها ... )
قَالَ القتيبي الشكاة الذَّم وَالْعَيْب
(1/557)
فِي حَدِيث فطعن فِي شاكلته أَي خاصرته
وَلما حجم أَبُو طيبَة رَسُول الله قَالَ أشكموه والشكم الْجَزَاء
والشكد الْعَطاء بِلَا جَزَاء وَلَا مُكَافَأَة
فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا فَمَا بَرحت شَكِيمَته أَي مَا انفكت شدَّة
نَفسه
يُقَال فلَان شَدِيد الشكيمة إِذا كَانَ عَزِيز النَّفس أَبَيَا
وَالْأَصْل فِي هَذَا الحديدة الَّتِي تكون فِي فَم الْفرس
فِي الحَدِيث شَكَوْنَا إِلَى رَسُول الله الرمضاء فَلم يشكنا
أَي حر الشَّمْس وَمَا يُصِيب أَقْدَامهم فِي صَلَاة الظّهْر
وَأَرَادُوا تأخيرهم فَلم يجبهم إِلَى ذَلِك
يُقَال أشكيت فلَانا إِذا ألجأته إِلَى الشكاية وأشكيته إِذا نزعت عَن
إشكائه وَرجعت إِلَى مَا يحب وَأنْشد ابْن الزبير
(وَتلك شكاة ظَاهر عَنْك عارها ... )
قَالَ القتيبي الشكاة الذَّم وَالْعَيْب
(1/558)
فِي الحَدِيث شاكي السِّلَاح أَي شائك
السِّلَاح وشوكة السِّلَاح حَده وَالْمرَاد أَنه تَامّ السِّلَاح
بَاب الشين مَعَ اللَّام
فِي الحَدِيث الحارب المشلح يُقَال حَرْبَة مَاله أَي غصبة والمشلح
الَّذِي يعري النَّاس من ثِيَابهمْ
فِي الحَدِيث وجرحه يتشلشل أَي يقطر دَمًا
قَالَ مطرف العَبْد بَين الله والشيطان فَإِن استشلاه ربه نجا
قَالَ أَبُو عبيد استنقذه
كَانَ أبي بن كَعْب قد أَقرَأ رجلا الْقُرْآن فأهدى إِلَيْهِ قوسا
فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم تقلدها شلوة من جَهَنَّم أَي
قِطْعَة مِنْهَا والشلو الْعُضْو.
(1/559)
فِي الحَدِيث إِذا قطعت يَد السَّارِق
سبقته إِلَى النَّار فَإِن تَابَ استشلاها أَي استنقذها
وَقَالَ فِي الورك ظَاهره نسا وباطنه شلا يُرِيد لَا لحم عَلَى بَاطِنه
فَإِذا قطع فَارق مَا تَحْتَهُ من اللَّحْم
بَاب الشين مَعَ الْمِيم
فِي الحَدِيث شمتوا الْعَاطِس أَي ادعوا لَهُ بِالْخَيرِ والتشمت
الدُّعَاء
وَيُقَال بِالسِّين أَيْضا فَيُقَال للداعي مشمت ومسمت
قَالَ ثَعْلَب مَعْنَى التشميت أبعد الله عَنْك الشماتة وجنبك أَن
يشمتوا بك
والشماتة فَرح الْعَدو لبلية تنزل بِمن يعاديه وَمَعْنى التسميت جعلك
الله عَلَى سمت حسن
وَلما دخل رَسُول الله عَلَى عَلّي وَفَاطِمَة فشمت عَلَيْهِمَا أَي
دَعَا لَهما.
(1/560)
فِي الحَدِيث خُذُوا عثْكَالًا فِيهِ مائَة
شِمْرَاخ العثكال العذق والشمراخ الَّذِي عَلَيْهِ الْبُسْر.
قَوْله كَأَنَّهَا أَذْنَاب خيل شمس وَهِي جمع شموس وَهُوَ الَّذِي لَا
يكَاد يسْتَقرّ من الدَّوَابّ.
فِي الحَدِيث من يتبيع المشمعة يشمع الله بِهِ أَي من اسْتَهْزَأَ
بِالنَّاسِ جازاه الله عز وجل جَزَاء فعله وَقَالَ القتيبي المشمعة
المزاح والضحك
وَمِنْه جَارِيَة شموع أَي لعوب وَأَرَادَ من كَانَ شَأْنه الْعَبَث
والاستهزاء جعله الله فِي حَالَة يفعل بِهِ ذَلِك.
وَقَالُوا لرَسُول الله إِذا فارقناك شمعنا أَي لاعبنا الْأَهْل
والشماع اللَّهْو واللعب.
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فِي الْأَشْعَث بن قيس إِن أَبَا هَذَا
كَانَ ينسج الشمَال بِالْيَمِينِ وَهُوَ جمع شملة.
(1/561)
وَقَالَ عَلّي لما أَن أَرَادَ أَن يبرز
لعَمْرو بن عبد ود أخرج إِلَيْهِ فأشامه قبل اللِّقَاء أَي أنظر مَا
عِنْده
قَوْله للخافضة أشمي وَلَا تنهكي أَي لَا تستقصي.
بَاب الشين مَعَ النُّون
فِي الحَدِيث كَانَ أفلج الْأَسْنَان أشنبها الشنب مَاء ورقة تجْرِي
عَلَى الثغر
قَالَ عبد الْملك لرجل إِنَّك لشنخف أَي طَوِيل عَظِيم
(1/562)
كَذَلِك ذكره ابْن السّكيت وَغَيره
وَذكره الْهَرَوِيّ فِي بَاب السِّين الْمُهْملَة وَذَلِكَ دَلِيل
عَلَى قلَّة علمه باللغة.
قَالَت عَائِشَة عَلَيْكُم بالمشنيئة النافعة التلبين يَعْنِي الحساء
وَمَعْنى المشنيئة البغيضة.
وَلما جِيءَ بِسَعْد يحكم فِي بني قُرَيْظَة حمل عَلَى شنذة من لِيف
وَهُوَ شبه الأكاف
فِي الحَدِيث الشنظير الْفَاحِش الشنظير السيء الْخلق
فِي صفة الْحَرْب ثمَّ تكون جراثم ذَات شناظير كَذَا الرِّوَايَة
وَصَوَابه شناظيء جمع شنظوة وَهِي كالأنف من الْجَبَل
فِي الحَدِيث كَانَ عِنْد أبي ذَر سَوْدَاء مشنعة أَي قبيحة
يُقَال منظر أشنع وشنيع وشنع ومشنع
وَفِي إِسْلَام أبي ذَر أَنه جَاءَ إِلَى رَسُول الله وَأهل مَكَّة قد
شنفوا لَهُ أَي أبغضوه.
(1/563)
وَفِي الحَدِيث الشنف وَهُوَ مَا علق فِي
أَعلَى الْأذن
فِي الحَدِيث فَحل شناق الْقرْبَة وَهُوَ الْخَيط أَو السّير الَّذِي
تعلق بِهِ
يُقَال أشنقتها إِذا علقتها
فِي الحَدِيث وشنق لَهَا أَي كفها بزمامها لترفع رَأسهَا وَفُلَان شانق
رَأسه أَي رافعه قَوْله لَا شناق
قَالَ أَبُو عبيد الشنق مَا بَين الفريضتين وَهُوَ مَا زَاد من
الْإِبِل عَلَى الْخمس إِلَى الْعشْر وَمَا زَاد عَلَى الْعشْر إِلَى
خمس عشرَة
يَقُول لَا يُؤْخَذ من ذَلِك شَيْء وَكَذَلِكَ جَمِيع الأشناق
وَقَالَ غَيره إِنَّمَا سمي الشنق شنقا لِأَنَّهُ لم يُؤْخَذ مِنْهُ
شَيْء فأشنق إِلَى مَا يَلِيهِ مِمَّا أَخذ مِنْهُ
قَالُوا وَمَعْنى الأشناق لَا يشنق الرجل غنمه أَو إبِله إِلَى غنم
غَيره وَإِبِله لتبطل الصَّدَقَة
فِي الحَدِيث أَمر بِالْمَاءِ فقرس فِي الشنان الشنان الأسقية
(1/564)
والقرب الخلقان وَاحِدهَا شن وَهِي أَشد
تبريدا للْمَاء من الجدد
وَوصف ابْن مَسْعُود الْقُرْآن فَقَالَ لَا يتشان أَي لَا يخلق عَلَى
كَثْرَة الرَّد مَأْخُوذ من الشن وَهُوَ الْجلد الرَّقِيق الْخلق
قَالَ عمر لِابْنِ عَبَّاس فِي أَمر شاوره فِيهِ فأعجبه مَا أَشَارَ
بِهِ شنشنة أعرفهَا من أخزم الشنشنة الطبيعة والخلق وَأَرَادَ أَنِّي
أعرف فِيك مشانة من أَبِيك وَكَانَ الْعَبَّاس شَدِيد الرَّأْي وَأما
أصل هَذَا الْمثل فَقَالَ الْكَلْبِيّ كَانَ لأبي أخزم ابْن يُقَال
لَهُ أخزم وَكَانَ عاقا لَهُ فَمَاتَ وَترك بَنِينَ فَوَثَبُوا عَلَى
جدهم أَي أخزم فأدموه فَقَالَ
(إِن بني زَمِّلُونِي بِالدَّمِ ... شنشنة أعرفهَا من أخزم)
وَقد ذكر الْأَزْهَرِي عَن أبي عُبَيْدَة والأصمعي قَالَا يُقَال شنشنة
ونشنشة وَحَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي بَاب النُّون فَقَالَ نشنشة لَيْسَ
بِصَحِيح فَأنْكر شَيخنَا ابْن نَاصِر أَن يُقَال نشنشة وَهُوَ ثَابت
كَمَا ذكرنَا
وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام شنت عَلَيْكُم الغارات أَي صبَّتْ
يُقَال شننت المَاء عَلَى رَأْسِي
وَمِنْه فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء أَلا فليشنوا المَاء
(1/565)
وَقَالَ الْأَزْهَرِي شننا الْغَارة
عَلَيْهِم أَي فرقناها عَلَيْهِم
بَاب الشين مَعَ الْوَاو
فِي الحَدِيث لَا شوب أَي لَا غش
فِي الحَدِيث أَمرهم أَن يمسحوا عَلَى المشاوذ قَالَ أَبُو عبيد هِيَ
العمائم وَاحِدهَا مشوذ
فِي الحَدِيث إِن رجلا أَتَاهُ وَعَلِيهِ شارة حَسَنَة الشارة
الْهَيْئَة واللباس
فِي الحَدِيث رَأَى امْرَأَة شيرة أَي جميلَة
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الشورة الْجمال بِضَم الشين وَبِفَتْحِهَا
الخجل
وَركب أَبُو بكر فرسا يشوره أَي يعرضه
وَكَانَ أَبُو طَلْحَة يشور نَفسه بَين يَدي رَسُول الله أَي يعرضهَا
عَلَى الْقَتْل
وَقيل يشور يسْعَى يظْهر قوته
وَدخل أَبُو هُرَيْرَة فتشايره النَّاس أَي اشتهروه بِأَبْصَارِهِمْ
(1/566)
ويدلي رجل بِحَبل ليشتار عسلا أَي ليجتنيه
فِي الحَدِيث وهم الَّذين خطوا مشايرها أَي ديارها الْوَاحِدَة مشارة
كَانَ رَسُول الله يشوص فَاه بِالسِّوَاكِ أَي يغسلهُ وكل شَيْء غسلته
فقد شصته ومصته
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الشوص الدَّلْك والموص الْغسْل
قَالَ سُلَيْمَان بن صرد لعَلي عَلَيْهِ السَّلَام وَقد عاتبه فِي
انْقِطَاعه عَنهُ الشوط بطين أَي الطَّرِيق بعيد يُرِيد أَن الزَّمَان
ممتد وَيُمكن الِاسْتِدْرَاك
فِي الحَدِيث شيك فَلَا انتقش أَي أصَاب الشوك جسده وَلَا خرج فِي
الحَدِيث وَله شوائل وَهُوَ جمع شَائِلَة
وَهِي الَّتِي شال لَبنهَا أَي ارْتَفع فَهِيَ الشول فَذَلِك يكون بعد
سَبْعَة
(1/567)
أشهر للحامل وَسميت شولا لِأَنَّهُ لم يبْق
فِي ضرْعهَا إِلَّا شول أَي بَقِيَّة فَأَما الشول بِضَم الشين فَهُوَ
جمع شائل وَهِي الَّتِي شالت بذنبها بعد اللقَاح
فِي الحَدِيث بَينا أَنا فِي الْجنَّة فَإِذا امْرَأَة شوهاء إِلَى جنب
قصر ابْن الْأَعرَابِي الشوهاء الْحَسَنَة والشوهاء القبيحة والشوهاء
الواسعة الْفَم وَالصَّغِيرَة الْفَم.
قَالَ أَبُو عبيد المُرَاد هَاهُنَا الْحَسَنَة الرائعة
قَوْله شَاهَت الْوُجُوه أَي قبحت
قَالَ مُجَاهِد مَا أصَاب الصَّائِم شوى إِلَّا الْغَيْبَة وَالْكذب
الشوى هُوَ الْيَسِير الهين.
(1/568)
وَالْأَصْل فِيهِ الْأَطْرَاف وَأَرَادَ
أَن الشوى لَيْسَ بمقتل فَكل شَيْء يُصِيبهُ الصَّائِم لَا يبطل صَوْمه
إِلَّا الْغَيْبَة وَالْكذب
فِي حَدِيث الصَّدَقَة وَفِي الشوي كَذَا وَكَذَا وَهُوَ جمع شَاة
بَاب الشين مَعَ الْهَاء
قَالَت حليمة خرجنَا فِي سنة شهباء أَي مُجْدِبَة
فِي حَدِيث الْعَبَّاس فقد استبطنتم بأشهب بازل أَي منيتم بِأَمْر صَعب
لَا طَاقَة لكم بِهِ والبازل المسن من الْإِبِل
فِي الحَدِيث لَا تتزوجن شهبرة وَهِي الْعَجُوز الفانية
قَوْله مَا يجد الشَّهِيد مس الْقَتْل إِلَّا كَمَا يجد أحدكُم مس
القرصة
فِي تَسْمِيَة الشَّهِيد شَهِيدا سَبْعَة أَقْوَال
أَحدهَا أَنه حَيّ كَأَنَّهُ شَاهد أَي حَاضر لقَوْله تَعَالَى {بل
أَحيَاء} قَالَه النَّضر بن شُمَيْل
(1/569)
وَالثَّانِي أَن الله تَعَالَى
وَمَلَائِكَته شهدُوا لَهُ بِالْجنَّةِ قَالَه ثَعْلَب
وَالثَّالِث لِأَن مَلَائِكَة الرَّحْمَة تشهده
وَالرَّابِع لسقوطه بِالْأَرْضِ وَهِي الشاهدة حَكَى الْقَوْلَيْنِ
أَبُو الْحُسَيْن بن فَارس
وَالْخَامِس لقِيَامه بِشَهَادَة الْحق فِي أَمر الله تَعَالَى حَتَّى
قتل قَالَه أَبُو سُلَيْمَان الدِّمَشْقِي
وَالسَّادِس لِأَنَّهُ يشْهد مَا أعد الله تَعَالَى لَهُ من
الْكَرَامَة بِالْقَتْلِ
ذكره شَيخنَا عَلّي بن عبيد الله
وَالسَّابِع لِأَنَّهُ شهد لله سُبْحَانَهُ بالوجود والإلهية
بِتَسْلِيم نَفسه بِالْقَتْلِ وَشهد غَيره بالْقَوْل
ذكره بعض الْعلمَاء
قَوْله اللعانون لَا يكونُونَ شُهَدَاء أَي لَا تسمع شَهَادَتهم من
قَوْله {لِتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاس}
قَالَ أَبُو أَيُّوب لَا صَلَاة بعد الْعَصْر حَتَّى يرَى الشَّاهِد
يَعْنِي النَّجْم سمي شَاهدا لِأَنَّهُ يشْهد بمجيء اللَّيْل
فِي الحَدِيث قَالَ أخوف مَا أَخَاف عَلَيْكُم الرِّيَاء والشهوة
(1/570)
الْخفية الرِّيَاء مَا كَانَ ظَاهرا
والشهوة الْخفية حب إطلاع النَّاس عَلَى الْعَمَل.
وَقَالَ أَبُو عبيد الشَّهْوَة الْخفية كل مَا يضمر من الْمعاصِي.
فِي صفة أهل النَّار فَيَأْخُذُونَ فِي الشهيق والزفير.
قَالَ أهل اللُّغَة الزَّفِير بِمَنْزِلَة ابْتِدَاء صول الْحمار عَلَى
النهيق والشهيق بِمَنْزِلَة آخر صَوته فِي النهيق.
قَالَ ابْن السّكيت كل شَيْء ارْتَفع وَطَالَ فقد شهق.
وَمِنْه يُقَال شهق يشهق إِذا تنفس نفسا عَالِيا وَمِنْه الْجَبَل
الشاهق.
بَاب الشين مَعَ الْيَاء
ذكر النَّار فَأَعْرض وأشاح قَالَ الْأَصْمَعِي المشيح الجاد والمشح
الحذر.
وَقَالَ الْفراء أشاح أقبل.
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أشاح جد فِي الْإِعْرَاض وَقَالَ غَيره حذر
كَأَنَّهُ يتقيها.
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء أَيّمَا رجل أشاد عَلَى امْرِئ مُسلم كلمة
هُوَ مِنْهَا
(1/571)
بَرِيء أَي رفع ذَلِك وأظهره عَلَيْهِ.
فِي صفة رَسُول الله كَانَ إِذا أَشَارَ بكفه كلهَا إِنَّمَا هَذَا
إِذا تكلم.
فِي الحَدِيث رَأَى امْرَأَة شيرة أَي جميلَة.
فِي الحَدِيث إِذا استشاط السُّلْطَان تسلط الشَّيْطَان أَي إِذا تحرق
من شدَّة الْغَضَب وَصَارَ كَأَنَّهُ نَار.
وَفِي صفته مَا رئي ضَاحِكا مستشيطا أَي ضحكا شَدِيدا.
فِي الحَدِيث يُؤْخَذ الْمُسلم فيشاط لَحْمه كَمَا تشاط الْجَزُور أَي
يقسم.
قَالَ عمر الْقسَامَة لَا تشيط الدَّم أَي لَا يجب بهَا الْقصاص.
قَالَ القتيبي الأَصْل فِي الإشاطة الإحراق فاستعير.
فِي الحَدِيث قَاتل فلَان حَتَّى شاط فِي رماح الْقَوْم أَي هلك.
فِي الحَدِيث إِن مَرْيَم سَأَلت رَبهَا أَن يطْعمهَا لَحْمًا بِلَا دم
فأطعمها
(1/572)
الْجَرَاد فَقَالَت اللَّهُمَّ أعشه
بِغَيْر رضَاع وتابع بَينه بِغَيْر شياع.
الْمَعْنى أَن يتبع بعضه بَعْضًا من غير أَن يصاح بِهِ.
قَالَ الْأَزْهَرِي الشياع الدُّعَاء بِالْإِبِلِ لتنساق وَقيل لصوت
الزمارة شياع لِأَن الرَّاعِي يجمع إبِله بهَا.
قَالَ سيف بن ذِي يزن لعبد الْمطلب هَل لَك من شاعة أَي زَوْجَة.
وَنَهَى فِي الضَّحَايَا عَن المشيعة وَهِي الَّتِي تتبع الْغنم عجفا
وَلَا تلحقها فَهِيَ تشيعها.
فِي الحَدِيث إِن فلَانا كَانَ رجلا مشيعا المشيع الشجاع.
فِي الحَدِيث كَانَ ذَلِك بعد بدر بِشَهْر أَو شيعه. أَي قدره.
قَالَ عمر لأبي بكر اعزل خَالِدا فَقَالَ لَا أَشْيَم سَيْفا سَله الله
أَي لَا أغمده.
وَيُقَال شمت السَّيْف إِذا سللته فَهُوَ من الأضداد.
قَالَ جَابر كنت عَلَى جمل لَيْسَ فِيهِ شيبَة أَي لَا لون فِيهِ
يُخَالف بَاقِي لَونه.
(1/573)
|