غريب الحديث لابن الجوزي

كتاب الضَّاد
بَاب الضَّاد مَعَ الْألف
فِي حَدِيث إسْرَافيل وَإنَّهُ لَيَتَضَاءَل من خشيَة الله أَي يتصاغر تواضعا لَهُ
وقَوْله يخرج من ضضئ هَذَا الضئضئ الأَصْل وَالْمرَاد يخرج من نَسْله وعقبه
بَاب الضَّاد مَعَ الْبَاء
فِي الحَدِيث كَانَت يدا ابْن عمر تضبان دَمًا أَي تسيلان

(2/3)


وَمثله تبض قَوْله أعوذ بك من الضبنة فِي السّفر قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هم الْعِيَال والحشم
فِي حَدِيث غنم شُعَيْب لَيْسَ فِيهَا ضبوب وَهِي الضيقة ثقب الإحليل
أوحى الله تَعَالَى إِلَى دَاوُود قل لَهُم لَا يدعوني والخطايا بَين أضباثهم أَي فِي قبضاتهم يُقَال ضبث إِذا قبض
قَالَ ابْن مَسْعُود لَا يخْرجن أحدكُم إِلَى ضبحة بلَيْل وَيروَى صَيْحَة والمعنيان متقاربان يُقَال ضبح الثَّعْلَب
قَالَ الزُّهْرِيّ جعل الله جوز بنى إِسْرَائِيل الضبر قَالَ الْأَصْمَعِي الضبر جوز الْبر

(2/4)


قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ الَّذِي يُسَمِّيه أهل الحضرجوز بر
قَوْله وَيخرج من النَّار صبائر أَي جماعات فِي تَفْرِقَة
فِي الحَدِيث إِنَّا لَا نَأْمَن أَن يَأْتُوا بضبور أَي بدبابات تقرب إِلَى الْحُصُون
فِي الحَدِيث وَلكم الفلو الضبيس يَعْنِي الْمهْر العسير الصعب
فِي الحَدِيث أَنه سُئِلَ عَن الأضبط قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الَّذِي يعْمل بيدَيْهِ جَمِيعًا
فِي الحَدِيث جَازَ قوم عَلَى قوم فَلم يقرهم فضبطوهم أَي أخذوهم قهرا
فِي الحَدِيث أكلتنا الضبع يَعْنِي السّنة والضبع بِسُكُون الْبَاء الْعَضُد والضبع أَيْضا الْأُنْثَى من الضباع وَالذكر ضبعا

(2/5)


فِي الحَدِيث يلْتَفت إِبْرَاهِيم إِلَى أَبِيه فَإِذا هُوَ ضبعان أمدر وَهُوَ ذكر الضباع
فِي الحَدِيث ذكر الاضطباع وَهُوَ أَن يدْخل الرِّدَاء تَحت يَده الْيُمْنَى ثمَّ يلقيه عَلَى عَاتِقه الْأَيْسَر وَهُوَ مَأْخُوذ من الضبع وَهُوَ الْعَضُد قَوْله أعوذ بك من الضبنة فِي السّفر قَالَ الْخطابِيّ الضبنة عِيَال الرجل وَمن تلْزمهُ نَفَقَته سموا ضبنة لأَنهم فِي ضبن من يعولهم والضبن مَا بَين الكشح والإبط تعوذ بِاللَّه من كَثْرَة الْعِيَال فِي مَظَنَّة الْحَاجة وَهُوَ السّفر قَالَ وَيجوز أَن يكون تعوذ من صُحْبَة من لَا غناء فِيهِ وَلَا كِفَايَة إِنَّمَا هُوَ كل وعيال
قَالَ عمر لقوم إِن داركم قد ضبنت الْكَعْبَة فَلَا بُد لي من هدمها أَرَادَ أَنَّهَا قد جعلت الْكَعْبَة فِي فِيهَا بالْعَشي كَأَنَّهَا قد ضبنتها كَمَا يحمل الْإِنْسَان الشَّيْء فِي ضبننه
بَاب الضَّاد مَعَ الْحَاء
فِي ضحضاح من النَّار الضحضاح مَا رق من المَاء عَلَى وَجه الأَرْض فِي صفة عمر جَانب غمرتها وَمَشى فِي ضحضاحها وَمَا ابتلت قدماه الْمَعْنى لم يتَعَلَّق من الدُّنْيَا بِشَيْء

(2/6)


فِي الحَدِيث مَا أوضحُوا بِضَاحِكَةٍ أَي مَا تبسموا والضواحك الْأَسْنَان الَّتِي تظهر عِنْد التبسم
فِي الحَدِيث أضح لمن أَحرمت أَي اظهر ودع الظل
فِي الحَدِيث اللَّهُمَّ ضاحت بِلَادنَا أَي برزت للشمس إِذْ لَا نَبَات فِيهَا
فِي الحَدِيث وَلنَا الضاحية من البعل أَي مَا ظهر وبرز وَكَانَ خَارِجا من الْعِمَارَة قَالَ شمر كل مَا برز وَظهر فقد ضحى
وَكتب عَلّي إِلَى ابْن عَبَّاس أَلا ضح رويدا أَي اصبر رويدا
فِي الحَدِيث قَالَ أَبُو خَيْثَمَة يكون رَسُول الله فِي الضح وَالرِّيح وَأَنا فِي الظل أَي فِي الشَّمْس وَالْحر وَقد فسره الْهَرَوِيّ تَفْسِير من لَا أنس لَهُ بِالنَّقْلِ فَقَالَ وَرَسُول الله فِي الضح وَالرِّيح أَرَادَ كَثْرَة الْخَيل والجيش وَهَذَا لَا مَعْنَى لَهُ هَا هُنَا
فِي الحَدِيث بَينا نَحن نتضحى أَي نتغذى والضحاء

(2/7)


الْغذَاء وَإِنَّمَا قيل لَهُ ضحاء لِأَنَّهُ يُؤْكَل فِي الضُّحَى
فِي حَدِيث أبي ذَر فِي لَيْلَة إِضْحِيَان أَي مضيئة يُقَال لَيْلَة إِضْحِيَان وإضحيانة وضحيانة وضحياء
بَاب الضَّاد مَعَ الرَّاء
فِي حَدِيث عَلّي فَإِذا كَانَ كَذَلِك ضرب يعسوب الدَّين بِذَنبِهِ أَي أسْرع الذّهاب فِي الأَرْض فِرَارًا من الْفِتَن
فِي الحَدِيث نهَى عمر عَن ضَرْبَة الغائص وَهُوَ أَن يَقُول الغائص للتاجر أغوص غوصة فَمَا أخرجته فَهُوَ لَك بِكَذَا
فِي الحَدِيث فتحات الشّجر من الضريب أَي من الجليد
فِي الحَدِيث أَنه اضْطربَ خَاتمًا أَي سَأَلَ أَن يضْرب لَهُ قَوْله فَإِذا مُوسَى ضرب من الرِّجَال وَهُوَ الْخَفِيف الْجِسْم
فِي الحَدِيث أَنه ليدرك دَرَجَة الصوام بِحسن ضريبته أَي بطبيعته
فِي الحَدِيث تكَاد تتضرج أَي تَنْشَق
كَانَ أَبُو عُبَيْدَة يضرج لأهل مَكَّة قَالَ الْأَزْهَرِي الضرج الْحفر للْمَيت وَهُوَ قبر بِلَا لحد وَسمي ضريحا لِأَنَّهُ يشق فِي الأَرْض شقا والضرح والضرج بِالْحَاء وَالْجِيم الشق
قَوْله لَا ضَرَر وَلَا ضرار لَا ضرار أَي لَا يضر الرجل أَخَاهُ فينقص شَيْئا من حَقه وَملكه وَقَوله لَا ضرار أَي لَا يضار الرجل جَاره مجازاة

(2/8)


ينتقصه بِإِدْخَال الضَّرَر عَلَيْهِ والضرار مِنْهُمَا جمعيا
وَقَوله لَا تضَارونَ فِي رُؤْيَته من رَوَاهُ مخففا فَهُوَ من الضير وَمن شدد أَرَادَ لَا يضايقون
فِي الحَدِيث كَانَ معَاذ يُصَلِّي فأضر بِهِ غُصْن فَكَسرهُ أَي دنا مِنْهُ دنوا شَدِيدا
فِي حَدِيث أم معبد ضرَّة الشَّاة أَي أصل الضَّرع كُله مَا خلا الْأَطِبَّاء وَإِنَّمَا تُدعَى ضرَّة إِذْ كَانَ بهَا لبن قَالَ عمر الزبير ضرس ضبيس أَي سيء الْخلق وَمِنْه فِي صفة عَلّي كَانَ إِذا فزع إِلَى ضرس حَدِيد
وَكره ابْن عَبَّاس الضرس وَهُوَ صمت يَوْم إِلَى اللَّيْل وَأَصله العض بالأضراس وَدخل عَلّي إِلَى بَيت المَال فأضرط بِهِ أَي استخف بِهِ
قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام فِي ابْني جَعْفَر
مَالِي أراهما ضارعين أَي ضاويين
وَفِي حَدِيث سلمَان قد ضرع بِهِ أَي غَلبه يُقَال لفُلَان فرس قد ضرع بِهِ أَي غَلبه
قَالَ قيس ابْن عَاصِم إِنِّي لأفقر الْبكر الضَّرع والضرع الصَّغِير

(2/9)


الضَّعِيف وَمِنْه قَول عَمْرو ابْن الْعَاصِ لست بالضرع
فِي الحَدِيث مَا ضارعت فِيهِ النَّصْرَانِيَّة أَي مَا شابهت
فِي الحَدِيث كَأَن لحيته ضرام عرفج الضرام لَهب النَّار
قَالَ عمر للحم ضراوة أَي عَاده ينْزع الْإِنْسَان إِلَيْهَا
فِي الحَدِيث لِلْإِسْلَامِ ضراوة الضراوة اللهج بالشَّيْء فَلَا يصبر عَنهُ
فِي الحَدِيث إِن قيسا ضراء الله عز وجل هُوَ جمع ضرو وَهُوَ من السبَاع مَا ضري بالصيد
وَنهي عَن الشّرْب فِي الْإِنَاء الضاري يَعْنِي الَّذِي ضري بِالْخمرِ وأكل أَبُو بكر مَعَ رجل بِهِ ضرو من الجذام أَي لطخ وَقَالَ القتيبي أَرَادَ أَن داءه قد ضري بِهِ
بَاب الضَّاد مَعَ الزَّاي
قَالَت امْرَأَة لبَعض الْعمَّال أَيْن الْمرَافِق فَقَالَ كَانَ معي ضيزنان

(2/10)


يحفظان يَعْنِي الْملكَيْنِ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الضيزن الْحَافِظ الثِّقَة والضيزن فِي غَيره الَّذِي يتَزَوَّج امْرَأَة أَبِيه بعد مَوته
بَاب الضَّاد مَعَ الطَّاء
قَالَ عَلّي من يعذرني من هَؤُلَاءِ الضباطرة وهم الضخام الَّذين لَا غناء عِنْدهم وَلَا نفع
بَاب الضَّاد مَعَ الْعين
قَالَ فِي غَزْوَة خَبِير من كَانَ مضعفا فَليرْجع أَي من كَانَت دَابَّته ضَعِيفَة وَمِنْه قَول عمر المضعف أَمِير عَلَى أَصْحَابه أَي أَنهم يَسِيرُونَ بسيره
فِي حَدِيث أبي ذَر فَتَضَعَّفْت رجلا مِنْهُم أَي استضعفته قَوْله أهل الْجنَّة كل ضَعِيف متضعف الْعين مَفْتُوحَة وَالْمعْنَى أَن النَّاس يستضعفونه
بَاب الضَّاد مَعَ الْغَيْن
أهدي لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم ضغابيس قَالَ أَبُو عبيد هِيَ شبه صغَار القثاء تُؤْكَل

(2/11)


وَفِي حَدِيث لَا بَأْس باجتناء الضغابيس فِي الْحرم قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ نبت فِي أصُول الثمام يسلق بالخل وَالزَّيْت ويؤكل
فِي الحَدِيث وَمِنْهُم الْآخِذ الضغث أَي من ينَال من الدُّنْيَا شَيْئا
قَالَ عمر اللَّهُمَّ إِن كتبت عَلّي ضغثا فامحه عني وَهُوَ الشَّيْء الْمُخْتَلط الَّذِي لَا حَقِيقَة لَهُ
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة لِأَن يمشي معي ضغثان من نَار أحب إِلَيّ من أَن يسْعَى غلامي خَلْفي يَعْنِي خزمتين من حطب
قَالَت امْرَأَة معَاذ لَهُ أَيْن مَا جِئْت بِهِ قَالَ كَانَ معي ضاغط أَي أَمِين يضيق عَلّي
وَكَانَ شُرَيْح لَا يُجِيز الاضطهاد والضغطة قَالَ القتيبي الضغطة العصرة من الْغَرِيم وَهُوَ أَن يمطل بِمَا عَلَيْهِ حَتَّى يضجر صَاحب الْحق ثمَّ يَقُول أتدع كَذَا وَتَأْخُذ الْبَاقِي معجلا فيرضى بذلك والاضطهاد بالقهر وَالظُّلم
فِي الحَدِيث فَأخذ الْأسد بِرَأْس عتبَة فضغمه ضغمة الضغم شدَّة العض وَالْأَخْذ بالأسنان وَبِه سمي الْأسد ضيغما

(2/12)


فِي الحَدِيث الرجل يكون فِي دَابَّته الضغن فيقومها جهده والضغن فِي الدَّابَّة أَن تكون عسيرة الانقياد
فِي الحَدِيث وصبيتي يتضاغون حَولي أَي يصوتون بَاكِينَ
بَاب الضَّاد مَعَ الْفَاء
قَالَ عبد الله بن أبي بكر لِأَبِيهِ ضفت عَنْك يَوْم بدر أَي عدلت عَنْك
نَازع طَلْحَة عليا فِي ضفيرة ضفرها فِي وَاد قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الضفيرة مثل المسناة المستطيلة من الأَرْض فِيهَا خشب وحجارة
وَمِنْه الحَدِيث فَقَامَ عَلَى ضفيرة العبدة
وَقَالَ الْأَزْهَرِي أخذت الضفيرة من الضفر وَهُوَ نسج قوي الشّعْر وإِدْخَال بعضه فِي بعض
وَمِنْه حَدِيث أم سَلمَة إِنِّي أَشد ضفر رَأْسِي
فِي الحَدِيث وَلَا تضافر الدُّنْيَا إِلَّا الْقَتِيل فِي سَبِيل الله الْمَعْنى لَا يحب أَن يعود إِلَيْهَا إِلَّا هُوَ

(2/13)


قَوْله فبعها وَلَو بضفير أَي حَبل مفتول من شعر
فِي الحَدِيث مَلْعُون كل ضفار قَالَ الزّجاج هُوَ النمام وَأَصله الضفز وَهُوَ شعير يحش فيعلفه الْبَعِير فَقيل للنمام ضفاز لِأَنَّهُ يزور القَوْل كَمَا يهيأ هَذَا الشّعير لقما لعلف الْإِبِل يُقَال ضفزت الْبَعِير إِذا علفته الضفائز وَهِي اللقم الْكِبَار
وَمِنْه الحَدِيث فيضفزونه فِي فِي أحدهم أَي يدفعونه
وَمِنْه قَوْله فِي وَادي ثَمُود من اعتجن بمائه فليضفزه بعيره والضفز أَيْضا القفز وَمِنْه ضفز أَصْحَاب عَلّي حِين قتل ذُو الثدية فَرحا
وَفِي الحَدِيث إِن قوما يَزْعمُونَ أَنهم يحبونك يضفزون الْإِسْلَام ثمَّ يلفظونه أَي يلقمونه وَلَا يقبلونه
فِي الحَدِيث فَنَامَ حَتَّى سمع ضفيزه وَهُوَ شبه الغطيط وَقد رَوَاهُ بَعضهم حَتَّى سمع صفيره والصفير يكون بالشفتين

(2/14)


قَالَ عمر أعوذ بك من الضغاطة قَالَ أَبُو عبيد هُوَ ضعف الرَّأْي وَالْجهل يُقَال رجل ضغيط وَمِنْه قَول عمر أَنا أوتر حِين ينَام الضغطى وَقَالَ شمر الضغيط الأحمق الْكثير الْأكل
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الضغاط الأحمق وَعُوتِبَ ابْن عَبَّاس فِي شَيْء فَقَالَ هَذِه إِحْدَى ضغطاتي أَي غفلاتي
وَشهد ابْن سِيرِين نِكَاحا فَقَالَ أَيْن ضغاطتكم يَعْنِي الدُّف سَمّى ضغاطة لِأَنَّهُ لعب وَلَهو
وَقدم الضفاطة الْمَدِينَة وهم الأنباط كَانُوا يجلبون الزَّيْت وَغَيره
وَقَالَ ابْن الْمُبَارك الضفاط الجالب من الأَصْل والمقاط الْحَامِل من قَرْيَة إِلَى قَرْيَة
فِي الحَدِيث لم يشْبع إِلَّا عَلَى ضفف وَيروَى عَلَى شظف وهما جَمِيعًا الضّيق والشدة يَقُول مَا شبع إِلَّا بِضيق وَشدَّة
وَقيل فِي الضفف إِنَّه اجْتِمَاع النَّاس يَقُول لم يَأْكُل وَحده وَلَكِن مَعَ

(2/15)


النَّاس يُقَال مَاء مضفوف إِذا كثر عَلَيْهِ النَّاس
وَقد سبق الْفرق بَين الضفف والحفف
بَاب الضَّاد مَعَ اللَّام
قَوْله أعوذ بك من ضلع الدَّين يَعْنِي ثقله حَتَّى يمِيل صَاحبه عَن الاسْتوَاء لثقله
وَقَالَ فِي دم الْحيض حتيه بضلع قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الضلع هَا هُنَا الْعود قَالَ الْأَزْهَرِي الأَصْل فِيهِ ضلع الْجنب فَشبه بِهِ الْعود
وَقَالَ الجني لعمر إِنِّي مِنْهُم لضليع أَي لعَظيم الْخلق
فِي حَدِيث ابْن عَوْف كنت بَين غلامين تمنيت أَن أكون بَين أضلع مِنْهُمَا أَي أَقْوَى
وَكَانَت قُرَيْش يَوْم بدر تَحت الضلع الْحَمْرَاء من الْجَبَل
فِي الحَدِيث الضلع الْحَمْرَاء قَالَ شمر هُوَ جبيل صَغِير شبه بضلع الْإِنْسَان

(2/16)


فِي صفته كَانَ ضليع الْفَم أَي واسعه وَالْعرب تحمد ذَلِك
فِي الحَدِيث فاضطلع بِالْأَمر أَي قوي عَلَيْهِ
فِي الحَدِيث لعَلي أضلّ الله أَي لَعَلَّ موضعي يخْفَى عَلَيْهِ وَقَالَ الْأَزْهَرِي لعَلي أغيب عَن عَذَابه
قَوْله ضَالَّة الْمُؤمن حرق النَّار الضَّالة الَّتِي بمضيعة لَا يعرف مَالِكهَا
وَإِنَّمَا تسْتَعْمل الضَّالة فِي الْحَيَوَان وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام من آوَى ضَالَّة فَهُوَ ضال مَا لم يعرفهَا فَأَما الجمادات فَهِيَ اللّقطَة
فِي الحَدِيث إِن رَسُول الله أَتَى قومه فأضلهم أَي وجدهم ضلال كَمَا يُقَال أحمدته وأبخلته
بَاب الضَّاد مَعَ الْمِيم
قيل لعَلي أَنْت أمرت بقتل عُثْمَان فضمد أَي اغتاظ والضمد شدَّة الغيظ

(2/17)


وَفِي حَدِيث طَلْحَة أَنه ضمد عَيْنَيْهِ بِالصبرِ قَالَ شمر يُقَال ضمدت الْجرْح إِذا جعلت عَلَيْهِ الضماد وَهُوَ الدَّوَاء
فِي الحَدِيث الْيَوْم الْمِضْمَار الْمِضْمَار مَوضِع تضمر فِيهِ الْخَيل أَخذ الْفرس تضمر قبل الْمُسَابقَة وتضميرها أَن تشد عَلَيْهَا سُرُوجهَا وتجلل بالأجلة فَيذْهب رهلها ويشتد لَحمهَا وتعلف قوتا وَيحمل عَلَيْهَا غلْمَان خفاف لَا يعثفون بهَا فَحِينَئِذٍ يُؤمن عَلَيْهَا البهر الشَّديد عِنْد غدوها وَلَا يقطعهَا الشد وَأَرَادَ أَن الْعَمَل الْيَوْم للاستباق غَدا إِلَى الْجنَّة
قَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز
هَذَا مَال ضمار وَهُوَ الْغَائِب الَّذِي لَا يُرْجَى
وخطب إِلَى مُعَاوِيَة ابْنَته فَقَالَ إِنَّهَا ضمنة وَهِي الزمنة
فِي كِتَابه لِوَائِل بن حجر وَمن زنا مِم ثيب فَضَرِّجُوهُ بِالْأَضَامِيمِ
قَوْله مِم أَي من كَقَوْلِه لَيْسَ منم بر والأضاميم جَمَاهِير الْحِجَارَة يُرِيد الرَّجْم واحدتها إضمامة لِأَن بَعْضهَا ضم إِلَى بعض والتضريج التدمية
قَوْله لَا تضَامون من رَوَاهُ مخففا فَمن الضيم وَمن شدد

(2/18)


فَمن الِاجْتِمَاع وَوجه الضيم أَن الْخَفي تلْحق فِي رُؤْيَته الْمَشَقَّة وَوجه الِاجْتِمَاع أَن مَا يخْفَى يَنْضَم بعض الرائين إِلَى بعض ليدله عَلَيْهِ
وَكتب لأكيدر وَلكم الضامنة من النَّحْل وَهُوَ مَا كَانَ دَاخِلا فِي الْعِمَارَة
فِي الحَدِيث من مَاتَ فِي سَبِيل الله فَهُوَ ضَامِن عَلَى الله عز وجل أَي مَضْمُون وَقَالَ الْأَزْهَرِي الْمَعْنى هُوَ ذُو ضَمَان عَلَى الله
قَالَ عبد الله بن عمر وَمن اكتتب ضمنا بَعثه الله ضمنا وَقَالَ أَبُو عبيد الضمن الَّذِي بِهِ ضمانة فِي جسده وَهِي الزمانة قَالَ وَمَعْنى الحَدِيث أَن يَقُول الرجل بِي زمانة وَلَيْسَ بِهِ ليتخلف عَن الْغَزْو وَمَعْنى اكتتب أَخذ خطا من أَمِير جَيْشه ليَكُون عذرا لَهُ من التَّخَلُّف
وَنهي عَن بيع المضامين قَالَ أَبُو عبيد المضامين مَا فِي أصلاب الفحول

(2/19)


قَالَ عِكْرِمَة لَا تشتر لبن الْبَقر مضمنا أَي وَهُوَ فِي الضَّرع قَوْله الإِمَام ضَامِن أَي حَافظ لصَلَاة الْقَوْم يرعاها لَهُم وَلَيْسَ من ضَمَان الغرامة
بَاب الضَّاد مَعَ النُّون
فِي حَدِيث وَائِل بن حجر فِي التيعة شَاة لَا ضناك الضناك المكتنز اللَّحْم
فِي الحَدِيث إِنَّه مضنوك أَي مزكوم
إِن لله ضنائن أَي خَصَائِص
فِي الحَدِيث إِن نَاقَة ضنت أَي كثر أَوْلَادهَا
بَاب الضَّاد مَعَ الْوَاو
فِي الحَدِيث لَا تستضيئوا بِنَار أهل الشّرك أَي لَا تستشيروهم

(2/20)


وَدخل عَلَى امْرَأَة تتضور من الْحمى قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي يُقَال تركته يتضور أَي يظْهر الضّر الَّذِي بِهِ ويضطرب
فِي الحَدِيث اغتربوا لَا تضووا أَي انكحوا الغرائب فولد القرائب أضوى أَي أَضْعَف
فِي الحَدِيث ضوي إِلَيْهِ الْمُسلمُونَ أَي مالوا
قَوْله فَإِذا أَتَاهُم ضوضوا أَي ضجوا وضاجوا
بَاب الضَّاد مَعَ الْهَاء
قَالَ يَحْيَى بن يعمر أنشأت تضهلها أَي تردها إِلَى أَهلهَا من قَوْلك ضهلت إِلَى فلَان أَي رجعت إِلَيْهِ وَيُقَال هَل ضهل إِلَيْك من مَالك شَيْء أَي هَل عَاد وَقَالَ قوم ضهلت فلَانا إِذا أَعْطيته شَيْئا قَلِيلا
وَأَشد النَّاس عذَابا الَّذين يضاهون خلق الله أَي يشابهون

(2/21)


بَاب الضَّاد مَعَ الْيَاء
فِي الحَدِيث آخر شربة يشْربهَا عمار ضياح لبن وَهُوَ الخاثر يصب فِيهِ المَاء ثمَّ يجدح
فِي الحَدِيث من لم يقبل الْعذر لم يرد عَلَى الْحَوْض إِلَّا متضيحا أَي آخر من يرد وَمَاء الْحَوْض قَلِيل مختلط بِغَيْرِهِ وَأَصله من الضباح وَهُوَ اللَّبن الَّذِي مزج بِالْمَاءِ
قَالَ ابْن الزبير إِن الْمَوْت منضاح عَلَيْكُم أَي منصب
قَوْله من ترك ضيَاعًا فَإِلَيَّ وَهُوَ مصدر ضَاعَ وَالْإِشَارَة إِلَى الْعِيَال والأطفال الْفُقَرَاء
فِي الحَدِيث أفشى الله عَلَيْهِ ضيعته وَهِي مَا يكون مِنْهَا معاشه
وَنهي عَن الصَّلَاة إِذا تضيفت الشَّمْس للغروب أَي مَالَتْ
قَوْله من كَانَ مُؤمنا بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَليُكرم ضَيفه سمي

(2/22)


الضَّيْف من الْميل يُقَال ضفت فلَانا إِذا ملت إِلَيْهِ وَنزلت عَلَيْهِ وأضفته إِذا أملته إِلَيْك وأنزلته عَلَيْك
وَجَاء رجلَانِ إِلَى عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَا أَتَيْنَاك مضافين قَالَ ابْن قُتَيْبَة أَي خَائِفين

(2/23)