غريب الحديث لابن الجوزي

كتاب الطَّاء
بَاب الطَّاء مَعَ الْألف
قَالَ عُثْمَان لَا تطأطأت لَهُم تطأطؤ الدلاة أَي خفضت لَهُم نَفسِي كَمَا يخفضها النازع بالدلو
وَدخل أَبُو هُرَيْرَة عَلَى عُثْمَان وَهُوَ مَحْصُور فَقَالَ طَابَ أم ضرب الْمَعْنى طَابَ الضَّرْب وَحل الْقِتَال وَهَذِه لُغَة حمير وَمِنْه لَيْسَ من أم بر الصّيام فِي أم سفر وأنشدوا
(ذَاك خليلي وَذُو تعاتبني ... يَرْمِي ورائي بامسهم وامسلمه)
بَاب الطَّاء مَعَ الْبَاء
احْتجم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حِين طب أَي سحر يُقَال رجل مطبوب أَي مسحور كني بالطب عَن السحر كَمَا كني بالسليم عَن اللديغ
وَمِنْه فِي حَدِيث لَعَلَّ طِبًّا أَصَابَهُ أَي سحر

(2/25)


فِي حَدِيث حجَّة الْوَدَاع سَمِعت الْأَعْرَاب تَقول الطبطبية الطبطبية
قَالَ الْأَزْهَرِي هِيَ حِكَايَة وَقع السِّيَاط كَأَنَّهُمْ قَالُوا احْذَرُوا ذَاك وَقَالَ غَيره هِيَ حِكَايَة وَقع الْأَقْدَام عِنْد السَّعْي يُرِيد أقبل النَّاس إِلَيْهِ يسعون ولأقدامهم طبطبية
قَالَ الشّعبِيّ كَانَ مُعَاوِيَة كَالْجمَلِ الطِّبّ يَعْنِي الحاذق بالضراب
فِي الحَدِيث فَقَامَ الأطبج إِلَى أمه فألقاها فِي الْوَادي قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الطبج استحكام الحماقة
فِي الحَدِيث وَفِي النَّاس طباخ أصل الطباخ الْقُوَّة وَالسمن ثمَّ اسْتعْمل فِي الْعقل وَغَيره
فِي الحَدِيث إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد سوءا جعل مَاله فِي الطبيخين وهما الجص والآجر
قَوْله من ترك ثَلَاث جمع طبع الله عَلَى قلبه أصل الطَّبْع

(2/26)


الْوَسخ والدرن وَيحْتَمل أَن يُرَاد بِهِ الْخَتْم عَلَى الْقلب حَتَّى لَا يفهم الصَّوَاب
فِي الحَدِيث كل الْخلال يطبع عَلَيْهَا الْمُؤمن أَي يخلق
وَسُئِلَ الْحسن عَن قَوْله تَعَالَى {لَهَا طلع نضيد} فَقَالَ هُوَ الطبيع فِي كفراه الطبيع لب الطّلع سمي بذلك لامتلائه من قَوْلهم طبعت الْإِنَاء إِذا ملأته وكفراه وعاؤه
فِي الحَدِيث استعيذوا من طمع يهدي إِلَى طبع أَي الدنس وَالْعَيْب
فِي الحَدِيث اسقنا غيثا طبقًا أَي مالئا للْأَرْض
وَفِي قَول عمر لَو أَن لي طباق الأَرْض أَي مَا يملؤها
وَقَول الْعَبَّاس إِذا مَضَى عَالم بدا طبق أَي قرن يُقَال للقرن طبق لِأَنَّهُ يطبق الأَرْض
فِي الحَدِيث علم عَالم قُرَيْش طباق الأَرْض أَي ملؤُهَا
فِي حَدِيث أم زرع طباقاء وَهُوَ المطبق عَلَيْهِ حمقا قَالَ

(2/27)


ابْن مَسْعُود وَتَبقى أصلاب الْمُنَافِقين طبقًا وَاحِدًا الطَّبَق فقار الظّهْر
يَقُول يصير فقارهم كُله فقارة وَاحِدَة لَا تلتوي للسُّجُود
وَسَأَلَ ابْن عَبَّاس أَبَا هُرَيْرَة مَسْأَلَة فَأجَاب فَقَالَ طبقت أَي أصبت وَجه الْفَتْوَى وَأَصله إِصَابَة الْمفصل وَيُقَال لكل عُضْو طابق
وَفِي حَدِيث مَرْيَم إِنَّهَا جاعت فجَاء طبق من جَراد فصادت مِنْهُ يُقَال رجل من جَراد وطبق
وَكَانَ ابْن مَسْعُود يطبق فِي صلَاته وَهُوَ أَن يتْرك كفا عَلَى كف ثمَّ يجعلهما بَين رُكْبَتَيْهِ إِذا ركع
وَوصف ابْن الْحَنَفِيَّة من يَلِي بعد السفياني فَقَالَ يكون بَين شث وطباق وهما شجرتان بِنَاحِيَة الْحجاز وَقد مَضَى هَذَا
وَقَالَ الْحسن وَقد ذكر امْرَأَة إِحْدَى المطبقات أَي الدَّوَاهِي
وَقَالَ رجل فِي غُلَام أبق لأقطعن مِنْهُ طابقا أَي عضوا
وَقَالَ ابْن الزبير لمعاوية لَئِن ملك عنان خيل ليركبن مِنْك طبقًا الطَّبَق فقار الظّهْر
فِي الحَدِيث فطبن لَهَا غُلَام أَي خيبها والطبن والطبانة شدَّة الفطنة وَكتب عُثْمَان إِلَى عَلّي وَجَاوَزَ الحزام الطبيين

(2/28)


يُقَال لموْضِع الأخلاف من الْخَيل وَالسِّبَاع أطباء وَاحِدهَا طبي
كَمَا يُقَال فِي الْخُف والظلف خلف وضرع وَإِذا بلغ الحزام الطبيين فقد انْتَهَى الْمَكْرُوه إِلَى أبعد غَايَة
بَاب الطَّاء مَعَ الْحَاء
فِي الحَدِيث لَيْسَ عَلَى أحد يَوْم الْقِيَامَة طحربة وَهِي اللبَاس وَيُقَال بِكَسْر الطَّاء أَيْضا
بَاب الطَّاء مَعَ الْخَاء
إِذا وجد أحدكُم طخاء عَلَى قلبه فَليَأْكُل السفرجل قَالَ أَبُو عبيد الطخاء ثقل وَغشيَ
فِي الحَدِيث إِن للقلب طخاء كطخاء الْقَمَر يَعْنِي مَا يَغْشَاهُ من ظلمَة تغطي نوره
بَاب الطَّاء مَعَ الدَّال
قَالَ الْبَراء لخَالِد بن الْوَلِيد يَوْم الْيَمَامَة طدني إِلَيْك أَي ضمني

(2/29)


بَاب الطَّاء مَعَ الرَّاء
خرج الْحسن من عِنْد الْحجَّاج فَقَالَ دخلت عَلَى أحيلول يطرطب شعيرات لَهُ يُرِيد ينْفخ بشفتيه فِي شَاربه غيظا وكبرا
والطرطبة الصَّغِير بالشفتين للضأن
فِي الحَدِيث إِذا مر أحدكُم بطربال مائل قَالَ اللَّيْث الطربال علم يُبْنَى قَالَ النَّضر يُبْنَى علم للخيل لتسبق إِلَيْهِ وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ الهدف المشرف
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ شَبيه بالمنظرة من مناظر الْعَجم كَهَيئَةِ الصومعة وَالْبناء الْمُرْتَفع
فِي الحَدِيث لَا بَأْس بالسباق مَا لم يطردك وتطرده والإطراد أَن تَقول إِن سبقتني فلك عَلّي كَذَا وَإِن سبقتك فلي عَلَيْك كَذَا
وَقَالَ قَتَادَة يتَوَضَّأ الرجل بِالْمَاءِ الطَّرْد وَهُوَ الَّذِي تخوضه الدَّوَابّ
وَصعد مُعَاوِيَة الْمِنْبَر وَفِي يَده طريدة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هِيَ الخرفة الطَّوِيلَة من الْحَرِير
فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء فَنَشَأَتْ طريرة من السَّحَاب وَهِي تَصْغِير طرة وَهِي قِطْعَة تبدأ فِي الْأُفق مستطيلة

(2/30)


وَأعْطَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عمر حلَّة وَقَالَ إِنَّمَا أعطيتكها لتعطيها بعض نِسَائِك يتخذنها طرات بَينهُنَّ أَي يقطعنها ويتخذنها ستورا
وَقَالَ الْأَزْهَرِي الطرات جمع طرة وَأَرَادَ مِقْدَار مَا يخمر رَأسهَا
فِي الحَدِيث قَامَ وَقد طرت النُّجُوم أَي أَضَاءَت وَسيف مطرور أَي مصقول وَمن رَوَاهُ طرت بِفَتْح الطَّاء أَرَادَ طلعت
وَقَالَ عَطاء إِذا طررت مسجدك بمدر فِيهِ رَوْث فَلَا تصل فِيهِ أَي إِذا زينته يُقَال رجل طرير جميل الْوَجْه
قَالَت صَفِيَّة أبي نَبِي وَعمي نَبِي وَزَوْجي نَبِي وَكَانَ رَسُول الله علمهَا ذَلِك فَقَالَت عَائِشَة لَيْسَ هَذَا من طرازك أَي لَيْسَ هَذَا من استنباطك
فِي الحَدِيث فَمَال طرف من الْمُشْركين عَلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَي قِطْعَة مِنْهُم
فِي الحَدِيث كَانَ إِذا اشْتَكَى أحدهم لم تنزل البرمة حَتَّى يَأْتِي عَلَى أحد طَرفَيْهِ يَعْنِي إِمَّا أَن يفِيق أَو يَمُوت

(2/31)


وَقَالَ زِيَاد إِن الدُّنْيَا قد طرفت أعينكُم أَي طمحت بأبصاركم إِلَيْهَا قَالَ الْأَصْمَعِي أَفْوَاه مطروفة وَهِي الَّتِي طرفها حب الرِّجَال أَي أصَاب طرفها فَهِيَ تطمح إِلَى كل من أشرف لَهَا وَقيل مَعْنَى طرفت أعينكُم صرفتها عَن النّظر فِي العواقب
قَالَ قبيصَة مَا رَأَيْت أقطع طرفا من عَمْرو يُرِيد أذرب لِسَانا وطرفا الْإِنْسَان ذكره وَلسَانه
وَنَهَى أَن يَأْتِي الرجل أَهله طرقا أَي بِاللَّيْلِ
وَقَول هِنْد نَحن بَنَات طَارق أَي أَبَانَا كالنجم شرفا وعلوا والطرق من الجبت قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الضَّرْب بالحصى قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَإِنَّمَا قيل لَهُ طرق لِأَنَّهُ يضْرب بِهِ الأَرْض والطرق الضَّرْب وَقَالَ أَبُو زيد هُوَ خطّ الرمل
قَالَ النَّخعِيّ الْوضُوء بالطرق أحب إِلَيّ من التَّيَمُّم الطّرق المَاء الَّذِي خاضته الدَّوَابّ وبالت فِيهِ
فِي الحَدِيث فَرَأَى عجوزا تطرق شعرًا والطرق ضرب الصُّوف بالقضيب
فِي الحَدِيث فَأَطْرَقَ سَاعَة أَي سكت مطأطئ الرَّأْس

(2/32)


فِي الحَدِيث حقة طروقة الضحل أَي يطْرق الْفَحْل مثلهَا وإطراق الْفَحْل إنزاؤه
فِي الحَدِيث كَانَ يصبح جنبا من غير طروقة يَعْنِي زَوْجَة
قَالَ ابْن عمر لَا شَيْء أفضل من الطّرق وَهُوَ أَن يعير فَحله فَيضْرب وَمن الْحق عَلَى صَاحب الْإِبِل إطراق فَحله أَي إنزاؤه
قَالَ عمر الْبَيْضَة منسوبة إِلَى طرقها أَي إِلَى فَحلهَا
قَوْله كَأَن وُجُوههم المجان المطرقة يَعْنِي الترسة الَّتِي أطرقت بالعقب أَي ألبست بِهِ يُقَال طَارق النَّعْل إِذا جبر خصفا عَلَى خصف
وَفِي كتاب أبي عبيد فِيمَا ضبطناه عَن أشياخنا المطرقة بِالتَّشْدِيدِ
قَوْله لَا تطروني وَهُوَ مُجَاوزَة الْحَد فِي الْمَدْح وَالْكذب فِيهِ فِي الحَدِيث أكل قديدا عَلَى طريان قَالَ الْفراء هُوَ الَّذِي تسميه الْعَامَّة الطريان قَالَ ابْن السّكيت هُوَ الَّذِي يُؤْكَل عَلَيْهِ
بَاب الطَّاء مَعَ الشين
قَالَ بَعضهم الحزاء يشربه كايس النِّسَاء للطشة الحزاء

(2/33)


بِفَتْح الْحَاء مَمْدُود وَهُوَ نبت ينْبت بالبادية يشبه الكرفس إِلَّا أَنه أعرض وَرقا مِنْهُ والطشة دَاء يُصِيب النَّاس كالزكام
بَاب الطَّاء مَعَ الْعين
قَوْله فِي زَمْزَم إِنَّهَا طَعَام طعم أَي يشْبع مِنْهُ الْإِنْسَان
قَوْله إِن الله إِذا أطْعم نَبيا طعمة أَي رزقه من فَيْء
فِي حَدِيث الدَّجَّال أخبروني عَن نخل بيسان هَل أطْعم أَي أثمر
فِي المصواة ورد مَعهَا صَاعا من طَعَام وَالْمرَاد بِالطَّعَامِ هَاهُنَا التَّمْر
قَوْله فنَاء أمتِي بالطعن والطعون الطَّاعُون مرض وَالْمرَاد بالطعن قَولَانِ أَحدهمَا الطعْن بالحديد وَالثَّانِي النظرة من الْجِنّ
بَاب الطَّاء مَعَ الْغَيْن
فِي الحَدِيث لَا تحلفُوا بالطواغي يَعْنِي الطواغيت وَهِي الْأَصْنَام وأضيف الطغيان إِلَيْهَا لِأَنَّهَا سَبَب وَالْمرَاد عابدوها

(2/34)


بَاب الطَّاء مَعَ الْفَاء
فِي الحَدِيث وَإِن كَانَ عَلَيْهِ طفاح الأَرْض ذنوبا وَهُوَ أَن تملأ حَتَّى تطفح
قَوْله كلكُمْ طف الصَّاع أَي قريب بَعْضكُم من بعض لِأَن طف الصَّاع قريب من ملئه فَلَيْسَ لأحد عَلَى أحد فضل إِلَّا بالتقوى
فِي حَدِيث ابْن عمر طفف بِي الْفرس الْمَسْجِد أَي وثب بِي حَتَّى كَاد يُسَاوِي الْمَسْجِد
فِي الحَدِيث فَطَفِقَ يلقِي إِلَيْهِم أَي أَخذ فِي الْفِعْل
فِي حَدِيث الدَّجَّال كَأَن عينة عنبة طافية وَهِي الَّتِي نتأت عَن بنية أخواتها
قَوْله اقْتُلُوا ذَا الطفيتين الطفية خوضة الْمقل فَشبه الخطين اللَّذين عَلَى ظَهره بخوصتين من خوص الْمقل

(2/35)


بَاب الطَّاء مَعَ اللَّام
فِي الحَدِيث فَمَا برح يقاتلهم حَتَّى طلح أَي أعيا وَمِنْه نَاقَة طليح
فِي الحَدِيث أَيّكُم يَأْتِي الْمَدِينَة فَلَا يدع صُورَة إِلَّا طلخها قَالَ شمر أَحْسبهُ لطخها بالطين حَتَّى يطمسها فَكَأَنَّهُ مقلوب قَالَ وَقد يكون طلخته أَي سودته قَالَ وَمِنْه لَيْلَة مطلخمة وَالْمِيم زَائِدَة
فِي الحَدِيث أَمر بطلس الصُّور أَي بطمسها
وَمِنْه أَن قَول لَا إِلَه إِلَّا الله يطلس مَا قبله من الذُّنُوب
وَقطع أَبُو بكر يَد أطلس سرق قَالَ شمر الأطلس الْأسود
فِي الحَدِيث تَأتي رجَالًا طلسا الطلسة لون كالغبرة وَقَالَ ابْن شُمَيْل الأطلس اللص شبه بالذنب

(2/36)


ووفد عَامل عمر عَلَيْهِ وَعَلِيهِ أطلاس وَهِي الوسخة من الثِّيَاب
فِي حَدِيث عمر لَو أَن لي طلاع الأَرْض لافتديت من هول المطلع طلاع الأَرْض مَا يملؤها حَتَّى يطلع ويسيل فَأَما هول المطلع فَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ مَوضِع الِاطِّلَاع من أشرف إِلَى انحدار فَشبه مَا أشرف عَلَيْهِ من أَمر الْآخِرَة بذلك
فِي الحَدِيث وَلكُل حد مطلع أَي لكل حد مصعد يصعد إِلَيْهِ من معرفَة علم الْقُرْآن مأتى ومصعد
فِي الحَدِيث كَانَ يبْعَث الطَّلَائِع وهم قوم يبعثون ليطلعوا طلع الْعَدو وَالْوَاحد طَلِيعَة
قَالَ الْحسن اقدعوا هَذِه النُّفُوس فَإِنَّهَا طلعة
وَقَالَ الزبْرِقَان أبْغض كنائني إِلَيّ الطلعة الخبأة وَهِي الَّتِي تكْثر الِاطِّلَاع والاختباء

(2/37)


فِي الحَدِيث إِذا ضنوا عَلَيْك بالمطلفخة وتروى بالمفلطحة وَهِي الدَّرَاهِم
فِي الحَدِيث ثمَّ انتزع طلقا من حقبه الطلق قيد من جُلُود
فِي الحَدِيث خير الْخَيل الأقرح طلق الْيَد الْيُمْنَى أَي مُطلقهَا
فِي الحَدِيث إِن رجلا عض يَد رجل فانتزعها فَسَقَطت ثنيته فطلها رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَي أهدرها
وَمثله فِي الحَدِيث وَمثل ذَلِك يطلّ أَي يذهب هدرا وَبَعض الروَاة يَقُول بَطل بِالْبَاء وَالْأول أَجود

(2/38)


قَالَ يَحْيَى بن يعمر أنشأت تطلها أَي تمطلها وَقَالَ الْمبرد تسْعَى فِي بطلَان حَقّهَا أَخذ من الدَّم المطلول
فِي الحَدِيث مر بِرَجُل يعالج طلمة لأَصْحَابه يَعْنِي الْخِبْرَة الَّتِي يسميها النَّاس الْملَّة وَإِنَّمَا الْملَّة اسْم الحفرة وَالَّتِي يمل فِيهَا هِيَ الطلمة والخبرة وَالْملَّة
فِي الحَدِيث مَا أطلى نَبِي قطّ أَي مَا مَال إِلَى هَوَاهُ وَأَصله أَن يمِيل عنق الْإِنْسَان
بَاب الطَّاء مَعَ الْمِيم
كَانَ بعض الْعلمَاء يَقُول لِابْنِ دأب إِذا حدث أقِم المطمر وَهُوَ الَّذِي يُقَال بِالْفَارِسِيَّةِ التر وَهُوَ الْخَيط الَّذِي يقوم عَلَيْهِ الْبناء الْبناء
قَالَ مطرف من نَام تَحت صدف مائل وَهُوَ يَنْوِي التَّوَكُّل فليرم نَفسه من طمار طمار هُوَ الْموضع الْمُرْتَفع وطمر إِذا وثب من مَوضِع

(2/39)


فِي الحَدِيث يَقُول العَبْد عِنْدِي العظائم المطمرات يُرِيد المخبآت من الذُّنُوب
وَمِنْه قيل للحفائر المطامير
فِي صفة قُرَيْش لَيْسَ فيهم طمطمانية حمير يُقَال رجل أعجمي طمطمي وطمطم فِي كَلَامه وَيُقَال للعجم طماطم شبه كَلَام حمير لما فِيهِ من الْأَلْفَاظ الْمُنكرَة بِكَلَام الْعَجم
فِي حَدِيث أبي طَالب ولولاي لَكَانَ فِي الطمطام أَي فِي وسط النَّار
فِي الحَدِيث مَا من طمة إِلَّا وفوقها طمة يَعْنِي داهية عَظِيمَة

(2/40)


فِي الحَدِيث مَا طمى بَحر أَي ارْتَفع بأمواجه وَيَقُولُونَ جَاءَ بالطم والرم وَفِي ذَلِك ثَلَاثَة أَقْوَال ذكرهَا الْأَزْهَرِي
أَحدهَا الطم الرطب والرم الْيَابِس قَالَه أَبُو عُبَيْدَة
وَالثَّانِي الطم الْبَحْر والرم الثرى
وَالثَّالِث الطم المَاء الْكثير والرم مَا كَانَ بَالِيًا قَالَ وَالْأَصْل من الطم فتح الطَّاء لَكِنَّهَا كسرت لتوافق الرم

(2/41)


بَاب الطَّاء مَعَ النُّون
فِي الحَدِيث مَا بَين طنبي الْمَدِينَة أحْوج مني إِلَيْهَا يُرِيد مَا بَين طرفيها والطنب وَاحِد الْأَطْنَاب
فِي حَدِيث عمر إِن الْأَشْعَث بن قيس تزوج امْرَأَة عَلَى حكمهَا فَردهَا إِلَى أطناب بَيتهَا يَعْنِي إِلَى مهر مثلهَا
قَالَ بَعضهم مَا أحب أَن بَيْتِي مطنب بِبَيْت مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم أَي مشدود بالأطناب يَعْنِي إِنِّي أحب كَثْرَة الخطى إِلَى الْمَسْجِد
فِي الحَدِيث عَمَدت الْيَهُود إِلَى سم لَا يطني فَسَمت رَسُول الله مَعْنَى لَا يطني لَا يسلم مِنْهُ أحد
قَالَ ابْن سِيرِين لم يكن عَلّي يطن فِي قتل عُثْمَان أَي يتهم

(2/42)


بَاب الطَّاء مَعَ الْوَاو
فِي الحَدِيث طُوبَى وَهِي شَجَرَة فِي الْجنَّة وَقَالَ سعيد ابْن جُبَير طُوبَى اسْم الْجنَّة بالحبشية وَقيل بالهندية وَالْعرب تَقول طُوبَى لَك وَلَا تَقولُونَ طوباك إِلَّا أَن الْأَخْفَش قَالَ من الْعَرَب من يَقُولهَا
فِي حَدِيث سطيح فَإِن ذَا الدَّهْر أطوار دهارير أَي مرّة ملك وَمرَّة هلك
فِي الحَدِيث لَا يصل أحدكُم وَهُوَ يدافع الطوف وَهُوَ الغايط
قَوْله فِي الْهِرَّة إِنَّهَا من الطوافين أَي من الخدم والطائف هُوَ الْخَادِم
فِي الحَدِيث يطوق شجاعا أَقرع أَي يكون فِي عُنُقه كالطوق

(2/43)


قَوْله طوقة من سبع أَرضين فِيهِ قَولَانِ
أَحدهمَا أَن يخسف بِهِ فِي تِلْكَ الأَرْض الْمَغْصُوبَة فَتَصِير فِي عُنُقه كالطوق
وَالثَّانِي أَن يكون من طوق التَّكْلِيف يطوق حملهَا
فِي الحَدِيث إِن هذَيْن الْحَيَّيْنِ الْأَوْس والخزرج كَانَا يتطاولان عَلَى رَسُول الله تطاول الفحلين الْمَعْنى أَنَّهُمَا كَانَا يذبان عَنهُ وَلم يرد بِهِ تطاول الْكبر عَلَيْهِ وَلَكِن كَانَ التطاول عَلَى عدوه والفحل يَتَطَاوَل عَلَى إبِله يَسُوقهَا كَيفَ شَاءَ ويذب عَنْهَا الفحول وَأَرَادَ بالفحلين فَحل إبل عَلَى حِدة وفحل إبل أُخْرَى عَلَى حِدة
فِي الحَدِيث لطول الْفرس حمى وَهُوَ أَن يكون الرجل من الْعَسْكَر فيربط فرسه فَلهُ فِي ذَلِك الْمَكَان مستدار لفرسه فِي طوله لَا يمْنَع من ذَلِك وَله أَن يحميه من النَّاس والطول الْحَبل
فِي الحَدِيث تطاول عَلَيْهِم الرب بفضله أَي أشرف
فِي الحَدِيث قَرَأَ رَسُول الله بطولى الطوليين طولى عَلَى

(2/44)


وزن فعلَى وَهُوَ تَأْنِيث الأطول وَالْمرَاد الْأَعْرَاف لِأَنَّهَا أطول من الْأَنْعَام وَقد رَوَاهُ بَعضهم بطول الطوليين وَهُوَ غلط
فِي الحَدِيث فَألْقوا فِي طوي من أطواء بدر الطوي الْبِئْر المطوية
فِي الحَدِيث يَا مُحَمَّد أعمد لطيتك أَي امْضِ لقصدك
بَاب الطَّاء مَعَ الْهَاء
فِي صفته لم يكن بالمطهم وَهُوَ البادن الْكثير اللَّحْم
وَقيل لأبي هُرَيْرَة أَنْت سَمِعت هَذَا من رَسُول الله فَقَالَ أَنا مَا طهوي

(2/45)


قَالَ أَبُو عبيد جعل إتقانه للْحَدِيث بِمَنْزِلَة طهو الطاهي الْمجِيد وَهُوَ الطابخ يَقُول فَمَا عَمَلي إِن كنت لم أحكم هَذِه الرِّوَايَة
بَاب الطَّاء مَعَ الْيَاء
قَوْله لعمَّار مرْحَبًا بالطيب يَعْنِي الطَّاهِر
وَمِنْه قَول عَلّي طبت حَيا وَمَيتًا
وَسميت الْمَدِينَة طيبَة وطابة من الطّيب
والاستطابة الِاسْتِنْجَاء من الطّيب أَيْضا يُقَال استطاب الرجل وأطاب نَفسه فِي الحَدِيث ابغني حَدِيدَة أستطيب بهَا يُرِيد أطيب نَفسِي
فِي الحَدِيث هم سبي طيبَة أَي لَا إِشْكَال فِي رقهم
فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة طَابَ أم ضرب أَي حل الْقِتَال

(2/46)


أَرَادَ طَابَ الصرب وَقد سبقت فِي أول هَذَا الْحَرْب
قَوْله شهِدت مَعَ عمومتي حلف المطيبين قَالَ ابْن الْأَعرَابِي المطيبون خمس قبائل عبد منَاف كلهَا وزهرة وَأسد بن عبد الْعُزَّى وتيم والْحَارث بن فهر قَالَ والأحلاف خمس قبائل وَقد سبق ذكرهم سموا المطيبين لأَنهم غمسوا أَيْديهم فِي الطّيب لما تحالفوا
فِي الحَدِيث فَمَا رئي يَوْم أَكثر كفا طائحة من ذَلِك الْيَوْم أَي سَاقِطَة يُقَال طاح الشَّيْء يطيح إِذا هلك
فِي الحَدِيث فطار لنا عُثْمَان بن مَظْعُون أَي حصل فِي سهمنا بِالْقُرْعَةِ

(2/47)


فِي الحَدِيث فأطرت الْحلَّة بَين نسَائِي أَي قسمتهَا بَينهُنَّ
قَوْله الطَّيرَة الطَّيرَة التشاؤم وَكَانَت الْعَرَب تزجر الطير فَإِذا مرت من الشمَال تطيرت فَأبْطل رَسُول الله ذَلِك
فِي الحَدِيث الْفجْر المستطيل والمستطير فالمستطيل هُوَ الأول يظْهر فِي السَّمَاء طولا والمستطير الثَّانِي وَهُوَ الْمُنْتَشِر الْمُعْتَرض فِي ذيل السَّمَاء
فِي الحَدِيث إياك وطيرات الشَّبَاب أَي وغراتهم وزلاتهم
فِي الحَدِيث مَا من نَفْس منفوسة تَمُوت فِيهَا مِثْقَال نملة من خير إِلَّا

(2/48)


طين عَلَيْهَا طينا أَي جبل عَلَيْهَا يَوْم الْقِيَامَة يُقَال طانة الله عَلَى طينتك

(2/49)