غريب الحديث لابن الجوزي

كتاب الظَّاء
بَاب الظَّاء مَعَ الْألف
ذكر الْأَزْهَرِي عَن الْخَلِيل أَنه قَالَ الظَّاء حرف عَرَبِيّ خص بِهِ لِسَان الْعَرَب لَا يشركم فِيهِ أحد من سَائِر الْأُمَم
اشْتَرَى ابْن عمر نَاقَة فَرَأَى بهَا تشريم الظئار الظئار أَن تعطف النَّاقة عَلَى غير وَلَدهَا وَقد سبق بَيَانه فِي حرف الشين
وَكتب عمر إِلَى هني وَهُوَ فِي نعم الصَّدَقَة أَن ظاور قَالَ شمر الْمَعْرُوف ظائر بِالْهَمْز وَهُوَ أَن تعطف النَّاقة إِذا مَاتَ وَلَدهَا أَو ذبح عَلَى ولد آخر
فِي الحَدِيث وَمن ظأره الْإِسْلَام أَي عطفه

(2/51)


بَاب الظَّاء مَعَ الْبَاء
فِي الحَدِيث فَأَصَابَهُ ظبة السَّيْف قَالَ أَبُو عُبَيْدَة ظبة السَّيْف حَده وَهِي مَا يَلِي طرف السَّيْف وَجَمعهَا ظبات وظبون وَمثله ذُبَاب السَّيْف
أهدي لرَسُول الله ظَبْيَة فِيهَا خرز الظبية شبه الخريطة والكيس
وَبعث رَسُول الله رجلا إِلَى حَيّ فَقَالَ إِذا أتينهم فاربض فِي دَارهم ظَبْيًا أَرَادَ مِنْهُ أَن ينظر إِلَى أَحْوَال الْقَوْم وَأَن يحْتَرز فَإِن رابه مِنْهُم ريب تهَيَّأ لَهَا الانفلات مِنْهُم فَيكون مثل الظبي الَّذِي لَا يربض إِلَّا وَهُوَ مستوحش فَمَتَى أحس بفزع نفر وَنصب ظَبْيًا عَلَى التَّفْسِير لِأَن

(2/52)


الربوض لَهُ فَلَمَّا حول بعله إِلَى الْمُخَاطب خرج قَوْله ظَبْيًا مُفَسرًا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَرَادَ أقِم فِي دَارهم آمنا كَأَنَّك ظَبْي فِي كناسه
بَاب الظَّاء مَعَ الرَّاء
فِي الحَدِيث لَا تفطروا حَتَّى يغسق اللَّيْل عَلَى الظراب وَهِي صغر الْجبَال وَإِنَّمَا خصها لقصرها فَأَرَادَ أَن ظلمَة اللَّيْل تقرب من الأَرْض
وَمثله اللَّهُمَّ عَلَى الظراب
فِي الحَدِيث إِنَّا لَا نجد مَا نذكي بِهِ إِلَّا الظرار قَالَ الْأَصْمَعِي وَاحِدهَا ظرو وَهُوَ حجر محدد صلب وَجمعه ظرار وظران قَالَ النَّضر هُوَ حجر أملس عريض
فِي حَدِيث حُذَيْفَة يُقَال لرجل مَال ظرفه وَمَا فِي قلبه حَبَّة خَرْدَل من إِيمَان قَالَ اللغويون الظّرْف فِي اللِّسَان والجسم واللباس
قَالَ الْحسن إِذا كَانَ اللص ظريفا لم يقطع أَي بليغا يحْتَج عَن نَفسه بِمَا يسْقط الْحَد

(2/53)


بَاب الظَّاء مَعَ الْعين
أعْطى حليمة بَعِيرًا موقعا للظعينة يَعْنِي الهودج
قَوْله فَإِن بهَا ظَعِينَة قَالَ الْأَزْهَرِي الظعائن هِيَ الهوادج كن فِيهَا نسَاء أَو لم يكن الْوَاحِدَة ظَعِينَة وظعن وأظعان وَإِنَّمَا سميت النِّسَاء ظعائن لِأَنَّهُنَّ يكن فِي الهوادج وَقَالَ اللَّيْث الظعينة الْمَرْأَة لِأَنَّهَا تظعن إِذا ظعن زَوجهَا وتقيم بإقامته قَالَ وَأكْثر مَا تقال الظعينة لِلْجَارِيَةِ الراكبة
وَقَالَ ابْن جُبَير لَيْسَ فِي جمل ظَعِينَة صَدَقَة قَالَ أَبُو عبيد الظعينة كل بعير يركب ويعتمل وَسميت الْمَرْأَة ظَعِينَة لِأَنَّهَا تركبه

(2/54)


بَاب الظَّاء مَعَ الْفَاء
عَلَى عين الدَّجَّال ظفرة قَالَ الْأَصْمَعِي لحْمَة نَبتَت عِنْد المآقي
فِي الحَدِيث من جزع ظفار وَهِي مَدِينَة بِالْيمن يكون فِيهَا الْجزع قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَقَالَ مُحَمَّد بن سعيد ظفار جبل بِالْيمن وَأهل الحَدِيث يَقُولُونَ أظفار وَهُوَ غلط
بَاب الظَّاء مَعَ اللَّام
قَالَ بَعضهم لَا يربع عَلَى ظلعك من لَيْسَ يحزنهُ أَمرك أَي لَا يُقيم عَلَيْك فِي حَال ضعفك والظلع العرج كَأَنَّهُ يَقُول لَا يُقيم عَلَى عرجك إِذا تخلفت عَن صحابك لضعفك إِلَّا من يهتم بِأَمْرك وَمِنْه يُقَال أَربع عَلَى ظلعك أَي إِنَّك ضَعِيف فانته عَمَّا لَا تُطِيقهُ
قَالَ عمر لراعي شائه عَلَيْك الظلْف من الأَرْض لَا ترمضها قَالَ الْفراء الظلْف من الأَرْض الَّتِي تسْتَحب الْخَيل الْعَدو عَلَيْهَا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ مَا غلظ من الأَرْض وصلب وَيُقَال ظلف الرجل نَفسه عَمَّا يشينها إِذا منعهَا أمره عمر أَن يرعاها فِي مراع هَذِه صفتهَا لِئَلَّا ترمض أظلافها فتنقلب
وَكَانَ بِلَال يُؤذن عَلَى ظلفات أقتاب مغرزة فِي الْجِدَار يَعْنِي

(2/55)


الخشبات الْأَرْبَع اللواتي يكن عَلَى جَنْبي الْبَعِير الْوَاحِدَة ظلفة
فِي الحَدِيث كَانَ يصيبنا ظلف الْعَيْش بِمَكَّة أَي بؤسه وشدته
قَوْله أتطؤه بأظلافها الظلْف للبقر والخف للبعير كالظفر للْإنْسَان
فِي الحَدِيث أَنه ذكر فتنا كَأَنَّهَا الظلل قَالَ شمر هِيَ الْجبَال والسحابة أَيْضا
وَقَوله رَأَيْت ظلة تنطف عسلا أَي سَحَابَة
فِي الحَدِيث لزموا الطَّرِيق فَلم يظلموه أَي لم يعدلُوا عَنهُ
فِي الحَدِيث دعِي إِلَى بَيت فَإِذا الْبَيْت مظلم فَرجع

(2/56)


المظلم المزوق مَأْخُوذ من الظُّلم وَهُوَ موهة الذَّهَب وَالْفِضَّة وَيُقَال للْمَاء الَّذِي يجْرِي عَلَى الثغر ظلم
فِي الحَدِيث إِذا أتيتم عَلَى مظلوم فاغذوا السّير أَرَادَ بالمظلوم الْبَلَد الَّذِي يصبهُ الْغَيْث وَلَا رعي فِيهِ للدواب
قَالَ ابْن عمر مَا بَقِي من عمري إِلَّا ظمئ حمَار وَهَذَا لِأَن الْحمار أقل الدَّوَابّ صبرا عَلَى الْعَطش
بَاب الظَّاء مَعَ النُّون
قَوْله إيَّاكُمْ وَالظَّن نهَى أَن يعْمل بِمُقْتَضَاهُ
وَمِنْه قَوْله إِذا ظَنَنْت فَلَا تحقق
فَأَما قَول عمر احترسوا من النَّاس بِسوء الظَّن فَإِنَّهُ أَرَادَ لَا تثقوا بِكُل أحد
فِي الحَدِيث لَا تجوز شَهَادَة ظنين أَي مُتَّهم فِي دينه

(2/57)


وَمثله الحَدِيث الآخر وَلَا ظنين فِي وَلَاء وَهُوَ الَّذِي ينتمي إِلَى غير موَالِيه
وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فِي الدَّين الظنون يُزَكِّيه إِذا قَبضه وَهُوَ الَّذِي لَا يدْرِي صَاحبه أيصل إِلَيْهِ أم لَا
فِي الحَدِيث فَنزل عَلَى ثَمد بِالْحُدَيْبِية ظنون المَاء قَالَ ابْن قُتَيْبَة المَاء الظنون
الَّذِي يتوهمه وَلَيْسَ عَلَى ثِقَة
قَالَ ابْن سِيرِين لم يكن عَلّي يظنّ فِي قتل عُثْمَان أَي يتهم وَقد رُوِيَ يطن بِالطَّاءِ وَحدهَا وَقد سبق
بَاب الظَّاء مَعَ الْهَاء
قَالَت عَائِشَة كَانَ يُصَلِّي الْعَصْر وَالشَّمْس فِي حُجْرَتي لم تظهر أَي لم تعل السَّطْح وَقَول ابْن الزبير وَتلك شكاة ظَاهر

(2/58)


عَنْك عارها أَي لَيْسَ بِلَازِم لَك عَيبه أَي لَا يعلق بك من هَذَا أَذَى والشكاة الذَّنب وَالْعَيْب
قَالَ النَّابِغَة وَإِنَّا لنَرْجُو بعد ذَلِك مظْهرا أَي مصعدا
فِي الحَدِيث مَا رَأَيْت أحدا أعْطى لحرفل عَن ظهر يَد من طَلْحَة مَعْنَاهُ ابْتِدَاء
فِي الحَدِيث ذكر قُرَيْش الظَّوَاهِر وهم الَّذين نزلُوا بِظُهُور جبال مَكَّة وقريش البطاح الَّذين قطنوا مَكَّة
فِي حَدِيث عَلّي أَنه بارز وَظَاهر أَي جمع بَين درعين
وَكتب عمر إِلَى أَمِير أظهر بِمن مَعَك أَي أخرج
وَعَن أبي مُوسَى أَنه كسا فِي كَفَّارَة ثَوْبَيْنِ ظهرانيا ومعقدا الظهراني يجاء بِهِ من الظهْرَان وَهُوَ اسْم مَوضِع والظاء مَفْتُوحَة والمقعد من برود هجر
قَوْله مَا من آيَة إِلَّا وَلها ظهر وبطن الظّهْر مثل الْإِخْبَار عَن الْأُمَم الَّتِي أهلكت والبطن التحذير من مثل أفعالهم

(2/59)


قَوْله خبر الصَّدَقَة عَن ظهر غنى أَي عَن فضل الْعِيَال
فغمد عمر إِلَى بعير ظهير وَهُوَ الشَّديد الظّهْر الْقوي عَلَى الرحلة
فِي حَدِيث ابْن عمر فدعى بصدوق ظهم والظهم الْخلق

(2/60)