غريب الحديث لابن الجوزي

كتاب الْعين
بَاب الْعين مَعَ الْبَاء
فِي الحَدِيث غل رجل عباءة وَهِي كسَاء يلتحف بِهِ.
قَوْله إِن الله وضع عَنْكُم عبِّيَّة الْجَاهِلِيَّة يَعْنِي الْكبر وَهِي العببة والعبية
قَوْله "مصوا المَاء مصا وَلَا تعبوه عبا" العب شرب المَاء فِي مرّة بِلَا تنفس قَوْله طرت بعبابها عباب المَاء أَوله يَقُول سبقت إِلَى

(2/61)


حمة الْإِسْلَام فَشَرِبت صَفوه أَي أدْركْت أَوله وفضائله هَكَذَا ذكره الْهَرَوِيّ والنقلة لم يرووه هَكَذَا وَهَذَا هُوَ حَدِيث أسيد بن صَفْوَان قَالَ لما مَاتَ أَبُو بكر الصّديق جَاءَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فمدحه فَقَالَ فِي كَلَامه طرت بغنائها بالغين الْمُعْجَمَة وَالنُّون وفزت بحيائها بِالْحَاء الْمَكْسُورَة وبالياء الْمُعْجَمَة بِاثْنَتَيْنِ هَكَذَا ذكره الدَّارَقُطْنِيّ من طرق فِي كتاب مَا قَالَت الْقَرَابَة فِي الصَّحَابَة وَفِي كِتَابه المؤتلف والمختلف وَكَذَلِكَ ذكره ابْن بطة فِي الْإِبَانَة وَإِنَّمَا صحف الْهَرَوِيّ فَقَالَ بغبابها فَاحْتَاجَ أَن يَقُول بحبابها لتزدوج الكلمتان والغباب الأول والحباب الْمُعظم إِلَّا أَن النقلَة ضبطوا مَا ذكرته لَك
قَالَ عَامر بن الطُّفَيْل لرَسُول الله مَا هَذِه العبدا حولك أَرَادَ الْفُقَرَاء
فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء وَلَا عبداؤك وَهُوَ جمع العبيد
وَقيل لعَلي أَنْت أمرت بقتل عُثْمَان فعبد أَي غضب غَضبا فِي أَنَفَة
قَالَ ابْن سِيرِين إِنِّي أعتبر الحَدِيث أَي أعبر الرُّؤْيَا عَلَى الحَدِيث
فِي حَدِيث أم زرع وَعبر جارتها فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا أَن

(2/62)


ضَرَّتهَا ترَى من جمَالهَا مَا يعبر عينهَا أَي يبكيها وَالثَّانِي أَنَّهَا ترَى من عفتها مَا تعْتَبر بِهِ
فِي الحَدِيث لطخت بعبير قَالَ اللَّيْث هُوَ نوع من الطّيب وَقَالَ غَيره أخلاط من الطّيب وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة الزَّعْفَرَان
فِي الحَدِيث نظر إِلَى نعم قد عبست فِي أبوالها وأبعارها يعْنى قد جَفتْ تِلْكَ عَلَى أفخاذها وَهَذَا إِنَّمَا يكون من كَثْرَة الشَّحْم وَهُوَ العبس
وَكَانَ شُرَيْح يرد من العبس وَالْمعْنَى أَنه كَانَ يرد من الْبَوْل فِي الْفراش
فِي الحَدِيث فقاءت لَحْمًا عبيطا أَي طريا
فِي الحَدِيث وَمن اعتبط مُؤمنا قتلا أَي قَتله بِلَا جِنَايَة وكل من مَاتَ بِغَيْر عِلّة فقد اعتبط وَمَات عبطة
فِي الحَدِيث لَا تعبطوا ضروع الْغنم أَي لَا تعقروها فتدموها كره النهك فِي الْحَلب
كَانَ عمر يجلس عَلَى عبقري أَي بِسَاط ثخين

(2/63)


قَوْله لم أر إِلَّا عبقريا يفري فِرْيَة أَي سيدا قَوِيا وعبقر بلد ينْسب كل جيد إِلَيْهِ
فِي الحَدِيث إِن هُنَاكَ سرحة لم تعبل أَي لم يسْقط وَرقهَا
فِي حَدِيث حفر الخَنْدَق ووجدوا أعبلة وَهِي حِجَارَة بيض وَقَالَ سَلمَة بن الْأَكْوَع جَاءَ عمي بِرَجُل من العبلات وهم حَيّ من قُرَيْش ينتسبون إِلَى أم يُقَال لَهَا عبلة
قَالَ عَاصِم بن ثَابت
تزل عَن صفحتي المعابد
أَي النصال العراض الطوَال الْوَاحِدَة معبلة
وَكتب رَسُول الله إِلَى الْأَقْيَال العباهلة قَالَ أَبُو عبيد هم الَّذين أقرُّوا عَلَى ملكهم لَا يزالون عَنهُ
بَاب الْعين مَعَ التَّاء
فِي الحَدِيث لَك العتبى قَالَ الْأَزْهَرِي العتبى اسْم

(2/64)


يوضع مَوضِع الإعتاب وَهُوَ الرُّجُوع عَن الْإِسَاءَة إِلَى مَا يرْضَى العاتب قَالَ اللَّيْث استعتب فلَان إِذا طلب أَن يعتب أَي يرْضَى واستعتب أَيْضا بِمَعْنى أَعتب والتعبب والمعاتبة والعتاب كل ذَلِك عاطة المذلين أحلاءهم طَالِبين حسن مراجعتهم ومذاكرة بَعضهم بَعْضًا مَا كرهوه مِمَّا كسبهم الموجدة والتعتب التجمع وعتب عَلَيْهِ أَي وجد عَلَيْهِ قَالَ الْأَزْهَرِي لم أسمع العتب والعتاب بِمَعْنى الإعتاب إِنَّمَا العتب والعتبان لومك الرجل عَلَى إساءته إِلَيْك وَكِلَاهُمَا يخلص للواجد فَإِذا اشْتَركَا فِي ذَلِك فَهُوَ العتاب والمعاتبة وَأما الإعتاب والعتبى فرجوع المعتوب عَلَيْهِ إِلَى مَا يُرْضِي العاتب والاستعتاب طَلَبك إِلَى الْمُسِيء أَن يرجع عَن إساءته قَالَ ابْن الْأَعرَابِي والعتب الرجل الَّذِي يُعَاتب صَاحبه أَو صديقه فِي كل شَيْء إشفاقا عَلَيْهِ ونصيحة لَهُ والعتوب الَّذِي لَا يعْمل فِيهِ العتاب
سُئِلَ الزُّهْرِيّ عَن رجل أنعل دَابَّة رجل فعتبت أَي غمزت فَرفعت رجلا أَو يدا ومشت عَلَى ثَلَاثَة قَوَائِم وَرَوَى فعنتت من الْعَنَت وَهُوَ الضَّرَر
وَسُئِلَ الْحسن عَن رجل حلف أيمانا فَجعلُوا يعاتونه فَقَالَ عَلَيْهِ كَفَّارَة قَالَ الْأَصْمَعِي أَي يرادنه فِي القَوْل فَيحلف
فِي الحَدِيث نَام رَسُول الله فعرق ففتحت أم سليم عتيدتها فَجمعت الْعرق العتيدة شَيْء تحفظ فِيهِ حوائجها

(2/65)


فِي الحَدِيث جعل خَالِد رقيقَة وأعتده حبسا فِي سَبِيل الله قَالَ الْأَزْهَرِي الأعتد جمع عتاد وَهُوَ مَا أعده الرجل من السِّلَاح وَالدَّوَاب وَآلَة الْحَرْب وَتجمع أعتدة أَيْضا وَفِي لفظ احْتبسَ أذراعه وأعتاده وَذكر الدَّارَقُطْنِيّ أَن أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ قَالَ عَلّي بن حَفْص أعتاده وَأَخْطَأ فِيهِ وصحف وَإِنَّمَا هُوَ وأعتده
فِي حَدِيث جَابر إِنَّمَا هِيَ عتود صَغِيرَة وَهِي من أَوْلَاد الْمعز فَوق الحفرة
قَوْله لَا عتيرة وَهِي ذَبِيحَة كَانُوا يذبحونها لآلهتهم فِي رَجَب قَالَ الْأَزْهَرِي جَاءَ الْإِسْلَام فذبحوا لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام إِن عَلَى كل مُسلم فِي كل عَام أضْحِية وعتيرة ثمَّ نسخ ذَلِك بقوله لَا فرعة وَلَا عتيرة كَذَلِك قَالَ أَبُو عبيد

(2/66)


قَوْله كتاب الله وعترتي قَالَ ابْن الْأَعرَابِي عترة الرجل وَلَده وعقبه من صلبه وَقَالَ القتيبي العترة ولد الرجل وَولد وَلَده الذُّكُور وَالْإِنَاث وعشيرته الأدنون قَالَ وَيدل عَلَيْهِ قَول أبي بكر نَحن عترة رَسُول الله وبيضته الَّتِي تفقأت عَنهُ وَقَالَ لرَسُول الله فِي حق الْأَسْرَى عترتك وقومك
قَالَ عَطاء لابأس أَن يتداوى الْمحرم بالعتر وَهُوَ نبت كالمرزجوش وَجَاء رجل بخصمه مكتوفا فَقَالَ عمر أتعترسه أَي أتفهره من غير حكم وَيروَى بِالْعينِ والمحدثون يصحفون فَيَقُولُونَ أبغير بَيِّنَة
ابْن مَسْعُود إِذا كَانَ الإِمَام تخَاف عترسته أَي غلبته وقهره
فِي الحَدِيث يسْتَحْلف عتريف وَهُوَ مثل العفريت وَهُوَ الداهي الْخَبيث وَهَاجَرت أم كُلْثُوم وَهِي عاتق وَهِي الْجَارِيَة حِين تدْرك اللَّهْو وَمِنْه إنَّهُنَّ من الْعتاق الأول يَعْنِي أَن نزولهن مُتَقَدم
قَوْله أَنا ابْن العواتك وَهن ثَلَاث نسْوَة من سليم تسمى كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ عَاتِكَة عَاتِكَة بنت هِلَال بن فالج وَهِي أم عبد منَاف بن قصي وعاتكة بنت مرّة بن هِلَال بن فالج وَهِي أم هَاشم بن عبد منَاف وعاتكة بنت الأقوص بن مرّة بن هِلَال بن فالج وَهِي أم وهب أبي آمِنَة أم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَالْأَوْلَى من العواتك عمَّة الْوُسْطَى وَالْوُسْطَى عمَّة الْأُخْرَى فبنو سليم تَفْخَر بأَشْيَاء مِنْهَا أَن لرَسُول الله فيهم هَذِه الولادات

(2/67)


وَمِنْهَا أَنَّهَا آلفت مَعَه يَوْم فتح مَكَّة أَي شهد مَعَه مِنْهُم ألف وَأَن رَسُول الله قدم لواءهم عَلَى الألوية يَوْمئِذٍ وَمِنْهَا أَن عمر بن الْخطاب كتب إِلَى أهل الْكُوفَة وَأهل الْبَصْرَة وَأهل مصر وَأهل الشَّام أَن ابْعَثُوا إِلَيّ من كل بلد أفضله رجلا فَبعث أهل الْبَصْرَة مجاشع بن مَسْعُود السّلمِيّ وَبعث أهل الْكُوفَة عتبَة بن فرقد السّلمِيّ وَبعث أهل الشَّام أَبَا الْأَعْوَر السّلمِيّ وَبعث أهل مصر معن بن يزِيد السّلمِيّ فَصَارَ الْفضل فِي هَذِه الْأَمْصَار كلهَا السَّلِيم
قَوْله لَا يغلبنكم الْأَعْرَاب عَلَى اسْم صَلَاتكُمْ الْعشَاء وَإِنَّمَا يعتم بحلاب الْإِبِل أَي يدْخلُونَ من الْعَتَمَة وَهِي ظلمَة اللَّيْل قَالَ الْأَزْهَرِي إِن الله تَعَالَى سَمَّاهَا صَلَاة الْعشَاء وسماها الْأَعْرَاب الْعَتَمَة باسم عتمة حلابهم وعتمة اللَّيْل ظلامه وَكَانُوا يريحون نعمهم بعد الْمغرب وينيخونها فِي مراحها سَاعَة فَإِذا مرت قِطْعَة من اللَّيْل حلبوها وَتلك السَّاعَة تسمى عتمة وأصل العتم من كَلَام الْعَرَب الْمكْث والاحتباس ليأخروا فِيهَا
من حَدِيث سلمَان فَمَا عتمت مِنْهَا ودية أَي فَمَا أَبْطَأت حَتَّى علقت
فِي الحَدِيث فَبَقيَ عتود وَهُوَ من أَوْلَاد الْمعز فَوق الجفر

(2/68)


بَاب الْعين مَعَ الثَّاء
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام ذَلِك زمَان العثاعث وَهِي الشدائد
وَبلغ الْأَحْنَف أَن رجلا يغتابه فَقَالَ
عثيثة تقرص جلدا أملسا
عثيثة تَصْغِير عثة وَهِي دويبة تلحس الثِّيَاب
وَكَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يرتجزون لَوْلَا أَن بكرا دونكا يبرك النَّاس ويفخرونكا مازال منا عثج مَا توشكا
العثج الْجَمَاعَة من السّفر
قَوْله من بغى قُريْشًا العواثيم كَبه الله أَي المهالك الَّتِي يعثر فِيهَا
فِي الحَدِيث أَو كَانَ عثريا قَالَ أَبُو عبيد العثري الَّذِي يُؤْتَى بِمَاء الْمَطَر إِلَيْهِ حَتَّى يسْقِيه وَإِنَّمَا سَمّى عثريا لأَنهم يجْعَلُونَ فِي مجْرى السَّيْل عاثوراء فَإِذا صدمه المَاء ترَاد فَدخل فِي تِلْكَ المجاري حَتَّى يبلغ النّخل ويسقيه لَا يكون عثريا إِلَّا هَكَذَا
فِي الحَدِيث مر بِأَرْض عَثْرَة وَهِي الَّتِي قد علاها العثير وَهُوَ الْغُبَار

(2/69)


فِي الحَدِيث أبْغض النَّاس إِلَيّ العثري وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ فِي أَمر الدُّنْيَا وَلَا فِي أَمر الْآخِرَة
قَوْله خُذُوا عثْكَالًا وَهُوَ العذق الَّذِي عَلَيْهِ الْبُسْر يُقَال لَهُ عثكول وعثكال وإثكال وأنكول وشمراخ
قَالَ النَّخعِيّ فِي الْأَعْضَاء إِذا انجبرت عَلَى عثم الدِّيَة العثم هُوَ أَن تجبر عَلَى غير اسْتِوَاء يُقَال عثمت يَده أَي جبرتها
فِي حَدِيث سراقَة فَخرجت قَوَائِم دَابَّته وَلها عثان وَأَصله الدُّخان وَقَالَ مُسَيْلمَة لما دخلت عَلَيْهِ سجَاح عثنوا لَهَا أَي بخروا
فِي الحَدِيث وفروا عثانينكم وَهِي اللحَى
بَاب الْعين مَعَ الْجِيم
فِي الحَدِيث وَيبقى عجاج وهم الرعاع السفلة
قَوْله عجب رَبك من شَاب لَيست لَهُ صبوة
قَوْله عجب ربكُم من قنوطكم أعلم أَنه إِنَّمَا يتعجب الْآدَمِيّ

(2/70)


من الشَّيْء إِذا عظم موقعه عِنْده فَأخْبرهُم بِمَا يعْرفُونَ ليعلموا موقع هَذِه الْأَشْيَاء عِنْده
قَوْله كل ابْن آدم يبْلَى إِلَّا عجب الذَّنب وَهُوَ الْعظم الَّذِي فِي أَسْفَل الصلب وَيُسمى العصعص قَالَ الْأَزْهَرِي وَيُقَال بِضَم الْعَينَيْنِ وفتحهما وَيُقَال العصص والعصعص والعصعوص كلهَا لُغَات صَحِيحَة
قَوْله أفضل الْحَج العج وَهُوَ رفع الصَّوْت بِالتَّلْبِيَةِ
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَشْكُو إِلَى الله عجري وبجري
قَالَ أَبُو عبيد العجر أَن يتعقد العصب وَالْعُرُوق حَتَّى ترَاهَا ناتئة من الْجَسَد والبجر نَحْو هَذَا إِلَّا أَنَّهَا فِي الْبَطن خَاصَّة
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي العجرة نفخة فِي الظّهْر فَإِذا كَانَت فِي السُّرَّة فَهِيَ بجرة ثمَّ تستعاران للهموم وَالْأَحْزَان

(2/71)


فِي حَدِيث أم زرع إِن أذكرهُ أذكر عُجَره وبجره أَي معايبه الَّتِي لَا يعرفهَا إِلَّا من خَبره
فِي الحَدِيث دخل مَكَّة معتجرا أَي قد لف الْعِمَامَة وَلم يتلح بهَا
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِن يمْنَع حَقنا نركب أعجاز الْإِبِل أَي مآخيرها وَهُوَ مركب شاق وَالْمعْنَى نصبر عَلَى الأثرة علينا وَإِن طَالَتْ الْأَيَّام
فِي الحَدِيث تَسوق أَعْنُزًا عِجَافًا أَي مهازيل
فِي الحَدِيث فأسندوا إِلَيْهِ فِي عجلة من نحل أسندوا صعدوا فِي دَرَجَة والعجلة أصل النحلة تنقر فَتَصِير كالدرجة
فِي الحَدِيث وَيحمل الرَّاعِي العجالة وَهُوَ لبن يحملهُ قبل أَن تصدر الْغنم فَذَلِك لغزارة الشَّاء
قَوْله العجماء جَبَّار أَرَادَ بهَا الْبَهِيمَة وَصَلَاة النَّهَار عجماء أَي لَا يسمع فِيهَا قِرَاءَة

(2/72)


قَالَت أم سَلمَة نَهَانَا أَن نعجم النَّوَى طبخا وَهُوَ أَن يُبَالغ فِي إنضاجه حَتَّى يتفتت فتفسد قوته الَّتِي يصلح مَعهَا للدواجن والعجم محرك الْجِيم النَّوَى ومسكن الْجِيم الغض
فِي الحَدِيث حَتَّى صعدنا إِحْدَى عجمتي بدر العجمة من الرمل المشرف عَلَى مَا حوله
فِي الحَدِيث مَا كُنَّا نتعاجم أَن ملكا ينْطق عَلَى لِسَان عمر أَي نكني ونوري
قَالَ طَلْحَة لعمر لقد عجمتك البلايا أَي خبرتك وَمِنْه عجم الْعود
وَمِنْه قَول الْحجَّاج إِن عبد الْملك نكب كِنَانَته فعجم عيدانها أَي رازها بأضراسه ليعتبر صلابتها
وَقَالَ الْحجَّاج لرجل أَرَاك بَصيرًا بالزرع فَقَالَ طالما عاجيته أَي عالجته
فِي الحَدِيث الْعَجْوَة من الْجنَّة والعجوة ضرب من تمر الْمَدِينَة وَقَالَ الْخطابِيّ الْعَجْوَة النَّخْلَة
فِي الحَدِيث كَانَ رَسُول الله يَتِيما وَلم يكن عجيا يُقَال الْيَتِيم الَّذِي يغذى بِغَيْر لبن أمه عجي فَكَانَ الْمَقْصُود لَا يُقَال لَهُ ذَلِك

(2/73)


بَاب الْعين مَعَ الدَّال
فِي الحَدِيث إِن أَبيض بن حمال استقطع رَسُول الله الْملح الَّذِي بمأرب فأقطعة إِيَّاه فَقَالَ رجل إِنَّمَا أقطعته المَاء الْعد يَعْنِي الدَّائِم الَّذِي لَا انْقِطَاع لمادته
وَمِنْه نزلُوا أعداد مياه الْحُدَيْبِيَة
قَوْله مَا زَالَت أكله خَيْبَر تعادني أَي يعاودني ألم سمها فِي أَوْقَات وأنشدوا
تلاقي من تذكر آل البلى ... كَمَا يلقى السَّلِيم من العدا
سُئِلَ رجل عَن الْقِيَامَة مَتى تكون قَالَ إِذا تكاملت العدتان يَعْنِي عدَّة أهل الْجنَّة وعدة أهل النَّار
وَقَوله لم يقبل مِنْهُ صرف وَلَا عدل الْعدْل الْفَرِيضَة وَقد سبق هَذَا وَقَالَت خَدِيجَة إِنَّك تكسب الْمَعْدُوم تَعْنِي المعدم وَالْعرب تَقول كسبت الرجل مَالا وأكسبته وَقَالَ الْأَزْهَرِي يُقَال فلَان يكْسب الْمَعْدُوم إِذا كَانَ محدودا سَأَلَ مَا يحرمه غَيره

(2/74)


وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لرجل تخلف عَنهُ مَا عدا مِمَّا بدا أَي مَا صرفك عَمَّا كَانَ بدا لنا من نصرتك
قَوْله لَا عَدْوّى كَانُوا يَقُولُونَ إِن الْمَرَض يعدي أَي يُجَاوز صَاحبه إِلَى من قاربه فَأبْطل ذَلِك
قَالَ بعض الصَّحَابَة رحم الله عمر كَانَ ينْزع قومه وَيبْعَث الْقَوْم العدى يعْنى الأباعد والأجانب فَأَما العدى بِضَم الْعين فهم الْأَعْدَاء قي صفة الْإِبِل وتعدو فِي الشّجر أَي ترعى العدوة وَهِي الْخلَّة
قَالَ عمر لَو هَبَطت وَاديا لَهُ عدوتان عدوة الْوَادي جَانِبه وفيهَا لُغَتَانِ ضم الْعين وَكسرهَا
فِي الحَدِيث السُّلْطَان ذُو عدوان وَذُو بدوان وَذُو تدرأ
قَوْله ذُو عدوان يُرِيد أَنه سريع الملال والبدوان أَي لَا يزَال يَبْدُو لَهُ رَأْي جَدِيد وَقد سبق قَوْله ذُو تدراء فِي الدَّال
فِي الحَدِيث من الْمَسْجِد تُعَاد أَي أمكنة مُخْتَلفَة غير مستوية وَأَتَى عمر بن عبد الْعَزِيز بِرَجُل قد اختلس طوقا فَقَالَ تِلْكَ عَادِية الظّهْر العادية من عدا عَلَى الشَّيْء إِذا اختلسه وَالظّهْر كل مَا ظهر كالطوق فَلم ير فِي الطوق لِأَنَّهُ ظَاهر عَلَى الْمَرْأَة وَالصَّبِيّ وَلَيْسَ مِمَّا يخْفَى فَيُوجب أَخذه الْقطع

(2/75)


بَاب الْعين مَعَ الذَّال
شيع عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام سَرِيَّة فَقَالَ أعذبوا عَن ذكر النِّسَاء أَي امنعوا نفوسكم من ذكرهن لِئَلَّا تشتعل قُلُوبكُمْ وكل من منعته شَيْئا فقد أعذبته قَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز لرجل اعتذر إِلَيْهِ عذرتك غير معتذر أَي دون أَن تعتذر
وَكَانَ بَنو إِسْرَائِيل ينهون العصاة تعذيرا التعذير كالتقصير وَالْمعْنَى ينهونهم نهيا لَا يبالغون فِيهِ
وَمِنْه كُنَّا نَأْكُل فنعذر أَي نقصر يُقَال عذر إِذا قصر وأعذر إِذا بَالغ
فِي الحَدِيث لَا يهْلك النَّاس حَتَّى يعذروا من أنفسهم الْيَاء مَفْتُوحَة وَيروَى بِالضَّمِّ وَالْمعْنَى تكْثر ذنوبهم وعيوبهم فيستوجبوا الْعقُوبَة فَيكون لمن يعذبهم الْعذر
فِي الحَدِيث الْإِفْك فاستعذر رَسُول الله من ابْن أبي وَقَالَ من يعذرني أَي من يقوم بعذري إِن كافأته عَلَى سوء فعله
وَمِنْه قَول عَلّي عذيرك من خَلِيلك من مُرَاد
فِي الحَدِيث أَفِي عرس أم إعذار الْإِعْذَار الْخِتَان
وَفِي حَدِيث الدَّجَّال ولد وَهُوَ مَعْذُور
وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام مَا لكم لَا تنظفون عذراتكم أَصْلهَا فنَاء الدَّار وَهُوَ الَّذِي أَرَادَ وَسميت الْعذرَة لِأَنَّهَا كَانَت تلقى با لأفنية

(2/76)


قَوْله لَا تعذبوا صِبْيَانكُمْ بالغمز من الْعذرَة الْعذرَة وجع الْحلق يغمز ليسكن فَنَهَى عَن ذَلِك
قَوْله كم من عذق مدلى العذق بِكَسْر الْعين الكياسة وَبِفَتْحِهَا النَّخْلَة وَقَوله أَنا عذيقها تَصْغِير العذق وَهُوَ النَّخْلَة فِي صفة مَكَّة أعذق أذخرها قَالَ القتيبي صَار لَهُ عذوق وَشعب وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن الْمُسْتَحَاضَة فَقَالَ ذَلِك العازل يعذو قَالَ أَبُو عبيد هُوَ اسْم الْعرق الَّذِي يسيل مِنْهُ دم الِاسْتِحَاضَة
قَوْله فَمَا زَالُوا يعذلونني العذل اللوم
فِي الحَدِيث كَانَ رجل يرائي فَلَا يمر بِقوم إِلَّا عذموه بألسنتهم أَي أَخَذُوهُ بألسنتهم والعذم فِي الأَصْل العص
قَالَ حُذَيْفَة إِن كنت نازلا بِالْبَصْرَةِ فَانْزِل عذواتها قَالَ شمر هُوَ جمع العذاة وَهِي الأَرْض الطّيبَة التربة الْبَعِيدَة من الْأَنْهَار والبحور والسباح
بَاب الْعين مَعَ الرَّاء
الثّيّب يعرب عَنْهَا لسانها كَذَا يرْوَى بِالتَّخْفِيفِ وَقَالَ الْفراء هُوَ

(2/77)


يعرب بِالتَّشْدِيدِ يُقَال عربت عَن الْقَوْم إِذا تَكَلَّمت عَنْهُم قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي هما لُغَتَانِ وَالْمرَاد يبين
وَمِنْه قَول النَّخعِيّ كَانُوا يستحيون أَن يلتقنوا الصَّبِي حِين يعرب لَا إِلَه إِلَّا الله وَقَالَ الْحجَّاج لسَلمَة بن الْأَكْوَع تعربت أَي عدت أَعْرَابِيًا وَذَلِكَ أَنه نزل الْبَادِيَة وَقد رَوَاهُ الْحميدِي بَعدت بالزاي أَي تعدن عَن الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة
قَالَ عمر مَا لكم إِذا رَأَيْتُمْ الرجل يخرق أَعْرَاض النَّاس أَن لَا تعربوا عَلَيْهِ قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ أَن لَا تقبحوا لَهُ ذَلِك
فِي الحَدِيث فَمَا زَاد فِي السب إِلَّا استعرابا أَي إفحاشا
وَمِنْه قَول ابْن الزبير لَا تحل الْقَرَابَة للْمحرمِ يَعْنِي الرَّفَث من الْكَلَام
قَالَت عَائِشَة أقدروا قدر الْجَارِيَة العربة أَي الحريصة عَلَى اللَّهْو وَجَاء رجل إِلَى رَسُول الله فَقَالَ إِن أخي عرب بَطْنه أَي فسد

(2/78)


وَنَهَى عَن بيع العربان وَهُوَ أَن يَشْتَرِي السّلْعَة ويدمغ شَيْئا عَلَى أَنه إِن أمضي البيع حسب ذَلِك الشَّيْء من الثّمن وَإِن بدا لَهُ فِيهِ لم يرتجعه من صَاحب السّلْعَة وَكَانَ عَطاء نهَى عَن الْإِعْرَاب فِي البيع وَهُوَ نَحْو ذَلِك
وَفِي الحَدِيث أعربوا فِيهَا أَرْبَعمِائَة دِرْهَم أَي أسلفوا وَهُوَ من العربان
فِي الحَدِيث لَا تنقشوا عَلَى خواتمكم عَرَبيا قَالَ الْحسن الْمَعْنى لَا تنقشوا مُحَمَّد رَسُول الله
قَالَ عمر اللَّهُمَّ إنى أَبْرَأ إِلَيْك من معرة الْجَيْش وَهُوَ أذاهم مثل أَن يقتلُوا من مروا بِهِ من مُسلم أَو معاهد أَو أَن ينزلُوا بِقوم فيأكلوا من زرعهم أَو أَن يقاتلوا بِغَيْر إِذن الْأَمِير
من حَدِيث حَاطِب كنت عريرا فيهم أَي غَرِيبا كَذَا ذكره الْهَرَوِيّ وَإِنَّمَا هُوَ غريرا بالغين
وَكَانَ إِذا تعار من اللَّيْل أَي اسْتَيْقَظَ

(2/79)


فِي الحَدِيث أَتَيْتُك بِهَذَا المَال لما يعرك من أَمْوَال النَّاس وَيروَى يعروك يُقَال عره واعتراه عراه واعتراه أَي أَتَاهُ
فِي الحَدِيث مَا عرنا بك أَي مَا جَاءَنَا بك
قَالَ أَبُو سَلمَة إِنِّي لأرَى الرُّؤْيَا أعرى مِنْهَا وَهُوَ من العرواء وَهِي الرعدة عِنْد الْحمى
قَالَ طَاوُوس إِذا استعر عَلَيْكُم شَيْء من النعم أَي ند
فِي الحَدِيث إيَّاكُمْ ومشارة النَّاس فَإِنَّهَا تظهر العرة أَي الْقَبِيح
وَكَانَ سعد يدمل أرضه بالعرة أَي بالعذرة
وَكَانَ ابْن عمر لَا يعر أرضه
وَقَالَ جَعْفَر بن مُحَمَّد كل سبع ثَمَرَات من نَخْلَة غير معرورة أَي مسمدة بالعرة
وَسَأَلَ رجل رجلا عَن منزله فَأخْبرهُ أَنه ينزل بَين حيين من الْعَرَب فَقَالَ نزلت بَين المجرة والمعرة المجرة مجرة السَّمَاء والمعرة مَا وَرَاءَهَا من نَاحيَة القطب الشمالي سميت معرة لِكَثْرَة النُّجُوم فِيهَا وأصل المعرة مَوضِع العر وَهُوَ الْحَرْب وَالْعرب تسمي السَّمَاء الحرباء لِكَثْرَة نجومها وعرعرة الْجَبَل أَعْلَاهُ

(2/80)


وَكَانَ حسان بن ثَابت إِذا دعِي إِلَى طَعَام قَالَ أَفِي خرس أَو عرس قَالَ أَبُو عبيد الْعرس طَعَام الْوَلِيمَة
وَنَهَى عمر عَن مُتْعَة الْحَج وَقَالَ كرهت أَن يظلوا بِهن معرسين أَي ملمين بِالنسَاء وَهَذَا مخفف وَأما المعرس بِالتَّشْدِيدِ فَهُوَ الْمُسَافِر ينَام بعد الإدلاج
وَمِنْه إِذا عرستم أَي نزلتم فِي آخر اللَّيْل
فِي الحَدِيث كنت أسمع قِرَاءَة رَسُول الله وَأَنا عَلَى عَرِيش لي أَي سقف وَمِنْه أَلا نَبْنِي لَك عَرِيشًا قَالَ الْأَزْهَرِي الْعَرْش فِي كَلَام الْعَرَب سَرِير الْملك قَالَ وَالْعرش الْملك يُقَال ثل عَرْشه أَي ذهب ملكه
وَقَالَ سعد تَمَتعنَا مَعَ رَسُول الله وَفُلَان كَافِر بالعرش أَي بيُوت مَكَّة وَهِي جمع عَرِيش وَبَعْضهمْ يَقُول بالعرش وَهُوَ غلط وَسميت عرشا لِأَنَّهَا عيدَان تنصب وتظلل
وَقَالَ أَبُو جهل لِابْنِ مَسْعُود خُذ سَيفي فاجتز بِهِ رَأْسِي من عَرْشِي قَالَ ثَعْلَب الْعَرْش عرق فِي أصل الْعُنُق
فِي حَدِيث عَائِشَة نصبت عَلَى بَاب حُجْرَتي عباءة فهتك الْعرض حَتَّى وَقع بِالْأَرْضِ العرص خَشَبَة تُوضَع عَلَى الْبَيْت عرضا إِذا أَرَادوا

(2/81)


تسقيفه ثمَّ يلقى عَلَيْهِ أَطْرَاف الْخشب الْقصار يُقَال عرصت الْبَيْت تعريصا
وَرَوَاهُ أَبُو عبيد بِالسِّين والمحدثون يَرْوُونَهُ بالضاد وَالصَّوَاب الصَّاد غير مُعْجمَة
قَوْله للمنهزمين يَوْم أحد لقد ذهبتم فِيهَا عريضة أَي وَاسِعَة
قَوْله إِن أعراضكم عَلَيْكُم حرَام قَالَ ثَعْلَب الْعرض مَوضِع الْمَدْح والذم من الْإِنْسَان وَهِي الْأَحْوَال الَّتِي يرْتَفع بهَا أَو يسْقط
وَمِنْه قَول أبي ضَمْضَم قد تَصَدَّقت بعرضي
وَقَوله لي الْوَاحِد يحل عرضه
وَقَوله وَمن ترك الشُّبُهَات اسْتَبْرَأَ لعرضه

(2/82)


فِي صفة أهل الْجنَّة إِنَّمَا هُوَ عرق يجْرِي من أعراضهم

(2/83)


قَالَ أَبُو عبيد وَاحِد الْأَعْرَاض عرض وَهُوَ كل مَوضِع يعرق من الْبدن يُقَال فلَان طيب الْعرض أَي طيب الرّيح وكل شَيْء فِي الْجَسَد من المغابن فَهِيَ الْأَعْرَاض وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة عرض الرجل نَفسه وبدنه
وَفِي كِتَابه لقوم مَا كَانَ لَهُم من عرضان وَهِي جمع العريض وَهُوَ الَّذِي أَتَى عَلَيْهِ سنة من الْمعز وَيجوز أَن يكون جمع الْعرض وَهُوَ الْوَادي الْكثير الشّجر وَالنَّخْل
قَوْله لَيْسَ الْغِنَى عَن كَثْرَة الْعرض وَهُوَ مَتَاع الدُّنْيَا
وَمِنْه أَن الدُّنْيَا عرض حَاضر
قَوْله اضْرِب بِهِ عرض الْحَائِط أَي جَانِبه
وَقَالَ عمر أضْرب الْعرُوض وَهُوَ الَّذِي يَأْخُذ يَمِينا وَشمَالًا من الْإِبِل لَا يلْزم المحجة يَقُول أضربه حَتَّى يعود إِلَى الطَّرِيق
وَمثله قَوْله وأضم العتود ضربه مثلا لحسن سياسته
فِي الحَدِيث من عرض عرضنَا لَهُ وَمن مَشَى عَلَى الكلاء ألقيناه فِي النَّهر الْمَعْنى من عرض بِالْقَذْفِ عرضنَا بتأديب لَا يبلغ الْحَد وَمن صرح بِالْقَذْفِ ألقيناه فِي نهر الْحَد وَسَيَأْتِي مَعْنَى الكلاء
وَقَالَ الْحَادِي
تعرضي مدارجا وسومي
أَي خذي يمنة ويسرة

(2/84)


قَوْله فِي المعاريض مندوحة وَهِي مَا عرض بِهِ وَلم يُصَرح
قَالَ عدي بن حَاتِم أرمي بالمعراض وَهُوَ سهم بِلَا ريش وَلَا نصل يُصِيب بِعرْض عوده دون حَده
وَبعث رَسُول الله أم سليم لتنظر إِلَى امْرَأَة فَقَالَ شمي عوارضها قَالَ شمر هِيَ الْأَسْنَان الَّتِي فِي عرض الْفَم وَعرضه جَانِبه وَهِي مَا بَين الثنايا والأضراس وَاحِدهَا عَارض وَإِنَّمَا أَرَادَ بذلك أَن تبور ريح فمها أطيب أم لَا
وَكتب لقوم وَلكم الْعَارِض وَهِي الْمَرِيضَة الَّتِي أَصَابَهَا كسر
قَوْله لعدي إِن وِسَادك لَعَرِيض أَرَادَ بِهِ إِن يَوْمك لطويل وَقيل أَرَادَ أَنَّك لَعَرِيض الْقَفَا كنى بِهِ عَن السّمن الَّذِي يزِيل الفطنة
فِي الحَدِيث من سَعَادَة الْمَرْء خفَّة عارضيه فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا قلَّة الشّعْر
وَالثَّانِي خفتهما لِكَثْرَة الذّكر
فِي الحَدِيث إِن ركبا عرضوا رَسُول الله وَأَبا [بكر] ثيابًا أَي أهدوا لَهما

(2/85)


وَمِنْه قَول امْرَأَة معَاذ أَيْن مَا يَأْتِي بِهِ الْعمَّال من عراضة أهلهم تَعْنِي الْهَدِيَّة
قَوْله خمر إناءك وَلَو بِعُود تعرضه عَلَيْهِ أَي تضعه بِالْعرضِ وَالرَّاء مَضْمُومَة وَقد كسرهَا بَعضهم
وَمثله كَانَ رَسُول الله يعرض داخلته فَيصَلي إِلَيْهَا الْمَعْنى ينيخها فِي عرض الْقبْلَة وَفِيه لُغَتَانِ ضم الرَّاء وَكسرهَا
وَقَالَ عمر يذم من يَأْخُذ الدَّين وَلَا يُبَالِي بالغضا فادان معرضًا المعرض هَاهُنَا بِمَعْنى الْمُعْتَرض يعْنى اعْترض لكل من يقْرضهُ وَقَالَ ابْن شُمَيْل الْمَعْنى يعرض إِذا قيل لَهُ لَا تستدن فَلَا يقبل وَقَالَ القتيبي اسْتَدَانَ معرضًا عَن الْأَدَاء وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة كل الْخبز عرضا قَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ اعْتَرَضَهُ واشتره مِمَّن وجدته عِنْده وَلَا تسْأَل من عمله
فِي الحَدِيث فاستعرضهم الْخَوَارِج أَي قتلوهم

(2/86)


فِي الحَدِيث إِن الله يغْفر لكل مذنب إِلَّا صَاحب عرطبة أَو كوبة قَالَ أَبُو عبيد العرطبة الْعود وَقيل الطنبور
قَوْله من أَتَى عرافا وَهُوَ الْحَاوِي أَو المنجم الَّذِي يَدعِي علم الْغَيْب
فِي الحَدِيث أهل الْقُرْآن عرفاء أهل الْجنَّة أَي رؤساؤهم
قَوْله أهل الْمَعْرُوف فِي الدُّنْيَا هم أهل الْمَعْرُوف فِي الْآخِرَة أَي من بذل معروفه فِي الدُّنْيَا أَتَاهُ الله جزاءه فِي الْآخِرَة وَقيل من بذل جاهه شفعه الله
قَالَ عمر أطردنا المعترفين أَي اضطررنا من يعْتَرف بِمَا يُوجب الْحَد إِلَى الْفِرَار لِئَلَّا يقرُّوا
فِي الحَدِيث كَأَن لحيته ضرام عرفج والعرفج نبت ضَعِيف تسرع النَّار فِيهِ فَتبين حمرتها شَدِيدَة
قَوْله جرست نَخْلَة العرفط وَهُوَ شجر الطلح وَله صمغ يُقَال لَهُ المغاثير ذُو رَائِحَة كريهة

(2/87)


فِي الحَدِيث أُتِي بعرق من تمر قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ السَّقِيفَة المنسوجة من الخوص قبل أَن يَجْعَل مِنْهَا زبيل فَسُمي الزبيل عرقا لذَلِك وَيُقَال لَهُ عرقة أَيْضا وكل مضفور فَهُوَ عرق
قَوْله لَيْسَ لعرق ظَالِم حق وَهُوَ أَن يغْرس الْإِنْسَان فِي مَكَان قد أَحْيَاهُ غَيره
قدم عَلَى رَسُول الله بِإِبِل كَأَنَّهَا عروق الأرطى عروق الأرطى طوال حمر ذَاهِبَة فِي ثرى الرمل ترَاهَا إِذا أثيرت من الثرى حمرا مكتنزة ترف أَي يقطر مِنْهَا المَاء فَشبه الْإِبِل فِي اكتنازها وَحُمرَة ألوانها بهَا وَترَى الظباء وبقر الْوَحْش يَجِيء إِلَيْهَا فِي القيظ فتستثيرها وترشف ماءها فيجزأ بهَا عَن وُرُود المَاء
فِي الحَدِيث إِنَّه تنَاول عرقا ثمَّ صَلَّى وَلم يتَوَضَّأ الْعرق جمعه عراق وَهِي الْعِظَام الَّتِي يقشر عَنْهَا مُعظم اللَّحْم وَيبقى عَلَيْهَا بَقِيَّة يُقَال عرفت الْعظم واعترقته وتعرقته إِذا أخذت عَنهُ اللَّحْم بأسنانك
فِي الحَدِيث جشمت إِلَيْك عرق الْقرْبَة أَي نصبت وتكلفت حَتَّى عرقت كعرق الْقرْبَة وَهُوَ سيلان مَائِهَا وَقيل كَمَا يعرق حَامِل الْقرْبَة

(2/88)


وَيروَى علق الْقرْبَة بِاللَّامِ قَالَ أَبُو عبيد وَهُوَ عصامها فَالْمَعْنَى تكلفت لَك كل شَيْء حَتَّى عِصَام الْقرْبَة قَالَ الْأَزْهَرِي علقها الَّذِي تسد بِهِ ثمَّ تعلق قَالَ وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِأَن أَشد الْعَمَل عِنْدهم السَّقْي
قَوْله الْمُؤمن يَمُوت بعرق الجبين قَالَ الْأَزْهَرِي مَعْنَاهُ شدَّة السِّيَاق
وَقَالَ عمر لسلمان أتأخذ عَلَى المعرقة وَهِي طَرِيق كَانَت قُرَيْش تسلكه إِلَى الشَّام وَفِيه سلكت قُرَيْش حِين كَانَت وقْعَة بدر
وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز إِن امْرأ لَيْسَ بَينه وَبَين آدم أَب حَيّ لمعرق لَهُ فِي الْمَوْت أَي لَهُ فِيهِ عرق نزاع
فِي الحَدِيث وَقت لأهل الْعرَاق ذَات عرق فِي تَسْمِيَتهَا عراقا ثَلَاثَة أَقْوَال

(2/89)


أَحدهمَا أَن الْعرَاق هُوَ الخرز الَّذِي فِي أَسْفَل الْقرْبَة فسميت عراقا لِأَنَّهَا أَسْفَل أَرض الْعَرَب
وَالثَّانِي أَن الْعرَاق شاطئ الْبَحْر وَبِه سمي الْعرَاق
وَالثَّالِث أَن الْعرَاق مَأْخُوذ من عرق الشّجر ذكرهن ابْن فَارس وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَنه سمي الْعرَاق لِأَنَّهُ شاطئ دجلة والفرات حَتَّى يتَّصل بالبحر
فِي الحَدِيث إِن العركي سَأَلَ رَسُول الله عَن مَاء الْبَحْر العركي الَّذِي يصطاد السّمك
فِي الحَدِيث إِن امْرَأَة عركت قبل أَن تفيض العراك الْمَحِيض يُقَال امْرَأَة عارك
فِي الحَدِيث مَا كَانَ لَهُم من ملك وعرمان وَهُوَ الْمزَارِع
وضحى بكبش أعرم وَهُوَ الْأَبْيَض فِيهِ نقط سود
وَدفن بَعضهم بعرين مَكَّة أَي بفنائها وَكَانَ دفن عِنْد بِئْر مَيْمُون
وَفِي صفته أقنى الْعرنِين قَالَ اللَّيْث الْعرنِين الْأنف وَجمعه عرانين وَقَالَ شمر الْعرنِين الْأنف كُله وَرجل أقنى الْعرنِين فِي وَسطه إشراف وَرخّص فِي الْعَرَايَا وَهِي بيع الرطب فِي

(2/90)


رُؤُوس النّخل خرصا بِالتَّمْرِ عَلَى وَجه الأَرْض كَيْلا فِيمَا دون خَمْسَة أوسق لمن بِهِ حَاجَة إِلَى أكل الرطب وَلَا ثمن مَعَه قَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد النَّخْلَة الْعرية هِيَ الَّتِي إِذا عرضت النّخل عَلَى بيع ثَمَرَتهَا عريت مِنْهَا نَخْلَة أَي عزلت عَن المساومة
قَوْله أَنا النذير الْعُرْيَان وَذَلِكَ أَن ربيئة للْقَوْم إِذا كَانَ عَلَى مَكَان عَال فَرَأَى الْعَدو نزع ثَوْبه وألاح بِهِ ينذر فَيَبْقَى عُريَانا
قَوْله الْعَارِية مَضْمُومَة قَالَ الْأَزْهَرِي الْعَرَب تَقول هم يتعاورون العواري ويتعورونها يتداولونها وَقَالَ اللَّيْث سميت عَارِية لِأَنَّهَا عَار عَلَى من طلبَهَا
فِي صفته كَانَ عاري الثديين أَي لم يكن عَلَيْهِمَا شعر وَقيل لم يكن عَلَيْهِمَا لحم
بَاب الْعين مَعَ الزَّاي
فِي الحَدِيث من قَرَأَ الْقُرْآن فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَة فقد عزب أَي بعد عَهده بِمَا ابْتَدَأَ مِنْهُ وكل شَيْء بعد فَهُوَ عزب وعازب وَيُقَال رجل عزب وَامْرَأَة عزبة وَبَعْضهمْ يَقُول فِيهَا عزب

(2/91)


وَفِي حَدِيث أم معبد وَالشَّاء عَازِب أَي بعيد الذّهاب فِي الْمرْعَى
وَفِي الحَدِيث أَصْبَحْنَا بِأَرْض عزوبة أَي بعيدَة الْمرْعَى
وَقَالَ سعد أَصبَحت بَنو أَسد تعزرني عَلَى الْإِسْلَام أَي توقفني عَلَيْهِ وَقَالَ أَبُو عبيد أصل التَّعْزِير التَّأْدِيب وَيكون بِمَعْنى التَّعْظِيم وَقَالَ الزّجاج أَصله الرَّد فَمَعْنَى عزرت فلَانا أدبته بِمَا يردعه عَن الْقَبِيح وَمَعْنى عزرتموهم أَن تردوا عَنْهُم أعداءهم
فِي الحَدِيث اسْتعزَّ برَسُول الله أَي اشْتَدَّ بِهِ الْمَرَض وَغلب عَلَيْهِ
وَمثله حَدِيث ابْن عمر إِن قوما اشْتَركُوا فِي قتل صيد فَسَأَلُوهُ أَعلَى كل وَاحِد منا جَزَاء فَقَالَ إِنَّه لمعرز بكم بل عَلَيْكُم جَزَاء وَاحِد أَي مُسَدّد عَلَيْكُم إِذن
فِي الحَدِيث عَلَى أَن لَهُم عزازها وَهُوَ مَا صلب من الأَرْض فَاشْتَدَّ وَإِنَّمَا يكون فِي أَطْرَاف الأَرْض
وَقَالَ الزُّهْرِيّ كنت أختلف إِلَى عبيد الله بن عبد الله وَكنت أخدمه فقدرت أَنِّي استنظفت مَا عِنْده فَلَمَّا خرج وَلم أقِم لَهُ فَنظر إِلَيّ وَقَالَ إِنَّك فِي الْقَزاز فَقُمْ أَي أَنْت فِي الْأَطْرَاف من الْعلم لم تتوسعه بعد

(2/92)


فِي صفة غنم شُعَيْب لَيْسَ فِيهَا عزوز وَهِي الضيقة الإحليل
قَوْله كَيفَ ترَى فِي الْعَزْل وَهُوَ عزل المَاء عَن مَكَان الْوَلَد
قَالَ سَلمَة رَآنِي رَسُول الله عزلا أَي لَيْسَ معي سلَاح
فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء دفاق العزائل وَأَصله العزالي جمع عزلاء وعزلاء المزادة فمها الْأَسْفَل فَشبه اتساع الْمَطَر بِالَّذِي يخرج من فَم المزادة وقدمت الْيَاء كَمَا قَالَ عاقني يعوقني وعقاني يعقوني
قَوْله إِن الله يحب أَن تُؤْتَى رخصه كَمَا تُؤْتَى عَزَائِمه يَعْنِي بالعزائم الْفَرَائِض
فِي الحَدِيث خير الْأُمُور عوازمها يَعْنِي مَا وكدت عزمك عَلَيْهِ
وَقَالَ فِي الْوتر لعمر أخذت بالعزم وَقد قيل لَا خير فِي عزم بِغَيْر حزم وَالْمعْنَى أَن الْقُوَّة إِذا لم يكن مَعهَا حذر أورطت صَاحبهَا
وَقَالَ الْأَشْعَث لعَمْرو بن معد يكرب لَئِن دَنَوْت لأضرطنك فَقَالَ كلا وَالله إِنَّهَا لعزوم مفزعة فتجليها وَالْمرَاد قُوَّة نَفسه
قَوْله عَزمَة من عَزمَات الله أَي وَاجِب من واجباته

(2/93)


قَوْله رويدك سوقا بالعوازم قَالَ الْأَصْمَعِي العوزم النَّاقة المسنة وفيهَا بَقِيَّة
فِي الحَدِيث فَلَمَّا أَصَابَنَا الْبلَاء اعتزمنا لذَلِك أَي احتملناه وأطقناه
قَوْله من تعزى بعزاء الْجَاهِلِيَّة أَي انتسب وانتمى كَقَوْلِهِم يَا لفُلَان وَحدث عَطاء بِحَدِيث فَقيل لَهُ إِلَى من تعزيه أَي تنسبه
قَوْله من لم يتعز بعزاء الله فَلَيْسَ منا فِيهِ وَجْهَان أَحدهمَا أَن يَقُول يَا للْمُسلمين وَلَا يذكر مَا كَانَت الْجَاهِلِيَّة تَقوله وَالثَّانِي أَن مَعْنَى التعزي التأسي وَالصَّبْر
قَوْله مَالِي أَرَاكُم عزين العزون جماعات فِي تَفْرِقَة
بَاب الْعين مَعَ السِّين
نهَى عَن عسب الْفَحْل العسب الْكِرَاء الَّذِي يُؤْخَذ عَلَى ضراب الْفَحْل قَالَ زيد فَجعلت أتتبع الْقُرْآن فِي العسب وَهُوَ جمع العسيب وَهُوَ سعف النّخل

(2/94)


فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه ذكر فتْنَة وَقَالَ إِذا كَانَ ذَلِك ضرب يعسوب الدَّين بِذَنبِهِ أَرَادَ رَئِيس أهل الدَّين وسيدهم وَذَلِكَ أَنه يُفَارق أهل الْفِتَن وَيذْهب فِي الأَرْض قَالَ الْأَزْهَرِي وَمَعْنى ضرب ذهب من الأَرْض وذنبه أَتْبَاعه وَالْمعْنَى فِي ذَنبه فَأَقَامَ الْبَاء مقَام فِي أَو مقَام مَعَ
فِي حَدِيث هَذَا يعسوب قُرَيْش أَي سَيِّدهَا وَالْأَصْل فَحل النّخل وسيدها
فِي الحَدِيث مثل العسجد قَالَ اللَّيْث هُوَ الذَّهَب قَالَ وَيُقَال هُوَ اسْم جَامع للجواهر وَكلهَا من الدّرّ والياقوت
فِي الحَدِيث فِينَا قوم عسران وَهُوَ جمع الأعسر
وَنَهَى عَن قتل العسفاء وهم الأجراء
وَمِنْه أَن ابْني كَانَ عسيفا عَلَى هَذَا
فِي الحَدِيث تَغْدُو بعس وَهُوَ الْقدح الْكَبِير
قَوْله إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا عسله وَهُوَ أَن يقدر لَهُ عملا صَالحا

(2/95)


قبل مَوته فَشبه الصّلاح بالعسل
وَكَذَلِكَ قَوْله حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَته شبه لَذَّة الْجِمَاع بالعسل فأنث الْعسيلَة لِأَنَّهُ شبهها بِقِطْعَة من الْعَسَل وَالْعرب تؤنث الْعَسَل وتذكره وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْعَسَل طيب الثَّنَاء
قَوْله وَمَات العسلوج قَالَ اللَّيْث العسلوج الْغُصْن ابْن سنة وَقيل العساليج عروق الشّجر
بَاب الْعين مَعَ الشين
قَالَ صعصعة بن نَاجِية اشْتريت موءودة بناقتين عشراوين العشراء الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا فِي الْحمل عشرَة أشهر
وَيَوْم عَاشُورَاء وَهُوَ الْعَاشِر من الْمحرم عِنْد الْجُمْهُور وَقَالَ ابْن عَبَّاس هُوَ التَّاسِع قَالَ الْأَزْهَرِي كَأَنَّهُ تَأَول فِيهِ عشر الْورْد إِنَّهَا تِسْعَة أَيَّام وَهُوَ الَّذِي رَوَاهُ اللَّيْث عَن الْخَلِيل وَلَيْسَ بِبَعِيد من الصَّوَاب
فِي الحَدِيث النِّسَاء لَا يعشرن أَي لَا يُؤْخَذ الْعشْر من حليهن وَكَذَلِكَ قَول بَعضهم يشْتَرط أَن لَا تعشر أَي لَا يُؤْخَذ مِنْهَا الْعشْر

(2/96)


قَوْله وتكفرن بالعشير وَهُوَ الزَّوْج وَسمي بذلك للمعاشرة
فِي حَدِيث أم زرع لَا تملأ بيتنا تعشيشا أَي لَا تخوننا فِي طعامنا فتخبأ فِي هَذِه الزاوية شَيْئا وَفِي هَذِه الزاوية شَيْئا كالطيور إِذا عششت وَمن رَوَاهُ بالغين فَهُوَ من الْغِشّ وَقيل لَا تملأ بيتنا بالمزابل والقسب كَأَنَّهُ عش طَائِر
فِي حَدِيث الْحجَّاج لَيْسَ هَذَا بعشك فأدرجي يضْرب مثلا لمن يرفع نَفسه فَوق قدرهَا
فِي الحَدِيث وَالله لَو ضربك فلَان بأمصوخة عيشومة لقتلك الأمصوخة خوص الثمام والعيشومة شَجَرَة صَغِيرَة
وَمِنْه الحَدِيث صَلَّى فِي مَسْجِد فِيهِ عيشومة
فِي الحَدِيث إِن بَلْدَتنَا بَارِدَة عشمة أَي يابسة
قَوْلهَا زَوجي العشنق وَهُوَ الطَّوِيل وأرادت لَيْسَ عِنْده إِلَّا الطول
ذهبت عين ابْن الْمسيب فَكَانَ يعشو بِالْأُخْرَى أَي يبصر بهَا بصرا ضَعِيفا

(2/97)


قَالَ أَبُو هُرَيْرَة صَلَّى بِنَا رَسُول الله إِحْدَى صَلَاتي الْعشي قَالَ أَبُو عبيد يُقَال للمغرب وَالْعشَاء العشاءان وَالْأَصْل الْعشَاء فغلب عَلَى الْمغرب كَمَا قَالُوا الأبوان وهما الْأَب وَالأُم قَالَ الْأَزْهَرِي وَالْمرَاد بصلاتي الْعشي الظّهْر وَالْعصر وَيَقَع الْعشي عَلَى مَا بَين زَوَال الشَّمْس إِلَى وَقت غُرُوبهَا
فِي الحَدِيث فأتينا بطن كديد عشيشية وَهِي تَصْغِير عَشِيَّة
قَالَ ابْن عمر عش وَلَا تغتر وَالْمعْنَى خُذ بالحزم وَالِاحْتِيَاط وَأَصله أَن رجلا أَرَادَ أَن يسْلك مفازة فاتكل عَلَى مَا فِيهَا من الكلإ فَقيل لَهُ عش وَلَا تغتر
فِي الحَدِيث أَنه كَانَ فِي سفر فاعتشى فِي أول اللَّيْل أَي سَار وَقت الْعشَاء كَمَا يُقَال ابتكر
فِي الحَدِيث احمدوا الله الَّذِي دفع عَنْكُم العشوة أَي الظلمَة وَالْمرَاد ظلمَة الْكفْر
وَمِنْه قَول ابْن الْأَكْوَع فَأخذ عَلَيْهِم بالعشوة أَي السوَاد من اللَّيْل وَمن النَّاس من يكسر عين العشوة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال أوطأته

(2/98)


عشوة وعشوة وعشوة وَالْمعْنَى أَنه حَملَة عَلَى ركُوب أَمر لَا يتَبَيَّن رشده وَأَصله من عشوة اللَّيْل
وخبط العشواء مثل للَّذي لَا ينظر فِي عَاقِبَة والعشواء الَّتِي تبصر بِاللَّيْلِ فَهِيَ تخبط بِيَدِهَا كل مَا مرت بِهِ
بَاب الْعين مَعَ الصَّاد
فِي الحَدِيث ثمَّ يكون فِي آخر الزَّمَان أَمِير العصب جمع عصبَة
فِي الحَدِيث إِن العصوب ليرفق بهَا حالبها وَهِي الَّتِي لَا تدر حَتَّى يعصب فخذاها
قَالَ الْحجَّاج لأعصبنكم عصب السلمة وَهِي شَجَرَة وَرقهَا الْقرظ الَّذِي يدبغ بِهِ ويعسر خرط وَرقهَا فتعصب أعصابها بِحَبل ثمَّ تخبط بعصى فيتناثر وَرقهَا وعصبها جمع أعصابها وَشد بَعْضهَا إِلَى بعض وأصل العصب اللي
فِي الحَدِيث ذكر العصبية وَهُوَ أَن تَدْعُو الرجل إِلَى نصْرَة عصبته ظالمين أَو مظلومين قَالَ الْأَزْهَرِي عصبَة الرجل أولياؤه الذُّكُور من ورثته سموا عصبَة لأَنهم عصبوا بنسبه وكل شَيْء اسْتَدَارَ بِشَيْء فقد عصب بِهِ فالأب طرف وَالِابْن طرف وَالْعم جَانب وَقيل للعمائم عصائب من هَذَا
فِي حَدِيث ابْن أبي اصْطَلحُوا أَن يعصبوه بالعصبة أَي يسودوه وَكَانُوا يعصبون بالتاج

(2/99)


فِي الحَدِيث اشْتَرِ لفاطمة قلادة من عصب العصب من برود الْيمن قَالَ اللَّيْث وَسمي عصبا لِأَن غزله يعصب أَي يلوى ويفتل ثمَّ يصْبغ وَلَا يجمع يُقَال برد عصب وبرود عصب لِأَنَّهُ مُضَاف إِلَى الْفِعْل
قَالَ عمر يعتصر الْوَالِد وَلَده أَي يحْبسهُ عَن الْإِعْطَاء ويمنعه
وَسُئِلَ الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن العصرة للْمَرْأَة وَهُوَ منع الْبِنْت من التَّزْوِيج وَيُقَال اعتصر فلَان فلَانا إِذا مَنعه من حق يجب عَلَيْهِ معتصرهم أَي يذهب إِلَى الْغَائِط
وَكَانَ إِذا قدم دحْيَة لم تبْق معصر إِلَّا خرجت تنظر إِلَيْهِ من حسنه المعصر الْجَارِيَة أول مَا تحيض لانعصار رَحمهَا
مرت امْرَأَة بِأبي هُرَيْرَة ولذيلها عصرة أَي غُبَار أثاره سحب الذيل وَتَكون العصرة من فوح الطّيب شبه بِمَا يثير الرّيح من الأعاصير
فِي الحَدِيث من فَاتَتْهُ صَلَاة الْعَصْر قَالَ اللَّيْث الْعَصْر الْعشي وَسميت صَلَاة الْعَصْر

(2/100)


فِي الحَدِيث لَا يعضد شجر الْمَدِينَة إِلَّا لعصفور قتب عصافير القتب عيدانه وَاحِدهَا عُصْفُور
فِي الحَدِيث كَانَ لرجل صنم فَكَانَ يَأْتِي بالجبن والزبد فيضعه عَلَى رَأس صنمه وَيَقُول أطْعم فجَاء ثعلبان وَهُوَ ذكر الثعالب فَأكل الْجُبْن والزبد ثمَّ عصل عَلَى رَأس الصَّنَم أَي بَال وَذكر هَذَا أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ فَقَالَ جَاءَ ثعلبان فأكلا ثمَّ عصلا وَهَذَا جهل بِالنَّقْلِ
فِي الحَدِيث يامنوا فِي هَذَا العصل وَهُوَ رمل يعوج ويلتوي وَمِنْه قيل للأمعاء الأعصال لالتوائها
قَالَ الْحجَّاج
(قد لفها اللَّيْل بعصلبي ... )
العصلبي الشَّديد من الرِّجَال فِي مدح رَسُول الله عصمَة للأرامل أَي يمنعهُم من الضَّيْعَة
فِي الحَدِيث من كَانَ عصمته لَا إِلَه إِلَّا الله أَي مَا يعصمه من الْعقَاب وَجَاء جِبْرِيل وَقد عصم ثنيته الْغُبَار قَالَ القتيبي صَوَابه عصب أَي يبس الْغُبَار عَلَيْهَا وَقَالَ غَيره عصب الرِّيق بِفِيهِ وعصم أَي يبس وَالْبَاء وَالْمِيم تتعاقبان

(2/101)


فِي الحَدِيث مثل الْغُرَاب الأعصم قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الْأَبْيَض الْيَدَيْنِ وَمِنْه قيل للوعول عصم وَالْأُنْثَى مِنْهُنَّ عصماء وَقَالَ ابْن شُمَيْل أَبيض الجناحين لِأَن جناحي الطَّائِر بِمَنْزِلَة يَدَيْهِ وَقَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ الْأَحْمَر الرجلَيْن
فِي الحَدِيث مُقَيّد بعصم والعصم جمع عِصَام وَهُوَ رِبَاط الشَّيْء وَمِنْه عِصَام الْقرْبَة
قَوْله أصلح لي ديني الَّذِي هُوَ عصمَة أَمْرِي أَي بِهِ أستمسك وَعَلِيهِ أعول
قَوْله لَا ترفع عصاك عَن أهلك أَرَادَ الْأَدَب لَا نَفْس الْعَصَا وَيُقَال شقّ فلَان عَصا الْمُسلمين أَي فَارق الْجَمَاعَة وَمِنْه قَوْلهم إياك وَقتل الْعَصَا أَي احذر أَن تكون قَاتلا أَو مقتولا فِي شقّ عَصا الْمُسلمين
فِي الحَدِيث حرم شجر الْمَدِينَة إِلَّا عَصا حَدِيدَة يعْنى عَصا تقطع وَتجْعَل فِيهَا حَدِيدَة كالحربة
بَاب الْعين مَعَ الضَّاد
فِي الحَدِيث تقطر الْعضَاة يَوْم الْقِيَامَة دَمًا الْعضَاة من الشّجر مَاله شوك وَمن الْعضَاة السمر والعرفط والعوسج
نهَى أَن يضحى بالأعضب الْقرن وَهُوَ المكسور الْقرن

(2/102)


والعضباء نَاقَة رَسُول الله وَهِي المقطوعة الْأذن وَقيل بل هُوَ اسْم لَهَا وَلم يكن بهَا عضب وَهَذَا اخْتِيَار أبي عبيد
فِي الحَدِيث إِن الْحَاجة ليعضبها طلبَهَا قبل وَقتهَا أَي يقطعهَا ويفسدها قَالَ الْأَزْهَرِي والمعضوب فِي كَلَام الْعَرَب الدمن المخبول الَّذِي لَا حراك بِهِ
قَوْله لَا يعضد شَجَرهَا أَي لَا يقطع
قَوْله ونستعضد البرير أَي نجتنيه من شَجَره للْأَكْل
فِي الحَدِيث كَانُوا يخبطون عضيدها والعضيد مَا قطع من الشّجر يضربونه ليسقط ورقه
فِي حَدِيث أم زرع وملأ من شَحم عضدي لم ترد الْعَضُد خَاصَّة لَكِنَّهَا أَرَادَت جَمِيع الْبدن وَمَتى سمن الْعَضُد سمن الْجَسَد كُله
وَكَانَ لسمرة عضد من نخل أَي طَريقَة من النّخل وَقَالَ بَعضهم إِنَّمَا هُوَ عضيد قَالَ الْأَصْمَعِي إِذا صَار للنخلة جذع تتَنَاوَل مِنْهُ فَهُوَ عضيد وَجمعه عضدان
فِي الحَدِيث من تعزى بعزاء الْجَاهِلِيَّة فأعضوه بِهن أَبِيه وَلَا تكنوا أَي قُولُوا لَهُ أعضض بأير أَبِيك وَلَا تكنوا عَن الأير بالهن تنكيلا

(2/103)


لَهُ وَقد سبق مَعْنَى تعزى
فِي الحَدِيث وَيكون ملك عضوض أَي فِيهِ عسف كَأَنَّهُ يعَض الرعايا بالأذى
أهدي إِلَى رَسُول الله شَيْء من التعضوض قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ تمر أسود
وَجِيء بماعز وَهُوَ أعضل أَي كثير اللَّحْم
وَقَالَ عمر أعضل بِي أهل الْكُوفَة أَي صَعب عَلّي مداراتهم
وَقَالَ عمر آه من معضلة لَيْسَ لَهَا أَبُو حسن أَي مَسْأَلَة صعبة وداء عضال أَي شَدِيد
قَوْله لَا تعضية فِي مِيرَاث إِلَّا فِيمَا حمل الْقسم وَذَاكَ إِن خلف مَا لَو قسم أضرّ بالورثة أَو ببعضهم كالجوهرة وَالْحمام والتعضية التَّفْرِيق
وَلعن العاضهة والمستعضهة وَهِي الساحرة والمستسحرة
قَوْله أَلا أنبئكم مَا العضة هِيَ النميمة

(2/104)


بَاب الْعين مَعَ الطَّاء
قَالَ طَاوُوس لَيْسَ فِي العطب زَكَاة يعْنى الْقطن
فِي الحَدِيث لم يكن بعطبول وَهُوَ الممتد الْقَامَة الطَّوِيل الْعُنُق
فِي الحَدِيث كَانَ يكره تعطر النِّسَاء ويشبههن بِالرجلِ قَالُوا أَرَادَ تعطل وَاللَّام وَالرَّاء تتعاقبان كَمَا يُقَال سمل وَسمر فكره أَن تكون الْمَرْأَة عطلا لَا حلي عَلَيْهَا وَلَا خضاب
فِي الحَدِيث سُبْحَانَ الَّذِي تعطف الْعِزّ الْمَعْنى تردى بِهِ والعطاف الرِّدَاء وَسمي الرِّدَاء عطافا لوُقُوعه عَلَى عطفي الرجل وهما ناحيتا عُنُقه وَهَذَا مثل لجلال الله سُبْحَانَهُ
فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا وأوذم العطلة وَهِي النَّاقة الْحَسَنَة وَقيل الدَّلْو ترك الْعَمَل بهَا حينا وتعطلت فأوذمها أَي شدّ فِيهَا الوذم واستقى بهَا
قَوْله حَتَّى ضرب النَّاس بِعَطَن العطن وَاحِد الأعطان وَهُوَ مبرك الْإِبِل عِنْد المَاء وَمَعْنى الحَدِيث رووا وأرووا إبلهم فأبركوها

(2/105)


عِنْد المَاء
وَمن هَذَا لَا تصلوا فِي أعطان الْإِبِل
فِي الحَدِيث وَفِي الْبَيْت أهب عطنة أَي مُنْتِنَة يُقَال عطنت الْجلد إِذا جعلته فِي الدّباغ حَتَّى ينتن
فِي صفة رَسُول الله فَإِذا تعوطي الْحق لم يعرفهُ أحد أَي إِذا تعرض لإبطال حق تغير حَتَّى كَأَنَّهُ لَيْسَ بِهِ
فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا لَا تعطوه الأبدي أَي لَا تبلغه فتتناوله
بَاب الْعين مَعَ الظَّاء
كَانَ زُهَيْر لَا يعاظل بَين الْكَلَام أَي لَا يعقده
وَمِنْه تعاظلت الْكلاب أَي تلازمت فِي السفاد
بَاب الْعين مَعَ الْفَاء
فِي الحَدِيث إِذا كَانَ عنْدك قوت يَوْمك فعلَى الدُّنْيَا العفاء قَالَ أَبُو عبيد هُوَ التُّرَاب

(2/106)


كَانَ ابْن الزبير أعفت قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ الْكثير التكشف إِذا جلس
وَشَكتْ امْرَأَة قلَّة نسل غنمها ورسلها فَقَالَ مَا ألوانها قَالَت سود قَالَ عفري يَقُول اخلطيها بعفر والعفر الْبيض بَيَاضًا لَيْسَ بالخالص
قَوْله لدم عفراء أحب إِلَى الله من دم سوداوين
وَمِنْه يحْشر النَّاس عَلَى أَرض عفراء
وَمِنْه حَتَّى ترَى عفرَة إبطَيْهِ
وَقَالَ أَبُو جهل هَل يعفر مُحَمَّد وَجهه بَين أظْهركُم تعفير الْوَجْه إلصاقه بِالتُّرَابِ وَيُقَال للتراب العفر
فِي الحَدِيث ثمَّ ملك أعفر أَخذ من العفارة وَهِي الشيطنة والدهاء
وَمِنْه أَن الله يبغض العفرية النفرية وَهُوَ الموثق الْحلق

(2/107)


الْمُصَحح الشَّديد ذُو الدهاء وَأَصله العفر فزيدت الْهَاء وَالْيَاء والنفرية إتباع
وَقَالَ رجل مَالِي عهد بأبهلي مُنْذُ عفار النّخل وعفارها تلقيحها وإصلاحها وَكَانَت توبر وتعفر أَرْبَعِينَ يَوْمًا لَا تسقى بعد الإبار والعفار الَّذِي يلقح النّخل وَمِنْه أَخذ تعفير الوحشية لولدها إِذا أَرَادَت فطامه فَإِنَّهَا تقطعه عَن الرَّضَاع أَيَّامًا فَإِذا خَافت عَلَيْهِ أَن يضرّهُ ذَلِك ردته إِلَى الرَّضَاع كَذَلِك تارات حَتَّى يسْتَمر
فِي حَدِيث معَاذ أَو عدله من الْمعَافِرِي وَهِي برود منسوبة إِلَى معافر وَهِي قَبيلَة بِالْيمن وَقيل بل هِيَ بالفسطاط
وَمثله دخل عمر الْمَسْجِد وَعَلِيهِ ثَوْبَان معافريان
فِي حَدِيث حَنْظَلَة فَإِذا رَجعْنَا عافسنا الْأَرْوَاح المعافسة ملاعبة النِّسَاء
وَمِنْه قَول عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام يمْنَع من العفاس خوف الْمَوْت قَالَ اللَّيْث وَالرجل يعفس الْمَرْأَة بِرجلِهِ إِذا ضربهَا عَلَى عجيزتها يعافسها وتعافسه وَقَالَ غَيره المعافسة الممارسة يُقَال فلَان يعافس الْأُمُور أَي يمارسها ويعالجها

(2/108)


قَوْله أعرف عفاصها وَهُوَ الْوِعَاء الَّذِي تكون فِيهِ
وَأمر بإعفاء اللحَى وَهُوَ أَن توقر وَيُقَال الشّعْر كثر وَقل فَهُوَ من الأضداد وَمن الْكَثْرَة قَوْلهم إِذا دخل صفر وَعَفا الْوَبر
وَمثله أَنه غُلَام عاف أَي وافر اللَّحْم
وَكَانَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لَا يُجِيز فِي النِّكَاح العفل قَالَ ابْن الْأَعرَابِي العفل نَبَات لحم ينْبت فِي قبل الْمَرْأَة قَالَ أَبُو عَمْرو العفل لَا يكون إِلَّا فِي الْأَبْكَار وَلَا يُصِيب الْمَرْأَة إِلَّا بعد مَا تَلد
وَسُئِلَ ابْن عَبَّاس مَا فِي أَمْوَال أهل الذِّمَّة فَقَالَ الْعَفو وَالْمعْنَى أَنه قد عُفيَ لَهُم عَن مَا فِيهَا من الصَّدَقَة وَالْعشر
وَخلف أَبُو ذَر أتانين وعفوا وَهُوَ الذّكر من أَوْلَاد الْحمير
فِي الحَدِيث ويرعون عفاءها العفاء مَا لَيْسَ لأحد فِيهِ ملك
وَمِنْه أَنه أقطع من أَرض الْمَدِينَة مَا كَانَ عفاء
فِي الحَدِيث سلوا الله الْعَفو والعافية والمعافاة قَالَ ابْن

(2/109)


الْأَنْبَارِي الْعَفو محو الذَّنب من قَوْلهم عفت الرِّيَاح الْآبَار وَقَالَ الْأَزْهَرِي وَأما الْعَافِيَة فَمن الْأَمْرَاض وَأما المعافاة فَأن يعافيك من شَرّ النَّاس ويعافيهم مِنْك
فِي الحَدِيث وَمَا أكلت الْعَافِيَة مِنْهَا فَهُوَ لَهُ صَدَقَة قَالَ أَبُو عبيد الْوَاحِد من الْعَافِيَة عاف وَهُوَ كل من جَاءَك يطْلب فضلا وَقد تكون الْعَافِيَة فِي هَذَا الحَدِيث من النَّاس وَغَيرهم وَيروَى العوافي وَهِي السبَاع والوحش وَالطير
وَمِنْه تغشاها العوافي
بَاب الْعين مَعَ الْقَاف
كَانَ عمر يعقب الجيوش فِي كل عَام أَي يرد قوما وَيبْعَث آخَرين يعاقبونهم
فِي الحَدِيث من عقب فِي صَلَاة فَهُوَ فِي صَلَاة أَي من أَقَامَ بَعْدَمَا تفرغ من الصَّلَاة فِي مَجْلِسه
وَسُئِلَ أنس عَن التعقيب فِي رَمَضَان فَأَمرهمْ أَن يصلوا فِي الْبيُوت قَالَ الْخطابِيّ التعقيب أَن تصلي عقيب التَّرَاوِيح وكل من أَتَى بِفعل فِي

(2/110)


إِثْر آخر فقد عقب فكره أَن يصلوا فِي الْمَسْجِد وَأحب أَن يكون ذَلِك فِي الْبيُوت
قَوْله مُعَقِّبَات لَا يخيب قائلهن وَهِي التسبيحات وَإِنَّمَا سميت مُعَقِّبَات لِأَنَّهَا تعود مرّة بعد مرّة وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى {لَهُ مُعَقِّبَات} وَهِي الْمَلَائِكَة تتعاقب فتأتي مَلَائِكَة اللَّيْل مَعَ اللَّيْل وملائكة النَّهَار مَعَ النَّهَار
من أَسمَاء رَسُول الله العاقب وَهُوَ آخر الْأَنْبِيَاء فَإِنَّهُ خلف من قبله وَجَاء بعدهمْ
فِي حَدِيث عمر إِنَّه سَافر فِي عقب رَمَضَان قَالَ أَبُو زيد يُقَال جَاءَ فِي عقب رَمَضَان وَعَلَى عقبه إِذا جَاءَ وَقد بقيت مِنْهُ بَقِيَّة وَجَاء فِي عقبه إِذا جَاءَ وَقد ذهب الشَّهْر كُله
وَكَانَت رايته تسمى الْعقَاب وَالْعِقَاب الْعلم الضخم
وَنَهَى عَن عقب الشَّيْطَان فِي الصَّلَاة ويروي عقب قَالَ أَبُو عبيد هُوَ أَن يضع أليتيه عَلَى عَقِبَيْهِ بَين السَّجْدَتَيْنِ قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ الَّذِي يُسَمِّيه بعض النَّاس الإقعاء
قَوْله ويل للعقب من النَّار وَهِي مَا أصَاب الأَرْض من مُؤخر الرجل إِلَى مَوضِع الشرَاك يُقَال عقب وعقب

(2/111)


فِي الحَدِيث كَانَت نَعله معقبة أَي لَهَا عقب
فِي الحَدِيث كل غادية تعقب بَعْضهَا بَعْضًا أَي يكون ذَلِك نوبا بَينهم
وَعَن شُرَيْح أَنه أبطل النفخ إِلَّا أَن تضرب فتعاقب أَي أبطل نفخ الدَّابَّة برجلها إِلَّا أَن تتبع ذَلِك رمحا
قَالَ النَّخعِيّ المتعقب ضَامِن أَي حَابِس الشَّيْء عِنْده لَا يردهُ وَلَا يُؤَدِّي ثمنه
فِي الحَدِيث من أطرق فعقت لَهُ الْفرس قَالَ الْخطابِيّ عقب بِمَعْنى حملت واستبان حملهَا واللغة الْعَالِيَة أعقت
قَالَ عمر هلك أهل العقد أَي أَصْحَاب الولايات عَلَى الْأَمْصَار
وَمثله فِي حَدِيث أبي هلك أهل الْعقْدَة
فِي الحَدِيث فَإِذا بعقدة من شجر وَهِي الْبقْعَة الْكَثِيرَة الشّجر
فِي الحَدِيث من عقد لحيته فَإِن مُحَمَّدًا بَرِيء مِنْهُ فِيهِ

(2/112)


قَولَانِ أَحدهمَا أَنهم كَانُوا يعقدونها فِي الحروب فنهاهم عَن ذَلِك
وَالثَّانِي أَن المُرَاد تعقيد الشّعْر ليتجعد
قَوْله إِنِّي ليعقر حَوْضِي وَهُوَ مقَام الشاربة وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة مؤخره وَهَذَا بِالضَّمِّ
وَفِي حَدِيث مَا غزي قوم فِي عقر دَارهم إِلَّا ذلوا وَهَذَا بِالْفَتْح
فِي الحَدِيث فَأَعْطَاهَا عقرهَا والعقر مَا تعطاه الْمَرْأَة عَلَى وطئ الشُّبْهَة وَذَلِكَ أَن الْوَاطِئ للبكر يعقرها إِذا افتضها فَسُمي مَا أَعْطيته بالعقر عقرا ثمَّ صَار للثيب وَغَيرهَا
قَوْله لَا يدْخل الْجنَّة معافر خمر وَهُوَ مدمن شربهَا مَأْخُوذ من عقر الْحَوْض وَالْإِبِل تلازمه
قَوْله لَا عقر فِي الْإِسْلَام وَكَانُوا يعقرون الْإِبِل عَلَى قُبُور الْمَوْتَى
فِي الحَدِيث فَرد عَلَيْهِم رَسُول الله عقار بُيُوتهم قَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ أَرَادَ أراضيهم قَالَ الْأَزْهَرِي هَذَا غلط إِنَّمَا هُوَ مَتَاع بُيُوتهم وأوانيهم قَالَ ابْن الْأَعرَابِي عقار الْبَيْت ونضده مَتَاعه الَّذِي لَا يبتذل إِلَّا فِي الأعياد

(2/113)


قَوْله من بَاعَ دَارا أَو عقارا الْعقار الضَّيْعَة وَالنَّخْل
قَوْله وَالْكَلب الْعَقُور قَالَ سُفْيَان كل سبع يعقر
فِي الحَدِيث فعقر حَنْظَلَة بن الراهب بِأبي سُفْيَان بن حَرْب يُقَال عقر أَي عرقب دَابَّته
قَالَ عمر سَمِعت أَن رَسُول الله مَاتَ فعقرت أَي تحيرت ودهشت
قَوْله عقرى حلقى أَي عقرهَا الله وحلقها وَظَاهره الدُّعَاء وَلَا يُرَاد بِهِ الدُّعَاء وَقَالَ أَبُو عبيد صَوَابه عقرا حلقا لِأَن مَعْنَاهُ عقرهَا الله عقرا
قَالَ ابْن عَبَّاس لَا تَأْكُلُوا من تعاقر الْأَعْرَاب وَذَلِكَ أَنهم يتبارون فِي الْجُود رِيَاء وَسُمْعَة فيعقر هَذَا ويعقر هَذَا حَتَّى يعجز أَحدهمَا
قَالَت أم سَلمَة لعَائِشَة سكن الله عقيراك فَلَا تصحريها أَي أسكنك بَيْتك وعقارك وسترك فِيهَا فَلَا تبرزيها قَالَت لَهَا هَذَا حِين خُرُوجهَا إِلَى الْبَصْرَة
فِي الحَدِيث أقطع فلَانا نَاحيَة وَاشْترط عَلَيْهِ أَن لَا يعقر مرعاها أَي لَا يقطع شَجَرهَا

(2/114)


قَوْله مَعَ الْغُلَام عقيقته فَسَمَّى الشَّاة عقيقة لِأَن الشّعْر يحلق عَنْهَا عِنْد الذّبْح وأصل العق الشق وَالْقطع فسميت الشعرة عقيقة لِأَنَّهَا تقطع وَسميت الذَّبِيحَة عقيقة لِأَنَّهُ يشق حلقومها بِالذبْحِ
وَقَالَ عمر فِي حق رجل إِنَّه عقس لقس قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ الشَّديد
فِي صفته إِذا تَفَرَّقت عقيقته فرق وأصل الْعَقِيقَة شعر الصَّبِي قبل أَن يحلق
وَفِي لفظ إِن انفرقت عقيصته والعقيصة الشّعْر المعقوص وَهُوَ نَحْو من المضفور

(2/115)


وَمثله فأخرجت الْكتاب من عقاصها وَقيل هُوَ الْخَيط الَّذِي يعقص بِهِ أَطْرَاف الذوائب
وَمِنْه قَول عمر من لبد أَو عقص فَعَلَيهِ الْحلق يَعْنِي من المحرمين قَالَ أَبُو عبيد العقص ضرب من الصفر وَهُوَ أَن يلوى الشّعْر عَلَى الرَّأْس
فِي الحَدِيث لَيْسَ فِيهَا عقصاء وَهِي الملتوية القرنين وَكَذَلِكَ العطفاء
وَقَالَ ابْن عَبَّاس لَيْسَ مُعَاوِيَة مثل الْحصْر العقص العقص السيء الْأَخْلَاق يُقَال عقص وعكص لُغَتَانِ ذَا الْحصْر الضّيق وَقد سبق هَذَا وَأَرَادَ ابْن الزبير
فِي الحَدِيث شيخ معقوف وَهُوَ الْكَبِير المنحني
فِي حَدِيث الصِّرَاط عَلَيْهِ حسكة عقنفاء وَيروَى عقيفة وَهُوَ من التعقف أَي معوجة
فِي الحَدِيث عق عَن الْحسن وَالْحُسَيْن أَي ذبح عَنْهُمَا

(2/116)


وأصل العق الشق وَجَاء رجل يَقُود فرسا عقوقا وَهِي الْحَامِل
وَقَوله كَالْإِبِلِ المعقلة أَي المشدودة بِالْعقلِ
فِي الحَدِيث بدية شبه الْعمد عَلَى الْعَاقِلَة وهم الْعصبَة وهم الْقَرَابَة من قبل الْأَب
قَالَ ابْن الْمسيب الْمَرْأَة تعاقل الرجل إِلَى ثلث دِيَتهَا يَعْنِي أَن موضحته وموضحتها سَوَاء فَإِذا بلغ الْعقل نصف الدِّيَة صَارَت دِيَة الْمَرْأَة عَلَى النّصْف من دِيَة الرجل
(قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام مَا عندنَا إِلَّا مَا فِي هَذِه الصَّحِيفَة قيل وَمَا فِيهَا قَالَ الْعقل يَعْنِي مَا تتحمله الْعَاقِلَة
فِي الحَدِيث عَلَى كل بطن عقولة الْبَطن من الْقَبِيلَة وَيُرِيد بالعقولة أَنَّهَا تعقل عَن صَاحبهَا وَالْمرَاد أَن الدِّيَة عَلَى الْعَاقِلَة قَالَ الْأَزْهَرِي الْعقل فِي كَلَام الْعَرَب الدِّيَة سميت عقلا لِأَن الدِّيَة كَانَت فِي الْجَاهِلِيَّة إبِلا لِأَنَّهَا كَانَت أَمْوَالهم فسميت الدِّيَة عقلا لِأَن الْعَاقِل كَانَت تكلّف أَن تَسوق إبل الدِّيَة إِلَى فنَاء وَرَثَة الْمَقْتُول فيعقلها بِالْعقلِ ويسلمها إِلَى

(2/117)


أوليائه قَالَ الْأَصْمَعِي ثمَّ كثر استعمالهم هَذَا الْحَرْف حَتَّى قَالُوا عقلت الْمَقْتُول إِذا أَعْطيته دِيَته دَنَانِير أَو دَرَاهِم
فِي الحَدِيث بَرِيء من الْكبر من اعتقل الشَّاة وَهُوَ أَن يضع رَحلهَا بَين سَاقه وَفَخذه ثمَّ يحلبها قَالَ أَبُو بكر لَو مَنَعُونِي عقَالًا وَفِيه ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا أَنه صَدَقَة عَام قَالَه أَبُو عبيد وَالثَّانِي أَنه الْحَبل الَّذِي تعقل بِهِ الْفَرِيضَة قَالَه ابْن عَائِشَة وَالثَّالِث مَا يُسَاوِي عقَالًا حَكَاهُ الْخطابِيّ

(2/118)


فِي حَدِيث الدَّجَّال ثمَّ يَأْتِي الخصب فيعقل الْكَرم قَالَ الْفراء مَعْنَاهُ يخرج الْعقيلِيّ وَهُوَ الحصرم
قَوْله سَوْدَاء ولود خير من حسناء عقيم وَهِي الَّتِي لَا تَلد

(2/119)


فِي الحَدِيث وتعقم أصلاب الْمُنَافِقين وَلَا يَسْجُدُونَ أَي تيبس مفاصلهم والمعاقم المفاصل
وَقَالَ ابْن عَبَّاس فِي الصَّبِي إِذا عقى قَالَ اللَّيْث العقي مَا يخرج من بطن الصَّبِي حِين يُولد أسود لزج وَقد عقى يعقي عقيا
بَاب الْعين مَعَ الْكَاف
قَوْله أَنْتُم الْعَكَّارُونَ قَالَ ثَعْلَب هم العطافون وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْعَكَّارُ الَّذِي يحمل فِي الحروب تَارَة بعد تَارَة وَقَالَ الْخطابِيّ يُرِيد أَنْتُم الكرارون والعكر الِانْصِرَاف بعد الْمُضِيّ يُقَال عكرت عَلَى الشَّيْء أَي عطفت عَلَيْهِ قَالَ الْأَصْمَعِي رَأَيْت أَعْرَابِيًا يفلي ثَوْبه فَيَأْخُذ البراغيث ويدع الْقمل فَقلت لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ أبدأ بالفرسان ثمَّ أعكر عَلَى الرجالة
وَمثل هَذَا أَن رجلا فجر بِامْرَأَة عكورة قَالَ القتيبي تَقول عكر عَلَيْهَا فتسنمها وغلبها عَلَى نَفسهَا
فِي الحَدِيث مر بِرَجُل لَهُ عكرة فَلم يذبح لَهُ قَالَ أَبُو عبيد العكرة من الْإِبِل مَا بَين الْخمسين إِلَى الْمِائَة
فِي الحَدِيث اعكسوا أَنفسكُم أَي كفوها

(2/120)


فِي الحَدِيث كَانُوا يَجْتَمعُونَ بعكاظ قَالَ الْأَزْهَرِي عكاظ اسْم سوق من أسواق الْعَرَب وموسم من مواسم الْجَاهِلِيَّة وَكَانَت قبائل الْعَرَب يَجْتَمعُونَ بهَا كل سنة فيتفاخرون ويحضرها الشُّعَرَاء فيتناشدون مَا أَحْدَثُوا من الشّعْر قَالَ اللَّيْث سميت عكاظ لِأَن الْعَرَب كَانَ تَجْتَمِع بهَا فيعتكظ بَعضهم بَعْضًا بالفخار أَي يدعك يُقَال عكظ فلَان خَصمه بالحجج وعكظ دَابَّته حَبسهَا
فِي الحَدِيث وَكَانَ يَوْم عكاك والعكاك شدَّة الْحر وَيَوْم عَلَيْك وعك
فِي الحَدِيث كَانَت تهدى فِي عكة والعكة مَا يوضع فِيهِ السّمن من ظروف الْأدم
فِي حَدِيث أم زرع عكومها رداح وَهِي جمع عكم وَهِي الْأَحْمَال
بَاب الْعين مَعَ اللَّام
كَانَت حلية سيوفهم العلابي يَعْنِي عصب الْعُنُق الْوَاحِد علْبَاء وَكَانَت الْعَرَب تشد بالعلابي الرّطبَة أجفان سيوفها فتجف عَلَيْهَا
وَرَأَى ابْن عمر بأنف رجل أثر السُّجُود فَقَالَ لَا تعلب صُورَتك أَي لَا تشنها

(2/121)


بعث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام رجلَيْنِ وَقَالَ إنَّكُمَا علجان فعالجا العلج الرجل الْقوي الضخم وعالجا أَي مارسا الْعَمَل الَّذِي ندبتكما لَهُ
وَمِنْه إِن الدُّعَاء لِيلْقَى الْبلَاء فيعتلجان أَي يتصارعان
قَالَت عَائِشَة عَن أَخِيهَا وَقد مَاتَ فَجْأَة مَا آسى عَلَى شَيْء من أمره إِلَّا أَنه لم يعالج
فِي اللَّام قَولَانِ أَحدهمَا الْكسر ثمَّ فِي مَعْنَاهَا قَولَانِ أَحدهمَا لم يعالج الْأَمْرَاض وَالثَّانِي لم يعالج سَكَرَات الْمَوْت وَكِلَاهُمَا يكفر الذُّنُوب وحكاهما الْأَزْهَرِي وَالثَّانِي فتح اللَّام وَمَعْنَاهُ لم يطلّ مَرضه فيعالجه أَهله وَهَذَا ذكره شَيخنَا ابْن نَاصِر
فِي حَدِيث الزَّكَاة ذكر القلس قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ العدس
قَوْله ويأكلون علافها وَهُوَ جمع علف
فِي حَدِيث أم زرع وَإِن أسكت أعلق أَي يتركني كالمعلق
وَجَاءَت امْرَأَة بِابْن لَهَا وَقد أعلقت عَلَيْهِ الإعلاق معالجة عذرة الصَّبِي وَدفعهَا بالإصبع والعذرة قريب من اللهاة ويروي أعلقت عَنهُ وَقد تَجِيء عَلَى بِمَعْنى عَن
فِي الحَدِيث تكلفت إِلَيْك علف الْقرْبَة وَقد سبق فِي الرَّاء
فِي الحَدِيث رَأَيْت أَبَا هُرَيْرَة وَعَلِيهِ إِزَار فِيهِ علق وَقد خيطه بالأصطبة العلق أَن تمر بِالشَّوْكَةِ أَو غَيرهَا فَتعلق فتخرقه والأصطبلة مشاقة الْكَتَّان

(2/122)


قَوْله تعلق من ثمار الْجنَّة أَي تَأْكُل
فِي الحَدِيث ويجتزئ بالعلقة يَعْنِي الْبلْغَة
قَوْله أنكحوا الْأَيَامَى وأدوا العلائق فَقيل مَا العلائق بَينهم قَالَ مَا تراضى عَلَيْهِ أهلوهم قَالَ شمر العلائق مَا يتعلقون بِهِ عَلَى المتزوج يَعْنِي المهور
وَسُئِلَ جرير عَن منزله فَقَالَ حمض وعلاك العلاك شجر ينْبت بِنَاحِيَة الْحجاز يُقَال لَهُ العلاك
فِي الحَدِيث أُتِي بعلالة الشَّاة يُرِيد بَقِيَّة لَحمهَا
قَوْله الْأَنْبِيَاء أَوْلَاد علات الْمَعْنى أَنهم لأمهات مُخْتَلفَة

(2/123)


وَدينهمْ وَاحِد يُقَال هما ابْنا عِلّة إِذا كَانَا من أَمِين وَالْأَب وَاحِد
وَفِي الحَدِيث يتوارث بَنو الْأَعْيَان من الْإِخْوَة دون بنى العلات أَي يتوارث الْإِخْوَة للْأَب وَالأُم دون الْإِخْوَة للْأَب وَالْعلَّة الرابة
وَقَالَ عَطاء هَبَط آدم مَعَه بالعلاة وَهِي السندان
فِي الحَدِيث ينظر إِبْرَاهِيم فَإِذا أَبوهُ عيلام وَهُوَ ذكر الضبعان
قَوْله تكون الأَرْض كالقرصة لَيْسَ فِيهَا علم وَفِي لفظ مَعكُمْ لأحد الْعلم والمعلم مَا جعل عَلامَة وعلما للطرق وَالْحُدُود وَالْمعْنَى أَنَّهَا مستوية لَيْسَ فِيهَا مَا يرد الْبَصَر قَالَ أَبُو عبيد الْمعلم الْأَثر
قَوْله وَيَضَع الْعلم أَي يُرْمَى بِالْجَبَلِ أَو يخسف بِهِ
فِي الحَدِيث وَكَانَ رجلا أعلم وَهُوَ المشقوق الشّفة الْعليا فِي حَدِيث سطيح
(تجوب بِي الأَرْض علنداة شجن ... )
العلنداة القوية من النوق
فِي الحَدِيث يتراءون أهل عليين وَهُوَ أَعلَى الْأَمْكِنَة
وَقَالَ أَبُو جهل لِابْنِ مَسْعُود حِين وضع رجله عَلَيْهِ أعل عبيج

(2/124)


أَي تَنَح يُقَال أعل عَن الوسادة وعال عَنْهَا أَي تَنَح عَنْهَا فَإِذا أَرَادَت أَن يعلوها قلت أعل عَن الوسادة بِضَم الْألف
وَمن هَذَا قَول أبي سُفْيَان يَوْم أحد حِين شدّ الْأَصْنَام عَال عَنْهَا وَأَرَادَ بقوله عنج عَنى وَهِي لُغَة وأنشدوا
(خَالِي عويف وَأَبُو علج ... )
(الْمُطْعِمَانِ اللَّحْم بالقشج ... )
(وبالغداة كسر البرنج ... )
فِي الحَدِيث دَعَا عَلَى مُضر حَتَّى أكلُوا العلهز قَالَ ابْن قُتَيْبَة هُوَ أَن يُؤْخَذ الدَّم ويلقى فِيهِ وبر الْإِبِل ويشاط حَتَّى يخْتَلط ثمَّ يعالج بالنَّار ويؤكل وَذكر قوم أَنه قردان يعالج بِالدَّمِ مَعَ شَيْء من وبر الْإِبِل
بَاب الْعين مَعَ الْمِيم
فِي حَدِيث أم زرع زَوجي رفيع الْعِمَاد أَرَادَت عماد بَيت شرفه
وَقَالَ أَبُو جهل هَل أعمد من سيد قَبيلَة قومه مَعْنَاهُ هَل زَاد عَلَى هَذَا وَهَذَا لَيْسَ بعاد وَقَالَت نادبة عمر لما قتل إِمَام الأود وشقي الْعمد والعمد ورم يكون فِي الظّهْر يُقَال عمد الْبَعِير يعمد
قَوْله لَا تعمرو الْعُمْرَى أَن تَقول أعمرتك دَاري هَذِه عمري أَو عمرك وَعِنْدنَا أَنه يملك بذلك الرَّقَبَة وَهُوَ قَول أبي حنيفَة وَالشَّافِعِيّ

(2/125)


وَقَالَ مَالك الْعُمْرَى تمْلِيك الْمَنَافِع
فِي الحَدِيث عمرك الله أَي عمرك
فِي الحَدِيث قَامَ إِلَى شَجَرَة عمرية يلوذ بهَا الْعمريّ الْقَدِيم قَوْله أَوْصَانِي جِبْرِيل بِالسِّوَاكِ حَتَّى خشيت عَلَى عموري وَهِي لحمات مَا بَين الْأَسْنَان فِي الحَدِيث لعَمْرو الله أَي وحياته
فِي الحَدِيث لَا بَأْس أَن يُصَلِّي الرجل عَلَى عمريه وهما طرف الكمين
فِي الحَدِيث كتب لعماير كلب العماير جمع عمَارَة وَهِي فَوق الْبَطن قَالَ ابْن الْكَلْبِيّ الشّعب أكبر من الْقَبِيلَة ثمَّ الْقَبِيلَة ثمَّ الْعِمَارَة ثمَّ الْبَطن ثمَّ الْفَخْذ
فِي الحَدِيث اعْتَمر رَسُول الله قَالَ الْأَزْهَرِي الْعمرَة مَأْخُوذَة من الاعتمار وَهُوَ الزِّيَارَة
فِي حَدِيث الشّعبِيّ أُتِي بشراب معمور وَهُوَ الَّذِي فِيهِ اللَّبن والبلح وَالْعَسَل
فِي حَدِيث الْإِسْرَاء فَعمِلت بأذنيها أَي أسرعت
فِي الحَدِيث إِنَّهَا لنخل عَم أَي توأم فِي طولهَا والتفافها
كتب الأكيدر لكم المعامي وَهِي الأَرْض المجهولة
فِي الحَدِيث حَتَّى اسْتَوَى فِي عممة الْعين وَالْمِيم مضمومتان وَالثَّانيَِة مُشَدّدَة وَيجوز فتح الْعين وَالْمِيم وَضمّهَا مَعَ التَّخْفِيف وَالْمعْنَى

(2/126)


اسْتَوَى عَلَى طوله واعتدال شبابه قَالَ عَطاء إِذا تَوَضَّأت فَلم تعمم فَتَيَمم وَهُوَ من الْعُمُوم
فِي ذكر الْحَوْض إِنَّه من مقَامي إِلَى عمان قَالَ الْأَزْهَرِي بِنصب الْعين وَتَشْديد الْمِيم وَهُوَ بِالشَّام كَذَلِك حفظناه عَن عُلَمَائِنَا وَقَالَ الْخطابِيّ الْمِيم خَفِيفَة قَالَه من كتاب لَهُ لطيف يُسمى إصْلَاح الْأَلْفَاظ المروية
فِي الحَدِيث صَكَّة عمي قَالَ أَبُو هِلَال العسكري عمي غزا قوما فِي قَائِم الظهيرة فصكهم صَكَّة شَدِيدَة فَصَارَ مثلا لكل من جَاءَ فِي ذَلِك الْوَقْت لِأَنَّهُ خلاف الْعَادة قَالَ وَقيل عمي تَصْغِير أَعْمَى وَهُوَ تَصْغِير الترحيم قَالَ وَيَعْنِي بِهِ الظبي يسدر من شدَّة الشَّمْس فِي الهواجر فَكل من يستقبله يصكه وَيروَى صَكَّة عَمى عَلَى وزن حُبْلَى وَهُوَ اسْم رجل
وَسُئِلَ سُلَيْمَان مَا يحل لنا من ذمتنا فَقَالَ من عماك إِلَى هداك قَالَ القتيبي تَقول إِذا أضللت طَرِيقا أخذت الرجل مِنْهُم بالمجيء مَعَك حَتَّى يقفك عَلَى الطَّرِيق وَإِنَّمَا رخص فِي هَذَا لِأَنَّهُ شَرط عَلَيْهِم فِي هَذَا وصولحوا عَلَيْهِ فَأَما من لم يشْتَرط عَلَيْهِ فَلَا يلْزمه
قَوْله كَانَ فِي عماء قَالَ أَبُو عبيد العماء مَحْدُود وَهُوَ السَّحَاب قَالَ الْأَزْهَرِي وَبَلغنِي عَن أبي الْهَيْثَم كَانَ فِي عَمى مَقْصُور وَالْمعْنَى أَنه كَانَ حَيْثُ لَا تُدْرِكهُ عقول بني آدم
قَوْله من قتل تَحت راية عمية قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل هَذَا

(2/127)


الْأَمر الْأَعْمَى كالعصبية لَا يستبان وَجهه يُقَال مَاتَ فلَان ميتَة همية أَي ميتَة فتْنَة
فِي حَدِيث أبي رزين الْعقيلِيّ قَالَ يَا رَسُول الله أَيْن كَانَ رَبنَا قبل أَن يخلق السَّمَوَات وَالْأَرْض قَالَ كَانَ فِي عَمَّا مَا تَحْتَهُ هَوَاء وَمَا فَوْقه هَوَاء قَالَ الْخطابِيّ وَيَرْوِيه المحدثون فِي عَمى مَقْصُور عَلَى وزن قفا وعصا يُرِيد أَنه كَانَ فِي عَمى من علم الْخلق وَلَيْسَ هَذَا بِشَيْء وَإِنَّمَا هُوَ فِي عماء مَحْدُود هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عبيد وَغَيره من الْعلمَاء قَالَ فَإِنَّهَا سَحَاب رَقِيق وَرَوَاهُ بَعضهم فِي غمام وَلَيْسَ بِمَحْفُوظ وَقَالَ بَعضهم قَوْله أَيْن كَانَ رَبنَا يُرِيد أَيْن كَانَ عرش رَبنَا فَحذف اتساعا واختصارا كَقَوْلِه {وأشربوا فِي قُلُوبهم الْعجل} أَي حب الْعجل وَيدل عَلَى صِحَة هَذَا قَوْله عز وجل {وَكَانَ عَرْشه عَلَى المَاء} قَالَ وَذَلِكَ أَن السَّحَاب يحمل المَاء فكنى عَنهُ
فِي الحَدِيث تعوذوا من الأعميين السَّيْل والحريق
قَوْله مثل الشَّاة بَين الربيضين تعمو إِلَى هَذِه مرّة وَإِلَى هَذِه مرّة وَيُقَال فلَان يعمو إِذا ذل وخضع
فِي الحَدِيث فَأَغَارَ فِي عماية الصُّبْح أَي فِي بَقِيَّة ظلمَة اللَّيْل قَالَ الْأَزْهَرِي وعمود الصُّبْح مَا استطار مِنْهُ
فِي الحَدِيث أكْرمُوا النَّخْلَة فَإِنَّهَا عمتكم قَالَ الْخطابِيّ لم يرد بِهِ

(2/128)


الْمُنَاسبَة فِي الْقَرَابَة وَإِنَّمَا أَرَادَ التَّشْبِيه فالمشاكلة فِي أَنه إِذا قطع رأسهما لم ينْبت كالآدمي وَيُقَال للمتشابهين أَخَوان وَيُقَال إِنَّهَا خلقت من فضل طين آدم وَلَا يَصح
بَاب الْعين مَعَ النُّون
فِي حَدِيث بعض الصَّحَابَة والقوس فِيهَا وتر عنابل أَي صلب متين
فِي الحَدِيث فيعنتوا عَلَيْكُم دينكُمْ أَي يدْخلُونَ عَلَيْكُم الضَّرَر فِيهِ
وَقَالَ رجل يَا رَسُول الله إِنِّي أَخَاف الْعَنَت يَعْنِي الزِّنَا
فِي الحَدِيث لم يعنج نَاقَته أَي يحذف زمامها لتقف
فِي حَدِيث الخَنْدَق وعناج الْأَمر إِلَى أبي سُفْيَان العناج حَبل يشد تَحت الدَّلْو ثمَّ يشد إِلَى الْعِرَاقِيّ ليَكُون عونا للوذم فَلَا يَنْقَطِع وَالْمرَاد أَن أَبَا سُفْيَان كَانَ يدبر أَمرهم كَمَا يحمل ذَلِك الْحَبل ثقل الدَّلْو
فِي الحَدِيث الْإِبِل عناجيج الشَّيَاطِين أَي مطاياها وَفِي

(2/129)


رِوَايَة أعنان الشَّيَاطِين وأعنان الشَّيْء نواحيه فَكَأَنَّهُ قَالَ هِيَ من نواحي الشَّيَاطِين أَي أَنَّهَا أخلاقها وَيروَى أعناء وَهِي النواحي أَيْضا
فِي حَدِيث الْمُسْتَحَاضَة إِنَّه عرق عاند أَي أَنه كالمعاند لِكَثْرَة مَا يخرج مِنْهُ
وَقَالَ عمر وأضم العنود قَالَ اللَّيْث العنود من الْإِبِل الَّذِي لَا يخالطها إِنَّمَا هُوَ فِي نَاحيَة أبدا
فِي حَدِيث أبي بن خلف فطعنه رَسُول الله بالعنزة وَهِي مثل الحربة
قَالَ الشّعبِيّ الْعذرَة يذهبها التعنيس والحيضة يُقَال عنست الْمَرْأَة إِذا كَبرت فِي بَيت أَبَوَيْهَا وَلم تزوج يُقَال عنست وأعنست وعنست وعنست قَالَ عَمْرو بن معد يكرب كونُوا أسدا عناشا العناش والمعانشة اعتناق الْقرن فِي النزال
وَقَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد العناش فِي الْعَدَاوَة والعناق فِي الصداقة
فِي الحَدِيث كَأَنَّهَا البكرة العنطنة وَهِي الطَّوِيلَة الْعُنُق فِي اعْتِدَال وَحَكَى الْأَزْهَرِي عَن الْأَصْمَعِي قَالَ العنطنط الطَّوِيل من الرِّجَال وَامْرَأَة عنطنظة طَوِيلَة الْعُنُق فِي حسن قوام وعنطها طول عُنُقهَا
قَوْله المؤذنون أطول النَّاس أعناقا الْمَعْنى أَنهم

(2/130)


يشرئبون لدُخُول الْجنَّة
قَوْله يخرج عنق من النَّار أَي طَائِفَة
فِي الحَدِيث فَانْطَلَقْنَا معانيق إِلَى النَّاس أَي مُسْرِعين يُقَال أَعْنَقت إِلَيْهِ فِي الحَدِيث أعنق ليَمُوت الْعُنُق ضرب من السّير أَشد من الْمَشْي
فِي الحَدِيث لَا يزَال الرجل معنقا مَا لم يصب دَمًا أَي متبسطا فِي سيره يَوْم الْقِيَامَة وَقَالَ أَبُو بكر لَو مَنَعُونِي عنَاقًا قَالَ الْأَزْهَرِي العناق الْأُنْثَى من أَوْلَاد الْمعز إِذا أَتَت عَلَيْهَا سنة وَجَمعهَا عنوق وَهَذَا جمع نَادِر
فِي الحَدِيث كَانَ الْبيَاض فِي مقدم لحية رَسُول الله فِي العنقفة قَالَ اللَّيْث العنقفة بَين الشّفة السُّفْلَى وَبَين الذقن
فِي حَدِيث أم سَلمَة إِن شَاة أخذت قرصة فَقَامَتْ فأخذنه من بَين لحيتها فَقَالَ صلى الله عليه وسلم مَا كَانَ يَنْبَغِي لَك أَن تعنقيها أَي تأخذي بعنقها وتعصريها
فِي الحَدِيث وَلَا سَوْدَاء عنقفيز وَهِي الداهية

(2/131)


وَقَالَ ابْن أُميَّة كنت مَعَ عمر فَلم يسْتَلم الرُّكْن الغربي فَقلت لَهُ أَلا تستلمه فَقَالَ انفذ عَنْك قَالَ الْأَزْهَرِي الْمَعْنى دَعه وَالْعرب تَقول ابعد عَنْك وسر عَنْك أَي امْضِ وجر وَلَا مَعْنَى لعنك
فِي الحَدِيث وأينعت العنمة وَهِي شَجَرَة لَطِيفَة الأغصان يشبه بهَا بنان العذارى وَجَمعهَا عنم
فِي الحَدِيث عنان السَّمَاء أَي سحابتها الْوَاحِدَة عنانة ويروي أعنان السَّمَاء أَي نَوَاحِيهَا
فِي الحَدِيث الْوَفْد بَرِئْنَا من العنن وَهُوَ الِاعْتِرَاض والمخالفة من عَن الشَّيْء
فِي حَدِيث سطيح شأو العنن وَهُوَ اعْتِرَاض الْمَوْت
فِي الحَدِيث شركَة الْعَنَان قَالَ ابْن السّكيت اشْتَركَا فِي شَيْء خَاص كَأَنَّهُ عَن لَهما شَيْء أَي عرض واشترياه
قَوْله النِّسَاء عوان أَي أسراء
وَمثله ففكوا العاني

(2/132)


فِي الحَدِيث بِسم الله أرقيك من كل دَاء يَعْنِيك أَي يشغلك
وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام يَوْم صفّين عنوا بالأصوات أَي احبسوها نَهَاهُم عَن اللَّغط والتعنية الْحَبْس
وَقَالَ الشّعبِيّ لِأَن أتعنى بعنية إِلَيّ أحب إِلَيّ أَن أَقُول فِي مَسْأَلَة برأيي العنية أخلاط تنقع فِي أَبْوَال الْإِبِل ثمَّ يطلى بهَا الْإِبِل من الجرب
بَاب الْعين مَعَ الْوَاو
فِي الحَدِيث أَنْتُم عائجون أَي مقيمون يُقَال عاج بِالْمَكَانِ
قَالَ لثوبان اشْتَرِ لفاطمة سوارا من عاج قَالَ الْأَصْمَعِي المُرَاد بالعاج هَا هُنَا الذبل قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ ظهر السلحفاة البحرية وَلم يرد بِهِ مَا يخرط من أَنْيَاب الفيلة لِأَن ذَلِك ميتَة
فِي الحَدِيث ثمَّ عاج رَأسه إِلَيْهَا أَي الْتفت إِلَيْهَا
فِي الحَدِيث عادلها النقاد مجرنثما أَي صَار
وَمثله قَوْله لِمعَاذ أعدت فتانا أَي أصرت
قَالَ شُرَيْح الْقَضَاء جمر فادفع الْجَمْر عَنْك بعودين قَالَ القتيبي أَي بِشَاهِدين

(2/133)


فِي الحَدِيث إِن الله يحب المبدئ المعيد وَهُوَ الَّذِي إِذا عمل شَيْئا من الْخَيْر عَاد فَفعله
وَقَالَ جَابر وَإِنَّمَا هِيَ عودة علقناها البلح يُقَال للشاة عودة إِذا أَسِنَت
فِي الحَدِيث الزموا اتَّقَى الله واستعيدوها أَي اعتادوها
قَوْله عودوا الْمَرِيض أَي زوروه قَالَ الْفراء يُقَال هَؤُلَاءِ عود فلَان وعواده مثل زوره وزواره يُقَال للرِّجَال عواد وللنساء عود
قَوْله لقد عذت بمعاذ أَي بِمَا يعاذ بِهِ وَالْمعْنَى لجأت إِلَى ملْجأ وَمَعَهُمْ العوذ المطافيل العوذ جمع عَائِذ وَهِي النَّاقة إِذا وضعت وَبَعْدَمَا تضع أَيَّامًا حَتَّى يقوى وَلَدهَا والمطافيل جمع مطفل وَهِي النَّاقة مَعهَا فصيلها وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة مَعَهم النِّسَاء وَالصبيان
قَالَ أَبُو طَالب لأبي لَهب لما اعْترض عَلَى رَسُول الله يَا أَعور مَا أَنْت وَهَذَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي لم يكن أَبُو لَهب أَعور وَلَكِن الْعَرَب تَقول للَّذي لَيْسَ لَهُ أَخ من أَبِيه وَأمه أَعور وَقَالَ غَيره مَعْنَى يَا أَعور رَدِيء وَالْعرب تَقول للرديء من كل شَيْء أَعور وَمِنْه قيل للكلمة القبيحة عوراء
فِي الحَدِيث ليد عَن الْمَدِينَة للعوافي يَعْنِي السبَاع وَالطير

(2/134)


فِي الحَدِيث أمالك معوز أَي ثوب خلق
فِي الحَدِيث ابدأ بِمن تعول أَي تعين
فِي الحَدِيث فَلَمَّا عيل صبره أَي غلب
وَقَالَت أم سَلمَة لعَائِشَة علت أَي حدت عَن الطَّرِيق
فِي الحَدِيث الْمعول عَلَيْهِ يعذب وَهَذَا من أعول أَي رفع صَوته بالبكاء وَمن شدد الْوَاو غلط ببكاء أَهله عَلَيْهِ يُقَال الْمعول بِالتَّشْدِيدِ من التعويل بِمَعْنى الِاعْتِمَاد يُقَال مَا عَلَى فلَان معول محمل
فِي الحَدِيث عولوا علينا أَي أجلبوا يُقَال عولت وعولت
قَالَ عُثْمَان لست بميزان لَا أعول أَي لَا أميل عَن الاسْتوَاء
فِي حَدِيث دخل بهَا وأعولت أَي ولدت أَوْلَادًا وَالْأَصْل أعيلت
فِي الحَدِيث الاسْتِسْقَاء سُوَى الحنظل الْعَاميّ أَي الَّذِي يتَّخذ عَام الجدب وَنَهَى عَن المعاومة وَهُوَ بيع النّخل وَالشَّجر سنتَيْن وَثَلَاثًا

(2/135)


وَنَهَى عَن بيع الثَّمر حَتَّى تذْهب العاهة يَعْنِي الآفة الَّتِي تفْسد الزَّرْع
وَسَأَلَهُ رجل عَن نحر الْإِبِل فَأمره أَن يعوي رؤسها أَي يعطفها إِلَى أحد شقيها لتبرز اللبة وَهِي المنحر
فِي الحَدِيث فتعاوى عَلَيْهِ الْمُشْركُونَ أَي تعاوروه بَينهم حَتَّى قَتَلُوهُ قَالَ الْأَزْهَرِي وَيُقَال بالغين أَيْضا
فِي الحَدِيث بلغ العتوق قَالَ اللَّيْث العتوق كَوْكَب أَحْمَر مضيء بحيال الثريا إِذا طلع علم أَن الثريا قد طلعت
بَاب الْعين مَعَ الْهَاء
نهَى عَن بيع الثِّمَار حَتَّى تذْهب العاهة يَعْنِي الآفة الَّتِي تفْسد الثِّمَار
قَوْله وَلَا ذُو عهد فِي عَهده أَي ذُو ذمَّة
قَوْله حسن الْعَهْد من الْإِيمَان الْعَهْد الْحفاظ هَاهُنَا ورعاية الْحُرْمَة

(2/136)


فِي حَدِيث أم زرع لَا يسْأَل عَمَّا عهد أَي بِمن رَأَى فِي الْبَيْت من مَأْكُول وللعاهر الْحجر أَي الزَّانِي والعهر الزِّنَا وَالْمعْنَى أَنه لَا شَيْء لَهُ كَمَا تَقول لَهُ التُّرَاب
وَمِنْه الحَدِيث اللَّهُمَّ أبدله بالعهر الْعِفَّة
وَقَالَ رجل لرجل يَا عهيرة وَهُوَ تَصْغِير العهر
وَقَالَ عمر لرجل ائْتِنِي بجريدة وَاتَّقِ العواهن وَهِي السعفات الَّتِي تلِي القلبة والقلبة جمع قلب وَأهل نجد يسمونها الخوافي
قَالَت عَائِشَة فتلت القلائد من عهن وَهُوَ الصُّوف الملون
بَاب الْعين مَعَ الْيَاء
قَوْله إِن بَيْننَا عَيْبَة مَكْفُوفَة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي بَيْننَا صدر نقي من الغل وَالْخداع مطوي عَلَى الْوَفَاء والمكفوفة المشرجة المشدودة وَالْعرب تكني عَن الْقُلُوب بالعياب لِأَن العياب مستودع الثِّيَاب والقلوب مستودع السَّرَّاء وَإِنَّمَا يخبأ فِي العيبة أَجود الثِّيَاب ويكتم من الصَّدْر أخص الْأَسْرَار

(2/137)


فِي الحَدِيث الْأَنْصَار كرشي وعيبتي أَي خاصتي وَمَوْضِع سري
فِي الحَدِيث كَانَ يمر بالتمرة العائرة فيخاف أَن تكون من الصَّدَقَة وَهِي الساقطة لَا يعرف لَهَا مَالك
وَمثل الْمُنَافِق كالشاة العائرة أَي المترددة بَين الربضتين وأصابه سهم عائر وَهُوَ الَّذِي لَا يدْرِي من رَمَى بِهِ
فِي الحَدِيث حَتَّى يَأْتِي كَأَنَّهُ عير العير الْحمار
وَمِنْه قَول عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لِأَن أَمسَح عَلَى ظهر عائر بالفلاة
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة إِذا تَوَضَّأت فَأمر عَلَى عيار الْأُذُنَيْنِ المَاء وَهُوَ الناتئ الْمُرْتَفع مِنْهَا
وَفِي الحَدِيث يحدى بِهِ العيس قَالَ الْأَزْهَرِي العيس جمع أعيس وعيساء وَهِي الْإِبِل الْبيض يخالط بياضها شقرة قَليلَة
فِي الحَدِيث وقذفتني بَين عيص مؤتشب الْعيص أصُول

(2/138)


الشّجر
فِي الحَدِيث كَأَنَّهَا بكرَة عيطاء وَهِي الطَّوِيلَة الْعُنُق فِي اعْتِدَال وَهِي العنطنطة
فِي الحَدِيث لَا تحرم العيفة قَالَ أَبُو عبيد لَا نَعْرِف العيفة وَلَكِن نرَاهَا الْعِفَّة وَهِي بَقِيَّة اللَّبن فِي الضَّرع وَقَالَ الْأَزْهَرِي قد جَاءَت العيفة مفسرة وَهِي الْمَرْأَة تَلد فيحصر لَبنهَا فِي ضرْعهَا فترضعه جارتها الْمرة والمرتين لينفتح مَا انسد قَالَ وَهَذَا صَحِيح سميت عيفة لِأَنَّهَا تعافه أَي تقذره من عفت الشَّيْء أعافه إِذا كرهته
وَمِنْه قَول رَسُول الله فِي الضَّب أعافه
فِي حَدِيث هَاجر وَرَأَوا طيرا عائفا أَي حائما عَلَى المَاء ليجد فرْصَة فيشرب يُقَال عاف يعيف إِذا أحام حول المَاء وعاف يعيف إِذا كره
قَالَ ابْن سِيرِين كَانَ شُرَيْح عائفا قائفا أَي صَادِق الحدس كَمَا تَقول مَا هُوَ إِلَّا سَاحر والعائف الَّذِي يعيف الطير أَي

(2/139)


يزجرها يَعْتَبِرهَا بأسمائها وَأَصْوَاتهَا ومساقطها والقائف الَّذِي يعرف الْآثَار والشبه
فِي الحَدِيث أَن الله يكره العائل المختال
وَقَوله خير من أَن تتركهم عَالَة وهم الْفُقَرَاء
فِي الحَدِيث إِن من القَوْل عيلا وَهُوَ عرض الْكَلَام عَلَى من لَا يُريدهُ أَو لَيْسَ من شَأْنه حَكَاهُ الْأَزْهَرِي
وَكَانَ يتَعَوَّذ من العيمة والغيمة فالعيمة بِالْعينِ الْمُهْملَة شدَّة الشَّهْوَة للبن وَسَيَأْتِي تَفْسِير الغيمة
فِي الحَدِيث أَعْيَان بنى آدم يتوارثون دون بني العلات
الْأَعْيَان الْأُخوة لأَب وَأم وَاحِد فَإِذا كَانُوا لأمهات شَتَّى فهم بَنو العلات فَإِذا كَانَ الْآبَاء شَتَّى فهم أخياف
فِي الحَدِيث إِذا نشأت بحريّة ثمَّ تشاءمت فَتلك عين غديقة نشأت يَعْنِي السحابة وَالْعين مَا جَاءَ عَن يَمِين قبْلَة الْعرَاق وَذَلِكَ يكون أخلق للمطر تَقول الْعَرَب مُطِرْنَا بِالْعينِ وتشاءمت أخذت نَحْو الشَّام

(2/140)


قَالَت عَائِشَة اللَّهُمَّ عين عَلَى السَّارِق أَي أظهر عَلَيْهِ
وَكره ابْن عَبَّاس الْعينَة وَهُوَ أَن يَبِيع السّلْعَة بِثمن مَعْلُوم ثمَّ يَشْتَرِيهَا من المُشْتَرِي بِأَقَلّ من الثّمن
فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه قَاس الْعين ببيضة جعل عَلَيْهَا خُطُوطًا وَأرَاهُ أَبَاهَا هَل يبصر الخطوط وَهَذَا من الْعين فتحص وتلطم فيتعرف مَا نقص مِنْهَا بذلك قَالَ ابْن عَبَّاس لَا تقاس الْعين فِي يَوْم غين وَإِنَّمَا نهَى عَن ذَلِك لِأَن الضَّوْء تخْتَلف يَوْم الغيمة
فِي حَدِيث أم زرع زَوجي عياياء وَهُوَ الْعنين الَّذِي يعييه مباضعة النِّسَاء وَقَالَ رجل من الصَّحَابَة لعُثْمَان إنى لم أفر يَوْم عينين قَالَ أَبُو عبيد هُوَ جبل بِأحد قَامَ عَلَيْهِ إِبْلِيس فَنَادَى أَن رَسُول الله قد قتل
فِي الحَدِيث فعيي بشأنها يُقَال عي فلَان بِكَذَا إِذا لم يدر كَيفَ الْمخْرج

(2/141)