غريب الحديث لابن الجوزي بَاب الْغَيْن
قله زر غبا الغب من أوراد الْإِبِل أَن ترد يَوْمًا وتتخلف يَوْمًا
فِي الحَدِيث لَا تقبل شَهَادَة ذِي تغبة وَهُوَ من يسْتَحل
الشَّهَادَة بالزور والغاب الْفَاسِد
وَكتب رجل إِلَى هِشَام تغبب عَن هَلَاك الْمُسلمين أَي لم يُخبرهُ
بِكَثْرَة من هلك مِنْهُم
قَوْله مَا أقلت الغبراء وَهِي الأَرْض
فِي الحَدِيث إيَّاكُمْ والغبيراء فَإِنَّهَا خمر الْعَالم وَهِي ضرب
من الشَّرَاب يَتَّخِذهُ الْحَبَشَة من الذّرة وَيُقَال لَهَا الشكركة
(2/143)
قَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ مَا حَملتنِي
البغايا فِي غبرات المآلي البغايا الفواجر والغبرات البقايا والمآلي
خرق الْحيض
وَقَالَ أويس أكون فِي غبراء النَّاس كَذَا فِي الصَّحِيح وَرَوَاهُ
ابْن جرير أكون من غثر النَّاس وَهِي الْجَمَاعَة المختلطة من قبائل
وَوَاحِد الغبراء غابر وَهُوَ السَّاحر وَاعْتَكف فِي الْعشْر الغوابر
أَي الْبَوَاقِي
فِي الحَدِيث أعنز درهن غبر أَي قَلِيل فِي الحَدِيث نهَى عَن التغبير
وَهُوَ صَوت يردده
فِي الحَدِيث صَلَّى الْفجْر بغبس أَي بظلمة وَيُقَال غبس أَيْضا وغلس
قَالَ الْأَزْهَرِي الغبس قبل الغبس والغلس بعد الغبس والغلس بعد طلمة
اللَّيْل يخالطها بَيَاض الْفجْر وَكلهَا فِي آخر اللَّيْل وَيجوز
الغبس فِي أول اللَّيْل
وَسُئِلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم هَل يضر الْغَبْطُ قَالَ نعم
كَمَا يضر الْخبط قَالَ الْأَزْهَرِي الْغَبْطُ أَن يتَمَنَّى إِنْسَان
أَن يكون لَهُ مثل نعْمَة الْمَحْسُود من
(2/144)
غير أَن تزوى عَنهُ فَأخْبر أَنه ضار من
جِهَة الْعين تلْحق المغبوط بِتِلْكَ النِّعْمَة كَمَا أَن خبط الشّجر
يَضرهَا
قَوْله اللَّهُمَّ غبطا لَا هبطا أَي نَسْأَلك الْغِبْطَة ونعوذ بك أَن
نهبط إِلَى ذل
فِي الحَدِيث أغبطت عَلَيْهِ الْحمى أَي لازمته وَفِي لفظ حمى مغمطة
بِالْمِيم وَهِي فِي مَعْنَى الْبَاء
فِي الحَدِيث غبط مِنْهَا شَاة أَي حَبسهَا وَمن رَوَاهُ بِالْعينِ
أَرَادَ ذبح
فِي الحَدِيث وَلم تغتبقوا الغبوق شرب آخر اللَّيْل الْعشي
بَاب الْعين مَعَ التَّاء
فأخذني جِبْرِيل فغتني أَي ضغطني
فِي الحَدِيث يغتهم الله فِي الْعَذَاب أَي يغمسهم فِيهِ
وَفِي حَدِيث الْحَوْض يغث فِيهِ مِيزَابَانِ أَي يدفقان فِيهِ المَاء
دفقا مُتَتَابِعًا دَائِما
(2/145)
بَاب الْغَيْن مَعَ الثَّاء
فِي الحَدِيث كالغثاء الغثاء مَا فَوق مَاء السَّيْل
فِي حَدِيث أم زرع لحم جمل غث أَي مهزول
وَقَوْلها وَلَا تغث طعامنا تغثيثا أَي لَا تفسده
وَقَالَ عُثْمَان فِي الَّذِي حاصروه رعاع غثرة أَي جهلة قَالَ القتيبي
لم أسمع غثرة وَإِنَّمَا يُقَال رجل أغثر والغثراء عَامَّة النَّاس
بَاب الْغَيْن مَعَ الدَّال
من صَلَّى الْعشَاء فِي جمَاعَة فِي لَيْلَة مغدرة فقد أوجب أَي
مظْلمَة يغدر النَّاس فِي بُيُوتهم أَي يتركهم وَقيل سميت مغدرة لطرحها
من يخرج فِي الغدرة قَوْله لَيْتَني غودرت مَعَ أَصْحَاب نحص الْجَبَل
أَي استشهدت مَعَهم ونحصه أَصله
وَذكر عمر سياسته للنَّاس وَقَالَ لَوْلَا ذَلِك لأغدرت أَي لخلفت بعض
مَا أسوق
قَالَ عبد الله بن عَمْرو لنَفس الْمُؤمن أَشد ارتكاضا عَلَى
الْخَطِيئَة من العصفور حِين يغدف بِهِ أَي تطبق عَلَيْهِ الشبكة
فيضطرب ليفلت
(2/146)
فِي الحَدِيث أغدف عَلَى عَلّي وَفَاطِمَة
سترا أَي أرْسلهُ قَوْله اسقنا غدقا مُغْدِقًا وَهُوَ الْمَطَر
الْكِبَار وعيش غيداق وَاسع
قَوْله فَتلك عين غديقة أَي كَثِيرَة المَاء
وَنهي عَن الغدوى وَهُوَ مَا فِي بطُون الْحَوَامِل وَقَالَ شمر هُوَ
الغذوى بِالذَّالِ
فِي حَدِيث عَامر بن الطُّفَيْل غُدَّة كعدة الْبَعِير الغدة طاعون
الْإِبِل
وَمر رَسُول الله بغدير الغدير مستنقع المَاء وَسمي غديرا لِأَن
السَّيْل غَادَرَهُ أَي تَركه فِي الأَرْض المنخفضة
بَاب الْغَيْن مَعَ الذَّال
فِي الحَدِيث قَامُوا وَلَهُم تغذمر قَالَ ابْن قُتَيْبَة التغذمر
الْغَضَب وَقَالَ غَيره هُوَ التَّكَلُّم بِسوء
قَالَ أَبُو ذَر عَلَيْكُم بدنياكم فاغذموها كَذَا رَوَاهُ أَبُو عبيد
بِفَتْح الذَّال وَقَالَ بعض عُلَمَاء اللُّغَة الصَّوَاب بِكَسْر
الذَّال قَالَ الْأَصْمَعِي الغذم الْأكل بجفاء وَشدَّة نهم
(2/147)
فِي الحَدِيث كَانَ رجل يرائي فَلَا يمر
بِقوم إِلَّا غذموه أَي أَخَذُوهُ بألسنتهم وأصل الغذم العض
وَقَالَ عمر للمصدق احتسب عَلَيْهِم بالغذاء وَلَا تأخذها مِنْهُم
الْغذَاء السخال الصغار وَاحِدهَا غذي
فِي الحَدِيث أغذ مَا كَانَت الإغذاذ الْإِسْرَاع فِي السّير
فِي الحَدِيث أَن عرق الِاسْتِحَاضَة يغذو أَي يسيل
فِي الحَدِيث إِن الْكَلْب ليغذي أَي يَبُول
بَاب الْغَيْن مَعَ الرَّاء
قَوْله فاستحالت غربا أَي دلوا عَظِيمَة
قَوْله فَأَصَابَهُ سهم غرب الرَّاء مَفْتُوحَة وَهُوَ الَّذِي لَا
يعرف راميه
قَالَ ابْن عَبَّاس كَانَ يصادى من أبي بكر غرب أَي حِدة وَمثله قَول
الْحسن وَقد سُئِلَ عَن قبْلَة الصَّائِم إنى أَخَاف عَلَيْكُم غرب
(2/148)
الشَّبَاب أَي حِدته وَمثله قَول عَائِشَة
فِي حق زَيْنَب مَا خلا سُورَة من غرب
وَقَالَ الْحسن كَانَ ابْن عَبَّاس يسيل غربا أَي دَائِما
فِي الحَدِيث فِيكُم مغربون قَالُوا وَمَا المغربون قَالَ الَّذين
تشترك فيهم الْجِنّ قَالَ ابْن قُتَيْبَة فِيكُم من جَاءَ من نسب بعيد
أَو من مَوضِع بعيد قلت وَهَذَا الَّذِي قَالَه ابْن قُتَيْبَة حسن
لَوْلَا تَمام الحَدِيث وَقد جَاءَ فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى
{وشاركهم فِي الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد} إِنَّهُم أَوْلَاد الزِّنَا
وَكَأن مُشَاركَة الْجِنّ أَمرهم أَتَاهُم بِالزِّنَا فبعدوا عَن
الْأَنْسَاب
وَقَالَ عمر لرجل هَل من مغربة خبر وَيُقَال بِفَتْح الرَّاء أَيْضا
قَالَ الْأَزْهَرِي وَأَصله من الغرب وَهُوَ الْبعد يُقَال دَار غربَة
وَمِنْه قَوْله وتغريب عَام
فِي الحَدِيث أَبَت عَائِشَة الْخُرُوج فَمَا زَالَ الزبير يفتل فِي
الذرْوَة وَالْغَارِب حَتَّى أَجَابَتْهُ الغارب مقدم السنام
وَالْأَصْل فِيهِ أَن الرجل إِذا أَرَادَ أَن يزم الصعبة قردها وَمسح
غاربها وفتل وبرها حَتَّى تستأنس فيذمها وَالْمرَاد أَنه مَا زَالَ
يخادعها حَتَّى أجابت
وَقَالَ الْحجَّاج لأضربنكم ضرب غَرِيبَة الْإِبِل وَهَذَا مثل ضربه
فَإِن الغريبة تذاد عَن المَاء
(2/149)
وَقَالَ ابْن عَبَّاس الْمَطَر غرب أَي إِن
أَكثر السَّحَاب ينشأ من غرب الْقبْلَة
قَوْله كَيفَ بكم إِذا كُنْتُم فِي زمَان يغربل فِيهِ النَّاس أَي يذهب
خيارهم والمغربل الْمُنْتَقَى مَأْخُوذ من الغربال والغربال فِي مَوضِع
آخر الدُّف
وَمِنْه أعْلنُوا النِّكَاح واضربوا عَلَيْهِ بالغربال
وَنَهَى عَن بيع الْغرَر وَهُوَ مَا كَانَ لَهُ ظَاهر يغر وباطن
مَجْهُول
وَقَالَ مطرف إِن لي نفسا وَاحِدَة وأكره أَن أغرر بهَا أَي أحملها
عَلَى غرارها
فِي الحَدِيث قَالَت الْجنَّة يدخلني غرَّة النَّاس الغر الَّذِي لم
يجرب الْأُمُور
وَمن هَذَا قَوْله الْمُؤمن غر كريم أَي أَنه ينخدع
وَمِنْه أَن حمير ملكوا رُءُوس الْمُلُوك وغرارها
فِي حَدِيث حَاطِب كنت غريرا فيهم أَي مُلْصقًا فيهم ملازما لَهُم
يُقَال غرى فلَان بالشَّيْء إِذا لزمَه هَكَذَا الرِّوَايَة غريرا
(2/150)
وَالصَّوَاب من جِهَة الْعَرَبيَّة غربا
أَي مُلْصقًا وَمِنْه الغراء الَّذِي يلصق بِهِ وَذكر الْهَرَوِيّ فِي
كتاب الْعين الْمُهْملَة فَقَالَ كنت غريرا أَي غَرِيبا وَهَذَا
تَصْحِيف فِيهِ
فِي حَدِيث السَّقِيفَة تغرة أَن يقتلا أَي حذار أَن يقتلا وَأَرَادَ
أَن فِي بيعتهما تغريرا بأنفسهما للْقَتْل
فِي الْجَنِين غرَّة قَالَ أَبُو عبيد الْغرَّة عبد أَو أمة وَأَبُو
عَمْرو بن الْعَلَاء يَقُول لَا يكون إِلَّا للأبيض من الرَّقِيق
وَالْأَيَّام الغر هِيَ أَيَّام الْبيض
فِي الحَدِيث غرَّة الْإِسْلَام أَي أَوله
فِي الحَدِيث اقْتُلُوا الْكَلْب الْأسود ذَا الغرتين وهم النكتتان
البيضاوان فَوق عَيْنَيْهِ
فِي الحَدِيث لَا تطرقوا النِّسَاء وَلَا تغتروهن أَي لَا تدْخلُوا
إلَيْهِنَّ عَلَى غرَّة
فِي الحَدِيث لَا غرار فِي صَلَاة وَهُوَ النُّقْصَان من واجباتها
(2/151)
والغرار فِي التَّسْلِيم أَن يَقُول
الْمُسلم السَّلَام فَيُقَال لَهُ وَعَلَيْك إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن
يَقُول السَّلَام عَلَيْكُم فَيُقَال وَعَلَيْك السَّلَام
وَمثله فِي حَدِيث آخر لَا تغار التَّحِيَّة قَالَ الزُّهْرِيّ كَانُوا
لَا يرَوْنَ بغرار النّوم بَأْسا أَي بقليله وَالْمرَاد أَنه لَا ينْقض
الْوضُوء
فِي الحَدِيث إيَّاكُمْ ومشارة النَّاس إِنَّهَا تدفن الْغرَّة وَتظهر
العرة الْغرَّة الْحسن والعرة الْقَبِيح
فِي الحَدِيث عَلَيْكُم بالأبكار فَإِنَّهُنَّ أغر غرَّة أَي أحسن
غرَّة من غَيْرهنَّ لِأَن صفاء اللَّوْن وجودته مَعَ الْبلُوغ
وَفِي حَدِيث آخر فَإِنَّهُنَّ أغر أَخْلَاقًا أَي أبعد من الفطنة للشر
فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا رد نشر الْإِسْلَام عَلَى غره أَي عَلَى طيه
يُقَال اطو الثَّوْب عَلَى غره الأول
قَوْله تقبل تَوْبَة العَبْد مَا لم يُغَرْغر أَي مَا لم تبلغ روحه
حلقومه فَتكون بِمَنْزِلَة الشَّيْء الَّذِي يتغرغر بِهِ
فِي الحَدِيث ذكر قوم أهلكهم الله فَجعل عنبهم الْأَرَاك ودجاجهم
الغرغر الغرغر دَجَاج الْحَبَش يتغذى بالعذرة فَتكون رِيحهَا رَدِيئَة
(2/152)
فِي الحَدِيث أَدخل رجله فِي الغرز الغرز
للجمل كالركاب للْفرس
وَمِنْه قَول أبي بكر لرجل استمسك بغرزه يعْنى رَسُول الله
فِي الحَدِيث حمى غرز النقيع قَالَ الْأَزْهَرِي الغرز بِفَتْح الرَّاء
نبت ينْبت فِي سهولة الأَرْض وَقَالَ غَيره الغرز ضرب من الثمام لَا
ورق لَهُ
فِي الحَدِيث كَمَا تنْبت التغاريز وَهِي فسائل النَّحْل وَرَوَاهُ
بَعضهم الثغارير
فِي الحَدِيث إِن غنمنا قد غرزت أَي قل لَبنهَا
قَوْله لَا تشد الْغَرَض إِلَّا إِلَى ثَلَاثَة مَسَاجِد الْغَرَض
البطان الَّذِي يشد عَلَى بطن النَّاقة إِذا رحلت
فِي الحَدِيث كَانَ إِذا مَشَى علم أَنه غير غرص الْغَرَض الضجر والقلق
يُقَال قد غرضت بالْمقَام أَي ضجرت بِهِ
وَنَهَى رَسُول الله عَن الغارفة قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ أَن تسوي
(2/153)
ناصيتها مَقْطُوعَة عَلَى وسط جبينها
يُقَال غرف غرف فرسه إِذا جزه
فِي الحَدِيث يَأْتِي عَلَى النَّاس زمَان لَا ينجو إِلَّا من دَعَا
دُعَاء الْغَرق وَهُوَ الَّذِي عَلَيْهِ المَاء وَالْمَاء يغرق فَإِذا
غرق فَهُوَ الغريق وَالْمرَاد الْإِخْلَاص
فِي الحَدِيث إِلَّا الغرقدة وَهِي من الْعضَاة والعضاة كل شجر لَهُ
شوك مثل الطلح وَالسّلم والسدر
وَمِنْه بَقِيع الْغَرْقَد وَقد قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام الْغَرْقَد
شجر الْيَهُود
قَوْله حُفَاة غرلًا الغرل جمع أغرل وَهُوَ الأقلف
وَمِنْه فِي الحَدِيث ركب الْخَيل عَلَى غرلته أَي فِي صغره وَلم يختن
بعد
قَوْله الضَّامِن غَارِم مَعْنَاهُ مُلْزم نَفسه مَا ضمنه وَالْغُرْم
أَدَاء شَيْء يلْزم
(2/154)
وَمِنْه قَوْله فِي الرَّهْن وَعَلِيهِ
غرمه أَي أَدَاء مَا يفك بِهِ الرِّهَان
تِلْكَ الغرانيق الْعلَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الغرانيق الذُّكُور
من الطير
وَاحِدهَا غرنوق وغرنيق وَكَانُوا يدعونَ أَن الْأَصْنَام تشفع لَهُم
فشبهت بالطيور الَّتِي ترْتَفع إِلَى السَّمَاء وَيجوز أَن تكون
الغرانيق جمع الغرانق وَهُوَ الْحسن والغرنوق الشَّاب الناعم
وَمِنْه فِي الحَدِيث كَأَنِّي أنظر إِلَى غرنوق يتشخبط فِي دَمه أَي
شَاب
فِي الحَدِيث أهاهنا غرت يُرِيد إِلَى هَذَا ذهبت
فِي الحَدِيث يفري فِي صَدْرِي أَي يلتصق بالغراء وَهُوَ صمغ أَو مَا
يقوم مقَامه
بَاب الْغَيْن مَعَ الزَّاي
فِي الحَدِيث يُثَاب الْجَانِب المستغزر الْجَانِب وَالْجنب الَّذِي
لَا قرَابَة بَيْنك وَبَينه إِذا أهْدَى لَك شَيْئا يُثَاب من هديته
واستغزر طلب أَكثر مِمَّا أعْطى
قَالَ عمر لَا يزَال أحدهم كاسرا وساده عِنْد مغزية وَهِي الَّتِي غزا
زَوجهَا
(2/155)
بَاب الْغَيْن مَعَ السِّين
قَوْله لَو أَن دلوا من غساق يراق لأنتنت الدُّنْيَا الغساق الْبَارِد
المنتن وَنظر إِلَى الْقَمَر فَقَالَ لعَائِشَة تعوذي من هَذَا
فَإِنَّهُ الْغَاسِق إِذا وَقب قَالَ ابْن قُتَيْبَة سمي الْقَمَر
غاسقا لِأَنَّهُ يكسف فيغسق أَي يسود وَيظْلم والغسق الظلمَة
فَكَأَنَّهُ قَالَ تعوذي مِنْهُ إِذْ كسف
قَالَ عمر حَتَّى يغسق اللَّيْل عَلَى الظراب أَي ينصب اللَّيْل عَلَى
الْجبَال
قَوْله من غسل واغتسل فِي غسل قَولَانِ أَحدهمَا غسل زَوجته لِأَنَّهُ
إِذا جَامعهَا لَزِمَهَا الْغسْل بِفِعْلِهِ وَالثَّانِي غسل أَعْضَاء
الْوضُوء ثَلَاثًا ثَلَاثًا قَالَ الْأَزْهَرِي وَرَوَاهُ بَعضهم غسل
بِالتَّخْفِيفِ من قَوْلهم غسل امْرَأَته أَي جَامعهَا
وفحل غسلة إِذا كثر طرقه
قَوْله لَا يغسلهُ المَاء يَعْنِي مَحْفُوظ فِي الصُّدُور وَكَانَت كتب
القدماء لَا يحفظونها فَإِذا غسل الْكتاب ذهب مَا فِيهِ
قَوْله واغسلني بالثلج وَالْبرد أَي طهرني من الذُّنُوب
(2/156)
بَاب الْغَيْن مَعَ الشين
فِي الحَدِيث لقد تغشمرها أَي أَخذهَا بعنف وجفاء
قَوْله من غَشنَا الْغِشّ ضد النصح مَأْخُوذ من الغشش وَهُوَ المشوب
الكدر
فِي حَدِيث أم زرع لَا تملأ بيتنا تغشيشا بالغين وَهِي النميمة أَي لَا
تنقل حديثنا وَلَا حَدِيث غَيرنَا إِلَيْنَا
بَاب الْغَيْن مَعَ الضَّاد
كَانَ إِذا فَرح غض طرفه ليبعد عَن المزح والأشر وَالْعَادَة التحديق
عِنْد الْفَرح ومدح عَمْرو بن الْعَاصِ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف
فَقَالَ خرجت من الدُّنْيَا ببطنتك لم تغضغض مِنْهَا بِشَيْء أَي لم
تنْتَقض يُقَال غضغضت الشَّيْء فتغضغض أَي نقصته فنقص فَضرب البطنة
مثلا لوفور أجره وَالْمرَاد أَنه سبق الْفِتَن وَمَات قبل قتل عُثْمَان
فِي الحَدِيث أباد الله غضراءهم أَي خصبهم وَخَيرهمْ
(2/157)
وَهُوَ من الغضارة وَيروَى خضراءهم وَقَالَ
ابْن الْأَعرَابِي خضراؤهم وَقَالَ الْأَصْمَعِي لَا يُقَال خضراؤهم
وَقَالَ عمر من أَبْوَاب الرِّبَا الثَّمَرَة تبَاع وَهِي مغضفة أَي
متدلية فِي شَجَرهَا وَقد قاربت الصّلاح وَلم يبد صَلَاحهَا
وَقَالَ رجل لَا أَتزوّج حَتَّى آكل الغضيض يعْنى الطّلع
بَاب الْغَيْن مَعَ الطَّاء
فِي حَدِيث سطيح
(أَصمّ أم يسمع غطريف الْيمن ... )
الغطريف السَّيِّد
فِي حَدِيث أم معبد فِي أَشْفَاره غطف الغطف فِي شعر الأشفار أَن يطول
ثمَّ يَنْعَطِف وَرَوَى بَعضهم عطف بِالْعينِ وَقد سبق وَرَوَى بَعضهم
وَطف وَهُوَ طول الأشفار
قَوْله فغطني وَهُوَ الغط الشَّديد والخنق
بَاب الْغَيْن مَعَ الْفَاء
فِي الحَدِيث فأغفرت بطاحها قَالَ القتيبي أَي جادها الْمَطَر حَتَّى
صَار عَلَيْهَا كالغفر والغفر الزئبر عَلَى الثَّوْب وَقَالَ غَيره
الْمَعْنى أخرجت مغافيرها
(2/158)
وَلما حصب عمر الْمَسْجِد قَالَ هُوَ أَغفر
للنخامة أَي أستر لَهَا وأصل الغفر التغطية
وَفِي الحَدِيث أكلت مَغَافِير وَهُوَ شَيْء ينضجه العرفط من الْعضَاة
حُلْو كالناطف وَله ريح مُنكرَة والعرفط الْعضَاة وَلَيْسَ فِي كَلَام
الْعَرَب مفعول بِضَم الْمِيم إِلَّا مغْفُور ومغرود لضرب من الكمأة
ومنجق للمنحر ومعلوق أحد المعاليق
فِي حَدِيث عمر أَنه غفق رجلا بِالدرةِ أَي ضربه
فِي الحَدِيث وَلنَا نعم أعضال وَهِي الَّتِي لَا ألبان لَهَا
وَالْأَصْل فِيهَا الَّتِي لَا سمات عَلَيْهِ يُقَال رجل مُغفل أَي
صَاحب أغفال لَا سمة عَلَيْهَا
فِي الحَدِيث من اتبع الصَّيْد غفل فِيهِ قَولَانِ ذكرهمَا ابْن
قُتَيْبَة أَحدهمَا أَنه يشْتَغل قلبه ويستولي عَلَيْهِ حَتَّى تصير
فِيهِ غَفلَة وَالثَّانِي أَن الْعَرَب تَقول الْوَحْش والنعامة نعم
الْجِنّ فَإِذا تعرض لَهَا صائد وَأكْثر غفلته الْجِنّ وخبلته
رَأَى أَبُو بكر رجلا يتَوَضَّأ فَقَالَ عَلَيْك بالمغفلة قَالَ
ثَعْلَب المغفلة العنفقة نَفسهَا سميت عنفقة لِأَن كثيرا من النَّاس
يغفلون عَنْهَا
(2/159)
بَاب الْغَيْن مَعَ الْقَاف
تقرب الشَّمْس من الْخَلَائق حَتَّى أَن بطونهم تَقول غق غق وَهِي
حِكَايَة صَوت الغليان قَالَ الْأَزْهَرِي فقنق الْقدر صَوت غليانها
بَاب الْغَيْن مَعَ اللَّام
قَالَ ابْن مَسْعُود لَا غلت فِي الْإِسْلَام قَالَ أَبُو عبيد الغلت
فِي الْحساب والغلط فِي الْكَلَام
وَنَهَى عَن الغلوطات الأَصْل فِيهِ الأغلوطات ثمَّ تركت الْهمزَة
وَالْمرَاد الْمسَائِل يغالط بهَا الْعلمَاء حَتَّى ليستزلوا
فِي الحَدِيث الدِّيَة مغلطة قَالَ الشَّافِعِي وَهِي ثَلَاثُونَ حقة
وَثَلَاثُونَ جَذَعَة أَرْبَعُونَ مَا بَين ثنية إِلَى بازل عامها
كلهَا خلفة
قَالَ حُذَيْفَة قلب أغلف الأغلف الَّذِي عَلَيْهِ لبسة لم يخرج ذراعه
مِنْهَا وَغُلَام أغلف لم يختن
قَوْله لَا يغلق الرَّهْن أَي لَا يسْتَحقّهُ مرتهنه والغلق الْهَلَاك
وَالْمعْنَى لَا يهْلك فَإِذا لم يُوجد للرَّهْن مخلص فقد هلك
فِي الحَدِيث ارْتبط فرسا لتغالق عَلَيْهَا أَي لتراهن
(2/160)
وَلَا طَلَاق فِي إغلاق أَي فِي إِكْرَاه
وَكَأَنَّهُ يغلق عَلَيْهِ الْبَاب وَيحبس وَيكرهُ عَلَى الطَّلَاق
وَقيل لَا تغلق التطليقات فِي دفْعَة وَاحِدَة وَلَكِن لتطلق طَلَاق
السّنة
فِي الحَدِيث الشَّفَاعَة لمن أغلق ظَهره يُقَال غلق ظهر الْبَعِير
إِذا دبر وأغلقه صَاحبه إِذا أثقل حمله حَتَّى يدبر شبه الذُّنُوب
المثقلة بذلك
قَوْله يَجِيء مَعَه بِشَاة قد غلها أَي سَرَقهَا من الْمغنم
قَوْله ثَلَاث لَا يغل عَلَيْهِنَّ قلب مُؤمن من فتح الْيَاء جعله من
الغل وَهُوَ الحقد يَقُول لَا يدْخلهُ حقد يُزِيلهُ عَن الْحق وَمن
ضمهَا جعله من الْخِيَانَة وَالْإِغْلَال الْخِيَانَة
وَفِي صلح الْحُدَيْبِيَة لَا إِغْلَال وَلَا أسلال يَعْنِي لَا
خِيَانَة وَلَا سَرقَة
فِي الحَدِيث وَمن النِّسَاء غل قمل وَذَلِكَ أَن الْأَسير يغل بالقد
فَإِذا يبس قمل فِي عُنُقه فيجتمع عَلَيْهِ محنة الغل وَالْقمل ضربه
مثلا للْمَرْأَة السَّيئَة الْخلق السليطة اللِّسَان
وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام تجهزوا لقِتَال المغتلمين الاغتلام
أَن
(2/161)
يتَجَاوَز الْإِنْسَان حد مَا أَمر بِهِ
وَمِنْه قَول عمر إِذْ اغتلمت عَلَيْكُم هَذِه الْأَشْرِبَة فاكسروها
بِالْمَاءِ أَي إِذا جَاوَزت حَدهَا الَّذِي لَا يسكر وَكَذَلِكَ
المغتلمون فِي قَول عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام
بَاب الْغَيْن مَعَ الْمِيم
قَوْله إِلَّا أَن يتغمدني برحمته أَي يلبسنيها ويسترني بهَا
قَوْله أطْلقُوا إِلَيّ غمري قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الْقَعْب الصَّغِير
وَالْمعْنَى جئوني بِهِ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي أول الأقداح الْغمر
وَهُوَ الَّذِي لَا يبلغ الرّيّ ثمَّ الْقَعْب وَهُوَ قدر ري الرجل
وَقد يروي الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَة ثمَّ الْعس ثمَّ الرفد ثمَّ
الصحن ثمَّ التِّبْن
قَوْله وَلَا شَهَادَة ذِي غمر عَلَى أَخِيه أَي ضغن
وَجعل عمر عَلَى كل جريب عَامر أَو غامر درهما وقفيزا الغامر مَا لم
يزرغ مِمَّا يحْتَمل الزِّرَاعَة وَإِنَّمَا فعل ذَلِك لِئَلَّا يقصر
النَّاس فِي الزِّرَاعَة وَقيل لَهَا غامر لِأَن المَاء يغمرها
(2/162)
قَوْله أما صَاحبكُم فقد غامر أَي خَاصم
وَهُوَ من الْغمر وَهُوَ الحقد
قَالَ مُعَاوِيَة مَا خضت بِرَجُل غمرة إِلَّا قطعتها عرضا الغمرة
المَاء الْكثير الَّذِي يغمر من خاضه وَمن خَاضَ الغمار فقطعها عرضا
لَيْسَ كمن ضعف فَخرج بالبعد من الْموضع الَّذِي دخل فِيهِ
فِي الحَدِيث اشْتَدَّ مَرضه حَتَّى غمر عَلَيْهِ أَي أُغمي عَلَيْهِ
وَالْيَمِين الْغمُوس سميت بذلك لِأَنَّهَا يغمس صَاحبهَا فِي الْإِثْم
ثمَّ فِي النَّار
وَفِي صفة الْمَوْلُود يكون غميسا أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَي مغموسا فِي
الزحم
فِي الحَدِيث وَغَمص النَّاس وَفِي لفظ وغمط وَمَعْنى الْكَلِمَتَيْنِ
الاحتقار لَهُم
قَالَ عمر أتغمط الْفتيا أَي أتستهين بهَا
وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام لما قتل ابْن آدم أَخَاهُ غمص الله
الْخلق أَي نقصهم من الطول وَالْعرض وَالْقُوَّة
(2/163)
والغميصاء تجم قَالَ ابْن قُتَيْبَة يَقُول
الْأَعْرَاب إِن سهيلا والشعريين كَانَت مجتمعة فانحدر سُهَيْل مضار
يَمَانِيا وتبعته العبور فغبرت المجرة فسميت لذَلِك عبورا وأقامت
الغميصاء فَبَكَتْ لفقد سُهَيْل حَتَّى عمصت
وَكتب عمر إِن الْأُرْدُن أَرض غمقة أَي كَثِيرَة الأنداء والوباء
فِي الحَدِيث أَن بني قُرَيْظَة نزلُوا أَرضًا غملة وبلة أَي أشبه
كَثِيرَة النَّبَات والوبلة الوبئة
قَوْله إِذا غم الْهلَال أَي غطي بغيم أَو غَيره وَيروَى غمى وأغمى
قَالَ الْأَزْهَرِي وَالْمعْنَى وَاحِد يُقَال غم فَهُوَ مغموم وأغمي
فَهُوَ مغمي
فِي صفة قُرَيْش لَيْسَ فيهم غمغمة قضاعة الغمغمة والتغمغم كَلَام
غيربين
بَاب الْغَيْن مَعَ النُّون
قَالَ أَبُو بكر لِابْنِهِ يَا غنثر يَعْنِي يَا جَاهِل والغثارة
الْجَهْل يُقَال رجل غثر وَالنُّون زَائِدَة وَيروَى يَا عنثر
بِالْعينِ الْمُهْملَة وبالتاء والعنثر الذُّبَاب وَذكر عمر بن عبد
الْعَزِيز الْمَوْت فَقَالَ غنط لَيْسَ كالعنط قَالَ أَبُو عبيد الغنظ
أَشد الكرب
(2/164)
قَالَ عمر أعْطوا من الصَّدَقَة من أبقت
لَهُ السّنة غنما وَلَا تعطوا من أبقت لَهُ غنمين أَي من أبقت لَهُ
قِطْعَة وَاحِدَة لَا يقطع مثلهَا فَتكون غنمين لقتلها وَأَرَادَ
بِالسنةِ الجدب
وَبعث عَلّي إِلَى عُثْمَان بِصَحِيفَة فَقَالَ للرسول أغنها عَنَّا
أَي اصرفها قَالَ ابْن قُتَيْبَة اغن عني وَجهك أَي اصرفه
فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام رجل سَمَّاهُ النَّاس عَالما وَلم
يغن فِي الْعلم يَوْمًا أَي لم يلبث فِي الْعلم يَوْمًا تَاما
قَوْله خير الصَّدَقَة مَا أبقت غنى أَي خير مَا تَصَدَّقت بِهِ الْفضل
عَن قوت عِيَالك وكفايتهم
قَوْله من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ قَالَ سُفْيَان يسْتَغْن وَقَالَ
الشَّافِعِي مَعْنَاهُ تحزين الْقِرَاءَة وترقيقها وَهَذَا أولَى
لقَوْله مَا أذن الله لشَيْء مَا أذن لنَبِيّ يتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ
يجْهر بِهِ
قَوْله فِي الْجُمُعَة من استغن بلهو أَو تِجَارَة واستغن الله عَنهُ
أَي طَرحه وَرَمَى بِهِ
بَاب الْغَيْن مَعَ الْوَاو
فِي حَدِيث هَاجر فَهَل عنْدك غواث الْغَيْن مَفْتُوحَة وَهُوَ
بِمَعْنى الغياث
(2/165)
فِي الحَدِيث مَا نمت إِلَّا تغويرا يُقَال
غور الْقَوْم تغويرا إِذا قَالُوا فَكَأَنَّهُ قَالَ مَا نمت إِلَّا
قيلولة النَّهَار وَمن رَوَاهُ تغريرا جعله من الغرار وَهُوَ النّوم
الْقَلِيل
فِي الحَدِيث إِن قوما ذكرُوا الْقدر فَقيل لَهُم أَنكُمْ أَخَذْتُم
فِي شعبتين بعيدتي الْغَوْر قَالَ الْحَرْبِيّ غور كل شَيْء بعده
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام مَا ظَنك بِمن جمع بَين هذَيْن الغارين
الْغَار الْجمع الْعَظِيم
فِي الحَدِيث نهَى عَن ضَرْبَة الغائص قَالَ ابْن قُتَيْبَة مَعْنَاهَا
فِيمَا أرَى أَن يَقُول الرجل للرجل أغوص غوصة فَمَا أخرجته فَهُوَ لَك
بِكَذَا
فِي الحَدِيث لعنت الغائصة والمغوصة قَالُوا الغائصة الْحَائِض الَّتِي
لَا يعلم زَوجهَا إِنَّهَا حَائِض والمغوصة أَن لَا تكون حَائِضًا
فتكذب عَلَى زَوجهَا وَتقول أَنَّهَا حَائِض
فِي قصَّة نوح وانسدت ينابيع الغوط الْأَكْبَر الغوط عمق الأَرْض
الْأَبْعَد وَمِنْه قيل للمطمئن من الأَرْض غَائِط وَبِه سميت غوطة
دمشق
وَقَالَ رجل يَا رَسُول الله قل لأهل الْغَائِط يحسنوا مخالطتي
(2/166)
أَي أهل الْوَادي فِي عُهْدَة المماليك
وَلَا غائلة الغائلة أَن تكون مسروقا
فِي الحَدِيث بِأَرْض غائلة النطاء النطاء الْبعد وَالْمعْنَى بِأَرْض
تغول ببعدها سالكها
قَوْله وَلَا غول كَانَت الْعَرَب تَقول إِن الغيلان فِي الفلوات ترائي
النَّاس فتغول فَأبْطل رَسُول الله ذَلِك
وَفِي حَدِيث إِذا تغولت الغيلان فبادروا بِالْأَذَانِ أَي تلونت
وخفف عمار الصَّلَاة وَقَالَ كنت أغاول حجَّة لي المغاولة الْمُبَادرَة
فِي السّعر وَأَصله من الغول وَهُوَ الْبعد
فِي مقتل عُثْمَان فتغاووا عَلَيْهِ التغاوي التجمع والتعاون فِي
الشَّرّ
فِي الحَدِيث الغوغاء وهم السفلة وأصل الغوغاء صفار الْجَرَاد
فِي حَدِيث عمر إِن قُريْشًا تُرِيدُ أَن تكون مغويات لمَال الله قَالَ
أَبُو عبيد هَكَذَا رُوِيَ وَالَّذِي تَكَلَّمت بِهِ الْعَرَب مغويات
بِفَتْح الْوَاو وتشديدها وَاحِدهَا مغواة وَهِي حُفْرَة كالزبية تحفر
للذئب وَيجْعَل فِيهَا جدي إِذا نظر إِلَيْهِ الذِّئْب يُريدهُ وَمن
هَذَا قيل لكل مهلكة مغواة أَرَادَ أَن
(2/167)
تكون مهلكة لمَال الله عز وجل كإهلاك
تِلْكَ المغواة للذنب
فِي الحَدِيث انتزعت مغولا وَهُوَ شبه الخنجر إِنَّه أطول مِنْهُ
بَاب الْغَيْن مَعَ الْهَاء
سُئِلَ عَطاء عَن رجل أصَاب صيدا غهبا أَي أَصَابَهُ غَفلَة من غير
تعمد لَهُ
بَاب الْغَيْن مَعَ الْيَاء
نهَى عَن الْغَيْبَة وَهِي أَن يذكر الْغَائِب بِمَا يسوؤه
وَقَوله لَا يدخلن رجل عَلَى مغيبة وَهِي الَّتِي غَابَ عَنْهَا
زَوجهَا
فِي عُهْدَة الرَّقِيق وَلَا تغييب قَالَ النَّضر بن شُمَيْل التغييب
أَلا يَبِيعهُ ضَالَّة وَلَا لقطَة
قَوْله حَتَّى تستحد المغيبة وَهِي الَّتِي غَابَ عَنْهَا زَوجهَا
وَلما هجا حسان قُريْشًا قَالُوا إِن هَذَا لشتم مَا غَابَ عَنهُ ابْن
أبي قُحَافَة أَرَادوا أَن أَبَا بكر كَانَ عَالما بالأنساب فَهُوَ
الَّذِي علم حسانا مَا يَقُوله
فِي الحَدِيث لَهُ الْغَيْر
(2/168)
وَفِي حَدِيث أَلا تقبل الْغَيْر وَهِي
الدِّيَة وَسميت الدِّيَة غيرا لِأَنَّهُ كَانَ يجب الْقود فَغير
بِالدِّيَةِ
فِي الحَدِيث من يكفر بِاللَّه يلق الْغَيْر أَي يُغير الصّلاح إِلَى
الْفساد
فِي الحَدِيث كره تَغْيِير الشيب قَالَ أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ
المُرَاد بتغييره نتفه
فِي حَدِيث عمر أَن رجلا أَتَاهُ بمنبوذ فَقَالَ عَسى الغوير أبؤسا
اتهمه أَن يكون هُوَ صَاحب المنبوذ وَفِي أصل الْمثل قَولَانِ أَحدهمَا
أَن نَاسا دخلُوا غارا فانهار عَلَيْهِم فَصَارَ مثلا لكل مَا يخَاف
أَن يَأْتِي مِنْهُ شَرّ ثمَّ صغروا الْغَار فَقَالَ غوير وَالثَّانِي
أَنه لما قيل للزباء أَن قَصِيرا قد أَخذ عَلَى الغوير وتنكب الطَّرِيق
قَالَت هَذَا تَعْنِي عَسى أَن يَأْتِي من الغوير شَرّ
فِي الحَدِيث إِذا غاضت الْكِرَام غيضا أَي فنوا وبادوا وغاضت
الْبحيرَة ذهب مَاؤُهَا
وَقَول الْعَرَب أَعْطِنِي غيضا من فيض أَي قَلِيلا من كثير
فِي الحَدِيث وغاضت لَهَا الدرة أَي نقص اللَّبن
وَمِنْه قَول عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام يَد الله ملأى لَا تغيضها
نَفَقَة
(2/169)
قَوْله لقد هَمَمْت أَن أنهَى عَن الغيلة
فَإِن ذَلِك يدْرك الْفَارِس فيدعثره الغيلة اسْم من الغيل وَهُوَ أَن
يُجَامع الرجل الْمَرْأَة وَهِي مرضع والغيلة بِالْفَتْح الْمَرْأَة
السمينة وبالكسر الاغتيال يُقَال قَتله غيلَة وَهُوَ أَن يذهب بِهِ
إِلَى مَوضِع فَإِذا صَار إِلَيْهِ قَتله وَقد سبق مَعْنَى يدعثره
يدعثره يهدمه ويطحطحه وَقد صَار رجلا
فِي الحَدِيث وَلَا غائلة أَي لَا حِيلَة عَلَيْك فِي هَذَا البيع
يغتال بهَا مَالك
فِي الحَدِيث مَا سقِِي بالغيل فَفِيهِ الْعشْر قَالَ أَبُو عبيد الغيل
مَا جَرَى من الْمِيَاه فِي الْأَنْهَار
وَكَانَ يتَعَوَّذ من الغيمة قَالَ ابْن قُتَيْبَة أَن يكون
الْإِنْسَان شَدِيد الْعَطش كثير الاسْتِسْقَاء للْمَاء
قَوْله ليغان عَلَى قلبِي قَالَ أَبُو عبيد يتغشاه مَا يلْبسهُ من
السَّهْو
(2/170)
فِي حَدِيث الرّوح فيسيرون إِلَيْهِم فِي
ثَمَانِينَ غَايَة وَهِي الرَّايَة وَمن رَوَاهُ غابة بِالْبَاء
أَرَادَ الأجمة شبه كَثْرَة رماح الْعَسْكَر بهَا
قَوْله كَأَنَّهُمَا غمامتان أَو غيابتان قَالَ أَبُو عبيد الغيابة كل
مَا أظل الْإِنْسَان فَوق رَأسه يُقَال غايب الْقَوْم فَوق رَأس فلَان
بِالسَّيْفِ أَي أظلوه بِهِ
(2/171)
|