غريب الحديث لابن الجوزي كتاب الْفَاء
بَاب الْفَاء مَعَ الأف
قَوْله صلى الله عليه وسلم تقاتلكم فِئَام الرّوم أَي جماعات الرّوم
قَالَ الْحجَّاج لرجل وَالله لَو وجدت فأكرش لفئلتك قَالَ الْأَصْمَعِي
أَرَادَ لَو وجدت إِلَى ذَلِك سَبِيلا وَهُوَ مثل أَصله أَن قوما طبخوا
شَاة فِي كرشها فَضَاقَ فَم الكرش عَن بعض الْعِظَام فَقَالُوا للطباخ
أدخلهُ قَالَ إِن وجدت إِلَى ذَلِك فأكرش
كَانَ رَسُول الله يتفاءل وَلَا يتطير قَالَ الْأَزْهَرِي الفأل فِيمَا
يحسن ويسوء والطيرة لَا تكون إِلَّا فِيمَا يسوء وَإِنَّمَا كَانَ
كَذَلِك لِأَن فِي الرَّجَاء للخير حسن ظن بِاللَّه والطيرة سوء ظن
بِهِ والفأل أَن يكون الْإِنْسَان مَرِيضا وَيسمع آخر يَقُول يَا سَالم
وَكَانَ من عَادَة الْعَرَب زجر الطير والتطير نياحها ونعيق غربانها
وَأَخذهَا ذَات الْيَسَار إِذا أَثَارُوهَا فَأبْطل رَسُول الله ذَلِك
وَقَالَ عمر فِي حق عُمَيْر بن سعد اللَّهُمَّ لَا يفيل رَأْيِي فِيهِ
قَالَ
(2/173)
أَبُو عبيد الفائل من المثتفرسين الَّذِي
يظنّ ويخطئ قَالَ ابْن السّكيت رجل فيل الرَّأْي وفال الرَّأْي وفيل
الرَّأْي إِذا كَانَ ضَعِيفا
قَوْله أَنا فيئتكم أَي أَنا الْجَمَاعَة الَّتِي قيل فِيهَا أَو متحيز
إِلَى فِئَة
بَاب الْفَاء مَعَ التَّاء
كَانَ يستفتح بصعاليك الْمُهَاجِرين أَي يستنصر
فِي الحَدِيث مَا سقِِي بِالْفَتْح فَفِيهِ الْعشْر الْفَتْح المَاء
الَّذِي يجْرِي سيحا
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء من يَأْتِ بَابا مغلقا يجد إِلَى جَانِبه
بَابا منفتحا قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ الْوَاسِع
قَالَت عَائِشَة رَأَى رَسُول الله فِي يَدي فتخات الفتخات جمع فتخة
وَهِي الْخَاتم قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ خَوَاتِيم لَا فصوص لَهَا
وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي حلي النِّسَاء تُوضَع فِي أَصَابِع الرجل
فِي الحَدِيث كَانَ إِذا سجد فتح أَصَابِع رجلَيْهِ يَعْنِي أَنه ينصب
أَصَابِعه ويغمز مَوضِع المفاصل مِنْهَا إِلَى بَاطِن الرَّاحَة
وَأَصله اللين
وَنَهَى عَن كل مفتر وَهُوَ الَّذِي يفتر الْجَسَد إِذا شرب
(2/174)
فِي الحَدِيث يسْأَل الرجل فِي الْجَائِحَة
أَو الفتق يَعْنِي بِهِ الْحَرْب تقع بَين الْفَرِيقَيْنِ فَيَقَع
فِيهِ الْجِرَاحَات
فِي الحَدِيث كَانَ فِي خاصرتيه انفتاق أَي انتفاخ
فِي الحَدِيث فِي الفتق الدِّيَة قَالَ الْحَرْبِيّ هُوَ انفتاق
المثانة وَقَالَ غَيره هُوَ أَن ينفتق الصفاق إِلَى دَاخل يُصِيب
الْإِنْسَان فِي مراق بَطْنه
والفتقاء من النِّسَاء الَّتِي صَار مسلكاها وَاحِدًا
قَوْله الْإِيمَان قيد الفتك الفتك أَن يَأْتِي الرجل صَاحبه وَهُوَ
غَار غافل فيشد عَلَيْهِ فيقتله وَأما الغيلة فَهُوَ أَن يخدعه حَتَّى
يخرج إِلَى مَوضِع يخْفَى فِيهِ فيقتله
قَالَ عُثْمَان لرجل قطع شَجَرَة أَلَسْت ترعى فتلتها وَهُوَ نور
الشَّجَرَة إِذا تعقد وتفتل
فِي الحَدِيث الْمُسلم أَخُو الْمُسلم يتعاونان عَلَى الفتان أَي عَلَى
الَّذين يضلون النَّاس عَن الْحق واحدهم فاتن وَرُوِيَ بِفَتْح الْفَاء
وَالْمرَاد الشَّيْطَان الَّذِي يفتن بخدعه
(2/175)
قَوْله لَا يَقُولَن أحدكُم عَبدِي وَليقل
فَتَاي أَي غلامي وَكَأَنَّهُ كره أَن تنْسب الْعُبُودِيَّة إِلَى غير
الله تَعَالَى قَالَ ابْن قُتَيْبَة لَيْسَ الْفَتَى بِمَعْنى الشَّاب
وَالْحَدَث وَإِنَّمَا هُوَ الْكَامِل الجزل من الرِّجَال
وَقَالَ عمرَان بن حُصَيْن جَذَعَة أحب إِلَيّ من هرمة الله أَحَق
بالفتاء وَالْكَرم قَالَ أَبُو عبيد الفتاء مَمْدُود مصدر الفتي من
السن
فِي الحَدِيث إِن قوما تفاتوا إِلَيْهِ أَي تحاكموا فِي الْفَتْوَى
وَسَأَلت امْرَأَة أم سَلمَة أَن تريها الْإِنَاء الَّذِي كَانَ
يتَوَضَّأ فِيهِ رَسُول الله فأرتها إِيَّاه فَقَالَت هَذَا مكوك
الْمُفْتِي فأريني الْإِنَاء الَّذِي كَانَ يغْتَسل فِيهِ فَأَخْرَجته
فَقَالَت هَذَا قفيز الْمُفْتِي قَالَ الْأَزْهَرِي الْمُفْتِي مكيال
هِشَام ابْن هُبَيْرَة
بَاب الْفَاء مَعَ الثَّاء
فِي الحَدِيث عَن عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَنه كَانَ بَين يَدَيْهِ
فاثور
وَفِي الحَدِيث تكون الأَرْض يَوْم الْقِيَامَة كفاثور الْفضة ذكر ابْن
قُتَيْبَة فِيهِ قَوْلَيْنِ أَحدهمَا أَنه خوان من فضَّة وَالثَّانِي
خام من فضَّة
بَاب الْفَاء مَعَ الْجِيم
فِي الحَدِيث فتفاجت عَلَيْهِ أَي فرجت رِجْلَيْهَا للحلب
(2/176)
وَمِنْه أَنه سُئِلَ عَن بني عَامر فَقَالَ
جمل أَزْهَر متفاج قَالَ ابْن قُتَيْبَة الْأَزْهَر الْأَبْيَض
والمتفاج الَّذِي يفتح مَا بَين رجلَيْهِ ليبول يُرِيد أَنه مخضب فِي
مَاء وَشَجر لَا يزَال يتفاج للبول لِكَثْرَة مَا يشرب من المَاء
وَمِنْه كَانَ إِذا بَال تفاج حَتَّى نأوي لَهُ
فِي الحَدِيث إِن هَذَا الفجفاج وَيروَى البجباج وَهُوَ المهذار
فِي حَدِيث أبي بكر إِنَّمَا هُوَ الْفجْر أَو البجر الْمَعْنى إِمَّا
أَن تضيء لَك الطَّرِيق فتبصر الْهدى أَو تقع فِي الْبَحْر وَهُوَ
الداهية
قَالَ رجل لعمر إِن أَذِنت لي فِي الْجِهَاد وَإِلَّا فجرتك أَي عصيتك
وَمِنْه نخلع ونترك من يفجرك
قَالَ ابْن مَسْعُود لَا يصلين أحدكُم وَبَينه وَبَين الْقبْلَة فجوة
أَي متسع وَالْجمع فجوات
بَاب الْفَاء مَعَ الْحَاء
فِي حَدِيث الدَّجَّال أَنه أفحج قَالَ اللَّيْث الفحج تبَاعد مَا بَين
أوساط السَّاقَيْن فِي الْإِنْسَان وَالدَّابَّة وَقَالَ أَبُو عَمْرو
الأفحج الَّذِي فِي رجلَيْهِ اعوجاج
قَوْله إِن الله يبغض الْفَاحِش وَهُوَ ذُو الْفُحْش والمتفحش الَّذِي
يتَعَمَّد ذَلِك ويتكلفه
(2/177)
سُئِلَ بَعضهم عَن الدَّم فَقَالَ إِذا لم
يكن فَاحِشا أَي كثيرا وَالْفُحْش الْخُرُوج عَمَّا يجمد من الْخطاب
قَالَ أَبُو بكر لعامله إِنَّك تَجِد قوما فحصوا رؤوسهم أَي حلقوها
قَالَ كَعْب إِن الله تَعَالَى بَارك فِي الشَّام وَخص بالتقديس من فحص
الْأُرْدُن إِلَى رفح قَالَ القتيبي فحص الْأُرْدُن حَيْثُ بسط مِنْهَا
ولين وذلل وكشف من قَوْلك فحصت عَن الْأَمر
فِي الحَدِيث وَفِي نَاحيَة الْبَيْت فَحل وَهُوَ الْحَصِير المرمول من
سعف الفحال
والفحال النَّخْلَة الذّكر الَّذِي يلقح بِهِ الْحَوَامِل الْوَاحِدَة
فحالة
قَالَ عُثْمَان لَا شُفْعَة فِي بِئْر وَلَا فَحل أَرَادَ فَحل النّخل
لِأَنَّهُ رُبمَا كَانَ بَين جمَاعَة فَحل نخل يَأْخُذ كل وَاحِد من
الشُّرَكَاء من تأبير النّخل مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فَإِذا بَاعَ أحدهم
نصِيبه من الْفَحْل فَلَا شُفْعَة للباقين لِأَنَّهُ لَا يَنْقَسِم
وَنَهَى عَن بيع الرجل فحلة فرسه وَالْمرَاد ضرابه
(2/178)
فِي الحَدِيث بعث رجلا وَقَالَ اشْتَرِ
كَبْشًا فجيلا قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الَّذِي يشبه الفحولة فِي نبله
وَعظم خلقه
وَلما قدم عمر الشَّام تفحل لَهُ أُمَرَاء الشَّام أَي تلقوهُ متبذلين
غير متزينين من مَأْخُوذ من الْفَحْل لِأَن التصنع من شَأْن الْإِنَاث
قَوْله حَتَّى تذْهب فَحْمَة الْعشَاء أَي سوَاده وَالْمعْنَى أمهلوا
حَتَّى تعتدل الظلمَة ثمَّ سِيرُوا يُقَال فَحْمَة وَفَحْمَة قَالَ
ابْن الْأَعرَابِي الفحمة مَا بَين غرُوب الشَّمْس إِلَى نوم النَّاس
سميت فَحْمَة لحرها وَقَالَ الْفراء فحموا عَن الْعشَاء أَي لَا تسيروا
فِي أَوله حِين تغور الظلمَة
قَالَ مُعَاوِيَة كلوا من فحا أَرْضنَا الفحا مَقْصُور مَفْتُوح
الْفَاء وَجمعه أفحاء وَهِي التوابل والأبازير
يُقَال مِنْهُ فحيت الْقُدُور
بَاب الْفَاء مَعَ الْخَاء
نَام حَتَّى سمع فخيخه أَي غَطِيطه
وَمِنْه قَول عَلّي تزحها ثمَّ تنام الفخة
فِي صفته كَانَ فخما مفخما قَالَ أَبُو عبيد الفخامة فِي
(2/179)
الْوَجْه نبله وامتلاؤه مَعَ الْجمال
والمهابة قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي وَالْمعْنَى أَنه كَانَ عَظِيما
مُعظما فِي الصُّدُور والعيون وَلم يكن خلقه فِي جِسْمه ضخما
فِي الحَدِيث كل نائلة تفخ الإفاخة خُرُوج الرّيح
بَاب الْفَاء مَعَ الدَّال
فِي الحَدِيث وَعَلَى الْمُسلمين أَن لَا يتْركُوا مفدوحا فِي فدَاء
أَو عقل قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الَّذِي فدحه الدَّين أَي أثقله
فِي الحَدِيث فلجأوا إِلَى فدفد الفدفد الْموضع الَّذِي فِيهِ غلط
وارتفاع وَيروَى قردد
وَرَأَى أَبُو هُرَيْرَة رجلَيْنِ يسرعان إِلَى الصَّلَاة فَقَالَ مَا
لَكمَا تفدان فديد الْجمل
قَالَ القتيبي تفدان تعلو أصواتكما وَالْمعْنَى أَنَّهُمَا كَانَا
يعدوان فَيسمع لعدوهما صَوت
قَوْله الْجفَاء فِي الْفَدادِين قَالَ الْأَصْمَعِي الفدادون مشدد وهم
الَّذين تعلوا أَصْوَاتهم فِي حروثهم فِي أَمْوَالهم ومواشيهم يُقَال
فد الرجل يفد فديدا إِذا اشْتَدَّ صَوته وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة
الفدادون المكثرون من الْإِبِل وهم حُفَاة ذَوُو خُيَلَاء
وَمِنْه الحَدِيث تَقول الأَرْض للمدفون فِيهَا كنت تمشي عَلّي
(2/180)
فدادا أَي مختالا
وَقَالَ ثَعْلَب الفدادون الحمالون والرعيان والبقارون والحمارون
وَقَالَ أَبُو عَمْرو إِنَّمَا هُوَ الفدادون مُخَفّفَة وَاحِدهَا فدان
مشدد وَهِي الْبَقر الَّتِي يحرث بهَا وَأَهْلهَا أهل جفَاء لبعدهم عَن
الْأَمْصَار
فِي الحَدِيث فِي الفادر الْعَظِيم من الأروى بقرة الفادر والفدور
المسن من الوعول يَعْنِي فديَة ذَلِك
فِي الحَدِيث ففدعت يَد ابْن عمر الفدع إِزَالَة المفاصل عَن أماكنها
بِأَن تزِيغ الْيَد عَن عظم الزند وَالرجل عَن عظم السَّاق
وَمِنْه حَدِيث ذِي السويقتين كَأَنِّي بِهِ أفيدع أصيلع
فِي الحَدِيث فِي الَّذِي يذبح بِالْحجرِ إِن لم يفدغ الْحُلْقُوم فَكل
أَي لم يثرده والفدغ كالشدخ
فِي الحَدِيث تدعون يَوْم الْقِيَامَة مفدمة أَفْوَاهكُم بالفدام
الْفِدَام مَا يغطى بِهِ الشَّيْء كَانَ يغطى بِهِ الإبريق
وَالْمَقْصُود أَنهم منعُوا الْكَلَام
فِي الحَدِيث كره المفدم للْمحرمِ وَهُوَ الثَّوْب المشبع حمرَة
والمضرج دونه وَمِنْه إِن الله ضرب النَّصَارَى بذل مفدم أَي شَدِيد
مشبع
(2/181)
بَاب الْفَاء مَعَ الرَّاء
قَوْله لأبي سُفْيَان كل الصَّيْد فِي جَوف الْفراء الْفراء مَهْمُوز
مَقْصُور حمَار الْوَحْش وَالْمعْنَى أَنْت كحمار الْوَحْش فِي
الصَّيْد أَي أَنَّهَا كلهَا دونه
فِي صفته كَانَ يفتر عَن مثل حب الْغَمَام أَي يكشر ضَاحِكا حَتَّى
تبدو أَسْنَانه من غير قهقهة وَأَرَادَ بحب الْغَمَام الْبرد فَشبه
بِهِ بَيَاض أَسْنَانه
قَالَت أم كُلْثُوم بنت عَلّي لأهل الْكُوفَة أَتَدْرُونَ أَي كبد
فرثتم لرَسُول الله الفرث تفتيت الكبد بالغم والأذى
قَوْله لَا يتْرك فِي الْإِسْلَام مفرج هَذَا يرْوَى بِالْجِيم والحاء
فَأَما الْجِيم فَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ الَّذِي أثقله العياء
وَإِن لم يكن عَلَيْهِ دين
وَقَالَ أَبُو عبيد هُوَ الَّذِي يسلم وَلَا يوالي أحدا فَإِذا جنَى
جِنَايَة كَانَت عَلَى بَيت المَال لِأَنَّهُ لَا عَاقِلَة لَهُ
وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحسن هُوَ الْقَتِيل يُوجد بِأَرْض فلاة لَا
يكون عِنْد قَرْيَة فَإِنَّهُ يودى من بَيت المَال وَأما الْحَاء
فَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ الَّذِي أثقل الدَّين ظَهره
فِي صفة الزبير كَانَ فرجا وَهُوَ الَّذِي لَا يزَال يتكشف فرجه
فِي الحَدِيث صَلَّى وَعَلِيهِ فروج من حَرِير قَالَ أَبُو عبيد هُوَ
القباء الَّذِي فِيهِ شقّ من خَلفه وَبَعض الروَاة يضم الْفَاء
(2/182)
فِي عهد الْحجَّاج اسْتَعْمَلْتُك عَلَى
الفرجين والفرجان هما خُرَاسَان وسجستان
فِي الحَدِيث قدم رجل من بعض الْفروج أَي الثغور
كتب مُعَاوِيَة إِلَى زِيَاد أفرج روعك أَي ليذْهب روعك
قَوْله سبق المفردون يرْوَى بِكَسْر الرَّاء وَفتحهَا قَالَ القتيبي هم
الَّذين هَلَكت لداتهم من النَّاس وطالت أعمارهم فانفردوا بِذكر الله
تَعَالَى وَقَالَ الْأَزْهَرِي هم الَّذين تخلوا من النَّاس بِذكر الله
تَعَالَى كَأَنَّهُمْ أفردوا أنفسهم للذّكر وَرَوَاهُ ابْن
الْأَعرَابِي بتَشْديد الرَّاء وَقَالَ فَرد الرجل إِذا تفقه وخلا
بمراعاة الْأَمر وَالنَّهْي
فِي مديحه بعض الْأَعْرَاب
(يَا خير من يمشي بنعل فَرد ... )
أَرَادَ النَّعْل الَّذِي لم يخصف طراقا عَلَى طراق وهم يمدحون برقة
النَّعْل
فِي الحَدِيث لَا تعد فاردتكم فاردتكم يَعْنِي الزَّائِدَة عَلَى
الْفَرِيضَة
قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لجارية إِن ابْنك أصَاب الفردوس قَالَ
الزّجاج أَصله رومي أعرب وَهُوَ الْبُسْتَان وَقيل الَّذِي فِيهِ كرم
فَقَالَ لَهُ فردوس
قَالَ سراقَة هَذَانِ فر قُرَيْش الفر الفار يُرِيد الفارين يَعْنِي
(2/183)
النَّبِي وَأَبا بكر ويستوى فِيهِ
الْوَاحِد والاثنان والجميع يُقَال رَحل فر ورجلان فر وَرِجَال فر
وَقَالَ لعدي بن حَاتِم مَا يفرك إِلَّا أَن يُقَال لَا إِلَه إِلَّا
الله أَي يُوجب فرارك وَقد غلط بعض الْمُحدثين فَفتح الْيَاء وَضم
الْفَاء
قَالَ عون بن عبد الله مَا رَأَيْت أحدا يفرفر الدُّنْيَا فرفرة هَذَا
الْأَعْرَج يَعْنِي أَبَا حَازِم أَي يخرقها ويشققها بالذم لَهَا كَمَا
يفرفر الذِّئْب الشَّاة
وَرَأَى ابْن عمر نَاقَة فَقَالَ لرجل فرها أَي انْظُر إِلَى ستها فِي
الحَدِيث من اتخذ فرزا فَهُوَ لَهُ الفرز النَّصِيب المفروز وَقد فرزت
الشَّيْء وأفرزته إِذا قسمته
فِي الحَدِيث كره الْفرس فِي الذَّبَائِح قَالَ أَبُو عبيد هُوَ أَن
تكسر رَقَبَة الذَّبِيحَة قبل أَن تبرد
فِي الحَدِيث أَنا أَفرس بِالرِّجَالِ مِنْك أَي أعلم يُقَال رجل فَارس
بِالْأَمر بَين الفراسة بِكَسْر الْفَاء فَأَما الفراسة بِفَتْحِهَا
فَمن الفروسية
وَمِنْه علمُوا رجالكم العوم والفراسة يَعْنِي الْعلم بركوب الْخَيل
وركضها
قَوْله اتَّقوا فراسة الْمُؤمن أَي نظرة فِي البواطن
(2/184)
فِي حَدِيث يَأْجُوج فيصبحون فرس أَي
قَتْلَى مفروسين وأصل الْفرس دق الْعُنُق يُقَال فرس الذِّئْب الشَّاة
قَالَ عمر لَيْسَ فِي الفرسك عشر يَعْنِي الخوج
قَوْله وَلَو فرسن شَاة وَهُوَ للشاة بِمَنْزِلَة الْحَافِر للْفرس
قَالَ حُذَيْفَة مَا بَيْنكُم وَبَين أَن يصب عَلَيْكُم الشَّرّ فراسخ
إِلَّا موت رجل قَالَ ابْن شُمَيْل كل شَيْء كثير دَائِم فَرسَخ
وَمِنْه أَخذ الفرسخ فِي الأَرْض
فِي الحَدِيث أفشى الله عَلَيْهِ صنيعته أَي كثر عَلَيْهِ معاشه
فَشَغلهُ عَن الْآخِرَة وَقد رَوَاهُ أَبُو عبيد الْهَرَوِيّ أفسد
عَلَيْهِ وَذَاكَ لَا يعرف
وَنَهَى عَن افتراش السَّبع فِي الصَّلَاة وَهُوَ أَن يلصق الرجل
ذِرَاعَيْهِ بِالْأَرْضِ فِي السُّجُود
فِي الحَدِيث إِلَّا أَن يكون مَالا مفترشا أَي مَغْصُوبًا قد انبسطت
فِيهِ الْأَيْدِي بِغَيْر حق يُقَال افترش فلَان عرض فلَان
قَوْله الْوَلَد للْفراش أَي لمَالِك الْفراش وَهُوَ الزَّوْج
فِي ذكر الجدب وَترك الفريش مستملكا قَالَ القتيبي
(2/185)
الفريش الَّتِي وضعت حَدِيثا كالنفساء
وَقَالَ فِي مَوضِع آخر الفريش من نَبَات الأَرْض مَا انبسط عَلَى وَجه
الأَرْض وَلم يقم عَلَى سَاق وَكَأَنَّهُ مفروش عَلَيْهَا وَقَالَ
الْأَزْهَرِي الفريش الْموضع الَّذِي يكثر فِيهِ النَّبَات والمستملك
والمستحنك الشَّديد السوَاد من الاحتراق
فِي الحَدِيث فَجَاءَت الْحمرَة فَجعلت تفرش وَهُوَ أَن تقرب من
الأَرْض وترفرف بجناحيها وَقَالَ الْأَصْمَعِي المنقلة من الشجاج
الَّتِي تخرج مِنْهَا الْعِظَام وَهِي قشرة تكون عَلَى الْعظم دون
اللَّحْم
وَكَانَ ابْن عمر لَا يفرشح رجلَيْهِ فِي الصَّلَاة أَي لَا يلصقها
الفرشحة أَن يفرج بَين رجلَيْهِ ويباعد إِحْدَاهمَا عَن الْأُخْرَى
فِي الحَدِيث خذي فرْصَة وَهِي الْقطعَة من الصُّوف أَو الْقطن يُقَال
فرصت الشَّيْء إِذا قطعته بالمفراص
فِي الحَدِيث إِنِّي لأكْره أَن أرَى الرجل ثائرا فريص رقبته قَائِما
عَلَى مريته يضْربهَا الْفَرِيضَة هِيَ اللحمة بَين الْجنب والكتف لَا
تزَال ترْعد من الدَّابَّة وَالْمرَاد شدَّة الْغَضَب الَّذِي يُحَرك
عصبَة الرَّقَبَة وَيجوز أَن يكون المُرَاد شعر الفريص
فِي الحَدِيث أَخَذتهَا الفرصة وَهِي ريح يكون مِنْهَا الجدب والعامة
تَقُولهَا بِالسِّين
(2/186)
قَوْله لكم فِي الْوَظِيفَة الْفَرِيضَة
الْفَرِيضَة الهرمة وَهِي الفارض وَفِي لفظ لكم الفارض
فِي حَدِيث عمر اتخذ قدحا فِيهِ فرض وَهُوَ الحز
فِي حَدِيث مَرْيَم لم يفترضها ولد أَي قبل الْمَسِيح
قَالَ ابْن الزبير اجعلوا السيوف للمنايا فرضا الْفَرْض المسارع إِلَى
المَاء يَقُول اجعلوا السيوف طرقا إِلَى المنايا أَي تعرضوا
للشَّهَادَة
فِي حَدِيث الدَّجَّال إِن أمة كَانَت فرضاحية قَالَ ابْن الْأَعرَابِي
أَي ضخمة عَظِيمَة
فِي الحَدِيث وتفارط الْغَزْو أَي تقدم وتباعد
فِي الدُّعَاء للطفل اجْعَلْهُ فرطا أَي أجرا مُتَقَدما
وَأَنا فَرَطكُمْ أَي متقدمكم وأفرط فلَان ابْنه أَي قدمه
قَوْله أَنا والنبيون فراط القاصفين أَي متقدمون فِي الشَّفَاعَة لعالم
كثير
فِي حَدِيث شيعَة الدَّجَّال وخفافهم مفرطمة قَالَ اللَّيْث الفرطمة
منقار الْخُف إِذا كَانَ طَويلا محدد الرَّأْس
(2/187)
قَوْله لَا فرع قَالَ أَبُو عبيد الْفَرْع
والفرعة بِفَتْح الرَّاء هُوَ أول مَا تلده النَّاقة وَكَانُوا يذبحون
ذَلِك لآلهتهم فنهي الْمُسلمُونَ
واختصم قوم فَقَامَ ابْن عَبَّاس يفرع بَينهم أَي يحجز بَينهم فَهُوَ
مثل يفرق
وَمثله فِي الحَدِيث جَاءَتْهُ جاريتان فأخذتا بركبتيه ففرع بَينهمَا
أَي فرق
فِي الحَدِيث أعْطى العطايا يَوْم حنين فارعة أَي من رَأس الْغَنَائِم
قبل أَن تخمس
قَالَ الشّعبِيّ كَانَ شُرَيْح يَجْعَل الْمُدبر من الثُّلُث وَكَانَ
مَسْرُوق يَجعله فارعا من المَال أَي مرتفعا عَالِيا
فِي الحَدِيث عَلَى أَن لَهُم فراعها الفراع أعالي الْجبَال يُقَال جبل
فارع إِذا كَانَ عَالِيا
فِي الحَدِيث وَكَانَت سَوْدَة تفرع النِّسَاء أَي تطولهن وَقد سميت
الْمَرْأَة فارعة قيل لعمر الفرعان أفضل أم الصلعان فَقَالَ الفرعان
قَالَ الْأَصْمَعِي كَانَ أَبُو بكر أفرع وَكَانَ عمر أصلع فَأَرَادَ
تَفْضِيل أَبَا بكر عَلَيْهِ والأفرع الوافي الشّعْر لم يذهب مِنْهُ
شَيْء
(2/188)
فِي الحَدِيث حملنَا رَسُول الله صلى الله
عليه وسلم عَلَى حمَار لنا قطوف فبرك عَلَيْهِ فَإِذا هُوَ فرَاغ لَا
يُسَايِر أَي سريع الْمَشْي وَاسع الخطى
فِي الحَدِيث من اسْتَطَاعَ أَن يكون كصاحب فرق الأزر فَلْيَكُن قَالَ
ثَعْلَب الْفرق بِفَتْح الرَّاء اثْنَا عشر مدا
وَمِنْه الحَدِيث كَانَ يغْتَسل من إِنَاء يُقَال لَهُ الْفرق وَقَالَ
غَيره هُوَ إِنَاء يَأْخُذ سِتَّة عشر رطلا قَالَ ابْن فَارس تفتح راؤه
وتسكن قَالَ الْأَزْهَرِي كَلَام الْعَرَب بِالتَّحْرِيكِ
قَوْله مَا ذئبان عاديان فِي فريقة غنم الفريقة الْقطعَة من الْغنم تشذ
عَن معظمها وَيُقَال هِيَ الْغنم الضَّالة
وَكَانَ لأبي ذَر فرق وَهُوَ القطيع من الْغنم
(2/189)
وَقَالَ عُثْمَان لرجل كَيفَ تركت أفاريق
الْعَرَب وَهُوَ جمع أفراق وأفراق جمع فرق
قَوْله كَأَنَّهُمَا فرقان من طير أَي قطعتان
فِي الحَدِيث فوضعوا الْمِنْشَار عَلَى مفرق رَأسه أَي عَلَى وَسطه
حَيْثُ يتفرق الشّعْر
وَقَالَ عمر فرقوا عَن الْمنية وَاجْعَلُوا الرَّأْس رَأْسَيْنِ
الْمَعْنى إِذا اشتريتم رَقِيقا أَو غَيره من الْحَيَوَان فاشتروا
بِثمن الرَّأْس رَأْسَيْنِ فَإِن مَاتَ وَاحِد بَقِي الآخر فَهَذَا
التَّفْرِيق عَن الْمنية وَهِي الْمَوْت
لقب رَسُول الله عمر الْفَارُوق لِأَنَّهُ أخرج رَسُول الله من دَار
الخيزران بعد استتاره أَو لِأَنَّهُ يفرق بَين الْحق وَالْبَاطِل
فِي الحَدِيث لَا يفرك مُؤمن مُؤمنَة
وَقَالَ رجل تزوجت شَابة وأخاف أَن تفركني فَقَالَ الفرك من
الشَّيْطَان الفرك بِكَسْر الْفَاء أَن تبغض الْمَرْأَة الزَّوْج
يُقَال فركته تفركه فركا فَهِيَ فروك
(2/190)
وَقَالَ عمر لِابْنِ عَبَّاس قد كَانَ يبلغ
عَنْك أَشْيَاء كرهت أَن أفرك عَنْهَا أَي أكشفها عَلَيْك
كتب عبد الْملك إِلَى الْحجَّاج يَا بن المستفرمة بحب الزَّبِيب الفرم
أَن تضيق الْمَرْأَة فرجهَا بالأشياء العفصة
وَجلسَ الْخضر عَلَى فَرْوَة بَيْضَاء فاهتزت تَحْتَهُ خضراء المُرَاد
بالفروة الأَرْض الْيَابِسَة
من دُعَاء عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام اللَّهُمَّ سلط عَلَيْهِم فَتى
ثَقِيف يلبس فروتها أَي يتمتع بنعمتها وَالْمرَاد الْحجَّاج وَيُقَال
إِنَّه ولد فِي السّنة الَّتِي دَعَا فِيهَا عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام
فِي حَدِيث عمر أَن الْأمة قد أَلْقَت فَرْوَة رَأسهَا يَعْنِي الْخمار
فِي الحَدِيث إِن الْكَافِر إِذا قرب الْمهل من فِيهِ سَقَطت فَرْوَة
وَجهه أَي جلدته وَقد صحف هَذَا الْهَرَوِيّ فَقَالَ سَقَطت قرقرة
وَجهه قَالَ وَهِي الْجلْدَة قَوْله يفري فريه أَي يعْمل عمله
قَالَ ابْن عَبَّاس كل مَا أفرى الْأَوْدَاج أَي شقها قَالَ أَبُو عبيد
أفريت الثَّوْب وأفريت الْجلد إِذا شققتهما فَإِذا قلت فريت الشَّيْء
فَمَعْنَاه أَن يقدره ويصلحه كالنطع والنعل وفريت الأَرْض
(2/191)
سترتها وَقَالَ الْأَصْمَعِي وَأَبُو
عُبَيْدَة فريت الشَّيْء وأفريته إِذا قطعته
قَوْله إِن أفرى الفرى أَن يري الرجل عَيْنَيْهِ مَا لم تريا الفرى جمع
فِرْيَة والفرية الكذبة
بَاب الْفَاء مَعَ الزَّاي
ضرب رجل أنف سعد ففزره أَي شقَّه
وَقَالَ عَمْرو بن معدي كرب يصف نَفسه إِنَّهَا المفرعة أَي تنزل بهَا
الأفزاع فتجليها وَهَذَا مثل قَوْلهم فلَان مغلب أَي غَالب وَيكون
المفزع الَّذِي كشف عَنهُ الْفَزع
قَوْله إِنَّكُم لتكثرون عَنهُ الْفَزع أَي عِنْد الْإِعَانَة والإنجاد
يُقَال فزع إِذا أغاث وفزع إِذا اسْتَغَاثَ
وَقَوله فزع أهل الْمَدِينَة لَيْلَة أَي استصرخوا
وَفِي الحَدِيث إِن رَسُول الله نَام فَفَزعَ وَهُوَ يضْحك قَالَ
الْأَزْهَرِي مَعْنَاهُ هَب من نَومه
(2/192)
بَاب الْفَاء مَعَ السِّين
فِي صفته فسيح مَا بَين الْمَنْكِبَيْنِ أَي بعيد مَا بَينهمَا لسعة
صَدره
فِي حَدِيث أم زرع وبيتها فساح أَي وَاسع يُقَال بَيت فسيح وفساح ويروي
فياح وَالْمعْنَى وَاحِد
فِي الحَدِيث فَإِن يَد الله عَلَى الْفسْطَاط يَعْنِي الْمَدِينَة
الَّتِي تجمع النَّاس وأصل الْفسْطَاط بِنَاء مَعْرُوف من الخيم وَفِيه
سِتّ لُغَات فسطاط وفستاط وفساط بِضَم الْفَاء فِيهِنَّ وبكرهن
قَالَت أَسمَاء بنت عُمَيْس لعَلي إِن ثَلَاثَة أَنْت آخِرهم لأخيار
فَقَالَ عَلّي لأولادها فسكلتني أمكُم قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال
فسكل الْفرس إِذا جَاءَ أخر الْخَيل فِي الحلبة وَهُوَ الفسكول
(2/193)
فِي الحَدِيث لعن الله المفسلة وَهِي
الَّتِي تَقول إِذا أرادها الزَّوْج إِنِّي حَائِض لتفسله وتفتره وَلست
بحائض
وَاشْتَرَى حُذَيْفَة نَاقَة من رجلَيْنِ فَأخْرج كيسا فافتسلا
عَلَيْهِ أَي أزدلا عَلَيْهِ من الدَّرَاهِم وأصل من الفسل وَهُوَ
الرَّدِيء الرذل
بَاب الْفَاء مَعَ الشين
دخل أَعْرَابِي الْمَسْجِد ففشج الفشج تَفْرِيق مَا بَين الرجلَيْن
قَلِيلا وَبَعْضهمْ يرويهِ فشج بتَشْديد الشين قَالَ أَبُو عبيد الفشج
دون التفاج والتفشيج أَشد من الفشج قَالَ اللَّيْث تفشخت النَّاقة إِذا
تفرشحت لتبول أَو لتحلب
فِي قصَّة شُعَيْب لَيْسَ فِيهَا فشوش وَهِي الَّتِي ينفش لَبنهَا
بِسُرْعَة إِذا حلبت لسعة الإحليل
وَمِنْه أَن الشَّيْطَان يفش بَين أليتي أحدكُم أَي ينْفخ نفخا ضَعِيفا
(2/194)
قَالَ النَّجَاشِيّ لقريش هَل تفشغ فِيكُم
الْوَلَد قَالُوا نعم أَي فَشَا وَكَثُرت الْولادَة
وَكَذَلِكَ قَول الأشتر لعَلي عَلَيْهِ السَّلَام إِن هَذَا الْأَمر قد
تفشغ
وَفِي حَدِيث عمر إِن أهل الْبَصْرَة أَتَوْهُ وَقد تفشغوا قَالَ شمر
أَي لبسوا أحسن ثِيَابهمْ وَلم يتهيأوا
وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة أفشغ الثنيتين أَي ناتئهما قَوْله ضمُّوا
فَوَاشِيكُمْ وَهِي كل شَيْء ينتشر من المَال مثل الْغنم وَالْإِبِل
وَهِي الفاشية
بَاب الْفَاء مَعَ الصَّاد
وَكَانَ إِذا نزل عَلَيْهِ الْوَحْي تفصد عرقا أَي سَالَ
قَالَ الْحسن لَيْسَ فِي الفصافص صَدَقَة وَاحِدهَا فصفصة وَهُوَ القت
قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ الرّطبَة فَإِذا جف فَهُوَ قضب
(2/195)
فِي الحَدِيث نهَى عَن فصع الرّطبَة قَالَ
أَبُو عبيد هُوَ أَن يُخرجهَا من قشرها
فِي صفة كَلَامه فصل لَا نزر ولَا هذر أَي بَين متوسط
فِي الحَدِيث فَلَو علم كَانَت الفيصل بيني وَبَينه أَي القطيعة
التَّامَّة
فِي صفة الْجنَّة درة لَيْسَ فِيهَا فَصم وَلَا قَصم الفصم أَن ينصدع
الشَّيْء فَلَا يبين
فِي حَدِيث عَائِشَة فَيفْصم عَنهُ وَقد وعيت أَي يَنْقَطِع عَنهُ
وَمِنْه منفصم قَوْله لَهو أَشد تفصيا عَنهُ أَي خُرُوجًا وتفصيت عَن
هَذَا خرجت
بَاب الْفَاء مَعَ الضَّاد
قَالَ عمر لمعاوية تلافيت أَمرك وَهُوَ أَشد انفضاجا من حق الكهول أَي
أَشد استرخاء وضعفا من بَيت العنكبوت
(2/196)
فِي الحَدِيث وقف بِلَال بِبَاب رَسُول
الله حَتَّى فضحه الصُّبْح أَي دهمته فضحة الصُّبْح وَهِي بياضه
والأفضح الْأَبْيَض لَيْسَ بشديد الْبيَاض وَيروَى فصحه بالصَّاد أَي
بَينه
قَوْله إِذا فضحت المَاء فاغتسل يَعْنِي دفقته
وَسُئِلَ بَعضهم عَن الفضيخ وَهُوَ شراب يتَّخذ من الْبُسْر المفوخ
وَهُوَ المشدوخ
وَقَالَت عَائِشَة لمروان إِن رَسُول الله لعن أَبَاك فَأَنت فضَض من
لعنة رَسُول الله أَي قِطْعَة والفضض اسْم مَا انفض أَي تفرق وفضض
الْحَصَى مَا تفرق مِنْهُ
فِي الحَدِيث لَو أَن أحدا انفض مِمَّا صنع بِابْن عَفَّان أَي تقطع
وَرُوِيَ بِالْقَافِ والفضيض الطّلع أول مَا يطلع
فِي حَدِيث سطيح أَبيض فضفاض الرِّدَاء وَالْبدن كِنَايَة عَن لابسه
فِي الحَدِيث وَالْأَرْض فضفاض يُرِيد كَثْرَة الْمَطَر
قل رَسُول الله للْعَبَّاس لَا يفضض الله فَاك أَي لَا تسْقط أسنانك
وَأقَام الْفَم مقَام الْأَسْنَان
(2/197)
قَالَ خَالِد بن الْوَلِيد لفارس الْحَمد
لله الَّذِي فض خدمتكم أَي فرق جمعكم
فجَاء رجل بنطفة فافتضها أَي صبها يُقَال فض المَاء وافتضه أَي صبه فِي
الْمُعْتَدَّة كَانَ يُؤْتَى بطائر فتفض بِهِ أَي تكسر مَا هِيَ فِيهِ
من الْعدة بطائر تمسح بِهِ قبلهَا وتنبذه فَلَا يكَاد يعِيش وَرُوِيَ
فتفيض أَي تسرع نَحْو بَيت أَبَوَيْهَا
فِي الحَدِيث لَا يمْنَع فضل المَاء أَي مَا يفضل من سقِِي الزَّرْع
وَقيل هُوَ نفع الْبِئْر
فِي الحَدِيث إِذا عزب المَال قلت فواضله أَي إِذا بَعدت الضَّيْعَة قل
الْمرْفق مِنْهَا
فِي الحَدِيث ذكر حلف الفضول وَإِنَّمَا سمي بذلك لِأَنَّهُ قَامَ
(2/198)
بِهِ الْفضل بن الْحَارِث وَالْفضل بن
ودَاعَة وَالْفضل بن فضَالة تحالفوا عَلَى دفع الظُّلم ونصرة
الْمَظْلُوم
بَاب الْفَاء مَعَ الطَّاء
فِي صفة مُسَيْلمَة أفطأ الْأنف الفطأ الفطس
قَوْله كل مَوْلُود يُولد عَلَى الْفطْرَة قَالَ حَمَّاد بن سَلمَة
عَلَى معرفَة الله فلست واجدا أحدا إِلَّا وَهُوَ يقر بِأَن لَهُ صانعا
وَإِن سَمَّاهُ بِغَيْر اسْمه أَو عبد غَيره وَقَالَ غَيره عَلَى
الْخلقَة الَّتِي فطر عَلَيْهَا فِي بطن أمه من سَعَادَة أَو شقاوة
وَسُئِلَ عَن الْمَذْي فَقَالَ ذَاك الْفطر كَذَلِك رَوَاهُ أَبُو عبيد
بِفَتْح الْفَاء وَقَالَ سمي فطرا لِأَنَّهُ شبه بِالْفطرِ فِي الْحَلب
يُقَال فطرت النَّاقة أفطرها فطرا وَهُوَ الْحَلب بأطراف الْأَصَابِع
فَلَا يخرج اللَّبن إِلَّا قَلِيلا فَكَذَلِك الْمَذْي يخرج قَلِيلا
قَلِيلا
(2/199)
وَرَوَاهُ النَّضر بن شُمَيْل الْفطر بِضَم
الْفَاء وَهُوَ مَأْخُوذ من قَوْلهم تفطرت قدماه أَي سالتا وأصل الْفطر
الشق وَمِنْه فطر الصَّائِم لِأَنَّهُ يفتح فَاه
قَوْله قسمه بَين الفواطم وَهِي فَاطِمَة بنت رَسُول الله وَفَاطِمَة
بنت أَسد وَفَاطِمَة بنت حَمْزَة
بَاب الْفَاء مَعَ الْعين
فِي صفته كَانَ فَعم الأوصال الفعم الممتلئ الأوصال الْأَعْضَاء
فِي الحَدِيث لَو اطَّلَعت حوراء لأفعمت مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض
ريح مسك أَي ملأنه
قَالَ ابْن عَبَّاس لَا بَأْس للْمحرمِ بقتل الأفعو يَعْنِي الأفعى
فَقلب الْألف واوا
بَاب الْفَاء مَعَ الْغَيْن
فِي حَدِيث النَّابِغَة الْجَعْدِي كلما سقت لَهُ سنّ أَي طلعت قَوْلك
فغرفاه أَي فَتحه
فِي الحَدِيث سيد الرياض الفاغية قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ نور
(2/200)
الْحِنَّاء وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي أحسن
الرياحين وَقَالَ ثَعْلَب كل ضرب من الرياحين طيب وَقَالَ ابْن جرير
الطَّبَرِيّ الفاغية مَا انبتت الصَّحرَاء من الْأَنْوَار الريحة
الَّتِي لَا تزرع
وَسُئِلَ الْحسن عَن السّلف فِي الزَّعْفَرَان فَقَالَ إِذا فغى
وَيروَى أفغى يُرِيد إِذا نور
بَاب الْفَاء مَعَ الْقَاف
قَالَ عمر فِي نَاقَة مَا هِيَ بفقئ فتشرق عروقها قَالَ ابْن قُتَيْبَة
الفقئ الَّذِي يَأْخُذهُ دَاء وَرُبمَا شَرقَتْ عروقه ولحمه بِالدَّمِ
فينتفخ وَرُبمَا انفقأت كرشه من انتفاضه فَهُوَ الفقئ حِينَئِذٍ
قَالَ عبد الله بن جحش إِنَّا فقحنا وصأصأتم يُقَال فَفتح الجرو إِذا
فتح عَيْنَيْهِ وَقد سبق فِي الحَدِيث فِي بَاب الصَّاد وتفقح الْورْد
إِذا تفتح يَقُول أبصرنا رشدنا
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء من يتفقد تفقد أَي من طلب الْخَيْر فِي
النَّاس فَقده لِأَنَّهُ لَا يجد فيهم من يرتضيه
قَالَ الشّعبِيّ فقرات ابْن آدم ثَلَاث يَوْم ولد وَيَوْم يَمُوت
وَيَوْم يبْعَث حَيا الفقرات الْأُمُور الْعِظَام
كَمَا قيل فِي عُثْمَان استحلوا مِنْهُ الْفقر الثَّلَاث حُرْمَة
الشَّهْر الْحَرَام والبلد الْحَرَام وَحُرْمَة الْخلَافَة
وَقَالَت عَائِشَة ركبُوا مِنْهُ الْفقر الْأَرْبَع والفقر خَرَزَات
الظّهْر الْوَاحِدَة فقرة فَضربت الْفقر مثلا وأرادت ركبُوا مِنْهُ
أَربع حرم قد ذكرنَا
(2/201)
مِنْهَا ثَلَاثًا وَالرَّابِعَة حُرْمَة
صحبته وصهره
فِي حَدِيث سعد فَأَشَارَ إِلَى فقر فِي أَنفه أَي شقّ وحز
فِي الحَدِيث فطرحنا المفاتيح فِي فَقير قَالَ ابْن قُتَيْبَة
الْفَقِير بِئْر يحْفر فِي أصل الفسيلة إِذا حولت ويطرح فِيهَا البعر
والسرجين
وَفِي حَدِيث سلمَان أَنه أَحْيَا النّخل بالفقير أَي بالبئر
قَالَ عمر افْتقر امْرُؤ الْقَيْس عَن معَان عور أَي فتح قَالَ ثَعْلَب
سمي السَّيْف ذَا الفقار لِأَنَّهُ كَانَت فِيهِ حفر صغَار حسان
وَقَالَ الْوَلِيد بن يزِيد بن عبد الْملك أفقر بعد مسلمة الصَّيْد لمن
رَمَى أَي أمكن من أَرَادَ رمي الْإِسْلَام بعده وَكَانَ مسلمة صَاحب
مغاز
فِي الحَدِيث من الفواقر كَذَا وَهِي الدَّوَاهِي
وَنَهَى ابْن عَبَّاس عَن التفقيع فِي الصَّلَاة وَهِي الفرقعة
فِي الحَدِيث وَإِن تفاقعت عَيْنَاك أَي رمضتا
فِي الحَدِيث وَعَلَيْهِم خفاف لَهَا فقع أَي خراطيم يُقَال خف مفقع
أَي مخرطم وَقَوله من حفظ مَا بَين فقميه وهما اللحيان وَالْمرَاد
اللِّسَان
(2/202)
وَلما صَارَت الْعَصَا حَيَّة وضعت فقما
لَهَا أَسْفَل وفقما لَهَا فَوق قَوْله تفقهه فِي الدَّين أَي تفهمه
وَلعن النائحة والمستفقهة أَي الَّتِي تفقه قَوْلهَا وتتلقفه لتجيبها
عَنهُ
وَنزل سلمَان عَلَى نبطية فَقَالَ هَل هَاهُنَا مَكَان نظيف أصلى فِيهِ
فَقَالَت طهر قَلْبك وصل حَيْثُ شِئْت فَقَالَ سلمَان فقهت قَالَ شمر
أَي فهمت الْمَعْنى وَلَو قَالَ فقهت بِضَم الْقَاف كَانَ الْمَعْنى
صَارَت فقيهة
بَاب الْفَاء مَعَ الْكَاف
فِي الحَدِيث فك الرَّقَبَة أَن تعين فِي عتقهَا
فِي الحَدِيث وَبَقِي قوم يتفكنون أَي يتندمون والفكنة الندامة
كَانَ زيد بن ثَابت من أفكه النَّاس إِذا خلا بأَهْله قَالَ أَبُو عبيد
الْفَاكِه المازح والمتفكهون الْأُمَّهَات يَعْنِي الَّذين يشتمونهن
ممازحين بِهِ
(2/203)
بَاب الْفَاء مَعَ اللَّام
فِي صفة مجْلِس رَسُول الله لَا تنثى فلتاته أَي ذلاته وَالْمعْنَى لم
يكن فِي مَجْلِسه فلتات فتنثى تَقول فثوت الحَدِيث إِذا ذكرته
كَانَت بيعَة أبي بكر فلتة أَي بَغْتَة وَإِنَّمَا عوجل بهَا لِئَلَّا
يطْمع فِي الْخلَافَة من لَا يسْتَحق الفلتة كل شَيْء فعل عَلَى غير
روية
قَوْله فَإِذا أَخذ الظَّالِم لم يفلته وَقَالَ الْأَزْهَرِي الْمَعْنى
لم ينفلت مِنْهُ وَيكون الْمَعْنى لم يفلته أحد أَي لم يخلصه شَيْء
قَالَ رجل إِن أُمِّي أفتلتت نَفسهَا أَي مَاتَت فَجْأَة وَيروَى بِنصب
النَّفس
قَالَ رجل إِن أُمِّي أفتلتت نَفسهَا أَي مَاتَت فَجْأَة وَيروَى بِنصب
النَّفس فِي الحَدِيث وَهُوَ من بردة لَهُ فلتة أَي ضيقَة يُقَال بردة
فلتة وفلوت
وَفِي حَدِيث ابْن عمر وَعَلِيهِ بردة فلوت وَالْمرَاد أَنَّهَا
صَغِيرَة تفلت من يَده إِذا اشْتَمَل بهَا
فِي صفته كَانَ أفلج الْأَسْنَان الفلج تبَاعد مَا بَين الثنايا
والرباعيات وَالْفرق فُرْجَة بَين الثنيتين
(2/204)
وَمِنْه قَوْله وَالْمُتَفَلِّجَات
لِلْحسنِ وَهن اللواتي يتكلفن تفريج مَا بَين الثنايا والرباعيات
بصناعة
فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِن الْمُسلم مَا لم يغش دناءة
كالياسر الفالج أَي القامر والياسر صَاحب الميسر
وَمِنْه حَدِيث سعد وَبعثت سهمي الفالج
وَبعث عمر حُذَيْفَة وَعُثْمَان بن حنيف إِلَى السوَاد ففلجا
الْجِزْيَة عَلَى أَهلهَا أَي قسماها وَأَصله من الفلج وَهُوَ
الْمِكْيَال الَّذِي يُقَال لَهُ الفالج وَأَصله سرياني يُقَال لَهُ
فالغا فعرب فَقيل فالج وفلج
وَقَول الْمُؤَذّن حَيّ عَلَى الْفَلاح أَي هلموا إِلَى سَبَب
الْبَقَاء فِي الْجنَّة
وَمِنْه قَول أبي الدحداح بشرك الله بِخَير وفلج
فِي الحَدِيث حَتَّى خشينا أَن يفوتنا الْفَلاح يَعْنِي السّحُور وَسمي
فلاحا من الْبَقَاء فبعضهم يَقُول لِأَنَّهُ بَقَاء فِي الْخَيْر
وَبَعْضهمْ يَقُول لِأَن بَقَاء الصَّوْم بِهِ
قَالَ ابْن مَسْعُود إِذا قَالَ لامْرَأَته استفلحي بِأَمْرك قَالَ
أَبُو عبيد مَعْنَاهُ أضفري بِأَمْرك واشتدي بِهِ
فِي الحَدِيث لَوْلَا شَيْء لضَرَبْت فلحتك بِنصب اللَّام يَعْنِي
(2/205)
مَوضِع الفلح وَهُوَ الشق فِي الشّفة
والفلح الشق وَبِه سمي الْفَلاح
فِي الحَدِيث وتقيء الأَرْض أفلاذ كَبِدهَا قَالَ الْأَصْمَعِي الأفلاذ
جمع فلذ وَهِي الْقطعَة من اللَّحْم تقطع طولا أَي تخرج الْكُنُوز
المدفونة قَالَ ابْن السّكيت الفلذ لَا يكون إِلَّا للبعير وَهُوَ
قِطْعَة من كبده وقيء الأَرْض إِخْرَاج ذَلِك
قَالَ عمر لَو شِئْت دَعَوْت بأفلاذ يَعْنِي الأكباد
فِي الحَدِيث أأضرب فلاطا أَي فَجْأَة لُغَة هذلية
فِي حَدِيث الصِّرَاط عَلَيْهِ حسك مفلطحة أَي فِيهَا سَعَة وتدوير
وَقَالَ ابْن مَسْعُود إِذا ضنوا عَلَيْك بالمفلطحة قَالَ الْخطابِيّ
الرقَاق
(2/206)
الَّتِي قد فلطحت أَي بسطت وَقَالَ غَيره
هِيَ الدَّرَاهِم وَكَانَ بَنو مَرْوَان يضربونها وَاسِعَة وَفِي
رِوَايَة المطلفحة فَتكون من المقلوب
قَوْله إِذن تفلغ رَأْسِي كَمَا تفلغ العترة أَي تشق والعترة نبت
وَكَانَ ابْن عمر يخرج يَدَيْهِ وهما متفلغتان أَي متشققتان
قَالَت عَائِشَة كَانَ يرَى الرُّؤْيَا فتأتي كفلق الصُّبْح تُشِير
إِلَى إنارته وَصِحَّته
فِي الحَدِيث وفلق الْخبز الفلقة الكسرة
فِي صفة الدَّجَّال رجل فيلق أَي عَظِيم وَأَصله أَن الفيلق الكتيبة
الْعَظِيمَة
وَسُئِلَ الشّعبِيّ عَن مَسْأَلَة فَقَالَ مَا يَقُول فِيهَا هَؤُلَاءِ
المفاليق وهم الَّذين لَا مَال لَهُم كالمفاليس الْوَاحِد مفلاق شبه من
لَا علم لَهُ بهم
فِي حَدِيث أم زرع أَو فلك أَي كسرك
قَالَ عبد خير أسرعت إِلَى عَلّي لأسأله عَن وَقت الْوتر فَإِذا هُوَ
يتفلفل قَالَ ابْن الْأَعرَابِي يُقَال جَاءَ فلَان متفلفلا إِذا جَاءَ
والسواك فِي فَمه يشوصه بِهِ قَالَ القتيبي لَا أعرف يتفلفل بِمَعْنى
يستاك وَلَعَلَّه يتتفل
(2/207)
لِأَن من استاك تفل قَالَ أَبُو عبد
الرَّحْمَن السّلمِيّ خرج علينا عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ
يتقلقل بقافين أَي وَهُوَ مسرع
صعد مُعَاوِيَة الْمِنْبَر وَفِي يَده فليلة وطريدة وَقَالَ هَذَانِ
حرَام قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الفليلة الكبة من الشّعْر والطريدة
الْخِرْقَة الطَّوِيلَة من الْحَرِير
قَالَ ابْن عَبَّاس أَمر الدَّم بِمَا كَانَ قَاطعا من ليطة فالية أَي
قَاطِعَة وَيُقَال للسكين فالية
فِي الحَدِيث أَي فل ألم أجعَل لَك سمعا وبصرا قَالَ الْأَصْمَعِي
يُقَال يَا فل وَيَا فلاة قَالَ الْخَلِيل تصغيره فلين قَالَ ابْن
السّكيت تَقول لقِيت فلَانا إِذا كنيت عَن الْآدَمِيّين فَإِذا كنيت
عَن الْبَهَائِم قلته بِالْألف وَاللَّام تَقول حلبت الفلانة
فِي صفة الدَّجَّال أقمر فيلم وَفِي لفظ فيلمانيا قَالَ شمر هُوَ
الْعَظِيم الجثة وَرَأَيْت فيلما من الْأَمر أَي عَظِيما
بَاب الْفَاء مَعَ النُّون
فِي صفة عمر ففنخ الْكَفَرَة أَي أذلها وقهرها
قَوْله مَا ينْتَظر أحدكُم إِلَّا مَرضا مفندا يُقَال أفند الرجل إِذا
كثر كَلَامه من الخرف وأفنده الْكبر
وَفِي حَدِيث أم معبد لَا عَابس وَلَا مُفند وَهُوَ الَّذِي لَا
فَائِدَة
(2/208)
من كَلَامه لخرف أَصَابَهُ
قَوْله إِلَّا أَنِّي أولكم وَفَاة تتبعوني أفنادة يهْلك بَعضهم
بَعْضًا وَالْمعْنَى أَنهم يصيرون قوما مُخْتَلفين يقتتلون
وَلما توفّي رَسُول الله صَلَّى عَلَيْهِ النَّاس أفنادا أَي فُرَادَى
بِلَا إِمَام وَقَالَ رجل إِنِّي أُرِيد أَن أفند فرسا قَالَ
الْأَزْهَرِي الْمَعْنى أرتبطه فأتخذه كالحصن ألجأ إِلَيْهِ كَمَا يلجأ
إِلَى الفند من الْجَبَل وفند الْجَبَل شمراخه
وَقَالَ أَبُو محجن
(وَقد أَجود وَمَا مَالِي بِذِي فنع ... وأكتم السِّرّ فِيهِ ضَرْبَة
الْعُنُق)
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الفنع والفنيع المَال الْكثير
قَوْله أَمرنِي جِبْرِيل أَن أتعاهد فنيكي عِنْد الْوضُوء قَالَ شمر
الفنيكان طرفا اللحيين العظمان الناشزان أَسْفَل من الْأذن بَين الصدغ
والوجنة وَقَالَ اللَّيْث هما الطرفان اللَّذَان يتحركان من الماضغ دون
الصدغين وَمن جعل الفنيك وَاحِدًا فِي الْإِنْسَان فَهُوَ مجمع اللحيين
وسط الذقن
فِي صفة أهل الْجنَّة أولو أفانين أَي جمم وَهُوَ جمع أفنان وأفنان جمع
فنن وَهُوَ الْخصْلَة من الشّعْر شبه بالغصن
قَالَ أبان بن عُثْمَان مثل اللّحن فِي السّري مثل التفنين فِي
الثَّوْب التفنين الْبقْعَة السخيفة فِي الثَّوْب الصفيق
(2/209)
بَاب الْفَاء مَعَ الْوَاو
فِي الحَدِيث إِن عَائِشَة زوجت ابْنة أَخِيهَا عبد الرَّحْمَن وَهُوَ
عَاتب فَقَالَ أمثلي يفتات عَلَيْهِ تَقول لكل من أحدث شَيْئا دُونك من
أمورك قد افتات عَلّي أَي استبد بِرَأْيهِ دوني
فِي الحَدِيث إِن رجلا تفوت عَلَى أَبِيه فِي مَاله وَهُوَ من الْفَوْت
وَهُوَ أَن الابْن فَاتَ أَبَاهُ بِمَال نَفسه فوهبه وبذرة دون
إِطْلَاق أَبِيه فَأمره رَسُول الله برد ذَلِك
فِي الحَدِيث أكره موت الْفَوات يَعْنِي موت الْفجأَة قَالَ ابْن
قُتَيْبَة هُوَ من قَوْلك فَاتَنِي فلَان بِكَذَا أَي سبقني
فِي الحَدِيث كل نائلة تفيخ يَعْنِي خُرُوج الرّيح فَإِذا جعلت
الْفِعْل الصَّوْت قلت فاخ يفوخ فَأَما الرّيح فَيُقَال فاح يفوح
فِي الحَدِيث كَانَ أَكثر شَيْبه فِي فودي رَأسه الفودان ناحيتا
الرَّأْس كل شقّ مِنْهُمَا فود
قَالَ مُعَاوِيَة لرجل مَا عطاؤك قَالَ أَلفَانِ وَخَمْسمِائة قَالَ
مَا بَال العلاوة بَين الفودين الفودان العدلان كل وَاحِد مِنْهُمَا
فود
فِي حَدِيث سطيح
(2/210)
أم فازلم بِهِ شأو العنن
فَازَ مَاتَ ويروي فاد وَالْمعْنَى وَاحِد
قيل لد غفل بِمَ ضبطت الْعلم قَالَ بمفاوضة الْعلمَاء أَي بمذاكرتهم
قَوْله حَتَّى تذْهب فوعة الْعشَاء أَي أول الظلمَة وفوعة النَّهَار
أَوله وفوعة الطّيب أول مَا يفوح مِنْهُ وَيروَى بالغين وهما لُغَتَانِ
قَالَ الأشتر لعَلي أَنْظرنِي فوَاق نَاقَة أَي انتظرني قدر مَا بَين
حلبتين
فِي حَدِيث أم زرع وترويه فيقة اليعرة الفيقة مَا يجْتَمع فِي الضَّرع
بَين الحلبتين
فِي حَدِيث أبي مُوسَى أما أَنا فأتفوقه تفوق اللقوح يَعْنِي قِرَاءَة
الْقُرْآن يَقُول لَا أَقرَأ جزئي فِي مرّة وَلَكِن شَيْئا بعد شَيْء
مَأْخُوذ من فوَاق النَّاقة وَذَلِكَ أَنَّهَا تحلب ثمَّ تتْرك ثمَّ
تحلب
قَالَ ابْن مَسْعُود وَلم نأل عَن خيرنا ذَا فَوق وَالْمعْنَى ولينا
أعلانا سَهْما ذَا فَوق قَالَ أَبُو عبيد لم يقل خيرنا سَهْما
لِأَنَّهُ قد يُقَال لَهُ سهم وَإِن لم يصلح فَوْقه وَلَا أحكم عمله
فَإِذا أحكم فَهُوَ ذُو فَوق فالفوق مَوضِع الْوتر يُقَال فَوق وفوقة
فِي الحَدِيث فَلَمَّا تفوه البقيع أَي دخل فِي البقيع وَهِي فوهة
البهر
(2/211)
بَاب الْفَاء مَعَ الْهَاء
إِن دخل فَهد أَي نَام وغفل عَن معايب الْبَيْت تصفه بِحسن الْخلق
فِي الحَدِيث نهَى عَن الفهر رَوَاهُ ابْن قُتَيْبَة بتسكين الْهَاء
وَأَبُو عَمْرو الزَّاهِد بِفَتْحِهَا وَكَذَلِكَ ذكره الْأَزْهَرِي
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي أفهر الرجل إِذا كَانَ مَعَ جَارِيَته وَفِي
الْبَيْت أُخْرَى تسمع حسه قَالَ والإفهار أَيْضا أَن يَخْلُو بالجارية
وَمَعَهُ أُخْرَى فَرُبمَا أكسل عَن هَذِه فَيقوم فَينزل فِي
الْأُخْرَى
فِي الحَدِيث كَأَنَّهُمْ الْيَهُود خَرجُوا من فهرهم أَي مَوضِع
مدارسهم كلمة نبطة عربت
قَوْله فيدني من الْجنَّة فتنفهق لَهُ أَي تنفتح
وَمِنْه أبغضكم إِلَيّ المتفيهقون وهم الَّذين يتوسعون فِي الْكَلَام
ويفتحون بِهِ أَفْوَاههم مَأْخُوذ من الفهق وَهُوَ الامتلاء يُقَال
أفهقت الْإِنَاء
قَالَ أَبُو عُبَيْدَة لعمر وَقد ذكره لِلْبيعَةِ مَا رَأَيْت مِنْك
فهة فِي الْإِسْلَام قبلهَا أَي سقطة يُقَال رجل فة وفهية
(2/212)
بَاب الْفَاء مَعَ الْيَاء
فِي الحَدِيث فِئَام من النَّاس أَي جمَاعَة
قَوْله شدَّة الْحر من فيح جَهَنَّم قَالَ اللَّيْث الفيح سطوع الْحر
وَفِي الحَدِيث وَدم مفاح أَي سَائل
فِي الحَدِيث لَا يلين مفاء عَلَى مضيء قَالَ القتيبي المفاء الَّذِي
افتتحت كورته فَصَارَت فَيْئا يُقَال أفأت كَذَا فَأَنا مفيء وَذَلِكَ
الشَّيْء مفيء وَالْمعْنَى لَا يلين من افتتحت بلدته عَلَى من افْتتح
قَوْله وَمَا يفِيض بهَا لِسَانه أَي مَا يبين
فِي صفته مفاض الْبَطن أَي مستوي الْبَطن مَعَ الصَّدْر
فِي حَدِيث الدَّجَّال ثمَّ يكون عَلَى إِثْر ذَلِك الْفَيْض أَي
الْمَوْت
وَمِنْهَا حَكَى رَسُول الله عَن ربه عز وجل شدَّة الْفَيْض أَو
الْقَبْض شكّ الرَّاوِي والفيض من فاض الشَّيْء وَهَذَا إِشَارَة
إِلَيّ سَعَة الْعَطاء وَالْقَبْض ضد الْبسط فيسار بِهِ إِلَى الْمَنْع
وَهُوَ أليق هَاهُنَا لمكاملته الْعَطاء
(2/213)
فِي صفة الدَّجَّال أقمر فيلم وَفِي لفظ
فيلماني وَفِي لفظ فيلق وَهُوَ الْعَظِيم الجثة
فِي الحَدِيث مَا من مُؤمن إِلَّا وَله ذَنْب قد اعتاده الفينة بعد
الفينة أَي الْحِين بعد الْحِين
(2/214)
|