غريب الحديث لابن الجوزي

كتاب الْقَاف
بَاب الْقَاف مَعَ الْألف
قَالَ كَعْب من أَسمَاء النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِي الْكتب السالفة مار قليطا أَي يفرق بَين الْحق وَالْبَاطِل
وَحكم شُرَيْح فِي قَضِيَّة فَقَالَ لَهُ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام فاتوت أَي أصبت وَهِي كلمة رُومِية
بَاب الْقَاف مَعَ الْبَاء
قَالَ عمر فِي رجل ضربه فِي حد إِذا قب ظَهره فَردُّوهُ أَي إِذا يبس وجف
فِي الحَدِيث خير النَّاس القبيون قَالَ ثَعْلَب هُوَ الَّذين يسردون الصَّوْم حَتَّى تضمر بطونهم والقب الضمر
قَالَ عمار لرجل تنَاول عَائِشَة اسْكُتْ مقبوحا قَالَ شمر المقبوح الَّذِي يرد ويخسأ يُقَال قبحه الله أَي أبعده
قَوْله لَا تقبحوا الْوَجْه أَي لَا تنسبوه إِلَى الْقبْح أَو لَا تَقولُوا قبح الله وَجه فلَان

(2/215)


فِي حَدِيث أَن زرع فَلَا أقبح أَي لَا يرد عَلّي قولي لإكرامه إيَّايَ
قَالَ ابْن عَبَّاس ولد الدَّجَّال مقبورا قَالَ ثَعْلَب الْمَعْنى أَنه وضع وَعَلِيهِ جلدَة مصمتة لَيْسَ فِيهَا نقب فَقَالَت قابلته هَذِه سلْعَة وَلَيْسَ ولدا فَقَالَت والدته فِيهَا ولد وَهُوَ مقبور فشقوا عَنهُ فَاسْتهلَّ
فِي الحَدِيث وَعِنْده قبض من النَّاس أَي عدد كثير
ودعا رَسُول الله بِتَمْر فَجعل بِلَالًا يَجِيء بِهِ قبصا قبصا فَقَالَ أنْفق بِلَال القبص جمع قبصة وَهُوَ من القبص وَهُوَ الْأَخْذ بأطراف الْأَصَابِع وَالْقَبْض بالكف كلهَا وَقَوله أنْفق بِلَال رَوَاهُ ابْن قُتَيْبَة بِالرَّفْع أَي يَا بِلَال وَقَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد أنْفق بِلَالًا يُرِيد يَا بِلَالًا
فِي حَدِيث الْغَنَائِم ألقه فِي القبص القبص بِفَتْح الْبَاء اسْم لما قبص من الْمَغَانِم وَجمع
قَالَ أُسَامَة كساني رَسُول الله قبطية من ثِيَاب مصر وَجَمعهَا قَبَاطِي
وَكَانَت قبيعة سَيْفه من فضَّة القبيعة الَّتِي تكون عَلَى رَأس السَّيْف الَّذِي مُنْتَهى الْيَد إِلَيْهِ
قَالَ ابْن الزبير يصف رجلا قبع قبعة الْقُنْفُذ أَي أَدخل رَأسه واستخفى كَمَا تَفْعَلهُ الْقُنْفُذ
فِي الحَدِيث إِن مكيالكم لقباع أَي لذُو قَعْر

(2/216)


فِي الحَدِيث كَأَنَّهُ جمل قبعثري وَهُوَ الضخم
وكلم الله آدم قبلا وسواه قبلا أَي عيَانًا وَيجوز قبلا أَي مستأنفا للْكَلَام يُقَال سَقَى إبِله قبلا أَي اسْتَأْنف بهَا السَّقْي
فِي الحَدِيث إِن الْحق بقبل أَي وَاضح
فِي الحَدِيث قابلوا النِّعَال أَي اجعلوا لَهَا الْقبل وَهُوَ الزِّمَام وَكَانَ لنعله قبالان أَي زمامان
وَنَهَى أَن يضحى بِمُقَابلَة قَالَ الْأَصْمَعِي الْمُقَابلَة أَن يقطع من طرف أذنها شَيْء ثمَّ يتْرك مُعَلّقا
فِي حَدِيث الْجَسَّاسَة أهدب القبال يُرِيد كَثْرَة الشّعْر فِي قبالها يَعْنِي الناصية وَالْعرْف وقبال كل شَيْء وَقَبله مَا يستقبلك مِنْهُ وَقيل لهَذِهِ الدَّابَّة الْجَسَّاسَة لِأَنَّهَا تتجسس الْأَخْبَار للرِّجَال
وَأعْطِي بِلَال بن الْحَارِث معادن الْقبلية والقبلية من نَاحيَة الْفَرْع
فِي أَشْرَاط السَّاعَة أَن يرَى الْهلَال قبلا أَي سَاعَة يطلع لعظمه وَمثله انتفاج الْأَهِلّة
فِي الحَدِيث رَأَيْت عقيلا يقبل غرب زَمْزَم أَي يتلقاها ويأخذها وَكره عَطاء أَن يدْخل الْمحرم قبوا مقبوا قَالَ ابْن شُمَيْل قبوت الْبناء أَي دَفعته وَقيل القبو الطاق

(2/217)


بَاب الْقَاف مَعَ التَّاء
فتندلق أقتاب بَطْنه قَالَ أَبُو عبيد الأقتاب الأمعاء وَاحِدهَا قتب وقتيبة قَالَ وَقيل القتب مَا يحوى من الْبَطن أَي اسْتَدَارَ وَهِي الحوايا وَأما الأمعاء فَإِنَّهَا الأقصاب وَاحِدهَا قصب
فِي الحَدِيث لَا صَدَقَة فِي الْإِبِل القتوبة يَعْنِي الَّتِي تُوضَع الأقتاب عَلَى ظُهُورهَا للْعَمَل
قَوْله لَا يدْخل الْجنَّة قَتَّات يعْنى النمام يُقَال قت الحَدِيث يقت وادهن بِزَيْت غير مقتت أَي غير مُطيب
فِي الحَدِيث وَقد خلفتهم قترة رَسُول الله أَي غبرة الْخَيل
كَانَ أَبُو طَلْحَة يَرْمِي وَرَسُول الله يقتر بَين يَدَيْهِ أَي يُسَوِّي النصال وَقَالَ الْأَصْمَعِي القتر نصال الأهداف وَقَالَ اللَّيْث الأقتار سِهَام صغَار

(2/218)


فِي الحَدِيث تعوذوا بِاللَّه من قترة وَمَا ولد أَي إِبْلِيس وقترة اسْم لَهُ وَابْن قترة حَيَّة خبيثة تضرب فَتقْتل
فِي الحَدِيث إِن الْمَرْأَة قد رَأَتْ القتير يعْنى الشيب
قَوْله قَاتل الله الْيَهُود فِيهِ ثَلَاثَة أَقْوَال قَتلهمْ وعاداهم ولعنهم
قَوْله إِذا قتلتم فَأحْسنُوا القتلة القتلة بِكَسْر الْقَاف صُورَة الْقَتْل فِي الْمَار بَين يَدي الْمُصَلِّي قَاتله أَي دافعه
فِي الحَدِيث إِنَّهَا حسناء قتين القتين والقنيت القليلة الطّعْم
وَسُئِلَ عَن امْرَأَة كَانَ زَوجهَا مَمْلُوكا فَقَالَ إِن اقتوته فرق بَينهمَا أَي استخدمته والقتو الْخدمَة

(2/219)


بَاب الْقَاف مَعَ الثَّاء
جَاءَ أَبُو بكر بِمَالِه كُله يقثه أَي يجمعه والقث جمع الشَّيْء كُله
بَاب الْقَاف مَعَ الْحَاء
فِي الحَدِيث فَقُمْت إِلَى بكرَة قحدة وَهِي الْعَظِيمَة السنام والقحدة السنام وناقة مقحاد
فِي حَدِيث أم زرع زَوجي لحم قحر وَهُوَ الْبَعِير الْهَرم الْقَلِيل اللَّحْم يُقَال جمل قحر وقحارية أَي مهزول
وَقَالَ أَبُو وَائِل بت أقحز البارحة أَي أقلق
وَكَذَلِكَ قَالَ الْحسن لأمر بلغه عَن الْحجَّاج مَا زلت أقحز كَأَنِّي عَلَى الْجَمْر
قَوْله من جَامع فأقحط أَي فتر وَلم ينزل وَمِنْه قَوْلهم قحط الْمَطَر
وَسُئِلَ أَبُو هُرَيْرَة عَن قبْلَة الصَّائِم فَقَالَ إِنِّي لأقحفها قَالَ أَبُو

(2/220)


عبيد أَرَادَ شرب الرِّيق وترشفه يُقَال قحف الرجل الْإِنَاء إِذا شرب مَا فِيهِ
فِي الحَدِيث وَقد قحل أَي مَاتَ وَقد جيف جلده عَلَيْهِ والقحل التصاق الْجلد بالعظم من الهزال
وَمِنْه تَتَابَعَت سنُون أقحلت الظلْف
وَقَالَ ابْن مَسْعُود من لَقِي الله لَا يُشْرك بِهِ شَيْئا غفر لَهُ الْمُقْحمَات أَي الذُّنُوب الْعِظَام الَّتِي تقحم أَصْحَابهَا فِي النَّار
وَقَول عمر من سره أَن يتقحم جراثيم جَهَنَّم أَي يَقع فِيهَا وَيُقَال تقحمت بِهِ فرسه وناقته إِذا أسرعت بِهِ فَطَرَحته
وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِن للخصومة قحما أَي تقحم من المهالك
فِي صفة رَسُول الله لَا تَقْتَحِمُهُ عين من قصر أَي لَا تتجاوزه إِلَى غَيره احتقارا لَهُ وكل شَيْء ازدريته فقد اقتحمته
فِي الحَدِيث أقحمت السّنة نَابِغَة بني جعدة أَي أخرجته من الْبَادِيَة إِلَى الْحَضَر

(2/221)


بَاب الْقَاف مَعَ الدَّال
فَتَقول جَهَنَّم قدقد أَي حسبي
فِي الحَدِيث جعل الله للنَّاس قدحة نور القدحة اسْم مُشْتَقّ من اقتداح النَّار بالزبد والمقدح الحديدة والقداح الْحجر والمقدحة مَعْرُوفَة
فِي حَدِيث أم زرع تقدح قدرا أَي تغرف يُقَال قدح الْقدر إِذا غرف مَا فِيهَا
وَكَانَ عمر يُقَوِّمهُمْ فِي الصَّفّ كَمَا تقوم القداح القداح جمع قدح قدر وَهُوَ السهْم أول مَا يقطع تسمى قطعا ثمَّ يبرى فيسمى بريا ثمَّ يقوم فَيُقَال لَهُ الْقدح ثمَّ يراش ويركب فَهُوَ حِينَئِذٍ سهم
فِي الحَدِيث مَوضِع قدة فِي الْجنَّة خير من الدُّنْيَا أَي مَوضِع سَوط يُقَال للسوط الْقد فَأَما الْقد بِالْفَتْح فَهُوَ جلد السخلة
وَمِنْه أَن امْرَأَة أرْسلت إِلَى رَسُول الله بقد وَهُوَ سقاء صَغِير يتَّخذ من مسك السخلة وَيجْعَل فِيهِ اللَّبن وَقَالَ أَبُو بكر بن الْأَنْبَارِي

(2/222)


يجوز أَن يكون الْقد النَّعْل سميت قدا لِأَنَّهَا تقد من الْجلد
قَالَ الْأَوْزَاعِيّ لَا يقسم من الْغَنِيمَة للقديدين وهم أَتبَاع الْعَسْكَر
وَمن الْأَشْرِبَة المقدى وَهُوَ طلاء منصف مشبه بِمَا قد بنصفين وَقد رَوَاهُ أَبُو عبيد بتَخْفِيف الدَّال
فِي الحَدِيث قد جعله الله حبنا وقدادا الحبن السَّقْي فِي الْبَطن والقداد وجع الْبَطن
قَوْله فَإِن غم عَلَيْكُم فاقدروا لَهُ قَالَ أَكثر الْعلمَاء الْمَعْنى قدرُوا عدد التَّمام حَتَّى تكملوا ثَلَاثِينَ وَعَلَى رِوَايَة أَصْحَابنَا يكون مَعْنَى أقدروا لَهُ ضيقوا عددا يطلع فِي مثله وَهُوَ لَيْلَة الثَّلَاثِينَ من شعْبَان أَلا ترَاهُ يَقُول فِي حَدِيث آخر فأكملوا الْعدة
قَالَت عَائِشَة فاقدروا قدر الْجَارِيَة أَي انْظُرُوا فِي ذَلِك
فِي الحَدِيث سُبْحَانَ الْملك القدوس قَالَ الزّجاج القدوس الطَّاهِر وَقَالَ اللَّيْث هُوَ القدوس والمتقدس وَقَالَ الْأَزْهَرِي لم يَأْتِ فِي صِفَاته غير القدوس وَلَا يُقَال فِي صِفَاته متقدس
وَالْبَيْت الْمُقَدّس المطهر وَيُقَال بَيت الْمُقَدّس أَي الْمَكَان الَّذِي يتَطَهَّر فِيهِ من الذُّنُوب

(2/223)


قَوْله إِن روح الْقُدس يَعْنِي جِبْرِيل والقدس الطَّهَارَة قَالَ الْأَزْهَرِي مَعْنَاهُ روح الطَّهَارَة أَي خلق من طَهَارَة
وَمن هَذَا قَوْله لَا قدست أمه لَا يُؤْخَذ لضعيفها من قويها
فِي الحَدِيث فتقادع بهم جنبتا الصِّرَاط تقادع الْفراش فِي النَّار أَي تسقطهم فِي النَّار والتقادع التهافت
وَلما خطب رَسُول الله خَدِيجَة قَالَ عَمها هُوَ الْفَحْل لَا يُقْدَع أَنفه وَيروَى يقرع وَذَاكَ أَنه إِذا كَانَ الْفَحْل غير كريم فَأَرَادَ النَّاقة الْكَرِيمَة ضرب أَنفه بِالرُّمْحِ حَتَّى يرجع
وَمِنْه قَول أبي ذَر فَذَهَبت أقبل رَسُول الله فقد عني بعض أَصْحَابه وَكَذَلِكَ قَول الْحسن أقدعوا هَذِه النُّفُوس أَي كفوها
فِي الحَدِيث كَانَ عبد الله بن عمر قدعا أَي كثير الْبكاء والقدع انسلاق الْعين من كَثْرَة الْبكاء
فِي الحَدِيث فَجعلت أجد فِي فَدَعَا من مَسْأَلته أَي جنبا وانكسارا
وَقَوله حَتَّى يضع الْجَبَّار فِيهَا قدمه رُوِيَ عَن الْحسن أَنه قَالَ

(2/224)


حَتَّى يَجْعَل الله فِيهَا الَّذين قدمهم من شرار خلقه وأثبتهم لَهَا قَالَ الْأَزْهَرِي المُرَاد بالقدم الَّذين تقدم القَوْل بتخليدهم النَّار لِأَنَّهُ قَالَ تَعَالَى {لأملأن جَهَنَّم} و {يَوْم نقُول لِجَهَنَّم هَل امْتَلَأت وَتقول هَل من مزِيد} فَإِذا امْتَلَأت بِمن تقدم القَوْل بِأَنَّهُم يملئونها قَالَت حسبي أَي قد امْتَلَأت
وَقَالَ الْخطابِيّ إِنَّمَا أُرِيد بذلك الزّجر لَهَا والتسكين من غربها كَمَا يُقَال لِلْأَمْرِ تُرِيدُ إِبْطَاله وَضعته تَحت قدمي كَمَا قَالَ رَسُول الله أَلا إِن كل ذمّ ومأثرة تَحت قدمي وَهَذَا وَجه حسن لِأَنَّهَا لما اشتطت سكن من حدتها
فِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام غير نكل فِي قدم يُقَال رجل قدم إِذا كَانَ شجاعا قَالَ ابْن عَبَّاس فِي حق عبد الْملك إِن ابْن أبي العَاصِي مَشَى القدمية وَيروَى اليقدمية وَمَعْنَاهَا البختر قَالَ أَبُو عبيد وَإِنَّمَا هُوَ مثل وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنه ركب معالي الْأُمُور

(2/225)


واختتن الْخَلِيل بالقدوم الْقدوم مخفف هُوَ اسْم للفأس وَاسم لقرية بِالشَّام قَالَ النَّضر قِطْعَة قطعه بالفأس فَقيل لَهُ إِنَّهَا قَرْيَة فَلم يعرف ذَلِك وَثَبت عَلَى قَوْله قَوْله يحْشر النَّاس عَلَى قدمي أَي عَلَى أثري
بَاب الْقَاف مَعَ الذَّال
فَينْظر فِي قذذه القذذ ريش السهْم كل ريشة قُذَّة وَمِنْه حَذْو القذة بالقذة أَي كَمَا تقدر كل قُذَّة عَلَى صاحبتها يضْرب مثلا للشيئين يستويان
وَرَوَى الْأَزْهَرِي أَن رَسُول الله كَانَ قاذورة لَا يَأْكُل الدَّجَاج حَتَّى يعلف القاذورة هَا هُنَا الَّذِي يتقذر الشَّيْء وَلَا يَأْكُلهُ فَكَأَنَّهُ كَانَ يجْتَنب مَا يرْعَى النَّجَاسَة حَتَّى يعلف الطَّاهِر وَيُقَال القاذورة وَيُرَاد بهَا الْفِعْل الْقَبِيح وَمِنْه قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام من أَتَى شَيْئا من هَذِه القاذورات وَرجل قاذورة لَا يُبَالِي مَا قَالَ وَمَا فعل وَيُقَال قاذورة إِذا كَانَ غيورا
فِي الحَدِيث من رَوَى هجاء فِي الْإِسْلَام مقذعا فَهُوَ أحد الشاتمين المقذع الَّذِي فِيهِ قذع وَهُوَ الْفُحْش وَالْقَذْف

(2/226)


فِي الحَدِيث فَذَلِك القنذع يَعْنِي الديوث فنعل من القذع
وَكَانَ ابْن عمر لَا يُصَلِّي فِي مَسْجِد فِيهِ قذاف وَيروَى بتَشْديد الذَّال قَالَ الْأَصْمَعِي إِنَّمَا هِيَ قذف واحدتها قذفة وَهِي الشّرف وكل مَا أشرف من رُؤُوس الْجبَال فَهُوَ القذفات
فِي الحَدِيث وَجَمَاعَة عَلَى أقذاء أَي أَن اجْتِمَاعهم عَلَى فَسَاد من الْقُلُوب فَشبه بأقذاء الْعين
بَاب الْقَاف مَعَ الرَّاء
دعِي الصَّلَاة أَيَّام إقرائك أَي أَيَّام حيضك
فِي حَدِيث أبي ذَر لقد وَصفته عَلَى أَقراء الشّعْر أَي عَلَى طرقه وأنواعه وَاحِدهَا قري يُقَال هَذَا الشّعْر عَلَى قري هَذَا
قَوْله فليقرأه قِرَاءَة ابْن أم عبد أَي ليرتل كترتيله
فِي الحَدِيث وَلكُل عشرَة من السَّرَايَا مَا يحمل القراب من التَّمْر أَرَادَ قرَاب السَّيْف الَّذِي يوضع فِيهِ بغمده وَهُوَ شبه جراب يطْرَح الرجل فِيهِ زَاده
قَوْله من لَقِيَنِي بقراب الأَرْض أَي بِمَا يُقَارب ملئها
فِي الحَدِيث فَخرج متقربا أَي وَاضِعا يَده عَلَى قربه أَي خاصرته

(2/227)


فِي الحَدِيث رجل غور طَرِيق المقربة وَهُوَ الْمنزل وَأَصله من الْقرب وَهُوَ السّير بِاللَّيْلِ
فِي حَدِيث عمر مَا هَذِه الْإِبِل المقربة وَهِي الَّتِي حرمت الرّكُوب وَقيل هِيَ الَّتِي عَلَيْهَا رحال مقربة بِالْأدمِ وَهَذَا من مراكب الْمُلُوك
فِي الحَدِيث قَالَ رجل مَالِي هارب وَلَا قَارب القارب الَّذِي يطْلب المَاء والهارب الَّذِي يهرب فِي الأَرْض أَرَادَ لَيْسَ لي شَيْء
قَوْله سددوا وقاربوا المقاربة الْقَصْد فِي الْأُمُور من غير غلو وَلَا تَقْصِير
قَوْله إِذا تقَارب الزَّمَان فِيهِ قَولَانِ اقتراب السَّاعَة وَالثَّانِي

(2/228)


اعْتِدَال اللَّيْل وَالنَّهَار
قَوْله فأجدني مَا قرب وَمَا بعد أَي اهتممت لما نأى ودنا من أَمْرِي
فِي الحَدِيث من النِّسَاء القرثع قَالَ اللَّيْث هِيَ الجريئة القليلة الْحيَاء وَقَالَ غَيره هِيَ البلهاء
وَلما أَرَادَ عمر دُخُول الشَّام قيل لَهُ مَعَك من أَصْحَاب رَسُول الله قرحانون
قَالَ أَبُو عبيد القرحان أَصله من الجدري يُقَال للصَّبِيّ إِذا لم يمسهُ مِنْهُ شَيْء قرحان فشبهوا السَّلِيم من الطَّاعُون بذلك
فِي الحَدِيث وَعَلَيْهِم القارح وَهُوَ الَّذِي كمل من الْخَيل وَذَلِكَ فِي السّنة السَّادِسَة

(2/229)


فِي الحَدِيث خير الْخَيل الأقراح قَالَ الْخطابِيّ هُوَ الَّذِي فِي جَبهته بَيَاض يسير
قَالَت عَائِشَة كَانَ لنا وَحش فَإِذا خرج رَسُول الله أسعرنا قفزا فَإِذا حضر مَجِيئه أقرد أَي سكن وذل
فِي الحَدِيث إيَّاكُمْ والإقراد وَهُوَ إقبال الْأَمِير عَلَى قَضَاء حَاجَة الْأَغْنِيَاء دون الْفُقَرَاء
فِي الحَدِيث لجئوا إِلَى قردد أَي تحَصَّنُوا برابية يُقَال للْأَرْض المستوية أَيْضا قرد وَيروَى إِلَى فدفد وَهِي الأَرْض المرتفعة

(2/230)


فِي الحَدِيث تنَاول قردة من دبر الْبَعِير أَي قِطْعَة مِمَّا ينسل مِنْهُ
أَوْصَى رجل بنيه فَقَالَ إِذا أَصَابَتْكُم خطة ضيم فقردحوا لَهَا قَالَ ابْن الْأَعرَابِي القردحة الْقَرار عَلّي الضيم وَالصَّبْر عَلَى الذل
وَقَالَ ابْن عَبَّاس علمي إِلَى علم عَلّي كالقرارة فِي المثعنجر أَي كالغدير فِي الْبَحْر
قَوْله أفضل الْأَيَّام يَوْم النَّحْر ثمَّ يَوْم القر وَهُوَ يَوْم الْغَد من يَوْم النَّحْر لِأَن النَّاس يقرونَ فِيهِ بمنى
قَالَ ابْن مَسْعُود قاروا الصَّلَاة مَعْنَاهُ السّكُون فِيهَا وَترك الْعَبَث فَهُوَ من الْقَرار لَا من الْوَقار

(2/231)


قَوْله فيقرها فِي أُذُنه كقر الدَّجَاجَة أَي كصوتها يُقَال قرت تقر قرا فَإِذا رجعت فِيهِ قلت قرقرت قرقرة وَرَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ كقر الدَّجَاجَة وَالْمرَاد صَوتهَا إِذا صب مِنْهَا شَيْء وَالدَّارَقُطْنِيّ يَقُول صحف الْإِسْمَاعِيلِيّ
قَالَ الْحسن بن عَلّي ول حارها من تولى قارها أَي ول شديدها

(2/232)


من تولى هينها
قَوْله رفقا بِالْقَوَارِيرِ فشبههن لضعفهن بِالْقَوَارِيرِ وَمَتى سَمِعت الْإِبِل صَوت الحدأة أعتقت فاشتدت حَرَكَة الرَّاكِب وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة كره لَهُنَّ سَماع ذَلِك لِأَنَّهُ يخَاف مِنْهُ الصبوة وَالْأول أصح
فِي الحَدِيث لَا بَأْس بالتبسم مَا لم تقرقر القرقرة الضحك الشَّديد
فِي الحَدِيث ركبُوا القراقير حَتَّى أَتَوا بتابوت مُوسَى وَاحِدهَا قُرْقُور وَهِي السَّفِينَة
وَفِي حَدِيث الْبراق استصعب ثمَّ أقرّ أَي ذل وانقاد
فِي الحَدِيث قَالُوا لحاد غننا غناء أهل الْقَرار أَي أهل الْحَاضِرَة دون البدو
فِي الحَدِيث قرسوا المَاء فِي الشنان أَي بردوه
فِي الحَدِيث من أهان قُريْشًا أهانه الله قُرَيْش اسْم لمن وَلَده فهر وَكَانَ اسْمه قُرَيْش فنسبوا إِلَيْهِ إِذْ من لَيْسَ من وَلَده لَا يُسمى قُريْشًا ذكره الزبير بن بكار

(2/233)


قَالَ الْأَزْهَرِي وَفِي دم الْحيض قرصته بِالْمَاءِ أَي قطعته وكل مقطع مقرص
قَالَ الْحسن كَانَ أَصْحَاب رَسُول الله يتعارضون أَي يَقُولُونَ الشّعْر
قَوْله إِلَّا من اقْترض من عرض أَخِيه أَي نَالَ مِنْهُ وقطعه بالغيبة
وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء إِن قارضت النَّاس قارضوك أَي إِن ساببتهم سابوك وَالْمعْنَى أَنهم يجازونك بِمَا تفعل فِي حُقُوقهم قَالَ الزُّهْرِيّ لَا تصلح مقارضة من طعمته الْحَرَام يَعْنِي الْقَرَاض
فِي حَدِيث النُّعْمَان بن مقرن إِذا هززت اللِّوَاء فليثبت الرِّجَال إِلَى خيولها فيقرطوها أعنتها تقريط الْخَيل إلجامها
فِي الحَدِيث فِي أَدِيم مقروظ أَي قد دفع بالقراض وَهُوَ ورق السّلم قَالَ شمر السلمة شَجَرَة ذَات شوك لَهَا زهرَة صفراء فِيهَا حَبَّة خضراء طيبَة الرّيح تُؤْكَل فِي الشتَاء وتحصر فِي الصَّيف
فِي الحَدِيث لما أَتَى عَلَى محسر قرع نَاقَته أَي ضربهَا بِسَوْطِهِ

(2/234)


فِي الحَدِيث من لم يغز أَو يُجهز غازيا أَصَابَهُ الله بقارعة أَي بداهية تقرعه
فِي الحَدِيث يقترع مِنْكُم أَي يخْتَار وَيُقَال هُوَ قريع دهره أَي الْمُخْتَار من أهل عصره
وَفِي الحَدِيث إِنَّك قريع الْقُرَّاء أَي رئيسهم
وَكَانَ عَلْقَمَة يقرع غنمه أَي ينزي عَلَيْهَا
فِي الحَدِيث يَجِيء كنز أحدهم شجاعا أَقرع أَي حَيَّة قد تمعط شعر رَأسهَا لِأَنَّهُ يجمع السم فِيهِ

(2/235)


فِي الحَدِيث قرع أَصْحَاب الْمَسْجِد حِين أُصِيب أَصْحَاب النَّهر أَي قل أَهله كَمَا يقرع الرَّأْس إِذا قل شعره
فِي الحَدِيث تعوذ بِاللَّه من قرع الفناء وَهُوَ خلو الديار
فِي حَدِيث عمر إِن اعتمرتم فِي أشهر حَجكُمْ قرع حَجكُمْ أَي خلت أَيَّام الْحَج من النَّاس
قَوْله لَا تحدثُوا فِي القرع فَإِنَّهُ مُصَلَّى الخافين قَالَ ابْن قُتَيْبَة القرع فِي الكلإ فِيهِ قطع لَا يكون فِيهِ نَبَات كالقرع فِي الرَّأْس وَهِي لمع لَا تكون فِيهَا شعر والخافون الْجِنّ
فِي الحَدِيث وَرجل قرف عَلَى نَفسه ذنوبا أَي كسب
قَالَ ابْن الزبير مَا عَلَى أحدكُم إِذا أَتَى الْمَسْجِد أَن يخرج قرفة أَنفه أَي مَا لزق بِهِ من المخاط
قَالَت عَائِشَة كَانَ يصبح جنبا من قراف أَي من جماع
وَسُئِلَ عَن أَرض وبيئة فَقَالَ دعها فَإِن من القرف التّلف القرف مداناة الْمَرَض وكل شَيْء فقد قاربته قارفته

(2/236)


وَسُئِلَ عمر مَتى تحل لنا الْميتَة فَقَالَ إِذا وجدت قرف الأَرْض فَلَا تَقربهَا يَعْنِي بقلها ونباتها
فِي حَدِيث عبد الْملك أَرَاك أَحْمَر قرفا القرف الشَّديد الْحمرَة كَأَنَّهُ قرف أَي قشر
فِي الحَدِيث فَإِذا رَسُول الله جَالس القرفصاء قَالَ أَبُو عبيد هِيَ جلْسَة المحتبي بيدَيْهِ إِلَّا أَنه لَا يحتبي بِثَوْب بل يَجْعَل يَدَيْهِ مَكَان الثَّوْب عَلَى سَاقيه قَالَ الْفراء القرفصاء مضموم الْقَاف مَمْدُود قَالَ الْأَزْهَرِي كسر الْقَاف وَترك الْمَدّ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ أَن يقْعد وَيجمع رُكْبَتَيْهِ وَيقبض يَده إِلَى صَدره
وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يراهم يَلْعَبُونَ بالقرق فَلَا ينهاهم قَالَ الْحَرْبِيّ هُوَ شَيْء يلْعَب بِهِ يُقَال إِنَّه خطّ مربع فِي وَسطه خطوط
قَوْله بقاع وَهُوَ الفارغ المستوي وَكَذَلِكَ القاع القرقر
فِي الحَدِيث وَعَلَى الْبَاب قرام ستر رَقِيق
فِي الحَدِيث تمر كالبعير الأقرم قَالَ أَبُو عَمْرو وَصَوَابه المقرم وَهُوَ المكرم لَا يحمل عَلَيْهِ بل يكون للفحلة
وَكَانَ يتَعَوَّذ من القرم وَهُوَ شدَّة الشَّهْوَة للحم يُقَال قرمت

(2/237)


إِلَى اللَّحْم وعمت إِلَى اللَّبن
وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَنا القرم وَهُوَ السَّيِّد الْكَرِيم
فِي الحَدِيث إِن قرملا تردى فِي بِئْر القرمل الصَّغِير الْجِسْم من الْإِبِل
فِي الحَدِيث مسح عَلَى رَأس غُلَام وَقَالَ عش قرنا فَعَاشَ مائَة سنة
فِي الحَدِيث احْتجم بقرن وَهُوَ اسْم مَوضِع
وَذكر عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام ذَا القرنين وَقَالَ فِيكُم مثله وَإِنَّمَا عَنى نَفسه لِأَنَّهُ ضرب ضَرْبَة فِي الْحَرْب وضربه ابْن ملجم وَقَالَ لَهُ رَسُول الله إِنَّك ذُو قرنيها أَي ذُو طرفيها يَعْنِي الْجنَّة وَقيل الْأمة وَحَكَى الْأَزْهَرِي عَن ثَعْلَب أَنه أَرَادَ بقرنيها الْحسن وَالْحُسَيْن
وَالشَّمْس تطلع بَين قَرْني شَيْطَان وهما ناحيتا رَأسه كَأَنَّهُ يبرز مَعهَا لمن يسْجد لَهَا وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ هَذَا مثل وَالْمعْنَى أَنه حِينَئِذٍ يَتَحَرَّك الشَّيْطَان ويتسلط قَالَ وَكَذَلِكَ قَوْله يجْرِي من ابْن آدم مجْرى الدَّم إِنَّمَا مثل لتسليطه عَلَيْهِ لَا أَن يدْخل جَوْفه
فِي الحَدِيث فِي الضَّالة إِذا كتمها قَالَ فِيهَا قرينتها أَي مثلهَا

(2/238)


قَالَ أَبُو عبيد إِذا أَدَّاهَا بَعْدَمَا كتمها أَو وجدت عِنْده فَعَلَيهِ مثلهَا وَهَذَا فِي الْحَيَوَان خَاصَّة عُقُوبَة لَهُ كَمَا قَالَ فِي مَانع الصَّدَقَة إِنَّا آخِذُوهَا وَشطر مَاله لَا أعرف للْحَدِيث وَجها غَيره والحكام الْيَوْم إِنَّمَا يلزمونه الْقيمَة
فِي صفته سوابغ من غير قرن الْقرن التقاء الحاجبين
قَالَ أَبُو سُفْيَان مَا رَأَيْت مثل طَاعَة الْمُسلمين لرَسُول الله وَلَا فَارس وَلَا الرّوم ذَات الْقُرُون فِي هَذَا قَولَانِ أَحدهمَا أَنهم قيل لَهُم ذَلِك لتوارثهم الْملك قرنا بعد قرن وَالثَّانِي الْقُرُون شُعُورهمْ وتوقيرهم إِيَّاهَا
فِي الحَدِيث صل فِي الْقوس واطرح الْقرن وَهُوَ جعبة من جلد وَإِنَّمَا أمره بنزعها لِأَنَّهَا لم تكن مدبوغة
وَأتي رَسُول الله بكبش أقرن أَي تَامّ الْقرن
وَقَالَ سَلمَة بن الْأَكْوَع وَجَلَست عَلَى قرن الْقرن جبيل صَغِير
وَقَالَ عمر لرجل مَا مَالك فَقَالَ أقرن وأدمة فِي المنبئة الأقرن جمع قرن وَهِي جعبة من جُلُود تكون للصيادين فَيشق جَانب مِنْهَا ليدْخل الرّيح فِيهَا والأدمة جمع أَدِيم والمنبئة الدّباغ
فِي حَدِيث أبي أَيُّوب فَوَجَدَهُ الرَّسُول يغْتَسل بَين القرنين وهما قرنا الْبِئْر منارتان بنيا من حِجَارَة من جَانِبي الْبِئْر لينزل عَلَيْهِمَا مَا يحمل البكرة والدلو فَإِن كَانَتَا من خشب فهما زرنوقان
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام من تزوج امْرَأَة بهَا قرن فَهِيَ امْرَأَته

(2/239)


الرَّاء سَاكِنة قَالَ الْأَصْمَعِي الْقرن العفلة الصَّغِيرَة
وَقَالَ شُرَيْح فِي قرن جَارِيَة أقعدوها فَإِن أصَاب الأَرْض فَهُوَ عيب وَيُقَال فلَان قَرْني فِي السن بِفَتْح الْقَاف وقرني بِكَسْرِهَا فِي الشدَّة
قَالَ عمر مَا ولي أحد إِلَّا قرَى فِي غيبته أَي جمع
فِي الحَدِيث هاتوا قروا وَهُوَ الْإِنَاء الصَّغِير
وَتَوَضَّأ ابْن عمر من مقرى أَي حَوْض وَقَالَ مرّة فِي خرج يُقَوي ثمَّ يرفض أَي تَجْتَمِع فِيهِ الْمدَّة ثمَّ يتفرق
قَالَ عمر بَلغنِي عَن أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ شَيْء فاستقريتهن أَي تتبعتهن
قَوْله أمرت بقرية تَأْكُل الْقرى وَهِي الْمَدِينَة أخذت غَنَائِم مَا حولهَا
بَاب الْقَاف مَعَ الزَّاي
كره ابْن عَبَّاس أَن يُصَلِّي الرجل إِلَى الشَّجَرَة المقرحة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هِيَ شَجَرَة عَلَى صُورَة التِّين لَهَا أَغْصَان قصار فِي رؤوسها مثل برثن الْكَلْب وَقَالَ غَيره يحْتَمل أَن يكون كره الصَّلَاة إِلَى شَجَرَة قد قزَح الْكَلْب وَالسِّبَاع بأبوالها عَلَيْهَا يُقَال قزَح الْكَلْب ببوله إِذا رفع إِحْدَى رجلَيْهِ وبال
فِي الحَدِيث لَا تَقولُوا قَوس قزَح فَإِن قزَح من أَسمَاء

(2/240)


الشَّيَاطِين القزح الطرائق واحدتها قزحة
فِي الحَدِيث وَإِن قزحه وَهُوَ من القزح وَهُوَ التابل يُقَال قزحت الْقدر وَمن أمثالهم قزَح الْمجْلس يلطع تَقول طيبه بالملح يحرص عَلَيْهِ
فِي الحَدِيث إِن إِبْلِيس ليقز القزة من الْمشرق إِلَى الْمغرب أَي يثب الوثبة قَالَ القتيبي قَز يقز إِذا وثب
وَنَهَى عَن القزع وَهُوَ أَن تحلق رَأس الصَّبِي وَيتْرك مِنْهُ مَوَاضِع فِيهَا الشّعْر مُتَفَرِّقَة وكل شَيْء يكون قطعا مُتَفَرِّقَة فَهُوَ قزع
وَمِنْه قزع السَّحَاب وَمِنْه قَول عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام مجتمعون إِلَيْهِ كَمَا تَجْتَمِع قزع الخريف أَي قطع السَّحَاب
فِي الحَدِيث كَانَ رجل بِهِ قزل وَهُوَ أَسْوَأ العرج
بَاب الْقَاف مَعَ السِّين
فِي الحَدِيث أما أَبُو جهم فَأَخَاف عَلَيْك قسقاسته الْعَصَا أَي تحريكه إِيَّاهَا عِنْد الضَّرْب وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يُقَال قسقسة الْعَصَا وَإِنَّمَا

(2/241)


زيدت الْألف لِئَلَّا تتوالى الحركات قَالَ أَبُو زيد يُقَال للعصا القسقاسة والقساسة
وَنَهَى عَن لبس القسي وَهِي ثِيَاب منسوبة إِلَى القس وَهُوَ مَوضِع بِمصْر وفيهَا حَرِير وَقَالَ شمر هِيَ القزي فأبدلت الزَّاي سينا
فِي الحَدِيث إِذا قسموا قسطوا أَي عدلوا
قَوْله يخْفض الْقسْط وَيَرْفَعهُ الْقسْط الْمِيزَان سمي قسطا لِأَنَّهُ بِهِ تبين الْعدْل فِي الْقِسْمَة وَقَالَ الْأَزْهَرِي يرفع الْعدْل وَأَهله فيغلبه عَلَى الْجور وَأَهله وَمرَّة يخفضه فَيظْهر أهل الْجور ابتلاء
النِّسَاء أسفه السُّفَهَاء إِلَّا صَاحِبَة الْقسْط والسراج أَرَادَ الَّتِي تخْدم

(2/242)


بَعْلهَا وتوضئه وَتقوم عَلَى رَأسه بالسراج وبالقسط الَّذِي هُوَ إِنَاء يسع نصف صَاع والمقسط الْعَادِل والقاسط الجائر
قَوْله عَلَيْكُم بِالْقِسْطِ الْهِنْدِيّ وَهُوَ عود يُؤْتَى بِهِ من الْهِنْد وَفِيه ثَلَاث لُغَات قسط وكسط وكشط
وَفِي وقْعَة نهاوند عشيتهم ريح قسطلانية أَي كَثِيرَة الْغُبَار والقسطل الْغُبَار
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام أَنا قسيم النَّار قَالَ القتيبي أَرَادَ أَن النَّاس فريقان فريق معي فهم عَلَى هدى وفريق عَلّي فهم عَلَى ضلال وَنصف فِي الْجنَّة وَنصف فِي النَّار وقسيم بِمَعْنى مقاسم كالشريب والجليس
فِي الحَدِيث مثل الَّذِي يَأْكُل الْقسَامَة كَمثل جدي بَطْنه مَمْلُوء رضفا الْقسَامَة الصَّدَقَة
وَفِي حَدِيث آخر إيَّاكُمْ والقسامة يَعْنِي مَا يَأْخُذهُ القسام لأجرته فَإِنَّهُ يعْزل من رَأس المَال شَيْئا لنَفسِهِ مثل مَا يَأْخُذهُ السماسرة رسما لَا أجرا قَالَ الْخطابِيّ يَقُولُونَ فِي هَذِه الْقسَامَة بِفَتْح الْقَاف وَإِنَّمَا هُوَ بضَمهَا وَهُوَ مَا يَأْخُذهُ القسام عَلَى مَا تواضعه الباعة بَينهم وَإِنَّمَا لَهُ أُجْرَة الْمثل
وَقَالَ الْحسن الْقسَامَة جَاهِلِيَّة أَي من أَحْكَام الْجَاهِلِيَّة وَقد

(2/243)


أقرها الْإِسْلَام قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْقسَامَة الَّذين يحلفُونَ عَلَى حَقهم وَيَأْخُذُونَ وَأَصله الْيَمين ثمَّ جعل قوما وَقَالَ الْأَزْهَرِي الْقسَامَة اسْم من الإقسام وضع مَوضِع الْمصدر ثمَّ يُقَال للَّذين يقسمون قسَامَة أَيْضا
فِي حَدِيث أم معبد وسيم قسيم الوسامة والقسامة الْحسن
فِي حَدِيث ابْن مَسْعُود أَنه بَاعَ نفاية بَيت المَال وَكَانَت أنوقا وقسيانا وَاحِد القسيان دِرْهَم قسي مخفف السِّين مشدد الْيَاء وَهُوَ المرذول
وَمِنْه الحَدِيث مَا يسرني دين الَّذِي يَأْتِي العراف بدرهم قسي
قَالَ الشّعبِيّ لرجل تَأْتِينَا بِهَذِهِ الْأَحَادِيث قسية وتأخذها منا طازجة أَي رَدِيئَة من قَوْلهم دِرْهَم قسي والطازجة الْخَالِصَة وَهِي أَعْرَاب تازة
بَاب الْقَاف مَعَ الشين
فِي الحَدِيث قشبني رِيحهَا أَي سمني وكل مَسْمُوم قشيب ومقشب وَقَالَ اللَّيْث القشب اسْم السم

(2/244)


وَوجد عمر من مُعَاوِيَة ريح طيب وَهُوَ محرم فَقَالَ قشبنا أَرَادَ أَن ريح الطّيب فِي الْإِحْرَام كريح المؤذي من السم
قَالَ عمر لرجل قشبك المَال أَي ذهب بعقلك
فِي الحَدِيث مر وَعَلِيهِ قشبانيتان يَعْنِي بردتين وَالْأَصْل فِيهِ القشب وَهُوَ الْجَدِيد وَيكون الْخلق فَهُوَ من الأضداد وَيجمع قشبا وقشبانات
فِي الحَدِيث إِذا رَأَيْت رجلا ذَا قشر أَي ذَا لِبَاس وَقَالَ معَاذ إِن امْرأ آثر قشرتين عَلَى عتق هَؤُلَاءِ لغبين وَذَلِكَ أَنه بَاعَ حلَّة وَاشْتَرَى بهَا أعبدا فَأعْتقهُمْ والحلة ثَوْبَان
وَلعن القاشرة والمقشورة وَهِي الَّتِي تقشر وَجههَا بالدواء ليصبغوا لَوْنهَا
وَكَانَ يُقَال {قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ} و {قل هُوَ الله أحد} المقشقتان لِأَنَّهُمَا يبرئان من الشّرك وَيُقَال تقشقش الْمَرِيض من علته إِذا أَفَاق وَبرئ
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة لَو حدثتكم بِكُل مَا أعلم لرميتموني بالقشع وَيروَى بِكَسْر الْقَاف وَفتحهَا قَالَ الْأَصْمَعِي هِيَ الْجُلُود الْيَابِسَة الْوَاحِدَة مِنْهَا قشع عَلَى غير قِيَاس وَقَالَ الْأَزْهَرِي قشع بِفَتْح الْقَاف وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة هُوَ الْجلد أَو النطع وَقد أخلق وَقَالَ الْكلابِي لرميتموني بالقشع بِفَتْح الشين واحدتها قشعة وَهِي النخاعة

(2/245)


وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَنَّهَا النخامة يقشعها الرجل من صَدره أَي يُخرجهَا بالتنحنح وَالْمعْنَى بزقتم فِي وَجْهي وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة القشع جمع القشعة وَهُوَ مَا قشعته عَن وَجه الأَرْض من الْمدر والطين وَالْمعْنَى لرميتموني بِالْحِجَارَةِ
فِي الحَدِيث نفلني رَسُول الله جَارِيَة عَلَيْهَا قشع لَهَا أَي جلد قد ألبسته
فِي الحَدِيث لَا أَعرفن أحدكُم يحمل قشعا من أَدَم وَالْمرَاد الْجلد يَأْخُذهُ من الْغلُول
فِي الحَدِيث أصَاب التَّمْر القشام وَهُوَ أَن ينتفض ثَمَر النّخل قبل أَن يصير بلحا
فِي الحَدِيث وَمَعَهُ عسيب نَخْلَة مقشو أَي مقشور عَنهُ خوصه
وَكَانَ مُعَاوِيَة يَأْكُل لياء مقشا مقشورا واللياء شَيْء مثل الحمص
بَاب الْقَاف مَعَ الصَّاد
بشر خَدِيجَة بِبَيْت من قصب وَالْمرَاد بِهِ اللُّؤْلُؤ المجوف
فِي صفته سبط الْقصب والقصب كل عظم عريض وكل عظم أجوف فَهُوَ قَصَبَة وَجمعه قصب

(2/246)


قَوْله يجر قصبه فِي النَّار والقصب المعاء
فِي حَدِيث سعيد بن الْعَاصِ أَنه سبق بَين الْخَيل فَجَعلهَا مائَة قَصَبَة أَرَادَ أَنه ذرع الْغَايَة بالقصب فَجَعلهَا مائَة وَتلك القصبة تركز عِنْد أقْصَى الْغَايَة فَمن سبق إِلَيْهَا أَخذهَا وَاسْتحق الْخطر فَيُقَال حَاز قصب السَّبق
فِي صفته كَانَ أَبيض مقصدا وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ بطويل وَلَا قصير قَالَ النَّضر الْمَقْصد من الرِّجَال الربعة
فِي الحَدِيث كَانَت المداعسة بِالرِّمَاحِ حَتَّى تقصد أَي تكسر وَيصير قصدا
فِي الحَدِيث من لم يكن لَهُ بِالْمَدِينَةِ أصل فليجعل لَهُ أصلا وَلَو قصَّة أَي نَخْلَة
قَالَ رجل فِي رجل لقد كَانَ فِي قصرة هَذَا مَوَاضِع للسيوف القصرة أصل الرَّقَبَة فِي حَدِيث الْمُزَارعَة كَانَ يشْتَرط أحدهم كَذَا وَكَذَا والقصارة
قَالَ أَبُو عبيد هِيَ مَا بَقِي فِي السنبل بَعْدَمَا
فِي الحَدِيث من شهد الْجُمُعَة وَلم يؤذ أحدا بقصيره إِن لم يغْفر لَهُ أَن يكون لَهُ كَذَا أَي بِحَسبِهِ وغايته يُقَال قصرك أَن تفعل كَذَا

(2/247)


وقصاراك أَي غايتك
فِي الحَدِيث فَأَبَى ثُمَامَة أَن يسلم قصرا أَي بالإجبار وَالْحَبْس
فِي الحَدِيث وَرَأَيْت سلمَان مقصصا وَهُوَ الَّذِي لَهُ جمة وكل خصْلَة من الشّعْر قصَّة بِضَم الْقَاف وَمِنْه أَن مُعَاوِيَة تنَاول قصَّة من شعر وَقَالَ نهَى رَسُول الله عَن مثل هَذِه يَعْنِي وصل الشّعْر وَنَهَى عَن تقصيص الْقُبُور وَهُوَ التجصيص يُقَال للجص قصَّة
وَقَالَ اللَّيْث الجص مَعْرُوف وَهُوَ من كَلَام الْعَجم ولغة أهل الْحجاز القص وَمِنْه بنى عمار الْمَسْجِد بِالْحِجَارَةِ والقصة قَالَ الْخطابِيّ الْقِصَّة شَيْء يشبه الجص وَلَيْسَ هُوَ
قَالَت عَائِشَة لَا تغتسلي من الْمَحِيض حَتَّى تَرين الْقِصَّة الْبَيْضَاء وَهُوَ أَن تخرج الْحَائِض القطنة أَو الْخِرْقَة الَّتِي تحتشي بهَا كَأَنَّهَا قصَّة لَا يخالطها صفرَة وَقيل العصة شَيْء كالخيط الْأَبْيَض يخرج بعد انْقِطَاع الدَّم كُله
فِي حَدِيث الْمِعْرَاج فشق من قصه إِلَى شعرته القص وسط الصَّدْر
كَانَ صَفْوَان بن مُحرز يبكي حَتَّى يرَى أَنه قد اندق قصيص زوره ويروي قصّ زوره قَالَ الْأَزْهَرِي هُوَ منبت شعره عَلَى صَدره

(2/248)


فِي الحَدِيث وَهِي تَقْصَعُ بجرتها يَعْنِي النَّاقة وقصع الجرة شدَّة المضغ وَضم بعض الْأَسْنَان عَلَى بعض وَمِنْه قصع القملة
وَنَهَى عَن قصع القملة بالنواة لِأَن النواة قوت الدواجن وَقد كَانَت الصَّحَابَة تَأْكُله عِنْد العوز وَكَانَت الْمَرْأَة إِذا أَصَابَهَا دم الْحيض قصعته أَي دلكته بالظفر وَيروَى مصعته والمصع العرك
فِي الحَدِيث أَنا والنبيون فراط القاصفين وهم خلق كثير يزدحمون حَتَّى يقصف بَعضهم بَعْضًا بدارا إِلَى الْجنَّة وَالْمعْنَى أَن النَّبِيين يتقدمون أممهم إِلَى الْجنَّة والأمم عَلَى أَثَرهم يبادرون دُخُولهَا فيقصف بَعضهم بَعْضًا أَي يزحم بَعضهم بَعْضًا بدارا إِلَيْهَا
وَمثله كَانَ أَبُو بكر يقْرَأ فيتقصف عَلَيْهِ نسَاء الْمُشْركين
فِي حَدِيث لما يهمني من انقصافهم عَلَى بَاب الْجنَّة أهم عِنْدِي من تَمام شَفَاعَتِي أَي من ازدحامهم
فِي صفة الْجنَّة لَيْسَ فِيهَا قَصم أَي كسر يُقَال فلَان أقصم

(2/249)


الثَّنية إِذا كَانَت مَكْسُورَة من عرضهَا فَإِذا كسرت من الأَصْل قيل أهتم
قَوْله استغنوا عَن النَّاس وَلَو عَن قصمة السِّوَاك يَعْنِي مَا انْكَسَرَ مِنْهُ إِذا اسْتعْمل
فِي صفة الشَّمْس تطلع فَمَا يرْتَفع فِي السَّمَاء من قصمة إِلَّا فتح لَهَا بَاب من النَّار قَالَ ابْن قُتَيْبَة القصمة الْمرقاة
فِي الحَدِيث فَكنت إِذا رَأَيْته فِي الطَّرِيق تقصيتها أَي صرت فِي أقصاها
فِي الحَدِيث عَلَى نَاقَته الْقَصْوَاء قَالَ الْخطابِيّ قطع من أذنها

(2/250)


بَاب الْقَاف مَعَ الضَّاد
قَوْله أَن جَاءَت بِهِ قضيء الْعين أَي فاسدها وَهِي كلمة مَقْصُورَة وَكَانَ إِذا رَأَى التصليب فِي مَوضِع قضبه أَي قطع مَوضِع التصليب مِنْهُ
فِي حَدِيث أبي الدحداح وارتجلي بالقضن وَالْأَوْلَاد أَي بتباعك وَمن يتَّصل بك فِي هدم الْكَعْبَة وَأخذ فلَان العتلة فعتل نَاحيَة من الربض فأقضه أَي جعله قضضا والقضض الْحَصَى الصغار
فِي الحَدِيث يُؤْتَى بالدنيا بقضها وقضيضها يَعْنِي بِكُل مَا فِيهَا وَيروَى بِالْكَسْرِ
فِي مَانع الزَّكَاة يمثل لَهُ كنزه شجاعا فيلقمه يَده فيقضقضها أَي يكسرها
فِي الحَدِيث فتقضقضوا أَي تفَرقُوا
قَالَ الزُّهْرِيّ قبض رَسُول الله وَالْقُرْآن فِي العسب والقضم وَهُوَ جمع قضيم وَهِي الْجُلُود الْبيض وَتجمع أَيْضا قما مثل أَدِيم وأدم

(2/251)


بَاب الْقَاف مَعَ الطَّاء
فِي الحَدِيث إِن شِئْت نزعت السهْم وَتركت القطبة وَهِي النصل
فِي الحَدِيث فنفرت نَقده فقطرت الرجل من الْفُرَات أَي ألقته عَلَى أحد قطريه والنقد صغَار الْغنم
وَمثله رَمَى رجل امْرَأَة يَوْم الطَّائِف فقطرها
فِي الحَدِيث عَلَيْهِ درع قطري الْقطر ضرب من البرود غليظ وَكَانَ ابْن سِيرِين يكره الْقطر قَالَ النَّضر هُوَ أَن يزن جلة من تمر أَو عدلا من الْمَتَاع وَيَأْخُذ مَا بَقِي عَلَى حِسَاب ذَلِك ويزنه
قَالَ ابْن مَسْعُود لَا أَعرفن أحدكُم جيفة ليل قطرب نَهَار قَالَ أَبُو عبيد القطرب دويبة لَا تستريح نَهَارا سعيا
قَوْله عَلَى النائحة سربال من قطران السربال الْقَمِيص والقطران شَيْء يتحلب من شجر تهنأ بِهِ الْإِبِل وَإِنَّمَا جعل سربالا لَهَا لِأَن النَّار إِذا لفحته قوي اشتعالها
وَكَانَ زيد وَابْن عمر لَا يريان بَأْسا بِبيع القطوط إِذا خرجت قَالَ الْأَزْهَرِي القطوط هَا هُنَا الجوائز والأرزاق سميت قطوطا لِأَنَّهَا كَانَت تخرج مَكْتُوبَة فِي رقاع وحكاك مَقْطُوعَة وَبَيْعهَا غير جَائِز عِنْد الْفُقَهَاء

(2/252)


تَقول النَّار قطّ قطّ أَي حسب قَالَ الْأَزْهَرِي قطّ خَفِيفَة بِمَعْنى حسب وَمِنْهَا قد فَإِذا أضفتها إِلَى نَفسك قلت قطني وقدني وَأما قطّ فَهُوَ الأمد الْمَاضِي تَقول مَا رَأَيْته قطّ
وَكَانَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام إِذا وسط قطّ أَي قطع عرضا
فِي الحَدِيث الشّعْر القطط هُوَ الشَّديد الْجَوْدَة
وَفِي وَقت صَلَاة الضُّحَى إِذا انْقَطَعت الظلال أَي قصرت وَذَلِكَ أَن الظلال تكون ممتدة فَكلما ارْتَفَعت الشَّمْس قصرت الظلال فَذَلِك تقطعها
فِي الحَدِيث وَعَلِيهِ مقطعات قَالَ أَبُو عبيد هِيَ الثِّيَاب الْقصار وَقَالَ شمر كل ثوب يقطع من قَمِيص وَغَيره وَمن الثِّيَاب مَا لَا يقطع كالأزر والأردية وَمِنْه فِي صفة نخل الْجنَّة مِنْهَا مقطعاتهم وَلم يكن يصف ثِيَابهمْ بِالْقصرِ لِأَنَّهُ عيب وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة المقطعات الثِّيَاب المقطوعة سابغة كَانَت أَو مضارا
فِي الحَدِيث استقطعه الْملح أَي سَأَلَهُ أَن يقطعهُ لَهُ

(2/253)


قَالَ عمر لَيْسَ فِيكُم من تقطع إِلَيْهِ الْأَعْنَاق مثل أبي بكر وَذَاكَ لِأَنَّهُ سبق فتقطعت أَعْنَاق مسابقيه
فِي حَدِيث ابْن عمر أَنه أَصَابَهُ قطع أَي بهر وربو
فِي الحَدِيث ثمار لَا يُصِيبهَا قِطْعَة أَي عَطش بِانْقِطَاع المَاء عَنْهَا
فِي الحَدِيث كَانَ رجل جَالِسا عَلَى الْقطع وَهُوَ طنفسة تكون تَحت الرحل عَلَى كَتِفي الْبَعِير وَنَهَى عَن لبس الذَّهَب إِلَّا مقطعا يَعْنِي مثل الْحلقَة وَمَا أشبههَا
فِي الحَدِيث من زوج كريمته من فَاسق فَقده قطع رَحمهَا وَذَلِكَ أَن الْفَاسِق يطلقهَا وَلَا يُبَالِي أَن لَا يضاجعها
فِي الحَدِيث اقْطَعُوا عني لِسَانه أَي أرضوه حَتَّى يسكت
فِي الحَدِيث تلقونَ فِيهِ من القطيعاء وَهُوَ التَّمْر السهرير
فِي الحَدِيث يجْتَمع النَّفر عَلَى القطف وَهُوَ العنقود اسْم لما قطف

(2/254)


وَقَالَت آمِنَة تصف حملهَا رَسُول الله مَا وجدته فِي الْقطن وَلَا الثنة وَلَكِنِّي كنت أَجِدهُ فِي كَبِدِي والقطن أَسْفَل الظّهْر وَقَالَ ابْن السّكيت الْقطن مَا بَين الْوَرِكَيْنِ قَالَ سلمَان كنت قطن النَّار أَي خازنها وخادمها ملازما لَهَا وَرُوِيَ بِفَتْح الطَّاء وَهُوَ جمع قاطن
قَالَ بعض الْعلمَاء فِي القطنية الزَّكَاة يُقَال بِكَسْر الْكَاف وَضمّهَا قَالَ ثَعْلَب القطنية الْحُبُوب الَّتِي تخرج من الأَرْض سميت قطنية لِأَن مخارجها من الأَرْض مثل مخارج النَّبَات القطنية وَقَالَ شمر القطنية مَا كَانَ سُوَى الْحِنْطَة وَالشعِير وَالزَّبِيب وَالتَّمْر قَالَ الْأَزْهَرِي وَقَالَ غَيره القطنية اسْم جَامع لهَذِهِ الْحُبُوب الَّتِي تطبخ مثل العدس والفول واللوبياء
فِي الحَدِيث وَعَلِيهِ عباءة قطوانية قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هِيَ الْبَيْضَاء الصَّغِيرَة
بَاب الْقَاف مَعَ الْعين
فِي الحَدِيث فِي النَّار كل شَدِيد قعبري وَقد فسره بِأَنَّهُ الشَّديد عَلَى الْأَهْل وَالْعشيرَة والصاحب وَنَهَى أَن يقْعد عَلَى الْقَبْر ظَاهِرَة الْجُلُوس لاحترام الْمَيِّت وَقد قَالَ قوم هُوَ التخلي للْحَاجة وَفِيه بعد

(2/255)


وَأما قَول عَاصِم بن ثَابت
أَبُو سُلَيْمَان وَرِيش المقعد
قَالَ الْأَزْهَرِي عَن ابْن الْأَعرَابِي المقعد فرخ النسْر وريشه أَجود الريش وَقيل المقعد النسْر يصاد فَيُؤْخَذ ريشه قَالَ وَمن رَوَاهُ المقعد فَهُوَ اسْم رجل كَانَ يَرْمِي السِّهَام وَالْمعْنَى فَمَا عُذْري إِذا لم أقَاتل
فِي صفة السحابة كَيفَ ترَوْنَ قواعدها أَي أُصُولهَا المعترضة من آفَاق السَّمَاء
فِي الحَدِيث إِن رجلا تقعر عَن مَال لَهُ يُرِيد انقلع من أَصله
فِي الحَدِيث من قتل قعصا وَهُوَ أَن يضْرب فَيَمُوت مَكَانَهُ
وَفِي حَدِيث آخر موتات كقعاص الْغنم قَالَ أَبُو عبيد القعاص دَاء يَأْخُذ الْغنم لَا يلبثها أَن تَمُوت
وَمِنْه أَخذ الأقعاص وَهُوَ الْقَتْل عَلَى الْمَكَان يُقَال ضربه فأقعصه
وَنَهَى عَن الاقتعاط وَهُوَ أَن يعتم وَلَا يَجْعَل مِنْهَا شَيْئا تَحت ذقنه وَيُقَال للعمامة الْمُقطعَة فَإِذا لاثها المعتم عَلَى رَأسه وَلم يَجْعَلهَا تَحت حنكه قيل اقتعطها أَخذ رَسُول الله صَبيا فِي حجره وَنَفسه تقَعْقع أَي تضطرب وتحرك قَالَ الْأَزْهَرِي لَا تثبت عَلَى حَال

(2/256)


وَنَهَى أَن يقعي الرجل فِي صلَاته قَالَ أَبُو عبيد هُوَ أَن يلصق الرجل أليته بِالْأَرْضِ وَينصب سَاقيه وَيَضَع يَدَيْهِ بِالْأَرْضِ كَمَا يقعي الْكَلْب وَقَالَ الْخطابِيّ الإقعاء أَن يضع أليتيه عَلَى عَقِبَيْهِ ويقعو مستوفزا غير مطمئن إِلَى الأَرْض
وَفِي الحَدِيث أكل رَسُول الله مقعيا
بَاب الْقَاف مَعَ الْفَاء
قيل لِابْنِ عمر قد ظهر نَاس يتقفرون الْعلم أَي يطلبونه ويتبعون أَثَره وَكره ابْن عمر للمحرمة لبس القفازين قَالَ أَبُو عبيد هما شَيْء يعْمل لِلْيَدَيْنِ ويحشى بِقطن وَيكون لَهُ أزرار وَيرد عَلَى الساعدين من الْبرد يلْبسهُ النِّسَاء وَقَالَ ابْن دُرَيْد هُوَ ضرب من الْحلِيّ تتخذه الْمَرْأَة فِي يَديهَا ورجليها
فِي الحَدِيث نهَى عَن قفيز الطَّحَّان قَالَ ابْن الْمُبَارك هُوَ أَن تَقول أطحن بِكَذَا وَزِيَادَة قفيز من نَفْس الطحين
وَلم يخلف عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام إِلَّا قفشين ومخذفة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي القفش الْخُف والمخذفة المقلاع

(2/257)


قَالَ أَبُو هُرَيْرَة من أَشْرَاط السَّاعَة أَن تعلو التحوت وهم بيُوت القافصة القافصة اللئام وَأكْثر مَا يُقَال بِالسِّين
وَذكر الْجَرَاد عِنْد عمر فَقَالَ لَيْت عندنَا مِنْهُ قفعة أَو قفعتين قَالَ أَبُو عبيد القفعة شَيْء يشبه الزبيل وَلَيْسَ بالكبير يعْمل من الخوص وَلَيْسَ لَهُ عرى وَقَالَ شمر هُوَ مثل القفة تتَّخذ وَاسِعَة ضيقَة الْأَعْلَى وَقيل القفعة الْحلَّة بلغَة أهل الْيمن
فِي الحَدِيث فَأَخَذته قفقفة أَي رعدة يُقَال تقفقف من الْبرد أَي ارتعد
فِي الحَدِيث ذهب قفاف إِلَى صيرفي بِدَرَاهِم القفاف الَّذِي يسرق بكفيه عِنْد الانتقاد يُقَال قف فلَان درهما
قَالَ عمر إِنِّي لأستعين بِالرجلِ ثمَّ أكون عَلَى قفاته قَالَ أَبُو عبيد قفات كل شَيْء جمَاعه واستقصاء مَعْرفَته يَقُول استعين بِالرجلِ الْكَافِي وَإِن لم يكن بِذَاكَ الثِّقَة ثمَّ أكون عَلَى تتبع أمره حَتَّى استقصي علمه
فِي الحَدِيث فَأَصْبَحت مَذْعُورَة قد قف جلدي أَي قف شعري وَمَعْنى قف اقشعر
فِي الحَدِيث جلس عَلَى القف وَهُوَ مَا يُبْنَى حول الْبِئْر ليجلس عَلَيْهِ الْجَالِس
فِي الحَدِيث كَأَنَّهُ قفة وَهِي الشَّجَرَة البالية الْيَابِسَة

(2/258)


قَوْله يعْقد الشَّيْطَان عَلَى قافية رَأس أحدكُم فَقَالَ أَبُو عبيد القافية الْقَفَا فَكَأَن مَعْنَاهُ عَلَى قفا أحدكُم
قَالَ عمر أَربع مقفلات النّذر وَالطَّلَاق وَالْعتاق وَالنِّكَاح يَعْنِي لَا مخرج مِنْهُنَّ إِذا جَرَى بِهن القَوْل
قَوْله أَنا المقفي وَهُوَ بِمَعْنى العاقب وَهُوَ المتبع للأنبياء
قَالَ طَلْحَة وضع اللح عَلَى قفي أَي قفاي فَهُوَ لُغَة طابية
فِي الحَدِيث فاستقفاه بِسَيْفِهِ أَي أَتَاهُ من قبل قَفاهُ
وَسُئِلَ النَّخعِيّ عَن من ذبح فأبان الرَّأْس قَالَ تِلْكَ القفينة لَا بَأْس بهَا قَالَ شمر القفينة المذبوحة من قبل الْقَفَا قَالَ أَبُو عبيد لَيْسَ كَذَلِك إِنَّمَا هِيَ الَّتِي تبان رَأسهَا بِالذبْحِ
قَالَ عمر إِنَّا نتقرب إِلَيْك بعم نبيك وقفية آبَائِهِ يُقَال هَذَا قفي الْأَشْيَاخ إِذا كَانَ الْخلف مِنْهُم مَأْخُوذ من قَفَوْت الرجل إِذا تَبعته هَذَا تَفْسِير ابْن قُتَيْبَة وَقَالَ الْخطابِيّ هَذَا بعيد أَن يكون جعل الْعَبَّاس تبعا لِآبَائِهِ أَو خلفا عَنْهُم وَإِنَّمَا مَعْنَى القفية الْمُخْتَار يُرِيد أَنه الْمُخْتَار من آبَائِهِ قَالَ

(2/259)


وَيحْتَمل أَنه تَابعهمْ فِي الاسْتِسْقَاء فَإِن عبد الْمطلب استسقى لأهل الْحرم حِين أقحطوا
وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام نَحن بَنو النَّضر لَا نقذف أَبَانَا وَلَا نقفوا أمنا يقفو بِمَعْنى يقذف أَيْضا
وَقَالَ الْقَاسِم بن مخيمرة لَا حد إِلَّا فِي القفو الْبَين يَعْنِي الْقَذْف
بَاب الْقَاف مَعَ الْقَاف
قيل لِابْنِ عمر أَلا تبَايع ابْن الزبير فَقَالَ مَا شبهت بيعهم إِلَّا بققة أتعرف مَا ققة الصَّبِي يحدث فَيَضَع يَده فِي حَدثهُ فَتَقول أمه ققة وَقَالَ الْخطابِيّ ققة شَيْء يردده الطِّفْل عَلَى لِسَانه قبل أَن يتدرب بالْكلَام فَكَأَنَّهُ يَقُول تِلْكَ بيعَة يولاها الْأَحْدَاث وَمن لَا يعْتَبر بِهِ قَالَ وَقَالَ بَعضهم ققة كِنَايَة عَن الْحَدث يتلطخ بِهِ الطِّفْل وَقَالَ قوم إِنَّمَا وَهُوَ ققة مُخَفّفَة بِكَسْر الْقَاف ألأولى وَفتح الثَّانِيَة
بَاب الْقَاف مَعَ اللَّام
كَانَ يحي بن زَكَرِيَّا يَأْكُل من قُلُوب الشّجر يَعْنِي مَا كَانَ مِنْهَا رخصا لينًا
وَقَالَ مُعَاوِيَة إِنَّكُم لتقلبون حولا قلبا أَي محتالا حسن التقليب للأمور
وَقَالَ عمر اقلب قلاب مثل يضْرب لرجل تكون مِنْهُ السقطة فيتداركها ويصرفها إِلَى غير مَعْنَاهَا
وَقَالَ شُعَيْب لمُوسَى لَك من غنمي مَا جَاءَت بِهِ قالب لون وَهُوَ

(2/260)


الَّذِي جَاءَت بِهِ عَلَى غير ألوان أمهاتهم
وَكَانَ نسَاء بني إِسْرَائِيل يلبسن القواليب يَعْنِي النِّعَال
فِي الحَدِيث وَهُوَ عَلَى مقلتة أَي عَلَى مهلكة
وَإِن الْمُسَافِر لعَلَى قلت أَي عَلَى هَلَاك والمقلات الَّتِي لَا يَبْقَى لَهَا ولد
قَوْله مَا لكم تدخلون عَلّي قلحا القلح صفرَة تعلو الْأَسْنَان ووسخ يركبهَا من طول ترك السِّوَاك
فِي الحَدِيث قلدوا الْخَيل وَلَا تقلدوها الأوتار فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا لَا تقلدوها الأوتار فتختنق وَالثَّانِي أَن المُرَاد بالأوتار الذحول
قَالَ عبد الله بن عَمْرو لقيمه إِذا أَقمت قلدك من المَاء فَاسق الْأَقْرَب فَالْأَقْرَب القلد يَوْم النّوبَة وَمَا بَين القلدين ظمأ
فِي الحَدِيث فقلدتنا السَّمَاء أَي مطرتنا لوقت
وَلما قدم عمر الشَّام لقِيه المقلسون بِالسُّيُوفِ وهم الَّذين يَلْعَبُونَ بَين يَدي الْأَمِير إِذا دخل الْبَلَد بِالسُّيُوفِ الْوَاحِد مقلس

(2/261)


وَفِي الحَدِيث لما رَأَوْهُ قلسوا لَهُ والتقليس التَّكْفِير وَهُوَ وضع الْيَدَيْنِ عَلَى الصَّدْر خضوعا
فِي الحَدِيث أتوك عَلَى قلص وَهِي شواب النوق وَاحِدهَا قلُوص قَالَ الْأَزْهَرِي القلوص كل أُنْثَى من الْإِبِل حِين تركب وَإِن كَانَت بنت لبون أَو حقة إِلَى أَن تنزل سميت قلوصا لطول قَوَائِمهَا قَالَ الْكسَائي إِذا كَانَت النَّاقة تسمن فِي الصَّيف وتهزل فِي الشتَاء فَهِيَ مِقْلَاص
قَوْله لَا يدْخل الْجنَّة قلاع قَالَ أَبُو زيد القلاع السَّاعِي إِلَى السُّلْطَان بِالْبَاطِلِ والقلاع التياس والقلاع الشرطي والقلاع الْكذَّاب قَالَ ثَعْلَب سمي السَّاعِي قلاعا لِأَنَّهُ يقْلع المتمكن للأمير من قلبه فيزيله عَن رتبته
فِي صفته إِذا زَالَ زَالَ قلعا الْمَعْنى أَنه كَانَ يرفع رجلَيْهِ من الأَرْض رفعا بِقُوَّة لَا كمن يمشي اختيالا وَيُقَارب خطاه وَيروَى قلعا وَالْمرَاد التثبيت
وَقَالَ جرير إِنِّي رجل قلع والقلع الَّذِي يثبت عَلَى السرج
فِي الحَدِيث فخرجنا من الْمَسْجِد نجر قلاعنا أَي كنفنا وأمتعتنا وَهُوَ جمع قلع وَهُوَ الكنف
قَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى {وَله الْجوَار الْمُنْشَآت} قَالَ مَا رفع

(2/262)


قلعه والقلع الشراع وَقَالَ الْحجَّاج لأنس لأقلعنك قلع الصمغة أَي لأصلبنك
وَكَانَ ابْن الْمسيب يشرب الْعصير مَا لم يقلف أَي يُزْبِد
قَوْله إِذا بلغ المَاء قُلَّتَيْنِ يَعْنِي الْحباب الْعِظَام وَاحِدهَا قلَّة وَهِي مَعْرُوفَة بالحجاز وَقد تكون بِالشَّام
وَفِي صفة نبق سِدْرَة الْمُنْتَهَى كقلال هجر والقلة مِنْهَا تُؤْخَذ مزادة كَثِيرَة من المَاء وَسميت بذلك لِأَنَّهَا تقل أَي ترفع إِذا ملئت قَالَ ابْن جريج أَخْبرنِي من رَأَى قلال هجر تسع الْقلَّة مِنْهَا الْفرق وَقَالَ عبد الرَّزَّاق الْفرق أَرْبَعَة أصواع بِصَاع النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَقَالَ عِيسَى بن يُونُس الْقلَّة يُؤْتَى بهَا من نَاحيَة الْيمن تسع خمس جرار أَو سِتا وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كل قلَّة قربتان
قَوْله الرِّبَا إِلَى قل أَي إِلَى قلَّة
واتهمت امْرَأَة بسخاب فَجَاءَت عَجُوز ففتشت قلهمها أَي فرجهَا
فِي الحَدِيث أخبر تقلة أَي جرب تتْرك
فِي الحَدِيث لَو رَأَيْت ابْن عمر سَاجِدا لرأيته مقلوبا قَالَ أَبُو عبيد هُوَ المتجافي المستوفز

(2/263)


بَاب الْقَاف مَعَ الْمِيم
وأشرب مَا تقمح أَي أروي مَا رفع الرَّأْس وَيروَى مَا تقنح والتقنح أَن تشرب فَوق الرّيّ يُقَال قنحت من الشَّرَاب أقنح قنحا إِذا تكارهت عَلَى شربه بعد الرّيّ
فِي زَكَاة الْفطر صَاع من قَمح الْبر والقمح شَيْء وَاحِد
فِي صفة الدَّجَّال هجان أقمر وَهُوَ الْأَبْيَض الشَّديد الْبيَاض
وَمِنْه قَول حليمة خرجت عَلَى أتان قَمْرَاء
فِي الحَدِيث لقد بلغت كلماتك قَامُوس الْبَحْر قَالَ الْأَزْهَرِي قَعْره الْأَقْصَى وأصل القمس الغوص فِي المَاء وغيبوبة الشَّيْء فِي المَاء
وَمِنْه قَوْله فِي حق رجل إِنَّه لينقمس فِي رياض الْجنَّة
واختصم رجلَانِ إِلَى شُرَيْح فِي خص فَقَضَى بالخص للَّذي تليه القمط وقمطه شريطه الَّذِي يشد بِهِ من لِيف كَانَ أَو خوص أَو غَيره
وَاخْتلف رجل إِلَى بعض الصَّحَابَة شهرا قَمِيصًا أَي كَامِلا
فِي الحَدِيث ويل لأقماع القَوْل الأقماع جمع قمع وَهُوَ

(2/264)


ظرف تفرغ الْأَشْرِبَة والأدهان مِنْهُ فِي الطروق فَشبه الآذان بِهِ وَالْمرَاد الَّذين يسمعُونَ وَلَا يعْملُونَ بِهِ
فِي الحَدِيث فَإِذا رأين رَسُول الله انقمعن يَعْنِي الْجَوَارِي وَالْمعْنَى تغيبن فِي بَيت أَو ستر
فِي الحَدِيث فَقَامَ رجل صَغِير القمة القمة شخص الْإِنْسَان إِذا كَانَ قَائِما والقامة والقمة وسط الرَّأْس
قَوْله فَإِنَّهُ قمن أَن يُسْتَجَاب لكم أَي خليق وجدير فَمن قَالَ قمن بِفَتْح الْمِيم أَرَادَ الْمصدر وَلَا يثنى وَلَا يجمع وَمن كسرهَا أَرَادَ النَّعْت فيثنى وَيجمع
وَكَانَ رَسُول الله يقمو إِلَى بَيت عَائِشَة كثيرا أَي يدْخل
وَكَانَت امْرَأَة تقم الْمَسْجِد أَي تكنسه وَالْقُمَامَة الكناسة
بَاب الْقَاف مَعَ النُّون
كَانَت لحية أبي بكر قانئة أَي شَدِيدَة الْحمرَة
وَذكر سعد لعمر حِين طعن فَقَالَ إِنَّمَا يكون فِي مقنب من مقانبكم المقنب جمَاعَة الْخَيل والفرسان قَالَ ابْن قُتَيْبَة المقنب دون الْمِائَة يُرِيد أَنه صَاحب جيوش وَحرب وَلَيْسَ بِصَاحِب هَذَا الْأَمر

(2/265)


وَمِنْه قَول عدي كَيفَ بطيء ومقانبها
فِي الحَدِيث كَمثل الصَّائِم القانت يُرِيد الْمُصَلِّي
قَالَ وهب وَقد ذكر من لَا يغار فَقَالَ ذَاك القنذع والقنذع قَالَ أَبُو عبيد القنذع الديوث وَقَالَ اللَّيْث هُوَ بالسُّرْيَانيَّة
قَوْله خضلي قنازعك القنازع خصل الشّعْر يَقُول نديها وطليها بالدهن ليذْهب شعثها
وَنَهَى عَن القنازع قَالَ الْأَصْمَعِي واحدتها قنزعة وَهُوَ أَن يُؤْخَذ الشّعْر وَيتْرك مِنْهُ فِي مَوَاضِع
فِي الحَدِيث فَتخرج النَّار عَلَيْهِم قوائص أَي قطعا تأخذهم كَمَا تخطف الْجَارِحَة الصَّيْد وَقيل أَرَادَ شررا كقوائص الطير
فِي الحَدِيث إِن صَفْوَان بن أُميَّة قنطر فِي الْجَاهِلِيَّة وقنطر أَبوهُ أَي صَار لَهُ قِنْطَار من المَال وَالْقِنْطَار يُقَال إِنَّه ثَمَانُون ألفا وَيُقَال ملْء مسك ثَوْر ذَهَبا
فِي حَدِيث حُذَيْفَة يُوشك بَنو قنطوراء أَن يخرجُوا أهل الْعرَاق من عراقهم قنطور كَانَت جَارِيَة لإِبْرَاهِيم ولدت لَهُ أَوْلَادًا مِنْهُم التّرْك والصين وَالْمرَاد هَا هُنَا التّرْك

(2/266)


فِي الحَدِيث وتقنع يَديك فِي الدُّعَاء أَي ترفعهما
وَكَانَ إِذا ركع لَا يصوب رَأسه وَلَا يقنعه أَي لَا يرفعهُ حَتَّى يكون أَعلَى من جسده
فِي الحَدِيث لَا تجوز شَهَادَة القانع مَعَ أهل الْبَيْت لَهُم وَهُوَ كالتابع وَالْخَادِم وَأَصله السَّائِل
فِي الحَدِيث لما اهتموا بِجمع النَّاس للصَّلَاة ذكرُوا القنع وَهُوَ الشبور وَهُوَ البوق وَقَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد إِنَّمَا هُوَ القثع بالثاء

(2/267)


وزار قبر أمه فِي ألف مقنع أَي فِي ألف فَارس مغطى بِالسِّلَاحِ
فَأتي بقناع من رطب القناع والقنع الطَّبَق الَّذِي يُؤْكَل عَلَيْهِ
فِي الحَدِيث إِن الله حرم الكوبة والقنين قَالَ ابْن قُتَيْبَة القنين لعبة للروم يقامرون بهَا وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي التقنين الضَّرْب بالقنين وَهُوَ الطنبور بالحبشية

(2/268)


فِي الحَدِيث نهَى عَن ذبح قني الْغنم وَهِي الَّتِي تقنى للْوَلَد وَاللَّبن
فِي الحَدِيث يملك رجل أقنى والقنا الحديدات فِي الْأنف
فِي الحَدِيث رَأَى قنوا من حشف القنو الكياسة
فِي الحَدِيث العَبْد الْقَيْن قَالَ الْكسَائي الْقِنّ هُوَ الَّذِي ملك هُوَ وَأَبَوَاهُ وَكَذَلِكَ قَالَ ثَعْلَب وَقَالَ هُوَ من القنان وَهُوَ الْكمّ كَأَنَّهُ يَقُول فِي كمه وَقَالَ الْأَصْمَعِي الْقِنّ الَّذِي كَانَ أَبوهُ مَمْلُوكا لمواليه فَإِذا لم يكن كَذَلِك فَهُوَ عبد مملكة وَكَأن الْقِنّ مَأْخُوذ من الْقَيْنَة وَهِي الْملك
فِي الحَدِيث فأشرب فأتقنح يُقَال قنح الْفرس من المَاء أَي شرب دون الرّيّ ذكره الْجَوْهَرِي فِي فنح بِالْفَاءِ وَلعلَّة بِالْقَافِ
بَاب الْقَاف مَعَ الْوَاو
لَقَاب قَوس أحدكُم فِي الْجنَّة القاب الْقدر
قَالَ عمر إِنَّكُم إِن اعتمرتم فِي الْأَشْهر الْحرم رأيتموها مجزية من حَجكُمْ فَكَانَت قائبة قوب عامها قَالَ الْفراء القائبة الْبَيْضَة والقوب الْفَرح سمي قوبا لانقياب الْبَيْضَة عَنهُ وتقوبت الْبَيْضَة إِذا

(2/269)


انفلقت عَن فرخها ضرب عمر هَذَا مثلا لخلو مَكَّة من المعتمرين سَائِر السّنة
قَوْله وَاجعَل رزق آل مُحَمَّد قوتا أَي مَا يمسك الرمق
فِي الحَدِيث من مَلأ عَيْنَيْهِ من قاحة بَيت قبل أَن يُؤذن لَهُ فقد فجر قاحة الدَّار وباحتها وَاحِد
فِي الحَدِيث صعد قارة الْجَبَل القارة أَصْغَر من الْجَبَل وَهِي جمع قور
فِي حَدِيث الصَّدَقَة وَلَا مُقَوَّرَة الألياط أَي لَا مسترخية الْجُلُود لهزالها والاقورار الاسترخاء فِي الْجُلُود من الهزال والألياط جمع ليط وَهُوَ القشر اللائط بِالْعودِ أَي اللازق بِهِ
فِي الحَدِيث الْمُسلمُونَ قواري الله فِي الأَرْض بِالتَّخْفِيفِ أَي شُهُوده
فِي حَدِيث أم زرع زَوجي لحم جمل عَلَى رَأس قوز القوز العالي من الرمل الَّذِي كَأَنَّهُ جبل والصعود إِلَيْهِ شاق وَجمعه أقواز وقيزان وأقاوز قَالَ الشَّاعِر
(ومخلدات باللجين كَأَنَّمَا ... أعجازهن أقاوز الكثبان)
فِي الحَدِيث أطعمنَا من تقية الْقوس الَّتِي فِي نوطك قَالَ ابْن قُتَيْبَة

(2/270)


الْقوس التقية تبقى فِي أَسْفَل الْحلَّة أَو الْقرْبَة
فِي الحَدِيث أَخذنَا فرخي حمرَة فَجَاءَت تقوص أَي تَجِيء وَتذهب وَلَا تقر
فِي الحَدِيث فَإِذا كَانَ كَذَلِك قيضت هَذِه السَّمَاء الدُّنْيَا عَن أَهلهَا أَي شقَّتْ
وَسمع صَوت رجل يقْرَأ بِاللَّيْلِ فَقَالَ أتقوله مرائيا أَي أتظنه
وَلما اعْتكف أخرج أَزوَاجه أخببة إِلَى الْمَسْجِد ليوافقنه فَقَالَ الْبر تَقولُونَ بِهن أَي تظنون
فِي حَدِيث رقية النملة الْعَرُوس تحتفل وتقتال أَي تحتكم إِلَى زَوجهَا يُقَال اقتال الرجل إِذا احتكم فَهُوَ مقتال
وَنَهَى عَن قيل وَقَالَ المُرَاد بِهِ حِكَايَة أَقْوَال لَا صِحَة لَهَا
فِي الحَدِيث سُبْحَانَ من تعطف بالعز وَقَالَ بِهِ قَالَ الْأَزْهَرِي أَي وَغلب بِهِ كل عَزِيز قَالَ حَكِيم بن حزَام بَايَعت رَسُول الله عَلَى أَلا أخر إِلَّا قَائِما قَالَ أَبُو عبيد الْمَعْنى لَا أَمُوت إِلَّا ثَابتا عَلَى الْإِسْلَام وَقد زدناه شرحا فِي بَاب الْخَاء مَا أَفْلح قوم قيمتهم امْرَأَة أَي تقوم بأمرهم
قَالَ ابْن عَبَّاس إِذا اسْتَقَمْت بِنَقْد وبعت بِنَقْد فَلَا بَأْس قَالَ أَبُو عبيد يَعْنِي قومت وَهَذَا كَلَام أهل مَكَّة يَقُولُونَ اسْتَقَمْت الْمَتَاع أَي قومته قَالَ وَمَعْنى الحَدِيث أَن يدْفع الرجل إِلَى الرجل الثَّوْب فيقومه ثَلَاثِينَ ثمَّ يَقُول مَعَه فَمَا زَاد عَلَيْهَا فلك فَإِن بَاعه بِأَكْثَرَ من ثَلَاثِينَ بِالنَّقْدِ فَهُوَ جَائِز

(2/271)


قَالَت عَائِشَة وَبِي رخص بكم فِي صَعِيد الأقواء الأقواء جمع قواء وَهُوَ القفر من الأَرْض وَهِي القي أَيْضا
وَمِنْه أَنه صَلَّى بِأَرْض قي
وَكَانَ ابْن سِرين لَا يرَى بَأْسا بالشركاء يتقاوون الْمَتَاع بَينهم فِيمَن يزِيد
ووصى مَسْرُوق فِي جَارِيَة أَن قُولُوا لبني لَا يقتوونها بَينهم وَلَكِن بيعوها قَالَ النَّضر بن شُمَيْل يُقَال بيني وَبَين فلَان ثوب فتقاويناه أَي أَعْطيته بِهِ ثمنا أَو أَعْطَانِي هُوَ بِهِ فَأَخذه أَحَدنَا وَقد اقتويت مِنْهُ الْغُلَام أَي كَانَ بَيْننَا فاشتريت حِصَّته
فِي الحَدِيث إِنَّا أهل قاه وَإِذا كَانَ قاه أَحَدنَا دَعَا من يُعينهُ فعملوا لَهُ فأطعمهم وسقاهم من المزر قَالَ لَا تشربوه قَالَ أَبُو عبيد القاة سرعَة الْإِجَابَة وَحسن المعاونة يَعْنِي أَن بَعضهم كَانَ يعاون بَعْضًا فِي أَعْمَالهم وَأَصله الطَّاعَة قَالَ الدينَوَرِي إِذا تناوب أهل الجوفان فَاجْتمعُوا مرّة عِنْد هَذَا وَمرَّة عِنْد هَذَا فَإِن أهل الْيمن يسمون ذَلِك القاة وَفَوق كل رجل قاهة وَذَلِكَ كالطاعة لَهُ عَلَيْهِم لِأَنَّهُ تناوب قد ألزموه أنفسهم فَهُوَ وَاجِب لبَعْضهِم عَلَى بعض
وَقَالَ مزالك عَلّي قاة أَي سُلْطَان
وَقَالَ الْأَزْهَرِي وَالَّذِي يتَوَجَّه لي فِيهِ أَن مَعْنَاهُ أَنا أهل الطَّاعَة لمن يتَمَلَّك علينا وَهِي عادتنا لَا نرَى خِلَافه فَإِذا كَانَ قاه أَحَدنَا أَي ذُو قاة أَحَدنَا دَعَانَا فأطعمنا وَسَقَانَا

(2/272)


وَكتب مُعَاوِيَة إِلَى مَرْوَان ليبايع ليزِيد فَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر أجئتم بهَا هِرَقْلِيَّة وقوقية يُرِيد الْبيعَة للأولاد وَتلك سنة مُلُوك الْأَعَاجِم والهرقلية منسوبة إِلَى هِرقل والقوقية منسوبة إِلَى ملك يُقَال لَهُ قوق وَكِلَاهُمَا من مُلُوك الرّوم
بَاب الْقَاف مَعَ الْهَاء
جَاءَ رجل وَعَلِيهِ ثوب من قهر الْقَهْر والقهر لُغَتَانِ وَهِي ثِيَاب بيض يخالطها حَرِير وَلَيْسَت بعربية مَحْضَة
فِي حَدِيث الشَّفَاعَة كَانُوا يَمْشُونَ الْقَهْقَرَى وَهُوَ التراجع إِلَى خلف وَالْمعْنَى أَنهم ارْتَدُّوا عَمَّا كَانُوا عَلَيْهِ
فِي حَدِيث عمر أَتَاهُ شيخ متقهل أَي شعث وسخ يُقَال تقهل الرجل وأقهل
فِي الحَدِيث استقاء رَسُول الله عَامِدًا فَأفْطر أَي تعمد الْقَيْء
بَاب الْقَاف مَعَ الْيَاء
قَالَت امْرَأَة لعَائِشَة أقيد جملي أَرَادَت تَأْخِير زَوجهَا عَن سواهَا
فِي حَدِيث قيلة الدهناء مُقَيّد الْجمل أَرَادَت أَنَّهَا مخصبة ممرعة فالجمل يُقيد فِي مرتعه حَتَّى يسمن

(2/273)


فِي الحَدِيث فَأمر فلَانا أَن يسم إبِله فِي أعناقها قيد الْفرس وَهِي سمة مَعْرُوفَة وَهِي حلقتان وَمُدَّة
قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء خير نِسَائِكُم الَّتِي تدخل قيسا وَتخرج ميسا يُرِيد أَنَّهَا إِذا مشت قاست بعض الخطا بِبَعْض فَلم تعجل فعل الخرقاء وَلم تبطئ لَكِنَّهَا تمشي مشيا وسطا مستويا
فِي الحَدِيث مَا أكْرم شَاب شَيخا إِلَّا قيض الله لَهُ من يُكرمهُ عِنْد سنه أَي سَبَب لَهُ وَقدر والمقايضة فِي الْبيُوع شبه الْمُبَادلَة مَأْخُوذ من القيض وَهُوَ الْعِوَض يُقَال هم قيضان أَي متساويان
فِي الحَدِيث إِنَّمَا هِيَ أصوع مَا يقيظن بني أَي مَا تكفيهم لقيظهم القيظ حمارة الصَّيف
فِي الحَدِيث وَكَانَت فِيهَا قيعان والقيعان جمع قاع والقاع أَرض حرَّة لَا رمل فِيهَا وَلَا يثبت فِيهَا المَاء لاستوائها وَلَا غدر فِيهَا تمسك المَاء فَهِيَ لَا تنْبت الْكلأ وَلَا تمسك المَاء
فِي حَدِيث أصيل قد ابيض قاعها الْمَعْنى قد غسله المَاء فابيض
فِي الحَدِيث كَانَ لَا يقبل مَالا وَلَا يبيته يَقُول كَانَ لَا يمسك

(2/274)


من المَال مَا جَاءَهُ صباحا إِلَى وَقت القائلة وَمَا جَاءَهُ مسَاء لَا يمسِكهُ إِلَى غَد وَقَالَ الْأَزْهَرِي القيلولة والمقيل الاسْتِرَاحَة نصف النَّهَار عِنْد الْعَرَب وَإِن لم يكن مَعَ ذَلِك نوم وَالدَّلِيل عَلَيْهِ قَوْله تَعَالَى {وَأحسن مقيلا} ) وَالْجنَّة لَا نوم فِيهَا
وَكتب رَسُول الله إِلَى الْأَقْيَال وَهُوَ جمع قيل وهم مُلُوك بِالْيمن عَلَى قَومهمْ دون الْملك الْأَعْظَم وَإِنَّمَا سمي قيلا لِأَنَّهُ إِذا قَالَ نفذ قَوْله قَالَ عبد الله الْحُسَيْن بن خالويه الْأَقْيَال والأقوال مُلُوك حمير الْوَاحِد قيل ومقول وَيُقَال لرئيس التّرْك خاقَان ولرئيس الرّوم قَيْصر وهرقل ولرئيس الصين يغبور ولرئيس فرغانة إخشيد ولرئيس الْحَبَشَة أَصْحَمَة ولرئيس الْفرس خسرو ولرئيس البربر رتبيل
فِي الحَدِيث وَاكْتَفَى بالقيلة وَهِي شرب نصف النَّهَار والصبوح شرب الْغَدَاة والغبوق شرب الْعشي والفحمة شرب أول اللَّيْل والجاشرية شرب السحر
فِي الحَدِيث وَلَا حَامِل القيلة قَالَ ثَعْلَب هِيَ الأدرة
فِي الحَدِيث وَعند عَائِشَة قينتان تُغنيَانِ الْقَيْنَة هَا هُنَا الْأمة وَيدل عَلَى هَذَا أَن فِي بعض أَلْفَاظه وَعِنْدهَا جاريتان والقينة الماشطة والقينة الْمُغنيَة قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي إِنَّمَا قيل للمغنية قينة إِذا كَانَ الْغناء صناعَة

(2/275)


لَهَا وَذَلِكَ عمل الْإِمَاء دون الْحَرَائِر والقينة مَعْنَاهَا من كَلَام الْعَرَب الصانعة
وَمِنْه قَول خباب بن الأزد كنت قينا فِي الْجَاهِلِيَّة أَي صانعا والقينة الْأمة صانعة كَانَت أَو غير صانعة وَقَالَ غَيره مَعْنَى كنت قينا حدادا وَمِنْه قَوْله إِلَّا الْإِذْخر فَإِنَّهُ للقيون وهم الحدادون جمع قين
قَالَ الْخطابِيّ وَمَعْنى يغنيان يجهران بِحَدِيث وكل من رفع صَوته بِشَيْء ووالى ذَلِك مرّة بعد مرّة فصوته عِنْد الْعَرَب غناء
وَقَالَ سلمَان من صَلَّى بِأَرْض قي وَهِي القفر

(2/276)