غريب الحديث لابن الجوزي

كتاب الْكَاف
بَاب الْكَاف مَعَ الْبَاء
فِي الحَدِيث أَنه تعوذ من الكآبة وَهِي تغير النَّفس بالانكسار من شدَّة الْهم والحزن
فِي الحَدِيث كبكبة من بني إِسْرَائِيل أَي جمَاعَة
فِي الحَدِيث فأكبوا رواحلهم عَلَى الطَّرِيق كَذَا فِي الرِّوَايَة وَالثَّوَاب كبوا وَالْمعْنَى ألزموها الطَّرِيق وَالرجل يكب عَلَى عمله أَي يلْزمه
فِي الحَدِيث رَأَى أَبَا طَلْحَة مكبوتا وَالْأَصْل مكبود أَي بلغ الْهم

(2/277)


كبده فقلبت الدَّال تَاء لقرب مخرجيهما
فِي الحَدِيث كُنَّا نجني الكباث وَهُوَ النضيج من ثَمَر الْأَرَاك
فِي الحَدِيث كبدهم الْبرد أَي شقّ عَلَيْهِم
قَوْله الكباد من العب الكباد وجع الكبد
فِي حَدِيث مُوسَى أَنه وجد الْخضر عَلَى كبد الْبَحْر أَي عَلَى المَاء
قَوْله وتلقي الأَرْض أَوْلَاد كَبِدهَا أَي تلفظ مَا خبئ فِي بَطنهَا من الْكُنُوز
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة سجد أحد الأكبرين فِي إِذا السَّمَاء انشقت يُرِيد أَبَا بكر وَعمر
فِي حَدِيث عبد الله بن زيد الَّذِي أَدَّى الْأَذَان أَنه أَخذ فِي مَنَامه عودا ليتَّخذ مِنْهُ كبرا وَهُوَ الطبل وَرَوَاهُ الْأَزْهَرِي عَن شمر قَالَ الْكبر الطبل الَّذِي لَهُ وَجه وَاحِد بلغَة أهل الْكُوفَة وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْكبر ذكره عَنْهُمَا بِفَتْح الْبَاء
فِي حَدِيث ابْن الزبير لما نقض الْكَعْبَة دعِي بكبره أَي بمشايخه وَهُوَ جمع أكبر

(2/278)


فِي الحَدِيث لَا تكابروا الصَّلَاة بِمِثْلِهَا من التَّسْبِيح أَي لَا تغالبوها وَالْمَقْصُود أَن يكون التَّسْبِيح أكبر من الصَّلَاة
بعث أَبُو طَالب عقيلا إِلَى رَسُول الله قَالَ فاستخرجت رَسُول الله من كبس قَالَ شمر أَي من بَيت صَغِير والكبس مَا كبس من الْبناء
قَالَ وَحشِي كمنت لِحَمْزَة وَهُوَ مكبس يَقُول يقتحم النَّاس فيكبسهم
قَالَ أَبُو سُفْيَان أَمر أَمر ابْن أبي كَبْشَة كَانَ أَبُو كَبْشَة جد جد رَسُول الله لأمه وَكَانَ رجلا من خُزَاعَة يعبد الشعرى العبور لِأَنَّهَا تقطع السَّمَاء عرضا فَلَمَّا خَالف قُريْشًا وَخَالفهُم رَسُول الله شبهوه بِهِ
قَالَ عُثْمَان إِذا وَقعت السهْمَان فَلَا مكابلة قَالَ أَبُو عبيد المكابلة بمعنيين تكون من الْحَبْس فَيكون الْمَعْنى إِذا حدت الْحُدُود فَلَا يحبس أحد عَن حَقه وَالْأَصْل فِيهِ الكبل وَهُوَ الْقَيْد وَالثَّانِي أَن يكون من الِاخْتِلَاط وَهُوَ مقلوب تَقول لبكت الشَّيْء وبكلته إِذا خلطه وَالْمعْنَى إِذا حدت الْحُدُود فقد ذهب الِاخْتِلَاط
فِي الحَدِيث كَانَ فلَان سَاجِدا وَقد كبن ضفيرتيه أَي ثناهما
قَوْله مَا أحد عرضت عَلَيْهِ الْإِسْلَام إِلَّا كَانَت لَهُ كبوة غير بكر
قَالَ أَبُو عبيد الكبوة الوقفة تكون عِنْد الشَّيْء يكرههُ الْإِنْسَان وَمِنْه

(2/279)


يُقَال كبا الزند إِذا لم يخرج نَارا والكبوة فِي غير هَذَا السُّقُوط للْوَجْه
وَقَالَت أم سَلمَة لعُثْمَان لَا تقدح زندا كَانَ رَسُول الله أكباها أَي عطلها فَلم يور بهَا
وَقَالَت قُرَيْش إِنَّمَا مثل مُحَمَّد مثل نَخْلَة تنْبت فِي كبا يعنون الكناسة
وَمِنْه أَن الْيَهُود تجمع الأكباء فِي دورها والأكباء جمع كبا وَهِي الكناسة وَقَالَ الْأَصْمَعِي إِذا قصر الكبا فَهُوَ الكناسة وَإِذا مد فَهُوَ البخور
وَفِي الحَدِيث خلق الله الأَرْض السُّفْلَى من المَاء الكباء الكباء العالي الْعَظِيم وَالْمعْنَى أَنه خلقهَا من زبد اجْتمع للْمَاء وتكاثف فِي جنباته
بَاب الْكَاف مَعَ التَّاء
قَوْله لأقضين بَيْنكُمَا بِكِتَاب الله أَي بِحكم الله عز وجل
فِي الحَدِيث كُنَّا يَوْم الخَنْدَق ننقل التُّرَاب عَلَى أكتادنا الكتد مُجْتَمع الْكَتِفَيْنِ وَهُوَ الْكَاهِل وَقيل الكتد موصل الْعُنُق فِي الظّهْر وَهُوَ مِمَّا بَين الْكَاهِل إِلَى الظّهْر والكاهل مَا بَين الْكَتِفَيْنِ
قَالَت فَاطِمَة بنت الْمُنْذر كُنَّا ندهن بالمكتومة قبل الْإِحْرَام وَهِي دهن من أدهان الْعَرَب يَجْعَل فِيهِ الزَّعْفَرَان وَقيل يَجْعَل فِيهِ الكتم وَهِي الوسمة
قَالَ الْحجَّاج لامْرَأَة إِنَّك لكتون الكتون اللزوق وَكَانَ لِحَمْزَة يَوْم أحد كتيت الكتيت الهدير كهدير الْفَحْل يُقَال كت الْفَحْل بَكت

(2/280)


بَاب الْكَاف مَعَ الثَّاء
فِي الحَدِيث إِن أكثبكم الْقَوْم فانبلوهم يَقُول إِن قاربوكم فارموهم فِي وصف عَائِشَة أَبَاهَا وَظن رجال أَن قد أكثبت أطماعهم والكثب الْقَرِيب
قَوْله فيخدعها بالكثبة من اللَّبن أَي بِالْقَلِيلِ
كَانَ كث اللِّحْيَة أَي فِيهَا كَثَافَة
وَقَالَ ابْن أبي يذهب مُحَمَّد إِلَى من أخرجه من بِلَاده فَأَما من كَانَ قدومه كث منخره فَلَا يَغْشَاهُ يَعْنِي رغم أَنفه وَأَصله الكثكث وَهُوَ التُّرَاب
وَفِي مقتل الْحُسَيْن مَا رَأينَا مكثورا أجرأ مِنْهُ وَهُوَ الَّذِي تكاثر عَلَيْهِ النَّاس
قَوْله لَا قطع فِي كثر وَهُوَ جمار النّخل
قَالَت قيس بن عَاصِم نعم المَال أَرْبَعُونَ والكثر سِتُّونَ يَعْنِي الْكثير
قَالَ ابْن عَبَّاس انْتَهَى إِلَيّ عَلّي يَوْم صفّين وَأَنا فِي كثف أَي فِي جمَاعَة
بَاب الْكَاف مَعَ الْجِيم
قَالَ ابْن عَبَّاس فِي كل شَيْء قمار حَتَّى فِي لعب الصّبيان بالكجة قَالَ ابْن الْأَعرَابِي هُوَ أَن يَأْخُذ الصَّبِي خرقَة فيدورها كَأَنَّهَا كرة ثمَّ يتقامرون بهَا وكج إِذا لعب بالكجة

(2/281)


بَاب الْكَاف مَعَ الْحَاء
فِي حَدِيث الدَّجَّال فيعقل الكروم ثمَّ يكحب أَي يخرج العناقيد
فِي صفته فِي عَيْنَيْهِ كحل الْكحل سَواد هدب الْعين خلقَة
وَرمي سعد فِي أكحله الأكحل عرق يبين فِي ذِرَاع الْإِنْسَان
بَاب الْكَاف مَعَ الْخَاء
قَوْله كخ كخ زجر الصّبيان
بَاب الْكَاف مَعَ الدَّال
قَوْله إِلَّا جَاءَت مَسْأَلته كدوحا وَهِي مثل الخموش
فِي الحَدِيث إِذا بَصق أحدكُم فَعَن يسَاره فَإِن غلبته كدسة فَفِي ثَوْبه الكدسة العطسة
قَوْله وَمِنْهُم مكدوس فِي النَّار أَي مَدْفُوع وَقيل إِنَّمَا هُوَ مكروس وَهُوَ الَّذِي جمعت يَدَاهُ وَرجلَاهُ فِي وُقُوعه
فِي حَدِيث العرنيين كَانُوا يكدمون الأَرْض بأفواههم أَي

(2/282)


يقبضون عَلَيْهَا وأصل الكدم العض
وَقَول عَائِشَة نجح إِذْ أكديتم أَي إِذْ خبتم وَلم تظفروا وَأَصله من الكدية وَهِي الْقطعَة الغليظة يَنْتَهِي إِلَيْهَا حافر الْبِئْر فَلَا يُمكنهُ الْحفر لصلابتها
وَمِنْه عرضت فِي الخَنْدَق كدية
وَقَوله لفاطمة لَعَلَّك بلغت مَعَهم الكدى وَهِي الصلبة من الأَرْض تحفر فِيهَا الْقُبُور وَأَرَادَ الْمقْبرَة وَقد ذكرهَا أَبُو سُلَيْمَان الْخطابِيّ فَقَالَ الْكرَى بالراء وَقَالَ هِيَ الْقُبُور من قَوْلك كروت الأَرْض إِذا حفرتها وَالْمَحْفُوظ الأول
أَمر رَسُول الله سعد بن عبَادَة يَوْم الْفَتْح أَن يدْخل من كداء وَالزُّبَيْر من كدى اعْلَم أَنه بِمَكَّة ثَلَاثَة مَوَاضِع تشبه أسماؤها فِي الْخط أَحدهَا كداء بِفَتْح الْكَاف مَعَ الْمَدّ وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّة وَهُوَ الَّذِي سعوا أَن يدخلُوا مِنْهُ وَهُوَ الَّذِي دخل مِنْهُ رَسُول الله فِي حجه وَالثَّانِي كدى بِضَم الْكَاف مَعَ الْقصر والتنوين وَهُوَ الَّذِي أَمر الزبير أَن يدْخل مِنْهُ وَالثَّالِث كدي بِضَم الْكَاف وَتَشْديد الْيَاء مصغر وَهُوَ لمن خرج إِلَى الْيمن
وَفِي الحَدِيث إِنَّه لحسن الكدنة يعنون اللَّحْم

(2/283)


بَاب الْكَاف مَعَ الذَّال
قَالَ عمر كذب عَلَيْكُم الْحَج قَالَ الْأَصْمَعِي مَعْنَاهُ الإغراء أَي عَلَيْكُم بِهِ وَكَانَ وَجهه النصب لكنه جَاءَ مَرْفُوعا شاذا عَلَى غير قِيَاس
وَكَذَلِكَ قَوْله لرجل شكى إِلَيْهِ النقرس كذبتك الظهائر أَي عَلَيْك بِالْمَشْيِ فِيهَا
وَفِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام كذبتك الحارقة وَهِي الْمَرْأَة الضيقة الْفرج
فِي الحَدِيث فَمن احْتجم يَوْم الْخَمِيس أَو الْأَحَد كذباك أَي عَلَيْك بهما
قَالَ ابْن الزبير إِن شددت عَلَيْهِم فَلَا يكذبوا أَي لَا يولوا
بَاب الْكَاف مَعَ الرَّاء
قَوْله فَإِذا اسْتَغنَى أَو كرب استعف الْمَعْنى أَو دنا من ذَلِك
وَمثله أَيفع أَو كرب أَي قَارب الإيفاع قَالَ الْخطابِيّ وَمِنْه الْمَلَائِكَة الكروبيون وهم المقربون قَالَ أَبُو الْعَالِيَة الكروبيون سادة الْمَلَائِكَة وَقَالَ اللَّيْث يُقَال لكل شَيْء من الْحَيَوَان إِذا كَانَ وثيق المفاصل إِنَّه لمكرب المفاصل قَالَ أَبُو زيد يُقَال لَهُ المكرب الْخلق أَي شَدِيد الْأسر
فِي الحَدِيث فَحمل فكردهم أَي طردهم

(2/284)


قَالَ معَاذ وَالله لَا أقعد حَتَّى يضْربُوا كرده الكرد أَعلَى الْعُنُق
فِي صفته ضخم الكراديس الْمَعْنى ضخم الْأَعْضَاء والكراديس رُؤُوس الْعِظَام
وَمِنْه مكردس فِي النَّار أَي ملقى فِيهَا
قَوْله وتكركر حبات من شعير أَي تطحن وَسميت كركرة لترديد الرَّحَى عَلَى الطحين
وَفِي الحَدِيث فكركري أَي فاطحني
وَقَالَ ابْن سِيرِين إِذا كَانَ المَاء قدر كرّ لم يحمل القذر قَالَ الْأَزْهَرِي الْكر سِتُّونَ قَفِيزا والقفيز ثَمَانِيَة مكاكيك والمكوك صَاع وَنصف فالكر عَلَى هَذَا اثْنَا عشر وسْقا والوسق سِتُّونَ صَاعا
فِي حَدِيث الخَنْدَق فَأخذ الكرزين فحفر يَعْنِي الفأس يُقَال كرزين وكرزن وكرزن وكرزم
فِي حَدِيث أبي أَيُّوب مَا أَدْرِي مَا أصنع بِهَذِهِ الكراييس يَعْنِي الكنف وَاحِدهَا كرياس وَهُوَ الَّذِي يكون مشرفا عَلّي سطر بقناة من الأَرْض فَإِذا كَانَ أَسْفَل فَلَيْسَ بكرياس وَسمي كَذَلِك لما يتَعَلَّق بِهِ من الأقذار فتتكرس كتكرس الدمن
فِي الحَدِيث احتش كرسفا وَهُوَ الْقطن

(2/285)


قَوْله الْأَنْصَار كرشي يُقَال عَلَيْهِ كرش من النَّاس فَكَأَنَّهُ أَرَادَ بهم جماعتي وصحابتي الَّذين أَثِق بهم وأعتمد عَلَيْهِم فِي أموري
قَوْله وَإِلَّا كرعنا الكرع أَن يشرب بِفِيهِ من النَّهر قَالَ اللَّيْث كرع الْإِنْسَان فِي المَاء يكرع كرعا وكروعا إِذا تنَاوله بِفِيهِ من مَوْضِعه وكرع فِي الْإِنَاء إِذا مَال نَحوه عُنُقه فَشرب مِنْهُ
وَسمع فِي سَحَابَة اسقي كرع فلَان أَرَادَ موضعا يجْتَمع فِيهِ مَاء السَّمَاء فيسقي صَاحبه زرعه يُقَال شربت الْإِبِل بالكرع إِذا شربت من هَذَا الغدير
قَالَ النَّخعِيّ كَانُوا يكْرهُونَ الطّلب فِي أكارع الأَرْض يَعْنِي طلب الرزق قَالَ أَبُو عبيد هِيَ أطرافها القاصية وشبهت بأكارع الشَّاة وَهِي قَوَائِمهَا
فِي الحَدِيث لَا تنضجون كُرَاعًا وَهُوَ مَا دون الكعب من الدَّوَابّ وَمِنْه لَو دعيت إِلَى كرَاع والأكارع من النَّاس السفلة وَمِنْه فَهَل ينْطق فِيكُم الكرع وَهُوَ الدنيء النَّفس وَالْمَكَان
فِي حَدِيث مُعَاوِيَة شربت فِي عنفوان المكرع أَي فِي أول المَاء

(2/286)


قَالَ القتيبي أَرَادَ أَنه عز فَشرب أول المَاء وَشرب غَيره الرنق
فِي الحَدِيث فَقبض عَلَى كرسوعي قَالَ الزّجاج هُوَ رَأس الزند الَّذِي يَلِي الْخِنْصر
فِي الحَدِيث تغير وَجهه حَتَّى عَاد كَأَنَّهُ كركمة يَعْنِي الزَّعْفَرَان فَارس مُعرب
قَوْله لَا تسموا الْعِنَب كرما قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي سمي الْكَرم كرما لِأَن الْخمر المتخذة مِنْهُ تحث عَلَى السخاء وَالْكَرم فاشتقوا اسْم الْكَرم من الْكَرم الَّذِي يتَوَلَّد مِنْهُ فكره رَسُول الله أَن تسمى الْخمر باسم مَأْخُوذ من الْكَرم وَجعل الْمُؤمن أولَى بِهَذَا الِاسْم وَقَالَ الْكَرم الرجل الْمُسلم وَقَالَ الْأَزْهَرِي الْكَرم الْحَقِيقِيّ من صفة الله تَعَالَى وَصفَة من آمن بِهِ وَهُوَ مصدر يُقَام مقَام الْمَوْصُوف فَيُقَال رجل كرم ورجلان كرم وخففت الْعَرَب الْكَرم وهم يُرِيدُونَ كرم شَجَرَة الْعِنَب لما فِيهِ من الْخَيْر فَنَهَى رَسُول الله عَن تَسْمِيَته بِهَذَا لِأَنَّهُ يعتصر مِنْهُ الْمُسكر وَقَالَ الْمُسلم أَحَق بِهَذِهِ الصّفة من هَذِه الشَّجَرَة
وَأهْدَى رجل إِلَى رَسُول الله راوية خمر فَقَالَ إِن الله قد حرمهَا فَقَالَ الرجل أَفلا أكارم بهَا الْيَهُود يَقُول أَفلا أهديها لَهُم ليثيبوني عَلَيْهَا
يَقُول الله تَعَالَى من أخذت كريمتيه يُرِيد عَيْنَيْهِ وكل شَيْء يكرم عَلَيْك فَهُوَ كريمك وكريمتك

(2/287)


وَفِي الحَدِيث إِذا أَتَاكُم كَرِيمَة قوم أَي كريم قوم
فِي الحَدِيث خير النَّاس مُؤمن بَين كريمين فِيهِ ثلَاثه أَقْوَال أَحدهَا فرسين يَغْزُو عَلَيْهِمَا وَالثَّانِي الْحَج وَالْجهَاد وَالثَّالِث أَبَوَانِ مُؤْمِنَانِ كريمان وَهَذَا اخْتِيَار أبي عبيد وَهُوَ الصَّحِيح لِأَن أول الحَدِيث يَأْتِي عَلَى النَّاس زمَان أسعد النَّاس فيهم بالدنيا لكع ابْن لكع وَخير النَّاس يَوْمئِذٍ مُؤمن بَين كريمين قَالَ أَبُو عبيد اللكع عِنْد الْعَرَب العبيد أَو اللَّئِيم فَيكون الممدوح قد اجْتمع لَهُ الْإِيمَان وكرم أَبَوَيْهِ
فِي الحَدِيث فعلق قربته بكرنافة وَهِي أحد الكرانيف وَهِي أصُول السعف الْغِلَاظ العريضة الَّتِي تيبس فَتَصِير مثل الْكَتف فَهِيَ الْكُرْبَة
فِي الحَدِيث كتب الْقُرْآن فِي الكرانيف
فِي الحَدِيث أكرينا الحَدِيث عِنْد رَسُول الله أَي أطلناه وَيُقَال أكرَى إِذا قصر فَهُوَ من الأضداد
بَاب الْكَاف مَعَ الزَّاي
وَكَانَ يتَعَوَّذ من الكزم فِيهِ قَولَانِ أَحدهمَا الْبُخْل يُقَال

(2/288)


هُوَ أكزم البنان أَي قصيرها وَالثَّانِي شدَّة الْأكل يُقَال كزم بِفِيهِ إِذا كَسره وذم رجل فَقيل إِن أفيض فِي خير كزم أَي سكت ولأصل فِيهِ صم الْفَم عَلَى الشَّيْء حَتَّى يكسرهُ
بَاب الْكَاف مَعَ السِّين
فِي صفة أبي بكر يكْسب الْمَعْدُوم أَي يُعْطِيهِ يُقَال كسبت فلَانا مَالا قَالَ ثَعْلَب كل النَّاس يَقُولُونَ كسبك فلَان خيرا إِلَّا ابْن الْأَعرَابِي فَإِنَّهُ يَقُول أكسبك
قَالَ رَسُول الله لجَابِر فِي الْجمل الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْهُ أَتَرَى أَنما كستك لآخذ جملك خُذ جملك وَمَالك قَالَ ابْن قُتَيْبَة كستك من الْكيس يُقَال كايسني الرجل فكسته أَي كنت أَكيس مِنْهُ وَبَعْضهمْ يرويهِ مَا كستك من المكاس
وَقَوله عليكن الكست وَهُوَ الْقسْط الْهِنْدِيّ
قَالَ عبد الله بن عَمْرو الصَّدَقَة مَال الكسحان واحدهم أكسح وَهُوَ المقعد
فَنظر إِلَى شَاة فِي كسر الْخَيْمَة أَي فِي جَانبهَا وَلكُل بَيت كسران عَن يَمِين وشمال
فِي الحَدِيث فدعي بِخبْز يَابِس وأكسار بعير الأكسار جمع

(2/289)


كسر وَهُوَ عظم بِلَحْمِهِ
وَمِنْه كَانَ عمر يطعم من كسور الْإِبِل أَي من أعضائها
قَوْله لَيْسَ فِي الكسعة صَدَقَة قَالَ أَبُو عبيد هِيَ الْحمير سميت كسعة لِأَنَّهَا تكسع فِي أدبارها وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي الكسعة الرَّقِيق لِأَنَّك تكسعها فِي طلب حَاجَتك
فِي الحَدِيث فَضرب عرقوب فرسه حَتَّى اكتسعت أَي سَقَطت من نَاحيَة مؤخرها يُقَال كسعت الرجل إِذا ضربت مؤخرة فاكتسع أَي سقط عَلَى قَفاهُ وكسع حَيّ من الْيمن مِنْهُم الكسعي
فِي الحَدِيث كسفت الشَّمْس إِذا تغير نورها بِالسَّوَادِ قَالَ شمر الْكُسُوف فِي الْوَجْه الصُّفْرَة والتغير وَرجل كاسف مهموم قد تغير لَونه
فِي الحَدِيث لَيْسَ فِي الإكسال إِلَّا الطّهُور يُقَال أكسل الرجل إِذا جَامع ثمَّ أدْركهُ فتور مَنعه الْإِنْزَال وَهَذَا مَنْسُوخ
قَوْله نسَاء كاسيات عاريات فِيهِ ثَلَاثَة أوجه أَحدهَا كاسيات بِثِيَاب رقاق تصف مَا تحتهَا فهن عاريات وَالثَّانِي أَنَّهُنَّ يكشفن بعض الْجَسَد المتبرج فهن لذَلِك عاريات وَالثَّالِث كاسيات من النعم عاريات من الشُّكْر
بَاب الْكَاف مَعَ الشين
أفضل الصَّدَقَة عَلَى ذِي الرَّحِم الْكَاشِح وَهُوَ الْعَدو الَّذِي يضم

(2/290)


الْعَدَاوَة فِي كشحه
فِي حَدِيث لَو تكاشفتم مَا تدافنتم قَالَ الْمبرد لَو علم بَعْضكُم سريرة بعض لاستثقل تشييعه وَدَفنه
وضع عمر يَده فِي كشة وضب يَعْنِي شَحم بَطْنه
بَاب الْكَاف مَعَ الظَّاء
أَتَى كظامة قوم ذكر أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِيهَا قَوْلَيْنِ أَحدهمَا أَنَّهَا السِّقَايَة
وَالثَّانِي أَنَّهَا آبار تحفر ويباعد مَا بَين كل بئرين ثمَّ يخرق مَا بَين كل بِئْر بقناة تُؤدِّي المَاء من الأولَى إِلَى الَّتِي تلتها حَتَّى يجْتَمع المَاء إِلَى أخرهن وَإِنَّمَا يَفْعَلُونَ ذَلِك لعون مَاء السَّقْي فِي كل بِئْر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ أَهلهَا ثمَّ يخرج فَضلهَا إِلَى الَّتِي تَلِيهَا
وَفِي الحَدِيث إِذا رَأَيْت مَكَّة قد أبعجت كظائم فقد أطلك الْأَمر
وَفِي الحَدِيث واكتظ الْوَادي بثجيجه أَي امْتَلَأَ بالمطر والثجيج سيلان الْمَطَر
فِي الحَدِيث وَهُوَ كظيظ أَي ممتلئ يُقَال كظه الشَّرَاب والغيظ وَيُقَال رَأَيْت عَلَى بَابه كظيظا أَي زحاما

(2/291)


وَقَالَ الْحسن فِي صفة الْمَوْت كظ لَيْسَ كالكظ أَي هم يمْلَأ الْجوف لَيْسَ كالهموم
بَاب الْكَاف مَعَ الْعين
فِي الحَدِيث مَا زَالَت قُرَيْش كاعة حَتَّى مَاتَ أَبُو طَالب قَالَ الْخطابِيّ الكاعة جمع كايع وَهُوَ الجبان يُقَال كع الرجل عَن الْأَمر إِذا جبن
فِي حَدِيث قيلة لَا يزَال كعبك عَالِيا مَعْنَاهُ الشّرف وَأَصله كَعْب الْقَنَاة وَهُوَ أنبوبها وَمَا بَين كل عقدين كَعْب
فِي الحَدِيث فتكعكعت أَي جبنت عَن التَّقَدُّم
وَنَهَى عَن المكاعمة قَالَ أَبُو عبيد هُوَ أَن يلثم الرجل صَاحبه أَخذ من كعام الْبَعِير وَهُوَ أَن يشد فَمه إِذا هاج
وَدخل إخْوَة يُوسُف مصر وَقد كعموا أَفْوَاه إبلهم فَجعل اللثم بِمَنْزِلَة الكعام
وَفِي رِوَايَة نهَى عَن المكامعة قَالَ أَبُو عبيد وَهُوَ أَن يضاجع الرجل صَاحبه فِي ثوب وَاحِد أَخذ من الكميع والكميع هُوَ الضجيع يُقَال لزوج الْمَرْأَة كميعها

(2/292)


بَاب الْكَاف مَعَ الْفَاء
الْمُسلمُونَ تَتَكَافَأ دِمَاؤُهُمْ أَي تتساوى فِي الدِّيات وَالْقصاص
وَفِي الْعَقِيقَة شَاتَان متكافئتان أَي متساويتان
وَكَانَ لَا يقبل الثَّنَاء إِلَّا من مكافئ فِيهِ ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا أَن الْمَعْنى أَنه كَانَ إِذا أنعم عَلَى رجل فكافأه بالثناء قبل ثناءه وَإِذا أَثْنَى عَلَيْهِ قبل أَن ينعم عَلَيْهِ لم يقبله قَالَه ابْن قُتَيْبَة وَالثَّانِي أَنه لَا يقبل الثَّنَاء إِلَّا من رجل يعرف حَقِيقَة إِسْلَامه وَلَا يدْخل عِنْده فِي جملَة الْمُنَافِقين قَالَه ابْن الْأَنْبَارِي وَالثَّالِث أَن مَعْنَى قَوْله إِلَّا من مكافئ أَي مقارب فِي مدحه غير مجاوز الْحَد وَلِهَذَا قَالَ لَا تطروني قَالَه الْأَزْهَرِي
قَوْله لَا تسْأَل الْمَرْأَة طَلَاق أُخْتهَا لتكتفئ مَا فِي إنائها هَذَا مثل لإمالة الضرة حق صاحبتها من زَوجهَا وَأَصله من كفأت الْقدر إِذا أملتها ليخرج مَا فِيهَا
فِي الحَدِيث فَأمرنَا بالقدور فكفيت والمحدثون يروون فأكفيت وَالْكَلَام الأول مثله كَأَن يكفئ الْإِنَاء للهر

(2/293)


فِي صفته كَانَ إِذا مَشَى تكفأ أَي تمايل إِلَى قُدَّام كَأَنَّهُ من قوته يمشي عَلَى صدفة قَدَمَيْهِ
فِي حَدِيث عمر أَنه انكفأ لَونه عَام الرَّمَادَة أَي تغير عَن حَاله
فِي حَدِيث أبي ذَر وَلنَا عباءتان نكافئ بهما عين الشَّمْس أَي ندافع وأصل الْمُكَافَأَة المقاومة والموازنة
فِي الحَدِيث اشْتَرَى رجل معدنا بِمِائَة شَاة مُتبع فَقَالَت لَهُ أمه إِنَّك اشْتريت بثلاثمائة شَاة أمهاتها مائَة وَأَوْلَادهَا مائَة وكفأتها مائَة والكفأة أَن ينزي عَلَيْهَا فتنتج
قَوْله أكفتوا صِبْيَانكُمْ أَي ضموهم إِلَيْكُم واحبسوهم فِي الْبيُوت
قَوْله وَأعْطيت الكفيت قَالَ ابْن قُتَيْبَة هِيَ قدر لَطِيفَة وَأَنه أكل مِنْهَا فقوي عَلَى الْجِمَاع فَلَيْسَ هَذَا مرويا فِي حَدِيث بَاطِل وَأَنه نزلت إِلَيْهِ قدر قد ذكرته فِي الموضوعات وَإِنَّمَا الصَّحِيح مَا ذكره الْأَزْهَرِي قَالَ الكفيت مَا أكفت بِهِ معيشتي أَي أضم قَالَ وَيُقَال الكفيت الْقُوَّة عَلَى الْجِمَاع

(2/294)


فِي الحَدِيث صَلَاة الْأَوَّابِينَ أَن ينكفت أهل الْعشَاء أَي يَنْصَرِفُونَ إِلَى مَنَازِلهمْ
فِي الحَدِيث اكتبوا للْمَرِيض مَا كَانَ يعْمل حَتَّى أعافيه أَو أكفته أَي أضمه إِلَى الْقَبْر
وَقَالَ لحسان لَا تزَال مؤيدا بِروح الْقُدس مَا كافحت عَن رَسُول الله الكافحة الْمُضَاربَة تِلْقَاء الْوَجْه وَفِي رِوَايَة نافحت
وَقَالَ لجَابِر إِن الله كلم أَبَاك كفاحا قَالَ الْأَزْهَرِي الْمَعْنى كَلمه مُوَاجهَة وَلَيْسَ بَينهمَا حجاب
قيل لأبي هُرَيْرَة أتقبل وَأَنت صَائِم قَالَ نعم وأكفحها أَي أَلْقَاهَا مباشرا لجلدها قَالَ الْأَزْهَرِي يُقَال كفحها يكفحها أَي قبلهَا وعانقها وَرَوَى أقحفها وَقد سبق
قَوْله لَا ترجعوا بعدِي كفَّارًا ذكر الْأَزْهَرِي فِيهِ وَجْهَيْن أَحدهمَا لابسين السِّلَاح يُقَال كفر فَوق درعه إِذا لبس فَوْقهَا ثوبا وَالثَّانِي أَن تعتقد بِكفْر النَّاس كَمَا اعتقدت الْخَوَارِج فتكفر
قَوْله من ترك قتل الْحَيَّات خشيَة النَّار فقد كفر أَي كفر النِّعْمَة وَمثله من أَتَى حَائِضًا فقد كفر
فِي الحَدِيث لتخرجنكم الرّوم مِنْهَا كفرا كفرا يَعْنِي قَرْيَة قَرْيَة وَالَّذِي يتَكَلَّم بِهَذَا أهل الشَّام يسمون الْقرْيَة كفرا وَلِهَذَا قَالُوا كفرتوتا

(2/295)


وَقَالَ مُعَاوِيَة أهل الكفور هم أهل الْقُبُور يَعْنِي الْقرى النائية عَن الْأَمْصَار ومجتمع الغلمان وَالْجهل عَلَيْهِم أغلب وهم إِلَى الْبدع أسْرع
قَوْله الْأَعْضَاء تكفر للسان أَي تذل وتخضع
فِي الحَدِيث الْمُؤمن مكفر أَي مرزأ فِي نَفسه وَمَاله لتكفر خطاياه
فِي الحَدِيث وَاجعَل قُلُوبهم كقلوب نسَاء كوافر يَعْنِي فِي التعادي وَالِاخْتِلَاف وَالنِّسَاء أَضْعَف قلوبا وَلَا سِيمَا إِذا كن كوافر
قَوْله بَيْننَا عَيْبَة مَكْفُوفَة أَي مشرجة عَلَى مَا فِيهَا وَالْمرَاد لَا يدْخل قُلُوبنَا غش فِيمَا اصطلحنا عَلَيْهِ وَقيل المُرَاد أَن يكون السِّرّ بَيْننَا مكفوفا
قَالَ الْحسن لَا تلام عَلّي كفاف أَي عَلَى أَلا تُعْطِي إِذا لم يكن عنْدك فضل فِي الحَدِيث رَأَى ظلة تنظف عسلا وَالنَّاس يتكففونه أَي يأخذونه بأكفهم
وَمثله قَوْله خير من أَن يتركهم عَالَة يَتَكَفَّفُونَ النَّاس أَي يَسْأَلُونَهُمْ بأكفهم

(2/296)


فِي الحَدِيث فاستكفوا جنابي عبد الْمطلب أَي أحاطوا بِهِ واجتمعوا حوله
فِي الحَدِيث وَأَنت خير المكفولين أَي خير من كفل فِي صغره
فِي الحَدِيث وَفُلَان وَفُلَان متكفلان عَلَى بعير يُقَال تكفلت الْبَعِير واكتفلته إِذا أدرت كسَاء حول سنامه ثمَّ ركبته
فِي الحَدِيث الراب كافل الراب زوج أم الْيَتِيم كَأَنَّهُ كفل نَفَقَته
فِي الحَدِيث لَك كفلان من الْأجر أَي نصيبان مثلان
وَكره النَّخعِيّ الشّرْب من ثلمة الْقدح وَقَالَ إِنَّهَا كفل الشَّيْطَان أَي مركبه
فِي الحَدِيث القوهم بِوَجْه مكفهر أَي غليظ وَقد اكفهر وَجهه أَي عبس وقطب
بَاب الْكَاف مَعَ اللَّام
نهَى عَن الكالئ بالكالئ هُوَ النَّسِيئَة بِالنَّسِيئَةِ وَهُوَ الرجل

(2/297)


يَشْتَرِي شَيْئا مُؤَجل الثّمن فَإِذا حل الْأَجَل لم يجد مَا يقْضِي بِهِ فَيَقُول بِعْهُ مني إِلَى أجل آخر بِزِيَادَة شَيْء فيبعه مِنْهُ غير مَنْقُوص مِنْهُ
قَوْله لَا يمْنَع المَاء ليمنع الْكلأ الْكلأ النَّبَات وَالْمرَاد أَن الْبِئْر يكون فِي صحراء وَيكون الْكلأ قَرِيبا مِنْهَا فَإِذا ورد عَلَيْهَا وَارِد فغلب عَلَى مَا بهَا وَمنع من يَأْتِي بعده من الاسْتِسْقَاء مِنْهَا كَانَ بِمَنْعه المَاء مَانِعا للكلأ لَا يرْعَى إِلَّا بِوُجُود مَاء
فِي الحَدِيث من مَشَى عَلَى الكلاء قذفناه فِي المَاء الكلاء والمكلأ شاطئ النَّهر ومرفأ السفن ويثنى فَيُقَال كلان وكلاوان وَمِنْه سوق الكلاء بِالْبَصْرَةِ وَهَذَا مثل ضربه لمن عرض بِالْقَذْفِ وَشبهه فِي مقاربته التَّصْرِيح بالماشي عَلَى شاطئ النَّهر وإلقاؤه إِيَّاه فِي المَاء إِلْزَامه الْحَد
فِي الحَدِيث من ترك كلا فإلينا الْكل الْعِيَال والثقل
قَالَ الْحسن إِن الدُّنْيَا لما فتحت عَلَى أَهلهَا كلبوا عَلَيْهَا أَشد الْكَلْب وَعدا بَعضهم عَلَى بعض بِالسَّيْفِ يُقَال قد كلب الرجل كَلْبا إِذا اشْتَدَّ حرصه عَلَى طلب شَيْء
فِي الحَدِيث أصَاب كلاب السَّيْف وَهُوَ الْحلقَة الَّتِي فِيهَا السّير فِي قَائِم السَّيْف
فِي حَدِيث ذِي الثدية تبدو فِي رَأس ثديه شَعرَات كَأَنَّهَا كلبة

(2/298)


كلب يَعْنِي مخالبه
فِي الحَدِيث تتجارى بهم الْأَهْوَاء كَمَا يتجارى الْكَلْب بِصَاحِبِهِ الْكَلْب دَاء يُصِيب الْإِنْسَان من عضة الْكَلْب
فِي صفته لم يكن بالمكلثم قَالَ أَبُو عبيد أَي كَانَ أسيلا وَلم يكن مستدير الْوَجْه
قَالَ جَابر إِنَّمَا ترثني كَلَالَة أَي وَرَثَة لَيْسُوا بوالد وَلَا ولد وَإِنَّمَا وَرَثَة أخواته
فِي الحَدِيث تبرق أكاليل وَجهه وَهِي الْجَبْهَة وَمَا يتَّصل بهَا من الجبين فَذَلِك لِأَن الإكليل يوضع هُنَاكَ
وَنَهَى عَن تقصيص الْقُبُور وتكليلها التكليل رَفعهَا بِبِنَاء مثل الكلل وَهِي الصوامع والقباب الَّتِي تبنى عَلَى الْقُبُور وَقَالَ قوم هُوَ ضرب الكلة وَهِي ستر مُرْتَفع يضْرب عَلَى الْقُبُور
قَوْله أعوذ بِكَلِمَات الله قَالُوا هِيَ الْقُرْآن
قَوْله واستحللتم فروجهن بِكَلِمَة الله وَهِي إِبَاحَة الله سُبْحَانَهُ التَّزْوِيج وَهَذَا مثل قَوْله لأقضين بَيْنكُمَا بِكِتَاب الله وَقَالَ الْخطابِيّ كلمة الله قَوْله {فإمساك بِمَعْرُوف أَو تَسْرِيح بِإِحْسَان}

(2/299)


فِي الحَدِيث ذُو الكلاع وَهُوَ ملك من مُلُوك حمير ذكره الْأَزْهَرِي بِضَم الْكَاف قَالَ ابْن دُرَيْد التكلع التخالف لُغَة يَمَانِية قَالَ وَبِه سمي ذُو الكلاع لأَنهم تكلعوا عَلَى يَدَيْهِ أَي تجمعُوا قَالَ ابْن حبيب إِذا اجْتمعت الْقَبَائِل وتناصرت فقد تكلعت
بَاب الْكَاف مَعَ الْمِيم
فِي حَدِيث غنم شُعَيْب لَيْسَ فِيهَا كموش وَهِي الصَّغِيرَة الضَّرع وَهِي الكمشة أَيْضا سميت بذلك لانكماش ضرْعهَا وَهُوَ تقلصه
نهَى عَن المكامعة وَقد سبق
وَرَأَى عمر جَارِيَة متكمكمة قَالَ أَبُو عبيد أَرَادَ المتكممة وَأَصلهَا من الكمة وَهِي القلنسوة شبه قناعها بهَا
فِي حَدِيث النُّعْمَان بن مقرن فلتثب الرِّجَال إِلَى أكمة خيولها أَرَادَ مخالبها الَّتِي علقت عَلَى رؤوسها
فِي الحَدِيث أَنَّهُمَا يكمنان الْأَبْصَار أَو يكمهان قَالَ شمر الكمنة ورم فِي الأجفان وَقيل قرح فِي المآقي ويكمهان مَعْنَاهُ يعميان
فِي الحَدِيث للدابة ثَلَاث خرجات ثمَّ تنكمي أَي تستتر يُقَال كمى فلَان شَهَادَته إِذا سترهَا

(2/300)


فِي الحَدِيث مر عَلَى أَبْوَاب دور متسفلة فَقَالَ أكموها أَي استروها لِئَلَّا تقع عُيُون النَّاس عَلَيْهَا وَفِي رِوَايَة أكيموها أَي ارفعوها
لِئَلَّا يهجم السَّيْل عَلَيْهَا مَأْخُوذ من الكومة وَهِي الرملة المشرفة
فِي الحَدِيث إِن قوما من الْمُوَحِّدين يحبسون عَلَى الكوم وَهِي الْمَوَاضِع المشرفة وَكَذَلِكَ الْأَعْرَاف
بَاب الْكَاف مَعَ النُّون
فِي الحَدِيث نهَى عَن الكنارات وَيروَى بِفَتْح الْكَاف وفيهَا أَرْبَعَة أَقْوَال أَحدهَا العيدان وَالثَّانِي الدفوف حَكَاهُمَا أَبُو عبيد وَالثَّالِث الطبول وَالرَّابِع الطنابير حَكَاهَا الْأَزْهَرِي
فِي الحَدِيث فَلَمَّا بلغ الْمُشْركُونَ الْمَدِينَة كنعوا عَنْهَا أَي أحجموا عَنْهَا وانفضوا
فِي الحَدِيث أعوذ بك من الكنوع وَهُوَ الدنو من الذل
وَلما أَرَادَ خَالِد قطع الْعُزَّى قَالَ السادن إِنَّهَا مكنعتك أَي تيبس يدك والتكنع فِي الْيَدَيْنِ تقفع الْأَصَابِع

(2/301)


وَقَالَ الْأَحْنَف بن قيس كل أَمر لم يحمد الله فِيهِ فَهُوَ أكنع أَي نَاقص
فِي الحَدِيث ثمَّ اكتنع إِلَيْهَا أَي دنا مِنْهَا
قَالَ كَعْب كَانَ سُلَيْمَان إِذا أَدخل رَأسه ليلبس الثَّوْب كنعت لَهُ الشَّيَاطِين قَالَ ابْن الْأَعرَابِي أَي حركت أنوفها استهزاء بِهِ
فِي الحَدِيث أَدخل يَده فِي الْإِنَاء فكنفها أَي جمع كَفه ليصير كنيفا والكنف الْوِعَاء
فِي الحَدِيث يدنى عِنْده الْمُؤمن فَيَضَع عَلَيْهِ كنفه قَالَ اللَّيْث الكنفان الجناحان وكنفا الْإِنْسَان جانباه وناحيتا كل شَيْء كنفاه قَالَ ابْن الْمُبَارك يَعْنِي بِالْحَدِيثِ أَنه يستره وَقَالَ النَّضر كنفه رَحمته وبره وَيُقَال فِي حفظ الله وكنفه أَي فِي حرزه وَحفظه وَفُلَان فِي كنف فلَان أَي فِي ظله وَقَوله امْرَأَة عبد الله بن عَمْرو لم يفتش لنا كنفا أَي سترا
وَقَالَ عمر فِي ابْن مَسْعُود كنيف مَلِيء علما قَالَ الْأَزْهَرِي شبه قلب ابْن مَسْعُود بكنف الرَّاعِي لِأَن فِيهِ كل مَا تُرِيدُ فَكَذَلِك قلب ابْن مَسْعُود قد جمع كل مَا يحْتَاج النَّاس إِلَيْهِ من الْعلم

(2/302)


فِي حَدِيث أبي بكر أَنه أشرف من كنيف أَي من ستْرَة وكل شَيْء سترك فَهُوَ كنيف
بَاب الْكَاف مَعَ الْوَاو
إِن الله حرم الكوبة وفيهَا ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا النَّرْد وَالثَّانِي الطبل ذكرهمَا أَبُو عبيد وَالثَّالِث البربط
قَالَه ابْن الْأَعرَابِي سَأَلَ رجل عليا عَلَيْهِ السَّلَام أَخْبرنِي عَن أصلكم معاشر قُرَيْش فَقَالَ نَحن قوم من كوثى قَالَ ابْن الْأَعرَابِي قَالَت طَائِفَة أَرَادَ كوثى السوَاد الَّتِي ولد بهَا إِبْرَاهِيم وَقَالَ آخَرُونَ أَرَادَ مَكَّة وَذَلِكَ أَن محلّة بني عبد الدَّار يُقَال لَهَا كوثى فَأَرَادَ أَنا مكيون وَالصَّحِيح الأول
وَكَذَلِكَ قَالَ ابْن عَبَّاس نَحن معاشر قُرَيْش حَيّ من النبط من أهل كوثى قَالَ الْأَزْهَرِي وَهَذَا من عَلّي وَابْن عَبَّاس تبرؤ من الْفَخر
فِي الحَدِيث كَانَ يتَعَوَّذ من الْحور بعد الكور قَالَ أَبُو عبيد الْحور النُّقْصَان والكور الزِّيَادَة وتروى الْكَوْن يُرِيد الرُّجُوع عَن الاسْتقَامَة بعد أَن كَانَ عَلَيْهَا
قَوْله إِن الشَّمْس وَالْقَمَر تكوران يَوْم الْقِيَامَة قَالَ ابْن عَبَّاس تكويرهما تعطيلهما وَقَالَ مُجَاهِد اضمحلالهما وَقَالَ قَتَادَة يذهب ضوءهما

(2/303)


فِي حَدِيث الْوَفْد أَتَيْنَا عَلَى أكوار الميس الأكوار الرّحال
قَالَ الْحسن يَأْتِي أحدكُم الْحبّ فيكتاز أَي يغترف وَهُوَ يفتعل من الْكوز
قَالَ الْحجَّاج نَدِمت إِذْ لم أقتل ابْن عمر قَالَ لَهُ بعض بنيه لَو فعلت لكوسك الله فِي النَّار أعلاك أسفلك أَي أكبك يُقَال كوسته تكويسا إِذا قلبته
فِي حَدِيث ابْن عمر أَنه مَضَى إِلَى خَيْبَر فسحروه فتكوعت أَصَابِعه الْكُوع أَن تعوج الْيَد من قبل الْكُوع والكوع رَأس الزند الَّذِي يَلِي الْإِبْهَام
فِي الحَدِيث أعظم الصدْق رِبَاط فرس فِي سَبِيل الله لَا يمْنَع كومه يَعْنِي ضرابه
وَرَأَى فِي إبل الصَّدَقَة نَاقَة لوماء يَعْنِي المشرفة السنام والكوم مَوضِع مشرف
وَمِنْه فِي الحَدِيث يجلس أَقوام يَوْم الْقِيَامَة عَلَى الكوم إِلَى أَن يهذبوا
دخل عمر الْمَسْجِد فَرَأَى رجلا بذ الْهَيْئَة فَقَالَ كن أَبَا مُسلم أَي أَنْت
قَالَ بَعضهم إِنِّي لأغتسل ثمَّ أتكوى بجاريتي أَي استدفئ بمباشرتها

(2/304)


بَاب الْكَاف مَعَ الْهَاء
فِي حَدِيث مُعَاوِيَة بن الحكم مَا كَهَرَنِي أَي مَا انتهرني قَالَ أَبُو عمر والكهر الِانْتِهَار وَقَالَ اللَّيْث الْكَهْر اسْتِقْبَال الْإِنْسَان بِوَجْه عَابس تهاونا بِهِ
فِي الحَدِيث هَل فِي أهلك من كَاهِل وَيروَى من كَاهِل وَهُوَ مَأْخُوذ من الكهل أَي هَل فيهم من أسن فَيقوم عَلَى أهلك
قَالَ الْأَزْهَرِي وَيُقَال فلَان كَاهِل بني فلَان أَي عمدتهم وسيدهم
قَالَ عَمْرو لمعاوية أَتَيْتُك وأمرك كحق الكهول قَالَ أَبُو عمر والكهول العنكبوت وَحقّ الكهول بَيته وَكَذَلِكَ ذكره أَبُو عمر الزَّاهِد والأزهري وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة كحق الكهول قَالَ أَبُو عمر الزَّاهِد هَذَا تَصْحِيف وَالْمعْنَى أَتَيْتُك وأمرك ضَعِيف
فِي الحَدِيث يخرج من الكاهنين رجل يقْرَأ الْقُرْآن الكاهنان قُرَيْظَة وَالنضير كَانُوا أهل كتاب وَفهم وَقيل أُرِيد بِالرجلِ مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ قَالَت امْرَأَة لِابْنِ عَبَّاس لي مَسْأَلَة وَأَنا أكتهيك أَن

(2/305)


أشافهك بهَا أَي أَجلك وأعظمك وَيُقَال رجل أكهى أَي جبان كَأَنَّهَا أَرَادَت أجبن أَن أَسأَلك عَنْهَا
فِي الحَدِيث قَالَ ملك الْمَوْت لمُوسَى عِنْد قَبضه كه فِي وَجْهي أَي افْتَحْ فَاك وتنفس
وَفِي الحَدِيث كَانَ الْحجَّاج قَصِيرا كهاهة قَالَ شمر هُوَ الَّذِي إِذا نظرت إِلَيْهِ فَكَأَنَّهُ يضْحك وَلَيْسَ بضاحك
بَاب الْكَاف مَعَ الْيَاء
قَالَ الْحسن إِذا بلغ الصَّائِم الكيد أفطر الكيد الْقَيْء والكيد أَيْضا الْحيض
وَمِنْه حَدِيث ابْن عَبَّاس أَنه نظر إِلَى جوَار قد كدن فِي الطَّرِيق فَأمر أَن ينحين
فِي الحَدِيث وَهُوَ يكيد بِنَفسِهِ أَي يجود بهَا والكيد الْحَرْب
وَمِنْه أَن رَسُول الله رَجَعَ وَلم يلق كيدا
قَالَ عمر وَتلك عقول كادها بارئها أَي أرادها بِسوء
فِي الحَدِيث عقبَة كئود أَي ذَات مشقة يُقَال تكاءدته الْأُمُور إِذا شقَّتْ عَلَيْهِ
قَوْله مثل جليس السوء مثل الْكِير قَالَ ابْن قُتَيْبَة الْكِير

(2/306)


كير الْحداد وَلَا يُقَال كور إِنَّمَا الكور رَحل النَّاقة قَالَ وَكَانَ أَبُو عَمْرو الشَّيْبَانِيّ يفرق بَين الْكِير والكور يَقُول الْكِير زق الْحداد والكور الْمَبْنِيّ من طين قَالَ ابْن قُتَيْبَة وَإِنَّمَا المُرَاد بِالْحَدِيثِ الْمَبْنِيّ من طين واحتسبها جمعيا يسميان كيرا وَلَا أرَى قَول أبي عَمْرو شَيْئا لِأَن غَيره من الْعلمَاء يُنكر ذَلِك
قَوْله لجَابِر فَإِذا قدمت فالكيس الْكيس قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْكيس الْجِمَاع والكيس الْعقل كَأَنَّهُ جعل طلب الْوَلَد عقلا
قَوْله الْكيس من دَان نَفسه يَعْنِي الْعَاقِل
وَمثله أَي الْمُؤمنِينَ أَكيس أَي أَعقل
فِي الحَدِيث إِن رجلا سَأَلَهُ سَيْفا فَقَالَ لعَلي إِن أَعطيتك أَن تقوم فِي الكيول قَالَ أَبُو عبيد هُوَ مُؤخر الصُّفُوف وَقَالَ الْأَزْهَرِي الكيول مَا خرج من حر الزند مسودا لَا نَار لَهُ وَنَهَى عمر عَن المكايلة وفيهَا قَولَانِ أَحدهمَا أَن يَكِيل للْإنْسَان من السوء مثل مَا يَكِيل لَك فَهُوَ أَمر بِالِاحْتِمَالِ قَالَه أَبُو عبيد وَالثَّانِي أَنَّهَا المقايسة فِي الدَّين وَنزل الْعَمَل بالأثر قَالَه ابْن قُتَيْبَة

(2/307)