غريب الحديث لابن الجوزي كتاب اللَّام
بَاب اللَّام مَعَ الْألف
كَانَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام يَقُول لأَصْحَابه أكملوا اللؤم قَالَ
القتيبي هُوَ جمع لأمة عَلَى غير قِيَاس وَهِي الدروع
قَوْله من صَبر عَلَى لأواء الْمَدِينَة أَي شدَّة ضيقها
فِي صفته يتلألأ تلألؤ الْقَمَر أَي يَسْتَنِير ويشرق وَهُوَ مَأْخُوذ
من اللُّؤْلُؤ وَدخل ابْن الزبير عَلَى عَائِشَة فبلأي مَا كَلمته أَي
بعد مشقة وَجهد
فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَنه ذكر الْفِتْنَة فَقَالَ وَالرِّوَايَة
يستقى عَلَيْهَا يَوْمئِذٍ أحب إِلَيّ من لاء وَشاء قَالَ ابْن
قُتَيْبَة هَكَذَا رُوِيَ وَإِنَّمَا هُوَ ألآء مثل العاء وَهِي
الثيران وَاحِدهَا لئا تَقْدِيره لعا مثل قفا وأقفاء يَقُول بعير يستقى
عَلَيْهِ يَوْمئِذٍ خير من اقتناء الْبَقر الْغنم
فِي الحَدِيث إِن يَهُودِيّا قَالَ يَا مُحَمَّد أدام أهل الْجنَّة
بِاللَّامِ
(2/309)
وَالنُّون يَعْنِي بِاللَّامِ الثور
وَقَالَ الْخطابِيّ يشبه أَن يكون أَرَادَ أَن يعمي الِاسْم وَإِنَّمَا
هُوَ اللأ عَلَى وزن لعا وَهُوَ الثور الوحشي إِلَّا أَن يكون ذَلِك
بالبعير وَالنُّون الْحُوت
بَاب اللَّام مَعَ الْبَاء
قَالَ رجل لرجل يغْرس إِن بلغك أَن الدَّجَّال قد خرج فَلَا يمنعنك من
أَن تلبأها يُقَال لبأت الودية أَي غرستها وسقيتها أول سقيها مَأْخُوذ
من اللباء
قَوْله ليبك اللَّهُمَّ التَّلْبِيَة الاستجابة وَالْمعْنَى إجَابَتِي
يَا رب لَك مَأْخُوذ من لب بِالْمَكَانِ وألب بِهِ إِذا أَقَامَ بِهِ
فَقَالُوا لبيْك فثنوا لأَنهم أَرَادوا إِجَابَة بعد إِجَابَة كَمَا
قَالُوا حنانيك أَي رَحْمَة بعد رَحْمَة وَقَالَ ابْن السّكيت
مَعْنَاهُ إلبابا بك بعد إلباب أَي لُزُوما لطاعة بعد لُزُوم
فِي الحَدِيث يطعنون فِي لباب الْإِبِل وَفِي لفظ ألباب اللبات جمع لبة
وَهِي مَوضِع النَّحْر وللألباب مَعْنيانِ أَحدهمَا أَن يكون جمع اللب
ولب كل شَيْء خالصه وَالثَّانِي جمع لبب وَهُوَ المنحر من كل شَيْء
فِي حَدِيث عمر لببته بردائه اللبب مَوضِع النَّحْر المُرَاد جررته
بالرداء الْمُتَعَلّق بنحره
وَصَلى عمر فِي ثوب متلببا بِهِ قَالَ أَبُو عبيد هُوَ الَّذِي
(2/310)
يتحزم بِهِ عِنْد صَدره وكل من جمع ثَوْبه
متحزما بِهِ فقد تلبت يُقَال أَخذ بتلبيبه إِذا جمع عَلَيْهِ ثَوْبه
الَّذِي هُوَ لابسه وَقبض عَلَيْهِ يجره
وَمِنْه أَن ركلا خَاصم أَبَاهُ فلب لَهُ أَي جر مأخوذا بلبته
فِي الحَدِيث فلج بِهِ أَي صرع إِلَى الأَرْض
أخرجت عَائِشَة كسَاء ملبدا أَي مرقعا وَقد لبدت الثَّوْب وألبدته
وَكَانَ أَبُو بكر يحلب فَيَقُول ألبد أم أرغي فَإِن قَالُوا ألبد ألصق
العلبة بالضرع فَحلبَ وَلَا يكون لذَلِك الْحَلب رغوة وَإِن أبان
العلبة رغى الشخب بِشدَّة وُقُوعه فِي العلبة
فِي حَدِيث عمر من لبد أَو عقص فَعَلَيهِ الْحلق مَعْنَى لبد أَن
يَجْعَل فِي رَأسه شَيْئا من الصمغ ليتلبد شعره ولَا يقمل
وَمِنْه الحَدِيث يبْعَث ملبدا
فِي صفة السَّحَاب فلبدت الدماث أَي صيرتها لَا تَسُوخ فِيهَا الأرجل
والدماث الأرضون السهلة
فِي حَدِيث حُذَيْفَة وَذكر فتْنَة ألبدوا لبود الرَّاعِي عَلَى
عَصَاهُ لَا
(2/311)
يذهب بكم السَّيْل يَقُول اقعدوا فِي
بُيُوتكُمْ وَلَا تخْرجُوا يُقَال لبذ بِالْأَرْضِ إِذا لزق بهَا
وَمِنْه قَول أبي بَرزَة لما وثب ابْن الزبير بِمَكَّة ومروان
بِالشَّام مَا أرَى أحدا الْيَوْم خيرا من تِلْكَ الْعِصَابَة الملبدة
الملبد الْمُبْهم اللاصق بِالْأَرْضِ وَأَرَادَ الَّذين لَا
يُخَاصِمُونَ
فِي حَدِيث أم زرع عَلّي رَأس قوز كيس بلبد أَي ليسر بمستمسك
فِي حَدِيث قَتَادَة وَذكر إلباد الْبَصَر فِي الصَّلَاة يَعْنِي
إِلْزَامه مَوضِع السُّجُود
فِي حَدِيث المبعث فَخفت أَن يكون ألتبس بِي أَي خولطت
فِي حَدِيث سهل بن حنيف أَن رجلا عانه فلبط بِهِ أَي صرع فَسقط
وَفِي حَدِيث أَنه خرج وقريش ملبوط بهم أَي سُقُوط بَين يَدَيْهِ
وَسُئِلَ عَن الشُّهَدَاء فَقَالَ أُولَئِكَ يتلبطون فِي الغرف الْعلَا
أَي يتمرغون وَكَذَلِكَ فِي حَدِيث مَاعِز أَنه يتلبط فِي الْجنَّة
وَفِي حَدِيث فالتبطوا بجنبي عَلَى نَاقَتي أَي اسْعوا
(2/312)
فِي الحَدِيث ثمَّ لبقها يَعْنِي الثريدة
قَالَ شمر ثريدة ملبقة خلطت خلطا شَدِيدا
قَالَ الْحسن لرجل لبكت عَلّي أَي خلطت
وبكت خَدِيجَة فَقَالَت درت لبنة الْقَاسِم فَذَكرته اللبنة الْقطعَة
القليلة من اللَّبن
فِي الحَدِيث عَلَيْكُم بالتلبين وَهُوَ حساء يعْمل من دَقِيق أَو
نخالة وَرُبمَا جعل فِيهِ عسل سميت بلبينة تَشْبِيها بِاللَّبنِ
لبياضها ورقتها
فِي الحَدِيث إِن أكل كَانَ لبينا أَي مدرا للبن ولبين بِمَعْنى
لِابْنِ كَأَنَّهُ يعطيهم اللَّبن وَالْإِشَارَة إِلَى حمل السّلم
فِي الحَدِيث وصحيفة فِيهَا ملبنة أَي ملعقة
قَوْله فِيهَا بنت لبون وَهِي الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا حولان وَدخلت
فِي الثَّالِث فَصَارَت أمهَا لبونا بِوَضْع الْحمل
بَاب اللَّام مَعَ التَّاء
فِي الحَدِيث فَمَا أَبْقَى منى الْمَرَض إِلَّا لتاتا واللتات مَا فت
من قشور الشّجر كَأَنَّهُ يَقُول مَا أَبْقَى مني إِلَّا جلدا يَابسا
(2/313)
بَاب اللَّام مَعَ الثَّاء
قَالَ عمر وَلَا تلِثوا بدار معْجزَة الإلثاث الْإِقَامَة بِالْمَكَانِ
وَالْمرَاد لَا تُقِيمُوا بِبَلَد يعجز لكم فِيهِ الرزق
فِي الحَدِيث فَلَمَّا رَأَى لثق الثِّيَاب اللثق أَن يبتل الثِّيَاب
ولثق الطَّائِر بالمطر ابتل ريشه قَالَ اللَّيْث واللثق مَاء وطين
يختلطان
بَاب اللَّام مَعَ الْجِيم
فِي الحَدِيث والجذعة اللجبة وَهِي الَّتِي أَتَى عَلَيْهَا بعد نتاجها
أَرْبَعَة فخف لَبنهَا وَجَمعهَا لجبات ولجاب وَقد لجبت
وَقَالَ شُرَيْح فِي شَاة لَعَلَّهَا لجبت قَالَ أَبُو زيد اللجبة من
المعزى خَاصَّة وَمثلهَا فِي الضَّأْن الجدود واللجب صَوت الْعَسْكَر
فِي الحَدِيث من ركب الْبَحْر إِذا التج أَي تلاطمت أمواجه
قَوْله إِذا استلج أحدكُم بِيَمِينِهِ قَالَ شمر مَعْنَاهُ أَن يلج
فِيهَا فَلَا يكفرهَا وَيَزْعُم أَنه صَادِق فِيهَا قَالَ الْأَزْهَرِي
وَيُقَال هُوَ أَن يحلف وَيرَى أَن غَيرهَا خير مِنْهَا فيقيم عَلَى
الَّتِي فِيهَا وَيتْرك الْكَفَّارَة فَذَلِك آثم لَهُ من التَّكْفِير
والحنث
قَالَ طَلْحَة وضع اللج عَلَى قفي يَعْنِي السَّيْف بلغَة طَيء
(2/314)
قَالَ الْأَصْمَعِي عَنى باللج السَّيْف
وَحَكَى الْأَزْهَرِي أَنه السَّيْف بلغَة هُذَيْل وَطَوَائِف من
الْيمن
قَالَ عَلّي الْكَلِمَة فِي الصَّدْر تتلجلج أَي تتحرك وتتردد
وَكتب عمر إِلَى أبي مُوسَى الْفَهم الْفَهم فِيمَا تلجلج فِي صدرك أَي
تردد
قَالَ جرير إِذا أخلف السّلم كَانَ لجينا اللجين الْخبط وتلجن أَي تلزج
وَصَارَ كالخطمي
فِي الحَدِيث لَا أقضيك إِلَّا لجينية اللجين الْفضة
بَاب اللَّام مَعَ الْحَاء
فِي الحَدِيث عَلَى طَرِيق لاحب وَهُوَ المنقاد الَّذِي لَا يَنْقَطِع
وَقَالَت أم سَلمَة لعُثْمَان لَا تقف سَبِيلا كَانَ رَسُول الله لحبها
أَي نهجها
فِي الحَدِيث فَبعث الله عَلَيْكُم شَرّ خلقه فلحتوكم كَمَا يلحت
الْقَضِيب
يُقَال لحت فلَان عَصَاهُ إِذا قشرها واللحت واللتح وَاحِد مقلوب
(2/315)
وَفِي رِوَايَة فالتحوكم كَمَا يلتحى
الْقَضِيب يُقَال ألتحت الْعَصَا ولحوتها إِذا أخذت لحاءها
فِي الحَدِيث إِن نَاقَته تلحلحت عِنْد بَيت أبي أَيُّوب أَي أَقَامَت
وَثبتت وَأَصله من ألح يلح وألحت النَّاقة أَي أَقَامَت فَلم تَبْرَح
وَيُقَال ألح الْجمل وحلأت النَّاقة وَيُقَال تلحلح إِذا أَقَامَ
وتحلحل إِذا زَالَ لِأَن أصل تلحلح تلحح مَأْخُوذ من ألح كَأَنَّهَا
ألحت عَلَى الْمَكَان فَلم تَبْرَح وأصل تحلحل تحلل فالتحلل الذّهاب
فِي حَدِيث هَاجر والوادي يَوْمئِذٍ لَاحَ أَي ضيق أشب من الشّجر
وَالْحِجَارَة يُقَال مَكَان لَاحَ ولحح وَمِنْه يُقَال لححت عينه إِذا
التصقت وَرَوَاهُ شمر لاخ بِالْخَاءِ مثقلة مُعْجمَة وَقَالَ
الْخطابِيّ وَهُوَ الْكثير الشّجر وَإِذا خففت فَمَعْنَاه الْبعيد
العميق
فِي الحَدِيث حَتَّى يلقى الله وَمَا عَلَى وَجهه لحادة أَي قِطْعَة
فِي الحَدِيث إِنَّه لملحس وَهُوَ الَّذِي لَا يفوتهُ شَيْء قَالَ
عَطاء كَانُوا لَا يلحصون أَي يشددون
فِي الحَدِيث مر عَلَى قوم قد لحطوا بَاب دَارهم أَي رشوه
فِي صفته جلّ نظره الملاحظة وَهُوَ أَن ينظر بلحاظ عَيْنَيْهِ
(2/316)
شذرا وَهُوَ شقّ الْعين الَّذِي يَلِي
الصدغ فَأَما الَّذِي يَلِي الْأنف فَهُوَ الموق والمأق
فِي الحَدِيث من سَأَلَ وَله أَرْبَعُونَ درهما فقد ألحف أَي شَمل
بِالْمَسْأَلَة واللحاف من هَذَا اشتقاقه لِأَنَّهُ يَشْمَل
الْإِنْسَان فِي التغطية وَكَانَ لرَسُول الله فرس يُقَال لَهُ اللحيف
لطول ذَنبه كَانَ يلحف الأَرْض بِذَنبِهِ
فِي صفته إِذا سر فَكَأَن الْجدر تلاحك وَجهه الملاحكة شدَّة الملاءمة
أَي يرَى شخص الْجدر فِي وَجهه
فِي الحَدِيث إِن الله يبغض أهل الْبَيْت اللحمين قَالَ سُفْيَان
الثَّوْريّ هم الَّذين يكثرون أكل لُحُوم النَّاس وَقيل يكثرون أكل
اللَّحْم
فِي الحَدِيث فقاتل جَعْفَر حَتَّى ألحمه الْقِتَال أَي نشب فِيهِ
يُقَال ألحم الرجل واستلحم إِذا نشب فِي الْحَرْب فَلم يجد مخلصا وَلحم
إِذا قتل فَهُوَ ملحوم ولحيم
وَمِنْه حَدِيث عمر فِي صفة الْغُزَاة وَمِنْهُم من ألحمه الْقِتَال
فِي الحَدِيث أَن أُسَامَة لحم رجلا من الْعَدو قَالَ الْخطابِيّ أَي
أَصَابَهُ بِالسَّيْفِ فَأَما ألحم فَمَعْنَاه قتل
(2/317)
فِي الشجاج المتلاحمة وَهِي الَّتِي يشق
اللَّحْم كُله دون الْعظم ثمَّ تتلاحم بعد شقها فَلَا يجوز فِيهَا
وَتَكون المتلاحمة الَّتِي برأت والتحمت والمتلاحمة من النِّسَاء
الرتقاء
فِي الحَدِيث صم ثَلَاثَة أَيَّام من الشَّهْر وألحم عِنْد الثَّالِثَة
أَي قف عِنْد الثَّالِثَة ولَا تزد يُقَال ألحم الرجل بِالْمَكَانِ
إِذا أَقَامَ
قَالَ عمر تعلمُوا اللّحن قَالَ ابْن قُتَيْبَة يَعْنِي اللُّغَة قَالَ
أَبُو ميسرَة العرم المسناة بلحن الْيمن أَي بلغَة الْيمن
قَالَ عمر إِنَّا لنرغب عَن كثير من لحن أبي أَي لغته قَالَ أَبُو عبيد
مَعْنَى قَول عمر تعلمُوا اللّحن تعلمُوا الْخَطَأ فِي الْكَلَام
لِأَنَّهُ إِذا بَصَره الصَّوَاب فقد بَصَره الْخَطَأ
وَقَالَ رجل ابْن زِيَاد ظريف لكنه يلحن فَقَالَ مُعَاوِيَة أَلَيْسَ
ذَلِك أظرف لَهُ قَالَ ابْن قُتَيْبَة ذَهَبُوا إِلَى اللّحن الَّذِي
هُوَ الْخَطَأ وَذهب مُعَاوِيَة
(2/318)
إِلَى اللّحن الَّذِي هُوَ الفطنة محرك
الْحَاء وَقَالَ غَيره لم يذهب إِلَى ذَلِك وَلكنه اللّحن بِعَيْنِه
وَهُوَ يستملح فِي الْكَلَام إِذا قل ويستثقل الْإِعْرَاب والتشديق
قَوْله لَعَلَّ بَعْضكُم يكون أَلحن بحجته أَي أفطن لَهَا
وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز عجبت لمن لاحن النَّاس كَيفَ لَا يعرف
جَوَامِع الْكَلم أَي قاطنهم
قَوْله نهيت عَن ملاحاة الرِّجَال اللحاء والملاحاة الْخُصُومَة
والجدال
فِي الحَدِيث فلحيا لصَاحِبهَا لحيا أَي كوما وعذلا
وَاحْتَجَمَ رَسُول الله بِلحي جمل وَهُوَ مَكَان بَين مَكَّة
وَالْمَدينَة
فِي الحَدِيث أَمر بالتلحي وَهُوَ إدارة الْعِمَامَة تَحت الحنك
بَاب اللَّام مَعَ الْخَاء
فِي قصَّة هَاجر والوادي يَوْمئِذٍ لاخ بتَشْديد الْخَاء قَالَ ابْن
(2/319)
الْأَعرَابِي وَهُوَ المتضايق لِكَثْرَة
شَجَرَة وَقلة عِمَارَته وَقَالَ الْأَصْمَعِي وَاد لاخ أَي ملتف
بِالشَّجَرِ
وَقَالَ شمر إِنَّمَا هُوَ لاخ بِالتَّخْفِيفِ أَي معوج ذهب بِهِ إِلَى
الإلخاء واللخواء وَهُوَ المعوج الْفَم
وَقَالَ الْخطابِيّ إِذا شددت فَهُوَ الْكثير المشجر وَإِذا خففت
فَهُوَ الْبعيد العميق وَقد ذكره الْهَرَوِيّ فِي بَاب الْحَاء أَيْضا
فَقَالَ لَاحَ بِالْحَاء الْمُهْملَة الْمُشَدّدَة وَقَالَ هُوَ
الْمَكَان الضّيق من الشّجر وَالْحِجَارَة
فِي الحَدِيث فَأَتَاهُ رجل فِيهِ لخلخانية أَي عجمة
وَفِي حَدِيث عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام قعد لتلخيص مَا الْتبس
التَّلْخِيص والتخليص متقاربان
قَالَ زيد جعلت أتتبع الْقُرْآن من اللخاف وَهُوَ جمع لخفة وَهِي
حِجَارَة بيض رقاق
بَاب اللَّام مَعَ الدَّال
قَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام مَاذَا لقِيت من الأود واللدد قَالَ
ثَعْلَب اللدد الْخُصُومَة والأود العوج
(2/320)
قَوْله خير مَا تداويتم بِهِ اللدود قَالَ
الْأَصْمَعِي اللدود مَا سقِِي الْإِنْسَان فِي أحد شقي الْفَم
وَإِنَّمَا أَخذ اللدود من لديدي الْوَادي وهما جانباه وَفِيه قيل
للرجل وَهُوَ يتلدد إِذا تلفت يَمِينا وَشمَالًا تحيرا مَأْخُوذ من
اللديدين وهما صفحتا الْعُنُق
وَمِنْه قَول عُثْمَان فتلددت تلدد الْمُضْطَر التلدد التلفت يَمِينا
وَشمَالًا كثيرا مَأْخُوذ من للديدين وهما صفحتا الْعُنُق
وَقَالَت الْأَنْصَار يَوْم الْمُبَايعَة نخشى إِن الله أظهرك أَن يرجع
إِلَى قَوْمك فَقَالَ بل الدَّم الدَّم وتروى اللدم اللدم وَالْهدم
الْهدم
قَالَ ابْن الْأَعرَابِي الْعَرَب تَقول دمي دمك وهدمي هدمك أَي إِن
ظلمت فقد ظلمت وَمن رَوَاهُ اللدم فَإِن اللدم الْحرم وَالْمعْنَى
حرمكم حرمي وأقبر حَيْثُ تقبرون وَهَذَا كَقَوْلِه الْمحيا محياكم
وَالْمَمَات مماتكم
وَقَالَ أَبُو عبيد اللدم جمع لادم وَالنِّسَاء يلتدمن عَلَى
الْإِنْسَان إِذا مَاتَ
فِي حَدِيث عَائِشَة فَقُمْت ألتدم قَالَ اللَّيْث اللدم ضرب
الْمَرْأَة صدرها ووجهها
وَركب رجل ناضحا لَهُ فتلدن عَلَيْهِ أَي تلكأ وتمكث وَلم ينبعث
(2/321)
بَاب اللَّام مَعَ الذَّال
فِي الحَدِيث إِذا ركب أحدكُم الدَّابَّة فليحملها عَلَى ملاذها أَي
ليجرها فِي السهولة لَا فِي الحزونة
وَذكرت عَائِشَة الدُّنْيَا فَقَالَت قد مَضَى لذواؤها اللذواء
اللَّذَّة
بَاب اللَّام مَعَ الزَّاي
كَانَ لرَسُول الله فرس يُقَال لَهُ اللزاز لشدَّة دموجه وتلززه
بَاب اللَّام مَعَ السِّين
وَامْرَأَة إِن دخلت عَلَيْهَا لسبتك أَي أخذتك بلسانها وَيُقَال
للعقرب قد كسبته وأبرته ووكعته قَالَ الْأَزْهَرِي المسموع من الْعَرَب
أَن اللسع لذوات الإبر من العقارب والزنابير فَأَما الْحَيَّات
فَإِنَّهَا تهش وتعض وتجدب وتنشط
دخلُوا عَلَى سيف بن ذِي يزن فَإِذا هُوَ يلصف وبيض الْمسك من مفرقه
أَي يتلألأ ويبرق
فِي الحَدِيث أنبتت الأَرْض اللصف قَالَ الْفراء هُوَ شَيْء ينْبت فِي
أصل الْكبر كَأَنَّهُ خِيَار
(2/322)
بَاب اللَّام مَعَ
(2/323)
فِي حَدِيث الزبير أَنه رَأَى فتية لعسا
قَالَ أَبُو عبيد اللعس الَّذين فِي شفاههم سَواد قَالَ الْأَزْهَرِي
لم يرد سَواد الشفاه خَاصَّة وَإِنَّمَا أَرَادَ سَواد ألوانهم يُقَال
جَارِيَة لعساء إِذا كَانَ فِي لَوْنهَا أدنَى سَواد مشرب حمرَة فَإِذا
قيل لعساء الشّفة فَهُوَ سَواد الشّفة
فِي الحَدِيث فَأمر من لعطه بالنَّار أَي كواه فِي عُنُقه
فِي الحَدِيث لعاعة من الدُّنْيَا قَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ نبت ناعم من
أول مَا ينْبت يُقَال خرجنَا نتلعى أَي نَأْخُذ اللعاعة وَالْأَصْل
نتلعع
فِي الحَدِيث مَا قَامَ لعلع وَهُوَ اسْم جبل
قَوْله إِن للشَّيْطَان لعوقا وَهُوَ اسْم مَا يلعق واللعاق اسْم مَا
بَقِي فِي فِيك من طَعَام لعقته
قَوْله اتَّقوا الْملَاعن وَهُوَ أَن يتغوط الْإِنْسَان عَلَى قَارِعَة
الطرائق أَو ظلّ الشّجر أَو جَانب النَّهر فَإِذا مر النَّاس بذلك
لعنوه
بَاب اللَّام مَعَ الْغَيْن
أهدي إِلَى رَسُول الله سهم لغب يُقَال سهم لغب ولغاب إِذا لم يلتئم
ريشه فَإِذا التأم ريشه فَهُوَ لؤام
(2/324)
وَسمع عمر رجلا يلغز فِي الْيَمين فَقَالَ
مَا هَذِه الْيَمين اللغيزى أصل اللغيزى من اللغز وَهِي حجرَة اليرابيع
تكون ذَوَات جِهَتَيْنِ تدخل من جِهَة وَيخرج من جِهَة أُخْرَى
وَكَذَلِكَ معاريض الْكَلَام وملاحنه
فِي الحَدِيث وَكثر اللَّغط قَالَ اللَّيْث اللَّغط أصوات مُبْهمَة لَا
تفهم
فِي الحَدِيث إِن رجلا قَالَ لرجل إِنَّك لتفتي بلغن ضال مضل اللغن مَا
تعلق من لحم اللحيين يُقَال لغن لغانين ولغد لغاديد
قَوْله من مس الْحَصَى فقد لَغَا أَي تكلم وَقيل لَغَا عَن الصَّوَاب
أَي مَال عَنهُ وَقَالَ النَّضر أَي خَابَ قَالَ وألغتيه خيبته
وَقَالَ سلمَان إيَّاكُمْ وملغاة أول اللَّيْل يُرِيد اللَّهْو
وَالْبَاطِل
وَفِي الحَدِيث لغام النَّاقة لُعَابهَا
(2/325)
فِي الحَدِيث والحمول لَهُم لاغية أَي
ملغاة لَا تعد فِي أَخذ الصَّدَقَة
بَاب اللَّام مَعَ الْفَاء
فِي صفته كَانَ إِذا الْتفت الْتفت جَمِيعًا أَي كَانَ لَا يلوي عُنُقه
يمنة ويسرة نَاظرا إِلَى الشَّيْء وَإِنَّمَا يفعل ذَلِك الطائش
الْخَفِيف
فِي حَدِيث حُذَيْفَة من أمرأ النَّاس مُنَافِق لَا يدع واوا وَلَا
ألفا يلفته بِلِسَانِهِ كَمَا تلفت الْبَقَرَة بلسانها أَي يلويه
يُقَال لفته وفتله إِذا لواه
فِي حَدِيث عمر إِن أمه اتَّخذت لفيته من الهبيد قَالَ ابْن السّكيت
هِيَ العصيدة الْمُغَلَّظَة
وَقَالَ عمر فِي صفة سياسته وأنهز اللفوت وَهِي النَّاقة الضجور عِنْد
الْحَلب تلْتَفت إِلَى الحالب فتعضه وينهزها بِيَدِهِ فتدر تَفْتَدِي
من النهز بِاللَّبنِ
فِي الحَدِيث وأطعموا ملفجكم الملفج الْفَقِير يُقَال ألفج فَهُوَ ملفج
عَلَى غير قِيَاس وَالْعرب لَا تَقول أفعل فَهُوَ مفعل إِلَّا فِي
ثَلَاثَة أحرف أسهب فَهُوَ مسهب وَأحْصن فَهُوَ مُحصن وألفج فَهُوَ
ملفج
وَمِنْه حَدِيث الْحسن وَسُئِلَ أيدالك الرجل الْمَرْأَة فَقَالَ نعم
إِذا كَانَ ملفجا أَي يماطلها بِحَقِّهَا وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة
الملفج بِكَسْر الْفَاء إِذا غَلبه الدَّين
فِي الحَدِيث ثمَّ يرجعن متلفعات بمروطهن أَي متجللات
(2/326)
بأكسيتهن وَيُقَال لذَلِك الثَّوْب الَّذِي
يحلل الْجَسَد لفاع
وَمِنْه قَول عمر كَانَ عَلَى الْمَرْأَة لفاع والتلفع هُوَ اشْتِمَال
الصماء وَقد فسرناها
فِي الحَدِيث فَحل اللثام قَالَ أَبُو زيد تَمِيم تَقول تلثمت وَغَيرهم
يَقُول تلفحت وَقَالَ الْفراء إِذا كَانَ عَلَى الْفَم فَهُوَ اللثام
وَإِذا كَانَ عَلَى الْأنف فَهُوَ اللفام
فِي حَدِيث أم زرع إِن أكل لف أَي قمش وخلط من كل شَيْء وَفِيه إِن رقد
التف أَي ينَام وَحده
فِي الحَدِيث كَانَ عمر وَعُثْمَان وَابْن عمر لفا أَي حزبا
بَاب اللَّام مَعَ الْقَاف
سُئِلَ ابْن عَبَّاس عَن رجل كَانَت لَهُ امْرَأَتَانِ أرضعت
إِحْدَاهمَا غُلَاما وأرضعت الْأُخْرَى جَارِيَة هَل يتَزَوَّج
الْغُلَام الْجَارِيَة فَقَالَ لَا اللقَاح وَاحِد
قَالَ اللَّيْث اللقَاح اسْم مَاء الْفَحْل كَأَنَّهُ أَرَادَ أَن مَاء
الْفَحْل الَّذِي حملت مِنْهُ وَاحِد فاللبن الَّذِي أرضعت كل وَاحِد
مِنْهُمَا كَانَ أَصله مَاء الْفَحْل وَيحْتَمل أَن يكون اللقَاح
بِمَعْنى الإلقاح وَيُقَال ألقح النَّاقة إلقاحا ولقاحا كَمَا تَقول
أعْطى إِعْطَاء وَعَطَاء وتلقيح النَّخْلَة ترك شَيْء من
(2/327)
النَّخْلَة الذّكر فِي النَّخْلَة
الْأُنْثَى
فِي الحَدِيث نعم المنيحة اللقحة وتقال بِكَسْر اللَّام واللقوح
اللَّبُون إِنَّمَا يُسمى لقوحا أول نتاجها شَهْرَيْن أَو ثَلَاثَة
أشهر ثمَّ يُقَال لبون
قَالَ سَلمَة كَانَت لقاح رَسُول الله ترعى بِذِي قرد اللقَاح
الْحَوَامِل وَاحِدهَا لاقح ولقوح
وَقَالَ عمر لعماله أدروا لقحة الْمُسلمين قَالَ شمر أَرَادَ عطاءهم
وَقَالَ الْأَزْهَرِي كَأَنَّهُ أَرَادَ درة الْفَيْء وَالْخَرَاج
الَّذِي مِنْهُ عطاؤهم فإدراره جبايته وتحلبه
قَالَ أَبُو مُوسَى فأتفوقه تفوق اللقوح أَي أقرأه جُزْءا بعد جُزْء
بتدبر وتفكير ومداومة وَذَلِكَ أَن اللقوح تحتلب فواقا بعد فوَاق
لِكَثْرَة لَبنهَا
فِي الحَدِيث وَنَهَى عَن الملاقيح وَهِي الأجنة وَبَيْعهَا غرر
وَذكر عمر رجلا فَقَالَ وعقة لقس قَالَ ابْن شُمَيْل هُوَ السيء الْخلق
وَقَالَ غَيره الشحيح
قَوْله ليقل لقست نَفسِي أَي غثت وَفِي لفظ مقست وَالْمعْنَى وَاحِد
(2/328)
فِي الحَدِيث لقعني بِعَيْنِه أَي أصابني
بهَا
فِي الحَدِيث فلقعه ببعرة أَي رَمَاه بهَا
قَالَ الْحجَّاج لامْرَأَة إِنَّك لقوق صيود قَالَ الْأَصْمَعِي
الَّتِي إِذا مَسهَا الرجل لقفت يَده سَرِيعا أَي أخذت يَده كَأَنَّهَا
تصيد شَيْئا
فِي حَدِيث عمر مَا لم يكن نفع وَلَا لقلقَة اللَّقْلَقَة الجلبة
كَأَنَّهُ حِكَايَة الْأَصْوَات إِذا كثرت وَهِي اللقلاق واللقلق
اللِّسَان
وَمِنْه من حفظ لقلقه
فِي الحَدِيث قَالَ لأبي ذَر مَالِي أَرَاك لقا بقا قَالَ الْأَزْهَرِي
هُوَ الْكثير الْكَلَام يُقَال رجل لقلاق بقباق وبقاق
فِي حَدِيث الْغَار وَهُوَ شَاب لقن أَي حسن التَّلْقِين لما يسمعهُ
واللقين الْفَهم
وَمِنْه قَول عَلّي بل أُصِيب لقنا غير مَأْمُون
فِي الحَدِيث دخل أَبُو قارظ مَكَّة فَقَالُوا حليفنا وملتقى أكفنا
قَالَ القتيبي أَرَادوا الْحلف الَّذِي كَانَ بَينه وَبينهمْ أَي
أَيْدِينَا تلتقي مَعَ يَده
فِي حَدِيث بِلَال بن الْحَارِث إِن الرجل ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ
مَا يلقِي لَهَا بَالا أَي مَا يحضر قلبه لما يَقُول مِنْهَا
(2/329)
وَمِنْه حَدِيث الْأَحْنَف إِنَّه نعي
إِلَيْهِ رجل فَمَا ألْقَى لذَلِك بَالا قَالَ ابْن قُتَيْبَة مَا
اسْتمع لذَلِك وَلَا اكترث بِهِ وأصل البال الْحَال وَقد رَوَى بَعضهم
يلفي بِالْفَاءِ وَهُوَ تَصْحِيف
بَاب اللَّام مَعَ الْكَاف
فِي الحَدِيث إِن كَانَ حول الْجرْح قيح ولكد أَي دم علق بِهِ يُقَال
لكد بِجِلْدِي أَي لصق بِهِ
فِي الحَدِيث لكع بن لكع وَفِي مَعْنَاهُ ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا
أَنه العَبْد أَو اللَّئِيم قَالَه أَبُو عبيد قَالَ اللَّيْث يُقَال
لكع الرجل يلكع لكعا فَهُوَ ألكع ولكع وملكعان وَامْرَأَة لكاع
وملكعانة وَرجل لكيع كل ذَلِك يُوصف بِهِ الْحمق وَالثَّانِي أَنه
الغبي بأَمْره الَّذِي لَا يتَّجه وَلَا عِبْرَة قَالَ الْأَصْمَعِي
وَاخْتَارَهُ الْأَزْهَرِي قَالَ وَمِنْه أَن رَسُول الله جَاءَ إِلَى
بَيت فَقَالَ أَيْن لكع فَأَرَادَ أَنه لصغره لَا يتَّجه لما يصلحه
وَلَا يُرِيد بِهِ أَنه عبد وَلَا لئيم وَالثَّالِث أَنه الصَّغِير
وَكَانَ الْحسن إِذا قَالَ لإِنْسَان يَا لكع يُرِيد يَا صَغِيرا فِي
الْعلم حَكَاهُ الْأَزْهَرِي
فِي حَدِيث سعد بن عبَادَة أَرَأَيْت إِذا دخل رجل بَيته فَرَأَى لكاعا
قد تفخد امْرَأَته جعله صفة للرجل وَيُقَال للْمَرْأَة لكاع مثل حزَام
(2/330)
بَاب اللَّام مَعَ الْمِيم
فِي حَدِيث الْحمل برَسُول الله فلمأتها نورا أَي أبصرتها ولمحتها
وَنَهَى عَن بيع الْمُلَامسَة وَهُوَ أَن يَقُول إِذا لمست ثوبي أَو
لمست ثَوْبك فقد وَجب البيع وَقيل هُوَ أَن يلمس الْمَتَاع من وَرَاء
ثوب وَلَا ينظر إِلَيْهِ ثمَّ يُوقع البيع عَلَيْهِ وَهَذَا من الْغرَر
وَقَالَ عَلّي عَلَيْهِ السَّلَام الْإِيمَان يَبْدُو ألمظة فِي الْقلب
قَالَ الْأَصْمَعِي اللمظة مثل النُّكْتَة أَو نَحْوهَا من الْبيَاض
وَمِنْه فرس ألمظ إِذا كَانَ بجحفليه بَيَاض
قَالَ عمر الشَّام لماعة بالركبان أَي تدعوهم وتطيبهم
فِي الحَدِيث فِيمَن يرفع رَأسه فِي الصَّلَاة لَعَلَّ بَصَره سيلتمع
أَي سيختلس وَيُقَال التمع لَونه إِذا تغير
فِي حَدِيث لُقْمَان بن عَاد إِن أر مطمعي فحدو تلمع أَي تختطف
الشَّيْء فِي انقضاضها وَأَرَادَ بالحدو الحدأ وَهِي لُغَة أهل مَكَّة
وتروى تلمع يُقَال لمع الطَّائِر بجناحيه إِذا خَفق بهما ولمع الرجل
بِيَدِهِ إِذا أَشَارَ والألمعي الظريف قَالَ أَوْس بن حجر
(الألمعي الَّذِي يظنّ لَك الظَّن ... كَأَن قد رَأَى وَقد سمعا)
(2/331)
قَالَ ابْن السّكيت يُقَال ألمعي ويلمعي
وَشَكتْ امْرَأَة إِلَى رَسُول الله لمما بابنتها فوصف لَهَا الشونيز
وَمَعْنَاهُ أَن الْجِنّ يلم بهَا وَهُوَ طرف من الْجُنُون يلم
بالإنسان
فِي صفة الْجنَّة فلولا أَنه شَيْء قَضَاهُ الله لألم أَن يذهب بَصَره
أَي قَارب وَمثله قَوْله لما يقتل حَبطًا أَو يلم
قَوْله من كل عين لَامة قَالَ أَبُو عبيد أَي ذَات لمَم وَلذَلِك لم
تقل ملمة وَأَصلهَا من أَلممْت بالشَّيْء
قَالَ ابْن مَسْعُود لمة من الْملك ولمة من الشَّيْطَان أَي قرب ودنو
فِي الدُّعَاء اللَّهُمَّ ألمم شعثنا أَي اجْمَعْ مَا تشَتت من أمرنَا
فِي الحَدِيث فَأَتَى الْمُصدق بِنَاقَة ململمة وَأَبَى أَن يَأْخُذهَا
الململمة المستديرة سمنا وَأَصله من اللمم
قَالَ عمر ليتزوج كل رجل مِنْكُم لمته أَي شكله وتربه وَمثله فِي السن
(2/332)
وَفِي الحَدِيث أَن فَاطِمَة خرجت فِي لمة
من نسائها إِلَى أبي بكر فعاتبته أَي فِي جمَاعَة وَقيل هِيَ من
الثَّلَاث إِلَى الْعشْر
بَاب اللَّام مَعَ الْوَاو
حرم مَا بَين لابتيها قَالَ الْأَصْمَعِي اللابة الأَرْض الَّتِي قد
ألبستها حِجَارَة سود وَجَمعهَا لابات مَا بَين الثَّلَاث إِلَى
الْعشْر فَإِذا كثرت فَهِيَ اللاب واللوب مثل قارة وقور قَالَ النَّضر
لَا تكون اللابة إِلَّا حِجَارَة سُودًا
فِي صفة عَائِشَة أَبَاهَا بعيد مَا بَين اللابتين أَرَادَت وَاسع
العطن وَاسع الصَّدْر
فِي الحَدِيث فَلَمَّا انْصَرف رَسُول الله من الصَّلَاة لاث بِهِ
النَّاس أَي أحاطوا بِهِ واجتمعوا حوله وكل شَيْء أجمع والتبس بعضه
بِبَعْض فَهُوَ لائث
وَفِي الحَدِيث خرجت تلوث خمارها أَي تلويه عَلَى رَأسهَا
قَالَ أَبُو ذَر كُنَّا إِذا التاث عَلَى أَحَدنَا جمله طعن بالسروة
فِي
(2/333)
ضبعه يَقُول إِذا أَبْطَأَ سيره وَلم يجد
بخسه بالسروة وَهُوَ النصل الصَّغِير يُقَال إلتاث فِي عمله إِذا
أَبْطَأَ
ووقف رجل عَلَى أبي بكر فلاث لوثا فِي كَلَام قَالَ ابْن قُتَيْبَة أصل
اللوث الطي وَالْمرَاد أَنه تكلم بِكَلَام مطوي لم يشرحه وَلم يُبينهُ
وَيُقَال فِيهِ لوثة أَي حمق قَالَ ابْن الْأَعرَابِي رجل ألوث أَحمَق
وَرجل أليث عَاقل وَفِي فلَان لوث أَي عقل ولوثة أَي حَمَاقَة
وَكَانَ لِحَمْزَة سيف يُقَال لَهُ اللياح قَالَ اللَّيْث يُقَال للصبح
لياح لِأَنَّهُ يلوح
وَقيل للْمُغِيرَة أتحلف فألاح من الْيَمين أَي أشْفق
وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام لعُثْمَان إِن الله عز وجل سيقمصك قَمِيصًا
وَإنَّك تلاص عَلَى خلعه أَي ترَاد يُقَال ألصته عَلَى الشَّيْء أليصه
وَلَا وصته أَلا وصه وأردته عَلَيْهِ أريده وأدرته عَلَيْهِ أديره
وَمِنْه قَول عمر لكلمة التَّوْحِيد هِيَ الْكَلِمَة الَّتِي ألاص
عَلَيْهَا عَمه أَي أَرَادَهُ عَلَيْهَا وأدائها بقولِهَا
فِي الحَدِيث فِي التبعة شَاة لَا مُقَوَّرَة الألياط الليط اللَّوْن
قَالَ الْأَزْهَرِي وَهِي المتغيرة الحاملة عَن أخوالها وَقَالَ
الْخطابِيّ الليط القشر اللازق بِالشَّجَرِ أَرَادَ لَا مسترخية
الْجُلُود لهزالها
(2/334)
فِي الحَدِيث بَال أنس فَمسح ذكره بلطا
أَرَادَ جمع ليطة
وَكَانَ الْعَبَّاس ليطا إِلَّا أَنه قدم الطَّاء عَلَى مَذْهَبهم فِي
تَأْخِير حرف الْعلَّة وكقولهم فِي جمع الْقوس قسي
وَكتب لثقيف مَا كَانَ لَهُم مردين فَبلغ أَجله فَإِنَّهُ لياط أَي
رَبًّا قَالَ أَبُو عبيد سمي لياطا لِأَنَّهُ شَيْء لَا يحل ألصق
بِشَيْء وأصل اللياط الإلصاق وَذَلِكَ أَنهم لما استحقوا ذَلِك ألصقوه
بأنفهم
فِي الحَدِيث ثمَّ استلطم دم هَذَا أَي استوجبتم وَذَلِكَ أَنهم لما
استخفوا ذَلِك ألصقوه بِأَنْفسِهِم
فِي الحَدِيث من أحب الدُّنْيَا التاط مِنْهَا بشغل لَا يَنْقَضِي
وَقَالَ أَبُو بكر وَالْولد ألوط أَي ألصق بِالْقَلْبِ وَيُقَال هَذَا
لَا يلتطاط بصغري أَي لَا يلتصق بقلبي
فِي الحَدِيث إِن كنت تلوط حَوْضهَا أَي تمدره وتطينه وتصلحه
وَقَالَ عَلّي بن الْحُسَيْن فِي المستلاط أَنه لَا يَرث يَعْنِي
الملصق بِالرجلِ فِي النّسَب الَّذِي ولد لغير رشدة
وَكَانَ عمر يليط أَوْلَاد الْجَاهِلِيَّة بِمن ادعاهم فِي الْإِسْلَام
(2/335)
فِي الحَدِيث عبَادَة لَا آكل إِلَّا مَا
لوق لي أَي لين وَأَصله من اللوقة وَهِي الزبدة
فِي الحَدِيث كنت أتلوم بِإِسْلَام قومِي يَوْم الْفَتْح أَي أربض
وأنتظر
وَكتب عمر بن عبد الْعَزِيز أَن يُؤْخَذ من للون اللَّوْن الدقل وَجمعه
ألوان
قَوْله لي الْوَاجِد يحل عرضه اللي المطل والواجد الْغَنِيّ وَالْمرَاد
حَده باللوم
فِي الحَدِيث أتبيعون الْجمل قَالُوا لَا قَالَ أما لَا فَأحْسنُوا ليه
الْمَعْنى إِلَّا تبيعوه فَأحْسنُوا ليه
وَسُئِلَ عَن الْعَزْل فَقَالَ لَا عَلَيْكُم أَن لَا تفعلوه قَالَ
الْمبرد لَا بَأْس عَلَيْكُم إِن تفعلوه وَلَا الثَّانِيَة مطروحة
بَاب اللَّام مَعَ الْهَاء
قَالَ سعيد بن جُبَير الْمَرْأَة اللهثى تفطر فِي رَمَضَان أَي العطشى
قَالَ ابْن عمر لَو لقِيت قَاتل أبي فِي الْحرم مَا لهدته أَي مَا
دَفعته وَيروَى مَا هدته أَي مَا حركته
(2/336)
قَوْله يَأْخُذ بلهزمته يَعْنِي شدقه
واللهزمتان الشدقان
قَوْله يحب إغاثة اللهفان وَهُوَ المكروب
فِي الحَدِيث كَانَ خلقه سجية وَلم يكن تلهوقا أَي تصنعا يُقَال تلهوق
الرجل إِذا تزين بِمَا لَيْسَ فِيهِ من الْخلق
وَتكلم معبد بن طوق فتلهبع فِي كَلَامه أَي أفرط
وَبعث عمر بِمَال إِلَى أبي عُبَيْدَة وَقَالَ للغلام اذْهَبْ بِهِ
ثمَّ تله سَاعَة فِي الْبَيْت فَانْظُر مَاذَا يصنع أَي تشاغل وتعلل
فِي الحَدِيث فلهزني اللهز الضَّرْب بِجمع الْكَفّ فِي الصَّدْر
قَالَت عَائِشَة مَا رَأَيْت رَسُول الله ضَاحِكا حَتَّى يرَى لهوانه
اللهوان جمع لَهَا وَهِي اللحمة الْحَمْرَاء المتدلية من الحنك
الْأَعْلَى
قَوْله سَأَلت رَبِّي اللاهين من ذُرِّيَّة الْبشر وَفِيهِمْ قَولَانِ
أَحدهمَا أَنهم الْأَطْفَال الَّذين لم يقترفوا ذَنبا وأمثالهم من
البله فَهُوَ من لهيت عَن الشَّيْء لَا من لهوت وَمِنْه تلهى بمسبحة
بَين يَدَيْهِ
وَكَانَ ابْن الزبير إِذا سمع الرَّعْد لهي عَن حَدِيثه أَي تَركه
وَالثَّانِي الَّذين أذنبوا سَهوا ونسيانا لَا تعمدا
(2/337)
بَاب اللَّام مَعَ الْيَاء
كَانَ بعض الصَّحَابَة يواصل فَيُصْبِح وَهُوَ أليث أَصْحَابه أَي
أجلدهم وأشدهم وَمِنْه سمي اللَّيْث
قَوْله مَا أنهر الدَّم فَكل لَيْسَ السن وَالظفر مَعْنَاهُ إِلَّا
السن وَالظفر وَالْعرب تستثني بليس تَقول قَامَ الْقَوْم لَيْسَ أَخَاك
وَقَامَ الْقَوْم لَيْسَ وليسني وَلَيْسَ إيَّايَ
قَوْله من رَأَى مِنْكُم اللَّيْلَة رُؤْيا قَالَ أَبُو زيد الْعَرَب
تَقول رَأَيْت اللَّيْلَة فِي مَنَامِي مُنْذُ غدْوَة إِلَى زَوَال
الشَّمْس فَإِذا زَالَت قَالُوا رَأَيْت البارحة
وَكَانَ إِذا عرس بلَيْل توسد لينَة اللينة كالمسورة سميت لينَة للينها
رئي مُعَاوِيَة يَأْكُل لياء مقشا اللياء واحدتها إلياءة وَهُوَ
اللوبيا والمقش المقشورة يُقَال قشرته وقشوته
(2/338)
|