غريب الحديث للخطابي حَدِيثُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ
رَضِيَ الله عنه
حَدِيثِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قَالَ لابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ فِي كَلامٍ
لَهُ: "وَاللَّهِ لا أَشْرِي عَمَلِي بِشَيْءٍ ... ".
...
حَدِيثُ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قَالَ لابنه
عبد الله فِي كَلامٍ لَهُ وَاللَّهِ لا أَشْرِي عَمَلِي بِشَيْءٍ
وَلَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ مِنْحَةِ سَاحَةٍ أَوْ قَالَ
سَحْسَاحَةٍ1.
أَخْبَرَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عبد العزيز بن شابوره أخبرنا علي بن عبد
العزيز أخبرنا الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ حَدَّثَنِي مُصْعَبُ بْنُ
عُثْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ
عَنْ أَبِيهِ.
قوله لا أشري عملي أي لا أبيعه بشيء يُقَالُ شريت الشيء بمعنى بعته
وشريته إذا ابتعته والحرف من الأضداد قَالَ الشاعر:
إنا بني منقر لا ننتمي لأب ... عنه ولا هو بالأبناء يشرينا2
وبهذا المعنى سميت الخوارج بالشراة لأنهم بزعمهم باعوا الدُّنْيَا
بالآخرة.
وَأَخْبَرَنِي أبو محمد الكراني أخبرنا عبد الله بن شبيب أخبرنا
المنقري3 عَنِ الأصمعي قَالَ باع ابن مفرغ الحميري غلامه بردا فندم
فَقَالَ:
[80] / وشريت بردا ليتني ... من بعد برد كنت هامة
__________
1 الفائق "شرى" "2/237" والنهاية "شرى" "2/469".
2 الكامل للمبرد "1/111" وعزي لأبي مخزوم: بشامة بن حزن النهشلي, يفخر
بقومه برواية "إنا بني نهشل لا ندعي لأب".
3 ح: "زكريا المنقري".
(2/206)
هامة تدعو الصدى ... بين المشقر واليمامة1
وقد جاء في بعض اللغات باع بمعنى اشترى.
وَأَخْبَرَنِي محمد بن هاشم أخبرنا عبد الله بن موسى البزار أخبرنا
أحمد بن عيسى2 أخبرنا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ
أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَرَى مِنْ أَعْرَابِيٍّ حِمْلَ خَبَطٍ فَلَمَّا
وَجَبَ الْبَيْعُ قَالَ لَهُ: "اخْتَرْ" فَقَالَ لَهُ الأَعْرَابِيُّ:
عَمَّرَكَ اللَّهُ بَيِّعًا3.
وَقَدْ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُبْتَاعًا فَسَمَّاهُ
الأَعْرَابِيُّ بَيِّعًا وَمِنْ هَذَا قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: "الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا" 4 يريد
البائع والمشتري. وفي خبر الأعرابي حجة لمن رأي أن التفرق القاطع
للخيار إنما هو التفرق بالأبدان.
وَقَالَ أَبُو عُمَر سأل أَبُو موسى أبا العباس هل بين يفترقان
ويتفرقان خلاف؟
قَالَ: نعم أخبرنا ابْنُ الأعرابي عَنِ المفضل قَالَ يُقَالُ افترقا
بالكلام وتفرقا بالأجسام. والمنحة الساحة هي السمينة.
قَالَ أَبُو زيد يُقَالُ بعير منتق إذا سمن قليلا ثم شنون ثم سمين ثم
__________
1 طبقات فحول الشعراء لبن سلام "2/689" برواية "بدعو صدى" والبيت الأول
في اللسان والتاج "شرى".
2 ح, ط: "أحمد بن عيسى المصري".
3 أخرجه ابن ماجة في التجارة "2/736".
4 أخرجه البخاري في مواضع منها في البيوع "3/76 – 84" ومسلم في مواضع
منها في البيوع "3/1163, 1164" وأبو داود في البيوع "3/274" والترمذي
في البيوع أيضا "3/538, 539" وغيرهم.
(2/207)
ساح ثم مترطم وهو الَّذِي انتهى سمنا ويقال
سحت الشاة تسح سحوحة.
وفي وجه آخر وهو أن يكون أراد بالساحة الغزيرة لأن المنحة أكثر ما تكون
في اللبن وأصل السح الصب يُقَالُ سح يسح سحا والسحساحة مبنية من السح
ويقال مطر سحسح وسحساح. قال الشاعر يصف طعنة:
مسحسحة تنفي الحصا عَنْ طريقها
(2/208)
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قَالَ لَمَّا الْتَقَيْنَا يَوْمَ بَدْرٍ
وَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْنَا النُّعَاسَ فَوَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ
لأَتَشَدَّدُ فَيُجْلَدُ بِي ثُمَّ أَتَشَدَّدُ فَيُجْلَدُ بِي1.
رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِي
الأَسْوَدِ الْقُرَشِيِّ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ.
قوله فيجلد بي أي يغلبني النوم حتى يصرعني يُقَالُ جلدت بالرجل الأرض
إذا صرعته.
وفي هذا حديث حذيفة:
حَدَّثَنَاهُ ابْنُ السماك أخبرنا محمد بن الحسين الحنيني أخبرنا بكر
القاضي أخبرنا عِيسَى بْنُ مُخْتَارٍ عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ
أَبِي لَيْلَى عَنْ عيسى عن عبد الرحمن عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ رَجُلا
قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبِيتُ عِنْدَكَ اللَّيْلَةَ فَأُصَلِّي
مَعَكَ قَالَ أَنْتَ لا تَطِيقُ ذَلِكَ فَقَالَ إِنِّي أُحِبُّ ذَلِكَ
يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ فَجَاءَ الرَّجُلُ فَدَخَلَ مَعَهُ
فَافْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ السُّورَةَ الَّتِي تذكر
__________
1 أخرجه الواقدي في مغازي "1/54" بألفاظ متقاربة.
(2/208)
فِيهَا الْبَقْرَةُ وَيُرَتِّلُ1 فِي
الْقِرَاءَةِ وَرَكَعَ ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَجَلَدَ
بِالرَّجُلِ نَوْمًا2. أَيْ سَقَطَ إِلَى الأَرْضِ مِنْ شِدَّةِ
النَّوْمِ يُقَالُ جلد بالرجل ولبط به ولبج به بمعنى واحد.
__________
1 ح، ط: "وترتل".
2 لم أقف عليه وقد أخرجه مسلم في صلاة المسافرين "1/536" من حديث حذيفة
حديثا في تطويل القراءة في صلاة الليل وكذلك أحمد في مسنده "5/384,
397" وانظر الفائق "رتل" "2/34" والنهاية "جلد" "1/285"
(2/209)
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
الزُّبَيْرِ أَنَّهُ قَاتَلَهُ غُلامٌ فَكَسَرَ الزُّبْيَرُ يَدَيْهِ
وَضَرَبَهُ ضَرْبًا شَدِيدًا فَمَرَّ بِهِ عَلَى صَفِيَّةَ وَهُوَ
يُحْمَلُ فَقَالَتْ مَا شَأْنُهُ فَقَالُوا: قَاتَلَ الزُّبَيْرَ
فَأَشْعَرَهُ فَقَالَتْ:
كَيْفَ رَأَيْتَ زَبْرًا ... أَأَقَطَا أَوْ تَمْرًا ... أَوْ
مُشْمَعِلا صَقْرًا3
يَرْوِيهِ مُحَمَّدُ بن إسحاق الثقفي أخبرنا أبو همام أخبرنا أَبُو
أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ. [81] / قوله أشعره
أي ضربه حتى أدماه وَمِنْهُ إشعار البدن وهو أن يطعن في أسنمتها حتى
تسيل مِنْهَا الدم
وقولها:
كيف رأيت زبرا: سمته بالاسم المكبر والزبير مصغر من زبر وهو القوي
الشديد يُقَالُ رجل زبر وزبر قَالَ الراجز:
إني إذا طرف الجبان احمرا ... وكان خير الخصلتين الشرا
أكون ثم أسدا زبرا4
__________
1 ح، ط: "وترتل".
2 لم أقف عليه وقد أخرجه مسلم في صلاة المسافرين "1/536" من حديث حذيفة
حديثا في تطويل القراءة في صلاة الليل وكذلك أحمد في مسنده "5/384,
397" وانظر الفائق "رتل" "2/34" والنهاية "جلد" "1/285".
3 أخرجه ابن سعد في طبقاته "3/101" بلفظ "أأقطا حسبته أم تمرا" وهو في
اللسان "شمعل".
4 في التكملة للثغاني "3/5" والرواية "هيجت مني أسد زبرا" قال: والرجز
للمرار بن سعيد الفقعسي وكنيته أبو حسان وفي التهذيب "13/198" البيت
الثالث.
(2/209)
وقولها: أأقطا أو تمرا مثل ضربته تقول:
وجدته طعاما يؤكل كالأقط والتمر أم رأيته كالصقر الَّذِي يختطف الصيد.
وقولها: أو تمرا ليس بمعنى الفصل وإنما هو بمنزلة واو العطف كقوله
تعالى: {وَلا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ
أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ} 1 وكقوله: {وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ
كَفُوراً} 2 قَالَ جرير:
نال الخلافة أو كانت له قدرا ... كما أتى ربه موسى على قدر3
وَقَالَ توبة بن الحمير:
وقد زعمت ليلى بأني فاجر ... لنفسي تقاها أو عَلَيْهَا فجورها4
وَقَوْلُهُ: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} 5
فقد اختلف في تأويله.
قَالَ أَبُو العباس ثعلب ذهب قوم إلى أن أو بمعنى الواو وَقَالَ قوم هو
بمعنى بل وَقَالَ قوم أراد أو يزيدون عندكم يجعل مَعْنَاهُ للمخاطبين
أي هم أصحاب شارة وجمال إذا رآهم الناس قالوا: هؤلاء مائتا ألف.
قَالَ المبرد: مَعْنَاهُ إنا أرسلناه إلى مائة ألف فهم فرضه الَّذِي
عليه أن يؤديه فإن زادوا بالأولاد فعليه أيضا دعاؤهم نافلة غير فرض.
والمشمعل السريع الماضي وقد اشمعل الرجل واشمعلت الحرب إذا ثارت قَالَ
الشاعر:
__________
1 سورة النور: "61".
2 سورة الانسان: "24".
3 الديوان "211" والبيت في مدح عمر بن عبد العزيز.
4 أمالي ابن الشحري "2/317".
5 سورة الصافات:"147".
(2/210)
بني أسد إن تقتلوني تحاربوا ... تميمًا إذا
الحرب العوان اشمعلت1
__________
1 العقد الفريد "6/270" وعزي لمرة بن محكان السعدي وجاء بعده:
ولست وإن كانت إلي حبيبة ... بباك على الدنيا إذا ما تولت.
(2/211)
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
الزُّبَيْرِ أَنَّ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ ارْتُثَّ يَوْمَ أُحُدٍ فَجَاءَ
بِهِ الزُّبَيْرُ يَقُودُ بِزِمَامِ رَاحِلَتِهِ وَلَوْ مَاتَ
يَوْمَئِذٍ كَعْبُ عَنِ الرِّيحِ وَالضِّيحِ لَوَرِثَهُ الزُّبَيْرُ
وَقَدْ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بَيْنَهُمَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ
بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} 1.
مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ
أَبِيهِ.
قوله ارتث معناه حمل من المعركة مثخنا والضيح يجري مجرى الريح إذا
فارقها وقلما يتكلم به وحده.
وَقَالَ يعقوب لا يُقَالُ جاء فلان بالضيح والريح إنما يُقَالُ بالضح
والريح والضح الشمس ويقال بل هو ضوء الشمس قَالَ ذو الرمة:
غدا أكهب الأعلى وراح كأنه ... من الضح واستقباله الشمس أخضر2
ومن هذا حديث عياش بن أبي ربيعة أَنَّهُ لما هاجر أقسمت أمه بالله لا /
يظلها ظل ولا تزال في الضح والريح حتى يرجع إليها3. [82]
والمعنى أن كعبا لو مات عَنْ كل مال طلعت عليه الشمس وجرت عليه
__________
1 ذكر السيوطي في الدر المنثور "3/207" القصة بغير هذه الألفاظ والآية
في سورة الأنفال "75".
2 الديوان "229" واللسان "ضحضح" وغدا يعني الحرباء أكهب: أغبر إلى
السواد.
3 ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب "3/1231" وابن الأثير في أسد الغابة
"4/321" بلفظ "أن أمه حلفت ألا يدخل رأسها دهن ولا تستظل حتى تراه.
(2/211)
الريح لورثه الزبير وكانوا يتوارثون في صدر
الإسلام بالحلف وقد حالف صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين
المهاجرين والأنصار في أَوَّل مقدمه المدينة أي آخى بينهم.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مالك أخبرنا بشر بن موسى
أخبرنا الحميدي أخبرنا سفيان أخبرنا عَاصِمٌ الأَحْوَلُ سَمِعْتُ
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ حَالَفَ رَسُولُ اللَّهِ بَيْنَ
الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ فِي دَارِنَا فَقِيلَ لَهُ أَلَيْسَ
قَدْ قَالَ النَّبِيُّ: "لا حِلْفَ فِي الإِسْلامِ" فَأَعَادَهَا
أَنَسٌ وَقَالَ حَالَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي دَارِنَا بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ1.
قَالَ سفيان: فسر العلماء: حالف: آخى.
__________
1 أخرجه الحميدي في مسنده "2/507" وأبو داود في الفرائض "3/129" وأخرجه
البخاري في الأدب "8/27" عن إسماعيل بن زكريا عن عاصم وفي كتاب
الاعتصام "9/130" عن عباد بن عباد عن عاصم ومسلم في فضائل الصحابة
"4/1960" عن حفص بن غياث وعن عبدة بن سليمان عن عاصم والبخاري في الأدب
المفرد "200" وأحمد في مسنده "3/111, 145, 281".
(2/212)
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
الزُّبَيْرِ أَنَّهُ حَمَلَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ على نوفل بن عبد الله
بْنِ الْمُغِيرَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى شَقَّهُ بِاثْنَيْنِ وَقَطَعَ
أَبْدُوجَ سِرْجَهُ وَيُقَالُ خَلَصَ إِلَى كَاهِلِ الْفَرَسِ فَقِيلَ
يا أبا عبد الله مَا رَأَيْنَا مِثْلَ سَيْفِكَ فَيَقُولُ وَاللَّهِ
مَا هُوَ السَّيْفُ وَلَكِنَّهَا السَّاعِدُ أَكْرَهْتُهَا1.
يَرْوِيهِ الْوَاقِدِيُّ حَدَّثَنِي محمد بن عبد الله وَغَيْرُهُ عَنِ
الزُّهْرِيِّ.
أبدوج السرج لبده هكذا فسره بعض رواة هذا الحديث ولست أدري ما صحته.
وخليق أن يكون أبدود السرج يريد لبد بدادية والله أعلم.
__________
1 أخرجه الواقدي في مغازيه "2/472" بلفظ "أندوج" بدل "أبدوج" مع شرحه
بقوله: "اللبد الذي يكون تحت السرج وبدون قوله أكرهتها.
وفي القاموس "أبدوج" أبدوج السرج بالضم: لبد بداديه معرب أبدود.
(2/212)
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلا يَقُولُ يَا آلَ خِنْدَفٍ فَخَرَجَ
وَبِيَدِهِ السَّيْفُ وَهُوَ يَقُولُ خِنْدَفٌ إِلَيْكَ أَيُّهَا
الْمُخَنْدَفُ وَاللَّهِ لَئِنْ كُنْتَ مَظْلُومًا لأَنْصُرَنَّكَ1.
الخندفة الهرولة وخندف لقب لقبت به ليلي القضاعية وهي ابنة عمران بن
الحاف بن قضاعة وكانت تحت إلياس بن مضر وقد ولدت له فيما يذكر ثلاثة
بنين عمروا وعامرا وعميرا فندت لهم إبل فندوا في طلبها فأدركها عامر
فسمي مدركة وأما عمرو فاقتنص أرنبا فطبخها فسمي طابخة وأما عمير فانقمع
في بيته فسمي قمعة فلما ابطؤوا خرجت في إثرهم فقالت ما زلت أخندف في
إثركم فلقبت خندفا.
وانشعب نسب مضر إلى شعبين أحدهما خندف والآخر قيس عيلان فكل قرشي فهو
من خندف لأن قريشا يجمعها في النسب كنانة وهو كنانة بن خزيمة بن مدركة
بن إلياس بن مضر.
__________
1 الفائق "خندف" "1/399" بلفظ "يا لخندف" و "أخندف" بدل "خندف"
والتهاية "خندف" "2/82".
(2/213)
|