غريب الحديث للخطابي حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رحمه
الله
حَدِيثِ سَعْدٍ أَنَّهُ قَالَ: "رَمَيْتُ يَوْمَ بَدْرٍ سُهَيْلَ بْنَ
عَمْرٍو فقطت نساه ... ".
...
حَدِيثُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رحمه الله
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ سَعْدٍ أَنَّهُ قَالَ رَمَيْتُ
يَوْمَ بَدْرٍ سُهَيْلَ بْنَ عَمْرٍو فَقَطَعْتُ نَسَاهُ فَانْثَعَبَتْ
جَدِيَّةُ الدَّمِ1.
حَدَّثَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الشيباني حدثنا الصائغ أخبرنا
إبراهيم بن المنذر أخبرنا مُحَمَّدِ بْنِ فُلَيْحٍ عَنْ مُوسَى بْنِ
عُقْبَةَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ.
الجدية أول دفعة من الدم قَالَ ذو الرمة:
تقدمها للموت حتى لبانها ... من الطعن نضاخ الجديات أحمر2
[85] وَفِي قِصَّةِ أُحُدٍ أَنَّهُ لَمَّا قُتِلَ عَلَى رَايَةِ
الْمُشْرِكِينَ مَنْ قُتِلَ مِنْ بَنِي عبد الدار / أَخَذَ اللِّوَاءَ
غُلامٌ لَهُمْ أَسْوَدٌ وَكَانَ قَدِ انْتَكَسَ فَنَصَبَهُ الْعَبْدُ
وَبَرْبَرَ يَسُبُّ قَالَ سَعْدٌ فَرَمَيْتُهُ فَأَصَبْتُ ثَغْرَتَهُ
فَسَقَطَ صَرِيعًا فَأَقْبَلَ أَبُو سُفْيَانَ فَقَالَ مَنْ رَدَاهُ
مَنْ رَدَاهُ يُرِيدُ مَنْ رَمَاهُ مَنْ رَمَاهُ3 وَمَنْ أَصَابَهُ.
ويقال رديت الرجل بالحجر إذا رميته به وأكثر ما يكون ذلك في الحجر
الضخم الَّذِي يشدخ بثقله ومنه المرداة يكسر بها الشيء الصلب فأما
أرداه فمعناه أهلكه والردى الهلاك والردي الهالك قال دريد بن الصمة:
__________
1 ح: "فنبعثت" وأخرجه الواقدي في مغازيه "1/105" بألفاظ متقارية وانظر
الفائق "جدى" "1/196".
2 الديوان "232".
3 من ط, ح.
(2/220)
تنادوا فقالوا: أردت الخيل فارسا ... فقلت
أعبد اللَّه ذلكم الردي1
وَقَوْلُهُ بربر أكثر الكلام في غضب والبربرة كثرة الكلام في غير بيان.
ويقال إن بعض ملوك حمير غزا البربر فظفر بهم فَقَالَ ما أكثر بربرتهم
أو جلبتهم فسموا بربر.
وَكَانَ سَعْدٌ رَحِمَهُ اللَّهُ رَامِيًا وَقَدْ جَمَعَ لَهُ رَسُولُ
اللَّهِ أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ وَقَالَ: "ارْمِ فداك أبي وأمي" 2.
__________
1 شعراء المصرانية "4/757".
2 أخرجه البخاري في الجهاد "4/47" ومسلم في فضائل الصحابة "4/1876"
والترمذي في المناقب "5/650" وابن سعد في الطبقات "3/141" وأحمد في
مسنده "1/92, 124, 137" وغيرهم.
(2/221)
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
سَعْدٍ أَنَّهُ قَالَ لَمَّا نُودِيَ لِيَخْرُجَ مَنْ فِي الْمَسْجِدِ
إِلا آلَ رَسُولِ اللَّهِ وَآلَ عَلِيٍّ خَرَجْنَا نَجُرُّ قِلاعَنَا1.
حَدَّثَنِيهُ بعض أصحابنا أخبرنا الهيثم بن كليب أخبرنا أحمد بن شداد
الترمذي أخبرنا علي بن قادم أنبأنا إسرائيل عن عبد الله بْنِ شَرِيكٍ
عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ سَعْدٍ.
القلاع جمع قلع وهو الكنف الَّذِي يكون فيه المتاع أي خرجنا ننقل
متاعنا قَالَ ابن الأعرابي والعرب تقول شحمتي في قلعي يضرب مثلا لمن
حصل ما يريد2 فأما القلع بكسر القاف فهو الشراع وربما قيل القلاع بمعنى
الواحد ويحتمل أن يكون سعد أراد به الشراع متمثلا براكب البحر إذا أراد
السير الحثيث رفع الشراع.
__________
1 الفائق "قلع" "3/222" والنهاية "قلع" "4/102".
2اللسان "قلع" جمهرة الأمثال "1/555" مجمع الأمثال "1/364" المستصفى
"2/127".
(2/221)
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
سَعْدٍ أَنَّ بُسْرَ بْنَ سَعِيدٍ قَالَ: كُنَّا نُجَالِسُهُ وَكَانَ
يَتَحَدَّثُ حَدِيثَ النَّاسِ وَالأَخْلاقِ وَكَانَ يُسَاقِطُ فِي
ذَلِكَ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه1.
مِنْ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ
بُكَيْرَ بن عبد الله بْنِ الأَشَجِّ حَدَّثَهُ عَنْ بُسْرِ بْنِ
سَعِيدٍ.
قوله يساقط الحديث معناه يروي الحديث في خلال كلامه قَالَ أَبُو حية
النميري:
إذا هن ساقطن الحديث كأنه ... سقاط حصى المرجان من سلك ناظم
رمين فأقصدن القلوب ولم تجد ... دما مائرا إلا جوى في الحيازم2
__________
1 أخرجه الحاكم في المستدرك "3/497" وفيه "والجهاد" بدل "والأخلاق"
وفيه "بشر بن سعيد" بدل "بسر بن سعيد" تصحيف.
وفي التقريب "1/97" بسر بن سعيد المدني العابد مولى ابن الحضرمي وثقة
جليل مات سنة مائة.
2 شعر أبي حية النميري "86" باختلاف في بعض الألفاظ كما روي بروايات
مختلفة في كتب الأدب واللغة.
(2/222)
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
سَعْدٍ أَنَّهُ قَالَ لَمَّا أَسْلَمْتُ رَاغَمَتْنِي أُمِّي فَكَانَتْ
تَلْقَانِي مَرَّةً بِالْبِشْرِ وَمَرَّةً بِالْبُسْرِ1.
يَرْوِيهِ الْوَاقِدِيُّ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ الْمُهَاجِرِ بْنِ2 مِسْمَارٍ عَنْ
سَعْدٍ.
البسر: القطوب والتعبيس يُقَالُ: بسر الرجل وجهه بسرا ومن هذا
__________
1 في تهذيب تاريخ ابن عساكر "6/102" بألفاظ أخرى وانظر الفائق "رغم"
"2/68" والنهاية "بسر" "1/126".
2 في التقريب "2/278" مخاجر بن مسمار الزهري مولى سعد المدني مقبول مات
بعد المائة.
(2/222)
قوله تعالى: {ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ} 1
ومثله بسل الرجل وجهه إذا عبسه وحمضه ويقال بسل الشراب بسولا ويوم باسل
أي كريه قَالَ الأخطل:
نفسي فداء أمير المؤمنين إذا ... أبدى النواجذ يوم باسل ذكر2
__________
1 سورة المدثر:"22".
2 اللسان والتاج "بسل" وشعر الأخطل "1/199".
(2/223)
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
سَعْدٍ أَنَّهُ حَبَسَ أَبَا مِحْجَنٍ فِي / شُرْبِ الْخَمْرِ فَلَمَّا
الْتَقَى النَّاسُ يَوْمَ [87] الْقَادِسِيَّةِ رَأَى فَارِسًا لا
يَحْمِلُ عَلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْعَدُوِّ إِلا هَزَمَهُمْ فَجَعَلَ
سَعْدٌ يَقُولُ الضَّبْرُ ضَبْرُ الْبَلْقَاءِ وَالطَّعْنُ طَعْنُ
أَبِي مِحْجَنٍ1
أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بن المكي أنبأنا الصائغ أخبرنا سعيد بن منصور
أخبرنا أبو معاوية ناعمرو بْنُ الْمُهَاجِرِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ سَعْدًا حَبَسَ أَبَا
مِحْجَنٍ فِي شُرْبِ الْخَمْرِ فَلَمَّا الْتَقَى النَّاسُ يَوْمَ
الْقَادِسِيَّةِ قَالَ أَبُو مِحْجَنٍ لامْرَأَةِ سَعْدٍ أَطْلِقِينِي
وَلَكِ الله علي إن سلمني أَنْ أَرْجِعَ حَتَّى أَضَعَ رِجْلِي فِي
الْقَيْدِ فَخَلَّتْهُ فَوَثَبَ عَلَى فَرَسٍ لِسَعْدٍ يُقَالُ لَهَا
الْبَلْقَاءُ فَجَعَلَ لا يَحْمِلُ عَلَى نَاحِيَةٍ مِنَ الْعَدُّوِ
إِلا هَزَمَهُمْ وَجَعَلَ سَعْدٌ يَقُولُ الضَّبْرُ ضَبْرُ
الْبَلْقَاءِ وَالطَّعْنُ طَعْنُ أَبِي مِحْجَنٍ. فَلَمَّا هُزِمَ
الْعَدُّوُ رَجَعَ حَتَّى وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْقَيْدِ فَلَمَّا
رَجَعَ سَعْدٌ أَخْبَرَتْهُ امْرَأَتُهُ بِمَا كَانَ من أمره فخلى
سبيله فقال أَبُو مِحْجَنٍ قَدْ كُنْتُ أَشْرَبُهَا إذ كَانَ يُقَامُ
عَلَيَّ الْحَدُّ وَأَطْهَرُ مِنْهَا فَأَمَّا إِذْ بَهْرَجَتْنِي فَلا
أشربها أبدا2.
__________
1 سيأتي تخريجه.
2 أخرجه سعيد بن منصور في سننه "2/211 – 213" في حديث طويل وابن عبد
البر في =
(2/223)
الضبر عدو الفرس وهو أن يجمع قوائمه ثم
يثب.
قَالَ أَبُو عمرو: الالتباط في العدو كالضبر قَالَ: ومثله الخندفه
والنعثلة قَالَ وهو أن يمشي مفاجا يقلب قدميه كأنه يغرف بهما.
ومن هذا قيل للرجل: المجتمع الخلق مضبور وللحزمة من الكتب إضبارة
وللجماعة يغرون ضبر.
وَقَوْلُهُ بهرجتني معناه أهدرتني بإسقاط الحد عني.
وَقَالَ بعض أهل اللغة أصل البهرجة أن يطل السلطان دم الرجل ويهدره
فيقال عند ذلك بهرج السلطان دم فلان.
قَالَ ونظر أعرابي إلى دجلة فَقَالَ إنها البهرج لكل أحد أي المباح.
ومن هذا قيل دينار بهرج أي لا قيمة له.
وَقَالَ أَبُو عُمَر: أصل البهرج أن يعدل بالشيء عَن الجادة القاصدة
إلى غيرها. ومنه حديث الحجاج أَنَّهُ كتب إلى بعض عماله أن ابعث إلى
بالجشير اللؤلؤ قَالَ فبهرج به أي عدل به عَنِ الجادة قَالَ والجشير
الجراب. والبهرج من الدينار والدرهم على هذا التأويل هو الَّذِي عدل به
عَنِ السكة المعروفة إلى الضرب المجهول.
ويقال: درهم بهرج ونبهرج ودراهم بهارج.
وَأَخْبَرَنِي ابن داسة أخبرنا الزيبقي أخبرنا أبو حاتم أخبرنا الأصمعي
قَالَ باعت أعرابية غزلا لَهَا فدلس عليها درهم فقالت:
__________
= الاستيعاب "4/1750" وأخرجه قريبا من هذا عبد الرزاق في مصنفه "9/243"
وذكره الحافظ في الإصابة "4/174".
(2/224)
يا رب من دلس فلسا بهرجا ... يأخذه ممن
يراه أحوجا
فاقذف به في النار حتى ينضجا
ويقال إن أصل هذه الكلمة ليس بالمحض في العربية.
(2/225)
وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
سَعْدٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ بَيْعِ الْبَيْضَاءِ بِالسُّلَتِ
فَكَرِهَهُ1.
أَخْبَرَنَاهُ ابْنُ داسة أخبرنا أبو داود حدثنا القعنبي عن مالك عن
عبد الله بْنِ يَزِيدَ عَنْ زَيْدِ أَبِي عَيَّاشٍ2 أَنَّهُ سَأَلَ
سَعْدًا.
البيضاء الرطب من السلت كره بيعه باليابس منه لأنه مما يدخله الربا فلا
يجوز بيع3 بعضه ببعض إلا متماثلين ولا سبيل إلى معرفة التماثل فيهما
وأحدهما رطب والآخر يابس وَهَذَا كَقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ:
"أَيَنْقُصُ الرُّطَبُ إِذَا يَبِسَ". فَقِيلَ: نَعَمْ فَنَهَى عَنْ
ذَلِكَ4. [87]
والسلت حب بين الحنطة والشعير لا قشر له.
__________
1 أخرجه مالك في الموطأ في البيوع "2/624" والترمذي في البيوع "3/519"
وأبو داود في البيوغ أيضا "3/251" وابن ماجة في التجارات "2/761"
والنسائي في البيوع في شراء التمر بالرطب "7/269" وأحمد في مسنده
"1/179".
2 ط: "عن زيد بن أبي عياش" وكذلك في مسند أحمد "1/179" والنسائي
"7/269" والمثبت من س, ح. وفي التقريب "1/278" "زيد أبو عياش" وكذلك
عند مالك والترمذي وابن ماجة وأبو داود.
3 ح: "بيعه بعضه ببعض".
4 تقدم تخريجه ضمن حديث بيع البيضاء بالسلت المتقدم آنفا.
(2/225)
|