غريب الحديث للخطابي حَدِيثِ طاوس بن كيسان
حديث طاوس أنه قال: "إذا اسْتَعَرَّ عليكم شيء من النَّعَم, فاصنعوا به
ما تصنعون بالوَحْشِ"
...
حديث طاوس بن كيسان
*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ طاوس أنه قال: "إذا اسْتَعَرَّ
عليكم شيء من النَّعَم, فاصنعوا به ما تصنعون بالوَحْشِ"1.
حدثنيه محمد بن هشام الصيرفي، أخبرنا أبو خالد العقيلي، أخبرنا حجاج بن
منهال، أخبرنا حماد, عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عن طاوس.
قوله: اسْتَعَرَّ عليكم: أي نَدَّ واستعصى، وأصله من العرارة وهي
الشدة.
قال الأخطل:
إن العَرَارَة والنُّبُوح لدارمٍ2
ومنه المَعَرَّة، وهي الشدة والمشقة تصيب الإنسان, ومنه قول الله
تعالى: {فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ} 3.
__________
1 أخرجه ابن أبي شيبة في: مصنفه: 385/5, بلفظ: "إذا ند من الإبل والبقر
شيء ... " عن ابن علية، عن ليث ...
2 شعر الأخطل: 116/1, وعجزه:
"والمستخف أخوهم الأثقالا".
3 سورة الفتح: 25.
(3/83)
*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
طاوس: "أنه سئل عن الطَّابة تطبخ على النِّصْفِ"1
__________
1 الفائق: "طيب": 373/2، والنهاية: "طيب": 150/3. وقد أخرجه عبد الرزاق
في: مصنفه: 254/8, وابن شيبة في: مصنفه: 177/8, بمعناه.
(3/83)
حَدَّثَنِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ، أنا ابْنُ
الجنيد، أخبرنا سويد، أخبرنا عَبْدِ اللَّهِ, عَنْ دَاوُدَ1 بْنِ
إبراهيم، عن طاوس.
الطَّابَةُ: العصير، وسمي طابة؛ لطيبه وحلاوته، يقال: طَيِّب وطَابٌ،
قال الشاعر:
مبارك الأعراق في الطَّابِ الطَّابْ2
ولهذا سميت المدينة طابة، وكان اسمها في الجاهلية يثرب.
__________
1 س: عن داود، عن إبراهيم, والمثبت من: د، ح.
2 اللسان والتاج: "طيب", وأورد هذا البيت ضمن ستة أبيات قالها كثير بن
كثير النوفلي يمدح بها عمر بن عبد العزيز, وهي:
يا عمر بن عمر بن الخطابْ ... مقابل الأعراق في الطَّابِ الطَّاب
بين أبي العاص وآل الخطابْ ... إن وقوفاً بفناءِ الأبوابْ
يدفعني الحاجب بعد البوابْ ... يعدل عند الحُرِّ قلع الأنيابْ
قوله: "مقابل الأعراق" أي: هو شريف من قبل أبيه وأمه، فقد تقابلا في
الشرف والجلالة؛ لأن عمر هو ابن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي
العاص, وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب, فَجَدُّهُ من قبل أبيه
أبو العاص جد جده، وجده من قبل أمه عمر بن الخطاب. والبيت الثاني في:
الفائق: "طيب": 373/2, برواية الخطابي.
(3/84)
*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
طاوس: "أنه قال: ليس في العطب زكاة"1.
أخبرناه محمد بن هاشم، أخبرنا الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ،
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسَ. عَنْ أبيه.
العُطْب: القطن.
__________
1 أخرجه عبد الرزاق في: مصنفه: 115/4.
(3/84)
*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
طاوس أنه قال: "من كانت له إبل لم يؤد حقها أتت يوم القيامة كأسرِّ ما
كانت "239" / تخبطه بأخفافها"1.
أخبرناه ابن هاشم، أخبرنا الدَّبَرِيُّ, عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ
مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ طَاوُسَ، عَنْ أبيه.
وأسرَّ معناه أسمن وأوفر، وسِرُّ كل شيء: لبه, وقال أعرابي لرجل: انْحر
البَعِير, فلتجدنَّه ذا سِرٍّ: أي ذا مخ، وفلان سِرُّ قومه, إذا كان
محض النسب فيهم, قال الشاعر:
وهُمْ مَن وَلَدوا أَشْبَوا ... بِسِرِّ النَّسَبِ المَحْضِ2
وقد روي من غير هذا الوجه كأَبْشَرِ ما كانت, من البشارة والحسن، وقد
فَسَّرْناه فيما مضى من الكتاب.
__________
1 أخرجه عبد الرزاق في: مصنفه: 31/4: بلفظ: "كأشر" بدل: "كأسر" تصحيف.
2 اللسان والتاج: "شبا", وتقدم في الجزء الأول: لوحة 38.
(3/85)
|