غريب الحديث للخطابي حَدِيثِ عطاء بن أبي رباح
حديث عطاء: "أن ابن جريج, قال: قلت له: إذا كان حول الجُرْحِ قَيْح
ولَكَدٌ ... "
...
حديث عطاء بن أبي رباح
*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ عطاء: "أن ابن جريج, قال: قلت
له: إذا كان حول الجُرْحِ قَيْح ولَكَدٌ، قال: أتبعه بصوفة أو
كُرْسُفَةٍ فيها ماء, فاغسله"1.
أخبرناه ابن هاشم2، أخبرنا الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ،
عَنْ ابن جريج.
يريد باللَّكَدِ الدَّمَ الجامد حول الجرح، وكل شيء لَزِجٍ قد علق بشيء
فهو لَكِدٌ.
يقال: لَكِدَ الشيء بجلدي إذا لصق به، وأكلت الصمغ فَلَكِدَ بفمي: أي
لصق به.
__________
1 أخرجه عبد الرزاق في: مصنفه: 160/1, بلفظ " ... لكن" بدل "لكد"
تحريف.
2 د: "محمد بن هاشم".
(3/129)
*وَقَال أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حديث عطاء:
"أنه سئل عن المجاور إذا ذهب إلى الخَلَا، أيمر تحت سقف؟ قال: لا, قيل:
أفيمر تحت قبو مَقْبُوٍّ من لبن وحجارة ليس فيه عَتَب ولا خَشَب؟ قال:
نعم"1.
أخبرناه ابن هاشم بالإسناد الأول. [سواء] 2
__________
1 أخرجه عبد الرزاق في: مصنفه: 366/4 في حديث طويل بلفظ ".... قبو مقبو
أو حجارة" بدون كلمة "لبن", وفي الفائق: "جور": 248/1: العتب: الدرج.
2 من د، ح.
(3/129)
قال عبد الرزاق: القَبْوُ: الطَّاق.
قال أبو سليمان: وإنما سمي قبوًا؛ لأنه قد عقد أعلاه فضم بعضه إلى بعض،
ولذلك قيل للحرف إذا كان إعرابه الضم مَقْبُوٌّ.
قال بعض أهل اللغة: ومنه القباء الذي يلبس؛ وذلك لأن لابسه يجمعه على
نفسه, فيضم أحد طرفيه إلى الآخر.
والمجاور: المعتكف كره أن يمر تحت السقوف التي هي للمنازل المسكونة؛
لئلا يرتفق بها, فيكون في معنى من أوى إلى دار أو سكنها، ولم ير بأسًا
بالمرور تحت الطاق لخفة الأمر في ذلك, ولقلة المرفق فيه.
(3/130)
*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
عطاء: "أنه سئل عن نضح الوضوء, فقال: اسْمَحْ يُسْمَح لك، كان من مضى
لا يفتشون عن هذا ولا يُلَحِّصُون"1.
أخبرناه ابن هاشم بالإسناد الأول.
النَّضَحُ: مفتوحة الضاد، ما انتضح من الماء كالنَّشَر، إنما هو ما
انتشر منه، ومنه قول الحسن, وسئل عنه, فقال: "وهل يُمْلَكُ نَشَر
الوضوء؟ ".
والوَضُوء: مفتوحة الواو، اسم للماء الذي يتوضأ به.
والوُضُوء: الفعل، مثل السَّحُور، مفتوحة السين، اسم لما يتسحر به،
والسُّحُور: أكل السحر, [وهذا قول أبي العباس ثعلب، وابن الأنباري,
وكان الأصمعي لا يعرف الوضوء بضم الواو، ويقول هو الوضوء لا غير] 2
__________
1 أخرجه عبد الرزاق في: مصنفه: 73/1 بلفظ " ... ولا يحلفون فيه, يعني
يفحصون فيه" بدل " لا يلحصون" "تحريف", والفائق: "لحص": 441/3, وجاء في
الشرح: اسمح: من أسمحت قرونته "نفسه" إذا أسهلت وانقادت، والنهاية:
"لحص": 237/4.
2 من: د.
(3/130)
وقوله: لا يلحصون معناه لا يشددون, [ولا
يستقصون والتلحيص، استقصاء بيان الشيء] 1 يقال: وقع فلان في لحاص: أي
في شدة، وأنشد الفراء:
لم تلتَحِصْني حَيْصَ بَيصَ لَحَاصِ2
__________
1 من: د.
2 اللسان، التاج: "لحص", وصدره: "قد كنت خراجًا ولوجًا صيرفًا" وعزي
لأمية بن أبي عائذ الهذلي، وهو في شرح أشعار الهذليين: 491/2، وفي
المقاييس: "بيص": 326/1, دون عزوٍ.
(3/131)
* "253" / وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي
حَدِيثِ عطاء أنه قال: "يُشعَثُ من سنا الحَرَم ما لم يقطع أصلًا"1.
حَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدَوَيْهِ، أنا ابن الجنيد، أخبرنا
قتيبة أخبرنا حُمَيْدُ2، بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرَّؤَاسِيُّ، عن
محمد بن مسلم، عن مسلم بن ميمون، عن عطاء.
قوله: "يشعث" فسره بعض رواة هذا الخبر فقال: الشعث: نبت من نبات الحرم،
فإن كان ما قاله محفوظا, فالتشعيث في أخذ الشعث, كالتشييح من أخذ
الشيح، وإلا فهو من الشعث وهو التفرق والانتشار، يريد أن له أن يأخذ من
السنا الذي في الحرم متفرقًا حتى يتركه أشعث، وليس له استئصاله فيتركه
أمعر.
__________
1 الفائق: "شعث": 253/2, والنهاية: "شعت": 478/2.
2 في التقريب: 203/1: "حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف
الرؤاسي، ذكره ابن حبان في: الثقات, مات بعد المائة".
(3/131)
*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
عطاء أنه كان يقول في يوم الفطر:"إني لا أغدو حتى آكل من طرف
الصريفة"1.
أخبرناه محمد بن هاشم، أخبرنا الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ،
عَنْ ابن جريج، عن عطاء.
هكذا قال: "الصريفة" بالفاء، وإنما هي الصريقة بالقاف.
قال أبو عمرو الشيباني: هي الرقاقة, وقال غيره: وهي الصَّليقة أيضًا
باللام، وتجمع على الصلائق, ومنه قول عمر: "لو شئت لدعوت بصلائق
وصِنَاب"2, قال جرير:
تكلفني معيشة آل زيد ... ومن لي بالصلائق والصِّنَابِ3
__________
1 أخرجه عبد الرزاق في: مصنفه: 306/3 بلفظ "الصريفة" تصحيف, وأخرجه
أحمد في: مسنده: 313/1 بلفظ "الصريقة", وذكره الهيثمي في: مجمعه:
198/2, وعزاه لأحمد. والنهاية: "صرق": 25/3 وجاء في الفائق: "صرق":
296/2: الصريقة والصليقة: الرقاقة، وقال ابن الأعرابي: العامة تقولها
باللام, والصواب بالراء, وتجمع صرائق وصرقاً، وقال: كل شيء رقيق فهو
صرق.
2 أخرجه ابن سعد في: طبقاته: 279/3, وهو في: كنز العمال: 622/12,
بألفاظ متقاربة، وفي: النهاية: "صلق": 48/3, و"صنب": 55/3, والصناب:
الخردل المعمول بالزيت، وهو صباغ يؤتدم به.
3 ديوان جرير: 42, واللسان: "صلق", والفائق: "صلأ": 311/2.
(3/132)
*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
عطاء: "أن ابن جريج قال: قلت له: رجل مفؤود ينفث1 دما, أو مصدور ينهز
قيحًا، أحدثٌ هو؟ قال: لا وضوء عليهما"2.
أخبرناه ابن هاشم بالإسناد الأول.
__________
1 س: "ينعب دماً", والمثبت من باقي النسخ, والفائق: "فأد": 85/3.
2 أخرجه عبد الرزاق في: مصنفه: 147/1, والفائق: "فأد": 85/3.
(3/132)
المفؤود: الذي قد أصيب فؤاده بداء,
والمصدور: الذي قد أصيب صدره كالمكبود من الكبد، والمبطون من البطن.
وقوله: ينهز قيحًا: أي يقذفه, وأصل النَّهْز أن ينوء بصدره, ويمد من
عنقه، فعل من يريد أن يتهوَّع1.
وفيه من الفقه: أَنَّهُ لم ير الوضوء فيما خرج من غير السبيلين.
__________
1 القاموس: "هوع": تهوع القيء: تكلفه.
(3/133)
* وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
عطاء أن ابن جريج قال: "كيف المشي بجنازة الرجل؟ قال: يُسرَع به، قلت
فالمرأة. قال: يُسرَع بها أيضًا، ولكن أدنى من الإسراع بالرجل. قلت:
فما حِيَاكتهم أو حِياكتكم هذه؟ قال: زهو"1.
أخبرناه ابن هاشم2 بالإسناد الأول.
الحِيَاكَة: مشية تبختر وتثبط, يقال: رجل حَيَّاك، وقد تَحَيَّكَ في
مشيه.
قال الراجز:
حَيَّاكَةٌ وسط القطيع الأعرمِ3
__________
1 أخرجه عبد الرزاق في: مصنفه: 442/3 بلفظ " ... فما حياكتكم أو حباتكم
هذه؟ " قال: وهو تحريف, وفي النهاية: "حيك": 470/3, وفي القاموس:
"زهو": الزهو: الكبر والتيه والفخر.
2 د: "محمد بن هاشم".
3 اللسان، التاج: "عرم", يصف امرأة راعية، وجاء في اللسان: قطيع أعرم
بيِّ
(3/133)
قال أبو زيد: الحَيَكَان والضَّيَطَان1: أن
يحرك منكبيه وخده حين يمشي مع كثرة لحم.
قال: والحَتَك والحَتَكَان: أن يقارب الخطو ويسرع رفع الرجل ووضعها.
__________
1 س، ط: "الضَّيَكَان" تحريف، والمثبت من: د، ح, وانظر القاموس: "ضيط".
(3/134)
*وَقَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ فِي حَدِيثِ
عطاء أنه قال: "بلغني أن الأرض دُحَّتْ دَحًّا من تحت الكعبة"1.
يرويه: أبو نعيم، عن فطر2، عن عطاء.
قوله: دُحَّتْ معناه بسطت ووسعت، يقال: دَحَحْتُ الشيء إذا وسعته
وبَنَى فلان بيتًا فدحاه: أي وسعه, وأصله دَحَّحَهُ، كقولك: لَبَّاه،
والأصل لَبَّبَه، وعلى هذا قوله تعالى: {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}
3, قالوا: الأصل دَسَّسَهَا.
__________
1 النهاية: "دحح": 103/2, والفائق: "دحح": 419/1.
2 التقريب: 114/2: فطر بن خليفة المخزومي، وصدوق رمي بالتشيع مات بعد
سنة خمسين ومائة، وانظر تهذيب التهذيب: "فطر".
3 سورة الشمس: 10.
(3/134)
|