معجم الفروق اللغوية

* (غ) *
1534 - الفرق بين الغاية والامد: (286) .
1535 - الفرق بين غاية الشئ والمدى: أن أصل الغاية الراية وسميت نهاية الشئ غايته لان كل قوم ينتهون إلى غايتهم في الحرب أي رايتهم، ثم كثر حتى قيل لكل ما ينتهى إليه غاية، ولكل غاية نهاية، والاصل ما قلناه، ومدى الشئ ما بينه وبين غايته والشاهد قول الشاعر: ولم ندر إن خضنا من الموت خيضة * لم العمر باق والمدى متطاول
يعني مدى العمر والمعنى ان الامل منفسح لما بينه وبين الموت، ومن ذلك قولهم هو مني مدى البصر أي هو حيث يناله بصري كأن بصري ينفسح بيني وبينه، ثم كثر ذلك حتى قيل للغاية مدى كما يسمى الشئ بإسم ما يقرب منه.
1536 - الفرق بين الغبط والحسد: أن الغبط هو أن تتمنى أن يكون مثل حال المغبوط لك من غير أن تريد زوالها عنه، والحسد أن تتمنى أن تكون حاله لك دونه فلهذا ذم الحسد ولم يذم الغبط، فأما ما روي أنه عليه السلام سئل فقيل له أيضر الغبط فقال نعم كما يضر العصا الخبط فإنه أراد أن تترك مالك فيه سعة لئلا تدخل في المكروه وهذا مثل قولهم ليس الزهد في الحرام إنما الزهد في الحلال، والاغتباط الفرح

(1/382)


بالنعمة، والغبطة الحالة الحسنة التي يغبط عليها صاحبها.
1537 - الفرق بين الغداة والأصيل والبكرة والعشاء والعشي والمساء: أن الغداة إسم لوقت والبكرة فعلة من بكر يبكر بكورا ألا ترى انه يقال صلاة الغداة وصلاة الظهر والعصر فتضاف إلى الوقت ولا يقال صلاة البكرة وإنما يقال جاء في بكرة كما تقول جاء في غدوة وكلاهما فعل مثل النقلة، ثم كثر استعمال البكرة حتى جرت على الوقت وإذا فاء الفئ سمي عشية ثم أصيل بعد ذلك، ويقال فاء الفئ إذا زاد على طول الشجرة ويقال أتيته عشية أمس وسآتيه العشية ليومك الذي أنت فيه، وسآتيه عشي غد بغير هاء وسأتيه بالعشي والغداة أي كل عشي وكل غداة، والطفل وقت غروب الشمس والعشاء بعد ذلك وإذا كان بعيد العصر فهو المساء ويقال للرجل عند العصر إذا كان
يبادر حاجة قد أمسيت وذلك على المبالغة.
1538 - الفرق بين الغدر والمكر: (2058) .
1539 - الفرق بين الغذاء والرزق: (1000) .
1540 - الفرق بين الغرر والخطر: أن الغرر يفيد ترك الحزم والتوثق فيتمكن ذلك فيه، والخطر ركوب المخاوف رجاء بلوغ الخطير من الامور ولا يفيد مفارقة الحزم والتوثق.
1541 - الفرق بين الغرور والخدع: أن الغرور إيهام يحمل الانسان على فعل ما يضره مثل أن يرى السراب فيحسبه ماء فيضيع ماءه فيهلك عطشا وتضييع الماء فعل أداه إليه غرور السراب إياه، وكذلك غر إبليس آدم

(1/383)


ففعل آدم الاكل الضار له.
والخدع أن يستر عنه وجه الصواب فيوقعه في مكروه، وأصله من قولهم خدع الضب إذا توارى في حجره وخدعه في الشراء أو البيع إذا أظهر له خلاف ما أبطن فضره في ماه، وقال علي بن عيسى: الغرور إيهام حال السرور فيما الامر بخلافه في المعلوم وليس كل إيهام غرورا لانه قد يوهمه مخوفا ليحذر منه فلا يكون قد غره، والاغترار ترك الحزم فيما يمكن أن يتوثق فيه فلا عذر في ركوبه، ويقال في الغرور غره فضيع ماله وأهلك نفسه، والغرور قد يسمى خدعا، والخدع يسمى غرورا على التوسع والاصل ما قلناه، واصل الغرور الغفلة، والغر الذي لم يجرب الامور يرجع إلى هذا فكأن الغرور يوقع المغرور فيما هو غافل عنه من الضرر، والخدع مرجع يستر عنه وجه الامر.
1542 - الفرق بين الغرور والوهم (1) : قيل: الغرور: إيهام حال السرور فيما الامر بخلافه في المعلوم، وليس كل وهم غرورا، لانه قد يتوهمه مخوفا،
فيحذر منه، فلا يقال: غره.
(اللغات) .
1543 - الفرق بين الغرض والمعنى: (2040) .
1544 - الفرق بين الغزو والجهاد (2) : الغزو: إنما يكون في بلاد العدو.
والجهاد: مطلق، فكل غاز مجاهد، دون العكس.
* كذا قيل، والاظهر في الفرق أن يقال أن الغزو ما كان الغرض
__________
(1) الغرور والوهم.
في الكليات (الغرور 3: 296 والوهم 5: 354) .
والمفردات (الغرور 537) .
والتعريفات (الغرور 167 والوهم: 376) .
والفرائد: 232.
(2) الجهاد والغزو.
في الكليات (الجهاد: 2: 175) .
ومفردات الراغب (الجهاد: 142، والغزو: 540) .
والفرائد: 59.
(*)

(1/384)


الاصلي فيه الغنيمة، وتحصيل المال - وإن استلزم ذلك الحرب والمقاتلة.
والجهاد: ما كان الغرض فيه المحاربة لقهر العدو - وإن استلزم ذلك تحصيل الغنائم والفوائد (1) *.
(اللغات) .
1545 - الفرق بين الغشاء والغطاء: أن الغشاء قد يكون رقيقا يبين ما تحته ويتوهم الرائي أنه لا شئ عليه لرقته، ومن ثم سميت أغشية البدن وهي أعصاب رقيقة قد غشي بها كثير من أعضاء البدن مثل الكبد والطحال فالغطاء يقتضي ستر ما تحته والغشاء لا يقتضي ذلك ومن ثم قيل غشي على الانسان لان ما يعتريه من الغشي ليس بشئ بين والغطاء لا يكون إلا كثيفا ملاصقا، وقيل الغشاء يكون من جنس الشئ والغطاء ما يقتضيه من جنسه كان أو من غير جنسه ولذلك تقول تغطيت بالثياب ولا تقول تغشيت بها، فإن استعمل الغشاء
موضع الغطاء فعلى التوسع.
1546 - الفرق بين الغشم والظلم: أن الغشم كره الظلم وعمومه توصف به الولاة لان ظلمهم يعم، ولا يكاد يقال غشمني في المعاملة كما يقال ظلمني فيها وفي المثل وال غشوم خير من فتنة تدوم، وقال أبو بكر: الغشم إعتسافك الشئ، ثم قال يقال غشم السلطان الرعية يغشمهم، قال الشيخ أبو هلال رحمه الله: الاعتساف خبط الطريق على غير هداية فكأنه جعل الغشم ظلما يجري على غير طرائق الظلم المعهودة.
1547 - الفرق بين الغضب وإرادة الانتقام: أن الغضب معنى يقتضي العقاب
__________
(1) ما بين نجمتين ورد في خ فقط.
(*)

(1/385)


من طريق جنسه من غير توطين النفس عليه ولا يغير حكمه، وليس كذلك الارادة لانها تقدمت فكانت عما توطن النفس على الفعل فإذا صحبت الفعل غيرت حكمه، وليس كذلك الغضب، وأيضا فإن المغضوب عليه من نظير المراد وهو مستقل.
1548 - الفرق بين الغضب والاشتياط: (191) .
1549 - الفرق بين الغضب والحرد: (718) .
1550 - الفرق بين الغضب والسخط: أن الغضب يكون من الصغير على الكبير ومن الكبير على الصغير والسخط لا يكون إلا من الكبير على الصغير يقال سخط الامير على الحاجب ولا يقال سخط الحاجب على الامير ويستعمل الغضب فيهما، والسخط إذا عديته بنفسه فهو خلاف الرضا يقال رضيه وسخطه وإذا عديته بعلى فهو بمعنى الغضب تقول سخط الله عليه إذا أراد عقابه.
1551 - الفرق بين الغضب والغيظ: (1575) .
1552 - الفرق بين الغضب الذي توجبه الحمية والغضب الذي توجبه الحكمة: أن الغضب الذي توجبه الحمية إنتقاض الطبع بحال يظهر في تغير الوجه، والغضب الذي توجبه الحكمة جنس من العقوبة يضاد الرضا وهو الغضب الذي يوصف الله به.
1553 - الفرق بين الغطاء والحجاب والستر: (694) .

(1/386)


1554 - الفرق بين الغطاء والستر: (1081) .
1555 - الفرق بين الغطاء والغشاء: (1545) .
1556 - الفرق بين الغفران والستر: أن الغفران أخص وهو يقتضي إيجاب الثواب.
والستر سترك الشئ بستر ثم استعمل في الاضراب عن ذكر الشئ فيقال ستر فلان على فلان إذا لم يذكر ما اطلع عليه من عثراته وستر الله عليه خلاف فضحه ولا يقال لمن يستر عليه في الدنيا إنه غفر له لان الغفران ينبئ عن إستحقاق الثواب على ما ذكرنا ويجوز أن يستر في الدنيا على الكافر والفاسق.
1557 - الفرق بين الغفران والصفح: أن الغفران ما ذكرناه (1) .
والصفح التجاوز عن الذنب من قولك صفحت الورقة إذا تجاوزتها وقيل هو ترك مؤاخذة المذنب بالذنب وإن تبدي له صفحة جميلة ولهذا لا يستعمل في الله تعالى.
1558 - الفرق بين الغفران والعفو: أن الغفران يقتضي إسقاط العقاب وإسقاط العقاب هو إيجاب الثواب فلا يستحق الغفران إلا المؤمن المستحق للثواب، وهذا (2) لا يستعمل إلا في الله فيقال غفر الله لك
ولا يقال غفر زيد لك إلا شاذا قليلا والشاهد على شذوذه أنه لا يتصرف في صفات العبد كما يتصرف في صفات الله تعالى، ألا ترى انه يقال إستغفرت الله تعالى ولا يقال إستغفرت زيدا.
والعفو يقتضي
__________
(1) في العدد: 1556.
(2) " لهذا خ ل ".
(*)

(1/387)


إسقاط اللوم والذم ولا يقتضي إيجاب الثواب، ولهذا يستعمل في العبد فيقال عفا زيد عن عمرو وإذا عفا عنه لم يجب عليه إثابته، إلا أن العفو والغفران لما تقارب معناهما تداخلا واستعملا في صفات الله جل إسمه على وجه واحد فيقال عفا الله عنه وغفر له بمعنى واحد، وما تعدى به اللفظان يدل على ما قلنا وذلك أنك تقول عفا عنه فيقتضي ذلك إزالة شئ عنه وتقول غفر له فيقتضي ذلك إثبات شئ له.
1559 - الفرق بين قوله لا يغفر أن يشرك به وقوله لا يغفر الشرك به: فيما قال علي بن عيسى: إن لا تدل على الاستقبال وتدل على وجه الفعل في الارادة ونحوها إذا كان قد يريد الانسان الكفر مع التوهم أنه إيمان كما يريد النصراني عبادة المسيح ويجوز إرادته أن يكفر مع التوهم أنه إيمان.
والفرق من جهة اخرى أن المصدر لا يدل على زمان وان يفعل على (1) يدل على زمان ففي قولك إن مع الفعل زيادة ليست في الفعل.
1560 - الفرق بين الغفلة والسهو: أن الغفلة تكون عما يكون، والسهو يكون عما لا يكون تقول غفلت عن هذا الشئ حتى كان ولا تقول سهوت عنه حتى كان لانك إذا سهوت عنه لم يكن ويجوز أن تغفل عنه ويكون، وفرق آخر أن الغفلة تكون عن فعل الغير تقول كنت غافلا عما كان من فلان ولا يجوز أن يسهى عن فعل الغير.
1561 - الفرق بين الغفلة والسهو (2) : قيل: السهو عدم التفطن للشئ مع بقاء صورته أو معناه في الخيال أو الذكر بسبب اشتغال النفس
__________
(1) هكذا في الاصل، ولعلها زائدة راجع الرقم 1189.
(2) السهو والغفلة في الكليات 3: 25.
التعريفات (الغفلة 168) .
المفردات (غفل 453) .
الفرائد: 134.
(*)

(1/388)


والتفاتها إلى بعض مهماتها.
والغفلة: عدم حضور الشئ في البال بالفعل.
فهي أعم من السهو ولما كان ذلك من لواحق الفوى الانسانية كان مسلوبا عن الملائكة.
(اللغات) .
1562 - الفرق بين الغفلة والنسيان (1) : الغفلة: عبارة عن عدم التفطن للشئ وعدم عقليته بالفعل، سواء بقيت صورتها أو معناه في الخيال، أو الذكر، أو انمحت عن أحدهما.
وهي أعم من النسيان، لانه عبارة عن الغفلة عن الشئ مع انمحاء صورته أو معناه عن الخيال، أو الذكر، بالكلية، ولذلك يحتاج الناسي إلى تجشم كسب جديد وكلفة في تحصيله ثانيا.
كذا حققه بعض المتأخرين.
(اللغات) .
1563 - الفرق بين الغلبة والقدرة: أن الغلبة من فعل الغالب وليست القدرة من فعل القادر يقال غلب خصمه غلبا كما تقول طلب طلبا وفي القرآن " وهم من بعد غلبهم سيغلبون " (2) وقولهم الله غالب من صفات الفعل، وقولنا له قاهر من صفات الذات، وقد يكون من صفات الفعل وذلك أنه يفعل ما يصير به العدو مقهورا، وقال علي بن عيسى: الغالب القادر على كسر حد الشئ عند مقاومته باقتداره،
والقاهر القادر على المستعصب من الامور.
1564 - الفرق بين الغلبة والقهر: أن الغلبة تكون بفضل القدرة وبفضل العلم
__________
(1) الغفلة والنسيان.
في الكليات (الغفلة 3: 26 والنسيان 3: 25 و 143) .
في المفردات (الغفلة 543 والنسيان 748) .
والتعريفات: 260.
والفرائد: 235.
(2) الروم 30: 2.
(*)

(1/389)


يقال قاتله فغلبه وصارعه فغلبه وذلك لفضل قدرته وتقول حاجه فغلبه ولاعبه بالشطرنج فغلبه بفضل علمه وفطنته، ولا يكون القهر إلا بفضل القدرة، ألا ترى أنك تقول ناوأه فقهره ولا تقول حاجه فقهره ولا تقول قهره بفضل علمه كما تقول غلبه بفضل علمه.
1565 - الفرق بين الغلط والخطأ: أن الغلط هو وضع الشئ في غير موضعه ويجوز أن يكون صوابا في نفسه، والخطأ لا يكون ثوابا على وجه، مثال ذلك أن سائلا لو سأل عن دليل حديث الاعراض فاجيب بأنها لا تخلو من المتعاقبات ولم يوجد قبلها كان ذلك خطأ لان الاعراض لا يصح ذلك فيها، ولو اجيب بأنها على ضربين منها ما يبقى ومنها ما لا يبقى كان ذلك غلطا ولم يكن خطأ لان الاعراض هذه صفتها إلا أنك قد وضعت هذا الوصف لها في غير موضعه، ولو كان خطأ لكان الاعراض لم تكن هذه حالها لان الخطأ ما كان الصواب خلافه وليس الغلط ما يكون الصواب خلافه بل هو وضع الشئ في غير موضعه، وقال بعضهم الغلط أن يسهى عن ترتيب الشئ وإحكامه والخطأ أن يسهى عن فعله أو أن يوقعه من غير قصد له ولكن لغيره.
1566 - الفرق بين الغم والاسف والحسرة: (737) .
1567 - الفرق بين الغم والهم: (2262 - 2263) .
1568 - الفرق بين الغنيمة والفئ (1) : الغنيمة: ما أخذ من أموال أهل
__________
(1) الغنيمة والفئ.
في الكليات (الغنيمة 3: 306 والفئ 3: 317) .
والمفردات 585.
- والتعريفات (الغنيمة: 168 والفئ الصواب 177) .
والفرائد: 237.
(*)

(1/390)


الحرب من الكفار بقتال، وهي للمسلمين هبة من الله عزوجل لهم.
والفئ: ما اخذ بغير قتال، وهو خاص للنبي صلى الله عليه وآله، ومن بعده للامام.
وهو المروي عن الائمة عليهم السلام.
فلا عبرة بقول من قال: هما واحد (1) .
(اللغات) .
1569 - الفرق بين الغنيمة والفئ: أن الغنيمة إسم لما اخذ من أموال المشركين بقتال، والفئ ما اخذ من أموالهم بقتال وغير قتال إذا كان سبب أخذه الكفر ولهذا قال أصحابنا إن الجزية والخراج من الفئ.
1570 - الفرق بين الغنيمة والنفل: (2213) .
1571 - الفرق بين الغنى والجدة واليسار: (613) .
1572 - الفرق بين غني بالمكان وأقام بالمكان: (247) .
1573 - الفرق بين الغيث والمطر (2) : الغيث: المطر الذي يغيث من الجدب.
وكان نافعا في وقته.
والمطر: قد يكون نافعا وقد يكون ضارا في وقته، وفي غير وقته، قاله الطبرسي.
(اللغات) .
1574 - الفرق بين الغيظ والغضب (3) : قد فرق بينهما بأن الغضب ضد الرضا، وهو إرادة العقاب المستحق بالمعاصي.
__________
(1) العبارة من ط فقط.
(2) الغيث والمطر.
في الكليات (3: 313) .
المفردات 713.
الفرائد: 239.
(3) الغضب والغيظ.
في الكليات (الغيظ 3: 269 و 309، والغضب 3: 309) .
والمفردات (الغيظ: 553 والغضب 542) .
والتعريفات (الغضب: 168) .
والفرائد: 239.
(*)

(1/391)


والغيظ: هيجان [22 / ب] الطبع بكثرة (1) ما يكون من المعاصي، ولذلك يقال: (غضب الله على الكفار) ، ولا يقال: اغتاظ منهم.
وعرف الغزالي وغيره الغضب بأنه: غليان دم القلب لطلب الانتقام.
وعلى هذا فالغيظ والغضب مترادفان، ويكون إطلاق الغضب عليه - تعالى - باعتبار غاية الغاية كأكثر الصفات، فإنها باعتبار الغايات لا المبادي.
(اللغات) .
1575 - الفرق بين الغيظ والغضب: أن الانسان يجوز أن يغتاظ من نفسه ولا يجوز أن يغضب عليها وذلك أن الغضب إرادة الضرر للمغضوب عليه ولا يجوز أن يريد الانسان الضرر لنفسه، والغيظ يقرب من باب الغم.
1576 - الفرق بين الغيوب والافول: (246) .
1577 - الفرق بين الغي والضلال: أن أصل الغي الفساد ومنه يقال غوى الفصيل إذا بشم من كثرة شرب اللبن وإذا لم يرو من لبن امه فمات هزلا.
فالكلمة من الأضداد، وأصل الضلال الهلاك ومنه قولهم ضلت الناقة إذا هلكت بضياعها وفي القرآن " أءذا ضللنا في الارض " (2) أي هلكنا بتقطع أوصالنا فالذي يوجبه أصل الكلمتين أن يكون الضلال عن الدين أبلغ من الغي فيه ويستعمل الضلال أيضا في الطريق كما يستعمل في الدين فيقال ضل عن الطريق إذا فارقه ولا يستعمل الغي إلا في الدين خاصة فهذا فرق آخر وربما استعمل
الغي في الخيبة يقال غوى الرجل إذا خاب في مطلبه وأنشد قول
__________
(1) في خ: لكثرة.
(2) السجدة 32: 10.
(*)

(1/392)


الشاعر: فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره * ومن يغو لا يعدم على الغي لائما وقيل أيضا معنى البيت أن من يفعل الخير يحمد ومن يفعل الشر يذم فجعل من المعنى الاول ويقال أيضا ضل عن الثواب ومنه قوله تعالى " كذلك يضل الله الكافرين " (1) والضلال بمعنى الضياع يقال هو ضال في قومه أي ضائع ومنه قوله تعالى " ووجدك ضالا فهدى " (2) أي ضائعا في قومك لا يعرفون منزلتك ويجوز أن يكون ضالا أي في قوم ضالين لان من أقام في قوم نسب إليهم كما قيل خالد الحذاء لنزوله بين الحذائين وأبو عثمان المازني لاقامته في بني مازن لم يكن منهم، وقال أبو علي رحمة الله: " ووجد ضالا فهدى " (3) أي وجدك ذاهبا إلى النبوة فهي ضالة عنك كما قال تعالى " أن تضل إحداهما " (4) وإنما الشهادة هي الضلالة عنها وهذا من المقلوب المستفيض في كلامهم ويكون الضلال الابطال ومنه " أضل أعمالهم " (5) أي أبطلها، ومنه " ألم يجعل كيدهم في تضليل " (6) ويقال ضللني فلان أي سماني ضالا، والضلال يتصرف في وجوه لا يتصرف الغي فيها.
1578 - الفرق بين الغي والفساد: أن كل غي قبيح ويجوز أن يكون فساد ليس بفبيح كفساد التفاحة بتعينها ويذهب بذلك إلى أنها تغيرت عن الحال التي كانت عليها، وإذا قلنا فلان فاسد إقتضى ذلك أنه فاجر وإذا قلت إنه غاو إقتضى فساد المذهب والاعتقاد.
__________
(1) غافر 40: 74.
(2 و 3) الضحى 93: 7.
(4) البقرة 2: 282.
(5) محمد 47: 1.
(6) الفيل 105: 2.
(*)

(1/393)


1579 - الفرق بين الغواية والضلال (1) : قال النيسابوري * عند تفسير قوله تعالى: " ما ضل صاحبكم وما غوى " (2) : الظاهر أن الضلال أعم، وهو أن لا يجد السالك مقصده طريقا أصلا.
والغواية: أن لا يكون المقصد طريقا، فكأنه - سبحانه - نفى الاعم أولا، ثم نفى عنه الاخص، ليفيد أنه على الجادة، غير منحرف عنها أصلا.
(اللغات) .
__________
(1) الضلال والغواية.
- في الكليات (الضلال 3: 129، 143 والغواية 3: 43) .
- ومفردات الراغب (الضلال 440، والغواية 551) .
- والتعريفات (الضلالة: 143) .
- والفرائد: 655.
(*) هو الحسن بن محمد بن الحسين القمي النيسابوري، نظام الدين، ويقال له الاعرج، مفسر له اشتغال بالحكمة والرياضيات.
أصله من بلدة (قم) منشؤه وسكنه في نيسابور.
من كتبه (غرائب القرآن ورغائب الفرقان) طبع في ثلاثة مجلدات، ويعرف بتفسير النيسابوري ألفه سنة 828.
(2) النجم 53: 2.
(*)

(1/394)