إصلاح المنطق

باب: الفَعَالة والفُعُولة
أبو زيد: فسل الرجل يفسل فَسَالة وفُسُولة, ورجل فَسْل من قوم فُسَلاء وأَفْسال وفُسُول, ورذل يرذل رَذَالة ورُذُولة، وهو رجلٌ رَذْلٌ من قوم رُذُول وأَرْذال ورُذلاء, أبو عمرو: يقال: وَقَاحٌ بيِّن الوُقُوحة والوَقَاحة, الأصمعي: فارسٌ على الخيل بيِّن الفُرُوسة والفَرَاسة, وهو فارس النظر بيِّن الفِراسة, ومنه: اتقوا فِرَاسة المؤمن, ولحية كثة بيِّنة الكَثَاثة والكُثُوثة, ورجل جَلْدٌ بيِن الجَلَادة والجُلُودة.
أبو زيد: الجَثْلُ: الكثير من الشَّعْر، ومِثْله الوَحْفُ، والوَحْفُ أحسنهما؛ والاسم الجُثُولة والجَثَالة، والوُحُوفة والوَحَافة.

(1/87)


باب: الفَعَالة والفِعَالة بمعنى واحد
أبو زيد: الجِدَاية والجَدَاية: الغَزَال الشادن, قال الراجز1:
لقد صبحت حَمَل بن كَوْز ... عُلالة من وَكَرى أبوز
يُريح بعد النَّفَس المحفوز ... إِرَاحة الجَدَاية النَّفُوز
__________
1 هو جران العود كما عند التبريزي.

(1/87)


وَهِي القَفُوزُ, والأَبُوز: التي تَأْبزُ، وهي التي تعدُو عَدْوًا شَدِيدًا, الفراء: يقال: دليل بيِّن الدَّلَالة والدِّلَالة, وهي المَهَارة والمِهَارة، من مَهَرتُ الشيءَ, والوِكَالة والوَكَالة, والجِنَازةُ والجَنَازةُ, والوِصَايةُ والوَصَايةُ, والجِرَايةُ والجَرَايةُ, والوِقَاية والوَقَاية, والوِلَاية والوَلَاية في النُّصرة, يقال: هم على وَلَاية جميعاً, وقد نوت [الناقة] تَنْوي نِوَاية ونَوَاية إذا سمنت, وحكى أبو عمرو عن بعضهم: الوَزَارة بالفتح، والوِزَارة الكَلَام, الكسائي: الرِّطَانةُ والرَّطَانة: المراطنةُ, الأصمعي: هي البِدَاوةُ والحِضَارةُ, وأنشد:
فمن تكن الحِضَارة أعجبتهُ ... فأي رجال باديةٍ تَرَانا 1
أبو زيد: هي البَدَاوة والحَضَارة, الكسائي: هي الرِّضَاعة والرَّضَاعة, يقال: ما أحب إليَّ خلة فلان، يعني مودته ومؤاخاته، وخِلَالته وخَلَالتهُ وخُلُولته، مصدر خَلِيل, وأَنْشَدَنا أبو الحَسَنِ:
وكيف وِصَالك من أصبحت ... خَلَالته كأبي مرحب
__________
1 للقطامي, كما عند: التبريزي.

(1/88)


باب: الفِعَالة والفُعَالة
أبو عمرو: يقال: دِوَاية اللبن، وقال بعضهم: دُوَايةٌ، وهي الجُليدةُ الرَقِيقة التي تعلو اللَّبن الحليب إذا بَرَد, يقال: لَبْنُ مُدَوٍ, وقد ادَّويتُ الدُّوَاية إذا أَخَذت ذاك, وخَفَرتُهُ خُفَارة وخِفَارة, الفراء: يقال: رِغَاوةُ اللبن ورُغَاوتُه ورُغَايتهُ, قال: ولم أسمع رِغَاية, ويقال: هي الفُتَاحة والفِتَاحةُ، من المُفَاتحة، وهي المُحَاكَمَة, وأنشد:
ألا أبلغ بني عمرو رسولاً ... فإني عن فُتَاحَتِكم غنيُّ
أبو عبيدة: يقال: أتيته مُلَاوة من الدَّهْر ومِلَاوة ومَلَاوة، ثلاث لغات، أي حِيْنًا من الدهر, الكسائي: يقال: هي البِشَارة والبُشَارةُ, قال الكسائي: وقال البكري: الزُّوَارة يريد الزِّيَارة,

(1/88)


باب: الفُعَالة والفَعَالَة
الفراء: يقال: في صوته رُفَاعة ورَفَاعة، إذا كان رَفِيع الصَّوْت, أبو عبيدة عن يُونس: تقول العرب: عليه طُلَاوة وطَلَاوة للحُسْن والقَبُول.

(1/89)


باب: فَعْلَة وفُعْلَة
الكسائي: يقال: إن بني فلان لَفِي دُوْكَة ودَوْكَة، يعنون خُصُومة وشراً, ويقال: أعطني مُكْلَة رَكِيَّتك ومَكْلَة رَكِيتك، ومعناه جُمَّةُ الركية، وهو إذا اجتمع ماؤها, فلم يستقَ منها أياماً، وأيام رفع ونصب، فَأَوَّل ما يُستقى منها المِكَلة, أبو عمرو: الكِفَأة من الإبل والكَفْأَة، يقال: نتج فلان إبلهُ كَفْأةً وكُفْأَة، وهو أن يفرق إبله فَرْقتين, فيضرب الفحل العام إحدى الفرقتين, ويَدَع الأُخْرَى, فَإِذا كان العامُ المقبل أرسل الفحلَ في الفرقة التي لم يكن أضربها الفحل في العام الماضي, وترك التي كان أضربها الفحلُ في العام الماضي؛ لأن أفضل النتاج أن يُحمل على الإبل الفُحُولةُ عاماً, ويُترك عاماً, وأنشدني لذي الرمة:
تَرَى كُفْأَتيها تُنفضان ولم يجد ... لها ثيل سقبٍ في النتاجين لامس
يعني أنها نتجت إناثاً كلها, وأنشد لكعب بن زهير:
إذا ما نتجنا أربعاً عام كَفْأَة ... بغاها خَنَاسِيْرًا وأهلك أربعاً
والخَنَاسِيْر: الهلاك, الفراء: يقال: جُهْمَة من الليل وجَهْمَة, قال: وأنشدني الكسائي:
قد أَغْتَدي بفتيةٍ أَنْجَاْب ... وجُهْمَةُ الليل إلى ذَهَاب
وقال الأسود:
وَقَهوة صَهْباء باكرتُها ... بجُهْمَة والديك لم ينعب
وقال أبو زيد: هي أول مَآَخير الليل, الفراء: يُقال: هي النُّدْأَةُ، والنَّدْأَةُ: الهَالةُ

(1/89)


الدّارَةُ التي حول القَمَر, والنُّدْأةُ: قَوْسُ قُزَح, أبو زَيْد: هي لَحْمَةُ الثَّوْب ولُحْمَةٌ - وحكى عن بعضهم: جلسنا في بَقْعَة طيبة، وأقمت بَرْهة من الدهر, والكلام بُقعة وبُرْهَة, قال: وسمعتُ بعض العرب تقول: جلست نُبْذةً, وقال آخر: جلست نَبْذَة, أي ناحية, وحَوْبة الرجُل: أُمُّهُ, وقال بعضهم: حُوْبَة.
ويقال: عنده نُدْهَةٌ ونَدْهَةٌ من صامت أو ماشيةٍ، وهي العشرون من الإبل أو نحو ذلك، والمائة من الغنم أو قرابتها، ومن الصَّامت الألف أو نحوه.
الفراء: يُقال: هي البُلْجَة والبَلْجَة, وخرجنا بسُدْفَة من الليل وسَدْفة, وشُدْفَة وشَدْفة, ودُلْجَة ودَلْجة, وهو ينامُ الصُّبْحَة والصَّبْحة, ويقال: هو عالم ببُجُدَةِ أمرك، مضمومة الباء والجيم, ويقال: ببَجْدَة أمرك، مضمومة الباء ساكنة الجيم, وبَجْدَةٍ أمرك، مفتوحة الباء ساكنة الجيم, يقول: بدَخِيلة أمرك، ويُقال: عنده بَجْدةُ ذاك، أي علم ذلك, ويقال: لك فُرْحَة إن كنت صادقاً، وفَرْحَةٌ, ويقال: هو العبدُ زَلْمةً وزُلْمَةً، أي قَدُّه قد العبد.
يُونُس: يقال: الحرب خَدْعة وخُدْعَة, اللحياني: يقال: خَطْوة وخُطْوَة ٌ, وحَسْوةٌ وحُسْوَةٌ, وغَرْفةً وغُرْفَة، أي الجُرْعَة, وجَرْعةٌ وجُرْعَةٌ, ونَغْبةٌ ونُغْبَة, مثل جُرْعَةٍ, وكذلك عجبت عَجْبة وعُجْبَة, ولحستُ من الإناء لَحْسة ولُحْسَة, وسرينا سَرْية من الليل وسُرْيَة.
وفرق الفراء, ويونس هذا، فقال يونس: غَرَفتُ غَرْفة واحدة، وفي الإناء غُرْفَة, وحسوت حَسْوة واحدة، وفي الإناء حُسْوَة واحدة, وقال الفراء: خَطَوت خَطْوة، والخُطْوَة: ما بين القدمين.
قال أبو يوسف: أخبني محمد بن سلام الجمحي قال: سَأَلت يونس عن قول الله جل وعز: {كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً} [الحشر: الآية7] فَقَال: قال أبو عَمْرو بن العلاء: الدُّوْلَة في المال والدَّوْلة في الحرب, قال: وقال عيسى بن عمر: كلتاهُما تكون في الحرب والمال سَوَاء, قال: وقال: أما أنا فوالله ما أدري ما بينهما.

(1/90)


باب: فِعْلةٍ وفُعْلَةٍ
أبو عمرو: سِرْوةٌ وسُرْوَةٌ من السِّهَام، وهي النِّصَالُ القِصَارُ, وهو جَافٍ بيِن

(1/90)


الجِفْوَة والجُفْوَة, وحكى: إنها لذات كَدْنة، وكُدْنَة، أي ذات غِلَظ ولَحْم, وقال: العِدْوة والعُدْوَة: المكان المرتفع, وقال غيرُ أبي عمرو: عِدْوةُ الوادي وعُدْوَتهُ: جانبهُ, الفراء: يقال: فيه غِلْظةٌ وغُلْظَة, ويقال: رِفْقة، ورُفْقَة، لغة قيس وتميم, ورِحْلةٌ ورُحْلَةٌ, وقال أبو عمرو: الرِّحْلةُ: الارتحالُ، والرُّحْلَة: الوجهُ الذي تريده, تقول: أنتم رُحْلَتي, أبو زيد نحو منه, وهي الشِّقَّة والشُّقَّة، للسفر البعيد.
ويقال: كُنْيَة وكُنَىً، وكِنْيَة وكِنَىً, ويقال: جُبْيَة وجِبْية وجُبَىً وجِبَىً, ومُرْيَة ومِرْية، من مَرَيت الناقة، إذا مَسَحت ضَرْعها لتدر, والمَرْية من الشك, ومِرْية الناقة مكسور, وقال أبو عبيدة: يقال: مُرْية ومِرْية من الشك, ومِرْية الناقة مكسورة وهي دِرَّتها, وكذلك مِرْية الفرس, وهو أن تَمْرِيَه بساق أو بسوط أو بزجر، مكسور لا غير.
الكسائي: يقال: كِسْوةٌ وكُسْوَةٌ، وإِسْوةٌ وأُسْوَةٌ، ورِشْوة ورُشْوَةٌ، وقِدْوة وقُدْوَة، ومِدْية ومُدْيَة للسِّكِين, أبو عبيدة: رِشْوةٌ ورِشًا ورُشْوَةٌ ورُشًا، وقوم يكسرون أولها, فيقولون: رِشْوةٌ، فإذا جمعوها ضموا أولها فقالوا: رُشًا، فيجعلونها لغتين, وقوم يضمون أولها, فإذا جمعوا كسروا أولها فقالوا: رِشًا مكسوراً، وكذلك حَبْوةٌ وجماعها حِبًا مكسور الأول، وقوم يقولون: حِبْوةٌ، فإذا جمعوا قالوا: حُبًا.
ابن الأعرابي: يقال: نِسْبة ونُسْبَة، وخُفْيَة وخِفْية, اللحياني: يُقال: حَظِي فلان حِظْوَة وحُظْوَةً وحِظَة, ويقال: لي بك قِدْوةٌ وقُدْوَةٌ وقِدَةٌ, ويقال: داري حِذْوةَ دراك، وحُذْوَة دراك، وحِذَة دارك, ويقال: نِسْوةً ونُسْوَة، وخُصْيَة وخِصْية, أبو عبيدة: يقال: خُصْيَة ولم أسمع خِصْية, قال: وسمعتُ خُصْيَاهُ، ولم يقولوا: خُصْيٌ للواحد, اللحيانيّ: يقال للغِيبة، الإِكْلةُ والأُكْلَةُ, و {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} و {عَلَى إِمَّةٍ} [الزخرف: 23] , ويقال: أخرج حِشْوة الشاة وحُشْوَتَهَا، أي جَوْفها, أبو زيد: يقال: فُلَان لا إِمَّة له، أي لا دين له، ويقال أيضاً: ليس له أُمَّةٌ بالضم.
الفراء: يقال: مُنْيَة الناقة ومِنْيتها، وهي الأيام التي يُستبرأ فيها لقاحُها من حِيَالها, ويقال: ذِرْوةٌ وذُروَةٌ، وإِخْوةٌ وأُخْوَةٌ, أبو عُبيدة: يقال: جِذْوةٌ من النار وجُذْوَة, أبو عمرو: الجِثْوة والجُثْوَةُ: الحِجَارة المَجْموعةُ، وهي جُثَى الحرمِ وِجثي الحرم.

(1/91)


باب: فَعْلة وفُعْلَة وفِعْلة
الفراء: يقال: جَثْوةُ وجُثْوَة وجِثْوة, ابن الأعرابي: يقال: جَذْوةٌ وجُذْوَةٌ وجِذْوةٌ, وهي الوَجْنَة, قال الفراء: حكى الكسائي: وُجْنَةٌ وأُجْنَة ووَجْنةٌ عن أهل اليمامة, قال الفراء: وسمعت من بعض كلب: وِجْنةٌ ووَجِنَةٌ، لبعض العرب بكسر الجيم وفتح الواو, وقال: سَمِع الكسائي: شاةٌ لِجْبَة ولُجْبَة ولَجْبَة, ويقال أَلْوة وأُلْوَة وإِلْوَةٌ، لليمين, وهي رِغْوَةٌ اللبن ورُغْوَةٌ ورَغْوة، وهي رِبْوة ورُبْوَة ورَبْوَةٌ.
أبو عبيدة وابن الأعرابي: يقال: أوطأته عَشْوة وعِشْوة وعُشْوَة, وغِلْظة وغَلْظة وغُلْظَة, الفراءُ عن الكسائي: يقال: كلمتهُ بحَضْرَة فلان, وبعضهم يقول: بحُضْرَة وحِضْرة, وكلهم يقول: بحَضَر فلان, أبو عبيدة: يقال: صِفْوة مالي وصُفْوَة مالي وصَفْوة مالي، فإذا تركوا الهاء قالوا: صَفْو مالي، ففتحوا لا غير.

(1/92)


باب فَعْلة وفِعْلَةٍ
أبو عمرو: يقال للعقاب: لَقْوة ولِقْوة, واللَّقْوة بالفتح: التي تسرع اللَّقْح من كل شيء, ويقال للَأَمة: إنها لحَسَنةُ المَهْنة والمِهْنة، أي الحَلْب، وقد مَهَنت تَمْهنُ مَهْنًا, أبو عبيدة: هي الطِّسَّة والطَّسَّةُ, والطَسْتُ معروف في كلامهم, الفراء: هو يأكل الحِيْنة، والحَيْنةُ لأهل الحجاز، أي وَجْبَة في اليوم, الكسائي: يقولون: إنه لبعيد الهِمَّة والهَمَّة، معروف في كلامهم, أبو عبيدة: يقال: قوم شُجْعةٌ وشَجْعَةٌ للشجعاء, ويقال: لفلان في بني فلان حَوْبَةٌ, وبعضهم يقول: حِيْبة، فتذهب الواو إذا انكسر ما قبلها، وهي الأُمُّ أو الأخت أو البِنْتُ، وهي في موضع آخر الهمُّ والحاجة, قال الفرزدق:
لحُوْبَة أم ما يسوغ شرابها1
__________
1 صدره عند التبريزي: فهب لي خيسًا واحتسب فيه منَّةً.

(1/92)


وقال أبو كَبِير:
ثم انصرفتُ, ولا أبثك حِيْبَتِي ... رَعِشَ العظام أطيش مشى الأصور

(1/93)


باب: فُعْلَة وفُعُلَة
أبو عبيدة: يقال: ظُلْمَةٌ، مضمومة الأول ساكنة الثاني, وبعضهم يضم الثاني من حروفها, يقول: ظُلُمة, وكَذَلِكَ الحُلْبَة والحُلُبة, والهُدْبَة والهُدُبة, ويقال: جُبْنٌ وجُبُنة، بضم الجيم والباء وتسكينها أيضاً, وبعضهم يضم الجيم والباء ويثقل النون فيقول: جُبُنٌّ وجُبُنَّةٌ، وبعضهم يضم أولها ويسكن ثانيها, ويقال: في هذا رُخْصَةٌ ورُخُصَةٌ، بضمتين, ويقال في المُذَكر: قُفْل وقُفُل, وغُفْل وغُفُلٌ, ويُقَال: إذا أقبل قُبْلَك سكت، مضمومة القاف وساكنة الباء، وإن شئت قلت: قُبُلك، فَضَمت القاف والباء.

(1/93)