إصلاح المنطق

باب: مَفْعَلَة ومَفْعُلَة
أبو عمرو: المَأْربة والمأرُبةُ، الحَاجَةُ, قال الأموي: ومثلٌ من الأمثال يقال: مَأْرَبَة لا حَفَاوةٌ, للرجل إذا كان يتملقك، أَيْ إنما حاجتك إلي لا حَفَاوةٌ, وهي المَأْدَبَة [والمَأْدُبَة] للطعام يدعو إليه الرجل إخوانه, يقال: قد أَدَب يأدب أَدْبًا, الأصمعي: يقال: إن لي مَحْرُمَات فلا تهتكها، واحدتها مَحْرَمَة ومَحْرُمَةٌ، مثل مَشْرَقَة ومَشْرُقَة، ومَزْرَعَة ومَزْرُعَة، ومَفْخَرَة ومَفْخُرَة، ومَقْبَرَة ومَقْبُرَة, وهو المَقْبَري والمَقْبُري.
الفراء: يقال: مَشْرَقَة ومَشْرُقَة ومَشْرِقَة، وهي المَقْدِرَة والمَقْدُرَة والمَقْدَرَة, وكذلك [قال] الكسائي, قال: يقال: مَخْرُؤَةٌ ومَخْرَأَةٌ, ويقال: عبدُ مَمْلَكَةٍ، ومَمْلُكَةٍ، إذا مُلِكَ ولم يُملك أبواه, أبو عبيدة: يقال: فلان لئيم المَقْدِرَة، فيفتحون الأول ويُسكنون الثاني ويضمون الثالث، وبعضهم يفتح الأول ويسكن الثاني ويفتح الثالث، فيقول: المَقْدَرَة, وعلى هذا المثال يعملون بما كان من هذا الباب نحو مَزْرَعَةٍ ومَقْبَرَةٍ ومَشْرَقَة، غير أنهم قالوا: مَكْرُمَةٌ ليس غيرها.

(1/93)


ويُقَال: ما عندك مُعَونة ولا مَعَانة ولا عَوْن, ويقال: ما بين فلان وفلان مَقْرُبَة وقَرَابة وقُرْبَ وقُرْبَى, ويقال: مَعْرَكَة ومَعْرُكَة, أبو عمرو: المَقْنَأَة والمَقْنُؤَة: المكان الذي لا يطلع عليه الشمس, وقال غير أبي عمرو: مَقْناة ومَقْنُوة, غير مهموز, الأحمر: مَأْكَلَة ومَأْكُلَة، ومَزْبَلَة ومَزْبُلَة، ومَبْطَخَة ومَبْطُخَة.

(1/94)


باب: مَفْعِلَة ومَفْعَلَة
الفراء: يقال: علق مَضِنَّة ومَضَنَّة, وأرض مَضِلَّة ومَضَلَّة, وهي مَضْرَبَة السيف ومَضْرِبَة, ومَعْتِبَة ومَعْتَبَة, ولا تلثوا بدار مَعْجِزَة ومَعْجَزَة, أبو عمرو: يقال: أرض مَهْلِكَة ومَهْلَكَة, يونس: يقولون: أخذتني منه مَذِمَّة ومَذَمَّة.

(1/94)


باب: مِفْعَلَة ومَفْعَلَة
أبو عمرو: مِبْناة ومَبْناة، للنِّطْع, ومِثْنَاةٌ ومَثْنَاةٌ، للحبل, الفراء، يقال: مِرْقَاة ومَرْقَاة.

(1/94)


باب: مُفْعَل ومِفْعَلٍ
الفراء: يقال: مُغْزَل ومَغْزَل, وحكى الكسائي: مَغْزَل, وقال غيره: لا يقال: مَغْزَل، إنما يقال: مَغْزَل من الغَزَل, أنشدنا يعقوب والطوسي جميعاً:
تقول له العبري المصاب حليلها ... أبا مالك هل في الظعائن مَغْزَلُ
قال الفراء: وقد استثقلت العرب الضَّمَّة في حروف فكسرت ميمها, وأصلها الضم, من ذلك: مِصْحَف ومِخْدَع ومِطْرَف ومِغْزَل ومِجْسَد؛ لأنها في المعنى مأخوذة من أُصْحِف: جمعت فيه الصُّحُف، وأُطرِف: جُعل في طرفيه العَلَمان، وأُجسِد: أُلصِق بالجَسَد, وكذلك المَغْزَل إنما هو أدير وفُتل.

(1/94)


وقال غيره: المُجْسَدُ ما أُشبع صِبْغه من الثِّيَاب، والجمع مَجَاسد, والمِجْسَد بكسر الميم: الذي على الجَسَد من الثِّيَاب, أبو زيد قال: تميم تقول: المِغْزَل [والمِصْحَف] والمِطْرَف, وقيس تقول: المُغْزَل والمُصْحَف والمُطْرَف.

(1/95)


باب: مَفْعِل ومَفْعَل
أبو زيد: يقال للسيف: مَقْبِض ومَقْبَض, وله مَضْرِب ومَضْرَب, وقالوا: هو المَسْكِن، وأهل الحجاز يقولون: مَسْكَن, ويقال: هو المَنْسِك، وقال العدوي: هو المَنْسَك.
وقالوا: مَنْسَج الثوب حيث يَنْسجونه وهو المَنَاسِج، ومَغْسَل الموتى وهي المَغَاسل, وقال بعضهم: مَنْسِج الثوب ومَغْسِل الموتى, قال الفراء: كل ما كان على فَعَل يفعِل فالمَفْعِل منه إذا أردت الاسم مكسور، وإذا أردت المصدر فهو المَفْعَل بفتح العين، نحو المَدِبِّ والمَدَب والمفِرِّ والمَفَر, فإذا كان يفعَل مفتوح العين آثرت العرب فيه مَفَعَلَ بفتح العين، اسماً كان أو مَصْدرًا, وربما كسروا العين في مَفْعِلٍ إذا أرادوا به الاسم، وليس بالكثير, فإذا كان يفعُل مضموم العين مثل: دخل يدخُل وخرج يخرُجُ آثرت العرب في الاسم والمصدر فتح العين, قالوا: دخل يدخل مَدْخَلا وهذا مَدْخَله، وخرج يخرج مَخْرَجًا، وهذا مَخْرَجُه، إلا أحرفاً من الأسماء ألزموها كسر العين, من ذلك: المَسْجِدُ، والمَطْلِع، والمَغْرِب والمَشْرِق، والمَسْقِط، والمَفْرِق، والمَجْزِر، والمَسْكِن، والمَرْفِق من رفق يرفُق، والمَنْبِت، والمَنْسِك من نسك ينسُك، فجعلوا الكسر علامة للاسم, وربما فتحه بعض العرب في الاسم, قد روي: مَسكِن ومَسْكَن, قال: وسمعت المَسْجِد والمَسْجَد، والمَطْلِع والمَطْلَع، والفتح في هذا كله جائز, وإن لم نسمعه.
وما كان من ذوات الواو والياء من: دَعَوت وقَضَيت فالمَفْعَل منه مفتوح اسماً كان أو مصدراً، إلا مَأَقي العين، فإن العرب كَسَرت هذه الحروف.
قال: وذكر لي أن بعض العرب تقول: مَأْوَى الإبل، فهذان نادران, وما كان فاء الفعل منه واواً فإن المَفْعَل منه مكسورٌ اسماً كان أو مصدراً، إلا أحرفاً جاءت نوادرَ،

(1/95)


قالوا: ادخلوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ، وفُلَانُ بن مَوْرَقَ، ومَوْكَلَ: اسم مَوْضع أو رَجُل.

(1/96)


باب: ما يُفتح ويُكسرُ من حروف مختلفة
الفراء: يقال: هو الرَّامِكُ والرَّامَكُ, أبو عمرو: واحد الجَنَاجِن جِنْجِن وجَنْجَن, قال الفراء: قال الكسائي: فعلت ذاك من إِجْلَاك، وأَجْلَاك، مَنْقُوْصَان، ومن جَلَالِك ويقال: بِفِيْهِِ الإِثْلَب والأَثْلَب، وهو حِجَارة وتُرَاب, ويُقَال: إِبْلِمَة وأَبْلَمَة، قال: وحكيت لي أُبْلُمَة، وهي الخوصة.
ويقال: ذهب غنمك شِذَر مِذَر، وشَذَر مَذَر، وبِذَر وبَذَر: إذا تفرقت, ويقال: بفيه الكِثْكِث والكَثْكَث، أي التراب, ويقال: ناقة عَجْلِزَة وعَجْلَزَة, [قال: قيس تقول عِجْلِزَة] وتميم تقول: عَجْلَزَة, قال أبو زيد: قال الكلابيون: تفاوت الأمر تَفَاوَتًا، ففتحوا الواو, وقال العنبري: تَفَاوِتًا فكسر الواو من المصدر, الفراء: يقال: الشَّرْيِان والشِّرْيانُ، وهو شجر يعمل منه القِسِي, وهي الطِّنْفِسَة والطَّنْفَسَة, ويقال: حافر وَقَاح بيِّن القِحَة والقَحَة, وفي حَسَبه ضِعَة وضَعَة.
اللحياني: يقال: وطيء بيِّن الوَطْأَة والطِّئَة والطَّأَة، ويقصر أيضاً, الفراء: يقال هو الصِّرَى والصَّرَى، للماء يطول استنقاعه, وواحد الأفحاء من الأبزاز فِحًا وفَحًا, ويقال: كان ذاك على عِدَّان فلان وعلى عَدَّانه، أي على عهده.
الكسائي: يقال: أتانا لِتِيْفَاق الهلال، ولِتَوْفاق الهلال، ولِمِيْفاق الهلال, ويقال: درهم صَرِّي وصِرِّيٌّ، يعني له صوت، إذا نقرته صوت.

(1/96)


باب: فُعْل وفَعْلٍ باختلاف معنى
تقول العرب: وقع ذاك في رُوْعي، أي في خَلَدي, والرُّوْع: الفَزَع, ويقال: رُعْتُه أروعه رُوْعًا, واللَّوْح: العطش، يقال: لاح يلوحُ لَوْحًا ولَوَاحًا، والتاح التِيَاحًا, واللَّوْح: كل عظم عريض, واللَّوْح من الألواح, واللُّوْح: الهواء، يقال: لا أفعل ذاك

(1/96)


ولو نزوت في اللُّوْح ولو نزوت في السكاك, والعَرْض: ما خالف الطُّوْل, والعُرْض: الناحِيَة، يقال: اضرب به عُرْض الحائط، أي ناحِيَة من نَوَاحيه, ويقال: نظر إلي بِعُرْض وجهه, والمَوْر: الطَرِيق، والمَوْر: مصدر مار يمور مَوْرًا، إذا ذهب وَجَاءَ، ومار يمُور مَوْرًا، إذا انحنى في عَدْوِهِ, قال العجاج:
يمور وهو كابنٌ حيي
والمُوْر: الغبار, والهَوْن: يقال: هو يمشي هَوْنًا، أي على هِيْنَتِه, والهُوْن: الهَوَان, والضَّر: ضد النفع, والضُّر: الهزال, ويقال: ما بالدار شَفْرٌ، أي ما بها أَحَد، والضم لغة, والشُّفْرُ: شُفْر العين، والشُّفْر: حَرْف الفَرْج, والكَوْر: كَوْر العمامة, والكَوْر من الإبل الكثيرة، والجمع أَكْوار, والكُوْر: الرَّحْل بَأَداته, والطَّوْل: الإفضال، تقول: هو ذُو طَوْل عَلَيهم, وذو تَطَول عَلَيهم, والطُّوْل: خِلَاف العَرْض, والغَوْل: البُعْد, والغُوْل: ما اغتال الإنسان وأهلكه، يقال: الغَضَب غُوْل الحِلْم, والصَّفْح: مصدر صَفَحت عن ذنبه صَفْحًا, ويقال: ضربه بصُفْح السيف، بضم الصاد، وضربه به مُصْفَحًا، ضربه بعرضه ولم يضربه بحده, وصَفْحُه لغة.
والخَبْر: المزادة, ويقال للناقة إذا كانت غزيرة: خَبْر، تشبه بالمزادة, والخُبْر: العلم بالشيء, والخَرْص: خَرْص النَّخْل, والخُرْص: الحَلْقة، يُقَال: ما في أُذُن الجارية خُرْص, والخَوْر من الأرض: المُنْخَفِض بين نشزين, والخُوْر: الغِزَار من الإبل, والزَّوْر: أعلى الصدر, والزُّوْر: الباطل والكَذِب, قال أبو عبيدة: وكل ما عُبِد من دون الله فهو زُوْر وزُوْن, ويقال: هذا رجل ليس له زُوْر، أي ليس له صَيُّور، أي رأي يرجع إليه, واللُّوْب: اشتداد العطش, يقال: لاب يَلُوب، إذا جَعَل يَتَردَّد حول الماء من شدة العَطَش, واللُّوْب: الحِرَار، ويقال فيهما أيضاً: لاب والواحدة لابة.
والعَوْد: الهَرِم من الإبل، وجمعه أَعْواد وعِوَدَة, ويقال: عاد يعود عَوْدًا, ويقال: هؤلاء عَوْد فُلَان، أي عُوَّاده والعُوْد من العيدان, والقَوْد: مصدر قاد الفرس يقود قَوْدًا, والقُوْد من الخيل والإبل: الطِّوَال الأَعْنَاق, والجَوْل: مصدر جال يجول جَوْلاً, والجُوْل والجَال: جانِب البئر, ويقال: هذا رجل ليس له جُوْل وليس له جَال، أي ليست له عزيمة, والبَوْص: السَّبْق، يقال: باصهُ يبوصُه بَوْصًا, ويقال: ما أحسن بَوْصه، أي سِحْنَتَه ولَوْنه, والبُوْص: العَجِيزة عَجِيزة المرأة, والقَطْع: مصدر قطعت الشيء قَطْعًا, والقُطْع: البُهْر, والشَّر: ضد الخير, والشُّر: العيب, يُقال: ما

(1/97)


قلتُ ذاك لشُرك، وقلت ذاك لغير شُرِّك، أي لعيبك, والضَّبْع: العَضُد, ويقال: كنا في ضُبْع فلان، أي في كنفه, والحَوْر: يقال: حار يحور حَوْرًا، إذا رَجَع, ويُقال: نعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر, والحُوْر: النقصان, قال الشاعر 1:
واستعجلوا عن خفيف المضغ فازدردوا ... والذم يبقي وزادُ القوم في حُوْر
والحُور: جمع حُوْراء, ويقال في مثل: حُور في مَحَارة أي نقصان في نقصان, والبَوْر: مصدر بار يبور بَوْرًا، إذا اختبر, والبُوْر: الرَجُل الفاسد الهالك الذي لا خَيْر فيه, قال عبد الله بن الزبعري:
يا رَسُول المليك إن لِسَاني ... راتق ما فتقت إذ أنا بُوْر
والفَوْر: مصدر فارت القدر تفور فَوْرًا, ويقال: ذهبت في حاجة, ثم أتيت فُلَانًا من فَوْرِي, والفُوْر: الظباء، لا واحد لها من لفظها, قال أوس:
يلبسن رَيْطًا وديباجاً وأَكْسِية ... شتَّىْ بها اللون إلا أنها فُوْر
ويقال: لا أفعل ذاك ما لَأْلَأَت الفُوْر، أي بصبصت بأذنابها, والنَّوْر: الزَّهْر, والنُّوْر: الضياءُ, والنُّوْر: جمع نَوَار، وهي النَّفُور، يقال: نُرْتُ من ذلك الأمر, فأنا أنور منه نَوْرًا ونِوَارًا, قال مضرس الأسدي, وذكر الظباء, وأنها قد كنست في شدة الحر:
تدلت عليها الشمس حتى كأنها ... من الحرب ترمي بالسكينة نُوْرها
وقال العجاج:
يخلطن بالتأنس النُّوارا
أي النِّفَار, وقال الباهلي2:
أَنَوْرًا سَرْع ماذا يا فَرُوق ... وحبل الوصل منتكث حِذَيق
قوله: أَنَوْرًا، أي نِفَارًا, والعَوْذ: مصدر عاذ به يعوذُ عَوْذًا وعِيَاذًا, والعُوْذُ: الحَدِيثات النتاج من الإبل, ويقال: ظَلَمهُ ظَلْمًا، والظُّلْم الاسم, والظَّلْم، ماءُ الأسنان إذا اشتد صَفَاؤها, والنَّوْب: القُرْب، قال أبو ذؤيب:
__________
1 سبيع بن الخطيم التيمي: التبريزي.
2 هو مالك بن زغبة الباهلي, كما في: اللسان: نور.

(1/98)


أرقت لذكرة من غير نَوْب ... كما يهتاجُ موشي نَقِيبُ
أي مَنْقُوْب, والنُّوْب: النَّخْل، وهي جمع نائب، كما يقول: فارِهٌ وفُرْهٌ، قال أبو عبيدة: إنما سميت نُوْبًا؛ لأنها تضرب إلى السواد, قال أبو ذؤيب:
إذا لسعته النَّحْل لم يَّرْجُ لَسْعها ... وحالفها في بيت نُوْبٍ عوامل
ويقال: صرمت الرجل صَرْمًا، إذا قطعت كَلَامهُ, والصُّرْم: الاسم, والكَفْر: مصدر كَفَرت الشَّيْء، إذا غطَّيته وسترته, قال حُميد الأرقط:
فوردت قبل انبلاج الفَجْرِ ... وابن ذكاءٍ كامنٌ في كَفْرِ
قوله: ابنُ ذكاء، يعني الصُّبْح, وذُكاءُ: الشَّمْس, ويقال: رمادٌ مَكْفور، إذا سَفَت عليه الرِّيْح الترابَ فوارته, قال الأصمعي: أنشدنا أبو مهدي:
هل تعرف الدار بأعلى ذي القُوْر ... قد درست غير رمادٍ مكفور
مَكْتَئِب اللون مروح مَمْطور ... أزمان عَيْناءُ سُرُور المَسْرُور
عيناءُ حوارءُ من العين الحِيْر
إنما [قال] : الحِيْر لمكان العين, ومنه قيل: رَجُل كافر، إذا لبس فوق درعة ثَوْبًا, ومنه سمي الكافرُ كافراً، لأنه يستر نِعْمة الله, ومنه قيل للَّيْل: كافر، لأنه ستر بظلمته ووارى, قال لبيد:
حتى إذا ألقت يداً في كافر ... وأجنَّ عورات الثغور ظَلَامُهَا
يعني الشَّمْس، أنها بَدَأَتْ في المَغِيب, والكافِرَ: البَحْرُ, والكَفْرُ: القَرْيَةُ, وَجَاء في الحديث: "يُخرجكم الروم منها كَفْرًا كَفْرًا"، أي قرية إلى قرية, والكُفْر: مصدر كَفَر بالله كُفْرًا, والبَسْر: مصدر بَسَر الرجلُ، إذا كَلَح, والبَسْرُ أيضاً: أن يضرب الفحل الناقة على غير ضَبَعة, والبَسْر: أن يُنكأ الحِبْنُ قبل أن ينضج, الحِبْن: ما يعتري في الجسد, فيقيح ويرم، والجميع الحُبُون, والبُسْر: الماء الطري الحديث العهد بالمطر, والنَّقْب: مصدر نقب الحائط ينقبه نَقْبًا, والنَّقْب: الطريقُ في الجَبَل، والجميع نِقَاب, والنُّقْب: جمع نُقْبة، وهي القطعة من الجَرَب, قال دُريد:
ما إن رأيتُ, ولا سمعت به ... كاليوم طالي أينُق جربِ
متبذلا تبدو محاسنه ... يضع الهناء مواضع النُّقْب

(1/99)


والغَفْر: مصدر غَفَر له ذنبه يغفره, والغَفْر أيضاً: مصدر غَفَر المريض يغفر غَفْرًا إذا نُكِس، وقد غَفَر الجرحُ يغفِرُ, قال الأسدي1:
خليليَّ إن الدرَّ غَفْر لذي الهوى ... كما يَغْفِرُ المحموم أو صاحب الكَلْمِ
أَيْ إذا وَقَف فِيْ الدِّيَار عاوَدَه هَوَاه فَنُكس؛ لَتَذكُّرَه من كان يَحِلُّ بِهَا, والغُفْر: ولد الأَرْوِيَة، وهي الأنثى من الوعول، والجمع أَغْفار, والأم مُغْفِرٌ, قال بشر:
وصعب يزل الغُفْر عن قُذُفاته ... بحافاته بانٌ طويل وعَرْعر
والبَضْع: جمع بَضْعة, والبُضْع: النِكَاح، يقال: ملك فلان بُضْع فلانة, ويقال: دَهَنه دَهْنًا، والدُّهْن الاسم, ويقال: دَهَنهُ بالعصا يدهُنُهُ، إذا ضربه بها, ويقال: خَبَز خَبْزًا، والخُبْزُ الاسم, والقَطْر: جمع قَطْرة، وهو أيضاً مصدر قَطَر, والقُطْرُ: الجانب، يقال: ما أبالي على أي قُطْرَيْه وقع، أي على أي جانبيه, والجّلُّ: شراع السف ينة, والجَلُّ أيضاً: مصدر جل البعر يجله جَلًّا، إذا لقطه, والجُلُّ: جُل الدابة, وجُل الشيء: معظمه, والعَظْم: الواحدُ من العظام، وعَظْم الرحل: خَشَبُهُ بغير أداة, وعُظْمُ الشيء: أكثره, والقَرُّ: البارد، يقال: هذا يوم قَرٌّ وليلةٌ قَرَّة, والقَرَّ أيضاً: مصدرُ قر عليه دلواً من ماء باردٍ يقَرُّهُ قَرًّا، إذا صبها, وَقَر الحديث في أذنه يقرهُ قَرًا, والقَرُّ أيضاً: مَرْكب من مراكب النساء, قال امرؤ القيس:
فإما تَرَيني في رحالة سابح ... على حَرَج كالقرِّ تَخْفُقُ أَرْكاني
والقَرُّ أيضاً: اليوم الثاني بعد النَّحْر, والقُرُّ: البرد، يقال: هذا يوم ذو قُرٍّ، أي ذو بَرْد, والكَرُّ: مصدر كر عليه يكر كَرًّا, والكَرُّ: الحبل الذي يصعد به النَّخْلة, والكَرُّ أيضاً وجمعه كُرُور: حبال الشِّرَاع, قال العجاج:
جَذَب الصَّرَاريين بالكُرُور
والكَرُّ: الحِسْي، وهو مستنقع الماء، وجمعه كِرَار, قال الشاعر:
به قُلب عاديٌّة وكِرَار
وجمع الحسْي أحساء. والعَمُّ: أخو الأب, والعمُّ: الجماعة, قال مرقش:
والعَدْو بَيْن المَجْلِسَين إذا ... آَدَ العشي وتَنَادى العَمّ
__________
1 هو المرار الفقعسي الأسدي, كما في اللسان: غفر.

(1/100)


تنادى العم، أي تجالس الجماعة, والعُمُّ: الطِّوَال، يقال: نَخْلة عَمِيمة ونَخِيل عُمُّ, والقَفْل: ما يبس من الشجر, والقُفْل: من الأقفال, والطَلُّ: الندى, وذُكر عن أبي عمرو: ما بالناقة طُلٌّ، أي ما بها من لَبَن, والعَضُّ: مصدر عضضت, والعُضُّ: القتُّ والنَّوَى، وهو عَلَفُ أهل الأمصار، عن أبي عمرو, والعَرُّ: الجَرَب, والعُرُّ: قُرُوح تخرج بالإبل, متفرقة في مشافرها وقوائمها، يسيل منها مثل الماء الأصفر, وقال الفراءُ: يقال: بلغتُ به الجَهْد أي الغاية, وتقول: اجهد جَهْدَكَ في هذا الأمر، أي ابلغ غايتك, وأما الجُهْد فالطَّاْقة, قال الله جل وعز: {وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} [التوبة: الآية 79] أي طاقَتَهُم, قال: ويقال: اجهد جُهْدَكَ, واليَسْر من الفتل: ما فَتَلتَهُ نحو جَسَدِكَ, واليُسرُ: ضد العُسْر, والعَسْر: أن تَعْسر الناقة بذنبها، أي تَشُول به، يقال: عَسِرت تَعْسِر عَسْرًا وعَسَرانًا, والعَسْرُ أيضاً: [مصدر] عَسَرتُهُ، إذا أخذته على عَسْر, والعُسْرُ: من الإعسار. والعَقْر: القَصْرُ, والعَقْرُ أيضاً: مصدر عَقَرت, والعُقْر: مصدر امرأةٍ عاقرٍ, قال ذو الرمة:
وَرَدَّ حروباً قد لقحن إلى عُقْرِ1
قال الأصمعي: والعُقْر من الحَوْض: مقام الشاربة, قال ابنُ الأعرابي وأبو عبيدة: العُقْر مَؤُخَّر الحوض, والوَضْع: مصدر وَضَعت الشيء أَضْعُهُ وَضْعًا, وَوَضَعَ البعير في سيره يضع وَضْعًا، وهو ضربٌ من السرعة, والوُضْع: أن تحمل المرأةٌ في آخر طُهْرِهَا في مقبل الحَيْضَةِ، وهو أيضاً التُّضْعُ, قال الراجز:
تقول والجردانُ فيها مكتنع ... أما تَخَاف حَبَلاً على تُضُع
والنَّجْل: النَّسْل, والنَّجْل: النَّز والماءُ يظهر من النَّز, يقال: قد استنجل الوادي, والنَّجْل: مصدر نَجَلهُ بالرمح ينجلُهُ نَجْلاً، إذا زرقهُ, والنَّجْلُ: أن يشق الإهاب، يقال: إهاب مَنْجُوْل, والنُّجْل: جمع أنجل ونجلاء, والنَّجْل: سعة شق العين, والبَهْر: الغَلَبَةُ، يقال: بَهَرَني الشيء يَبْهُرُني, وقد بهر ضوءُ القمر ضوءَ الكواكب، أي غَلَبَهَا، ويقال: بَهْرًا له، أي تعساً له, حكاها أبو عمرو, وقال ابن ميادة:
تفاقد قومي إذ يَبِيعون مهجتي ... بجارية بَهْرًا لهم بعدها بَهْرًا
وقال أيضاً: بَهْرًا له، في معنى عَجَبًا لَهُ, والبُهْرُ، من الابتهار, وعَجْم الإبل:
__________
1 صدره عند التبريزي: فصد إصار الدين أيام أذرح.

(1/101)


صغارهُا، والعَجْم أيضاً: مصدر عَجَمتُ الرجل أعجمُه، إذا رُزته, ويقال: عجمتُ الرجل, فوجدته صلباً من الرجال, ويقال: ناقةٌ ذات مَعْجَمَة: ذات صَبْرٍ على العمل والركوب, والعُجْمُ: العَجَم, والنَّكْر: أن يكون الرجلُ مَنْكَرًا فَطِنًا، ويقال: ما أشد نَكْره, والنُّكْرُ, قال الله جل وعز: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً} [الكهف: الآية 74] , والعَرْف: الريحُ، يقال: ما أطيب عَرْفهُ, ويقال في مثل: لا يعجزُ مسكُ السَّوْء عن عُرْف السَّوْء, والعُرْف: المعروف, والعُرْف: عُرْف الدابة وعُرْف الديك, والأَكْل: مصدر أكلت, والأُكْل: ما أُكِل, ويقال: فلان ذو أُكْل، إذا كان ذا حظ من الدنيا, وشَكْر المرأة: فَرْجُها, قال الهذلي1:
صناعٌ بإشفاها حَصَانٌ بشَكْرها ... جواد بقوت البطن والعِرْقُ زاخر
والشُّكْر: مصدر شكرته, والشَّكْد: مصدر شَكَدتهُ، إذا أَعْطَيْتهُ, والشُّكْد: العطاء, والشَّكْم: مصدر شَكَمته إذا جَزَيته, والشُّكْم: الجَزَاءُ, والخَشْب: مصدر خَشَبت الشِّعْر أَخْشبُهُ، إذا قلته كما يجيء, ولم تَتَنوَّقْ فيه, وقد خَشَبت النَّبْل، إِذَا بَرَيتُهَا البَرْيَ الأوَّل, والخُشْب: الخَشَبُ, والصَّوْر: جماعةٌ من النخل صِغَارٌ, والصَّوْر: مصدر صارهُ يصورُه صَوْرًا، إذا أمالهُ, والصُّوْر: جمع صُوْرةٍ, والعَقْم: ضَرْبٌ من الوَشْي, والعُقْم: مصدر امرأة عَقِيم.
__________
1 أبو شهاب الهذلي, وقصيدته في بقية أشعار الهذليين.

(1/102)


باب: ما يُضَم ويُفتَح من حروف مختلفة
قال أبو عبيدة: يقال: أصابه الجُدَرِي، الجيم مضمومة والدال مفتوحة، وإن شئت قلت: الجَدَري، ففتحت الجيم والدال, ويقال: درهم سَتُّوق، وإن شئت سُتُّوق, ويقال: رجل أَفَقِي، مفتوح الألف والفاء، إذا أضفته إلى الآفاق، وبعضهم يقول: أُفُقي، بضم الألف والفاء, ويقال: فَلَاةٌ قَذَفٌ وقُذُفًا، أي بَعِيدةٌ تَقَاذَفُ بمن سلكها, وأهل الحجاز يقولون: سُكَارَى وكُسَالَى وغُيَارَى بِالضَّمِّ، وبنو تميم يفتحون.
ويقال: سَبُّوح قَدُّوس، وسُبُّوحٌ قُدُّوس, قال الفراء: يقال: حُرٌّ بيِّن الحرورية

(1/102)


والحُرُوريَّة, قال: ويقال: أَتَانا في أُفُرَّة الحَرِّ، وبعضهم يقول: في أَوَّله، وبعضهم يقول: في شِدَّته, ومنهم من يقول: في فُرَّةِ الحر، ومنهم من يقولُ: أتانا في أَفُرَّة الحر فيفتح الألف, قال: وحكى الكسائي أن منهم من يجعل الألف عَيْنًا، فَيُقال: أتانا في عَفُرَّةٍ وعُفُرَّةٍ, ويقال: أَرُزٌّ، وأُرُزٌّ وأُرُزٌ مثل رُسُلِ، وأُرْزٌ مثل حُجْر، ورُزٌّ ورُنْز, وأنشدنا محمد بن قادم:
يا خليلي كل أَوِزَّة ... واجعل الجوذاب رُنْزَه
ويقال: هي الثَّنْدوة، بالفتح وترك الهمز، والثُّنْدُوْءة بالضم والهمز، فإذا همزت فهي فُعْلُلُة، وإذا فتحت فهي فُعْلُلُة أو فَعْلُوَة, قال أبو عبيدة: كان رُؤْبَةُ يهمز الثُّنْدُؤَة والسِّئَة سِيَة القَوْس، والعَرَب لا تهمز واحداً منهما, الفراء: يقال: صُمنا للغَمَّى وللغُمَّى، إذا غُمَّ عليهم الهلال, ويقال: رجل كَيْذَبَان وكَيْذُبَان, ويقال: ما أدري أي تُرْخُم هُو، وأي تُرْخَم هو، أي أيُّ الناس هو, ويقال: لي فيهم تَلُنَّة وتُلُنَّة، أي لُبْث, ويقال: أغنيتُ عنك مُغنى فلان ومُغْناته، ومَغْنَىْ فلان ومَغْنَاته, وأجزأتُ مُجْزَى فلانٍ ومُجْزَاته، ومَجْزَىْ فلان ومَجْزاته, الفراء: وقع في الناس مَوْتان ومُوْتان، يعني المَوْت, ويقال: هو سَدَىً، وبعضهم سُدَىً، إذا كان مهملاً, الفراءُ: يقال: إنه لرفيعُ الصَّوْت، وفي صوته رُفَاعةٌ [ورَفَاعة] , وجاء القومُ بِأَجمَعِهم وبأجْمُعِهم.

(1/103)


باب: ما يُضم ويكسر من حروف مختلفة
الفراء: صِوَارٌ وصُوَارٌ, قال: وأنشدني أبو ثَرْوان:
أشبهن من بَقَر الخُلَصاء أعينه ... وهن أحسن من صِيْرانه صِوَرًا
الفراء: يقال: ما أَتَيت أحداً سِوَاءَك، وبعضهم يضم السين وينقص، وهي قليلة, وفي القرآن: {مَكَانًا سُوَى} و {سُوىً} [طه: 58] , وسَوَاءَكَ بالفتح والمد لا غير, وقومٌ عُدَىً وعِدَىً، أي أعداء, قال الأخطل:
وإن كان حَيَّانًا عِدَىً آخر الدهر1
__________
1 صدره عند التبريزي: ألا يا اسلمي يا هند هند بني بدر

(1/103)


وعُدَىً, وَيُقال: بَلَغ الحِزَامُ الطِّبْيَيْن, والكَلَام الطُّبْيَيْن, وحَكَى فُسْطَاط وفِسْطاط، وفُسْتَاط وفِسْتَاط، وفُسَّاط, وفِسَّاط، والجميع فساطيط وفساسيط, قال: وينبغي أن يجمع أيضاً فساتيط، ولم نسمعها, ويقال: يُوْسُفَ ويُوْسِفَ، يهمزان ولا يهمزان، ومثله يُوْنُسُ ويُوْنِسُ, قال: ويُوْسُفُ غير مهموز لغة, قال: وأنشدني أبو الجراح للعجير السلولي:
فما صقر حَجَّاج بن يُوْسفَ مُمْسِكًا ... بَأَسْرَعَ مِنِّي لَمْح عَيْنٍ بِحَاجِبِ
وهو الحُوْلاء والحَوْلاء، للجِلْدَةِ التي تخرجُ مع الوَلَد فيها أَغْراس وفيها خُطُوط حُمْرٌ وخُضْرٌ, أبو زيد: يقال: أُثْفِيَّة وإِثْفِيَّة، وأُضْحِيَّة وإِضْحِيَّة, عن اللحيان: أُرْوِيَّة وإِرْوِيَّة, ويقال: رجل سُبْرُوْت في رجال سَبَارِيْت، وهم المساكين المحتاجون, وامرأةٌ سُبْرُوْتَة, قال: وسمعت بعض بني قشير يقول: رجل سِبْرِيْت وامرأة سِبْرِيْتة، في رجال ونساء سَبَارِيْت, الفراء: ثلاثة إِخْوة وأُخْوة, ورجل تُرْعِيَّة وتِرْعِيَّة، للذي يجيد رِعْيَة الإبل, ويقال: لقيت منه البُرَحِيْن والبِرَحِيْن، والفُتَكْرِيْن والفِتَكْرِيْن، وهي الدواهي, ويقال: قِثَّاء وقُثَّاء, ويقال: سُفْيَان وسِفْيَان, قال: وسمع يُوْنُس سَفْيَان, ويقال: نُمْرَقَة ونِمْرِقَة، للوَسَادة, ويقال: ما بها دُبِّيٌّ وما بها دِبِّيٌّ، الأول بضم الدال والثاني بكسرها، أي ما بها أحد, ويُقَال: اِسْمٌ, واُسم وسِمٌ وسُمٌ, قال: وأنشدني القناني:
الله أَسْماك سِمًا مُباركًا ... آثرك الله به إَيْثاركا
قال: وأنشدني الكلبي:
وَعَامُنَا أَعْجَبَنا مقدمة ... يدعى أبا السمح, وقرضابٌ سُمُه
مبتركاً لكل عظم يَلْحَمُه
وقال العامري: يُلْحَمُه, الكسائي: يقال للرامي: إِسْوار وأُسْوار, أبو عبيدة: المُغِيرة, والمِغِيْرَة, ويقال: ذُبْيَان وذِبْيَان.

(1/104)