إصلاح المنطق باب: همزهُ بعض العرب وترك هَمَزهُ
بَعْضُهُم، والأكثر الهمزُ:
قالوا: عَظَاءةٌ وعَظَايةٌ، وصَلَاءةٌ وصَلَايةٌ، وعَبَاءةٌ وعَبَاية،
وسَقَّاءةٌ وسَقَّاية، وامرأة رَثَّاءةٌ ورَثَّاية,
(1/121)
باب: ومما يقال بالهمز مرة، وبالواو أُخرى:
قالوا: وَكَّدتُ العهد والسرح تَوْكِيْدًا، وَأَكَّدْتُهُ تَأْكِيْدًا,
وجاء في القرآن بالواو: {وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ
تَوْكِيدِهَاٌ} [النحل: الآية:91] , وقد أرَّخْتُ الكتاب تَأْرِيْخًا،
وَوَرَّخُتُُه تاريخاً، ويقال أيضاً: أَرَختُه أَرْخًا، وَوَرَختُه
وَرْخًا, وقد آَكَفْت البغل وأَوْكَفْتُُُه، ُ وهو الإِكَافُ
والوِكَافُ, والإِلَاف والوِلَافُ, وقد آَصَدتُ الباب وأَوْصَدْتُهُ,
وقرئ: {إنها عليهم مُوصَدَةٌ} ، و {مُؤْصَدَةٌ} [الهمزة: 8] ، أي
مُطْبَقَة, أنشدنا أبو عمرو عن الكسائي:
تحن إلى أجبال مكة ناقتي ... ومن دونها أبواب صنعاء مُؤْصَدَة
وقد آَسَدت الكَلْب وأَوْسَدْتُهُ، إذا أغريته بالصيد، ولا يُقال:
أَشْلَيْتُهُ، إنما الإَشْلَاْء الدعاء, يقال: أَشْلَيْت الشَّاة
والنَّاقة، إذا دَعَوتَهَا إليك بأسمائها؛ لتحتلبها, قال الراعي:
وإن بَرَكَت منها عجاساءُ جلة ... بمحنية أَشْلَى العفاس وبروعا
وهما ناقتان, وقال الآخر:
أَشْلَيْتُ عَنْزي ومسحت قَعْبي
وقد أَسِن الرجل وَوَسِنَ، إذا غُشي عليه من نَتْن ريح البئر, وقد
وُقِّت وأُقِّت، من الوقت.
ومن الأسماء
قالوا: وِسَادة وإِسَادة، ووِشَاح وإِشَاح، ووِلْدة وإِلْدةٌ، ووِعَاءٌ
وإِعَاء، ووِقَاءٌ وإِقَاء, وحكى الفراء: حَيِّ الوُجُوه، وحَيِّ
الأُجُوه, ويفعلون ذلك كثيراً في الواو إذا انضمت.
ومما يقال بالهمز وبالياء:
يُقال: أَعْصُرُ ويَعْصُرُ, ويَلَملمُ وأَلَملَمُ: وادٍ من أوديةِ
اليمن, وطيرٌ يَنَادِيْد وأَنَادِيْدُ, مُتفرِّقةٌ, وهو اليَرَقان
والأَرَقانُ: آفةٌ تصيبُ الزرع, وهو زَرْعٌ مَأْرُوْقٌ ومَيْرُوْق, وهو
الأَرَنْدَجُ واليَرَندَجُ، للجلود السود, وهو رَجُل يَلَندَدُ
وأَلَندَدُ، للشديد الخصومة.
(1/122)
وَهُو رَجُلٌ أَلْمَعِي ويَلْمَعِي،
للذَّكِيِّ المَتُوَقِّد, وَيَبرِينن وأَبْرِيْن: اسم رملة, ويُسْرُوْع
وأُسْرُوْع: دودة تكون في البقل, تنسلخ فتصير فراشة, وهو عود
يَلَنْجُوْج وأَلَنْجُوْج، للعود الذي يتبخر به.
وحكى اللحياني: في أسنانه يَلَلٌ وأَلَلٌ، وهو أن تُقبل الأسنانُ على
باطن الفم, وحكي: قطع الله أَدَيْه، يريد: يَدَيْه, ويقال: ثوبٌ
يَدِيٌّ وأَدِيٌّ، إذا كان واسعاً. الأصمعي: يُقال: رُمحٌ يَزني
وأَزني، ويَزْأَنِي وأَزْأَنِي، منسوب إلى ذي يَزَنَ: ملك من ملوك
حمير, الفراءُ: يقال: نصل يَثْرَبِي وأَثْرَبِي، مَنْسُوْب إِلَى
يَثْرِبَ, وأنشد:
وَأَثْرَبِي سِنْخُهُ مَرْصُوْف
وأنشد أيضاً:
تعلَّمَن يا زيد يا بن زين ... لأكلةٌ من أَقِطٍ بسمن
وشربتان من عكي الضأن ... ألين مسا في حوايا البطن
من يَثْرِبِيات لطاف خُشن ... يرمي بها أرمي من ابن تِقْن
العَكِي: الغليظ منه، ما قد حُلب بعضه على بعض.
(1/123)
باب: ما جاء من
الأسماء بالفتح
تقول: ما له دارٌ ولا عَقَارٌ، ولا تقُل: عِقَارٌ، والعِقَارُ:
النَّخْل, ويقال أيضاً: بيت كثير العقار، إذا كان كثير المَتَاع,
وتقول: هذا عود ظَفَاري وجزعٌ ظَفَارِي، منسوب إلى مدينة باليمن يقال
لها: ظَفَار, قال الأصمعي: ودخل رجل من العرب على ملك من ملوك حمير
فقال له: ثِبْ - وثِبْ بالحميرية: اقعد - فوثب الرجل فَتَكسر، فقال
الحميري: ليس عندنا عربيت، من دخل ظَفَار حمَّر, قال الأصمعي: حمَّر
تكلم بكلام حمير, والعامة تقول: ظِفَاري, وتقول: هي الدَّجَاجة وهي
الدَّجَاج، ولا يُقال: الدِّجَاجُ، وهي لغة رِدِية, وتقول: هو جَفْن
السيف وجَفْن العين، ولا تقل: جِفْن,
وهي الشَّفَة، ولا تقل: الشِّفَة, وتقول: هم حَوْلهُ وحَوْلَيْه،
وحَوَالَيْه ولا تقول:
(1/123)
حِوَالَيْه, وتقول: هو الرَّوْشَنُ، وهي
الرَّوْزَنَة، وهو البَثْق, وهو فَقَار الظَّهْر، والواحدة فَقَارةٌ،
ولا تقل: فِقَارةٌ ولا فِقَارٌ, وذو الفَقَار: سَيْف النبي - صلى الله
عليه وسلم-, ويقال للفَقَار أيضًا: فِقَر، والوحدة فِقْرَة, ويقال: هو
فَكَاك الرَّهْن وفَكَاك الرَّقْبة، هذه اللغة الفصيحة، والكسر لغة,
وتقول: هو فَصُّ الخاتم، ويأتيك بالأمر من فَصِّه، أي من مفصله يفصله
لك, وكل ملتقى عظمين فهو فَصٌّ, ويقال للفرس: إن فُصُوصَهُ لظماءٌ، أي
ليست برهلةٍ كثيرة اللحم، فالكلام في هؤلاء الأحرف الفتح, ويقال: فِصُّ
الخاتم بالكسر، وهي لغة رديئة, وتقول: هذا ثَوْب مَعَافِرِي، وهو منسوب
إلى مَعَافِرَ، حي من اليمن، ولا تقل: مُعَافِرِي, ويُقال لهذا القائد:
هو الجَلُودي، بفتح الجيم, قال الفراء: وهو منسوب إلى جَلُود: قرية من
قرى إفريقية, ولا تقل: جُلُودي, وتقول: الكَوْسَجُ للكَوْسَجِ ولا
تقُل: الكُوْسَجُ, وهو الجَوْرَبُ، ولا تقل: الجُوْرَبُ, وتقول: هي
الشَّتْوة والصَّيْفة، ولا تقل: الشِّتْوة, وتقول: فعلت ذاك بك
خُصُوصِيَة، وهو لص بين اللُصُوصِيَّة, وهو حر بين الحَرُورِيَّة,
وتقول: هو المُغْتَسَل، ولا تقل: المُغْتَسِل، إنما المُغْتَسِل
الرجُل.
وتقول: هو نازلٌ بين ظَهْرَانَيْهِمْ وبين ظَهْرَيْهِمْ، ولا تقل:
ظَهْرَانِيْهِمْ, وتقول: هو الرَّوْشَمُ والرَّوْسَمُ, وهو
النَّيْفَقُ, وهو السَّيْلَحُون للذي تقوله العامة: السَّالِحُون, وهو
العُمَقُ، لمنزلٍ من منازل مكة، والعامة تقول: العُمُقُ, وهو
الرَّصَاصُ، ولا تقل: الرِّصَاصُ, وهو الصَّوْلَجَانُ، والطَّيْلَسَان،
وهو المَارِسْتانُ, وهو أَلْيَةُ الشاةِ، مفتوحة الألف، والجمعُ
أَلْيَاتُ, ولا تقل: لِيَّة ولا إِلْيةٌ، فإنهما خطأ, وتقول: كَبْشٌ
أَلْيان ونعجة أَلْيانةٌ، وكبش آَلِيّ ونعجة ألياءُ، وكباشُ أُلْيٌ
ونعاجٌ أُلْيٌ, وتقول: رجلٌ آَلِي واستُهُ وستهم، إذا كان عظيم الاست،
ولا يُقال: أَعْجزُ، وامرأة سَتْهاء وعَجْزاء, وهو ثَدْيٌ المرأة ولا
تقل: ثِدْيٌ, ويقال: سمعتهُ من فَلْق فيه, وهو أبينُ من فَلَق الصبح
وفَرَق الصبح.
وهو الجَدْي وثلاثة أَجْدٍ، فإذا كثرت فهي الجِدَاءُ, ولا تقل:
الجَدَايا ولا الجِدْي بكسر الجيم, وهو اللَّحْي وهما اللَّحْيان،
والجمع القليل أَلْحٍ، والكثير لِحِيٌّ مثل دِلِيٌّ، ولا تقل: لِحْي,
وأما اللِّحْية فمكسورة اللام، والجميع لِحَىً ولُحَىً, وتقول: هو
خَصْمِيْ، ولا تقُل: خِصْمِيْ، وهما خَصْمي, قال الله جل وعز: {وَهَلْ
أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ} [ص: الآية 21] , ومن العرب من يثنيه
ويجمعهُ، فيقول: هما خَصْمان وهم
(1/124)
خُصُومٌ, ويقال أيضاً للخَصْم: خَصِيم
والجمع خُصَماء, وتقول: اقعد على ذلك النَّشَاز, واقعد على ذلك
النَّشَز، وهو المرتفع من الأرض, فأما النِّشَازُ فهو جمع نَشْز,
وتقول: هي اليمينُ واليَسَارُ، ولا تقل: اليِسَارُ, وهو الكَتَّانُ ولا
تقُل: الكِتَّانُ, وتقول: هُم في لَيَانٍ من العيش، أي في لِيْن من
العيش, وتقول: هي الكَثْرةُ ولا تقل: الكِثْرةُ، وهي البَضْعةُ ولا
تقل: البِضْعةُ, وتقول: ما أكثر كَسْبَهُ، ولا تقل: كِسْبُهُ, وتقول:
هو حَرِيٌّ من ذاك، وهما حَرِيَّان وهم حَرِيُّون وهي حَرِيَّة وهن
حَرِيَّات، وهو حَرِىً من ذاك وهما حَرَىً وهم حَرَىً، لا يثنى ولا
يُجمع ولا يؤنث, وهو قَمِن وهما قَمَن وهم قَمَن وهي قَمَن، لا يثنى
ولا يجمع ولا يؤنث, وهو قَمِن أن يفعل كذا, وهما قَمِنان وهم قَمِنون
وهي قَمِنَة، وكذلك قَمِيَن يثني ويجمع ويؤنث, وهو قَمَن وهما قمن وهم
قَمْن وهي قَمْن وهن قَمَن.
وتقول: هو من أهل المَعْدَلَة، أي العدل, وتقول: لقيتُ فلاناً
بَأَخَرَةٍ أي أخيراً, وبعتُه بَيْعًا بِأَخِرَةٍ وبِنِظْرَة، أي
بِنَسِيْئَة, وتقول: لا آتيك إلى عشر من ذي قَبْل، أي إلى عشر فيما
أَسْتَأْنف، وتقول: قِبَل فلان حقك، ورأيت الهلال قَبْلا ولقيتُ فلاناً
قَبِلاً وقَبَلاً وقُبُلاً ومُقَابَلَة, وتقول: في العود عَوَج، وتقول:
في دينه عِوَجٌ، وفي الأرض عِوَجٌ, قال الله جل وعز: {لا تَرَى فِيهَا
عِوَجاً وَلا أَمْتاً} [طه: الآية 107] وقال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ
عِوَجَا, قيمًا} [الكهف: 1، 2] .
قال أبو محمد: وسمعت أبا الحسن الطوسي يحكي عن أبي عمرو الشيباني قال:
يُقال في كل شيء عِوَج إلا قولك: عَوِج عَوَجًا، فإنه مفتوحٌ, وتقول:
هي الرَّحَى وهما الرَّحِيان ولا تقل: الرِّحَى, وهو عِرْق النَّسَا
وهما النَّسَيان، ولا تقل: النِّسَا, قال الأصمعي: هو النَّسَا ولا
يقال: عِرْق النَّسَا، كما لا يقال: عِرْق الأَكْحَلِ ولا عِرْق
الأنجل, قال:
فأنشب أظفاره في النَّسَا ... فقلت: هبلت ألا تنتصر1
وتقول: هو حَسَن الأَنْف، ولا يقال: الأُنْف, ويقال: في أُذُن الجارية
شَنْف، ولا تقل: شِنْف, وتقول: هي الجَفْنَةُ، ولا تقل: الجِفْنَةُ,
وهي فَلْكةُ المِغْزل، ولا تقل: فِلْكَةُ, وهي التَّرْقُوَةُ
والعرْقُوَة عَرْقُوَةُ الدلوِ، ولا تقل: تُرْقُوَةٌ ولا عُرْقُوَة،
وقد
__________
1 البيت لامرئ القيس في ديوانه.
(1/125)
تَرْقَيْت الرجل إذا أصبت تَرْقُوَتَهُ وقد
عَرْقَيْت الدلو عَرْقاة, وهي القَلْنُسُوَّة والقُلْنسِيَّة، إذا فتحت
القاف ضممت السين، وإذا ضممت القاف كسرت السين، ولا تقل: قُلُنْسُوة,
وزادنا الطوسي عن أبي عمرو الشيباني قال: حكى لنا قال: يقال:
قَلْنُسُوة وقَلْسَاةٌ, وتقول: لك على أَمْرَة مطاعة، ولا تقل:
إِمْرَةٌ، إنما الإمرةُ من الولاية, وتقول: ليس لك في هذا فَكْر، وهي
أفصح من الفِكْر, وهو حب المَحْلَبِ، ولا تقل: المِحْلبُ, إنما
المَحِلبُ الإناءُ الذي يُحلبُ فيه، وهي المَحْلَبِية, وهو الوَدَاعُ,
وتقول: هي الغَيْرَةُ ولا تقل: الغِيْرَةُ, وتقول: هو جَرِيء المقدم،
أي عند الإقدام, وتقول: ضَلْعُكَ مع فلان، وتقول: لا تنقش الشَّوْكَةَ
بالشَّوْكَةِ فإن ضَلْعَهَا لها, يُضربُ مثلاً للرجل يخاصم آخر، فيقول:
اجعل بيني وبينك فلاناً, ويقال: ضَلَعت تضلُعُ ضَلْعًا، إذا ملت,
ويقال: قد ضَلِع يضلَعُ ضَلْعًا إذا اعوج.
والشَّوَار: متاع البيت ومتاع الرحل, والشَّوَار: فرج الرجل, ويقال:
أبدى الله شَوَارَكَ, ومنه قيل: شَوْر به, أي كأنه أَبْدَى عورته,
ويقال: فلان بن ظَبْيَان بالفتح، وعَلْوَان, وهو أبو الاسود الدُّؤَلي
مفتوحة مهموزة، وهو منسوب إلى الدُّوَل من كنانة, والدول في حنيفة،
ينسب إليهم الدُّوْلي, والدِّيْل في عبد القيس، ينسب إليهم الدِّيْلي,
والدُّئِل: دُوَيبَة صغيرة شبيهة بابن عِرْس, وأنشد الأصمعي:
جاءوا بجيش لو قيس معرسه ... ما كان إلا كمعرس الدُّئِل
(1/126)
باب: ما جاء مضموماً
يقال: هو الحُوَارُ لِوَلَدِ النَّاقَةِ، والحِوَار لغة رديئةٌ, ويقال:
إنه لحسنُ الحِوَار، أي المُحَاوَرَة, وتقول: هذا قدح نُضَار، وإن شئت
أضفت, فقلت: هذا قدحُ نُضَار، ولا تقل: نضار, وتقول: لمن اللُّعْبة،
فتضم أولها؛ لأنها اسم، وتقول: الشطرنج لُعْبة، والنرد لُعْبةٌ، [وكل
ملعوب به فهو لُعْبة, تقول: اقعد حتى أفرغ من هذه اللُّعْبة, وهو حسن
اللِّعْبَةِ، كما تقول: هو حسن الجِلْسَةِ, وتقول: لعبت لَعْبَةً]
واحدة, وتقول: كنا في رَفْقة عظيمة، ورِفْقةٌ لغةٌ, وقد دنت
[رِحْلَتُنا، وأنتم] رُحْلَتُنا، أي الذين يرتحل إليهم, وهو
البُزْيُوْن, وتقول: قد بلغ الحزام الطَّبْيَيْن، والكلام الضم.
(1/126)
والكسر لغية, وتقول: فُلْفُل ولا تقل:
الفِلْفِل, وتقول: هذه عصا مَعْوَجَّة ولا تقل غير ذلك, وتقول: هو
المُمْسَى والمُصْبَحُ, وتقول: الحَمْد لله مَمْسانا ومَصْبَحُنا، وهو
مصدر أمسينا مُمْسى، وأصبحنا مُصْبَحًا, قال أمية:
الحمد لله مُمْسانا ومَصْبحنا ... بالخير صبحنا ربي ومسانا
وتقول: هذا كُوْز صُفْر، ولا تقل: صِفْر، وإنما الصِّفْر الخالي, يقال:
هذا بيت صِفْر من المَتَاع، ورجل صِفْر من الخير، وجَوْفُهُ صِفْر من
الطعام, وتقول: هو الزُّمُرد, وتقول: على وجهه طُلَاوة، والعامة تقول:
طَلَاوَةُ, وتقول: هو الزُّمَاوَرْد، للذي تقوله العامة: بُزْماوَرْد,
وهو الشُّفَارج، للذي تقوله العامة: بِشْبارِجِ, وتقول: هو فُرَافِصَة:
اسم رجل، ولا تقل: فَرَافِصَة, وتقول: وقع على حُلَاوَةِ القفا, ووقع
على حُلَاوَى القفا, وتقول: الحمد لله على القُل والكثر، أي على القلة
والكثرة, وأنشد الأصمعي:
قد يقصر القُلُّ الفتى دون همه ... وقد كان لولا القُل طلاع أنجد
وأنشد أبو عمرو لبعض ربيعة:
فإن الكُثْر أعياني قديماً ... ولم أقتر لدن أني غلام
وتقولُ: أخذه بُوَال، إذا جعل يكثرُ البَوْل, وأخذه قُيَاءٌ، إذا جعل
يُكثرُ القَيْء, وأخذه أُبَاءٌ، إذا جعل يأبى الطعام, وما فعل قُوَامٌ
كان يعتري هذه الدابة، أي تقوم فلا تنبعث, وتقول: هذه ثِيَاب جُدُدٌ،
ولا يقال: جُدَد، إنما الجُدَد الطرائق, قال الله جل وعز: {وَمِنَ
الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ} [فاطر: الآية 27] أي طرائق, وتقول: هي
الأُبُلَّة لأُبُلَّة البصرة, والأُبُلَّة: الفِدْرةُ من التمر, قال
الشاعر:
فيأكلُ مار رُضَّ من زادنا ... ويأبى الأُبُلَّة لم تُرْضَضِ
رُضَّ ورَضَّ، رفع ونصب, وتقول: ما أعظم خُصْيَتَه وخُصْيَتَيه ولا
تكسر الخاء.
قال الراجز:
كأن خُصْيَيْه من التدلدُل ... ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل
الواحد خُصْي وخُصْيَة, وقالت امرأةٌ من العرب:
لستُ أُبالي أن أكون مُحمقه ... إذا رأيتُ خُصْيَةَ مُعَلَّقَه
(1/127)
وقال أبو عمرو الشيباني: الخُصْيَتَان
البَيْضَتَان, والخُصْيان: الجِلْدَتَان اللَّتَان فِيْهِمَا
البَيْضَتَان, وكذلك الكُلْيَةُ مضمومة, وهما الكُلْيَتَان, وتقول: هذا
دقيق حُوَّارى مضمومة، وهو من البياض, قال الفراء: جاءنا فلانٌ على
ذُكْرٍ، ولا تقل: ذِكْرٍ، إنما يُقال: ذَكَرت الشيء ذِكْرًا, قال أبو
عبيدة: يقال: هو مني على ذِكْر وعلى ذُكْر، لُغتان, وتقول: هو
الجُنْبُذَةُ, وهو ما ارتفع من الأرض, والعامة تقول: جَنْبَذَة, وهي
قُطْرُبُّل, وهو القُرْطُمُ والقِرْطِم لغتان, وذُبْيان وذِبْيان
لغتان.
(1/128)
باب: ما يفتح أوله
ويكسر ثانيه, وقد يخفف بعض العرب ثانيه ويلقي كسرته على أوله
تقول: هي المِعدَةُ، وبعض العرب يقول: المِعْدة, وهي الكلمة, والكِلْمة
لغة, وهي النَّقِمة والنِّقْمة, وهي القَطِنة والقِطْنةُ، للتي تكونُ
مع الكَرِش وهي ذاتُ الأطباق, وهم السَفِلةُ، ومن العرب من يخففُ
فيقول: السِّفْلةُ, ويقال: فلانٌ من سِفْلَةِ الناس وفلانٌ من عِلْيَةِ
الناس, وعِلْيةٌ: جمع رجل علي، أي شريفٍ رفيع، كما يُقال: صِبِي
وصِبْيةٌ, وهي الحَصِبةُ، والحَصْبةُ لغة, وهي الوُسْمةُ: التي يُختضب
بها, وهي عِذْرَةُ الدار، للفناء، وجمعها عَذِرات, قال الحطيئة:
لعمري لقد جربتكم, فوجدتكم ... قباح الوجُوه سيئي العَذِرات
وقد احتمل القوم بِثِقِلَتِهِم, وهي اللبنة التي يبنى بها, ومن العرب
من يقول: لِبْنةٌ, قال الراجز:
أما يزال قائل: أبن أبن ... دلوك عن حد الضروس واللَبِنْ
وتقول: هي الفَخِذُ، والكَرِش، والوَرِك، والتخفيفُ في هذا جائز، إلا
أن الاختيار التحريك, وهو الكَذِب، والحَلِفُ، والحَبِق، والضَرِط،
والضَّحِك، واللَعِب، والسَرِقُ، ويقال: السَّرَق, والعَفِج لواحد
الأَعْفَاج، وهي الأمعاء, وهو النَّبِقُ، والنَّبْق لغة, وهو النَّمِر،
والفَحِث للقبة, وتقول: سَلِف الرجل، والعامة تقول: سِلْفُهُ, وتقول:
هو المُرُّ والصَّبِر، ولا يقال: الصَّبْر، إنما الصَّبْر ضد الجزع,
وقد حَرِمه حَرِمًا
__________
1 هو سالم بن دارة أو ابن ميادة, كما في: اللسان: ضرس، لبن.
(1/128)
وحِرْمًا وحَرِيْمةً.
(1/129)
|