إسفار الفصيح

المبحث الثامن: وصف مخطوطات الكتاب، ومنهج التحقيق.
أولا: وصف مخطوطات الكتاب:
عثرت لهذا الكتاب على ثلاث نسخ، الأولى بخط المؤلف وقد اعتمدتها أصلا في تحقيقه، وقابلت الثانية بنسخة المؤلف وأثبت في الحواشي الفروق المهمة بينهما، وأهملت الثالثة لأسباب سيرد ذكرها.
وإليك تفصيل ذلك:
1- نسخة المؤلف (الأصل) :
شاء الله عز وجل أن يكشف العلامة الهندي عبد العزيز الميمني الراجكوتي سر هذه النسخة حينما أذاع أمرها لأول مرة في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق1، فقال: "وفي حجتي سنة 1376هـ رأيت في 28/يونيه سنة 1957 عند الأستاذ عبد القدوس الأنصاري2 صاحب مجلة النهل بجدة نسخة الإسفار هذا بخط مؤلفه
__________
1 المجلد السابع والثلاثون، ص 520.
2 عالم أديب، ولد بالمدينة المنورة سنة 1324هـ وتلقى تعليمه الأول بها، وتدرج في مناصب حكومية عديدة إلى أن وصل إلى مرتبة مستشار بديوان مجلس الوزراء، ومدير للشؤون المالية به، ثم تفرغ لأعماله الخاصة، وأسس مجلة المنهل سنة 1355هـ. له عدد من المؤلفات منها: آثار المدينة المنورة، وتاريخ مدينة جدة، وإصلاحات في لغة الكتابة، وبنو سليم، وله أيضا عدد كبير من الروايات القصصية والمقالات الصحفية.
توفي – رحمه الله – في مدينة جدة سنة 1403هـ.
ترجمته في: مجلة النهل (العدد 430 لشهري محرم وصفر 1405هـ) ص 50- 60، وفي المنهل أيضا العدد الخاص بتراجم وأدب أدباء المملكة ص 9130، والموجز في تاريخ الأدب السعودي 177-181، ونشر الرياحين 1/387.

(1/279)


الهروي نفسه".
وقد تفضل علي الأستاذ نبيه بن عبد القدوس الأنصاري بمنحي مصورة عن هذه النسخة النفيسة بعد إن بقيت زمنا طويلا في منأى عن أيدي الباحثين.
وثبت لدي بما لا يدع مجالا للشك أن هذه النسخة هي بخط مؤلفها أبي سهل الهروي، كما ذكر العلامة عبد العزيز الميمني، وخير الدين الزركلي أيضا في الأعلام1، وذلك بالأدلة التالية:
1- جاء على صفحة العنوان عبارتان كتبهما بعض العلماء بخطين مختلفين صورتهما: "بخط مصنفه الهروي رحمه الله"، "خط مصنفه الهروي ... تجاوز الله عنه ... سنة ثمانين وخمسمائة".
2- السماع المدون على صفحة العنوان والتاريخ الذي تضمنه يدلان كذلك على أن النسخة بخط المؤلف، حيث كتب يقوا: "سمع مني هذا الكتاب من أوله إلى آخره بقراءتي عليه السيد الرئيس أبو الأزهر شهاب بن علي أبي الرجال الشيباني أيده الله، وهذا الأصل في يده يعارضني به وقت القراءة، وسمع معه من سمع له في آخره. وكتب محمد أبو سهل بن علي بن محمد الهروي النحوي في ذي الحجة سنة سبع وعشرين وأربعمائة، والحمد لله كثيرا وصلواته على سيدنا محمد النبي وآله وسلم تسليما".
__________
1 1/275. ونشر الصفحة الأولى في طبعة سابقة 7/167 رقم 1153.

(1/280)


3- ما جاء في الورقة الأخيرة بخط شهاب بن أبي الرجال تلميذ أبي سهل حيث يقول: "بلغ السماع لصاحبه شهاب بن علي بن أبي الرجال بقراءة مؤلفه الشيخ أبي سهل محمد بن علي الهروي عليه كله في داره في مصر، لاثنتي عشرة خلون من ذي الحجة سنة سبع وعشرين وأربعمائة، وسمع جميع ذلك أبو القاسم مكي بن خلف البصري، وعلى بن خلف اللواتي. وصلى الله على نبيه محمد وسلم".
وكان هذا التلميذ ينص في بعض حواشي الكتاب على الموضع الذي بلغ إليه من سماع المؤلف، كقوله في الورقة الرابعة والخمسين: "بلغ سماعي من أوله إلى هنا بقراءة الشيخ أبي سهل مؤلفه".
4- تبدأ النسخة بالبسملة، ثم حمد الله والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم قول الشارح: "قال أبو سهل محمد بن علي بن محمد الهروي النحوي: أما بعد ... "فليس في هذه المقدمة ما نجده في النسخ الأخرى من عبارات الترحم والتبجيل التي تكون – عادة – من كلام النساخ.
5- النسخة مكتوبة بخط حسن متقن، وتخلو من الأخطاء التي يقع فيها النساخ عادة، كالتصحيف والتحريف، والخطأ في ضبط الكلمات، فهذا يدل على أن كاتبها حسن الخط وعالم مدقق بصير بما يكتب، وكل هذه الأوصاف تنطبق على أبي سهل الهروي رحمه الله.

(1/281)


وصف النسخة:
تقع هذه النسخة في (165) ورقة، وفي الترقيم الذي دون على أوراق النسخة (166) ورقة، وهو خطأ سببه أن كاتب هذه الأرقام عندما وصل إلى ترقيم الورقة الحادية عشرة كتب عليها رقم: (12) بدلا من رقم: (11) ، فأدى ذلك إلى زيادة رقم في عدد أوراق النسخة.
ولم يتيسر لي الإطلاع على المخطوطة نفسها لأصف ورقها وقياسه بالعناية، ولكن النسخة بشكل عام سليمة من العيوب، وخطها نسخي جميل جدا، وعلى درجة عالية من الضبط والإتقان كما أسلفت، وتتراوح أسطرها ما بين (16-17) سطرا في كل الصفحة، وفي كل سطر نحو (11) كلمة. وكتبت عناوين الأبواب في وسط الصفحات بخط واضح مميز، كما وضع في نهاية كل فقرة دائرة في وسطها نقطة (.) ، وبعدها بياض قليل، ليدل ذلك على انتهاء الفقرة وبداية فقرة أخرى جديدة، وميز الشعر عن بقية الكلام بكتابته في سطر مستقل، ويوجد على حواشي النسخة نحو تسعة إلحاقات لا يزيد أطولها عن سطرين، وكان المؤلف يضع في المكان الذي يريد إضافتها إليه علامة (×) أو خط مائل إلى اليسار أو اليمين باتجاه الحاشية هكذا (أو) ، ثم يكتب ما يريد إضافته متجها إلى الأعلى، وقد أضفت ذلك إلى الأصل، وميزته بين معكوفين.
وتبين لي أن أكثر هذه الإلحاقات قد سقط من المؤلف في أثناء تبيض النسخة، بسبب انتقال النظر، ويظهر أن المؤلف لم يتنبه لها إلا بعد فراغه

(1/282)


من النسخة في أثناء مراجعته لها أو عندما قرئت عليه، يدل على ذلك أن القلم الذي كتبت به مختلف في حجمه ومداده.
واحتوت الورقة الأولى على عنوان الكتاب، واسم المؤلف، وصورتهما: "كتاب إسفار الفصيح. صنعة أبي سهل محمد بن علي بن محمد الهروي النحوي"، وترك فراغا بمقدار ثلاثة أسطر، ثم كتب السماع الذي سبق نقله قبل قليل.
وجاء في الورقة الأخيرة: "تم كتاب إسفار الفصيح، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما"وتحت هذه العبارة كتب تلميذه شهاب بن أبي الرجال السماع الذي نقلته أيضا قبل قليل.
وجاء على صفحة العنوان عدد من التمليكات والقراءات أنقلها كما هي وأضع نقاطا مقابل الكلمات التي لم أستطع قراءتها:
"هذا مما أنعم به الرب الجليل على العبد الذليل صالح بن محمد العلاني العمري".
"من كتب عثمان الحجار ومعشوقاته".
كتاب محمد بن أبي الفرج الكتاني (أو الكتابي) ".
"وفي ملك محمد تاج الدين عبد المحسن.... لطف الله به 1134".

(1/283)


"لعبد الله بن أحمد بن أحمد نفعه الله بالعلم".
"صاحبه ومالكه قاسم بن محمد".
"قرأ علي هذا الكتاب الشيخ الجليل الفقيه أبو السعادات أحمد بن الحسين نفعنا الله بالعلم قراءة عالم به يستعين (أو يستفسر) لمشكله، وقرأته على الشيخ العالم أبي الربيع سليمان بن أحمد الأندلسي.... في شهر رمضان من سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
وكتب عمر بن عبد الرحمن بن عبد الواحد الشيباني في جمادى الأولى سنة خمسمائة لهجرة النبي ص. حامدا الله و ... ".
وقبل أن أختم حديثي عن وصف هذه النسخ أنبه على طريقة أبي سهل في رسم بعض الكلمات التي تخالف طريقة الرسم المألوفة لدينا اليوم، ومن ذلك:
__________
1- رسم الهمزة على نبرة تحتها نقطتان هكذا: مرجئة، روئة، رئاب، برئت".
2- تخفيف الهمزة ورسمها ياء نحو: شيت، قايل، وزاير، وصايم".
3- رسم الهمزة المفتوحة التي بعدها ألف مد هكذا: "أامنا، أايات، القرأان، أالهة، أاخر".
زيادة ألف بعد الواو الأصلية في الفعل المضارع نحو:

(1/284)


"يدعوا، يحلوا، يخلوا".
5- ترك الياء المتطرفة هكذا (ى) بدون نقطتين.
6- ترك التاء المربوطة أحيانا بدون نقطتين.
2-نسخة (ش) :
وهي محفوظة في مكتبة شهيد علي بتركيا برقم (2592) ، ذكرها أيضا العلامة عبد العزيز الميمني في مجلة المجمع العلمي1، وقال: إنها "نسخة عتيقة جدا في 125ق"وهي كذلك إلا أن عدد أوراقها ليس كما ذكر، بل تقع في (197) ورقة، وتضم الصفحة الواحدة منها (15) سطرا، بمعدل (8) كلمات للسطر الواحد، وهي بخط نسخي كبير سهل القراءة، ضبطت فيه الكلمات المشكلة، وهي مجهولة الناسخ وتاريخ النسخ، ولكنها ترقى إلى خطوط القرن الخامس أوالسادس تقريبا. وخطها يسير على نمط واحد لا يختلف إلا في الورقة رقم (189) حيث كتبت هذه الورقة بخط فارسي، ثم أخذ الخط شكله المعتاد، وقد ميزت فيها العناوين بخط واضح في أواسط الصفحات، ووضع الناسخ فوق بعض الكلمات علامة () لتدل على أنها بداية فقرة جديدة.
واحتوى وجه الغلاف على العنوان، وكتب في أعلى الصفحة يسارا، وتحت العنوان تمليكات، تبينت منها ما يلي:
__________
1 المجلد السابع والثلاثون ص 520.

(1/285)


"ملك حسن.... عفى الله عنه"، "من كتب الفقير ... غفر له"، "استصحبه الفقير عبد الباقي كان الله له"وفي الوسط ختم وقف مكتبه شهيد علي، ونصه: "مما أوقفه الوزير الشهيد علي بن باشا رحمه الله تعالى، بشرط ألا يخرج من خزانته 1130"، وجاء في الورقة الأخيرة: "تم كتاب إسفار الفصيح لأبي سهل الهروي رحمه الله. والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما"، وعلى ظهر الورقة ختم مكتبة الشهيد علي أيضا.
وقد قابلت هذه النسخة بنسخة المؤلف فوجدت فيه فروقا كثيرة، منها ما هو من قبيل التصحيف والتحريف والسقط وانتقال النظر، وقد يصل السقط أحيانا إلى ثمانية أسطر كما في الورقة رقم (95/ب) ، ومنها ما هو من قبيل التغيير بالزيادة أو النقص أو التقديم والتأخير أو الصياغة في بعض الألفاظ والعبارات، وجميع تلك الفروق معتادة، وقد أثبت أهمها في حواشي التحقيق، إلا أن أهم تلك الفروق – وهو فرق جوهري – ما جاء في الورقة رقم (184-185) حيث تضمنت نصا طويلا بلغ مقداره (19) سطرا، صدر بعبارة "قال أبو سهل "وعرض فيه لمسألة جموع القلة والكثرة بشيء من التفصيل، في حين لم يزد عرضه لها في الأصل عن أربعة أسطر1.
وقد تأملت هذه الزيادة فوجدتها قريبة من أسلوب أبي سهل، فإن
__________
1 ينظر: ص 910.

(1/286)


ثبت أنها من كلامه، فكيف وردت في نسخة (ش) ولم ترد في الأصل؟
الإجابة على ذلك تحتمل أمورا ثلاثة:
1- أن يكون المؤلف بيض لنفسه نسخة أخرى، فأضاف تلك الزيادة، ولكني لا أرجح هذا الاحتمال، لأن هذه النسخة لو كانت منقولة من نسخة أخرى بيضها المؤلف لكنا وجدنا فيها فروقا أخرى جوهرية، إذ كان من غير المعتاد أن يعود المؤلف لتبييض كتابه مرة ثانية، ولا يجري عليه تعديلات مهمة سوى في موضع واحد.
2- أن تكون تلك الزيادة منقولة من الشرح الكبير الذي ألفه أبو سهل على الفصيح، وهذا احتمال مرجوح أيضا، لأن تلك الزيادة وردت في آخر الكتاب، وقد ترجح لدينا أن المؤلف توقف في هذا الشرح عند المنتصف تقريبا ولم يتمه1.
3- أن يكون أحد تلامذة أبي سهل كتب لنفسه نسخة أخرى عن نسخة المؤلف التي بين أيدينا، ثم قرأها على شيخه أبي سهل فأضاف إلى حاشيتها تلك الزيادة، ثم وضعها النساخ فيما بعد في صلب الأصل، وعن هذا الأصل جاءت نسخة (ش) وهذا أقوى الاحتمالات فيما أرى وأرجحها.
__________
1 ينظر: ص 114-116 من هذا الكتاب.

(1/287)


3- نسخة دار الكتب المصرية.
وهي من مخطوطات مكتبة طلعت المحفوظة في دار الكتب المصرية، برقم (381/لغة) وتقع في (89) ورقة وفي كل صفحة (17) سطرا تقريبا، وفي السطر نحو (12) كلمة، هكذا إلى نهاية النسخة ما عدا الورقات العشر الأخيرة فقد حشرت فيها الأسطر والكلمات حشرا، كأن الورق لم يعد يكف الناسخ، فبلغ عدد أسطر الصفحة الواحدة (43) سطرا بمعدل (19) كلمة للسطر الواحد. وهي مكتوبة بخط نسخي مقروء، وفيه بعض الكلمات المشكولة، ويعود تاريخ نسخها إلى الثاني من شهر جمادى الأولى عام 973هـ، ولم يذكر اسم الناسخ، وكتب على صفحة العنوان بخط حديث "كتاب شرح فصيح ثعلب في اللغة للهروي"، وحشيت صفحاتها الأولى وبالتحديد إلى الورقة العاشرة بمقدمة كتاب درة الغواص للحريري، كما حشيت من المنتصف تقريبا بمتن كتاب فعلت وأفعلت للزجاج، ولم تميز فيها الفقرات بعلامات تدل على بداية كل فقرة، كما لا يفصل فيها الشعر عن كلام المؤلف. ويظهر أن هذه النسخة متفرعة هي ونسخة (ش) عن أصل واحد إذ يوجد بينهما تشابه كبير في الأخطاء والتصحيفات والتحريفات والنقص والزيادة، في أكثر من (130) موضعا، ومن ذلك الزيادة التي سبق ذكرها في وصف نسخة (ش) ، ولكن لا نستطيع أن نجعل نسخة (ش) هي الأصل الذي نقلت منه نسخة دار الكتب المصرية، لأن في هذه الأخيرة أخطاء كثيرة وسقط كبير ليس في (ش) ، وأهم أنواع السقط الذي اعترى نسخة دار الكتب المصرية

(1/288)


وليس في (ش) ، سقوط (19) سطرا من آخر باب فعلت بفتح العين، وسقوط نحو نصف الباب الذي يليه وهو باب فعلت بكسر العين، ويبلغ هذا السقط نحو (90) سطرا، والغريب في الأمر أن الناسخ قد سدد هذا السقط من تصحيح الفصيح لابن درستويه، بل وضع للباب الثاني عنوان ابن درستويه نفسه، ويظهر أن هذا الناسخ كان ينقل من أصل مخروم، فأتم الساقط من كلام أبي سهل بما يقابله من كلام ابن درستويه، ولا أدري هل فعل ذلك عن جهل، أو بقصد أن تكون نسخته تامة رائجة، فضلا عن سقوط أبواب بكاملها وأجزاء من أبواب، وتقديم وتأخير، وتداخل بين الأبواب في آخر النسخة ابتداء من الورقة رقم (82) .
وقد أهملت هذه النسخة، لكثرة عيوبها، إلا في حالات قليلة كنت أعود إليها للتأكد من صحة قراءة بعض الألفاظ في نسخة (ش) .
ثانيا: منهج التحقيق:
حاولت جاهدا أن أخرج هذا الكتاب محققا بالصورة التي تركها عليه مؤلفه، ومن أجل ذلك قمت بما يلي:
اعتمدت نسخة المؤلف أصلا، وأثبتها كما هي في المتن، وحاولت الالتزام بضبط المؤلف لنسخته ما استطعت إلى ذلك سبيلا، ولم أتجرأ على التدخل في نص نسخة المؤلف إلا عند الضرورة القصوى، وذلك مثل تصحيح الآيات القرآنية الكريمة، عندما أتيقن أن ما حدث خطأ مقطوع به، ولا وجه له، فإني – حينئذ – أصحح ذلك في المتن، وأشير

(1/289)


في الحاشية إلى أصل الخطأ، وذلك لأن مكانة القرآن ومنزلته العظيمة أسمى من أن نجامل فيها مخطئا، حتى لو كان المؤلف نفسه.
وفي موضع واحد نقل المصنف نصا عن أبي عبيد من الغريب المصنف فسقط منه كلمة سهوا لا يستقيم الكلام بدونها، فأثبتها في المتن، وشجعني على ذلك ورودها على الصواب في نسخة (ش) . وقد ميزت ما قمت بتصحيحه بوضعه بين معكوفين [ٍ] .
2- أضفت إلى المتن النصوص التي استدركها المؤلف في الحاشية، وأثبتها في المكان المناسب كما أراد المؤلف، وميزتها بوضعها بين معكوفين.
3- اتبعت في النسخ قواعد الإملاء الحديثة، وأشرت في الحواشي إلى طريقة المؤلف في رسم بعض الكلمات على الطريقة القديمة، وقد ذكرت نماذج من ذلك عند وصف نسخة المؤلف.
4- أثبت أرقام صفحات نسخة المؤلف في المتن عند نهاية كل صفحة، ورمزت لوجه الورقة (اللوحة) بالحرف (أ) ولظهرها بالحرف (ب) .
5- قابلت نسخة الأصل بسخة (ش) ، وأشرت إلى الفروق التي انفردت بها (ش) في الحاشية، واقتصرت من ذلك على الفروق المهمة.
6- قارنت هذا الكتاب بمختصره "كتاب التلويح"وأثبت في

(1/290)


حواشي التحقيق الزيادات أو الفروق المهمة التي انفرد بها عن الأصل.
7- عزوت الآيات القرآنية، وذلك بإشارة إلى اسم السورة ورقم الآية، وإكمالها إن كان ثمة ضرورة، وضبطها ضبطا تاما مطابقا للقراءة التي يريدها المؤلف، وميزتها عن سائر نصوص الكتاب بحصرها بين قوسين مزهرين {} .
8- خرجت القراءات القرآنية من كتب القراءات، وكتب التفسير، ووجهت بعضها، ونسبتها إلى أصحابها.
9- خرجت الأحاديث النبوية والمأثور من كلام الصحابة من كتب الأحاديث المعروفة بدءا بالكتب الستة، ثم الكتب التي تعنى بالبحث في الأحاديث الموضوعة أو الضعيفة، أو كتب غريب الحديث، وأشير في الغالب إلى لفظ الحديث كما ورد في هذه المصنفات.
10- خرجت المأثورة من أمثال العرب وأقوالهم من كتب الأمثال، واللغة والأدب، وغيرها.
11- خرجت شواهده الشعرية، واكتفيت عند التخريج بذكر الديوان أو الشعر المجموع للشاعر إن كان له ديوان أو شعر مجموع، فإن لم يكن كذلك فمن كتب اللغة والنحو والأدب وغيرها من غير استقصاء، ونسبت أكثر الأبيات التي لم ينسبها المصنف إلى قائليها، وبينت الخلافة في الأبيات التي تنسب لغير شاعر، وإذا لم أستطع نسبة البيت أشرت إلى المظان التي ورد فيها غير منسوب، وإذا لم أجد تخريجا للبيت في المظان

(1/291)


نبهت على ذلك في الحاشية بقولي: "لم أهتد إليه". وقد أذكر بعض الروايات إن كان ذكرها يخدم غرضا في النص، وأكملت البيت في الحاشية إن ورد في النص صدره أو عجزه أو قطعة منه، وقد أذكر بيتا قبل الشاهد أو بعده إن دعت الحاجة إلى ذلك.
12- خرجت أقوال العلماء وغيرهم من كتبهم إن كان لهم كتب ذكرت فيها تلك الأقوال، وإلا من الكتب الأخرى التي نقلت أقوالهم، وما لم يكن من الأقوال منسوبا فقد اجتهدت في معرفة أصحابها ذاكرا المصدر الذي ورد فيه القول منسوبا، ونبهت على ما لم أقف عليه.
13- حصرت الأحاديث، والآثار والأمثال، والأقوال، وروايات الشواهد الشعرية، وبعض روايات الفصيح، وأصول الألفاظ المعربة، وأسماء الكتب بين علامتي تنصيص "".
14- ميزت قول ثعلب بتسويده ووضعه بين قوسين، وأشرت في الحاشية إلى ما أهمله الشارح أو أسقطه من ألفاظ الفصيح، أو أورده برواية تخالف ما في الفصيح أو التلويح.
15- علقت على كثير من المسائل اللغوية والنحوية، والصرفية وغيرها، وناقشت الشارح في بعض آرائه إن اقتضى المقام ذلك، وأحلت في أثناء ذلك على المصادر ذات العلاقة، ورتبتها – بقدر الاستطاعة – على زمن وفاة مصنفيها، وكنت أحيل على المعاجم بعد أن أحيل أولا على المصادر الأخرى.

(1/292)


16- أشرت إلى نطق العامة للألفاظ التي ذكرها ثعلب في الفصيح، مما لم يشر إليه الشارح، وبينت في حالات كثيرة أن نطق العامة ليس بخطأ وإنما هو يوافق لغة من لغات قبائل العرب، وأحلت في أثناء ذلك على كتب لحن العامة ومعاجم اللغة وغيرها.
17- حاولت أن أشير إلى الألفاظ التي يتكلم بها العامة اليوم في بعض نواحي الجزيرة العربية مما له صلة بالألفاظ الواردة في الشرح، ولعل في عملي هذا ما يخدم البحث في التطور اللغوي، أو يسهم بتقديم مادة ولو يسيرة لمن يعنى بوضع الأطالس اللغوية.
18- فسرت الألفاظ الغريبة التي وردت في ثنايا الشرح تفسيرا موجزا مستعينا بكتب اللغة، كم استعنت بكتب المعربات في تخريج الألفاظ الدخيلة والمعربة وتفسيرها وبيان أصولها.
19- مثلت لما أغفل المؤلف التمثيل له، وذلك في المواضع التي رأيتها بحاجة إلى ذلك.
20- ربطت أجزاء الكتاب بعضها ببعض وذلك بتعيين أرقام الصفحات التي أحال عليها الشارح، كما نبهت على كثير من القضايا المكررة أوالإشارات ذات العلاقة بالإحالة إليها في الصفحات السابقة أواللاحقة.
21- ترجمت للأعلام الذين ورد ذكرهم في الشرح، ما عدا

(1/293)


الملائكة، والرسل والأنبياء، والأعلام المعروفين بين الناس كالخلفاء الراشدين مثلا، أو بعض علماء النحو المشهورين كالخليل وسيبويه. وتناولت الترجمة أسماء الأ علام وأنسابهم وشيوخهم وتلاميذهم وأهم مؤلفاتهم إن كانوا من العلماء، أو ما اشتهروا به إن كانوا غير ذلك، وذكرت – في الغالب – مكان وتاريخ وفياتهم، وأشرت إلى بعض مصادر تراجمهم، وإذا تكرر ورود العلم اكتفيت بالترجمة له عند وروده لأول مرة.
22- عرفت بالأماكن والبلدان والمواقع الواردة في الشرح، معتمدا في ذلك على كتب المواقع والبلدان.
23- اكتفيت بذكر اسم المؤلف عند الإحالة على شروح الفصيح، فإذا قلت: ينظر ابن درستويه فإني أعني "تصحيح الفصيح"، وكذلك إذا قلت: ينظر ابن خالويه، أو الجبان، أو المرزوقي، أو ابن ناقيا، أو الزمخشري، أو التدميري، أو ابن هشام، فإني اعني شروحهم على كتاب الفصيح.
24- عبرت عن نسخة المؤلف بـ "الأصل"، ورمزت لنسخة مكتبة شهيد علي بالحرف (ش) ، وألحقت بمقدمة الكتاب نماذج للصفحات الأولى والأخيرة منهما.
25- وضعت للكتاب الفهارس الشاملة التي تسهل على الباحثين العثور على أي مطلب منه.

(1/294)