إسفار الفصيح

باب فعلت بكسر العين 1
[13/ب] (يقال: قضمت الدابة شعيرها) 2، وماأشبهه في اليبس، تقضم قضما بكسر الضاد في الماضي، وفتحها في المستقبل، وسكونها في المصدر: إذا أكلته، فإن أكلت الرطبة قيل: خضمت تخضم خضما بالخاء3. وهي قاضمة وخاضمة، والمفعول مقضوم ومخضوم.
(وكذلك بلعت الشيء) 4 بكسر اللام (أبلعه) بفتحها، بلعا، بسكونها5، وهو معروف المعنى، أي أنزلته من حلقي حتى يستقر في
__________
1 والعامة تقوله بفتح العين.
2 إصلاح المنطق 208، وأدب الكاتب 397، وابن درستويه 147، وفي المصباح (قضم) 193: "وقضمت الدابة قضما، من باب ضرب لغة"، و"خضم" كسمع وضرب، لغتان في المقاموس (خضم) 1425. وفي تفسير الخضم والقضم أقوال غير هذه. ينظر: الغريب المصنف (44/أ) والتهذيب 8/351، والصحاح 5/1913، واللسان 12/182، 487 (خضم، قضم) .
3 والعامة تقوله بفتح العين.
3 إصلاح المنطق 208، وأدب الكاتب 397، وابن درستويه 147، وفي المصباح (قضم) 193: "وقضمت الدابة قضما، من باب ضرب لغة"، و"خضم" كسمع وضرب، لغتان في المقاموس (خضم) 1425. وفي تفسير الخضم والقضم أقوال غير هذه. ينظر: الغريب المصنف (44/أ) والتهذيب 8/351، والصحاح 5/1913، واللسان 12/182، 487 (خضم، قضم) .
4 إصلاح المنطق 208، وأدب الكاتب 397، وتقويم اللسان 81، وفي تحفة المجد الصريح (71/ب) عن صاحب الموعب عن الفراء "بلعت" بالفتح، وينظر: المصباح (بلع) 24.
5 وكذلك في الجمهرة 1/366، واللسان 8/20، والقاموس 910 (بلع) وفي تثقيف اللسان 139، وتصحيح التصحيف 167 نص على أن تسكين اللام لحن، والصواب فتحها، وفي الأفعال للسرقسطي 4/116: "وبلع الريق والماء بلعا، وبلع الطعام بلعا"، وينظر: الأفعال لابن القطاع 1/88، والمصباح (بلع) 24.

(1/347)


المعدة، وأنا1 بالع، وهو مبلوع.
(وسرطته أسرطه) 2 سرطا، (وزردته أزرده) 3 زردا، ومعناهما واحد: إذا بلعته بسرعة من غير مضغ، ويكون ذلك في الطعام اللزج اللين خاصة، ولا يقال في الشراب. ومنه سموا الفالوذ4 سِرِطْرِاطاً بكسر السين، لسرعة بلع آكله له، وزلقه في الحلق5. والفاعل سارط وزارد، والمفعول مسروط ومزرود.
(ولقمت ألقم) 6 لقما، أي أكلت، وأنا لاقم، والمأكول ملقوم. وقيل: معنى لقمت كمعنى بلعت7. وقيل: بل هو وضع اللقمة في الفم خاصة دون البلع8 [14/أ] .
__________
1 ش: "فأنا".
2 إصلاح المنطق 208، وأدب الكاتب 397، وتقويم اللسان 116ن وتصحيح التصحيف 294.
3 إصلاح المنطق 208، وأدب الكاتب 397، وتقويم اللسان 116ن وتصحيح التصحيف 294.
4 ش: "الفالوذج". قال ابن السكيت في إصلاح المنطق 308: "وتقول: هو الفالوذ، والفالوذق، ولا تقل: الفالوذج". وهو نوع ممن الحلواء يسوى من لب الحنطة، فارسي معرب. المعرب 247، واللسان (فلذ) 3/503.
5 في التهذيب (سرط) 12/330: "وقيل للفالوذ: سرطراط، فكررت الطاء والراء تبليغا في وصفه واستلذاذ آكله إياه، إذا سرطه وأساغه في حلقه".
6 ش: "لقمت الشيء الفم" وينظر: إصلاح المنطق 208، وأدب الكاتب 397.
7 إصلاح المنطق 208.
8 ابن درستويه 150.

(1/348)


(وجرعت الماء) 1 وأشباهه (أجرعه) جرعا بسكون الراء2 في المصدر، وأنا جارع، وهو مجروع في معنى بلعت سواء. فإن بلعته قليلا قليلا قلت تجرعته. ومنه قوله تعالى: {يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُه} 3.
(ومسست الشيء أمسه) 4 مسا ومسيسا ومسيسى يا فتى بالقصر وكسر الميم وتشديد السين الأولى، فأنا ماس، وهو ممسوس: إذا لمسته بيدك وجسسته. ويكنى به عن الجماع أيضا، ومنه قوله تعالى: {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنّ} 5، وقال تعالى – حكاية عن مريم عليها السلام -: {قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَر} 6.
__________
1 إصلاح المنطق 208، وأدب الكاتب 397، وتقويم اللسان 91، و"جرعت" بالفتح لغة أخرى. ينظر: الغريب المصنف (144/أ) ، والصحاح 3/1195، والمحكم 1/190، واللسان 8/46، والقاموس 915 (جرع) .
2 ش: "من".
3 سورة إبراهيم 17.
4 ما تلحن فيه العامة 107، وابن درستويه 151، وتقويم اللسان 163، وفي الصحاح (مسس) 3/978: "وحكى أبو عبيدة: مسست الشيء أمسه بالضم". وينظر: إصلاح المنطق 211، وأدب الكاتب 422، والأفعال للسرقسطي 4/148، ولابن القطاع 3/198.
5 سورة البقرة 237.
6 سورة آل عمران 47. وينظر: معاني القرآن للفراء 1/155، وتفسير الطبري 3/273.

(1/349)


(وشممت) 1 الشيء أشمه شما وشميما، فأنا شام، وهو مشموم: أي استنشقت رائحته بأنفي، لأعلم طيبه من نتنه. وقال الراجز2:
شممتهت فكرهت شميمي
(وعضضت) 3 الشيء أعضه عضا وعضيضا، وهو معروف المعنى، مثل كدمت سواء: إذا قبضت عليه بأسنانك، أو حاولت قطعه بها، فربما بان من الشيء كاللقمة وأشباهها من الأشياء اللينة الرخوة [14/ب] ، وربما لم يبن كالأشياء الصلبة، لكنه قد يؤثر في بعضها، فأنا عاض، والشيء معضوض. ومنه قوله تعالى: {عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظ} 4، وقال: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْه} 5.
__________
1 ما تلحن فيه العامة 106،وتقويم اللسان 111، وتثقيف اللسان 282، وتصحيح التصحيف 341، وفي إصلاح المنطق 211ك "وشممت أشم لغة". وينظر: أدب الكاتب 481، والأفعال للسرقسطي 2/331، ولابن القطاع 2/210، والصحاح 5/1961، واللسان 12/325، والمصباح 123 (شمم) .
2 لم أهتد إليه.
3 ما تحلن فيه العامة 107، وابن درستويه 152، وفي الصحاح (عضض) 3/1091 عن ابن السكيت: "وقال أبو عبيدة: عضضت بالفتح، لغة في الرباب" قلت: هذا تصحيف نبه عليه ابن بري في اللسان (عضض) 7/188، لأن الذي حكاه ابن السكيت عن أبي عبيدة: "غصصت لغة في الرباب" بالصاد المهملة، لا بالضاد المعجمة. ينظر: إصلاح المنطق 211، وأما "عضضت" بالفتح، فذكرها سيبويه 4/106، وابن القطاع في الأفعال 2/387، وصاحب المصباح 158، والقاموس 835 (عضض) .
4 سورة آل عمران 119.
5 سورة الفرقان 27.

(1/350)


(وغصصت) 1 بالشيء (أغص) به غصا وغصصا: أي بقي في حلقي، ولم أقدر على إساغته وبلعه، فأنا غاص به وغصان، والشيء مغصوص به. قال الشاعر2:
لو بغير الماء حلقي شرق ... كنت كالغصان بالماء اعتصاري
(ومصصت الشيء أمصه) 3 مصا، فأنا ماص، والمفعول ممصوص، وهو معروف المعنى، كمصك الماء بشفتيك عند شربه، وكما يمص الصبي الثدي ليستخرج منه اللبن بشفتيه ولسانه. وقال أبو منصور الجبان: مصصت الشيء: إذا تشربت4 ماءه بين اللسان والحنك مصا، والمصوص – يعنى بفتح الميم – سمي بذلك5.
(وسففت الدواء وغيره أسفه) 6 سفا: إذا اقتحمته، أي ألقيته من
__________
1 ما تحلن فيه العامة 107، و"غصصت" بالفتح لغة في الرباب، حكاها أبو عبيدة. ينظر إصلاح المنطق 211، وأدب الكاتب 422، والأفعال للسرقسطي 2/26، ولابن القطاع 2/436، واللسان 7/60، والمصباح 170، والقاموس 806 (غصص) .
2 ش: "قال الشاعر"، وهو عدي بن زيد، والبيت في ديوانه 93.
3 إصلاح المنطق 209، وأدب الكاتب 397، وتقويم اللسان 163، وتصحيح التصحيف 484، وفي التهذيب (مص) 12/130: "قلت: ومن العرب من يقول: مصصت أمص، والفصيح الجيد مصصت بالكسر، أمص". وينظر: الأفعال للسرقسطي 4/173، واللسان 7/91، والقاموس 814 (مصص) .
4 ش: "شربت".
5 الجبان 108. المصوص من النساء: التي تمتص رحمها الما، والمصوص أيضا: لحم ينقع في الخل ويطبخ. اللسان (مصص) 7/91، 93.
6 أدب الكاتب 397، وتقويم اللسان 119، وتصحيح الفصيح 314.

(1/351)


راحتك إلى فمك، فمنه ما تمضغه، ومنه ما تبلعه بماء تشربه عليه، ولا يكون ذلك إلا فيما كان يابسا [15/أ] فقط، نحو السويق1 والسمسم والإهليلج2 المدقوق ونحوها.
(وزكنت منك كذا وكذا أزكن) 3 زكنا وزكنا بالسكون والفتح، وزكانة وزكانية، مثل كراهة وكراهية، فأنا زكن وزاكن، (أي علمته) 4، والشيء مزكون. (قال الشاعر) ، وهو قعنب بن أم صاحب5:
__________
1 السويق: طعام يصنع من طحين والحنطة والشعير، وربما ثري بالسمن. اللسان (سوق) 10/170، وموطئة الفصيح 285.
2 هو نبات ينبت في الهند وكابل والصين، ثمره على هيئة حب الصنوبر الكبار، يدق ويتداوى به، فارسي معرب. ينظر: المعرب 28، والقاموس 269، والمعجم الوسيط 32 (هلج) .
3 و"زكن" بالفتح لغة أخرى. ينظر: الأفعال لابن القطاع 2/85، وابن هشام 59.
4 وفي أدب الكاتب 23: "ونحو قول الناس: "زكنت الأمر" يذهبون فيه إلى معنى طننت وتوهمت، وليس كذلك، وإنما هو بمعنى علمت"، وأنشد بيت قعنب.
5 البيت في إصلاح المنطق 254، وتهذيب الألفاظ 547، وأدب الكاتب 24، ونوادر أبي مسحل 1/303، والفاخر 58، والزاهر 1/513، ولباب الآداب 404، وشرح المفصل لابن يعيش 8/112، والجمهرة 2/825، والمجمل 1/437، واللسان 13/198 (زكن) ، ويروى في بعض هذه المصادر:
ولن يراجع قلبي ودهم أبدا زكنت منه على مثل الذي زكنوا
وقعنب هو: قعنب بن أم صاحب الفرازي، اشتهر بنسبه إلى أمه، وأبوه ضمرة أحد بني عبد الله بن غطفان، شاعر مقل مجيد، كان يعيش في عصر بني أمية. توفي نحو سنة 95هـ.
من نسب إلى أمه من الشعراء 1/92ن وألقاب الشعراء 2/310، وشرح الحماسة للتبريزي 4/24، وفي المبهج في تفسير أسماء شعراء الحماسة 180: " القعنب الشديد الصلب من كل شيء، فهو منقول" وينظر: الاشتقاق 222.

(1/352)


(ولن يرجع قلببي حبهم أبدا ... زكنت من بغضهم مثل الذي زكنوا)
يقول: نحن متباغضون، نبغضهم ويبغضوننا، وذلك ثابت لا يزول أبدا، قد علمت منهم بغضهم لنا، وقد علموا بغضنا لهم، فلا يعاود قلبي إلى محبتهم1 أبدا. ومعنى أبدا: هو الزمان والدهر المستقبل الذي يأتي، وهو نقيض قط، وهو الزمان والدهر الماضي. ولن بالنون: حرف ينصب الفعل المستقبل وينفيه خاصة، وهو في النفي نظير لا، وهما في النفي2 ضد لم بالميم، لأن لم حرف ينفي الماضي، تقول: لن أفعله أبدا، أي3 فيما استقبل من الزمان في عمري، ولم أفعله قط، أي فيما مضي من الزمان، وقد تقدم هذا فيما مضى من الكتاب4.
(وقد نهكه المرض ينهكه) 5 نهكا [15/ب] بسكون الهاء في المصدر: إذا أضناه وبالغ في ضعفه ونقص لحمه. والمرض ناهك له،
__________
1 ش: "حبهم".
2 "في النفي" ساقطة من ش.
3 "أي" ساقطة من ش.
4 ص 320، وفي ش: "وقد تقدم هذا في الكتاب".
5 إصلاح المنطق 209، وأدب الكاتب 397، وابن درستويه 157ِِ، وفي الصحاح (نهك) 4/1613: "ويقال أيضا: نهكته الحمى، إذا جهدته وأضنته ونقصت لحمه. وفيه لغة أخرى: نهكته الحمى بالكسر" وينظر: الأفعال للسرقسطي 3/223، واللسان 10/499، والمصباح 240، والقاموس 1234، (نهك) .

(1/353)


فهو منهوك ونهيك أيضا. وأنشد الأصمعي1 لابن الهمام السلولي2:
غريب تذكر إخوانه ... فهاجر له طربا ناهكا
(وأنهكه السلطان عقوبة) ينهكه بضم الياء وكسر الهاء، إنهاكا: (إذا بالغ في عقوبته) 3. والسلطان هاهنا: هو الوالي والملك المؤمر على القوم، وجمعه سلاطين.
قال أبو سهل: وليس هذا الفصل4 من هذا الباب، وإنما ذكره فيه أبو العباس – رحمه الله5 – ليعرف الفرق بينه وبين الفصل الذي قبله،
__________
1 هو أبو سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي الباهلي، أديب لغوي، نحوي، روى كثيرا من أخبار العرب وأشعارها، أخذ عن أبي عمرو بن العلاء، والخليل بن أحمد، والشافعي، وأخذ عنه أبو حاتم السجستاني، ومحمد بن سلام الجمحي، والجاحظ، وغيرهم، له مؤلفات كثيرة في اللغة والأدب، منها: كتاب الإبل، وخلق الإنسان، والنبات، والأصمعيات، وشرح بعض الدواوين، توفي سنة 213هـ. أخبار النحويين البصريين 272، وطبقات الزبيدي 167، وإنباه الرواة 2/197، والبلغة 136.
2 ديوانه 201. وابن الهمام السلولي اسمه عبد الله، وهو من بني مرة بن صعصعة، من قيس عيلان، وبنو مرة يعرفون ببني سلول، وهي أمهم، شاعر إسلامي، عاش في صدر الدولة الأموية، وذكر ابن قتيبة أن له صحبة.
طبقات فحول الشعراء 2/625-637، والشعر والشعراء 2/545، والخزانة 9/223.
3 هذه الجملة ليست في الفصيح ولا التلويح.
4 أي قول ثعلب: "وأنهكه السلطان عقوبة".
5 "رحمه الله" ساقطة من ش.

(1/354)


ولمشاركته إياه أيضا في أكثر حروفه1.
وقوله: "بالغ في عقوبته" معناه: اجتهد وبلغ أقصاها، ولم يقصر فيها. والعقوبة والعذاب بمعنى واحد، ويكونان ضربا وغيره.
(وبرئت من المرض) بكسر الراء والهمز، فأنا أبرأ، (وبرأت أيضا) 2 بفتح الراء مع الهمز، فأنا أبرأ وأبرؤ3 (برءا) فيهما جميعا بضم الباء وسكون الراء4 [16/أ] (وبروءا) بضمهما أيضا، على
__________
1 قال ابن درستويه: "وأما قوله: أنهكه السلطان عقوبة، فليس من هذا الباب، لأنه "أفعل" بالألف، وليس هذا موضعه، وإن كان معناه راجعا إلى معنى نهكه المرض، إلا أنه منقول من فاعله إلى فاعل آخر". وانتقد ثعلبا أيضا في هذا الموضع علي بن حمزة في التنبيهات 178، وابن ناقيا 1/33، وابن هشام اللخمي 60.
2 برئت وبرأت لغتان فصيحتان الأولى لتميم وسائر العرب، والأخرى حجازية. ينظر: إصلاح المنطق 212، والألفاظ المهموزة 27، والأفعال للسرقسطي 4/92، والمزهر 2/276، والجمهرة 3/1093، والصحاح 1/36، واللسان 1/31 (برأ) . وفي البصائر لأبي حيان 4/226: "ويقال: برأت من المرض وبرئت جميع. هكذا قال أبو زيد، وثعلب يختار برأت، ويزعم أنه أفصح، وإذا كان اللفظان من كلام العرب، ولم يكن للمعنى فيه شاهد على مزية أحدهما فكلاهما صحيح". قلت: وهذا خلاف ما ذكر ثعلب، كما ترى.
3 في معاني القرآن وإعرابه للزجاج 2/428: "وبرئت من المرض، وبرأت أيضا برءا، وقد رووا برأت أبرؤ بروءا، ولم نجد فيما لامه همزة فعلت أفعل، نحو قرأت أقرأ وهنأت البعير أهنؤه، وقد استقصى العلماء باللغة هذا فلم يجدوه إلا في هذا الحرف" يعني: في برأت أبرؤ فقط. وينظر: التهذيب (برى) 15/270.
4 ش: "ويرئت من المرض، وبرأت أيضا بكسر الراء وفتحها مع الهمز، برءا بضم الباء وسكون الراء".

(1/355)


فعول: أي سلمت من السقم1،وصححت، وأفقت، فأنا بارئ منه.
(وبرئت من الرجل) بالكسر والهمز، أبرأ (براءة) بالمد على فعالة بالفتح: أي تخلصت، فلا أكون منه في شيء، فأنا بريء، على فعيل.
وبرئت أيضا من الدين براءة: أي انتفيت منه، وتخلصت، فلم يبق لي شيء عليه، أو لم يبق علي شيء منه، فأنا بريء على فعيل أيضا2.
(وبرئت القلم وغيره) بفتح الراء (غير مهموز، أبريه بريا) 3: أي قطعته ونحته، فأنا بار، والقلم مبري.
وليس هذا الفصل من هذا الباب أيضا4، وإنما ذكره فيه ليفرق بينه وبين الفصل الذي قبله أيضا5، [وكذلك قوله: "وبرأت" أيضا ليس هو من هذا الباب، وإنما ذكره فيه لتعلقه بما قبله] 6.
__________
1 ضبط المؤلف كلمة "السقم" بفتح السين والقاف، وضم السين وسكون القاف، وكتب فوقها "معا" إشارة إلى جواز الأمرين. وينظر: الصحاح (سقم) 5/1949.
2 قوله: "وبرئت أيضا....فعيل أيضا" ساقط من ش.
3 أنشد في الفصيح بين معكوفين ص 264:
يا باري القوس بريا لست تحكمه لا تظلم القوس أعط القوس باريها
4 أي قوله: "وبريت القلم"، لأن هذا الباب "فعلت" بكسر العين و"بريت" بالفتح.
5 أي ليبين أنه غير مهموز.
6 استدركه المؤلف في الحاشية، وهو ساقط من ش.

(1/356)


(وضننت بالشيء) بكسر النون (أضن به) 1 بفتح الضاد، ضنا بكسرها، وضنانة بفتحها: أي بخلت، فأنا ضنين به، أي بخيل، وقرئ قوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} 2 بالضاد، على معنى بخيل، ومن قرأ {بِظَنِينٍ} بالظاء، فمعناه: بمتهم. والشيء مضنون به بالضاد: أي يبخل به.
(وشملهم الأمر يشملهم) 3 شملا وشملا بسكون الميم وفتحها وشمولا: إذا عمهم، وأحاط بهم، فهو شامل لهم، وهم [16/ب] مشمولون.
(ودهمتهم الخيل تدهمهم) 4 دهما بسكون الهاء في المصدر: إذا
__________
1 وضننت بالفتح، أضن بالكسر لغة سمعها الفراء. ينظر: إصلاح المنطق 211، وأدب الكاتب 422، والمحيط 7/434، والصحاح 6/2156، واللسان 13/261 (ضنن) .
2 سورة التكوير 24، وهذه بقراءة عاصم، ونافع وحمزة، وابن عامر، وقرأ بالظاء ابن كثير، وأبو عمرو، والكسائي، والحضرمي. ينظر: السبعة 673، وعلل القراءات 2/750، والحجة لأبي علي 6/380، وتفسير القرطبي 19/157.
3 وشملهم الأمر يشملهم بفتح الميم في الماضي وضمها في المستقبل، لغة حكاها الفراء، وأنكرها الأصمعي. ينظر: إصلاح المنطق 211، وأدب الكاتب 421، والأفعال للسرقسطي 2/345، والصحاح 5/1739، واللسان 11/367ن والمصباح 123 (شمل) .
4 ودهمتهم بالفتح، لغة حكاها ابن السكيت في إ صلاح المنطق 211 عن أبي عبيدة، وحكاها السرقسطي في الأفعال3/328، عن الكسائي، وفي أدب الكاتب 421: "ويقولون: دهمهم الأمر، ودهمهم أجود". وينظر: التهذيب 6/225ن والصحاح 5/1924، واللسان 12/211، والمصباح 77 (دهم) .

(1/357)


غشيهم وفاجأتهم بجمعها، وهم لا يشعرون. ودهمهم الأمر: إذا فاجأهم. ولا يكاد يقال ذلك إلا في الأمر المكروه. والخيل داهمة، وهم مدهومون.
الخيل هاهنا: هم الفرسان الذين يغيرون على القوم.
(وقد شلت يده تشل) 1 شللا، فهي شلاء بالمد وفتح الشين في الماضي والمستقبل، وأصلهما شللت تشلل بكسر اللام في الماضي وفتحها من المستقبل، ومعناه: يبست، وقيل: معناه: استرخت وصارت كأنها ليست من جملة البدن2. وهو رجل أشل اليد، وامرأة شلاء اليد بالمد. وقال الراجز3:
شلت يدا فارية فرتها
__________
1 في التهذيب (شلل) 11/277 عن ثعلب قال: "شلت يده لغة فصيحة، وشلت لغة رديئة، قال: ويقال: أشلت يده"، وفي ابن درستويه 159: "والعامة تقول: شلت بضم الشين، يظنون أنه بمعنى قطعت، وهو خطأ". وينظر: النوادر لأبي زيد 153، وأدب الكاتب 393، وتثقيف اللسان 177، وتصحيح الفصيح 340، والمحيط 7/261، والقاموس 1318 (شلل) .
2 ابن الجبان 111، والمرزوقي (15/ب) .
3 الرجز لصريع الركبان، كما في التاج (فرى) 10/179، وهو بلا نسبة في: إصلاح المنطق 237، والأفعال للسرقسطي 2/365، والمشوف المعلم 599، والخصائص 2/246، والأضداد لابن الطيب 562، والجمهرة 2/790، 3/1266، والصحاح 2/713، والتكملة للصغاني 3/69، 6/485، واللسان 4/458، والتاج 3/335.

(1/358)


(ولا تشلل يدك) 1 بفتح التاء واللام الأولى، وسكون الثانية: أي لا شلت، وهو دعاء له بالسلامة من الشلل. وجاء بالدعاء من المستقبل، كما يقولون في الدعاء مرة: رحمك الله من الماضي، ومرة يرحمك الله من المستقبل2. ومنه قول الشاعر3:
فلا تشلل يد فتكت بعمرو ... فإنك لن تذل ولن تضاما
[17/أ] (ونفد الشيء ينفد) 4 نفادا ونفودا، فهو نافد على فاعل: إذا فني بعضه بعد بعض حتى لم يبق منه شيء، ومنه قوله جل وعز: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي} 5.
(ولججت يا هذا، وأنت تلج) 6 لجاجا ولجاجة: إذا تماديت في فعل الشيء ولزمته وعاودت فيه، فأنت لجوج.
__________
1 النوادر لأبي زيد 153ن والصحاح (شلل) 5/1737.
2 قوله: "كما يقولون ... من المستقبل" ساقط من ش.
3 البيت لرجل جاهلي من بكر بن وائل في النوادر 153 برواية: " ... فتكت ببحر.. ولن تلاما" والبيت برواية ثعلب في رسالة الغفران 407، وأمالي ابن الشجري 2/533، 3/232.
4 ما تحلن فيه العامة 100، وإصلاح المنطق 209ن وأدب الكاتب 398.
5 سورة الكهف 109.
6 إصلاح المنطق 209، وأدب الكاتب 397، وتقويم اللسان 159، و"لججت" بالفتح لغة أخرى في المحكم (لجج) 7/151، وينظر: اللسان (لجج) 2/353.

(1/359)


(وخطف الشيء يخطفه) 1 خطفا بسكون الطاء، فهو خاطف، والشيء مخطوف: إذا اختلسه وأسرع أخذه. ومنه قوله تعالى: {إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِب} 2 وقال عز وجل: {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ} 3، ثم قال عدي بن زيد4:
خطفته منية فتردى ... ولقد كان يأمل التعميرا
أي أخذته بسرعة.
__________
1 وفيه لغة أخرى: "خطف يخطف" بفتح الطاء في الماضي وكسرها في المضارع، قال الأخفش في معاني القرآن 1/50: "وهي قليلة رديئة لا تكاد تعرف، وقد رواها يونس"، وفي الجمهرة (خطف) 1/609: "خطف يخطف خطفا، وخطف يخطف، والمصدر فيهما الخطف لغتان فصيحتان" وحكاهما – دون ذكر مستواهما الصوابي – صاحب العين (خطف) 4/220، وينظر: المحيط 4/291، والصحاح 4/1352، واللسان 9/75، والقاموس 1041 (خطف) .
2 سورة الصافات 10.
3 سورة البقرة 20. قرأها الجمهور: "يخطف" بفتح الطاء، وهي لغة قريش، وهي الأفصح، وقرأ مجاهد، وعلي بن الحسين ويحيى بن زيد ويوسف: "يخطف" بكسر الطاء. ينظر: السبعة 148، والحجة في علل القراءات 1/390، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 1/95، والبحر المحيط 1/146، والدر المصون 1/178.
4 ش: "وينشد لعدي بن زيد" وهو أولى مما في الأصل، والبيت في ديوانه 64، برواية: "وهو في ذاك يأمل...." وعدي بن زيد هو: عدي بن زيد بن حماد بن زيد بن أيوب العبادي، عده ابن سلام في الطبقة الرابعة من فحول شعراء الجاهلية، كان يسكن الحيرة، ويحسن العربية والفارسية، وهو أول من كتب بالعربية في ديوان كسرى، وكان مترجما بينه وبين العرب، نقم عليه النعمان بن المنذر لوشاية، فسجنه، ثم قتله في سجنه نحو سنة 35 قبل الهجرة.
طبقات فحول الشعراء 1/137ن والشعر والشعراء 1/150، والأغاني 2/97.

(1/360)


(ووددت الرجل) 1 أوده بفتح الواو، ودا بضمها، ومودة: (إذا أحببته) . (ووددت أن ذاك كان، إذا تمنيته) 2، أوده بفتح الواو أيضا، ودا بضمها، وودا وودادة3 ووداد بفتح الواو فيها، وهو من المحبة أيضا. ومنه قوله تعالى: {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} 4 أي يتمنى. وقال الشاعر5:
وددت على ما كان ن سرف المنى ... وغي الأماني أن ما فات يفعل
__________
1 ما تلحن فيه العامة 106، وإصلاح المنطق 208، وأدب الكاتب 398، والمنقول عن الكسائي في معاني القرآن للزجاج 1/179 غير الذي في ما تلحن فيه العامة، قال: "وحكى الكسائي وددت الرجل، والذي يعرفه جميع الناس وددته، ولم يحك إلا ما سمع، إلا أنه سمع ممن لا يجب أن يؤخذ بلغته، لأن الإجماع على تصحيح أود، وأود لا يكون ماضيه وددت، فالإجماع يبطل وددت، أعني الإجماع في قولهم: "أود"، وفي التكملة للصاغاني (ودد) 2/357: "وددت الرجل أوده، مثل منعته أمنعه، لغة في وددته بالكسر، قاله الفراء، وأنكرها البصريون". ينظر: اللسان 3/454، والمصباح 250، والقاموس 414 (ودد) .
2 جاءت هذه العبارة قبل العبارة السابقة في الفصيح 264ن والتلويح 8.
3 وودادا أيضا بكسر الواو. الصحاح (ودد) 2/549.
4 سورة البقرة 96. وينظر: تفسير القرطبي 2/25.
5 هو مزاحم العقيلي، والبيتان في الأغاني 19/97، 98، والخزانة 6/274 برواية:
وددت على ما كان من سرف الهوى ... وغي الأماني أن ما شئت يفعل
فترجع أيام تقضت ولذة تولت ... وهل يثنى من الدهر أول

(1/361)


[17/ب]
فترجع أيام مضين وعيشة ... علينا وهل يثنى من الدهر أول
أي تمنيت، والتمني: أن تقول: ليت لي كذا، وليتني فعلت كذا، والفاعل واد والمفعول مودود، من المحبة والتمني جميعا.
(وقد رضع المولود يرضع) 1 رضعا بسكون الضاد، ورضاعا ورضاعة أبضا بفتح الراء فيهما2: إذا مص اللبن من ثدي أمه وشربه، فهو راضع، واللبن موضوع، والثدي موضوع منه.
(وفركت المرأة زوجها تفركه) 3 فركا4 بكسر الفاء وسكون الراء، وفروكا أيضا: (إذا أبغضته، وهي فارك) بغير هاء، مثل طالق وحائض، ونساء فوارك. والزوج مفروك.
__________
1 ورضع يرضع بفتح الضاد في الماضي وكسرها في المستقبل لغة نجدية، حكاها الأصمعي. ينظر: الغريب المصنف (144/ا) ، وإصلاح المنطق 213ن والأفعال للسرقسطي 3/91ن والجمهرة 2/746، والتهذيب 1/473، والصحاح 3/1220، وأما في المصباح (رضع) 87 فهي لغة لأهل تهامة، وأهل مكة يتكلمون بها، وذكر لغة ثالثة هي: رضع يرضع بفتحتين.
2 ورضعا ورضعا ورضاعا ورضاعة أيضا. المحكم (رضع) 1/250.
3 تقويم اللسان 144، وتصحيح التصحيف 404، وحكى صاحب العين (فرك) 5/359: "فركته وفركته" بالكسر والفتح، وصرح بأنهما لغتان من غير ذكر مستواهما الصوابي، وفي المحكم (فرك) 7/9 عن اللحياني: "فركته تفركه" بفتح الماضي وضم المستقبل، قال ابن سيده: "ليس بمعروف". وينظر: اللسان 10/474، والقاموس 1227 (فرك) .
4 وفركا أيضا بفتح الفاء وسكون الراء. المحكم (فرك) 7/9.

(1/362)


(وشركت الرجل في الشيء أشركه) 1 شركة وشركا أيضا بكسر الشين وسكون الراء فيهما: أي اجتمعت معه في ولزقت به، إما بالبدن، وإما بالمال، فأنا شريك له، وهو شريك لي أيضا.
(وصدقت يا هذا وبررت) 2 بكسر الراء الأولى، فأنت تبر بفتح الباء، برا بكسرها: أي أطعت ومضيت على الصدق في حديثك ويمينك، فأنت بار فيه. وقيل: بررت بمعنى صدقت، لأن البر كل عمل مرضي، والصدق من الأعمال المرضية.
(وكذلك [18/أ] بررت والدي) 3 بالكسر أيضا، فأنا (أبره) برا أيضا: أي أطعته وأكرمته وأحسنت إليه، وذلك من الأفعال المرضية. وضد البر العقوق، وهو إهانة الوالدين وعصيانهما. وأنا بار بوالدي وبر به4 أيضا، أي مطيع غير عاق. وفي التنزيل: {وَبَرّاً بِوَالِدَتِي} 5.
__________
1 إصلاح المنطق 209ن وأدب الكاتب 397.
2 ما تحلن فيه العامة 107، وإصلاح المنطق 208، وأدب الكاتب 397ن وتقويم اللسان 81ن وتصحيح التصحيف 156، و"بررت" بالفتح لغة أخرى حكاها أبو زيد. ينظر: التهذيب 15/187، والتكملة وللصغاني 2/416، والقاموس 444 (برر) . قلت: والفعل "صدقت" ليس من هذا الباب أيضا، مفتوح العين، وإنما ذكره ثعلب، لأن العرب تقولهما معا. ينظر: الأساس (برر) 20.
3 ينظر: المصادر السابقة، وفي التهذيب (برر) 15/187: "وأخبرني المنذري عن أبي العباس في " كتاب الفصيح" يقال: صدقت وبررت، كذلك بررت والدي أبره". وينظر: اللسان (برر) 4/53.
4 "به" ساقطة من ش.
5 سورة مريم 32.

(1/363)


وقيل (رجل بار) ، أي فاعل البر، وجمعه بارون وبررة، (ورجل بر) ، أي كثير فعل البر، وجمعه بارون وأبرار، والمفعول به مبرور.
(وجشمت الأمر أجشمه) 1 جشما بسكون الشين، وجشامة أيضا: (إذا تكلفته على مشقة) ، أي احتملت ثقله وأذاه على كره منك. والفاعل جاشم، والأمر مجشوم. والتجشم: هو التكلف، مأخوذ من هذا.
(وسفد الطائر وغيره يسفد) 2 سفدا بسكون الفاء، وسفادا: إذا نكح أنثاه، وهو مثل الجماع للإنسان، والذكر سافد، والأنثى مسفودة.
(وفجئني الأمر بالهمز، يفجؤني فجاءة) 3 بضم الفاء والمد، على مثال فجاعة، وفجأ وفجأة بفتح الفاء وسكون الجيم والقصر فيهما على مثال فجعا وفجعة: إذا أتاني بغتة4، أي مغافصة، وهما بمعنى واحد5، ومعناهما: على غفلة مني، ولم أشعر به، فهو فاجيء، وأنا مفجوء، على مثال مفجوع.
__________
1 ابن درستويه 161.
2 وسفد بالفتح، يسفد بالكسر، لغة ذكرها قطرب في الفرق 82، وحكاها ابن السكيت في إصلاح المنطق 210 عن أبي عبيدة. وينظر: الفرق للأصمعي 85،ولأبي حاتم السجستاني 39، ولثابت 55، 56، واللسان (سفد) 3/218.
3 فجئني وفجأني بالفتح والكسر، لغتان حكاهما – من غير ذكر مستواهما الصوابي – أبو عبيد في الغريب المصنف (137/أ) ، وكراع النمل في المنتخب 2/550، والسرقسطي في الأفعال 4/52. وأما في العين 6/188، والمحيط 7/196 (فجأ) فالفصحى فجأ بالفتح، وفجئ بالكسر لغة. وينظر: اللسان 1/120، والمصباح 176، والقاموس 60 (فجأ) .
4 ش: "أنثى".
5 ينظر: الصحاح (غفص9 3/1047.

(1/364)