إسفار الفصيح باب المضموم أوله
والمفتوح باختلاف المعنى
(تقول: هي لحمة الثوب بالفتح) 1، وهي ما يدخل في سداه2 من السلوك.
والجمع لحمات3 بفتح الحاء.
(ولحمة النسب بالضم) : وهي القرابة. وقال ابن درستويه: هي الشيء الذي
يوصل به النسب، وهي مأخوذة من اللحام، على بناء الغرفة والوصلة والشبكة
والخلط4.
(وكذلك لحمة البازي والصقر بالضم أيضا) : وهي (ما أطعمته) من اللحم،
(إذا صاد) مثل الطعمة، وهي ما يطعمه من [104/ب]
__________
1 والعامة تقول: "لحمة " بضم اللام. الزمخشري 349، وتقويم اللسان 159،
وتصحيح التصحيف 453، وهما لغتان في الثوب والنسب عن أبي زيد في ما اتفق
لفظه واختلف معناه لليزيدي 8، وإصلاح المنطق 114، وحكاهما أبو العميثل
الأعرابي في ما اختلف لفظه واتفق معناه 135، ولحمة الثوب والنسب
مفتوحان، ولحمة السبع والبازي وكل صائد مضموم عن أبي زيد وابن الأعرابي
في أدب الكاتب 541، وعن ثعلب وابن الأعرابي أيضا في التهذيب (لحم)
5/105، وأشار إلى هذا الخلاف ابن الأثير في النهاية 4/240. قلت: لا
تزال العامة في بعض مناطق السراة تقول: "اللحمة" بفتح الميم في النسب،
وتجمعها على لحام.
2 سدى الثوب وستاه: الخيوط التي تمد طولا في النسج، واللحمة الخيوط
التي تدخل فيها عرضا. اللسان 14/375، والمصباح 103 (سدى) .
3 ش: "لحامات".
4ابن درستويه (173/أ) وفيه: "الخلة بدل من الخلطة"
(2/719)
اللحم. وجمعها لحمات بضم اللام والحاء،
ولحم أيضا بفتح الحاء، مثل الظلمات والظلم.
(والأكلة) 1 بالفتح: (الغداء والعشاء) . قال أبو سهل: الأكلة: هي المرة
الواحدة من الأكل حتى يشبع في أي وقت كان من النهار والليل. والجمع
أكلات بفتح الكاف. ومنه قول العرب: "رب أكلة تمنع أكلات"2.
وأما قوله: "الغداء والعشاء" فلأن أكثر أكل العرب غدوة وعشية،
فالغداء3: الأكل غدوة، والعشاء: الأكل عشية.
(والأكلة) 4 بالضم: (اللقمة) ، وهما مقدار ما يجعله الإنسان في فيه من
الطعام، والجمع أكلات بضم الكاف، وأكل أيضا بفتحها.
(وسمعت لجة الناس) 5 بالفتح، أي أصواتهم، والجميع
__________
1 العين 5/408، والتهذيب 10/365ن والصحاح 4/1624 (أكل) .
2 الأمثال لأبي عبيد 228، وجمهرة الأمثال 1/219، وفصل المقال 329،
ومجمع الأمثال 2/41، والمستقصى 2/93. وذكر أبو حاتم السجستاني في
المعمرين 63 أن قائله عامر بن الظرب في قصة له مع أحد ملوك الغساسنة،
وساق القصة، وذكر أبو هلال في الجمهرة أنها مع أحد ملوك حمير.
3 ش: "والغداء".
4 والعامة تقول: الأكلة" بفتح الهمزة. ابن درستويه (173/ب) .
5 التهذيب 10/493، 494، والصحاح 1/338، والمحكم 7/152 (لجج) .
(2/720)
لجات.
(ولجة الماء بالضم: معظمه) 1، وهو أكثر الماء وأوسعه وأبعده من الأرض
لا يرى فيه إلا الماء والسماء2. والجمع لجات.
(والحمولة) 3 بالضم: اسم للأحمال، وهما جمع حمل بالكسر.
(والحمولة) بالفتح: (اسم للإبل4 التي يحمل عليها5، وتكون من غير الإبل
أيضا) 6، ولا يقال للواحد منها حمولة. وقال الله تعالى: {وَمِنَ
الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً} 7، ثم قال عنترة8 [105/أ] :
__________
1 هذه العبارة قبل سابقتها في الفصيح 301، والتلويح 63.
2 العين (لجج) 6/19.
3 التهذيب 5/91، والصحاح 4/16787، والمحكم 3/281 (حمل) .
4 في الفصيح 301، والتلويح 63: "والحمولة: الإبل ... ".
5 والعامة تطلق "الحمولة" بالفتح، لكل الإبل. تقويم اللسان 65، وتصحيح
التصحيف 233. وينظر: إصلاح المنطق 335.
6 وفي التهذيب 5/91: "فأما الحمر والبغال فلا تدخل في الحمولة".
7 سورة الأنعام 142، والفرش: الصغار. معاني القرآن للفراء 1/359.
8 ديوانه 192، والخمخم: نبات يشبه الشقارى من جنس الشقائق، كريه
الرائحة، تعلف حبه الإبل. النبات لأبي حنيفة 182، 222، واللسان (خمم)
12/191.
وعنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية العيسي من فرسان العرب في الجاهلية
وشعرائها، عده ابن سلام في الطبقة السادسة من فحول شعراء الجاهلية، كان
ذا مروءة وشيمة عزة نفس، شهد حرب داحس والغبراء، قتله الأسد الرهيص
غيلة نحو سنة 22 قبل الهجرة. طبقات فحول الشعراء 1/152، والشعر
والشعراء 1/171، والمؤتلف والمختلف 151، والمذاكرة في ألقاب الشعراء
42، 49.
(2/721)
ما راعني إلا حمولة أهلها ... وسط الديار
تسف حب الخمخم1
(والمقالة) 2 بالضم: (الإقامة) بالمكان، وفي التنزيل: {وَقَالُوا
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا
لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ
فَضْلِه} 3. ولا جمع لها، لأنها بمعنى المصدر، وقال الخليل: المقامة
بالضم: موضع الإقامة4، وأنشد لسلامة بن جندل5:
يومان يوم مقامات وأندية ... ويوم سير إلى الأعداء تأويب
(والمقامة) بالفتح: (الجماعة من الناس) التي تقوم في المفاخرة
والمناضلة وخطب الخطب وأشباهها6. والجميع مقامات ومقاوم. قال
__________
1 ش: الحنظل".
2 التهذيب 9/357، 362، والمحيط 6/57، 58، والصحاح 5/2017 (قوم) .
3 سورة فاطر 34، 35. وفي أصل المصنف: "الحمد لله الذي أحلنا دار
المقامة من فضله" وهو سهو صوابه في ش.
4 العين (قوم) 5/232 وعبارته: "والمقام والمقامة: الموضع الذي تقيم
فيه" وليس فيه بيت ابن جندل.
5 ديوانه 92. قال شارحه: "التأويب: من غدوة إلى الليل.. ويقال أيضا:
التأويب: الإمعان في السير الشديد". وسلامة بن جندل بن عبد الرحمن بن
عبد عمرو بن الحارث التميمي شاعر جاهلي قديم، فارس شجاع، في شعره جودة
وحكمة. عده ابن سلام في الطبقة السابعة من فحول شعراء الجاهلية. توفي
نحو سنة 23 قبل الهجرة. طبقات فحول الشعراء 1/155، والشعر والشعراء
1/192، وخزانة الأدب 4/29.
6 ش: "وما أشبه ذلك".
(2/722)
زهير1:
وفيهم مقامات حسان وجوهها وأندية ينتابها القول والفعل
(وأخذت فلانا الموتة) 2 مضمومة غير مهموزة: (وهي ضرب من الجنون) ، وهو
أن يغشى عليه حتى كأنه يقارب3 الموت من الغشي. وجمعها موت بفتح الواو،
كالظلم.
(ومؤتة) بالضم أيضا، والهمز: (أرض) بالشام (قتل فيها جعفر بن أبي طالب)
– رضوان الله عليه – مع جماعة من الصحابة - رضي الله عنهم -4.
(والموتة) بالفتح: المرة الواحدة (من الموت) ، وفي التنزيل:
__________
1 ديوانه 93. قال شارحه ثعلب: "وإنما سميت المقامات، لأن الرجل كان
يقوم في المجلس، فيحض على الخير، ويصلح بين الناس.... ويقال: هو مقامة
قومه، إذا كان يقوم فيتكلم في الحض على المعروف، والندي: المجلس، وجمعه
أندية، ينتابها: أي يقال فيها الجميل ويفعل".
2 العين 1/140، والتهذيب 14/343، 344، والمحيط 9/479، والصحاح 1/268
(موت) .
3 ش: "قارب".
4 ينظر خبر عزوة مؤتة ومن استشهد بها من الصحابة رضوان الله عليهم في:
السيرة 2/373 وما بعدها، وتاريخ الطبري 3/18 وما بعدها، ومعجم ما
استعجم 2/1172، ومعجم البلدان 5/219، 220، والروض المعطار 565، 566.
(2/723)
{إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الأُولَى}
1.
(والخلة) 2 بالضم: (المودة) وهما بمعنى الحب. والجميع3 خلات [150/ب]
وخلل.
(والخلة) بالضم (أيضا) : (ما كان حلوا من المرعى) ، وهي ضد الحمض،
والحمض من ذلك: ما كانت فيه ملوحة4، والعرب تقول: "الخلة خبز الإبل
والحمض فاكهتها"5.
والمرعى: هو النبات والشجر الذي ترعاه الإبل وغيرها، أي تأكله.
(والخلة) بالفتح: (الخصلة) . والجميع6 الخلات والخلال.
__________
1 سورة الدخان 35، وفي ش: {لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ
الْمَوْتَةَ الأُولَى} سورة الدخان 56.
2 ما اتفق لفظه واختلف معناه 74، والمثلث لابن السيد 1/501، 502،
وإكمال الأعلام 1/198، والجمهرة 1/107، 108، والتهذيب 6/568-570،
والصحاح 4/1687، والمحكم 4/370-373 (خلل) .
3 ش: "والجمع".
4 النبات لأبي حنيفة 4.
5 الغريب المصنف (93/ب) ، وغريب الحديث لأبي عبيد 4/474، وأدب الكاتب
99، والنبات لأبي حنيفة 27، المثلث لابن السيد 1/502، والجمهرة 1/546،
والتهذيب 4/223، والصحاح 3/1073، والمجمل 1/252، واللسان 11/212 (خلل)
، وفي النبات للأصمعي 38: "والخلة من العشب عند الإبل بمنزلة الخبز،
والحمض بمنزلة اللحم".
6 ش: "والجمع".
(2/724)
(والخلة أيضا: الحاجة) ، وهي الفقر وضعف
الحال، يقال: ظهرت بفلان خلة، إذا ضعفت حاله. وجمعها خلات وخلال أيضا.
(والجمة) 1 بالضم، (من الشعر) : هي الكثير المجتمع منه على الرأس، وإن
لم يطل. وجمعها جمات وجمم2.
(والجمة) بالضم (أيضا: القوم يسألون في الدية) ، وهي الجماعة من الناس
يجتمعون في ذلك. ومنه قول الراجز3:
وجمة تسألني أعطيت
وسائل عن خبر لويت ... وقلت لا أدري وقد دريت
وأنكر ابن درستويه تخصيصه الجمة بالقوم يسألون في الدية،
__________
1 إكمال الإعلام 1/122، والعين 27/28، والجمهرة 1/91، 92،والتهذيب
1/517، 518، والصحاح 5/1890، والمحكم 7/166، 167 (جمم) .
2 وفي الجمهرة 1/92 جمعها جمم وجمام، وينظر: خلق الإنسان لثابت 65،
وللزجاج 27.
3 هو أبو محمد الفقعسي في اللسان (جمم) 12/108، وله أو للعجاج أو
للخدلمي في اللآلئ 1/201، ومن غير نسبة في: أمالي القالي 1/52، 2/244،
والجمهرة 1/92، والمحكم 7/167 (جمم) والأول من غير نسبة في مجالس
الزجاجي 142، والصحاح 5/1890، والمجمل 1/174، والمقاييس 1/420 (جمم) .
(2/725)
وقال: إنما الجمة من الناس: العصبة الكثيرة
المجتمعة على أي حال كانوا من الخصومة أو القتال أو التجارة أو غير
ذلك، وإن لم يسألوا في دية ولا غيرها1.
(وجمة الماء) بالفتح: (اجتماعه) في العين أو البئر، وكثرته فيها2.
وجمعها3 جمات بفتح الجيم، وجمام بكسرها.
وتقول: (ما بها شفر) 4 بفتح الشين: (أي أحد) ، تعني الدار، ولا يقال
هذا إلا في الجحد5 [106/أ] ، ولا يثنى ولا يجمع.
(وشفر العين بالضم) : وهو حرفها الذي ينبت عليه الشعر. والجميع
الأشفار. ويقال للشعر: الهدب6 بضم الهاء وسكون الدال.
__________
1 ابن درستويه (176/3) ، والجمة على التخصيص كما ذهب ثعلب في الجمهرة
1/92، والصحاح 5/1890، والمقاييس 1/420 (جمم) .
2 ينظر: البئر لابن الأعرابي 62.
3 ش: "وجمعه".
4 إصلاح المنطق 123، وأدب الكاتب 326، والجمهرة 2/729، والتهذيب 350،
351، والمحيط 7/325، 326، والصحاح 2/701 (شفر) . والضم لغة في المفتوح
في إصلاح المنطق، وأجازها اللحياني ومنعها شمر في التهذيب، والضم
والفتح لغتان في كل منهما في المنجد 34. وينظر: اللسان (شفر) 4/419.
5 الجمهرة 2/729.
6 خلق الإنسان للأصمعي 181، ولثابت 109.
(2/726)
(وجئت في عقب الشهر) بضم العين وسكون
القاف: (إذا جئت بعد ما يمضي) ، وبعد قدوم الآخر. والجمع أعقاب، كقفل
وأقفال.
(وجئت في عقب الشهر) 1 بفتح العين وسكون القاف، (وعقبه) 2 بكسر القاف:
إذا جئت وقد بقيت منه بقية، ليلة أو ما زاد إلى عشر ليال تبقى منه، ولا
يقال ذلك إلا قبل مضي الشهر3، عن أبي زيد4. والجمع منهما أعقاب.
(والدف) بالفتح: (الجنب) للإنسان وغيره. والجميع دفوف. قال الراعي5:
__________
1 إصلاح المنطق 307، وأدب الكاتب 310، والتهذيب 1/271، 272، والصحاح
1/185، والمقاييس 4/81 (عقب) . وفي الجمهرة 1/314 عن أبي عثمان المازني
"عقب" بفتح العين وسكون القاف (ضبط القلم) إذا جئت وقد مضى. وفي ديوان
الأدب 1/245: "جئت في عقب الشهر: إذا جئت بعد ما يمضي".
2 و"عقبه" أيضا، بضم الأول والثاني عن اللحياني في المحكم (عقب) 1/140،
قال ابن درستويه (176/ب) : "والعامة تفتح ذلك كله، وتسكن ثانيه".
3 ش: "الشهر كله".
4 التهذيب 1/272، وينظر: النهاية 3/268.
5 ديوانه 213، وهو مطلع قصيدة طويلة يمدح بها عبد الملك بن مروان،
ويشكو السعاة، وهو الذين يأخذون الزكاة من قبل السلطان. والمذيل: الذي
لا يستقر على فراشه من ضعف وغرض. اللسان (مذل) 11/622. والراعي هو:
عبيد بن حصين بن معاوية بن جندل النميري، شاعر أموي، من أشراف قومه لقب
بالراعي لكثرة وصفه الإبل، أو لرعيها، كان هجاء لعشيرته عده ابن سلام
في الطبقة الأولى من فحول الشعراء الإسلاميين مع معاصريه الفرزدق
وجرير. توفي سنة 90هـ. طبقات فحول الشعراء 1/298، 502، والشعر الشعراء
1/327، والأغاني 24/205، والمذاكرة في ألقاب الشعراء 46.
(2/727)
ما بال دفك بالفراش مذيلا أقذى بعينك أم
أردت رحيلا
(والدف) 1 بالضم: (الذي يلعب به) . والجميع دفوف ودفاف ودففة.
(ووقع في الناس موات) 2 بالضم: أي كثرة موت وزيادة.
(وأرض موات) بالفتح: وهي التي لا مالك لها من الآدميين، ولا ينتفع بها
أحد، لأنه ليس فيها ما ينتفع به من زرع وغيره3.
__________
1 الدف بالضم لغة أهل الحجاز، والفتح لغة سائر العرب. العين (دفف)
8/11، وابن درستويه (176/ب) ، والمزهر 2/276. وأنكر أبو عبيد الفتح في
غريب الحديث 3/64. وينظر: إصلاح المنطق 91، وأدب الكاتب 529، وديوان
الأدب 3/9، وغريب الحديث للحربي 1/42، والجمهرة 1/112، 113، والمحيط
9/264، والصحاح 4/1360، والمقاييس 2/257 (دفف) .
2 ديوان الأدب 3/366، 371، وتثقيف اللسان 402، والتهذيب 14/343،
والصحاح 1/267 (موت) . وينظر: إصلاح المنطق 132، وأدب الكاتب 574.
3 ينظر: النهاية 4/370، والمعني لابن قدامة 8/146، والتعريفات 304،
ومعجم لغة الفقهاء 468.
(2/728)
|