إسفار الفصيح باب المكسور أوله
والمضموم باختلاف المعنى
(الإمة) 1 بالكسر: (النعمة) . والجمع إمات وإمم.
(والأمة) بالضم [106/ب] : (القامة) . وجمعها أمات وأمم. قال الأعشى2:
وإن معاوية الأكرمين ... حسان الوجوه طوال الأمم
أراد القامات، وهي جمع قامة الإنسان، وهي طوله، إذا كان قائما. والقامة
أيضا: مقدار قيام الرجل. قال الخليل: وهي أقصر من الباع بشبر، والجمع
القيم القامات3.
(والأمة) بالضم (أيضا: القرن من الناس والجماعة) . وجمعها أمات أيضا،
وأمم، وأنكر ذلك ابن درستويه، وقال: الأمة: كل جماعة من الناس كانوا
قرنا، أو لم يكونوا قرنا. ومنه قول الله
__________
1 ما اتفق لفظه واختلف معناه لليزيدي 36/37، ولأبي العميثل 107، وأدب
الكاتب 322، واتفاق المباني 234، ومثلث ابن السيد 1/327، 328، والعين
8/427، 428، والجمهرة 1/59، 60، والصحاح 5/1864، والمقاييس 1/27، 28
(أمم) ، وأنشد المصنف في التلويح 65 شاهدا على "الإمة" بالكسر قول عدي
بن زيد (ديوانه 89) :
ثم بعد الفلاح والملك والإمـ ـة وارتهم هناك القبور
2 ديوانه 91.
3 العين (قوم) 5/231.
(2/729)
عز وجل: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ
وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ} 1 أي جماعة، ولم يرد
قرنا. قال: وإنما سمي القرن من الناس أمة2،لأنهم جماعة، فكل جماعة
كانوا فمضوا فهم أمة، لأنهم قدوة لمن بعدهم من القرون وسلف يتبعونهم،
كما يؤتم بالرجل الصالح، فيسمى أمة وحده، كما قال الله عز وجل: {إِنَّ
إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ} 3 لأنه خالف قومه
بالإسلام والحنيفية وائتم به الأنبياء بعده4.
(والأمة) أيضا: (الحين) . قال الله تعالى: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ}
5 أي بعد حين. هكذا قال أهل اللغة والمفسرون6، وأنكره ابن درستويه
أيضا، وقال: إنما يقال للحين: أمة على [107/أ] حذف المضاف، وإقامة
المضاف إليه مقامه، كماقال الله عز وجل: {وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ}
أي بعد حين أمة7.
__________
1 سورة القصص 23، وينظر: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة 332.
2 قوله: "أي جماعة ... أمة" ساقط من ش.
3 سورة النحل 120، وينظر: معاني القرآن للفراء 2/114، وتفسير الطبري
14/191.
4 نهاية قول ابن درستويه (177/ب) .
5 سورة يوسف 45.
6 معاني القرآن للفراء 2/47، ومجاز القرآن 1/313، وما اتفق لفظه واختلف
معناه لليزيدي 37، وغريب القرآن لليزيدي 184، وتفسير الطبري 12/227،
ومعاني القرآن وإعرابه 3/113، ومعاني القرآن للنحاس 3/432.
7 ابن درستويه (177/ب) .
(2/730)
(والخطبة) 1 بالكسر: (المصدر) من خطبت
المرأة، إذا أردت تزويجها فخطابتها في ذلك، أي كلمتها. ومنه قوله
تعالى: {وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ
خِطْبَةِ النِّسَاءِ} 2 ولا يثنى ولا يجمع، لأنه مصدر، كالجلسة
والركبة.
(والخطبة) بالضم: (اسم المخطوب به) 3 على المنبر وغيره، وهو الكلام
الذي يتكلم به عليه, والجمع خطب.
وأنكر ابن درستويه هذا وقال: الخطبة بالكسر، والخطبة بالضم، اسمان
يوضعان موضع المصدر، لأن مصدر خطب يخطب غير مستعمل، ولو استعمل لكان
قياس مصدر ما لا يتعدى فعله على فعول، كقولك: خطب خطوبا، ولكان مصدر
المتعدي منه على الفعل، كقولك: خطبت المرأة خطبا4، ولكن ترك استعمال
ذلك لئلا يلتبس بغيره، ووضع موضعه ما يغني عنه ولا يلتبس بشيء، فجعل
الخطبة بالكسر، اسم ما يخطب به في النكاح خاصة، كما أن الخطبة بالضم،
اسم ما يخطب به
__________
1 إصلاح المنطق 237، 237، وأدب الكاتب 336، والعين 4/222، والجهرة
1/291، والمحيط 4/293، والصحاح 1/121. والمقاييس 2/198 (خطب) .
2 سورة البقرة 235.
3 والخطبة مصدر في المحيط 4/293. وفي المحكم (خطب) 5/75: "وقال ثعلب:
خطب على القوم خطبة، فجعلها مصدرا، ولا أدري كيف ذلك إلا أن يكون وضع
الاسم موضع المصدر".
4 وحكاه اللحياني، المحكم 5/75.
(2/731)
في كل شيء. قال: ودليل ذلك ما روي عن النبي
صلى الله عليه وسلم قالوا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا
خطبة النكاح والحاجة1 بضم الخاء. قال: [107/ب] ولولا طلب الفرق بمخالفة
الحركات، لكان الكسر يجوز في كل ذلك بمعنى الهيأة والنوع، والضم، لأن
المضموم اسم لكل ما يخطب به، وإن كان المكسور للنكاح خاصة، هذا معنى
كلام ابن درستويه2.
(ويقال: بعير ذو رحلة) 3 بالضم: (إذا كان قويا على السفر) ، أي ذو قوة
على الارتحال، فبنيت رحلة على بناء قوة، لأنها في معناها.
(والرحلة بالكسر) : (الارتحال) ، وهي اسم الهيأة والنوع منه.
والارتحال: هو السير والذهاب. وفي التنزيل: {رِحْلَةَ الشِّتَاءِ
وَالصَّيْفِ} 4 وجمعها رحل بفتح الحاء.
(وحمل الله رجلتك) 5 بالضم: وهي اسم للمشي راجلا في السفر
__________
1 ينظر: كتاب النكاح، باب خطبة النكاح من سنن أبي داود (2118) ، وابن
ماجه (1892) .
2 ابن درستويه (177/أ) .
3 والعامة تقول: "ذو رحلة" بكسر الراء. ابن درستويه (178/ب) وهو لغة عن
شمر في التهذيب (رحل) 5/7. وينظر: الصحاح 4/1707، والمحيط 3/78، 79 وفي
المحكم 3/226 (رحل) .
4 سورة قريش 2.
5 والعامة تقول: "رجلتك" بكسر الراء. ابن درستويه (178/ب) . وينظر:
المثلث لابن السيد 2/51، والتهذيب 11/30، 31، 35، والصحاح 4/1705، 1706
(رجل) .
(2/732)
وغيره لعدم المركوب. وقال الجبان: هي مصدر
الراجل: أي جعلك1 راكبا، وحمل عنك ورفع ذلك2.
(والرجلة) بالكسر: (المطمئن من الأرض) ، وهو ما انخفض منها، وكان مجرى
للماء.
(والرجلة) أيضا: (بقلة، وهي الحمقاء) 3 وإنما سميت حمقاء، لأنها تنبت
في كل موضع. وقيل: سميت بذلك، لأنها تنبت في مسيل الماء4. وجمعهما رجل،
مثل قطعة وقطع.
(والحبوة) 5 بالواو وضم الحاء، (من العطاء) : وهي اسم ما يحبى به، وهي
العطية. وجمعها حبى بضم الحاء والقصر، على مثال غرف6.
__________
1 ش: "جعلك الله".
2 الجبان 253.
3 عبارة الفصيح 303: "وتقول: أحمق من رجلة، والرجلة: هي البقلة الحمقاء
بكسر الراء". وفي التلويح 66: "وبقلة أيضا يقال لها الحمقاء". وفي
الجمهرة (رجل) 1/464: "قال أبو حاتم: وقوم من متحذلقي المولدين يسمون
البقلة الحمقاء: الرجلة، ولا أعرف هذا". وينظر: ص 814.
4 الصحاح (رجل) 4/1705.
5 الجمهرة (حبو) 1/286. وفي المحكم (حبو) 4/20: "الحبوة والحبوة" بفتح
الحاء وكسرها اسم ما يحبييه.
6 ش: "عرى".
(2/733)
(والحبوة) بالكسر1، (من الاحتباء) ،
والاحتباء: مصدر [108/أ] احتبى الرجل، إذا جمع ظهره وساقيه بعمامته أو
إزاره أو يديه. (ويقال2: حل حبوته وحبيته) بالواو والياء3، والجمع
منهما حبى بكسرالحاء والقصر. قال كعب الغنوي4:
حليم إذا ما سورة الجهل أطلقت ... حبى الشيب للنفس اللجوج غلوب
__________
1 وبالضم أيضا في: ديوان الأدب 4/22، والمحكم 4/19، ومثلثة في الدرر
المبثثة 96، وفي الكامل للمبرد 1/165 بكسر الحاء وضمها إذا أردت الاسم،
وبفتحها إذا أردت المصدر، قال ابن درستويه (179/أ) : "والعامة تقول في
ذلك: الحبوة بالفتح" أي من العطاء والاحتباء.
2 في الفصيح 303، والتلويح 66: "وقد يقال".
3 أبدلوا الياء من الواو إتباعا لكسرة الحاء. وقولهم: "حل حبوته" كناية
عن الأمر المهم، لأن العرب كانت لا تحلها إلا لذلك. ينظر: شرح المقامات
للرازي 3/726.
4 الأصمعيات 95، والاختيارين 755، وأمالي أبي علي 2/150، والخزانة
10/435، وهو لمحمد بن كعب الغنوي في جمهرة أشعار العرب 556.
وكعب بن سعد بن عمرو بن عقبة الغنوي من شعراء المراثي، أشهر شعره
قصيدته البائية التي منها الشاهد، قالها في رثاء أخيه أبي المغوار
واسمه هرم، وقيل شبيب، وهذه المرثية قال فيها الأصمعي: "ليس في الدنيا
مثلها" وقال أبو هلال العسكري: ليس للعرب مرثية أجود منها. اختلف في
عصره فقيل: هو جاهلي، وقيل: إسلامي، وقيل: تابعي، والصحيح أنه جاهلي.
توفي سنة 9 قبل الهجرة.
فحول الشعراء 14 وطبقات فحول الشعراء 1/212 وجمهرة أشعار العرب 555،
واللآلئ 2/771، وديوان المعاني 2/187،والخزانة 10/434.
(2/734)
(و) منه (الصفر) 1 بضم الصاد: (النحاس) .
(والصفر) 2 بكسرها: (الخالي من الآنية وغيرها) . وتقول: كوز صفر بالضم:
أي نحاس، وكوز صفر بالكسر: أي خال.
(وعشر الدرهم) 3 بضم أوله (يثقل ويخفف إلى الثلث) .
(وفي أظماء الإبل) بكسر أوله وتسكين ثانيه لا غير: (العشر والتسع،
وكذلك إلى الثلث) .
فأما عشر الدرهم: فهو جزء من عشرة، وكذلك تسعه جزء من تسعة، وكذلك إلى
الثلث جزء من ثلاثة4. وجمع العشر أعشار. ومنه قول امرئ القيس5:
وما ذرفت عيناك إلا لتضربي ... بسهميك في أعشار قلب مقتل
__________
1 والعامة تقول: "صفر" بكسر الصاد. ما تلحن فيه العامة 130، إصلاح
المنطق 33، 166، وتقويم اللسان 129، وتصحيح التصحيف 351، والجمهرة
(صفر) 2/740، والكسر لغة والضم أجود في أدب الكاتب 423، والكسر عن أبي
عبيدة وحده في: المدخل إلى تقويم اللسان 118، والصحاح 2/714، واللسان
4/461 (صفر) .
2 والصاد مثلثة وككتف وزبر في الدرر المبثثة 137، والقاموس (صفر) 546.
3 إصلاح المنطق 15، 34، والمثلث لابن السيد 2/263، والعين 1/245،
والجمهرة 2/727، والصحاح 2/746، والمحكم 1/219 (عشر) .
4 قوله: "وكذلك تسعة ... ثلاثة" ساقط من ش.
5 ديوانه 13.
(2/735)
وأما قوله: "يثقل ويخفف" فإنه على أن الحرف
الثاني من جميع هذه الأجزاء يجوز ضمه وتسكينه، فيقال: عشر وعشر، وثلث
وثلث، وكذلك سائر الأجزاء التي بينهما1. وأما في أظماء الإبل فإن الحرف
الأول منها مكسور والثاني [108/ب] ساكن لا غير في جميعها.
وأظماء الإبل: هو جمع ظمء بكسر الظاء والهمز، وهو ما بين الوردين، وهو
حبس الإبل عن الماء إلى غاية الورد. والورد هو اليوم الذي ترد فيه
الإبل الماء، أي تجيء فيه فتشرب.
فأما العشر: فهو أطول وأقصى ما يكون من الإظماء، وأكثر ما تصبر الإبل
عن الماء، ولا يكون ذلك إلا في الشتاء، واستغنائها بأكل الرطب2 عن
الماء، وتفسير ذلك أن الإبل ترد الماء يوما فتشرب، ثم تقيم بعد ذلك
ثمانية أيام تشرب فيها ماء، ثم ترد الماء في اليوم العاشر، فذلك هو
العشر.
وأما التسع: فأن تشرب الإبل الماء، ثم تقيم سبعة أيام بعد ذلك لا تشرب
فيه، ثم ترد الماء في اليوم التاسع. وكذلك في الثمن والسبع والسدس
والخمس والربع والثلث ينقصون من عددهم يوما يوما حتى ينتهي إلى الثلث،
وهو أن تشرب الإبل يوما ثم تترك الشرب يوما، ثم ترد في اليوم الثالث،
فورودها ذلك اليوم يسمونه ثلثا. وأكثر العرب لا يستعملون الثلث
__________
1 أدب الكاتب 537.
2 أي الكلأ، المختار (رطب) 246.
(2/736)
في سقي الإبل، وإنما يستعملونه في سقي
النخل، فيقولون: هو يسقي نخله الثلث1 [109/أ] وأما في ورد الإبل
فيسمونه غبا، لأنهم يسمون أقصر الورد وأقله عندهم الرفه، وهو أن تشرب
الإبل كل يوم، ثم الغب، وهو أن ترد يوما وتدع يوما، فإذا ارتفع من الغب
فالظمء هو الربع لورودها الماء في اليوم الرابع باليوم الذي كانت شربت
فيه قبله، ثم الخمس، وكذلك إلى العشر. حكى هذا الأصمعي2.
(وخلف الناقة) 3 بكسر الخاء: ما يخرج منه اللبن، وهو رأس ضرعها بمنزلة
الحلمة من ثدي المرأة4. والجمع أخلاف. وللناقة أربعة أخلاف قادمان
وآخران، فكل واحد منها5 يسمى خلفا.
(و) تقول: (ليس لوعده خلف) بضم الخاء: أي أنه صادق في وعده، وهو اسم من
الإخلاف، والإخلاف: الإخبار بأن شيئا سيكون ولا يكون، تقول: أخلفت
الرجل إخلافا، إذا وعدته بوعد فلم تف له به، وهو في المستقبل كالكذب في
الماضي، ولا يكون إلا في الخير، وهو أن تعده بخير ولا6 تفعله، فإن
وعدته بشر ولم7 تفعله فليس ذلك بخلف عند
__________
1 ينظر: العين 8/215، والصحاح 1/275 (ثلث) .
2 الإبل 128، 151. وينظر: الكامل للمبرد 2/920، 1003.
3 العين 4/65، 267، والجمهرة 1/615، 616، والمحيط 4/346، 347، والصحاح
4/1355 (خلف)
4 الفرق لقطرب 52، 53، وللأصمعي 68، ولأبي حاتم 31.
5 ش: "منهما".
6 ش: "فلا، فلم".
7 ش: "فلا، فلم".
(2/737)
العرب، بل هو كرم وفضل1.
(و) منه (الحوار) 2 بالضم: وهو (ولد الناقة) حين تضعه أمه، فلا يزال
يسمى حوارا حتى يفصل، فإذا فصل عن أمه، فهو فصيل3. وجمعه في [109/ب]
العدد القليل أحورة، وفي الكثير حوران وحيران4.
(والرجل حسن الحوار) بالكسر5: (تريد المحاورة) ، وهي مراجعة الكلام
والمجاوبة أو المخاطبة6. ولا يثنى ولا يجمع، لأنه مصدر حاور.
(وعندي جمام القدح ماء) 7 بالكسر: وهو مقدار ما يملؤه إلى رأسه.
(وجمام المكوك دقيقا) 8 بالضم: وهو ما علا رأسه من الدقيق وغيره.
وتقول: أعطاني جمام المكوك دقيقا بالضم، إذا أردت أنه حط مما
__________
1 وشاهد ذلك عامر بن الطفيل (ديوانه 58) :
وإني إن أوعدته أو وعدته لأخلف إيعادي وأنجز موعدي
2 والعامة تقول: "الحوار" بالكسر لولد الناقة. الزمخشري 36. قال: "وهي
لغة ذكرها الفراء". وذكرها أيضا ابن قتيبة في أدب الكاتب 545، ووسمت
بأنها لغة رديئة في إصلاح المنطق 166. وينظر: العين 3/371، 373،
والصحاح 2/640، والمحكم 3/386، 387 (حور) .
3 الإبل 74، 142، والفرق لثابت 73.
4 الصحاح 2/640.
5 وبالفتح أيضا في القاموس (حور) 487.
6 ش: "والمخاطبة".
7 حكاهما على هذا التفريق الفراء. إصلاح المنطق 175، والصحاح (جمم)
5/1890، ونفى ابن درستويه (180/ب) أن يكون بينهما فرقا، قائلا: وليس
أحدهما أولى بالكسر أو الضم من الآخر، ولكنهما لغتان في معنى واحد،
والعامة لا تلحن فيهما إلا أن تفتح الجيم. قلت: والجيم مثلثة والمعنى
متفق في: أدب الكاتب 572، والمثلث لابن السيد 1/393ن والبعلي 130،
والدرر المبثثة 92ن والصحاح 5/1890، والمحكم 7/166، والمغرب 1/161،
والقاموس 1408 (جمم) .
8 حكاهما على هذا التفريق الفراء. إصلاح المنطق 175، والصحاح (جمم)
5/1890، ونفى ابن درستويه (180/ب) أن يكون بينهما فرقا، قائلا: وليس
أحدهما أولى بالكسر أو الضم من الآخر، ولكنهما لغتان في معنى واحد،
والعامة لا تلحن فيهما إلا أن تفتح الجيم. قلت: والجيم مثلثة والمعنى
متفق في: أدب الكاتب 572، والمثلث لابن السيد 1/393ن والبعلي 130،
والدرر المبثثة 92ن والصحاح 5/1890، والمحكم 7/166، والمغرب 1/161،
والقاموس 1408 (جمم) .
(2/738)
يحمله رأسه بعد امتلائه. وقال الخليل:
الجمام بالضم، في الكيل. وقال: هو الكيل1 إلى الرأس، يقال: جممت
المكيال جما، وهو من جمة البئر، وكثرة الماء فيها2.
والمكوك: مكيال، وهو ثلاث كيلجات، والكيلجة: منا وسبعة أثمان منا،
والمنا: رطلان بالبغدادي3.
(وقعد في علاوة الريح وسفالتها) 4 بضم أولهما، فعلاوتها: جهتها التي
تهب منها، وسفالتها: جهتها التي تنتهي إليها.
(وضرب علاوته) بالكسر: أي رأسه ما دام في عنقه.
(والعلاوة أيضا: ما علق على البعير بعد حمله) ، نحو السقاء والسفود
__________
1 قوله: "وقال هو الكيل" ساقط من ش.
2 العين (جمم) 6/27. ومراده أن الخليل لم يعرفه إلا بالضم في الكيل
عموما.
3 الصحاح (مكك) 4/1609 وفيه الكيلجة وجمعها كيلجات بفتح الكاف (ضبط
قلم) . وينظر: اللسان 10/491، والقاموس 1231 (مكك) .
4 إصلاح المنطق 174، وديوان الأدب 4/59، 62، والصحاح (سفل) 5/1730،
(علو) 6/2439.
(2/739)
وغير ذلك، وجمعها علاوى بالفتح1، مثل إداوة
وأداوى2. واشتقاق هذين الفصلين المضموم والمكسور من العلو، وهو
الارتفاع.
__________
1 وعلاوات في العين (علو) 2/247، وأصل علاوى: علائو، فأبدلت الواو
للثقل ألفا، ثم أبدلت الهمزة واوا لوقوعها بين ألفين، وفتحت من أجل
الألف التي بعدها. وينظر: الممتع 2/603، 604.
2 وتصريفها كعلاوة وعلاوى. والإداوة: إناء صغير من جلد يتخذ للماء.
اللسان (أدو) 14/25.
(2/740)
باب ما يثفل ويخفف
باختلاف المعنى
...
باب ما يثقل ويخفف باختلاف المعنى
قال أبو سهل: قوله: "يثقل" معناه – هاهنا -: يفتح ثانيه، وقوله: "يخفف"
معناه: يسكن ثانيه1.
قال: (تقول: اعمل على حسب ما أمرتك مثقل) 2: أي على قدره ومثاله.
(وحسبك ما أعطيتك) بالتخفيف: كفاك. وقيل: معناه ليكفك3.
(وجلس وسط القوم) 4 مخفف: أي بينهم.
(وجلس وسط الدار) بالتثقيل، (و) كذلك (احتجم وسط رأسه) فوسط كل شيء
بفتح السين: مثل واسطته، وهو اسم لما بين
__________
1 والمراد بالثقيل والخفيف في غير هذا الباب الحرف المشدد وغير المشدد.
2 والعامة تقول: "اعمل على حسب ما أمرتك" بتسكين السين. إصلاح المنطق
322، وأدب الكاتب384، 385، ودرة الغواص 213، والزمخشري 362، وتقويم
اللسان 96، وذيل الفصيح 29، وتصحيح التصحيف 150، والعين 3/149، والمحيط
2/493 (حسب) ،والتسكين لغة في الجمهرة 1/277، والمحكم 3/150 (حسب) .
3 ابن درستويه (181/ب) .
4 درة الغواص 214، وتثقيف اللسان 420، وتصحيح التصحيف 391، والعين
7/279، والمحيط 8/352، والصحاح 3/1168، والمقاييس 6/108، واللسان
7/426-429 (وسط) . والتثقيل والتخفيف لغتان في كليهما في الجمهرة (وسط)
2/838.
(2/741)
طرفيه. والفرق بين "وسط " الساكن السين،
و"وسط" المحركها، أن الساكن لا يكون من نفس الشيء، وأن المفتوح يكون من
نفس الشيء1، فوسط القوم بالسكون هو غيرهم وليس منهم، ووسط الدار
بالفتح، هو منها، وكذلك وسط الرأس بالفتح، هو منه أيضا2.
(والعجم) 3 بفتح الجيم: (حب الزبيب والنوى) من كل شيء، مثل التمر
والخوخ4 والرمان وغيرها. والواحدة عجمة.
(والعجم) بسكون الجيم: (العض) ، وهو مصدر عجمت العود وغيره أعجمه بضم
الجيم، إذا عضضته لتعرف صلابته من لينه [110/ب] فأنا عاجم، والعود
معجوم.
(وهو يوم عرفة) 5 بفتح الراء، غير مصروف: وهو يوم الحج
__________
1 قوله: "وأن المفتوح ... الشيء" ساقط من ش.
2 وفي الصحاح 3/1168: "يقال: جلست وسط القوم بالتسكين، لأنه ظرف، وجلست
في وسط الدار بالتحريك، لأنه اسم وكل موضع صلح فيه بين فهو وسط، وإن لم
يصلح فيه بين، فهو وسط بالتحريك، وربما سكن وليس بالوجه".
3 والعامة تقول: "عجم الزبيب والنوى" بتسكين الجيم. إصلاح المنطق 58،
173، وأدب الكاتب 384، وتثقيف اللسان 420، وتقويم اللسان 138، وتصحيح
التصحيف 375، والصحاح (عجم) 5/1980. قلت: والعامة عندنا لا تزال على
الفصيح، فتقول: العجم والعجمة بالتثقيل، لنوى التمر ونحوه.
4 "والخوخ" ساقطة من ش.
5 والعامة تقول: "يوم العرفة". ما تلحن فيه العامة 134، وإصلاح المنطق
280،وأدب الكاتب 405، وابن درستويه (282/ب) ، والمرزوقي (145/ب) ،
والجمهرة (عرف) 2/767.
(2/742)
الأكبر. وعرفة: اسم علم معرفة لجبل أو مكان
بعينه خلف منى1، فلذلك لم يصرف، وهو موقف الحجاج يوم الحج الأكبر، ولا
يقال: العرفة بالألف واللام، لأنه معرفة، فلا تدخل عليه علامة
التعريف2.
(وخرجت على يده عرفة) بسكون الراء: (وهي قرحة) تخرج في وسط الكف3.
وقيل: في أطراف الأصابع4. وجمعها عرف مثل قرح.
(وحطب يبس) 5 بسكون الباء: (كأنه خلقة) 6 قال الجبان: يعني أنه مع كونه
نابتا يجف7. وقال غيره: معناه أنه لا يذكر متى كان
__________
1 تقع على مسافة ثلاثة وعشرين كيلا شرقي مكة، يمر من غربها الطريق
السريع بين مكة والطائف. معجم معالم الحجاز 6/75، وينظر: معجم البلدان
4/104، والروض المعطار 409.
2 ينظر: الصحاح 4/1401، والمصباح 154 (عرف) .
3 في إصلاح المنطق 280: "في بياض الكف".
4 الجمهرة (عرف) 2/767.
5 إصلاح المنطق 284، وأثبت المحقق "حطب يبس" في الحاشية، وهو من أصل
الكتاب، كما في المشوف المعلم 2/845، والصحاح 3/446، والمقاييس 6/154
(يبس) ، وينظر: المجمل (يبس) 2/941، و"حطب يبس ويبس" بتسكين الباء
وتخفيفها في ديوان الأدب 23/209، واللسان (يبس) 6/261.
6 إلى هنا عن ثعلب في الصحاح 3/446.
7 الجبان 257.
(2/743)
رطبا1. وقال علقمة بن عبدة2:
تخشخش أبدان الحديد عليهم ... كما خشخشت يبس الحصاد جنوب
تخشخش: أي تصوت.
وأصل يبس: يبس بكسر الباء، [فأسكنت استثقالا للكسر] 3، ويابس أيضا،
لأنه اسم الفاعل من قولك: يبس الشيء بكسر الباء، ييبس يبسا بفتحها، إذا
جف، فهو يبس، بكس الباء.
(ومكان يبس) بفتح الباء: (إذا كان فيه ماء فذهب) . وفي التنزيل:
{فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخَافُ دَرَكاً
وَلا تَخْشَى} 4 [111/أ] قال الراجز5:
كأنما يمشين في خق يبس
__________
1 القول في التلويح 68، ولم أقف عليه في مصدر آخر، والمعنى أنه لا يسمى
حطبا متى كان رطبا. وقال الدميري (57/أ) : "كأنه خلقه: تجوز منه، ألا
ترى أنه من المحال أنه يكون الحطب يابسا في خلقته، لأنه نبات، فلا بد
أن يكون فيه أولا رطوبة، ثم لا يزال ييبس قليلا قليلا حتى يبلغ الغاية،
وهو في تلك الدرجات كلها يسمى حطبا"، وقال المرزوقي (146/أ) : "لما خلق
كاليابس في ضعف نموه وقلة نضارته".
2 ديوانه 30.
3 استدركه المصنف في الحاشية، وهو ساقط من ش.
4 سورة طه 77.
5 الرجز بلا نسبة في: الجمهرة 1/106، والصحاح 4/1470، والمجمل 1/276،
والمقاييس 2/155، واللسان 10/84 (خقق) .
(2/744)
الخق بخاء معجمة مضمومة: الغدير1 إذا جف
وتقلع. وأنكر ابن درستويه قول ثعلب، وقال: كل طريق يابس، فهو يبس، وإن
كان فيه قبل يبوسته ماء، أو لم يكن قط فيه، وإنما فتح هذا لأنه وصف
بمصدره2، فترك على الفتح لخفته، ما يقال: رجل دنف، قال: وقال الخليل:
طريق يبس لا ندوة فيه ولا بلل، وفسر به الآية3.
(وفلان خلف صدق من أبيه) وغيره بفتح اللام، (وخلف سوء) 4 بسكونها، فمن
فتحها أراد أنه بدل من أبيه وغيره من الغرباء، وهو اسم للجيد المحمود،
فأضيف إلى الصدق، أي أنه خلف أباه في الجودة، وفي صدق أفعاله وأخلاقه
المحمودة.
__________
1 ش: "للغدير".
2 قال الزجاج: "ومن قال يبسا فإنه نعته بالمصدر، المعنى طريقا ذا يبس،
يقال: يبس الشيء ييبس وييبس يبسا ويبسا ويبسا، ثلاث لغات في المصدر".
معاني القرآن وإعرابه 3/369، وينظر: أدب الكاتب 526، والجمهرة (يبس)
1/342.
3 انتهى كلام ابن درستويه (83/أ) وقول الخليل في العين (يبس) 7/314.
4 في التهذيب (خلف) 7/393: "وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: الناس كلهم
يقولون: خلف صدق وخلف سوء"، وقد يتداخلان في المعنى ويشتركان في صفة
المدح والذم، فيقال: خلف صدق بسكون اللام، وخلف سوء بفتح اللام في:
معاني القرآن للفراء 1/399، 2/170، ومجاز القرآن 1/232، ومعاني القرآن
للأخفش 2/313، ومعاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/335. وصاحب العين (خلف)
4/266 لا يجيز إلا ما قاله ثعلب في الفصيح. وينظر: إصلاح المنطق 13،
66، وأدب الكاتب 315، وديوان الأدب 1/119، ودرة الغواص 214، 215،
وتصحيح التصحيف 391، والجمهرة 1/615، والصحاح 4/1354 (خلف) .
(2/745)
وأما المسكن اللام فهو اسم لكل رديء مذموم
من المستخلفين. ومنه قوله تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ
أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَات} 1 ولا يكون إلا من
الولد أو ولد الولد.
والسوء: مصدر ساء يسوء، إذا حزن2 وغم.
(والخلف) أيضا بسكون اللام، مثل القرن: وهما اسمان لمن يجيء من الناس
بعد قوم هلكوا. وقال لبيد3:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم
وبقيت في خلف كجلد الأجرب
(والخلف) بالتسكين (أيضا: الخطأ من الكلام، يقال: سكت ألفا ونطق خلفا)
4. قال الجبان: أي سكت ألف مرة أو ألف سكتة، ونطق منطقا رديئا فاسدا.
قال: ونصب ألف على وجهين: الظرف والمصدر، ونصب خلف على المصدر5. وقال
غيره: معناه سكت عن ألف كلمة لم يتكلم بها ثم تكلم بخطأ6.
__________
1 سورة مريم 59.
2 ش: "خزي".
3 ديوانه 157.
4 الأمثال لأبي عبيد 55، والفاخر 269، وإصلاح المنطق 13، 66، وأدب
الكاتب 315، والزاهر 1/618، وجمهرة الأمثال 1/416، ومجمع الأمثال
2/101، والجمهرة 1/615، والصحاح 4/1354 (خلف) .
5 الجبان 257.
6 إصلاح المنطق 66، والزاهر 1/618.
(2/746)
|