إسفار الفصيح

باب منه آخر
[126/ب] قال أبو سهل: قوله: "منه" يريد من الكتاب1.
(تقول: في صدره عليه غمر) 2 بكسر الغين وسكون الميم: (أي حقد) وغل، كأنه غمر قلبه، أي غطاه. والجمع أغمار.
(وهو منديل الغمر) 3 بفتح الغين والميم: أي الزهومة، وهو المنديل الذي يمسح به الآكل الزهومة4 عن يده. والغمر: هو مصدر غمرت يده بكسر الميم، تغمر غمرا بفتحها: إذا تزهمت.
(والغمر) 5 - بضم الغين وسكون الميم – (من الرجال: الذي لم
__________
1 المقصود بهذا الباب المقارنة بين المكسور والمضموم والمفتوح، وذلك في اشتقاقات مادة واحدة، قال ابن درستويه (208/ب) : "لا معنى لإفراده، لأنه مما كان يجب أن يفرق في سائر الأبواب المتقدمة، فتجعل كل كلمة منه في بابها".
2 إصلاح المنطق 4/363، وأدب الكاتب 325، والمثلث لابن السيد 315، وديوان الأدب 1/182، والعين 4/417، والجمهرة 2/781، والصحاح 2/773، والمقاييس 4/313 (غمر) . وفي أدب الكاتب 533، "غمر وغمر" وفي المحكم 5/307 "غمر وغمر، والجمع غمور".
3 إصلاح المنطق 42، 364، والعين 4/417، والجمهرة 2/781، والمحيط 5/81، والصحاح 2/773، والمقاييس 4/314، والمحكم 5/307 (غمر) .
4 الزهومة: الدسم. الصحاح (زهم) 5/1946.
5 إصلاح المنطق 4، 364، وديوان الأدب 1/154، والمثلث لابن السيد 2/316، والجمهرة 2/781، والتهذيب 8/129، والصحاح 2/772، والمقاييس 4/393 (غمر) . وفي أدب الكاتب 530، والمحيط 5/81: "غمر وغمر" وفي العين 4/417: "غمر وغمر"، وفي المحكم 5/307: "غمر وغمر" ومثلث الغين ساكن الميم في: مثلث البعلي 140، والدرر المبثثة 156.

(2/807)


يجرب الأمور) ، فكأنها غمرته، أي غطته، فلا يهتدي لوجهها. وجمعه أغمار، (وهو المغمر أيضا) ، على مثال محمد. وجمعه مغمرون.
(والغمر) 1 – بفتح الغين وسكون الميم – (من الماء: الكثير) الذي يغمر من دخل فيه، أي يغطيه. وجمعه غمار، مثل كلب وكلاب. (و) الغمر أيضا (من الرجال: الكثير العطاء) 2 الذي كأنه يغمر الناس بعطاياه.
(والغمر) 3 بضم الغين وفتح الميم: (القدح الصغير) 4 وجمعه غمران وأغمار، مثل جرذ وجرذان وأجراذ. وقال أعشى باهلة5:
تكفيه حزة فلذ إن ألم بها ... من الشواء ويروي شربه الغمر
__________
1 إصلاح المنطق 4، 42، 363، وأدب الكاتب 325، وديوان الأدب 1/110، والعين 4/416، والجمهرة 2/781، والتهذيب 8/128، والمحيط 5/80، والصحاح 2/772، والمحكم 5/306 (غمر) . والعامة تقول للرجل الكثير العطاء: "غمر" بالتحريك. تثقيف اللسان 135، وتصحيح التصحيف 397.
2 إصلاح المنطق 4، 42، 363، وأدب الكاتب 325، وديوان الأدب 1/110، والعين 4/416، والجمهرة 2/781، والتهذيب 8/128، والمحيط 5/80، والصحاح 2/772، والمحكم 5/306 (غمر) . والعامة تقول للرجل الكثير العطاء: "غمر" بالتحريك. تثقيف اللسان 135، وتصحيح التصحيف 397.
3 ينظر المصادر السابقة في التعليق رقم 1-2 أعلاه، ورقم 5 في ص 807.
4 ينظر: نوادر أبي مسحل 1/90.
5 ديوانه 268، والأصمعيات، وثمة تخريج البيت، وهو في رثاء المنتشر بن وهب الباهلي كما في الكامل 1/459، 3/1430.
وأعشى باهلة هو: أبو قحفان عامر بن الحارث بن رياح بن أبي خالد الباهلي، شاعر جاهلي مجيد، عده ابن سلام في طبقة أصحاب المراثي، ومرثيته التي منها البيت من المراثي المعدودة عند العرب.
طبقات فحول الشعراء 1/203، 210، والكامل 3/1430، واللآلي 1/75، والمؤتلف والمختلف 14/ وأمالي المرتضى 2/24، والخزانة 1/188.

(2/808)


(والغمرات) 1 بفتح الغين والميم: (الشدائد) . واحدتها غمرة، مثل [127/أ] جفنة وجفنات. قال جعفر بن علبة الحارثي2:
لا يكشف الغماء إلا ابن حرة ... يرى غمرات الموت ثم يزورها
(ورجل مغامر: إذا كان يلقي نفسه في المهالك) 3. والجمع مغامرون.
وأصل هذا الباب كله من التغطية والستر4
__________
1 ديوان الأدب 1/139، والعين 4/417، والتهذيب 8/130، والمحيط 5/80، والصحاح 2/772، والمحكم 5/306 (غمر) ومنه قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ} الأنعام 93. وينظر: المفردات 614.
2 ديوان الحماسة 1/64، واللآلئ 2/905، والحماسة البصرية 1/46، والزهرة 2/683، والتذكرة السعدية 41.
وجعفر بن علبة الحارثي، يكنى أبى عارم، وهو من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، شاعر غزل مقل، وفارس مذكور في قومه. قتله رجل من بني عقيل ثأرا سنة 145هـ.
الأغاني 13/45، والمبهج 42، واللآلئ 1/110، وشرح الحماسة للتبريزي 1/22، والخزانة 10/310.
3 العين 4/416، والمحيط 5/80، والصحاح 2/773، والمقاييس 4/393، والمحكم 5/306 (غمر) .
4 المقاييس 4/392.

(2/809)