النحو الواضح في قواعد اللغة العربية

الممنوع من الصرف:
1- العَلَمُ الْمَمْنُوع مِنَ الصَّرْفِ:
الأمثلة:
1- قَرَأَتْ سعادُ، أَثْنَيْتُ عَلَى سعادَ.
2- زُرْتُ لندنَ، جاءَ الطالِبُ من لندنَ.
3- شاهدتا نيويوركَ، ذهب السائحُ إلى نيويوركَ.
4- رأَيْتُ عثمانَ، شكرتُ لعثمانَ.
5- جاء أحمدُ، أعطيتُ المكافأة لأحمدَ.
6- اشْتَهَرَ بعدلِه عمرُ، اِقْتَدَيْتُ بعمرَ.
البحْثُ:
إذا تأملت الأسماء التي في آخر كل مثال، وجدتَ أنها أعلام، وإذا أردت أن تعرف عن هذه الأعلام شيئاً جديداً، فانظر إلى كل مثالين معاً، تجد أن "سعاد" عَلَم يدل على مؤنث، وأن "لندن" علم غير عربي: أي أنه ليسَ من وضع العرب، ويسمى علماً أعجمياً، وأن "نيويورك" علم يتألف من كلمتين امتزجت إحداهما بالأخرى فأصبحتا كلمة واحدة، وأن "عثمان" علم في آخره ألف ونون زائدتان، وأن "أحمد" علم تشبه صورته ويماثل

(1/368)


وزنه وَزْنَ الأفعال وصورتها، فإن أحمد في وزنه يشبه الفعلين أكْرَمَ وأحْسَنَ ونحوهما، وأن "عُمَر" ثلاثيٌّ مذكر أوله مضموم وثانيه مفتوح.
هذه هي صفات الأعلام التي في الأَمثلة، وإذا بحثت عن إعراب هذه الأَعلام رأيتها في المثال الأول من كل مثالين، إما مرفوعة وإما منصوبة، وفي المثال الثاني مجرورة، ولكنك إذا تأملت حركاتِ أواخرها رأيت أنها رُفعت بضمة ظاهرة، ونُصبت بفتحة ظاهرة، كبقية الأَسماء الأخرى، ولكنها في حال الجر لم تجرَّ بالكسرة بل جُرَّت بالفتحة، وإذا رجعت النظر مرة أخرى وجدت أن الأَعلام جميعَها لم تُنَوَّن، وأنها مُنعت من التنوين، أو مُنعت من الصَّرف؛ لأن الصرف والتنوين بمعنى واحد.
القواعد:
155- يمنع العلم من الصّرْفِ أي التَّنْوِين، ويجر بالفتحة نيابة عن الكسرة:
أ- إذا كان مؤنثا.
ب- إذا كان أَعْجَمِيّاً.
ج- إِذَا كان مُرَكَّباً تَرْكِيباً مَزْجِيّاً.
د- إِذَا كان مَزيداً فيه أَلِفٌ ونونٌ.
هـ- إذا كان على وَزْنِ الفْعلِ.
و إذا كان مذكرا ثُلاثيِّاً مَضْمُومَ الأولِ مفتوحَ الثاني.

(1/369)


2- الصِّفَةُ الْمَمْنُوعةُ مِنَ الصَّرْفِ:
الأمثلة:
1- الوَلدُ عطشانُ، سَقَيْتُ ولداً عطشانَ، لا تَبْخَلْ عَلَى عطشانَ.
2- أنت أسبقُ مِني، لم يكنْ غيرُك أسبقَ مني، لَسْتَ بأسبقَ من عليٍّ.
3- وَقَفَ جنودٌ مَثْنَى، تقابلتُ مع جنودٍ مَثْنَى، جاء الأولاد ثُلاثَ.
4- نظرت إلى الأولاد ثُلاثَ، دخل المدرسةَ بناتٌ آخرُ، مَرَرْتُ ببناتٍ أخرَ.
البحْثُ:
إذا أَلقَيْتَ نظرة إلى الأمثلة السابقة، رأيت أنها تشتمل على الكلمات: عطشان، وأسبق، ومثنى، وثلاث، وأُخر، فعطشان تدل على ذات متصفة بالعطش؛ وأسبق تدل على ذات متصفة بالزيادة على غيرها في السبق؛ ومثنى وثلاث كلاهما يدل على أشياء اتصفت بأنها رُتِّبَتْ ترتيباً عددياً خاصّاً لأن معنى "وقف جنود مثنى" أنهم وقفوا كلُّ اثنين منهم معاً، ومعنى "جاء الأولاد ثلاثَ" أنهم جاءوا كلَّ ثلاثة منهم معاً؛ أما كلمة "أُخر" فتدل على ذوات مغايرة لغيرها؛ ومن ذلك يظهر لك أن كل كلمة من الكلمات السابقة تدل على صفة.
وعند تأمل الصفات مرة أخرى ترى أن "عطشان" على وزن فَعْلان، وأن "أسبق" على وزن أفْعَل، وأن "مثنى" و"ثُلاث" لفظان للعدد على

(1/370)


صورة خاصة، ومثلها أُحاد، ومَوْحد، وعُشَار، ومَعْشر، وأن كلمة "أُخَر" جمعٌ لأخرى بمعنى مغايرةٍ.
وإذا بحثت عن إعراب هذه الصفات رأيتها في الأمثلة إما مرفوعة، وإما منصوبة، وإما مجرورة، ورأيت أنها ترفع بالضمة، وتنصب بالفتحة، ولكنها تجر بالفتحة، ووجدت أنها خالية من التنوين أو ممنوعة من الصرف.
القواعد:
156- تمنع الصفة من الصَّرْفِ وتُجَرُّ بالفَتْحَةِ نيابة عن الكسرة:
أ- إذا كانت على وزن فعلان.
ب- إذا كانت على وزن أفعل.
ج- في أُحَاد ومَوْحد إلى عُشَار ومَعْشَر، وفي كلمةِ "أُخَر".

(1/371)


3- الممنوع من الصرف لصيغةِ مُنْتَهَى الجموعِ أو ألف التأنيث:
الأمثلة:
1- أُنْشِئَتْ مدارسُ.
2- شاهدت مدارسَ.
3- تعلمتُ في مدارسَ.
4- هذه صحراءُ.
5- اِخْتَرَقْتُ صحراءَ.
6- يَمرُّ الجملُ في صحراءَ.

(1/371)


7- هذه عصافيرُ.
8- الولدُ النجيبُ نُعْمَى.
9- أطلقت عصافيرَ.
10- ما رَأَيْتُ نُعْمَى كالصحة.
11- لاَ تَلْعَبْ بعصافيرَ.
12- قابِل النَّعْمَة بنُعْمَى.
البحْثُ:
تأمل في الأمثلة السابقة الكلمات: مدارس، وعصافير، وصحراء، ونُعْمى، تجد أن "مدارس" جمع تكسير به ألف زائدة بعدها حرفان، وأن "عصافير" جمع تكسير أيضاً به ألف زائدة بعدها ثلاثة أحرف.
وكلُّ جمع يجيء على هاتين الصورتين، يقال: إنه على صيغة منتهى الجموع، أما "صحراء" و"نعمى" فإن الأولى مختومة بألف التأنيث الممدودة، والثانية مختومة بألف التأنيث المقصورة.
وإذا بحثتَ عن حركات أواخر هذه الكلمات، رأيت أنها ترفع بالضمة، وتنصب بالفتحة، وتجر بالفتحة، وأنها ممنوعة من الصرف.
القواعد:
157- يمنع الاسم من الصَّرْفِ ويُجَرُّ بالفتحةِ نيابة عن الكسرة:
أ- إذا كان على صيغة منتهى الْجُمُوعِ.
ب- إِذَا كَان مختوماً بأَلفِ التأنيثِ الممدودِةِ.
ج- إذا كان مختوما بألف التأنيث المقصورة.

(1/372)