أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ج / 4 ص -267-
"باب التأنيث":
هذا باب التأنيث
"التأنيث فرع
التذكير واحتياجه إلى علامة":
لما كان التأنيث فرع التذكير1، احتاج لعلامة، وهي إما تاء
محركة، وتختص بالأسماء: "قائمة"، أو تاء ساكنة، وتختص
بالأفعال، كـ"قامت"، وإما ألف مفردة، كـ"حبلى"، أو ألف
قبلها ألف؛ فتقلب هي همزة كـ"حمراء" ويختصان بالأسماء.
وقد أنثوا أسما كثيرة بتاء مقدرة، ويستدل على ذلك بالضمير
العائد عليها، نحو:
{النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُو}2،
{حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ
أَوْزَارَهَا}3،
{وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا}4، وبالإشارة إليها، نحو:
{هَذِهِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 قيل: إنما كان التأنيث فرع التذكير؛ لأن الأصل في جميع
الأشياء -كما يقول سيبوه- التذكير؛ بدليل أنه يطلق على كل
مذكر، أو مؤنث لفظ "شيء". وهذا اللفظ مذكر وأيضا، فهو لا
يحتاج إلى زيادة.
التصريح: 2/ 285.
2 سورة الحج [الآية: 72].
موطن الشاهد:
{النَّارُ وَعَدَهَا}.
وجه الاستشهاد: وقوع "النار" مؤنثة، بدلالة عودة الضمير
عليها مؤنثا، في قوله تعالى:
{وَعَدَهَا}.
3 سورة محمد [الآية: 4].
موطن الشاهد:
{الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا}.
وجه الاستشهاد: وقوع "الحرب" مؤنثة، بدليل عودة الضمير
المؤنث إليها في قوله تعالى:{أَوْزَارَهَا}.
4 سورة الأنفال [الآية: 61].
موطن الشاهد:
{لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا}.
وجه الاستشهاد: وقوع "السلم" مؤنثة بدليل عودة الضمير
المؤنث إليها في قوله تعالى:
{لَهَا}.
ج / 4 ص -268-
جَهَنَّم}1، وبثبوتها في تصغير2، نحو: "عيينة"، و"أذينة" أو فعله، نحو
{وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ}3، وبسقوطها من عدده، كقنله4،
"الرجز".
532- وهي ثلاث أذرع وإصبع5
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سورة يس [الآية: 63].
موطن الشاهد:
{هَذِهِ جَهَنَّمُ}.
وجهه الاستشهاد: وقوع "جهنم مؤنثة، بدليل الإشارة إليها
باسم الإشارة "هذه" الذي يشار به إلى المؤنث عادة.
2 أي: لأن التصغير يرد الأشياء إلى أصولها، ويختص ذلك
بالثلاثي، وكذا الرباعي إذا صغر تصغير الترخيم، نحو: ذريعة
في ذراع.
3 سورة يوسف [الآية: 94].
موطن الشاهد:
{فَصَلَتِ الْعِيرُ}.
وجه الاستشهاد: وقوع "العير" مؤنثة بدليل تأنيث فعلها الذي
لحقته تاء التأنيث.
4 القائل: هو حميد الأرقط، وقد مرت ترجمته.
تخريج الشاهد: هذا عجز بيت من الرجز في وصف قوس عربية،
وصدره قوله:
أرمي عليها وهي فرع أجمع
وهو من شواهد: التصريح: 2/ 286، وسيبويه: 2/ 308، واللسان:
"رمى -علا- فرع-فرع-ذرع" ولم ينسبه.
المفردات الغريبة: فرع: أي مأخوذة من الغصن بحاله، المعنى:
إني أرمي على هذه القوس المصنوعة من الغصن نفسه، وقد
استوفت طولا وأجزاء، والمراد بقوله: "وأصبع" -الإشارة إلى
أن هذه القوس كاملة وافية، كما يقال: هذا الثوب سبع أذرع
وزيادة.
الإعراب: أرمي: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة
المقدرة على الياء للثقل، والفاعل: أنا، "عليها": متعلق
بـ"أرمي"، وهي: الواو حالية، هي: ضمير رفع منفصل في محل
رفع مبتدأ. فرع: خبر مرفوع. أجمع: توكيد مرفوع، وجملة "هي
فرع أجمع": في محل نصب على الحال. وهي: الواو عاطفة، هي:
مبتدأ ثلاث: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، أذرع: مضاف إليه
مجرور. وأصبع: الواو عاطفة، إصبع: اسم معطوف على "ثلاث
أذرع" مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
موطن الشاهد: "ثلاث أذرع".
وجه الاستشهاد سقوط التاء المربوطة من ثلاث، يدل على تأنيث
"الذراع"؛ لأن العدد من ثلاثة إلى عشرة، يذكر مع المؤنث،
ويؤنث مع المذكر.
ج / 4 ص -269-
فصل: الغالب في التاء أن تكون لفصل صفة المؤنث من صفة المذكر، كـ"قائمة"
و"قائم"1.
"لا تدخل تاء التأنيث في خمسة أوزان":
ولا تدخل في هذه
التاء2 في خمسة أوزان:
أحدها:
فعول بمعنى فاعل، كـ"رجل صبور"، و"امرأة صبور"، ومنه
{وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا}3
أصله بغويا، ثم أدغم، وأما قولهم: "امرأة ملولة"؛ فالتاء
للمبالغة، بدليل: "رجل ملولة" وأما "امرأة عدوة"؛ فشاذ4
محمول على صديقة، ولو كان فعول بمعنى مفعول لحقته التاء،
نحو: "جمل ركوب"، و"ناقة ركوب"5.
والثاني:
فعيل بمعنى مفعول6، نحو: "رجل جريح" و"امرأة جريح" وشذ:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ومن غير الغالب، تكون في أسماء الأجناس الجامدة، كرجل
ورجلة، وامرئ، وامرأة، وظبي وظبية، وفي الصفات المختصة
بالمؤنث، كطالق وحامل، وحائض، ومرضع، وتلحقها التاء إذا
قصد بها الحدوث في أحد الأزمنة.
التصريح: 2/ 286.
2 أي: الفاصلة صفة المؤنث من صفة المذكر والفارقة بينهما،
وقد تلي "فعولا" وغيره من الأوزان "تاء". ولكنها لا تكون
فارقة، مثل: فروقة من الفروق، وملولة من الملل؛ فإن التاء
فيهما للمبالغة.
3 سورة مريم [الآية: 28].
موطن الشاهد {أُمُّكِ بَغِيّاً}.
وجه الاستشهاد عدم لحاق التاء لـ"بغياط؛ لأنه على زنة
مفعول بمعنى فاعل، فيستوي فيه المذكر والمؤنث.
4 أي: إذا كانت بمعنى "قامت بها العداوة"، أما إذا أريد من
وقعت عليها العداوة، فلا شذوذ؛ لأنها -حينئذ- بمعنى مفعول.
5 جعل ابن مالك في التسهيل عدم لحاق التاء في الصيغ الأربع
غالبا، لا واجبا.
6 إن عرف موصوفه، سواء أكان ظاهرا، أم منويا؛ لدليل،
والمراد: الموصول المعنوي، ليشمل ما إذا كان الوصف خبرا،
أو حالا، أو بيانا، لا خصوص النعت النحوين وقد تلحقه التاء
قليلا حملا على الذي بمعنى "فاعل" كقول العرب: صنعة ذميمة،
وخصلة حميدة.
ج / 4 ص -270-
"ملحفة جديدة"؛ فإن كان "فعيل" بمعنى فاعل، لحقته التاء1،
نحو: "امرأة رحيمة"، و"ظريفة"؛ فإن قلت: "مررت بقتيلة بني
فلان" ألحقت التاء خشية الإلباس؛ لأنك لم تذكر الموصوف.
والثالث:
مفعال، كمنحار، وشذ: "ميقاته"2.
والرابع:
مفعيل، كمعطير3 وشذ: "امرأة مسكينة"، وسمع: "مسكين"، على
القياس.
والخامس:
مفعل، كمغشم4، ومدعس5.
"المعاني التي
تأتي لها التاء"
وتأتي التاء لفضل الواحد، من الجنس كثيرا، كتمرة ولعكسه6:
في جباه وكمأة، خاصة7، وعوضا من فاء كعدة8، أو من لام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 وقد تحذف حملا على الذي بمعنى مفعول، نحو
{إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيب}، {مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيم}.
2 من اليقين: وعدم التردد، يقال رجل ميقان، أي: لا يسمع
شيئا؛ إلا أيقنه، وامرأة ميقانة.
3 أي طيب الرائحة.
4المغشم: الجريء الشجاع الذي لا يثنيه شيء عن إدراك ما
يريد ويهوي.
5 المدعس: الرمح الذي يطعن به، ومن الدعس، وهو الطعن.
6 أي: تمييز الجنس، من الواحد؛ فتكون داخلة على الجنس.
7 هما اسمان لنوع واحد من النبات؛ الأول: أحمر والثاني:
يميل إلى الشواد، ويقال للمفرد منهما "جبء" و"كم"، وليس
منه: سيارة وميارة؛ لأنهما جمعا سيار وميار، وليس من أسماء
الأجناس، لغلبة التأنيث عليهما، قال -تعالى-:
{وَجَاءَتْ سَيَّارَة}،
وعلى تقدير كونهما من أسماء الأجناس؛ فهما اسما جنس مشتق.
وعل الجوهري منه "فقع وفقعة، وغرد وغردة" وعلى هذا تكون
الألفاظ: أربعة لا اثنين كما قال المؤلف. انظر التصريح. 2/
288.
8 مصدر "وعد" وأصلها: "وعدة" نقلت كسرة الواو إلى العين ثم
حذفت، وعوض عنها التاء آخران؛ لأنها لا تقع صدرا.
ج / 4 ص -271-
كسنة1، أو من زائد لمعنى؛ كأشعثي، وأشعثة2،
أو من زائد لغير معنى، كزنديق وزنادقة3، وللتعريب،
كموازجة4، وللمبالغة5، كراوية، ولتأكيدها6، كنسابة،
ولتأكيد التأنيث، كنعجة7.
"أوزان ألف
التأنيث المشهورة":
فصل: لكل واحد من ألفي التأنيث أوزان نادرة، ولا نتعرض لها
في هذا المختصر، وأوزان مشهورة.
فمشهور أوزان المقصورة اثنا عشر:
أحدها:
فُعَلَى بضم الأول وفتح الثاني، كأربى للداهية وأدمى وشعبى
لموضعين، قال:
أعبدا حل في شعبي غريبا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أصلها: سنو أو سنه، كرهوا تعاقب حركات الإعراب على
الواو، لاعتلالها، وعلى الهاء، لخفائها؛ فحذفوها، وعوضوا
عنها التاء.
2 فإن التاء عوض من يار النسب؛ ولذلك لا يجتمعان، ومثله:
أزرقي وأزراقه.
3 فإن التاء عوض من يا مفاعيل، ولا يجمع بينهما.
4 جمع موزج، وخو الخف، والقياس في الجمع موازج؛ فدخلت
التاء في الجمع، ليلد على أن أصله: أعجمي؛ فعرب، ومثله
كياجلة جمع كيلجة.
5 أي: للمبالغة في الوصف، والرواية: الكثير الرواية؛ وإنما
أنث المذكر؛ لأنه قصد أنه غاية في ذلك الوصف، والغاية
مؤنثة.
6 أي: تأكيد المبالغة الحاصلة بغير التاء؛ لأن "فعالا"
يفيد المبالغة بنفسه؛ فدخول التاء يؤكد هذه المبالغة.
7 فإن اللفظ مخصوص بالمؤنث: بقطع النظر عن التاء، ومثل
نعجة ناقة.
هذا وتأتي التاء لغير هذه الأغراض، وهي مع ذلك تدل على
التأنيث المجازي، لما هي فيه بدليل تأنيث ضميرها، ما عدا
التي للمبالغة، أو لتأكيدها؛ فقد انسخلت عن التأنيث. وقد
تلزم التاء فيما يشترك فيها المذكر والمؤنث، كربعة للمعتدل
القامة من الرجال والنساء، وقد تلام ما يخص المذكر، كرجل
بهمة، أي شجاع.
الأشموني: 3/ 647-648، والتصريح: 2/ 288.
8 تقدم هذا الشاهد في باب المفعول المطلق، وتم تخرجه
وإعرابه وشرحه والتعليق عليه موطن الشاهد: "شعبي".
وجه الاستشهاد مجيء "شعبي" اسما مقصورا على زنة فعلى.
ج / 4 ص -272-
وزعم ابن قتيبة1: أنه لا رابع لهان ويرد
عليه أرني، بالنون، لحب يجبن به اللبن وجنفى لموضع، وجعبى
لعظام النمل.
وقد تبين أن عد الناظم لفعلى في الأوزان المشهورة مشكل2.
الثاني:
فُعْلَى بضم الأول وسكون الثاني اسما كان؛ كبهمى أو صفة،
كحبلى وطولى، أو مصدرا، كرجعى.
الثالث:
فَعَلى بفتحتين اسما كان كبردى لنهر بدمشق، أو مصدرا،
كمرطى لمشية، أو صفة، كحيدى3.
الرابع:
فَعْلَى بفتح أوله وسكون ثانيه بشرط أن يكون إما جمعا،
كقتلى وجرحى، أو مصدرا، كدعوى، أو صفة كسكرى وسيفى مؤنثي
سكران، وسيفان للطويل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 هو: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري النحوي
اللغوي الكاتب، كان رأسا في العربية واللغة وأيام الناس،
ثقة دينا فاضلا، سكن بغداد وحدث بها، روى عنه كثير من
العلماء، منهم ابن درستويه، وله مؤلفات كثيرة منهاك إعراب
القرآن، وجامع النحو، وطبقات الشعراء، وعيون الأخبار،
وكتابه المشهور: أدب الكاتب توفي سنة 286هـ وقيل 267هـ عن
ثلاث وستين سنة.
البلغة: 116، إبناه الرواة: 2/ 143، بغية الوعاة: 2/ 63،
معجم المؤلفين: 6/ 150، الأعلام: 4/ 280.
2 أي لأنه نادر، وقيل: شاذ، فضلا عن كونه من الأوزان
المشتركة بين المقصورة والممدودة، ومنه مع الممدودة: عشراء
-ونفساء- وكرماء- وفضلا- وخلفاء، وهو فيها كثير.
انظر الأشموني: 3/ 648
3 يقال: حمار حيدي: أي: يحيد عن ظله، ويحالو الفرار، غذا
تخيل منه لنشاطه. قال صاحب القاموس: ولم يوصف مذكر على
"فعلى" غيره. وفي التسهيل: أن هذا الوزن من المشترك، وذكر
منه مع الممدودة قرماء، وجفناء، لموضعين، ودأثاء للأمة
والجمع: دأث، وابن دأثاء: الأحمق.
ج / 4 ص -273-
فإن كان فَعْلى اسما، كأرطى وعلقى؛ ففي
ألفه وجهان1.
الخامس:
فُعَالى بضم أوله، كحبارى2 وسمانى لطائرين، وفي الصحاح: أن
ألف حبارى، ليست للتأنيث، وهو وهم؛ فإنه قد وافق على أنه
ممنوع الصرف3.
والسادس:
فُعَّلى، بضم أوله وتشديد ثانيه مفتوحا، كسمهى للباطل.
السابع:
فِعَلَّى، بكسر أوله وفتح ثانيه وسكون ثالثه، كسبطرى
ودفقى، لضربين من المشي.
الثامن:
فِعْلى، بكسر أوله وسكون ثانية، إما مصدران كذكرى، أو
جميعا وذلك: "حجلى": جمعا للحلج، بفتحتين، اسما لطائر،
و"ظربى بالضظاء المشالة، وجمعا لظربان، بفتح أوله وكسر
ثانيه اسما لدويبة، ولا ثالث لهما في الجموع3.
التاسع:
فِعِّيلى بكسر أوله وثانيه مشددا، نحو: "حثيثى" و"خليفى"5
وحكى النسائي: هو من خصيصاء قومه، بالمد، وهو شاذ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 كونها للتأنيث وللإلحاق، ومثلهما: تترى؛ فإن قدرت
للتأنيث منع من الصرف، وإن كانت للإلحاق صرف. وهذا الوزن
من المشترك، ومثاله مع الممدودة: حمراء.
انظر التصريح: "2/ 289، الأشموني: 3/ 649.
2 في القاموس: الحبارى: طائر للذكر والأنثى، والواحد
والجمع وألفه للتأنيث. ويكون فعالى: اسما كما مثل المصنف،
وجمعا كسكارى، وصفة كعلادى: بمعنى شديد، يقال: جمل علادى،
أي: قوي شديد.
3 وهذا دليل على أن ألفه للتأنيث.
4 قيل: إن أبا علي الفارسي، سأل المتنبي -وكان تلميذه- كم
لنا من الجموع على وزن "فعلى"؟ فأجاب المتنبي على الفور
"حجلى وظربى" فبحث الفارسي ليلتين فلم يجد لهما ثالثا، فإن
لم يكن "فعلى" مصدرا أو جمعا- فألفه للتأنيث، إن كان غير
منون، نحو
{قِسْمَةٌ ضِيزَى}؛ أي: جائزة، وللإلحاق إن نوّن، نحو عزهى: للعازف عن اللهو والنساء،
أو اللئيم. وانظر التصريح" 2/ 289-290.
5 حثيثى: مصدر الفعل: حث على الشيء إذا حض عليه، ولم يجئ
إلا مصدرا، وخليفى: اسم بمعنى الخلافة، وفي الأثر عن عمر
-رضي الله عنه- لولا الخليفى لأذنت، ومثلهما خصيصي وفخيرى:
اسمان للاختصاص والفخر. وفي التسهيل: أنهما يمدان، فيكون
هذا الوزن من المشترك.
التصريح: 2/ 290، والأشموني: 3/ 650.
ج / 4 ص -274-
العاشر: فُعُلّى، بضم أوله وثانيه وتشديد ثالثه، ككفرى، لوعاء، لوعاء
الطلع، و"حذرى"، و"بذرى" من الحذر والتبذير.
الحادي عشر:
فُعَّيْلى، بضم أوله وفتح ثانيه مشددا، كخليطى، للاختلاط،
"قبيطى"، للناطف1.
الثاني عشر:
فُعَّالى، بضم أوله وتشديد ثانيه، نحو: "شقارى وخبازى"،
لنبتين، و"خضارى"، لطائر.
تنبيه:
نحو: جنفى، وخليفى، وخليطى، ليس من الأوزان المختصة
بالمقصورة، بدليل: عرواء، وفخيراء، ودخيلاء2.
"المشهور من
أوزان الألف الممدودة":
ومشهور أوزان الممدودة سبعة عشرة:
أحدها:
فَعْلَاء، بفتح أوله وسكون ثانيه، اسما كان، كصحراء أو
مصدرا، كرغباء، أو صفة كحمراء، و"ديمة هطلاء" أو جمعا في
المعنى كطرفاء3.
والثاني والثالث
والرابع: أفعلاء، بفتح العين4، وأفعلاء،
بكسرها، وأفعلاء، بضمها، كقولهم: يوم الأربعاء، سمع فيه
الأوزان الثلاثة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الناطف: ضرب من الحلواء، سمي بذلك؛ لأنه ينظف، أي:
يستقطر قبل خثورته.
2 العرواء -بضم أوله- قوة الحمى في أول مسها ورعدتها،
والفخيرا -بكسر أوله وتشديد ثانيه- الرجل الفخور، ودخيلاء
الأمر: باطنه.
3 نوع من الشجر، الواحدة: طرفاءة، وطرفة، وبها لقب طرفة بن
العبد، واسمه عمرو وقيل: طرفاء: اسم جنس جمعي؛ لأن فعلاء
ليس من أبنية جمع التكسير.
4 ذكر في التسهيل: أن هذا الوزن من المشترك. ومثال
المقصورة: "أجفلى" للدعوة العامة إلى الطعام، يقال: دعوت
القوم الجفلى والأجفلى والأجفلاء، أي: دعوتهم عموما، إلى
الطعام، وضده "النقرى" وهو دعوة قوم على الخصوص،
كالانتقار.
ج / 4 ص -275-
الخامس:
فَعْلَلَاء، كعقرباء لمكان.
السادس:
فِعَالَاء، بضم الفاء، كقصاصاء للقصاص.
السابع:
فُعْلُلاء، بضم الأول والثالث، كقرفصاء.
الثامن:
فَاعُولَاء بضم الثالث، كعاشوراء.
التاسع:
فَاعِلاء، بكسر الثالث، كقاصعاء، لأحد جحرة اليربوع1.
العاشر:
فَعِلياء، بكسر الأول وسكون الثاني، نحو: كبرياء.
الحادي عشر:
مَفْعُولاء، كمشيوخاء.
الثاني عشر:
فَعَالاء، بفتح أوله وثانيه، نحو: براساء بمعنى الناس،
يقال: ما أدري أي البراساء هو، وبراكاء بمعنى البروك.
الثالث عشر:
فَعِيلاء بفتح أوله وكسر ثانيه، نحو: قريثاء وكريثاء،
نوعان من البسر.
الرابع عشر:
فَعُولاء، بفتح أوله وضم ثانيه، نحو: دبوقاء.
الخامس عشر:
فَعَلاء، بفتحتين، كخفقاء لموضع، قاله ابن الناظم، وإنما
هو بالجيم والنون والفاء، ولا نظير له إلا دأثاء للأمة،
وقرماء لموضع، وعلى هذا فعد الناظم لذلك في المشهور مشكل،
وفي المحكم2 أن جنفى بالجيم والنون والفاء والقصر موضع،
وأنه بالمد أيضا موضع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 اليربوع: حيوان أكبر قليلا من الفأر، يداه أقصر من
رجليه. ويتخذ لجحره أبوابا يخفيها، منها: القاصعاء،
والنافقاء؛ فإذا أتى من جهة القاصعاء- ضرب النافقاء برأسه
فانتفق، أي: خرج من نافقائه.
2 كتاب في اللغة العربية، يقارب عشرين مجلدا، ومؤلفه: أبو
الحسن علي بن إسماعيل المعروف بابن سيده النحوي الأندلسي
من أهل مرسية. كان نادرة وقته، وإماما في اللغة العربية
على الرغم من أنه ضرير، وله شعر جيد، وتصانيف كثيرة، منها:
المحكم هذا،والمخصص في 17 مجلدا "مطبوع"، والأنيق في شعر
الحماسة، وشرح كتاب الأخفش، وشرح إصلاح المنطق، وشاذ
اللغة، وغيرها، مات سنة 448هـ البلغة: 148، والبلغة: 1/
143 "وفيه علي بن أحمد، وقيل محمد، وقيل إسماعيل، وإنباه
الرواة: 2/ 225، وفيات الأعيان: 1/ 324، والأعلام: 5/ 69.
ج / 4 ص -276-
السادس عشر: فِعَلاء، بكسر أوله وفتح ثانيه، نحو: سيراء.
السابع عشر:
فُعَلاء، بضم أوله وفتح ثانيه، كخيلاء1.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 لألف التأنيث الممدودة أوزان كثيرة غير ما ذكر، منها:
فنعلاء، كخنفساء، وفعولاء، كعشوراء، وتفعلاء، كتركضاء،
لمشية المتبختر.
وقد ذكر العلام الأشموني كثيرًا منها، فارجع إليها إن شئت.
الأشموني: 3/ 653-654. |