أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ج / 4 ص -284-
"باب كيفية التثنية":
هذا باب كيفية التثنية
"أنواع الاسم":
الاسم على خمسة أنواع:
أحدها:
الصحيح، كرجل وامرأة.
الثاني:
المنزل منزلة الصحيح، كظبي ودلو.
الثالث:
المعتل المنقوص، كالقاضي.
وهذا الأنواع الثلاثة، يجب أن لا تغير في التثنية، تقول:
"رجلان، وامرأتان، وظبيان، ودلوان، والقاضيان"، وشذ في
ألية وخصية: أليان وخصيان1، وقيل: هما تثنية ألي وخصي.
الرابع:
المعتل المقصور، وهو نوعان:
أحدهما:
ما يجب قلب ألفه ياء2، وذلك في ثلاث مسائل: إحداها: أن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 وقد ورد من ذلك في تثنية خصية قول الراجز:
كأن خصييه من التدلدل
ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل
وقد ورد من ذلك في تثنية ألية قول الراجز:
ترتج ألياه ارتجاج الوطب
وقد ثنى عنترة ألية على الأصل، فأثبت التاء، وذلك في قوله:
متى ما تلقني فردين ترجف
روانف أليتيك وتستطارا
التصريح:
2 إنما وجب قلب ألفه؛ لأن الألف لا تقبل الحركة، ولا بد من
فتح ما قبل علامة التثنية، ولا يمكن حذف الألف، لئلا يلتبس
المثنى بالمفرد عند إضافتهما لياء المتكلم، كفتاي مثلا.
ج / 4 ص -285-
تتجاوز ألفه ثلاثة أحرف1، كحبلى وحبليان،
وملهى وملهيان، وشذ قولهم: في تثنية قهقرى، وخوزلي:
قهقران، وخوزلان، بالحذف. الثانية: أن تكون ثالثة مبدلة من
ياء كفتى، قال الله -تعالى-:
{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ}2، وشذ في حمى حموان3، بالواو.
الثالثة: أن تكون غير مبدلة، وقد أمليت، كمتى، لو سميت
بها، قلت في تثنيتها: متيان.
والثاني:
ما يجب قلب ألفه واوا، وذلك في مسألتين، إحداهما: أن تكون
مبدلة من الواو، كعصا، وقفا، ومنا، وهو لغة في المن الذي
يوزن به4، قال5: الوافر
538 عصا في رأسها منوا حديد6
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سواء كان أصلها ياء، أو واوا، وذلك رجوعا إلى الأصل،
فيما أصله ياء، وحملا على الفعل غير الثلاثي فيما أصله:
واو، كملهى؛ فإن الفعل ألهيت.
2 [سورة يوسف الآية: 36].
موطن الشاهد:
{فَتَيَانِ}.
وجه الاستشهاد: إبدال الألف المقصورة الواقعة ثالثة في
"فتى" ياء في التثنية على الأصل.
3 لأن ألفه منقلبة عن ياء، بدليل "حميت الحمى أحميه"، من
مثال، رميت الشيء أرميه.
4 في القاموس: المنا والمناة: كيل أو ميزان، ويثنى: منوان،
ومنيان، والجمع: أمناء وأمن والمنان أو المن: رطلان.
5 لم ينسب البيت إلى قائل معين.
6 تخريج الشاهد هذا عجز بيت، وصدره قوله:
وقد أعددت للعذال عندي
وهو من شواهد: التصريح: 2/ 295، والأشموني ط1158/ 3/ 660"
المفردات الغريبة: أعددت: هيأت. العذال: اللوام -جمع عاذل،
وهو اللائم المتسخط. منوا: مثنى منى، كوصى.
الإعراب: قد: حرف تحقيق. أعددت: فعل ماض مبني على السكون،
والتاء: في محل رفع فاعل "للعذال": متعلق بـ"أعددت".
"عندي": متعلق بـ"أعدت"، وهو مضاف، والياء: مضاف إليه عصا:
مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف=
ج / 4 ص -286-
وشذ قولهم في رضا: رضيان، بالياء مع أنه من
الرضوان. الثانية: أن تكون غير مبدلة، ولم تمل1، نحو لدى
وإذا، تقول، إذا سميت بهما، ثم ثنيتهما، لدوان، وإذوان.
"أنواع الممدود
وتثنيته":
الخامس:
الممدود، وهو أربعة أنواع:
أحدها:
ما يجب سلامة همزتهن وهو ما همزته أصلية كقراء، ووضاء،
تقول: قراءات ووضاءان والقراء والوضاء: الوضيء الوجه.
الثاني:
ما يجب تغيير همزته بقلبها واوا، وهو ما همزته بدل من ألف
التأنيث2، كحمراء وحمراوان، وزعم السيرافي3: أنه إذا كان
قبل ألفه واو وجب تصحيح الهمزة، لئلا يجتمع واوان ليس
بينهما إلا ألف؛ فتقول في عشواء: عشواءان بالهمز، وجوز
الكوفيون، في ذلك، الوجهين وشذ حمرايان، بقلب الهمزة ياء
وقرفصان وخنفسان، وعاشوران، بحذف الألف والهمزة معا.
الثالث:
ما يترجح فيه التصحيح على الإعلال، وهو ما همزته بدل من
أصل، نحو: كساء وحياء، أصلهما كساو وحياي، وشذ كسايان.
الرابع:
ما يترجح فيه الإعلال على التصحيح، وهو ما همزته بدل من
حرف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= للتعذر. "في رأسها" متعلق بخبر مقدم محذوف، ورأس: مضاف،
و"ها": في محل جر بالإضافة، منوا مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة
رفعه الألف؛ لأنه مثنى، وحذفت نونه للإضافة، حديد مضاف
إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
موطن الشاهد: منوا.
وجه الاستشهاد مجيء "منوا" "منا" مقصورا، قلبت ألف مفرده
واوا في التثنية رجوعا إلى الأصل؛ لأن أصله "منو": فلما
تحركت الواو، وانفتح ما قبلها، انقلبت ألفا.
1 لأن عدم الإحالة دليل على عدم ملاحظة الياء، فقلبت الألف
واوا.
2 قيل: إن السبب في قلبها واوا في ذلك الحمل على النسب؛
لأن التثنية، وجمعي التصحيح والنسب تجري كلها مجرى واحدا.
3 مرت ترجمته.
ج / 4 ص -287-
الإلحاق، كعلباء وقوباء1، أصلهما علباي
وقوباي، بياء زائدة فيهما لتلحقهما بقرطاس وفرناس2، ثم
أبدلت الياء همزة، وزعم الأخفش، وتبعه الجزولي3: أن
الأرجح، في هذا الباب أيضا، التصحيح، وسيبويه؛ إنما قال:
إن القلب في علباء أكثر منه في كساء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 العلباء: اسم لبعض أعصاب العنق. والقوباء: مرض جلدي
معروف، يظهر في الجلد على شكل بقع بيضاء مستديرة صغيرة ثم
تتسع.
2 قطعة بارزة من الجبل متقدمة، تشبه الأنف في التقدم
والبروز.
3 هو: عيسى بن عبد العزيز الجزولين النحوي، وقد مرت
ترجمته. |