أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك ج / 4 ص -295-
"باب جمع التكسير1":
هذا باب جمع التكسير
"تعريف جمع
التكسير":
وهو: ما تغيرت فيه صيغة الواحد، إما بزيادة، كصنو وصنوا2،
أو بنقص، كتخمة وتخم، أو بتبديل شكل، كأسد وأسد، أو بزيادة
وتبديل شكل، كرجال، أو بنقص وتبديل شكل، كرسل، أو بهن
كغلمان.
"أبنية جمع
التكسير":
وله سبعة وعشرون بناء، منها أربعة موضوعة للعدد القليل،
وهو من الثلاثة إلى العشرة، وهي أفعل، كأكلب، وأفعال،
كأحمال، وأفعلة، كأحمرة، وفعلة كصبية، وثلاثة وعشرون للعدد
الكثير3، وهو ما تجاوز العشرة، وسيأتي.
وقد يستغنى ببعض أبنية القلة عن بناء الكثرة4، كأرجل
وأعناق وأفئدة، وقد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 هو اسم دال على أكثر من اثنين بتغيير لصيغة واحدة، لفظا،
كرجل ورجال -أو تقديرا، كفلك للمفرد والجمع، وقد ذكر
المصنف أقسام التغيير اللفظي.
2 الصنو: المثل وجمعه صنوان. قال في اللسان: وإذا كانت
نخلتان، أو ثلاث أو أكثر، أصلها واحد، فكل واحد منها: صنو،
الاثنا: صنوان بكسر النون، والجمع صنوان بالتنوين وقوله
تعالى:
{صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ}، أي: نخلات، أصلها واحد، ومتفرقات مختلفة الأصول.
3 ذكرها الناظم جميعها، وسنشير إلى كل منها عند ذكره. أما
جمعا التصحيح، فهما لمطلق الجمع من غير نظر إلى قلة، أو
كثرة، فيصلحان لهما حقيقة بالاستشراك المعنوي، وإذا قرن
جمع القلة بأل الاستغراقية، أو أضيف إلى معرفة، انصرف إلى
الكثرة وقد جمع الأمرين قول حسان بن ثابت مفتخرا:
لنا الجفنات الغر يلمعن في الضحى
وأسيافنا يقطرن من نجدة دما
الأشموني: 3/ 671.
4 إما وضعا بأن تكون العرب، قد وضعت أحد البناءين صالحا
للقلة والكثرة، واستغنت به عن وضع الآخر، كأمثلة المصنف،
أو استعمالا بأن تكون وضعتهما معا، ولكنها استغنت في بعض
المواضع عن أحدهما بالآخر، مجازا لقرينة، كأقلام في قوله
تعالى: {مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ} فقد استعمل جمع القلة، والمقام مقام مبالغة وتكثير، وقد سمع للقلم
وزن كثرة، وهو أقلام.
ج / 4 ص -296-
يعكس1، كرجال وقلوب وصردان2، وليس منه3 ما
مثل به الناظم وابنه من قولهم في جمع صفاة، وهي الصخرة
الملساء، صفي، لقولهم: أصفاء حكاه الجوهري4، وغيره.
"أبنية القلة":
الأول من أبنية القلة: أفعل، بضم العين، وهو جمع لنوعين:
أحدهما:
فعل، اسما، صحيح العين5، سواء صحت لامه أم اعتلت بالياء أم
بالواو، نحو: كلب، وظني، وجرو6، بخلاف نحو: ضخم فإنه صفة؛
وإنما قالوا: أعبد لغلبة الاسمية، وبخلاف نحو: سوط وبيت
لاعتلال العين، وشذ قياسا7: أعين، وقياسا وسماعا: أثوب
وأسيف، قال8: "الرجز"
543- لكل دهر قد لبست أثوبا9
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 فيستغنى ببعض أبنية الكثرة عن بناء القلة: وضعا، كأمثلة
المصنف واستعمالا، نحو:
{ثَلاثَةَ قُرُوءٍ}،
فقد قرنت ثلاثة بجمع الكثرة مع وجود جمع القلة، وهو أقراء.
الأشموني: 3/ 671، التصريح: 2/ 301
2 جمع صرد، وهو طائر فوق العصفور نصفه أبيض، ونصفه أسود.
3 أي: مما أغنى فيه جمع الكثرة، عن جمع القلة وضعا.
4 هو إسماعيل فاؤه واوا، كوقت ووعد، وليس مضعفا كعم وجد.
5 وليست فاؤه واوا، كوقت ووعد، وليس مضعفا كعم وجد.
6 جمعها: أظب وأجر، وأصلهما: أظبي، وأجرو، قلبت ضمة الباء
والراء كسرة، والواو ياء، ثم حذفت ياؤهما على حد الحذف في
قاض.
7 لا استعمالا لكثرته، ومنه قوله تعالى:
{وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} و{وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ}.
8 ينسب البيت إلى حميد بن ثور، وينسب إلى معروف بن عبد
الرحمن.
9 تخريج الشاهدك هذا صدر بيت، وعجزه قوله:
حتى اكتسى الرأس قناعا أشيبا
ج / 4 ص -297-
وقال1: [البسيط]
544- كأنهم أسيف بيض يمانية2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= وهو من شواهد: التصريح: 2/ 301، والأشموني "1164/ 3/
672، وسيبويه: 2/ 185، والمقتضب: 1/ 29، 132، 2/ 199،
ومجالس ثعلب. 439، والمنصف: 1/ 284، 3/ 47، واللسان "ثوب".
المفردات الغريبة: القناع: ما تقنع به المرأة رأسها، وهو
أوسع من المقنعة. وأراد به هنا الشعر الأبيض الذي يغطي
الرأس.
المعنى: يصف الشاعر نفسه بالحنكة والحزم؛ فيقول: لبست لكل
زمان لبوسهن فعاملت الناس بما يتفق وزمانهم، وتخلقت بأخلاق
أهل كل زمان، وسايرتهم حتى شاب رأسي.
الإعراب: لكل متعلق بفعل "لبست" وكل: مضاف دهر، مضاف إليه
مجرور. قد: حرف تحقيق: لبست: فعل ماض مبني على السكون،
لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: في محل رفع فاعل: أثوبا:
مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
موطن الشهد: "أثوبا".
وجه الاستشهاد: جمع "ثوب" الثلاثي المفتوح الأول الساكن
الثاني المعتل على "أثوب"، وحكم هذا الجمع نه شاذ، ولا
يقاس عليه، لأن القياس جمعه على أثواب، أو ثياب، مثل: نول
وأنوال، وطود وأطواد، وأما إذا كان الاسم صحيح العين، جمع
على أفعل، نحو: فلس وأفلس، ربع وأربع.
1 لم ينسب البيت إلى قائل معين.
2 تخريج الشاهد: هذا صدر بيت، وعجزه قوله:
عضب مضاربها باق بها الأثر.
وهو من شواهد التصريح: 2/ 301 والأشموني "1165/ 3/ 672،
والعيني: 4/ 523، واللسان "أثر".
المفردات الغريبة: أسيف: جمع سيف. بيض: جمع أبيض، والمراد
شديد البرق واللمعان، يمانية: منسوبة إلى اليمن. وقد زادوا
في النسبة إليه ألفا قبل النون واستغنى بذلك عن ياء
النسبة؛ فقالوا: يمان يريدون: يمني. عضبك قاطع. مضاربها:
جمع مضرب، وهو نحو شبر من طرق السيف الأثر ما بقي من آثار
ضربة السيف.
المعنى: يصف الشاعر هؤلاء القوم بكرم الأصل، ومضاء العزيمة
وصفاء الخلق؛ فيقول: كأنهم في ذلك سيوف يمانية شديدة
اللمعان، عظيمة القطع، لا يزال بها أثر الضرب والطعن.
الإعراب: كأنهم: حرف مشبه بالفعل، و"هم" في محل نصب اسمه.
أسيف: خبر "كأن". مرفوع بيض: صفة لـ "أسيف" مرفوع يمانية:
صفة ثانية لـ "أسيف".
ج / 4 ص -298-
الثاني: الاسم الرباعي المؤنث1 الذي قبل آخره مدة، كعناق2، وذراع، وعقاب،
ويمين، وشذ في نحو: شهاب وغراب من المذكر3.
الثاني أفعال، وهو لاسم ثلاثي، لا يستحق أفعل؛ إما لأنه
على فعل؛ ولكنه معتل العين، نحو: ثوب وسيف، أو لأنه على
غير فعل، نحو: جمل، ونمر، وعضد وحمل، وعنب وإبل، وقفل،
وعنق، ولكن الغالب في فعل، بضم الأول وفتح الثاني، أن يجيء
على فِعْلَانِ، كصرد، وجرذ، ونغر، وخزز، وشذ نحو: أرطاب4،
كما شذ في فعل المفتوح الفاء الصحيح العين الساكنها، نحو:
أحمال، وأفراخ، وأزناد، قال الله تعالى:
{وَأُولاتُ الْأَحْمَالِ}
5،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أي: تأنيثا معنويا بغير علامة تأنيث ظاهرة.
2 اسم للداهية، وأنثى الجدي، والجمع أعنق وعنوق.
3 وخرجت الصفة، كشجاع، والثلاثي كدار ونار، وغير المؤنث،
كعمود ورغيف، وما فيه العلامة، كساحبة، ورسالة، وما ليس
قبل آخره مدة كزينب، هذا ويحفظ "أفعل"، كما قال صاحب
التصريح في "فَعَل" كجبل، و"فَعُل" كضبع، و"فُعُل"، كعنق،
و"فُعْل، كقفل، و"فِعَل" كضلع، و"فَعَلة" كأكمة، وكلها من
الأسماء. وفي "فِعْل" اسما وصفة: كذئب، وجلف، و"فِعْلة"
كذلك، كنعمة وشدة.
التصريح: 2/ 310- 302.
4 الصرد: طائر ضخم الرأس، يصطاد العصافير. والجرذ: نوع من
الفأر. والثغر: طير كالعصفور أحمر اللون يسمى "البلبل"
والأنثى نغرة، والخزز: ذكر الأرانب، والجمع: خزان، وأخزة
وموضعها مخزة، ومنه اشتق الخز. وأرطاب: جمع رطب، وكذلك
أرباع جمع ربع.
5 [سورة الطلاق الآية: 4].
موطن الشاهد:
{الْأَحْمَالِ}.
وجه الاستشهاد: مجيء "أحمال" جمع تكسير على وزن أفعال من
"حمل" على زنة فعل، وحكم جمع فعل على أفعال الشذوذ.
ج / 4 ص -299-
وفاة الحطيئة1: [البسيط]
545- ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 واسمه جرول بن أوسل، وقد مرت ترجمته.
2 تخريج الشاهد: هذا صدر بيت، وعجزه قوله:
زغب الحواصل لا ماء ولا شجر.
والبيت يخاطب فيه الشاعر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي
الله عنه وكان قد حبسه حين هجا الزبرقان بن بدر، بقول:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها
واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
والشاهد من شواهد: التصريح: 2/ 302، والأشموني "1166/ 3/
674:"، والمقتضب: 2/ 196، والخصائص: 3/ 59، وأمالي بن
الشجري: 1/ 329، وشرح المفصل: 5/ 16، والعيني: 4/ 524،
وديو ان الحطيئة: 80.
المفردات الغريبة: لأفراخ، الأفراخ، جمع فرخ، وهو ولد
طائر، والمراد هنا: الصغار، من أولاد الشاعر. ذو مرخ: اسم
واد باليمامة. زغب: جمع زغباء من الزعب، وهو أول ما ينبت
من الريش والشعر. الحواصل: جمع حوصلة، وهي كيس في أسفل عنق
الطائر، يجتمع فيه غذاؤه وهذا كناية عن صغر الفرخ وضعفه.
المعنى: ما قولك في أولاد صغار بهذا المكان، ولا ماء
عندهم، ولا شجر، إذا شكوا إليك حالهم، وما هم فيه من حاجة؟
وبعد هذا البيت قوله:
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة
فاغفر عليك سلام الله يا عمر
قيل: إن عمر رضي الله عنه لما سمع ذلك رق له وأخرجه من السجن
ويقولون: إن "ذو مرخ" واد كثير الشجر، ولكنه قال: لا سماء
ولا شجر، من باب التلطف، لا غير.
الإعراب: ماذا: ما استم استفهام مبني على السكون في محل
رفع مبتدأ، و"ذا": اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع
خبر، أو ماذا، اسم استفهام في محل نصب مفعولا به لـ
"تقول". تقول: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة
الظاهرة، والفاعل: أنت "لأفراخ": متعلق بـ " "تقول" "بذي"
متعلق بصفة محذوفة لـ "أفراخ"، وذي: مضاف ومرخ: مضاف إليه
مجرور. زغب: صفة لـ "أفراخ"، وهو مضاف الحواصل: مضاف إليه
مجرور. لا نافية: لا محل لها. ماء مبتدأ مرفوع والخبر
محذوف، والتقدير لا ماء لهم. ولا: الواو عاطفية، لا: زائدة
لتؤكيد النفي. شجر: معطوف على ماء مرفوع، وعلامة رفعه
الضمة الظاهرة.
موطن الشاهد: "لأفراخ".
وجه الاستشهاد: جمع "فرخ" الثلاثي الصحيح العين على
"أفعال"، وحكم هذا الجمع الشذوذ، لأن القياس: أن يجمع على
"أفعل" و فعال" أي: أفرخ، وفراخ.
ج / 4 ص -300-
وقال آخر1: [المتقارب]
546- وزندك أثبت أزنادها2
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 هو: الأعشى ميمون بن قيس، وقد مرت ترجمته.
2 تخريج الشاهد: هذا عجز بيت يمدح فيه الأعشى قيس بن معد
يكرب الكندي، وصدره قوله:
وجدت إذا أصلحوا خيرهم
ويروى الشاهد:
وزندك أثقب أزنادها.
وهو من شواهد التصريح: 2/ 303، والأشموني "1167/ 3/ 674"،
والعيني 4/ 526، والمقتضب: 2/ 196، وأمالي ابن الشجري: 1/
329، وشرح المفصل 56/ 16، وديوان الأعشى: 54.
المفردات الغريبة: وجدت: ألفيت. أصلحوا: المراد أصلحوا
شؤونهم، وورد: اصطلحوا، من الصلح. زندك الزند بفتح الزاي
وسكون النون العود الذي تقتدح فيه النار، ولاقتداح النار
عودان، أحدهما: أعلى وهو الذي يسمى: زندا، والآخر: أسفل،
ويقال له: زندة أثقب: أكثر نارا واشتعالا، من أثقب النار،
إذا أوقدها، وهذا كناية عن كثرة جوده وفضله.
المعنى: تبين أنك خيرهم وأفضلهم في صفات الرجولة إذا
أصلحوا شؤونهم عند الصلح وأمضاهم عزيمة، وأنفذهم عملا.
الإعراب: وجدت: فعل ماضي مبني للمجهول مبني على السكون؛
لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: ضمير متصل مبني على
الفتح في محل رفع نائب فاعل، وهو المفعول، الأول.
إذًا: ظرف لما يستقبل من الزمان. اصطلحوا: فعل ماض،
والواو: فاعل، والألف: للتفريق، وجملة "اصطلحوا"، في محل
جر بالإضافة. خيرهم: مفعول به ثان لـ "وجد"، وهو مضاف،
و"هم" مضاف إليه. وزندك: الواو حالية. زند: مبتدأ مرفوع،
وهو مضاف، والكاف، مضاف إليه. أثقب: خبر المبتدأ مرفوع،
وهو مضاف أزنادها: مضاف إليه: وهو مضاف، و"ها" مضاف إليهن
وجملة "زندك أثقب أزنادها". في محل نصب على الحال.
موطن الشاهد: "أزنادها".
وجه الاستشهاد: جمع "زند"ن وهو اسم ثلاثي صحيح العين على
زنة "أفعال"، وحكم هذا الجمع الشذوذ؛ لأن القياس أن يجمع
على "أزند" على زنة "أفعل" وفي قول النحاة الذين عدوا ذلك
شذوذا نظر، لما في الفائدة التالية.
فائدة:
يجوز جمع فعل الصحيح العين على أفعال قياسا كما حققه بعض
العلماء.
ج / 4 ص -301-
الثالث: أفعلة، وهو لاسم مذكر رباعي بمدة قبل الآخر، نحو: طعام، وحمار،
وغراب، ورغيف، وعمود.
والتزم في فعال، بالفتح وفعال، بالكسر، مضعفي اللام1 أو
معتليها فالأول: كبتات2، وزمام، والثاني: كقباء وإناء.
الرافع: فعله، بكسر أوله وسكون ثانيه، وهو محفوظ في نحو:
ولد وفتى، ونحو: شيخ وثور، ونحو: ثنى3، ونحو: غزال، ونحو
غلام، ونحو: صبي وخصي، ولعدم اطراده قال أبو بكر4: هو اسم
جمع، لا جمع.
[أبنية الكثرة]:
والأول من أبنية الكثرة: فعل، بضم أوله وسكون ثانيه، وهو
جمع لشيئين:
أحدهما:
أفعل مقابل فعلاء، كأحمر، أو ممتنعة مقابلته لها، لمانع
خلقي5، نحو: أكمر وآدر6، بخلاف، نحو: آلي لكبير الألية،
فإن المانع من ألياء تخلف الاستعمال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 المراد بتضعيف اللام: أن تكون هي والعين من جنس واحد.
2 البتات: المراد ومتاع البيت، وفي الحديث:
"لا يؤخذ منكم عشر البتات"، والزمام: المقود، والجمع
أبتة، وأزمة، والأصل: أبتتة وأزممة، التقى مثلان، فنقلت
حركة أولهما إلى الساكن قبلهما ثم أدغما. هذا، ويجمع فعال،
كزمان، وفعال، كإزار، وفعيل، كقضيب، وفعول مذكرا، كعمود
جمع كثرة على "فعل".
3 وزنه: "فعل" والثني: الشيء الذي يعاد مرتين. وفي الحديث: "لا ثني في الصدقة"
أي: لا تؤخذ مرتين في العام، والثاني أيضا. الثاني في
السيادة كالوزير بالنسبة للسلطان. التصريح 2/ 304.
4 هو أبو بكر بن السراج، وقد مرت ترجمته.
5 وذلك بأن تكون خلقة المذكر أو المؤنث غير قابلة للوصف.
6 الأكمر: العظيم الكمرة، وهي حشفة الذكر. والآدر: العظيم
الأدرة، وهي الخصية المنتفخة.
ج / 4 ص -302-
والثاني: فعلاء مقابلة أفعل، كحمراء، أو ممتنعة مقابلتها، لمانع خلقي كرتقاء
وعفلاء1، بالعين، بخلاف، نحو: عجزء لكبيرة العجز2.
الثاني فعل بضمتين، وهو مطرد في شيئين، في وصف على فعول
بمعنى فاعل3، كصبور وغفور، وفي اسم، رباعي، بمدة قبل لام
غير معتلة مطلقا، أو غير مضاعفة إن كانت المدة ألفا، نحو:
قذال4 وأتان، ونحو: حمار وذراع،ونحو قراد وكراع5، ونحو:
قضيب وكثيب، ونحو: عمود وقلوص 6، ونحو: سرير وذلول. وخرج،
نحو: كساء وقباء، لأجل اعتلال اللام، ونحو: هلال وسنان،
لأجل تضعيفها مع الألف، وشع عنان وعنن، وحجاج7، وحجج،
ويحفظ في نحو: نمر، و خشن، ونذير وصحيفة.
الثالث:
فعل، بضم أوله وفتح ثانيه، وهو مطرد في شيئين في اسم على
فعلة، كقربة وغرفة ومدية وحجة ومدة، وفي الفعلى، أنثى
أفعل، كالكبرى والصغرى، بخلاف حبلى، وشذ في نحو: بهمة8،
ونحو: رؤيا، ونحو: نوبة، ونحو: بدرة، ولحية، وتخمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الرتق: انسداد الفرج باللحم. والعفل: شيء يجتمع في قبل
المرأة، يشبه الأدرة للرجل.
2 فإن المانع من "أعجز" تخلف الاستعمال لا غير فإن العرب
قالوا في المؤنث: "عجزاء"، ولم يقولوا في المذكر: "أعجز".
هذا ويجب كسر فاء هذا الجمع، فيما عينه يناء، كبيض وعيس،
وعين، تصحيحا للعين. ويكثر في الشعر ضم عينه بشرط صحتها:
هي واللام، وعدم التضعيف، كقوله:
طوى الجديدان ما قد كنت أنشره
وأنكرتني ذوات الأعين النجل
فلا يضم نحو: سود، وعمي وغر.
الأشموني: 3/ 677.
3 فإن كان بمعنى "مفعول": لم يجمع هذا الجمع، نحو: ركوب،
وحلوب.
4 القذال: جماع مؤخر الرأس، ومقعد العذار من الفرس خلف
الناصية.
5 القراد: دويبة معروفة، وبعير قرد كثيرها. والكراع: مستدق
الساق من الغنم والبقر، يذكر ويؤنث. وفي المثل: "أعطى
العبد كراعا فطلب ذراعا".
6 القلوص: الشابة من النوق، وهي بمنزلة الجارية من النساء.
7 بكسر الحاء وفتحها: العظم المستدير حول العين أو الأعلى
الذي ينبت عليه الحاجب.
8 لأنها صفة، والبهمة: الرجل الشجاع الذي لا يدري من أين
يؤتي لشجاعته، وجمعه بهم.
ج / 4 ص -303-
والرابع: فعل، بكسر أوله وفتح ثانية، وهو لاسم على فعلة، كحجة، وكسرة،
وفرية، وهي الكذبة، ويحفظ في فعله نحو حاجة، ونحو: ذكرى،
وقصعة، وذربة، وهدم.
الخامس:
فعلة، بضم أوله وفتح ثانيه، وهو مطرد في وصف لعاقل على
فاعل معتل اللام2، كرام وقاض وغاز
السادس:
فعلة، بفتحتين، وهو شائع3 في وصف لمذكر عاقل صحيح اللام،
نحو: كامل وساحر وسافر وبار.
السابع:
فعلى، بفتح أوله وسكون ثانيه، وهو لما دل على آفة من فعيل
وصفا للمفعول كجريح وأسير، وحمل عليه ستة أوزان مما دل على
آفة، من فعيل وصفا للفاعل، كمريض، وفعل، كزمن، وفاعل،
كهالك، وفيعل، كميت4، وأفعل،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أي: الأجوف المفتوح الأول، كحاجة وحوج، وفي "فعلى"
مصدرا، كذكرى وذكر، وفي "فعلة" صحيح ا لأصول، كقصعة وقصع،
وفي "فعلة": صفة كذربة وصمة، والجمع ذرب وصمم "الذربة:
المرأة الحديدة اللسان، والصمة: الرجل الشجاع، وفي "فعل"
كهدم للثوب الخلق، وجمعه هدم. وقد ينوب فعل عن فعل
وبالعكس، فمن الأول: حلية وحلي ولحية ولحي ومن الثاني صورة
وصور وقوة وقوى.
التصريح: 2/ 306، والأشموني: 3/ 681.
2 سواء كان معتل اللام بالياء، أو بالواو، فخرج الاسم،
كواد وعاد، والوصف المؤنث كعادية، ووصف غير العاقل، كضار:
وصف لأسد، ونحو: ضارب صحيح اللام وشذ في صفة على غير فاعل،
نحو: كمي وكماة، وفي "فاعل" اسما، نحو: باز وبزاة، وفي
"فاعل" صحيح اللام، نحو: هادر وهدرة، للرجل الذي لا يعتد
به.
3 الواقع: أنه مطرد. قال الناظم في هذيه الوزنين:
"في نحو رام ذو اطراد "فعله"
وشاع نحو كامل وكمله
وخرج بالوصف: الاسم، نحو: واد وباز، وبالتذكير، نحو: طالق،
وحائض، وبالعقل، نحو: سابق، وصف لفرس، وبصحة اللام، نحو:
قاض، فلا يجمع شيء من ذلك، على "فعلة" باطراد.
التصريح:2/ 306- 307والأشموني 3/ 682- 683.
4 أصل: "ميت" ميوت؛ لأن مصدره الموت، وفعله: مات يموت؛
فلما اجتمعت الواو والياء، وكان السابق منهما ساكنا، قلبت
الواو ياء، ثم أدغمت الياء في الياء.
ج / 4 ص -304-
كأحمق، وفعلان، كسكران1.
الثامن:
فعلة بكسر أوله وفتح ثانيه، وهو كثير من فعل اسما2، بضم
الفاء، نحو، فرط ودرج ودب، وقليل في اسم على فعل، بفتح
الفاء، نحو: غرد3، أو بكسرها، نحو: قرد، وقل أيضا في نحو
ذكر وهادر.
التاسع:
فعل، بضم أوله وتشديد ثانيه مفتوحا، وهو لوصف على فاعل أو
فاعلة صحيحي اللام4 كضارب وصائم، ومؤنثيهما وندر في نحو:
غاز وعاف5، كما ندر في نحو: خريدة6 وتفساء ورجل أعزل.
العاشر:
فعال، بضم أوله وتشديد ثانيه، وهو لوصف على فاعل صحيح
اللام، كصائم وقائم وقارئ7، قيل: وندر في فاعلة، كقوله8:
[البسيط].
547- وقد أراهن عني غير صداد9.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 يدخل هذان الوصفان فيما على هلك أو توجع؛ فإن من شأن
الأحمق والسكران أن يوجع نفسه، أو يهلكها، ويحفظ رجل كيس،
أي: اقعال، ورجال كيسي، وسنان ذرب، أي: حاد، وأسنة ذربي،
وجلد، أي: صابر، وجلدي.
2 أي: صحيح اللام، فخرجت الصفة، نحو: حلو ومرت، ومعتل
اللام مثل: عضو وظبي فلا يجمع منهما على: "فعلة".
3 نوع من النبات الصحراوي المسمى الكمأة، وحكى كسر الغين.
4 سواء كانت العين صحيحة، أو معتلة، كما مثل المصنف. وخرج
الاسم، كحاجب العين، وجائزة البيت أما الحاجب بمعنى: مانع،
وجائزة بمعنى مارة، فهما وصفان، ويجمعان على حجب وجوز.
5 أي: من كل وصف معتل الللام، والجمع غزي وعفي. والعافي
السائل، أو من عفا عنه إذا تركه، ولم يعاقبه.
6 الخريدة: المرأة الحيية، ذات الحياء، أو الجميلة، أو
العذراء والجمع خرد، وقالوا: خرائد، على القياس.
7 التمثيل: يدل على دخول ما لا مه همزة.
8 القائل: هو القطامي، عمير بن شييم، وقد مرت ترجمته.
9 تخريج الشاهد: هذا عجز بيت، وصدره قوله:
أبصارهن إلى الشبان مائلة.
=
ج / 4 ص -305-
والظاهر أن الضمير للأبصار1 لا للنساء؛ فهو
جمع صاد لا صادة، وفي المعتل، كغزاة، وسراء2.
الحادي عشر:
فعال، بكسر أوله، وهو لثلاثة عشر وزنا:
الأول والثاني:
فعل وفعل اسمين أو وصفين3، نحو: كعب وقصعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= وهو من شواهد التصريح: 2/ 308، والأشموني "1171/ 3/
684"، والعيني: 4/ 521، ومجالس العلماء للزجاجي: 257،
وديوان القطامي: 7.
المفردات الغريبة: أبصارهن: جمع بصر والمراد العين مائلة
متجهة، من مال إليه إذا اتجه نحوه صداد من الصد: وهو
الأعراض.
المعنى: إن عيون هؤلاء الغواني متجهة إلى الشبان، والحال
أنهن لم يعرضن عني ولم ينسيني.
الإعراب: أبصارهن: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، و"هن" في محل جر
بالإضافة. "إلى الشبان": متعلق بقوله: "مائلة" الآتي:
مائلة: خبر المبتدأ مرفوع. وقد: الواو حالية، قد: حرف
تحقيق، أراهن: فعل مضارع مرفوع، والفاعل: أنا، و"هن": في
محل نصب معفولا به أول إذا عدت "أرى" علمية، وإن عدت بصرية
فهو مفعولها. "عني": متعلق بقوله "صداد" الآتي. غير: مفعول
به ثان لأرى القلبية العلمية أو حال من المفعول السابق إن
عدت بصرية، وهو مضاف صداد: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره
الكسرة الظاهرة.
موطن الشاهد: "غير صداد".
وجه الاستشهاد: جمع "صادة" على "صداد" بدليل التأنيث في
"أبصارهن" و"أراهن"، وحكم هذا الجمع الندرة؛ لأن "فعال"
جمع لـ "فاعل" لا لفاعلة، وقال المؤلف في الحواشي: "لا
أعلم أحدا ذكر مجيئه في فاعلة للمؤنث؛ إلا في هذا البيت،
وحكاية مشهورة بين الأصمعي وابن الأعرابي"؛ حيث إن الأصمعي
قال بحضرة الرشيد: إن "صداد". في هذا البيت جمع صادة، وإن
المراد الغواني المحدث عنهن، فخطأه ابن الأعرابي، وذكر أن
"صداد جمع "صاد" المذكر، وإن المراد: الأبصار لا النساء،
وأخذ المؤلف، كما هو ظاهر في المتن بهذا الزعم، والصواب:
أنه جمع "صادة" كما أسلفنا انظر التصريح: 2/ 308.
1 فإنه يقال: بصر صاد، كما يقال: بصر حاد.
2 جمعان لغاز: وسار اسمي فاعل من الغزو والسري.
3 بشرط ألا تكون فاؤهما ولا عينهما ياء.
ج / 4 ص -306-
وصعب وخدلة1، وندر في يائي الفاء، نحو:
يعر2 أو العين، نحو: ضيف وضيعة.
الثالث والرابع:
فعل وفعلة3 غير معتل اللام ولا مضعفيها 4، كجمل وجبل،
ورقبة وثمرة.
الخامس والسادس:
فعل5 كذئب وبئر، وفعل6، كدهن ورمح.
السابع والثامن:
فعيل بمعنى فاعل ومؤنثة7، كظريف وكريم وشريفن ومؤنثاتها.
والخمسة الباقية: فعلان صفة ومؤنثاه فعلى وفعلانة. وفعلان
صفة وأنثاه فعلانة، كغضبان وغضبي، وندمان وندمانة، وخمصان
وخمصانة.
والتزموا في فعيل وأنثاه إذا كانا واويي العينين صحيحي
اللامين، كطويل وطويلة: أن لا يجمعا إلا على فعال8.
ويحفظ فيعال في نحو: راع وقائم وأم9، ومؤنثاتهن وأعجف
وجواد وخير وبطحاء وقلوص.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 هي الممتلئة الساقين والذراعين مع استدراة والخدلة أيضا:
الحبة الضئيلة من العنب والخدل: الضخم.
2 هو الجدي يربط في الزبية أي الحفرة ليجيء الأسد لافتراسه
فيقع فيها، والأنثى يعره، وفي المثل أذل من اليعر.
3 اسمان لا صفتان، فخرج نحو: بطل وبطلة؛ لأنه وصف.
4 فخرج نحو: فتى وعصا، لاعتلال لامهما، ونحو: طلل؛ لأنه
مضعف اللام
بشرط أن يكون اسما كما مثل المصنف؛ فخرج، نحو: جلف للرجل
الجافي.
6 بشرط أن يكون اسما غير واوي العين، ولا يائي اللام؛ فخرج
نحو: حلو، وحوت، ومدي.
7 بشرط أن يكونا وصفين صحيحي اللام؛ فخرج نحو: حديد
وجريدة؛ لأنهما اسمان، ونحو: غني وولي ومؤنثيهما لاعتلال
اللام.
8 أما غيرهما فيجمع عليه وعلى غيره، تقول: كريم وكرماء
وكرام، وكذلك ظريف وشريف.
9 آمّ بهمزة ممدودة وميم مشددة من أم بمعنى قصد، وأصله:
آمم كضارب، فأدغم المثلان، وجمعه إمام كقيام، قال تعالى:
{وَاجْعَلْنَا
لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}. أي قاصدين لهم، والمؤنثة
آمّة.
ج / 4 ص -307-
الثاني عشر: فعول، بضمتين، ويطرد في أربعة، أحدها: اسم على فعل، نحو: كبد ووعل1
وهو فيه كاللازم، وجاء في نحو نمر، نمور على القياس ونمر
قال2: [مشطور الرجز].
548- فيها عيائيل أسود ونمر3
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الوعل ككتف تيس الجبل، ويقال فيه: وعل ووعل كدئل،
والأنثى: وعلة.
2 القائل: هو حكيم بن معية الربعي، من بني ربيعة بن مالك
بن زيد مناة من تميم، راجز إسلامي، كان في زمن العجاج،
وحميد الأرقط ومعية تصغير معاوية.
الخزانة: 5/ 64، السمطك 1/ 132.
3 تخريج الشاهد: هذا بيت من مشطور الرجز، وقبله قوله:
حفت بأطواد جبال وسمر
في أشب الغيطان ملتف الحظر
وفيه يصف فتاة نبتت في موضع محفوف بالجبال والشجر.
وهو من شواهد: التصريح: 2/ 310، والأشموني "1223/ 3م 829"،
والعيني: 4/ 586، وسيبويه: 2/ 179، والمقتضب: 2/ 203، وشرح
المفصل: 5/ 18، 10/ 91، والمقرب: 94، 108، وشرح شواهد
الشافية: 586، واللسان. "عيل".
المفردات الغريبة:
حفت: أحيطت، بأطواد: جمع طود، وأصله الجبل العالي، والمراد
هنا الشديد الارتفاع. الحظر: الموضع الذي حوله شجر،
كالحظيرة أشب: ملتف ومختلط. الغيطان: جمع غوط، وهو الأرض
المطمئنة الوسعة. عيائيل: جمع عيل، واحد العيال، والمراد
أشال السباع.
المعني: واضح.
الإعراب: فيها متعلق بخبر مقدم محذوف عيائيل مبتدأ مؤخر
مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهو مضاف، أسود: مضاف
إليه مجرور. ونمر: الواو عاطفة، نمر: معطوف على "أسود"
مجرور، وسكن لضرورة الشعر.
موطن الشاهد: "ونمر".
وجه الاستشهاد: جمع "نمر" على "نمر" سماعا؛ لأن القياس فيه
أن يأتي على "فعول"، أي: نمور، وقال صاحب التصريح: وجاء في
نحو "نمر": نمور على القياس، و"نمر" بضمتين على غير
القياس، وقال ابن الضائع: أراد نمر بسكون الميم. ثم نقل أو
أتبع، وقال غيره: قد يكون مقصورا، أي: مختصرا من "نمور"
فحذفت الواو للضرورة، وقالوا في جمعه: أنمار: على غير فاس،
فتحصل في جمعه أربعة أوزان، واحد قياسي، وهو نمور، وثلاثة
على غير القياس وهي: نمار، وأنمار، ونمر.
انظر شرح التصريح: 2/ 310.
ج / 4 ص -308-
وقد يكون مقصورا من نمور للضرورة1، وقالوا:
أنمار2.
والثلاثة الباقية الاسم3 الثلاثي الساكن العين: مفتوح
الفاء4، نحو: كعب وفلس، ومكسورها نحو: حمل وضرس، ومضمومها،
نحو جند وبرد إلا في ثلاثة أحدها: معتل العين، كحوث
والثاني: معتل اللام، كمدي5، وشذ في نؤي نؤي، قال6:
[الوافر]
549- خلت إلا أياصر أو نؤيا7
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أي: أن أصله نمور: على وزن فعول، ثم حذفت الواو للضرورة
اكتفاء بالحركة المجانسة لها، وهو وجه أقرب إلى القبول؛
لأنا وجدناهم يحذفون واو "فعول" إذا اضطروا لذلك، فمن هذا
قول الأخطل التغلبي:
كلمع أيدي مثاكيل مسلبة
يندبن ضرس بنات الدهر والخطب.
أراد أن يقول: "والخطوب" جمع خطب، فلم يساعده الوزن، فحذف
الواو.
أوضح المسالك: 4/ 317.
2 جمع قلة قياسي لنمر لا سماعي.
3 خرجت الصفة، كصعب، وجلف، وحلو.
4 وليس معتل العين بالواو، كحوض فلا يجمع على فعول. وشذ
"فوج" وهم الجماعة من ا لناس، فووج.
5 فيجمع غالبا على "أفعال" تقول: مدي وأمداء بقلب يائه
همزة، طبقا لقاعدة الإعلال. والمدي: القفيز الشامي، وهو
غير المد المعروف.
6 القائل: هو الطرماح، وقد مرت ترجمته.
7 تخريج الشاهد: هذا صدر بيت، وعجزه قوله:
محافرها كأشربة الإضين.
وهو من شواهد: التصريح: 2/ 310، والأشموني "1172/ 3/ 687".
المفردات الغريبة: أياصر: جمع أيصر: وهو حبل قصير يشد في
أسفل الخباء إلى وتد. نؤيا: جمع نؤي، وهي خفيرة تحفر حول
الخباء لئلا يدخله المطر. كأسرية، جمع سري: لنهر يجري إلى
النخل، وروي كأشربة. الإضنين: جمع أضاة، وهي المستنقع، من
سيل أو غيره. =
ج / 4 ص -309-
الثالث: المضاعف، كـ "مد" وشذ في حص، بالحاء المهملة، وهو الورس1، حصوص،
ويحفظ في فعل، كأسد، وشجن، وندب، وذكر.
الثالث عشر:
فعلان، بكسر أوله وسكون ثانيه، ويطرد أيضا في أربعة: اسم
على فعال، كغلام وغراب، أو على فعل، كصرد2 وجرذ، أو فعل
واوي العين، كحوت وكوز، أو فعل، كتاج وساج وخال3 وجار ونار
واقع، وقل في نحو: صنو وخرب4، وغزال وصور5، وحائط وظليم6،
وخروف.
الرابع عشر:
فعلان، بضم أوله وسكون ثانيه، ويكثر في ثلاثة، في اسم على
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= المعنى: إن هذه الديار خلت من أهلها، ودرست آثارها، ولم
يبق إلا الأياصر والنؤي، وقد خرج منها الماء على شكل مجار
صغير كأسرية الإضين.
الإعراب: خلت: فعل ماض، والفاعل: هي، والتاء: للتأنيث؛
إلا: أداة استثناء أياصر: مستثني بـ "ألا" منصوب. أو: حرف
عطف نؤي: اسم معطوف على "أياصر".
موطن الشاهد: "نؤيا".
وجه الاستشهاد: جمع "نؤي" التي بزنة "فعل" وهي معتلة اللام
على "فعول" وأصله: نؤوي، فاجتمعت الواو والياء، وسبقت
إحداهما بالسكون؛ فقلبت الواو ياء؛ فأدغمتا، ثم كسرت
الهمزة، لمناسبة الياء، فصارت "نؤيا"، فالنون: مضمومة،
والياء: مشددة، ويجوز أن تكسر النون، للتناسب.
انظر شرح التصريح: 2/ 310.
1 وقيل: هو الزعفران، والورس، كما في القاموس: نبت
كالسمسم، يزرع باليمن، يقول عمرو بن كلثوم:
مشعشعة كأن الحص فيها
إذا ما الماء خالطها سخينا
التصريح 2/ 310.
2 الصرد- بضم الصاد وفتح المهملتين طائر.
3 الخال: النقطة المخالفة لبقية لون البدن، والأصل خيل،
والجمع خيلان.
4 الخرب: ذكر الحباري، وسمي بذلك؛ لأنه يسكن الخراب،
والجمع أخراب وخراب وخربان.
5 الصوار: القطيع من بقر الوحش، وجمعه: صيران، وأصله:
صوران، فقلبت الواو ياء، لسكونها بعد كسرة.
6 هو ذكر النعام، وجمعه ظلمان، وكذلك يحفظ في "فعلة" كنسوة
ونسوان، وفي وصف على "فعل" كضيف وضيفان أو على فعال كشجاع
وشجعان.
ج / 4 ص -310-
فعل، كظهر وبطن، أو فعل صحيح العين، كذكر
وجذع1، أو فعيل، كقضيب ورغيف وكثيبن وقل في نحو: راكب
وأسود2 وزقاق3.
الخامس عشر:
فعلاء، بضم أوله وفتح ثانية، ويطرد في فعيل بمعنى فاعل،
غير مضاعف، ولا معتل اللام، كظريف، وكريم، وبخيل، وكثر في
فاعل دالا على معنى، كالغريزة، كعاقل وصالح وشاعر، وشذ
فعلاء في نحو: جبان وخليفة4 وسمح وودود.
السادس عشر:
أفعلاء بكسر ثالثه، وهو نائب عن فعلاء في المضعف، كشديد
وعزيز، وفي المعتل، كولي وغني، وشذ في نحو5: نصيب، وصديق
وهين.
السابع عشر:
فواعل، ويطرد في سبعة، في فاعلة اسما أو صفة، كـ
{نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَة}6،
وفي اسم على فوعل، كجوهر وكوثر، أو فوعلة، كصومعة7.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 الجذع: الشاب الحدث، وقيل الثني من المعز، وهي بهاء،
والجمع: جذاع وجذعان، وهو صفة بحسب الأصل، ثم غلبت عليه
الاسمية، كعبد وعبدان.
2 قد ورد ذلك في قول الشاعر:
فضحتم قريشا بالفرار، وأنتم
قمدون سودان عظام المناكب
وزعم الفراء أن "سودان": جمع سود، وسود: جمع أسود، فسودان:
جمع الجمع، وهو مردود، بأن جمع الجمع غير الأصل، وبأن فعلا
بضم أوله وسكون ثانيه، إذا كان صفة، لا يجمع على فعلان.
3 الزقاق كغراب: السكة، ويؤنث، والجمع أزقة وزقان، وهو
أيضا مجاز البحرين.
4 فقد جمعوه على خلفاء بطريق الحمل على المذكر، وهو خليف؛
لأنه لا يقع إلا على مذكر، وقيل إن "خلفاء" جمع خليفة، أما
خليفة، فجمعه "خلائف".
5 أي من غير المضعف والمعتل اللام، وشذ كذلك "ظنين" أي:
متهم و"أظناء" لأنه بمعنى مفعول وإن كان مضعفا.
6 [سورة العلق الآية: 16].
موطن الشاهد:
{نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَة}.
وجه الاستشهاد: وقوع "ناصبة" اسما على زنة فاعلة، ووقوع كل
من "كاذبة" و"خاطئة" صيغة على وزن فاعلة.
7 هي بيت العبادة للنصارى، كالصومعة.
ج / 4 ص -311-
وزوبعة، أو فاعل، بالفتح، كخاتم وقالب، أو
فاعلاء، بالكسر، نحو: قاصعاء وراهطاء1، أو فاعل، كجائز2
وكاهل، أو في وصف على فاعل لمؤنث، كحائض وطالق، أو لغير
عاقل، كصاهل وشاهق، وشذ فوارس ونواكس وسوابق وهوالك3.
الثامن عشر:
فعائل، ويطرد في كل رباعي، مؤنث، ثالثة مدة، سواء كان
تأنيثه بالتاء، كسحابة وصحيفة وحلوبة، أو بالمعنى كشمال
وعجوز وسعيد، علم امرأة.
التاسع عشر:
فعالى، بفتح أوله وكسر رابعة، ويطرد في سبعة، فعلاة،
كموماة4، وفعلاة كسعلاة5، وفعلية كهبرية6، وفعلوة،
كعرقوة7، وما حذف أول زائديه من نحو: "حبظي8 وقلنسوة
وفعلاء اسما، كصحراء، أو صفة لا مذكر لها، كعذراء، وذو
الألف المقصور لتأنيث، كحبلى أو إلحاق كذفرى9.
تمام العشرين: فعالي، بفتح أوله ورابعه، ويشارك الفعالي،
بالكسر، في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 القاصعاء والراهطاء: اسمان لجحر اليربوع، وله ثالث، وهو:
النافقاء، وجمعهن: قواصع، ورواهط، ونوافق.
2 هي الخشبة توضع حائطين والخشبة التي تحمل خشب سقف البيت
3 هي مجموع لفاعل صفة لمذكر عاقل، والنواكس: المطأطئو
رؤوسهم.
وقد ورد النواكس في وقول الفرزدق:
وإذا الرجال رأوا يريد رأيتهم
خضع الرقاب نواكس الأبصار
وورد الهوالك في قول الآخر:
وأيقنت أني عند ذلك ثائر
غداة إذا أو هالك في الهوالك
التصريح 2/ 313.
4 هي الصحراء الوسعة التي لا نبات فيها وجمعها: موام،
كجوار.
5 هي في زعم العرب: الغول، أو ساحرة الجن، وجمعها سعالي،
ومنها قول الراجز: عجائزا مثل السعالي خمسا.
6 هي القشر الذي يتعلق بأصول شعر الرأس، أو ما يتطاير من
ذرات القطن والدقيق، وجمعها هبار.
7 هي الخشبة التي توضع عرضا في رأس الدلو، وجمعها عراق.
8 الحبظي: العظيم البطن.
9 هي الموضع الذي خلف أذن البعير، يرشح منه العرق، والجمع
ذفار، وألفه زائدة للإلحاق بدرهم.
ج / 4 ص -312-
صحراء وما ذكر بعده، وليس لفعالي ما ينفرد
به عن الفعالي إلا وصف1.
الحادي
والعشرون: فعاليّ، بالتشديد، ويطرد في كل
ثلاثي آخره ياء مشددة غير متجددة للنسب2، كبختي3 وكرسي
وقمري، بخلاف نحو: مصري وبصري4، وأما أناسي: فجمع إنسان لا
إنسي5، وأصله أناسين؛ فأبدلوا النون ياء، كما قالوا: ظربان
وظرابي.
الثاني
والعشرون: فعالل، ويطرد في أربعة، وهي:
الرباعي والخماسي مجردين ومزيدا فيهما؛ فالأول، كجعفر
وزبرج6، والثاني، كسفرجل وجحمرش7، ويجب حذف خامسة، فتقول:
سفارج وجحامر، وأنت بالخيار في حذف الرابع أو الخامس إن
كان الرابع مشبها للحروف التي تزاد، إما بكونه بلفظ أحدها،
كخدرنقن أو بكونه من مخرجه، كفرزدق9، فإن الدال من مخرج.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أي على زنة: فعلان أو فعلى بفتح أولهما وسكون ثانيهمان
نحو: غضبان وعضبى وسكران وسكرى، ويترجح في جمعهما الفعالي
بضم الفاء وفتح اللام نحو سكاري.
2 بألا يكون فيه نسب أصلا، ككرسي، أو فيه نسب غير ملحوظ؛
لكونه صار منسبا، أو كالمنسي، فالتحق بما لا نسب فيه
بالكلية: كمهري، فإن أصله: البعير المنسوب إلى مهرة "قبيلة
باليمن"، ثم كثر استعماله حتى صار اسما للنجيب من الإبل،
فيجمع على مهاري.
3 واحد الإبل الخراسانية، وكذلك البخت والجمع بخاتي
والأنثى بختية.
4 لأن ياءهما متجددة للنسب، ونحو: عربي وعجمي؛ لأنهما
محركا العين، وشذ قبطي. وقباطي.
5 لأن ياءه متجددة للنسب، وما ختم بها، لا يجمع على فعالي.
وقيل: ما المانع من جعل أناسي جمع أنسي على تناسي النسب،
كبخثي وقمري؟ وأناسين جمع إنسان، ولا داعي للبدل، والعرب
تقول إنسي في معنى إنسان؟.
6 الجعفر: النهر الصغير والزبرج: الذهب أو السحاب الرقيق
مشربا بحمرة، ومثلها برثن وبراثن، لمخالب الأسد.
7 هي العجوز الكبيرة، والمرأة السمجة.
8 الخدرنق: العنكبوت، ومنه قول المتنبي يصف السيوف:
قواض مواض نسج داود عندها
إذا وقعت فيه كنسج الخدرنق التصريح: 2/ 315.
9 هو اسم جنس جمعي، لفرزدقة وهي القطعة من العجين، ولقب به
همام بن غالب الشاعر المشهور، وتقول في الجمع خدارق
وفرازق، بحذف الخامس وخدران وفرازد بحذف الرابعن وهو أجود،
وهذا إذا لم يكن الخامس مشبها الزائد في اللفظ، وإلا تعين
حذفه كقذعمل: لجمل الضخم. تقول في جمعه: قذاعم؛ لأن اللام
قد تزاد، نحو: عبدل في عبد.
التصريح: 2/ 315.
ج / 4 ص -313-
التاء، والثالث1، نحو: مدحرج ومتدحرج،
والرابع، نحو: قرطبوس2 وخندريس3، ويجب حذف زائد هذين
النوعين4؛ إلا إذا كان لينا5 قبيل الآخر، فيثبت، ثم إن كان
ياء صحح، نحو: قنديل، أو واوا، أو ألفا قلبا ياءين، نحو:
عصفور وسرداح6.
الثالث
والعشرون: شبه فعالل7، ويطرد في مزيد
الثلاثي غير ما تقدم.
ولا تحذف زيادته إن كانت واحدة 8 كأفكل9 ومسجد وجوهر وصيرف
وعلقي، ويحذف ما زاد عليها، فتحذف زيادة من نحو: منطلق،
واثنتان من نحو.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 مزيد الرباعي بحرف أو حرفين أو ثلاثة، كاحرنجام.
2 بفتح القاف. الداهية، وبكسرها الناقة العظيمة الشديدة.
3 اسم من أسماء الخمر.
4 أي مع حذف الخامس الأصلي في مزيد الخماسي، كما مر، تقول
في الجمع: دحارج وقراطب وخنادر، وقباعث في قبعثري.
5 أي: رابعا وإلا حذف. والمراد بقوله لينا. حرف العلة
الساكن، أعم من أن يكون قبله حركة مجانسة كما مثل المصنف،
وهو حرف المد اصطلاحا، أو لا، كغرانيق، لطير من طيور الماء
طويل العنق، وفردوس، وهذا هو المسمى باللين فيقال فيهما:
غرانيق وفراديس. فخرج ما تحرك فيه حرف العلة، نحو: كنهور،
للرجل الضخم، وهبيخ، للغلام الممتلئ لحما، فيقال في
جمعهما: كنهر، وهبايخ، بحذف حرف العلة. الأشموني: 700.
6 السرادح –بكسر السين وسكون الراء-: المكان اللين، وهو
أيضا: الناقة الكثيرة اللحم، وجمعه: سراديح.
7 هو ما يماثله في العدد والهيئة، وإن خالفه في الوزن،
كمفاعل وفياعل وفواعل.
8 سواء أكانت للإلحاق، أم لا، وفي أي موضع من الكلمة.
9 الأفكل: الرعدة والارتعاش، ولا يبني منه فعل.
10 الصيرف: نقاد الدراهم، والمحتال للأمور.
ج / 4 ص -314-
مستخرج ومتذكر، ويتعين إبقاء الفاضل1،
كالميم مطلقا2، فتقول في منطق: مطالق، لا نطالق3، وفي
مستدع: مداع4، لا سداع، ولا تداع5، خلافا للمبرد في نحو:
مقعنسس6؛ فإنه يقول: قعاسس، ترجيحا لمماثل الأصل7،
وكالهمزة والياء المصدرتين، كالندد ويلندد8، تقول:
الأدويلاد9.
وإذا كان حذف إحدى الزيادتين مغنيا عن حذف الأخرى بدون
العكس تعين حذف المغني حذفها، كياء حيزبون10، تقول:
حزابين، بحذف الياء11، وقلب الواو ياء، لا حيازين، بحذف
الواو، لأن ذلك محوج إلى أن تحذف الياء، وتقول:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 وهو ما له مزية لفظية أو معنوية، أو لا يغني حذفه عن حذف
غيره.
2 سوء صدرت أم لا، كان معها حرف ماثل للأصل أم لا، ولا فرق
في ذلك بين الخماسي والسداسي.
3 لأن الميم، تفضل النون بتصديرها، ودلالتها على معنى مختص
بالاسم؛ لأنها تدل على اسم الفاعل أو المفعول، وهذه مزية
معنوية.
4 بحذف السين والتاء، لأن وجودهما يخل ببينة الجمع، وإبقاء
الميم لمزيتها المتقدمة.
5 لأن البناء الأول غير موجود والثاني فيه حذف الميم،
فيفوت الغرض منهان وهو الدلالة على الفاعل.
6 أي: مما أخر زائدية للإلحاق. والمقعنسس: المتأخر الراجح
إلى الخلف، من القعس، وهو خروج الصدر، ودخول الظهر ضد
الحدب.
7 فيحذف الميم والنون، ويبقى السين؛ لأنها وإن كانت زائدة
في ضعف حرف أصلي، فيحكم لها بما للأصل، فكأن الأصل مقعنسس
عنده قعسس، كجعفر، ولأنها زيدت للإلحاق باحرنجم، وبقاء
الملحق أولى من غيره.
8 كلاهما: بمعنى الخمص الشديد الخصومة كالألد.
9 أي: في جمعهما جمع تكسير، بحذف النون وإبقاء الهمزة
والياء، لتصدرهما وتحريكهمان ولأنهما في موضع يقعان فيه
دالين على معنى، وهو لتكلم في الهمزة والغيبة في الياء،
بخلاف النون فإنها في مثل موضعهما، لا تدل على شيء أصلا،
وهذه مزية معنوية.
10- الحيزبون: المرأة العجوز، وفيه ثلاثة زوائد، الياء،
والواو، والنون.
11 لأن حذفها يغني عني حذف الواو، لصيرورتها رابعة قبل
الآخر، فيفعل بها ما فعل بواو عصفور، من قلبها ياء.
التصريح: 2/ 317، والأشموني: 3/ 701- 702.
ج / 4 ص -315-
حزابن1؛ إذ لا يقع بعد ألف التكسير ثلاثة
أحرف، أوسطها ساكن، إلا وهو معتل.
فإن تكافأت الزيادتان، فالحاذف مخير، نحو: نوني سرندي2
وعلندي3 وألفيهما4، تقول:
سراند أو سراد، وعلاند أو علاد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ليصير على صيغة الجمع في "مفاعل".
2 السرندي: السريع في أموره، أو الشديد.
3 العلندي: البعير الضخم والغليظ من كل شيء، ونوع من شجر
العضاة له شوك.
4 فإنهما زيدتا للإلحاق، ولا مزية لإحداهما، على الأخرى؛
لأن النون رجحت بالتقديم على الألف، كما أن الألف رجحت
بتقديم الحركة لإلحاقها بسفرجل؛ فلما تكافآت الزيادتان خير
الحاذف.
فوائد وتوجيهات: "أ" يجوز تعويض ياء قبل الطرف من المحذوف،
أصلا كان، أو زئدا، تقول في سفرجل: سفاريج، وفي منطلق
مطاليق.
ب- يجيز الكوفيون زيادة الياء في مماثل مفاعل وحذفها من
مماثل مفاعيل، فتقول في جعافر: جعافير، وفي عصافير: عصافر،
وجعلوا من الأول:
{وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}
ومن الثاني:
{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ} إلا فواعل فلا يقال فيه فواعيل، إلا شذوذا، كقوله:
سوابيغ بيض لا يخرقها النبل
جـ- لا يجمع جمع تكسير، نحو: مضروب ومكرم؛ مما جرى على الفعل
وبدئ بميم، لمشابهته للفعل، بل قياس جمعه التصحيح وجمع
شذوذا: ملعون وميمون، ومشؤوم، وموسر، ومفطر ويستثنى مفعل
وصفا للمؤنث نحو: مرضع ومراضع.
د- قد تدعو الحاجة، إلى جمع الجمعن وإلى تثنيته فيقال في
تثنية جمال وجمعه: جمالان وجمالات قال تعالى:
{كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ}، ويقال: رجالات وبيوتات، في جمع رجال وبيوت هذا، ولا يطلق جمع
الجمع على أقل من تسعة.
وعند تكسير مكسر، ينظر إلى ما يشاكله من الآحاد، في عدد
الحروف ومطلق الحركات والسكنات فيكسر بمثل تكسره، كقولهم
في أعبد أعابد، وفي أقوال: أقاويل تشبيها بأسود، للعظيم من
الحيات، وأساود، وإعصار "للريح الشديدة" وأعاصير، وما كان
من الجموع موافقا لمفاعل أو مفاعيل في العدد والهيئة لا
يجوز تكسيره؛ لأنه لا نظير له في الآحاد حتى يحمل عليه
ولكنه قد يجمع بالواو والنون، وبالألف والتاء، كقولهم في
نواكس: نوكسون، وفي صواحب صواحبات ومنه الحديث.
"إنكن لأنتن صواحبات يوسف"، وفي رواية صويحبات.
هـ- إذا أريد جمع ما صدره "ذو"، أو "ابن" من أسماء ما لا
يعقل قيل فيه: ذوات كذا، وبنات كذا، فيقال في جمع ذي
القعدة: ذوات القعدة، وفي جمع ابن عرس: بناء =
ج / 4 ص -316-
..........................................................................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= عرس. وإذا قصد جمع علم منقول من جملة مثل "فتح الله"
أضيف إليه "ذو" مجموعا؛ فيقال: هم: ذوو فتح الله، وكذلك
المركب المزجي، تقول: هؤلاء ذوو سيبويه وهذان ذوا معد يكرب
وأيضًا المثني والمجموع على حده مسمى بهما إذا جمعا أو
ثنيا، تقول: ذوو محمدين ذوا زيدين كما يقال في تثنية كلبتي
الحداد هاتان ذواتا كلبتين وفي الجمع ذوات كلبتين أما
المركب الإضافي فيثني صدره ويجمع جمع تكسير.
ز- الاسم المفرد الدال على الجنس المختوم بتاء الوحدة على
أي وزن، يجمع بالألف والتاء، إذا قصد إلى جمع قلته. وإذا
قصد إلى كثرته جرد من التاء، بشرط أن يكون من المخلوقات لا
المصنوعات بيد الإنسان؛ فتقول: نملة نملات تينة تينات تين،
هامة هامات هام، بقرة بقرات بقر، ويعتبر البصريون هذا اسم
جنس "جمعي" ويعتبره الكوفيون جمعا.
الأشموني: 3/ 702 - 705. |