أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك

ج / 4 ص -328-        [باب النسب1]:
هذا باب النسب.
[ما يحدث به من تغييرات]:
إذا أردت النسب إلى شيء فلا بد لك من عملين في آخره؛ أحدهما: أن تزيد عليه ياء مشددة، تصير حرف إعرابه، والثاني: أن تكسره؛ فتقول في النسب إلى دمشق: دمشقي.
وتحذف لهذه الياء أمور في الآخر، وأمور متصلة بالآخر:
[الأمور التي تحذف من آخر الاسم للنسب]:
أما التي في الآخر فستة:
أحدها: الياء المشددة الواقعة بعد ثلاثة أحرف فصاعدا2؛ سواء كانتا زائدتين، أو كانت إحداهما زائدة والأخرى أصلية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 هو إلحاق ياء مشددة آخر الاسم مكسور ما قبلها؛ لتدل على نسبته إلى المجرد منها. والغرض منه: توضيح المنسوب، أو تخصيصه؛ وذلك بنسبته إلى موطنه، أو قبيلته أو العلم الذي اختص به، أو إلى عمله، أو صفة من صفاته -أو نحو ذلك؛ تقول: هو قاهري نسبة إلى الموطن، وهاشمي: نسبة إلى القبيلة، ونحوي نسبة إلى العلم المعروف به، ومطبيعي نسبة إلى صناعته، وإداري نسبة إلى إحدى صفاته الظاهرية، وهكذا. ويحدث به ثلاث تغييرات: لفظي وهو زيادة ياء مشددة آخر المنسوب إليه وكسر ما قبلها، ونقل الإعراب إليها.
ومعنوي: وهو صيرورته اسما للمنسوب، بعد أن كان اسما، للمنسوب إليه. وحكمي: وهو معاملته معاملة الصفة المشبهة في رفعه الظاهر والمضمر باطراد، ويعرب مرفوعه نائب فاعل. تقول: علي مصري أبوه، وأمه أجنبية.
الأشموني: 3/ 724-725، والتصريح: 2/ 327.
2 الياء فيها زائدة؛ إلا أنها في "كرسي"؛ لغير النسب. وفي "شافعي" للنسب.

 

ج / 4 ص -329-        فالأول نحو: كرسي وشافعي؛ فتقول في النسب إليهما: كرسي وشافعي، فيتحد لفظ المنسوب، ولفظ المنسوب إليه؛ ولكن يختلف التقدير1؛ ولهذا كان بخاتي: -علما لرجل- غير منصرف2؛ فإذا نسب إليه انصرف3.
والثاني: نحو: مرمي: أصله: مرموي، ثم قلبت الواو ياء4 والضمة كسرة، وأدغمت الياء في الياء؛ فإذا نسبت إليه قلت: مرمي. وبعض العرب يحذف الأولى لزيادتها، ويبقى الثانية؛ لأصالتها، ويقلبها ألفا5، ثم يقلب الألف واوا؛ فيقول: مرموي.
وإن وقعت الياء المشددة بعد حرفين؛ حذفت الأولى فقط، وقلبت الثانية ألفا ثم الألف واوا؛ فتقول في أمية: أموي.
وإن وقعت بعد حرف، لم تحذف واحدة منهما؛ بل تفتح الأولى، وتردها إلى الواو وإن كان أصلها الواو6، وتقلب الثانية واوا؛ فتقول في طي وحي طووي وحيوي7.
الثاني: تاء التأنيث؛ تقول في مكة: مكي، وقول المتكلمين، في ذات: ذاتي، وقول العاملة في الخليفة: خليفتي، لحن8؛ وصوابهما: ذووي، وخليفي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 فيقدر أن المعنى مع هذه الياء المجددة للنسب، غيره مع الياء التي حذفت وحلت محلها ياء النسب.
2 أي: لصيغة منتهى الجموع؛ نظرا لما قبل التسمية؛ لأن الياء من بنية الكلمة؛ وهو جمع بختي -والأنثى بختية.
3 لزوال صيغة منتهى الجموع؛ لأن ياء النسب زائدة؛ فهي في تقدير الانفصال.
4 لاجتماعهما وسبق إحداهما ساكنا.
5 لتحركها، وانفتاح ما قبلها، على القاعدة.
6 وتترك ياء إن كان أصلها الياء.
7 لأنهما من طويت -وحييت.
8 أي: خطأ، والقياس في "ذات": قلب ألفه واوا، ورد لامه المحذوفة، وقلبها واوا، وحذف التاء. وفي "خليفة": حذف الياء والتاء. ومثلهما في الخطأ قولهم: خلوتي -في المنسوب إلى الخلوة.

 

ج / 4 ص -330-        الثالث: الألف إن كانت متجاوزة للأربعة، أو أربعة متحركا ثاني كلمتها؛ فالأول: يعق في ألف التأنيث؛ كحبارى، وألف الإلحاق؛ كحبركى1؛ فإنه ملحق بسفرجل، والألف المنقلبة عن أصل كمصطفى2.
والثاني: لا يقع إلا في ألف التأنيث؛ كجمزى3. وأما الساكن ثاني كلمتها؛ فيجوز فيها القلب والحذف، والأرجح في التي للتأنيث؛ كحبلى: الحذف4، وفي التي للإلحاق كعلقى، والمنقلبة عن أصل؛ كملهى: القلب5؛ والقلب في نحو: ملهى خير منه في نحو: علقى؛ والحذف بالعكس6.
الرابع: ياء المنقوص المتجاوزة أربعة؛ كمعتد ومستعل7؛ فأما الرابعة؛ كقاض؛ فكألف المقصور الرابعة في نحو: مسعى وملهى8، ولكن الحذف أرجح9.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 من معانيه: القراد -والأنثى حبركاء، والطويل الظهر القصير الرجلين، والضعيف الرجلين كأنه مقعد، والغليظ الرقبة، وفيه تقول الخنساء.

ولست بمرضع ثديي حبركى                     أبوه من بني جشم بن بكر

2 فغن أصلها الواو؛ لأنه من الصفوة. تقول في النسب: مصطفى. وقول العامة: مصطفاوي، أو مصطفوي -لحن.
3 هو وصف بمعنى سريع؛ يقال فقرس جمزي؛ أي: سريع المشي.
4 وذلك، لقوة شبهها بتاء التأنيث؛ لزيادتها.
5 وذلك، محافظة على حرف الإلحاق في الأول؛ ورجوعا إلى الأصل في الثاني. وإذا قلبت الألف الرابعة واوا، بأنواعها الثلاثة؛ جاز زيادة ألف قبل الواو؛ تقول: حبلاوي وعلباوي -وملهاوي. وخص سيبويه ذلك بألف التأنيث.
6 أي: أن الحذف في نحو "علقي" مما ألفه للإلحاق -خير منه في نحو: "ملهي"؛ لأن حذف الزائد، أولى من حذف الأصلي.
7 تقول في النسب إليهما: معتد ومستعل -بحذف ياء المنقوص الخامسة والسادسة للطول.
8 أي: مما ثاني ما هي فيه ساكن، وألفه منقلبة عن ياء أو واو، ويجوز فيها الحذف والقلب واوا؛ تقول: قاضي، وقاضوي.
9 أي: من القلب؛ بل قال بعضهم: إن القلب -عند سيبويه- من شواذ النسب؛ وأنه لم يسمع إلا في قول الشاعر:

فكيف لنا بالشرب إذا لم يكن لنا                   دراهم عند الحانوي ولا نقد

والوجه -عند سيبويه- أن يقال: الحاني؛ لأنه منسوب إلى الحانة؛ وهي بيت الخمار. الأشموني: 3/ 728.

 

ج / 4 ص -331-        وليس في الثالث من ألف المقصور؛ كفتي وعصي، وياء المنقوص كعم وشج إلا القلب واوا1؛ وحيث قلبنا الياء واوا؛ فلا بد من تقدم فتح ما قبلها2.
ويجب قلب الكسرة فتحة في فعل؛ كنمر، وفعل؛ كدئل، وفعل؛ كإبل3.
الخامس والسادس: علامة التثنية، وعلامة جمع تصحيح المذكر4؛ فتقول في زديان وزيدون -علمين معربين بالحروف-: زيدي5؛ فأما قبل التسمية؛ فإنما ينسب غلى مفردهما؛ ومن أجرى زيدان علما مجرى سلمان6 وقال7: [الطويل].

550- ألا يا ديار الحي بالسبعان8

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 تقول: فتوي وعصوي، وعموي، وشجوي؛ أما في فتى: فلئلا تجتمع الكسرة والياءات، وأما في عصا: فللراجع إلى الأصل، وفي عم -وشج؛ لأن عينهما تفتح عند النسب إليهما -كما في "نمر"- فتقلب الياء ألفا؛ لتحركها، وانفتاح ما قبلها -ثم تقلب الألف واوا؛ كما في فتى.
2 أي: على قلبها واوا؛ لأن هذا القلب مسبوق بقلبها ألفا.
3 تقول: نمري ودؤلي وإبلي، وذلك؛ لئلا تتوالى كسرتان وياء النسب؛ ومثلها: كل ثلاثي مكسور العين؛ سواء كان مفتوح الفاء، أو مضمومها، أو مكسورها.
4 وكذلك ما ألحق بهما، كاثنين, وعشرين وبابه؛ تقول: اثني، وثنوي، بالنسب إلى لفظه، أو إلى أصله، وعشري؛ ومثلهما: جمع المؤنث، على التفصيل الآتي.
5 فقد حذفت علامتا التثنية والجمع: لئلا يجتمع على الاسم الواحد علامتا إعراب، بالحروف، وبالحركات في ياء النسب.
6 أي: في لزوم الألف والإعراب، على النون، إعراب ما لا ينصرف -للعلمية وزيادة الألف والنون.
7 القائل هو تميم بن أبي مقبل، وقد مرت ترجمته.
8 تخريج الشاهد: هذا صدر بيت، وعجزه قوله:

أمل عليها بالبلى الملوان

وهو من شواهد: التصريح: 2/ 329، والأشموني "227/ 1/ 3/ 849"، وسيبويه، 2/ 322، والخصائص: 3/ 203، وشرح المفصل: 5/ 144، والخزانة: 3/ 75، والعيني: 4/ 542، والتصريح: 1/ 69، وديوان تميم بن مقبل: 335. =

 

ج / 4 ص -332-        قال: زيداني ومن أجرى زيدون -علما- مجرى غسلين1؛ قال: زيديني، ومن أجراه جرى هارون2 ومجرى عربون3، أو ألزمه الواو وفتح النون؛ قال: زيدوني4؛ فنحو: تمرات5 -إن كان باقيا على جمعيته-؛ فالنسب إلى مفرده؛ فيقال: تمري بالإسكان، وإن كان علما؛ فمن حكى إعرابه؛ نسب إليه على لفظه؛ ومن منع صرفه، نزل تاءه منزلة تاء مكة، وألفه منزلة ألف جمزى؛ فحذفهما وقال:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= المفردات الغريبة: السبعان: اسم واد -أو جبل، ولا يعرف اسم على "فعلان" غيره. أمل: من أمل الكتاب إذا قال فكتب عنه، وضمن معنى كر؛ فعدي بالباء، البلى: مصدر بلي الثوب: إذا خلق. الملوان: الليل والنهار.
المعنى: إن ديار هؤلاء القوم -بهذا المكان- أصابها البلى والخراب، بمرور الأيام، والأعوام.
الإعراب: ألا: أداة استفهام وتنبيه. يا: حرف نداء. ديار: منادى مضاف منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة. الحي: مضاف إليه مجرورن وعلامة جره الكسرة الظاهرة. "بالسبعان": متعلق بـ"أمل". "بالبلى": متعلق بـ"أمل" أيضا. الملوان: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى.
موطن الشاهد: "بالسبعان".
وجه الاستشهاد: مجيء "السبعان" علما مسمى به مكان بعينه؛ وهو في الأصل: مثنى سبع؛ ولما سمي به، أجري مجرى المفرد كسلمان؛ ولو أجري مجرى المثنى نظرا إلى معناه الأصلي؛ لقيل: بالسبعين؛ ولأعرب بالياء.
1 في لزوم الياء، والإعراب بالحركات، على النون منونة.
2 في لزوم الواو، والمنع من الصرف للعلمية وشبه العجمة.
3 في لزوم الواو، والإعراب على النون منونة.
4 فيكون معربا بحركات مقدرة على الواو، منع من ظهروها حكاية أصله حالة رفعه التي هي أشرف أحواله؛ كما أن لزوم فتح النون؛ لحكاية أصله.
هذا، وإذا حدث لبس في النسب إلى المثنى؛ أو الجمع العلمين المعربين بالحروف -بالنسب إلى المفرد منهما- يكون التعيين والتمييز بالقرائن.
5 أي: من جمع المؤنث السالم الذي ثانيه متحرك، وألفه رابعة.

 

ج / 4 ص -333-        تمري، بالفتح. وأما نحو: ضخمات1؛ ففي ألفه: القلب، والحذف2؛ لأنها كألف حبلى، وليس في ألف نحو: مسلمات وسرادقات3 إلا الحذف.
[الأمور المتصلة بالآخر]:
وأما الأمور المتصلة بالآخر فستة أيضا:
أحدها: الياء المكسورة المدغمة فيها ياء أخرى4؛ فيقال في طيب وهين: طيبي وهيني؛ بحذف الياء الثانية؛ بخلاف نحو هبيخ، لانفتاح الياء5؛ وبخلاف نحو: مهييم؛ لانفصال الياء المكسورة من الآخر بالياء الساكنة6.
وكان القياس أن يقال في طيئ: طيئي، ولكنهم بعد الحذف قلبوا الياء الباقية ألفا، على غير قياس7؛ فقالوا: طائي.
الثاني: ياء فعيلة؛ كحنيفة وصحيفة، تحذف منه تاء التأنيث أولا؛ ثم تحذف الياء8؛ ثم تلقب الكسرة فتحة؛ فتقول: حنفي وصحفي؛ وشذ قولهم في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 مما الثاني فيه ساكن، وألفه رابعة؛ سواء كان صفة؛ كضخمات، أم اسما؛ كهنات.
2 والحذف هو المختار. ويجوز مع القلب: الفصل بالألف الزائدة. تقول: ضخماوي -وضخموي؛ كما في حبلى.
3 أي: مما ألفه خامسة فصاعدا؛ سواء كان جمعا قياسيا، أو سماعيا؛ لاسم أو صفة.
4 سواء كانت الياء المكسورة أصلية، كطيب وهين، أو منقلبة عن أصل؛ كميت، أو زائدة؛ كغزيل -تصغير غزال؛ تقول: ميتي -وغزيلي.
5 فلا تحذف الياء الثانية؛ لعدم كسرها، فيقال: هبيخي -بإثبات الياء الثانية.
6 فيقال في النسب إليه: مهيقي بإثبات الياء المكسورة.
وبقي في المحترزات؛ ما إذا كانت الياء المكسورة مفردة، لا مدغما فيها ياء أخرى؛ نحو: مغيل: اسم فاعل من أغليت المرأة ولدها: إذا أرضعته، وهي حامل؛ فلا تحذف الياء، فيقال فيه: مغيلي، فجملة الشروط ثلاثة. كون الياء مشددة، ومكسورة -ومتصلة بالحرف الأخير.
الأشموني: 3/ 731، التصريح: 2/ 330.
7 لأنها ساكنة؛ وإنما تقلب المتحركة، وعلل النحويون الحذف فيما تقدم؛ بأنه للتخفيف.
8 فرقا بين المذكر الصحيح اللام والمؤنث، كشريفي وحنيفي في النسب إلى شريب وحنيف.

 

ج / 4 ص -334-        السليقة1: سليقي، وفي عميرة كلب2: عميري.
ولا يجوز حذف الياء في نحو طويلة؛ لأن العين معتلة؛ فكان يلزم قلبها ألفا؛ لتحركها وتحرك ما بعدها وانفتاح ما قبلها؛ فيكثر التغيير، ولا في نحو: جليلة؛ لأن العين مضعفة؛ فيلتقي بعد الحذف مثلان فيثقل.
الثالث: ياء فعيلة3؛ كجهينة وقريظة؛ تحذف تاء التأنيث أولا، ثم تحذف الياء، فتقول: جهني وقرظي؛ وشذ قولهم في ردينة: رديني4، ولا يجوز ذلك في نحو: قليلة؛ لأن العين مضعفة5.
الرابع: واو فعولة6؛ كشنوءة7؛ تحذف تاء التأنيث؛ ثم تحذف الواو، ثم تلقب الضمة فتحة؛ فتقول: شنئي، ولا يجوز ذلك في قؤولة؛ لاعتلال العين، ولا في نحو: ملولة، لأجل التضعيف.
الخامس: ياء فعيل المعتل اللام؛ نحو: غني وعلي؛ تحذف الياء الأولى، ثم تقلب الكسرة فتحة؛ ثم تقلب الياء الثانية ألفا؛ ثم تقلب الألف واوا؛ فتقول: غنوي وعلوي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 هي الفطرة والطبيعة. والسليقي: الذي يتكلم بأصل طبيعته؛ معربا من غير تعلم؛ قال الشاعر:

ولست بنحوي يلوك لسانه                      ولكن سليقي أقول فأعرب

2 قبيلة عربية، ومثلها: سليمة الأزد. أما عميرة: غير كلب، وسليمة غير الأزد، فيقال فيهما: عمري وسلمي -على القياس.
3 بشرط أن تكون العين غير مضعفة، وأن تكون صحيحة، إذا كانت اللام صحيحة.
4 قالوا: رمح رديني؛ نسبوه إلى ردينة؛ وهي: امرأة رجل يسمى السمهري؛ كانا يقومان الرماح، ويرى بعضهم: بقاء ياء "فعيلة" معتلة العين؛ كما في "فعيلة".
5 وكذلك إذا كانت العين معتلة مع صحة اللام،كما في نويرة ونويري؛ فإن كانت معتلة مع اعتلال اللام، وجب الحذف؛ نحو: حيية وحيوي.
6 بشرط أن تكون العين صحيحة في الاسم، وغير مضعفة.
7 حي من اليمن، سميت كذلك لشنآن بينهم.

 

ج / 4 ص -335-        السادس: ياء فعيل المعتل اللام؛ نحو: قصي؛ تحذف الياء الأولى؛ ثم تقلب الياء الثانية ألفا؛ ثم تقلب الألف واوا؛ فتقول: قصوي.
وهذان النوعان مفهومات مما تقدم؛ ولكنهما إنما ذكرا هناك استطرادا؛ وهذا موضعهما.
فإن كان فيعل وفعيل صحيحي اللام؛ لم يحذف منهما شيء1، وشذ قولهم في ثقيف وقريش: ثقفي وقرشي2.
[حكم همزة الممدود في النسب]:
فصل: حكم همزة الممدود في النسب؛ كحكمها في التثنية؛ فإن كانت للتأنيث؛ قلبت واوا؛ كصحراوي3 أو أصلا سلمت؛ نحو: قرائي، أو للإلحاق، أو بدلا من أصل فالوجهان؛ فتقول: كسائي وكساوي، وعلباوي وعلبائي.
[النسبة إلى الاسم المركب]:
فصل: ينسب إلى صدر المركب إن كان التركيب إسناديا؛ كتأبطي وبرقي، في تأبط شرا، وبرق نحره، أو مزجيا؛ كبعلي ومعدي أو معدوي4، في بعلبك ومعد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 تقول في: عقيل، وعقيل: عقيلي وعقيلي.
2 أي: بالحذف، ويرى المبرد والسيرافي: جواز الحذف في المعل -لاما- من فعيل وفعيل ولا شذوذ فيه؛ وهو كثير في لغة أهل الحجاز؛ ويمكن القياس على ما سمع.
3 وشذ قلبها نونا في صنعاني، وبهراني؛ نسبة إلى صنعاء اليمن، وبهراء: اسم قبيلة من قضاعة، وجاء صنعاوي، وبهراوي على القياس.
الأشموني: 3/ 733-734.
تعقيب: إذا كانت الهمزة لام الكلمة، والاسم مؤنثا؛ نحو: السماء، وحراء، وقباء، جاز الوجهان، والتصحيح أجود للفرق بين هذا وبين صحراء.
والمسموع في ماء وشاء؛ قلب الهمزة واوا؛ فلو سمي بهما جاز الوجهان على القياس؛ والنسبة إلى كلمة "كيماء": كيمياوي، وكيماوي، وكيميائي.
ضياء السالك: 4/ 167.
4 وإنما خير بين حذف الياء، ووضع ياء النسب مكانها؛ وهو الأرجح، أو قلبها واوا؛ لأنه بعد حذف الجزء الثاني، يصير الجزء الأول منقوصا؛ كقاضيح وياء المنقوص إذا كانت رابعة؛ يجوز فيها الحذف والقلب. وأجاز الجرمي النسب إلى العجز؛ فيقال: شري، ونحري، وبكي، وكربي، وقيل: ينسب إليهما، مزالا تركيبهما؛ تقول: بعلي، بكي، معدي، كربي.
وقيل: إلى مجموع المركب؛ تقول: بعلبكي، وحضرموتي.
الأشموني: 3/ 735-736، والتصريح: 2/ 332.

 

ج / 4 ص -336-        يكرب، أو إضافيا1؛ كامرئي، أو مرئي، في امرئ القيس2؛ إلا إن كان كنية؛ كأبي بكر وأم كلثوم؛ أو معرفا صدره بعجزه3 -كابن عمر ابن الزبير-؛ فإنك تنسب إلى عجزه؛ فتقول: بكري وكلثومي وعمري، وربما ألحق بهما ما خيف فيه لبس؛ كقولهم في عبد الأشهل: أشهلي، وفي عبد مناف: منافي4.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 يشترط أن يكون علما؛ بالوضع، أو بالغلبة؛ أما نحو: غلام محمد؛ مما ليس علما -فمن النسبة إلى المفرد؛ فينسب فيه إلى المضاف وحده، أو إلى المضاف إليه كذلك، على حسب المراد.
2 والثاني أفصح عند سيبويه؛ وبه تكلم العرب؛ قال ذو الرمة يهجو امرأ القيس:

إذا المرئي شب له بنات                            عقدن برأسه إبة وعارا

واستثنى بعضهم: امرأ القيس الكندي؛ فإنه ينسب إليه: "مرقسي".
الأشموني: 3/ 737-738، التصريح: 2/ 332.
3 وذلك بأن يكون صدره نكرة، وعجزه معرفة -بها يتعرف الصدر، كابن عباس وابن عمر- وهو العلم بالغلبة.
4 لأنه لو نسب إلى الصدر فقيل: عبدي؛ لم يعرف المنسوب إليه. ويتلخص من هذا؛ أنه ينسب إلى عجز الإضافي في ثلاثة مواضع:
أ- أن يكون كنية.
ب- أن يكون علما بالغلبة.
ج- ما يخاف فيه اللبس إذا حذف عجزه. وما عدا ذلك، ينسب فيه إلى الصدر.
وشذ بناء "فعلل" منحوتا -من المضاف والمضاف إليه- والنسب إليه. والمحفوظ من ذلك: تيملي، وعبدري، ومرقسي، وعبقسي، وعبشمي، وحضرمي؛ في النسب إلى تيم اللات، وعبد الدار، وامرئ القيس الكندي، وعبد القيس، وعبد شمس، وحضرموت؛ قال عبد يغوث:

وتضحك مني شيخة عبشمية                   كأن لم تر قبلي أسيرا يمانيا

فائدة: يقال للرجل إذا شاخ: "كنتي"، نسبة إلى قوله: كنت في شبابي كذا وكذا، قال الشاعر:

فأصبحت كنتيا وأصبحت عاجنا                 وشر خصال المرء كنت وعاجن

وهذا شاذ؛ والقياس كونيا. والعاجن: الذي يعتمد على أصابع يديه عند قيامه من الكبر الأشموني: 3/ 735.

 

ج / 4 ص -337-        [النسبة إلى ما حذفت لامه]:
فصل: وإذا نسبت إلى ما حذفت لامه؛ رددتها وجوبا في مسألتين:
أحدهما: أن تكون العين معتلة؛ كشاة؛ أصلها شوهة1؛ بدليل قولهم: شياه؛ فتقول: شاهي2، وأبو الحسن يقول: شوهيح لأنه يرد الكلمة بعد رد محذوفها -إلى سكونها الأصلي.
الثانية: أن تكون اللام قد ردت في التثنية؛ كأب، وأبوان، أو في جمع تصحيح؛ كسنة وسنوات أو سنهات؛ فتقول: أبوي وسنوي أو سنهي؛ وتقول في ذو وذات: ذووي3؛ لأمرين؛ اعتلال العين، ورد اللام في تثنية ذات؛ نحو:
{ذَوَاتَا أَفْنَانٍ}4، وتقول في أخت: أخوي؛ كما تقول في أخ5. وتقول في بنت: بنوي؛ كما تقول في ابن؛ إذا رددت محذوفة؛ لقولهم: أخوات وبنات، بحذف التاء والرد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 فهي واوية العين، حذفت لامها؛ وهي الهاء؛ للتخفيف، وعوض عنها التاء، ثم حركت الواو بالفتحة؛ لوجوب فتح ما قبل تاء التأنيث؛ صارت شوة؛ فقلبت الواو ألفا؛ لتحركها، وانفتاح ما قبلها.
2 هذا عند سيبويه والجمهور؛ وهو الراجح؛ فهم يستبقون عند النسب الضبط الطارئ على حروف الكلمة بسبب حذف بعض أصولها، ولا ترجع الحروف إلى ضبطها الأصلي، إذا رد المحذوف الذي كان سببا في تغيير بعض الحركات، فتفتح العين -هنا- وإن سكنت في الأصل؛ فتقلب ألفا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها.
التصريح: 2/ 333، الأشموني: 3/ 739.
3 بفتح الدال والواو باتفاق بين سيبويه، وأبي الحسن الأخفش؛ لأن أصل "ذو" عندهما- "فعل" بالتحريك ولامها ياء؛ فترد اللام، وتقلب ألفا، ثم تقلب الألف واوا؛ لأجل الياء، كما في فتى، و"ذات" هي "ذو" بزيادة التاء.
4 نسبة إلى عبقر حيث كانت العرب تزعم أنه اسم بلد الجن فتنسب إليه كل شيء عجيب والعبقري: السيد والكامل من كل شيء؛ وقد سبق ذكرها.
5 أي: عند رد لامه المحذوفة، ولا يضر الالتباس بينهما؛ لأن النحاة لا يبالون بذلك في النسب.

 

ج / 4 ص -338-        في صيغة المذكر الأصلية1؛ وسره2 أن الصيغة كلها للتأنيث3؛ فوجب ردها إلى صيغة المذكر؛ كما وجب حذف التاء في مكي وبصري ومسلمات، ويونس4 يقول فيهما: أختي وبنتي؛ محتجا بأن التاء لغير التأنيث؛ لأن ما قبلها ساكن صحيح5؛ ولأنها لا تبدل في الوقف هاء؛ وذلك مسلم؛ ولكنهم عاملوا صيغتهما معاملة تاء التأنيث؛ بدليل مسألة الجمع6.
ويجوز رد اللام وتركها، فيما عدا ذلك؛ نحو: يد، ودم، وشفة؛ تقول: يدوي أو يدي، ودموي، أو دمي، وشفي، أو شفهي؛ قاله الجوهري وغيره؛ وقول ابن الخباز7: "إنه لم يسمع إلا شفهي بالرد"؛ لا يدفع ما قلناه إن سلمناه؛ فإن المسألة قياسية، لا سماعية، ومن قال "إن لامها واو"؛ فإنه يقول إذا رد: شفوي، والصواب: ما قدمناه؛ بدليل: شافهت والشفاه8.
وتقول في ابن واسم: ابني واسمي؛ فإن رددت اللام؛ قلت: بنوي وسموي، بإسقاط الهمزة؛ لئلا يجمع بين العوض والمعوض منه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أصله: بنوات، قلبت الواو ألفا، ثم حذفت لالتقاء الساكنين، ولم يفعل ذلك مع أخوات؛ لأنها أقل استعمالا.
2 أي: حكمه رد صيغة المؤنث إلى صيغة المذكر.
3 فالتاء في أخت وبنت وإن كانت عوضا من اللام المحذوفة؛ وللإلحاق بقفل وجذع؛ إلا أنها تشعر بالتأنيث؛ فتحذف في النسب لذلك.
4 هو: يونس بن حبيب؛ شيخ سيبويه، وقد مرت ترجمته.
5 أي: إذا كان ما قبل تاء التأنيث صحيحا؛ يجب فتحه، كضيعة، وقصعة، وفاطمة، وحمزة، ولا يسكن إلا إذا كان معتلا؛ مثل: "فتاة".
6 فقد رد المحذوف من المفرد، وحذفوا التاء، ثم جمعوه بألف وتاء مزيدتين؛ فقالوا: أخوات وبنات، ولو جمع على لفظ المفرد بدون رد، ولا حذف؛ لقيل: أختات ونتات.
قال الأشموني: إنما حذفت لام أخت وبنت؛ لأن النحويين ذكروهما فيما حذفت لامه؛ فالتاء فيهما عوض عن اللام المحذوفة؛ وإنما حذفت في النسب عند -سيبويه- لما فيها من الإشعار بالتأنيث، وتاء التأنيث تحذف للنسب.
الأشموني: 3/ 740-741، التصريح: 2/ 334.
7 هو: أحمد بن الحسين، النحوي، وقد مرت ترجمته.
8 لإسناد الفعل إلى التاء، والتكسير؛ يردان الأشياء إلى أصولها.

 

ج / 4 ص -339-        [النسبة إلى ما حذفت فاؤه أو عينه]:
وإذا نسبت إلى ما حذفت فاؤه، أو عينه رددتهما وجوبا في مسألة واحدة؛ وهي: أن تكون اللام معتلة؛ كيرى -علما-، وكشية1؛ فتقول في يرى: يرئي؛ بفتحتين فكسرة -على قول سيبويه في إبقاء الحركة بعد الرد-؛ وذلك لأنه يصير يرأى؛ بوزن جمزى؛ فيجب -حينئذ- حذف الألف2؛ وقياس أبي الحسن يرئي أو يرأوي؛ كما تقول: ملهي وملهوي3؛ وتقول في شية -على قول سيبويه-: وشوي؛ وذلك؛ لأنك لما رددت الواو صار الوشي؛ بكسرتين كإبل؛ فقلبت الثانية فتحة -كما تفعل في إبل4-؛ فانقلبت الياء ألفا؛ ثم الألف واوا؛ وعلى قول أبي الحسن: وشيي5.
ويمتنع الرد في غير ذلك؛ فتقول في سه وعدة -وأصلهما سته ووعد؛ بدليل أستاه والوعد-: سهي لا ستهي، وعدي لا وعدي؛ لأن لامهما صحيحة6.
[النسبة إلى ثنائي الوضع المسمى به]:
وإذا سميت بثنائي الوضع معتل الثاني: ضعفته قبل النسب7؛ فتقول في "لو" و"كي" -علمين-: لو وكي، بالتشديد فيهما، وتقول في "لا" -علما-: لاء،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أصل يرى: يرأى، نقلت الهمزة إلى الراء الساكنة قبلها، وحذفت الهمزة؛ واصل "شية": وشي، حذفت الواو، ونقلت حركتها إلى الشين، وزيدت تاء التأنيث عوضا عن الواو المحذوفة، والشية: العلامة، وكل لون يخالف معظم اللون، من الفرس وغيره.
2 لأنها رابعة متحرك ثاني ما هي فيه.
3 أي: بحذف الألف أو قلبها واوا؛ لأنه إذا رد المحذوف -وهو الهمزة- رجعت الفاء إلى سكونها الأصلي، فيصير بوزن "جرحي". وألف المقصور الرابعة الساكن ثاني ما هي فيه؛ يجوز فيه الوجهان: حذفها، وقلبها واوا.
4 أي: إذا نسبت إليها؛ وذلك لكراهة توالي كسرتين وياءين.
5 لأنه برد العين إلى سكونها الأصلي؛ يتمنع قلبها ألفا؛ لزوال المقتضي له.
6 فلم يرد المحذوف منهما فرقا بين النسبة إلى ما حذف لامه، وما حذفت عينه، أو فاؤه.
7 فإن كان ثانيه صحيحا؛ لا يضعف، وهذا إذ جعل الثنائي علما لغير اللفظ؛ فإن جعل علما للفظ، وقصد إعرابه، وجب تضعيف ثانيه؛ صحيحا، أو معتلا.

 

ج / 4 ص -340-        بالمد؛ فإذا نسبت إليهن؛ قلت: لوي، وكيوي، ولائي أو لاوي؛ كما تقول في النسب إلى الدو والحي والكساء: دوي، وحيوي، وكسائي، أو كساوي.
[النسبة إلى الكلمة الدالة على جماعة]:
فصل: وينسب إلى الكلمة الدالة على جماعة، على لفظها، إن أشبهت الواحد؛ بكونها اسم جمع1؛ كقومي ورهطي، أو اسم جنس؛ كشجري، أو جمع تكسير لا واحد له؛ كأبابيلي2، أو جاريا مجرى العلم كأنصاري، وأما نحو: كلاب وأنمار -علمين-؛ فليس مما نحن فيه؛ لأنه واحد؛ فالنسب إليه على لفظه، من غير شبهة.
وفي غير ذلك يرد المكسر إلى مفرده؛ ثم ينسب إليه؛ فتقول في النسب غلى فرائض، وقبائل، وحمر: فرضي وقبلي؛ بفتح أولهما وثانيهما3؛ وأحمري وحمراوي4.
[الاستغناء عن ياء النسب بصوغ المنسوب إليه على فعال]:
فصل: وقد يستغنى عن ياء النسب بصوغ المنسوب إليه على فعال؛ وذلك غالب في الحرف، كبزار ونجار وعواج5 وعطار؛

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 سواء كان له مفرد من لفظه؛ مثل: صحبي وركبين أم لا، كمثال المصنف.
2 الأبابيل: الجماعات؛ وقيل: مفرده إبالة، وهي الحزمة الكبيرة: شبهت بها الجماعة من الطير في تضامها، ومثل أبابيل -عباديد للفرق الذاهبة في كل وجه، من الناس والخيل..
3 لردهما إلى فريضة وقبيلة. ومن الخطأ قولهم: فرائضي وكتبي وآفاقي -في النسب غلى كتب وآفاق؛ والقياس: فرضي وكتابي وأفقي.
4 لأن حمرا إما جمع أحمر أو حمراء.
5 البزار: بائع البزر. والعواج: بائع العاج؛ وأمثلة "فعال" كثيرة: كحداد، ونجار... إلخ، ومع ذلك فلا يقاس عليها -عند سيبويه-؛ والمبرد يقيس على ما سمع. وقد قرر مجمع اللغة العربية: أن "فعال" يصاغ قياسا للدلالة على الاحتراف أو ملازمة الشيء؛ فإذا خيف لبس بين صانع الشيء، وملازمه؛ كانت صيغة "فعال" للصانع، وكان النسب بالياء لغيره، فيقال: "زجاج" لصانع الزجاج، و"زجاجي"؛ لبائعه. ويجوز أن يزاد على آخره تاء للدلالة على الجماعة؛ فيقال الحدادة -النجارة...إلخ.
الأشموني: 3/ 746، التصريح: 2/ 337.

 

ج / 4 ص -341-        وشذ قوله1: [الطويل]

551- وليس بذي سيف وليس بنبال2

أي: بذي نبل؛ وحمل عليه قوم: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}3؛ أو على

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 القائل: هو امرؤ القيس الكندي، وقد مرت ترجمته.
2 تخريج الشاهد: هذا عجز بيت، يصف رجلا بلغه أنه توعده وصدره قوله:

وليس بذي رمح فيطعنني به

وهو من شواهد: التصريح: 2/ 337، والأشموني "1186/ 3/ 745"، والعيني: 4/ 540، وسيبويه: 2/ 91، والسيوطي: 117، وديوان امرئ القيس: 33.
المفردات الغريبة: فيطعنني -بضم العين من باب نصر، وقيل بفتحها. بنبال: بصاحب نبل؛ وهي السهام العربية، ولا واحد لها من لفظها؛ والنابل:الذي يبري السهام.
المعنى: إن هذا الشخص الذي يتوعدني لا أبالي به؛ لأنه ليس من أهل السلاح والحرب.
الإعراب: ليس: فعل ماض ناقص؛ واسمه: ضمير مستتر جوازا؛ تقديره: هو. بذي: الباء حرف جر زائد، ذي: خبر ليس، وهو مضاف. رمح: مضاف إليه مجرور. فيطعنني: الفاء فاء السببية، يطعن: فعل مضارع منصوب بـ"أن" المضمرة بعد فاء السببية، والفاعل: هو، والنون: للوقاية، والياء: مفعول به. "به": متعلق بـ"يطعن". وليس: الواو عاطفة، ليس: فعل ماض ناقص؛ واسمه: هو. بذي: الباء حرف جر زائد، ذي: مجرور لفظا، منصوب محلا على أنه خبر ليس، وذي: مضاف: سيف: مضاف إليه مجرور. وليس: الواو عاطفة، ليس: فعل ماض ناقص، والفاعل: هو: بنبال. الباء حرف جر زائد، نبال: اسم مجرور لفظا، منصوب محلا على أنه خبر "ليس".
موطن الشاهد: "بنبال".
وجه الاستشهاد: استعمال "نبال" في الدلالة على النسبة إلى ما أخذ منه؛ وهو النبل؛ والغالب: أن تصاغ هذه الصيغة من أسماء الحرف؛ كالنجارة، والعطارة؛ للدلالة على الانتساب إليها؛ بمعنى صاحب نبل؛ فاستغني بهذا الوزن عن ياء النسب وليس المراد -هنا- المبالغة. وذكر الأشموني: أن "فعال" -هنا- قام مقام "فعل"؛ أي: نابل؛ كما يقال: تامر ولابن؛ إلا أنه بناه على فعال للبمالغة.
انظر شرح التصريح: 2/ 337، وحاشية الصبان: 4/ 200-201.
3 سورة فصلت الآية: 46.
موطن الشاهد:
{بِظَلَّامٍ}.
وجه الاستشهاد: قدر أولئك القوم "بظلام" أي: بمنسوب إلى الظلم وحجتهم في ذلك أن فعال -هنا- لو كانت للمبالغة؛ لكان النفي منصبا عليها؛ فيكون المعنى ما ربك بكثير الظلم، فالمنفي؛ وهو الكثرة وحدها دون أصل الظلم؛ وهذا فاسد؛ لأنه جل جلاله منزه عن الظلم قليلا كان أوكثيرا. وقيل:إن فعال بمعنى فاعل، وعدل عنه إليها تعريضا بأن ثم "ظلاما للعبيد" من ولاة الجور؛ وبأن العبيد جمع كثر فجيء في مقابلته بالكثرة. ضياء السالك: 4/ 179.

 

ج / 4 ص -342-        فاعل؛ أو على فعل، بمعنى ذي كذ؛ فالأول؛ كتامر، ولابن وطاعم وكاس1، والثاني؛ كطعم ولبن ونهر، قال2: [الرجز]

552- لست بليلي ولكني نهر3

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 أيك صاحب تمر، ولبن، وطعام، وكسورة قال الحطيئة:

وغررتني وزعمت أنـ                          ـك لابن في الصيف تامر

أي: كثير اللبن والتمر؛ والفرق بين "فاعل" هذا في النسب -وبين اسم الفاعل: أن الثاني يفيد العلاج ويقبل تاء التأنيث؛ بخلاف الأول.
الأشموني: 3/ 744-745.
2 لم ينسب هذا الرجز إلى قائل معين.
3 تخريج الشاهد: هذا صدر بيت، وعجزه قوله:

لا أدلج الليل ولكن أبتكر

وهو من شواهد: التصريح: 2/ 337، والأشموني "1187/ 3/ 745"، والعيني: 4/ 541، وسيبويه: 2/ 91، والنوادر: 249، والمخصص: 9/ 51، والمقرب: 82، واللسان "ليل، نهر".
المفردات الغريبة: بليلي: منسوب إلى الليل، أي لا أعمل فيه. نهر: أي أعمل بالنهار.
أدلج الليل: أسير فيه، والدلج: السير من أول الليل. أبتكر: أدرك النهار من أوله، والابتكارة: المبادرة إلى الشيء.
المعنى: إنه لا يستطيع العمل بالليل؛ ولكنه يزاول عمله بالنهار، ولا يسير بالليل؛ وإنما يقوم مبكرا ليدرك النهار من أوله، حيث النشاط والقوة بعد الراحة.
وقد يكون المراد: أنه ليس من اللصوص أو الفتاكين الذين يزاولون عملهم باليل، وفي الظلام؛ بعيدين عن أعين الرقباء؛ ولكنه ممن يكدحون بالنهار؛ لجلب رزقهم.
الإعراب: لست: فعل ماض ناقص، والتاء: اسمه. بليلي: الباء حرف جر زائد، ليلي: اسم مجرور لفظا، منصوب محلا على أنه خبر "ليس". ولكني: الواو عاطفة، لكن: =

 

ج / 4 ص -343-        [شواذ النسب]:
فصل: وما خرج عما قررناه في هذا الباب فشاذ، كقولهم: أموي1، بالفتح، وبصرين بالكسر2، ودهري، للشيخ الكبير بالضم3، ومروزي، بزيادة الزاي4، وبدوي، بحذف الألف، وجلولي وحروري، بحذف الألف والهمزة5.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= حرف مشبه بالفعل، والياء، في محل نصب اسمه. نهر: خبر "لكن" مرفوع، وسكن لضرورة الشعر.
موطن الشاهد: "نهر".
وجه الاستشهاد: مجيء "نهر" على وزن "فعل" بمعنى المنتسب إلى "النهار"؛ وهذه الصيغة تغني عن ياء النسب؛ لأنها بدل "نهاري"؛ والنهر: هو العامل بالنهار. انظر حاشية الصبان: 4/ 201.
فائدة: الأنسب في النسبة بصيغة "فعال" و"فعل" الاقتصار على المسموع من هاتين الصيغتين، وألا يقاس عليهما؛ لقلة الوارد منهما، ولخفاء المعنى معهما. ضياء السالك: 4/ 179.
1 والقياس: ضم الهمزة، نسبة إلى أمية.
2 والقياس: فتح الباء، نسبة إلى البصرة، وسمع الكسر؛ ولكن الفتح أفصح؛ فلا شذوذ.
3 والقياس: فتح الدال، نسبة إلى الدهر.
4 نسبة إلى مدينة "مرو" بفارس؛ ومثله: رباني، وفوقاني، وسفلاني.
5 الأول: منسوب إلى "جلولاء": قرية بفارس، والثاني إلى "حروراء"؛ وهي: قرية بظاهر الكوفة، وكانوا يسمون جماعة من الخوارج "حرورية"؛ لتجمعهم في هذا المكان.