حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك ج / 4 ص -133-
التأنيث:
علامةُ التأنيثِ تاءٌ أو أَلِفْ
وفي أَسَام قدَّرُوا التا كالكَتِفْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التأنيث:
"علامة التأنيث تاء أو ألف" فالتاء على قسمين: متحركة
وتختص بالأسماء كقائمة، وساكنة وتختص بالأفعال كقامت.
والألف كذلك مفردة وهي المقصورة كحبلى، وألف قبلها فتقلب
هي همزة وهي الممدودة كحمراء. واعلم أن التاء أكثر وأظهر
دلالة من الألف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التأنيث:
لو قال: التأنيث والتذكير، كما في الكافية والتسهيل لكان
أحسن؛ لأنه نظير قوله: المعرب والمبني، والنكرة والمعرفة،
والمقصور والممدود. اهـ سيوطي. وفيه نظر؛ لأن المصنف لم
يتكلم هنا على التذكير، فكيف يذكره في الترجمة، بخلاف
المعرب والمبني والنكرة والمعرفة والمقصور والممدود، فإنه
تكلم على كل من ذلك.
قوله: "علامة التأنيث" أي: في الاسم المتمكن، كما في
التسهيل. قال الدماميني: احترازًا من المبني بطريق
الأصالة، فإنهم لم يجعلوا علامة تأنيثه ما يذكر؛ بل ربما
دلوا على تأنيثه بغير ذلك؛ كالكسر في أنتِ والنون في هن
ونحوه. اهـ. وفيه أنه إن أريد تأنيث المدلول ورد نحو: طلحة
وحمزة اسمي رجلين، وإن أريد تأنيث الكلمة ورد نحو: ربت
وثَمَّت بفتح التاء وسكونها، فإن تأنيثهما بالتاء مع أنهما
حرفان، ويمكن اختيار الأول ودفع ورود نحو: طلحة وحمزة، بأن
مدلولهما في الأصل مؤنث؛ أي: قبل جعلهما اسمي رجلين.
والظاهر أن قول التسهيل: في الاسم المتمكن صلة التأنيث
لإعلامه أي: التأنيث الكائن في مدلول الاسم المتمكن، فتدخل
تاء التأنيث المتصلة بالفعل؛ لأنه يصدق عليها أنها علامة
تأنيث مدلول الاسم المتمكن وهو الفاعل، فلا يقال: التقييد
بالاسم يخرجها مع أن المقصود دخولها كما صنع الشارح.
واعلم أن ما فيه تاء التأنيث ومدلوله مذكر كطلحة وحمزة
يذكر ولا يؤنث؛ نظرًا للفظ، وشذ قوله:
أبوك خليفة ولدته أخرى
وأن الفرق بين المذكر والمؤنث ليس في كل اللغات؛
بل بعضها لا يفرق فيه بينهما بفرق لفظي كالتركية؛ بل
بالقرائن كما قاله سم وغيره.
قوله: "تاء أو ألف" أتى بأو التي لأحد الشيئين إشارة إلى
أن العلامتين لا يجتمعان في كلمة واحدة، فلا يقال في ذكرى
مثلًا: ذكراة. وأما علقاة وأرطاة فألفهما مع وجود التاء
للإلحاق بجعفر، ومع عدمها للتأنيث، قاله سم، وتبعه شيخنا
والبعض، وفيه أن كون الألف عند عدم التاء للتأنيث غير
لازم؛ بل هي حينئذ تحتمل الإلحاق والتأنيث كما سلف.
قوله: "وتختص بالأسماء" أي: إذا لحقت آخرًا أو إذا تمحضت
للتأنيث، فلا يرد أن المحركة تلحق أول المضارع للدلالة على
تأنيث الفاعل وعلى المضارعة. قوله: "وألف قبلها ألف فتقلب
هي همزة" يفيد أن ألف التأنيث هي الثانية المنقلبة همزة لا
الأولى وهو كذلك. اهـ سم. أي: على الراجح كما أوضحناه في
باب ما لا ينصرف، وسيأتي أيضًا قريبًا. فإن قلت: إذا كانت
ج / 4 ص -134-
ويُعْرَفُ التقديرُ بالضميرِ
ونحوِهِ كالردِّ في التصغيرِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لأنها لا تلتبس بغيرها، بخلاف الألف فإنها تلتبس بغيرها،
فيحتاج إلى تمييزها بما يأتي ذكره؛ ولهذا قدمها في الذكر
على الألف. وإنما قال تاء ولم يقل هاء ليشمل الساكنة، ولأن
مذهب البصريين أن التاء هي الأصل، والهاء المبدلة في الوقف
فرعها، وعكس الكوفيون. وإنما لم يوضع للتذكير علامة لأنه
الأصل؛ فلم يحتج لذلك "وفي أسام قدروا التا كالكتف" واليد
والعين، ومأخذه السماع.
"ويعرف التقدير بالضمير" العائد على الاسم "ونحوه كالرد في
التصغير" كيديه إلى ما هي فيه حسًّا، والإشارة إليه بذي
وما في
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألف التأنيث هي الألف الثانية المنقلبة همزة كانت مفردة،
وكلام الشارح يقتضي أنها غير مفردة؛ حيث قابل بها المفردة.
قلت: معنى كونها غير مفردة احتياجها لسبق مثلها عليها،
فتأمل. قوله: "وهي الممدودة" قال البصريون: هي فرع عن
المقصورة، والكوفيون: هي أيضًا أصل كذا في الهمع.
قوله: "واعلم أن التاء أكثر... إلخ" ولذا قال المصنف: إن
التاء أصل للألف، وقيل بالعكس؛ لأن التأنيث بالألف لازم.
قال ابن إياز: والذي أرى أن كلًّا منهما أصل على حدته
أسقاطي كألف الإلحاق وألف التكثير. قوله: "ليشمل الساكنة"
كتاء قامت هند. قوله: "وعكس الكوفيون" قال الدماميني:
نظرًا إلى أن الهاء تشبه الألف. اهـ. قال الرضي: وليس -أي:
قول الكوفيين- بشيء؛ لأن التاء في الوصل والهاء في الوقف،
والأصل هو الوصل لا الوقف. قوله: "لأنه الأصل" لأصالة
التذكير دليلان؛ أحدهما: أنه ما من مذكر ولا مؤنث إلا
ويطلق عليه شيء وشيء مذكر، والثاني: أنه لا يفتقر إلى
زيادة، والتأنيث لا يحصل إلا بزيادة، ولا يتحقق التذكير
والتأنيث إلا في الأسماء إذا قصد مدلولها، فإن قصد لفظ
الاسم جاز تذكيره باعتبار اللفظ وتأنيثه باعتبار الكلمة،
وكذا الفعل والحرف وحرف الهجاء، ويجوز فيه الوجهان
بالاعتبارين. وذهب الفراء إلى أن تذكير حروف الهجاء لا
يجوز إلا في الشعر. دماميني.
قوله: "وفي أَسَام" جمع أسماء التي هي جمع اسم فهي جمع
الجمع. قوله: "وقدروا التا" قال الرضي: ولا يقدر غيرها؛
لأن وضعها على العروض والانفكاك، فيجوز أن تحذف وتقدر.
اهـ. ولما مر من أن التاء أكثر وأظهر دلالة من الألف.
قوله: "ويعرف التقدير" أي: تقدير التاء في الاسم.
قاعدة: ما لا يتميز مذكره عن مؤنثه، فإن كان فيه التاء فهو
مؤنث مطلقًا؛ كالنملة والقملة للمذكر والمؤنث، وإن كان
مجردًا من التاء فهو مذكر مطلقًا؛ كالبرغوث للمذكر
والمؤنث، قاله أبو حيان.
قوله: "بالضمير" أي: بعود الضمير على الكلمة مؤنثًا نحو:
{النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا}،
{حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا}،
{وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا}
فالنار والحرب والسلم مؤنثات لتأنيث ضميرها. قوله: "كالرد
في التصغير" نحو: عيينة وأذينة مصغر عين وأذن من الأعضاء
المزدوجة، فإن التصغير يرد الأشياء إلى أصولها، وغير
المزدوج مذكر كالرأس والقلب. اهـ تصريح. وما ذكره أغلبي
وإن أقره أرباب الحواشي، فمن المزدوج الحاجب والصدغ والخد
واللحى والمرفق والزند والكوع والكرسوع، وهي مذكرة كما في
المصباح. وقد عد الفارضي مما يُذكر ويؤنث الإبط وهو
ج / 4 ص -135-
ولا تَلِي فارقةً فَعُولا
أصلًا ولا المفعالَ والمِفْعِيلَا
كذاك مِفْعَلٌ وما تليه
تا الفرق من ذي فشذوذٌ فيه
ومن فَعِيلٍ كقَتِيلٍ إن تَبِعْ
موصوفَهُ غالبًا التا تَمْتَنِعْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
معناها، ووجودها في فعله وسقوطها من عدده، وتأنيث خبره أو
نعته أو حاله، والأمثلة واضحة.
"ولا تلي فارقة فعولا أصلا ولا المفعال والمفعيلا" أي: لا
تلي التاء هذ الأوزان فارقة بين المذكر والمؤنث، فيقال:
هذا رجل صبور ومهذار ومعطير، وهذه امرأة صبور ومهذار
ومعطير. وفُهم من قوله: "ولا تلي فارقة" أنها قد تلي غير
فارقة كقولهم: ملولة وفروقة، فإن التاء فيهما للمبالغة؛
ولذلك تلحق المؤنث والمذكر. واحترز بقوله: أصلًا عن فعول
بمعنى مفعول، فإنه قد تلحقه التاء نحو: أكولة بمعنى
مأكولة، وركوبة بمعنى مركوبة، وحلوبة بمعنى محلوبة، وإنما
كان فعول بمعنى فاعل أصلًا؛ لأن بنية الفاعل أصل. وقال
الشارح: لأنه أكثر من فعول بمعنى مفعول فهو أصل له.
"كذاك مفعل" أي: لاتليه التاء فارقة، فيقال: رجل مغشم
وامرأة مغشم "وما تليه تا الفرق من ذي" الأوزان الأربعة
"فشذوذ فيه" نحو: عدو وعدوة، وميقان وميقانة، ومسكين
ومسكينة. وسمع امرأة مسكين على القياس، حكاه سيبويه "ومن
فعيل" بمعنى مفعول "كقتيل" بمعنى مقتول وجريح بمعنى مجروح
"إن تبع موصوفه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مزدوج والعنق واللسان والقفا، وهي غير مزدوجة، وعد مما
يؤنث الكبد والكرش، وهما غير مزدوجين، وعد في المصباح مما
يذكر ويؤنث العضد وهو مزدوج قال: والذراع مؤنث. قال
الفراء: وبعض العرب عكل تذكره فتقول هو الذراع. اهـ. قال
الدماميني: وهذه العلامة -يعني التصغير- تختص بالثلاثي.
قال الشاطبي: وكذا الرباعي إذا صغر تصغير الترخيم نحو:
عنيقة في عناق، وذريعة في ذراع.
قوله: "إلى ما هي فيه حسا" متعلق برد أي كرد الاسم في حال
تصغيره إلى اسم تلك التاء فيه لفظًا كفاطمة، ومعنى رده
إليه جعله مثله في ظهور التاء، ويحتمل أن معنى كلام المصنف
كرد التاء إلى الاسم في حال تصغيره؛ بل هذا أسهل مما صنع
الشارح. قوله: "وما في معناها" أي: ما في معنى ذي من بقية
إشارات المؤنث. قوله: "ووجودها في فعله" أي: الفعل المسند
إليه نحو:
{وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ}. قوله: "وسقوطها من عدده" نحو: ثلاث قسى. قوله:
"فارقة" حال من فاعل تلي. وقوله: "أصلا" حال من فعول.
قوله: "ومهذار" بالذال المعجمة كثير الهذيان في منطقة.
زكريا. قوله: "ومعطير" أي: طيب الرائحة. قوله: "ملولة" من
الملل؛ وهو السآمة، وفروقة من الفرَق بفتح الراء وهو
الخوف. زكريا. قوله: "فإن التاء فيهما للمبالغة" وقال
الرضي: للنقل إلى الاسمية. اهـ. ومقتضاه أنهما غلبت عليهما
الاسمية وصارا اسمين وقد يتوقف فيه. قوله: "فإنه قد تلحقه
التاء" يفيد أن إلحاقها له غير واجب بل قليل، وقد يتوقف في
القلة. قوله: "مغشم" بغين وشين معجمتين هو الذي لا ينتهي
عما يريده ويهواه لشجاعته. تصريح. قوله: "وما" مبتدأ أول
و"شذوذ" مبتدأ ثانٍ، والمسوغ وقوعه بعد الفاء، وفيه خبر
المبتدأ الثاني، والجملة خبر المبتدأ الأول.
قوله: "نحو عدو وعدوة" بمعنى مَن قام به العداوة، فإن أريد
به مَن وقعت عليه العداوة فلا شذوذ. قوله: "وميقان" من
اليقين؛ وهو عدم التردد، يقال: رجل ميقان أي: لا يسمع
شيئًا إلا أيقنه. قوله:
ج / 4 ص -136-
................................................................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غالبًا التا تمتنع" فيقال: رجل قتيل وجريح، وامرأة قتيل
وجريح. والاحتراز بقوله: "كقتيل" من فعيل بمعنى فاعل نحو:
رحيم وظريف، فإنه تلحقه التاء فتقول: امراة رحيمة وظريفة،
وبقوله: "إن تبع موصوفه" من أن يستعمل استعمال الأسماء غير
جارٍ على موصوف ظاهر ولا منوي لدليل فإنه تلحقه التاء نحو:
رأيت قتيلًا وقتيلة؛ فرارًا من اللبس. ولو قال:
ومن فعيل كقتيل إن عُرف
موصوفه غالبًا التا تنحَذِف
لكان أجود؛ ليدخل في كلامه نحو: رأيت قتيلًا من النساء، فإنه
مما يحذف فيه التاء للعلم بموصوفه؛ ولهذا قال في شرح
الكافية: فإن قصدت الوصفية وعلم الموصوف جرد من التاء.
وأشار بقوله: "غالبًا" إلى أنه قد تلحقه تاء الفرق حملًا
على الذي بمعنى فاعل؛ كقول العرب: صفة ذميمة، وخصلة حميدة،
كما حمل الذي بمعنى فاعل عليه في التجرد نحو:
{إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [الأعراف: 56]، {قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} [يس: 78].
تنبيه: الأصل في لحاق التاء الأسماء إنما هو تمييز المؤنث
من المذكر، وأكثر ما يكون ذلك في الصفات نحو: مسلم ومسلمة،
وظريف وظريفة، وهو في الأسماء قليل نحو:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"ومن فعيل" متعلق بتمتنع، وكقتيل حال. قوله: "إن تبع
موصوفه" قال ابن هشام: لا يريد الموصوف الصناعي بل
المعنوي؛ لأنك في نحو: هند قتيل لا تلحق التاء، مع أن قتيل
خبر لا نعت. سيوطي. قوله: "غالبًا" أي: في الغالب، ويؤخذ
من صنيعه أن لحوق التاء فعيلا بمعنى مفعول خلاف الغالب لا
شاذ بخلاف لحوق التاء للأوزان الأربعة السابقة فشاذ. قوله:
"غير جارٍ" حال مفسرة لاستعمال الأسماء. وقوله: لدليل
متعلق بمنوي. قوله: "فرارًا من اللبس" أي: لبس المذكر
بالمؤنث. قال ابن هشام: هذا التعليل موجود في بقية الصفات
إذا قلت: رأيت صبورًا أو شكورًا أو نحو ذلك، ولم يفرقوا
فيه بين الجري على موصوف وعدم الجري عليه، فإن كان ما
قالوه في فعيل بالقياس فالجميع سواء، وإن كان مستندهم
السماع -وهو الظاهر- فلا إشكال. سيوطي. قوله: "لكان
أجود... إلخ" أجاب عنه سم بأن المراد بتبعيته موصوفة أن
يذكر معه في الكلام فيكون تابعًا له في المعنى وبأنه مفهوم
بالموافقة. قوله: "ولهذا" أي: لكون المدار على علم الموصوف
لا التبعية.
قوله: "فإن قصدت الوصفية" بأن لم يستعمل استعمال الأسماء
الجامدة. قوله: "وعلم الموصوف" يدخل في ذلك ما إذا علم
الموصوف بإشارة إليه أو ضمير يعود إليه أو نحو ذلك. سم.
قوله:
"{قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}"
هذا بناء على أن رميم بمعنى فاعل، وقيل: بمعنى مفعول أي:
مرموم. فارضي. قوله: "وأكثر ما يكون ذلك في الصفات" أي:
المشتركة بين المذكر والمؤنث. أما الصفات المختصة بالمؤنث
فالغالب ألا تلحقها التاء إن لم يقصد فيها معنى الحدوث
كحائض وطالق ومرضع؛ لعدم الحاجة بأمن اللبس، فإن قصد معنى
الحدوث فالتاء لازمة كحاضت فهي حائضة وطلقت فهي طالقة، وقد
تلحقها التاء وإن لم يقصد الحدوث، كذا في
ج / 4 ص -137-
................................................................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رجل ورجلة، وامرئ وامرأة، وإنسان وإنسانة، وغلام وغلامة،
وفتى وفتاة. وتكثر زيادة التاء لتمييز الواحد من الجنس في
المخلوقات نحو: تمر وتمرة، ونخل ونخلة، وشجر وشجرة، وقد
تزاد لتمييز الجنس من الواحد نحو: جبأة وجبء، وكمأة وكمء،
ولتمييز الواحد من الجنس في المصنوعات نحو: جر وجرة، ولبن
ولبنة، وقلنسو وقلنسوة، وسفين وسفينة. وقد يجاء بها
للمبالغة كراوية لكثير الرواية، ولتأكيد المبالغة كعلَّامة
ونسَّابة. وقد تجيء معاقبة لياء مفاعيل كزنادقة وجحاجحة.
فإذا جيء بالياء لم يجأ بها، بل يقال: زناديق، وجحاجيح،
فالياء والهاء متعاقبان. وقد يجاء بها دالة على النسب
كقولهم: أشعثي وأشاعثة، وأزرقي وأزارقة، ومهلبي ومهالبة.
وقد يجاء بها دالة على تعريب الأسماء المعجمة نحو: كَيْلجة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التسهيل وشرحه والرضي وتصرف البعض فيه بما كدره. قوله:
"وهو في الأسماء قليل" ولا يقاس عليه. قوله: "وإنسانة" هذا
ليس بعربي؛ بل من تصرف العامة، كما يستفاد من الصحاح
وغيره، والعربي أن يقال للأنثى أيضًا: إنسان، أفاده سم.
قوله: "وتكثر زيادة التاء... إلخ" المراد بزيادتها زيادتها
على أصول الكلمة لا استواء وجودها في الكلمة وعدمها، وقد
يؤخذ من صنيعه أن التاء في نحو: شجرة ونخلة ليست للتأنيث؛
بل لتمييز الواحد من الجنس فقط، وهو مسلم إن أريد بالتأنيث
المنفي التأنيث الحقيقي لا الأعم، فإنها مع كونها للتمييز
هي للتأنيث المجازي أيضًا بدليل تأنيث ضميرها وصفتها
ونحوهما، وكان اقتصار الشارح على التمييز؛ لأنه المقصود،
ولانفهام التأنيث من كون الكلام في تاء التأنيث.
قوله: "لتمييز الواحد" فتكون داخلة على الواحد. قوله:
"لتمييز الجنس" فتكون داخلة على الجنس. قوله: "نحو جبأة"
بفتح الجيم وسكون الموحدة بعدها همزة ضرب من الكمأة أحمر.
انتهى تصريح. وما ذكره الشارح من كون جبأة وكمأة للجنس
وجبء وكمء للواحد هو ما عليه الأكثرون، وقيل بالعكس، أفاده
الدماميني. قوله: "وقلنسو" الذي بخط الشارح في شرح التوضيح
ما نصه: وقلنس وقلنسوة، وأصل قلنس قلنسو كسرت السين وقلبت
الواو ياء. اهـ. أي: وحذفت الياء لالتقاء الساكنين، وما في
شرح التوضيح هو الصواب الذي لم يُذكر في القاموس سواه،
وعلل تصريفها بما مر بأنه ليس في الأسماء العربية اسم معرب
آخره واو قبلها ضمة.
قوله: "كراوية... إلخ" وإنما أنثوا المذكر؛ لأنهم أرادوا
أنه غاية في ذلك، والغاية مؤنثة. تصريح. "معاقبة لياء
مفاعيل" أي: لكونها عوضًا منها. قوله: "وجحاجحة" جمع جحجاح
بتقديم الجيم المفتوحة على الهاء المهملة الساكنة وهو
السيد. قوله: "أشعثي وأشاعثة" بشين معجمة وعين مهملة وثاء
مثلثة، فالتاء للدلالة على أن واحد هذا الجمع منسوب، وذلك
أنهم لما أرادوا أن يجمعوا المنسوب جمع تكسير وجب حذف ياء
النسب؛ لأن ياء النسب والجمع لا يجتمعان، فلا يقال في
النسب إلى رجال: رجالي؛ بل رجلي، فحذف ياء النسب ثم جمع
وأتي بالتاء بدلًا من الياء، وإنما أبدلت منها لتشابه
التاء والياء في كونهما للوحدة كتمرة وزنجي، وللمبالغة
كعلامة ودواري، وفي كونهما يزادان لا لمعنى كطلحة وكرسي،
كذا في الرضي. قوله: "وأزرقي" بزاي فراء فقاف
ج / 4 ص -138-
وأَلِفُ التأنيثِ ذاتُ قَصْرِ
وذاتُ مَدٍّ نحو أنثَى الغُرِّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكيالجة، ومَوْزَج وموازجة، والكيلجة مقدار من الكيل
معروف، والموزج: الخف. وقد تكون لمجرد تكثير حروف الكلمة
كما هي في نحو: قرية وبلدة وغرفة وسقاية، وتجيء عوضًا من
فاء نحو: عدة، أو من عين نحو: إقامة، أو من لام نحو: سنة.
وقد عوضت من مدة تفعيل في نحو: تزكية وتنمية وتنزية، وقد
تكون التاء لازمة فيما يشترك فيه المذكر والمؤنث كربعة
للمعتدل القامة من الرجال والنساء، وقد تلازم ما يخص
المذكر كرجل بُهمة وهو الشجاع. وقد تجيء في لفظ مخصوص
بالمؤنث لتأكيد تأنيثه كنعجة وناقة، ومنه نحو: حجارة
وصقورة وخؤولة وعمومة، فإنها لتأكيد التأنيث اللاحق للجمع.
"وألف التأنيث ذات قصر وذات مد نحو أنثى الغر" أي: غراء،
والمقصورة هي الأصل؛ فلهذا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله: "ومهلي" بضم الميم وفتح الهاء وتشديد اللام مفتوحة،
والأشعثي والأزرقي والمهلي منسوبون إلى محمد بن عبد الرحمن
بن الأشعث بن قيس ونافع الأزرق والمهلب بن أبي صفرة.
دماميني. قوله: "على تعريب الأسماء المعجمة" أي: استعمال
العرب إياها مع نوع تغيير لها عما كان لها في العجمية.
قوله: "نحو: كيلجة" بكاف مفتوحة فتحتية ساكنة فلام مفتوحة
فجيم، وعبارة السيوطي في الهمع: وكيالجة جمع كيلج. لكن ما
في الشرح هو ما في القاموس. قوله: "وموزج" بفتح الميم
وسكون الواو وفتح الزاي بعدها جيم. اهـ تصريح. قوله:
"لمجرد تكثير حروف الكلمة" أي: للتكثير المجرد عما تقدم
فلا ينافي أنها فيما يذكره من الأمثلة لتأنيث الكلمة أيضًا
كما نقله شيخنا عن المصنف فاندفع اعتراض البعض. قوله:
"وتنزية" بزاي بعد نون أي: تحريك. قوله: "كرجل بُهمة" بضم
الموحدة فسكون الهاء، ولعل اختصاص المذكر به من حيث
الاستعمال وإلا فالمعنى وهو الشجاعة كما يكون في المذكر
يكون في المؤنث، فتدبر، ثم رأيته في الدماميني. ثم قال
الدماميني: وإنما جاز ذلك لأنه صفة لمؤنث مقدر؛ إذ الأصل
نفس بهمة، كما ذكر حائض؛ نظرًا إلى أنه صفة لمذكر مقدر،
والأصل شخص حائض، وإن لم يستعملوه.
قوله: "وخؤولة وعمومة" نظر فيه شيخنا وتبعه البعض بأن
الخؤولة والعمومة مصدران لا جمعان، كما قاله الدماميني.
وعندي في التنظير نظر؛ فقد صرح في القاموس بأنهما جمعا خال
وعم أيضًا.
فائدة: قال في الهمع: قد يُذكر المؤنث وبالعكس حملًا على
المعنى نحو قوله:
ثلاثة أنفس وثلاث ذود
ذكر الأنفس بإلحاق التاء في عددها حملًا على
الأشخاص، وسمع: جاءته كتابي فاحتقرها، أنث الكتاب حملًا
على الصحيفة، ومن تأنيث المذكر حملًا على المعنى تأنيث
المخبر عنه لتأنيث الخبر؛ كقوله تعالى: "ثُمَّ لَمْ تَكُنْ
فِتْنَتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا" في قراءة من نصب
"فتنتهم" خبر "تكن"، وقوله تعالى: "قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا
أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ
إِلَّا أَنْ تَكُونَ مَيْتَةً" في قراءة من قرأ "تكون"
بالفوقية و"ميتة" بالنصب.
قوله: "وذات مد" يصح عندي إجراؤه على قول البصريين أن ألف
التأنيث هي الألف الثانية المنقلبة همزة، وعلى قول الزجاج
والكوفيين أنها الهمزة من غير
ج / 4 ص -139-
والاشتهارُ في مباني الأَوْلَى
يُبْدِيه وَزْنُ أرَبَى والطُّولَى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قدمها.
"والاشتهار في مباني الأولى" أي: المقصورة "يبديه" أي:
يظهره أوزان؛ الأول: "وزن" فُعَلى بضم الأول وفتح الثاني
نحو "أُرَبَى" للداهية، وأُدَمى وشُعَبى لموضعين. وزعم ابن
قتيبة أنها لا رابع لها، ويرد عليه أرنى بالنون لحب يعقد
به اللبن، وجُنَفى لموضع، وجُعَبى لعظام النمل.
تنبيه: جعل في التسهيل هذا الوزن من المشترك بين المقصورة
والممدودة وهو الصواب، ومنه مع الممدودة اسمًا خُششاء
للعظم الذي خلف الأذن، وصفة ناقة عُشراء، وامرأة نُفساء،
وهو في الجمع كثير نحو: كرماء وفضلاء وخلفاء. الثاني:
فُعْلى بضم الأول وسكون الثاني، ومنه اسمًا بُهْمى لنبت،
وصفة نحو: حُبْلى.
"والطولى" ومصدرًا نحو: رُجْعى وبُشْرى. الثالث: فَعَلى
بفتحتين، ومنه اسمًا بَرَدَى لنهر بدمشق، وأَجَلَى لموضع،
ومصدرًا بَشَكَى وجَمَزَى "ومَرَطَى" يقال: بَشَكت الناقة،
وجَمَزت، ومرطت أي: أسرعت، وصفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انقلاب لها عن ألف، فمعنى كونها "ذات مد" على هذين أنها
مصاحبة وتابعة له، وعلى قول الأخفش أن الألف والهمزة معًا
للتأنيث، فمعنى كونها "ذات مد" اشتمالها على المد، وغاية
ما يلزم على هذا أنه أطلق ألف التأنيث على المجموع ومثله
سهل، فحصل بما ذكرنا اندفاع ما ذكره شيخنا والبعض وأقرَّاه
من الاعتراض بأن قوله: وذات مد، يقتضي أن ألف التأنيث في
نحو: حمراء اسم للألف التي بعدها الهمزة؛ لأنها التي تمد،
وهذا لم يقل به أحد؛ بل الخلاف منحصر في الأقوال الثلاثة
المذكورة.
قوله: "نحو أنثى الغر" أي: نحو اسم أنثى الغر. سم. أي: ألف
اسم... إلخ. قوله: "والاشتهار" مبتدأ، و"في مباني الأولى"
أي: الألفاظ التي هي فيها حال من الهاء في يبديه أو من
الاشتهار على مذهب سيبويه، ويبديه... إلخ خبر، وفي كون هذه
الأوزان كلها مشتهرة نظر، ففي التوضيح أنَّ وزن أُرَبَى
نادر، وفي شرحه أنه شاذ، وفي شرح العمدة أن سمهى وخليطي
وشقارى من الأبنية الشاذة، ويجاب بأن الحكم بالاشتهار على
الأوزان التي ذكرها باعتبار مجموعها لا جميعها. وأراد
بـ"مباني الأولى" ما يكون لها أعم من أن يكون لغيرها أيضًا
أو لا فلا ينافى الاشتراك في بعضها.
قوله: "أوزان" أي: اثنا عشر. قوله: "وأدمى" بالدال
المهملة، و"شعبى" بشين معجمة فعين مهملة فموحدة. قوله:
"بالنون" أي: بعد الراء. قوله: "وجنفى" بجيم فنون ففاء،
وقوله: لموضع تبع فيه التوضيح والصحاح وفي القاموس وشرح
الشارح على التوضيح أنه اسم ماء لفزارة، وأن الجوهري وهم
فقال: اسم موضع. قوله: "وجعبى" بجيم فعين مهملة فموحدة.
وقوله: لعظام النمل أي: لكباره، فهو جمع عظيم لا عظم، كما
في التصريح. قوله: "خششاء" بخاء معجمة وشينين معجمتين،
وعبارة القاموس الخشاء بالضم العظم الناتئ خلف الأذن،
وأصلها الخششاء، وهما خششاوان.
قوله: "بُهمى" بالباء الموحدة. قوله: "بردى" بموحدة فراء
فدال مهملة. قوله: "وأجلى" بالجيم فاللام. وقوله: لموضع
عبارة القاموس وأجلى كجمزى مرعى لهم معروف. قوله: "بشكى"
بموحدة فشين معجمة فكاف. قوله: "وجمزى" بجيم فميم فزاي.
قوله: "يقال: بشكت الناقة... إلخ" الأفعال الثلاثة على وزن
ضرب. وقوله: "أي أسرعت" راجع للثلاثة. قوله:
ج / 4 ص -140-
ومَرَطَى ووزن فَعْلَى جَمْعَا
أو مصدرًا أو صفة
كشَبْعَى
وكحُبَارَى سُمَّهَى سِبَطْرَى
ذِكْرَى وحِثِّيثَى مَعَ الكُفُرَّى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كحيَدى.
تنبيه: عد في التسهيل هذا الوزن من المشترك، ومنه مع
الممدودة قرَماء وجَنفاء لموضعين، وابن دَأثاء وهي الأمة،
ولا يحفظ غيرها. الرابع: فَعْلى بفتح الأول وسكون الثاني،
وقد أشار إليه بقوله: "ووزن فعلى جمعا" نحو: جرحى "أو
مصدرًا" نحو: نجوى "أو صفة" لأنثى فعلان "كشبعى" فإن كان
فعلى اسمًا لم يتعين كون ألفه للتأنيث ولا قصرها؛ بل قد
تكون مقصورة كسلمى ورضوى، وتكون ممدودة كالعوَّاء وهي
منزلة من منازل القمر، وفيها القصر والمد، وتكون للتأنيث
-كما مر- وللإلحاق، ومما فيه الوجهان: أرطى وعلقى وتترى.
الخامس: فُعالى بضم أوله ويكون اسمًا كسُمَانَى "وكحُبارى"
لطائرين. وجمعًا كسُكارَى، وزعم الزبيدي أنه جاء صفة
مفردًا، وحكى قولهم: جمل عُلادى. السادس: فُعَّلى بضم
الأول وتشديد الثاني مفتوحًا نحو "سمهى" للباطل. السابع:
فِعَلى بكسر الأول وفتح الثاني وتسكين الثالث نحو:
"سِبَطْرَى" ودِفَقَّى لضربين من المشي. الثامن: فِعْلَى
بكسر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"كحيدى" يقال: حمار حيدى بحاء مهملة فتحتية فدال مهملة أي:
يحيد عن ظله لنشاطه، ولم يجئ نعت مذكر على فعلى غيره كما
في الصحاح والقاموس. قوله: "قرماء" بقاف فراء قال في
القاموس: وقرمى كمجزى وتمد موضع باليمامة، وخطأ في موضع
آخر الجوهري في جعله بالفاء. قوله: "وجنفاء" لغة في جنفى
السابق. قال الشارح على التوضيح: وفي لغة ثالثة وهي جنفاء
كحمراء، وذكر في القاموس له لغات خمسًا. فقال: كجمزى وأربى
ويمدان وكحمراء. اهـ. قوله: "وابن دأثاء" بدال مهملة فهمزة
فمثلثة، وعبارة القاموس: الدأثاء وتحرك الأمة، والجمع دأث
محركة مخففة، وابن دأثاء الأحمق والذاهب الأصول. اهـ.
قوله: "ووزن فعلى" هو من الأوزان المشتركة "قوله: ولا
قصرها... إلخ" لا وجه لتخصيص فعلى اسمًا بذلك لجريانه في
فعلى صفة أيضًا فإنه لا يتعين قصرها؛ بل قد تكون مقصورة
كسكرى وممدودة كحمراء، فتأمل. قوله: "ورضوى" براء فضاد
معجمة علم جبل. قوله: "وما فيه الوجهان" كون الألف للتأنيث
وكونها للإلحاق، والوجهان مبنيان على الصرف وعدمه، فمن صرف
قدر الألف للإلحاق، ومن منع قدرها للتأنيث. تصريح. قوله:
"أرطى وعلقى وتترى" الأرطى شجر ينبت في الرمل يدبغ به
الأديم، والعلقى نبت، والتترى قال في القاموس: جاءوا تترى،
وينون وأصلها وترى متواترين. قوله: "وكحبارى" اسم طائر
للمذكر والمؤنث والواحد والجمع، وهو أشد الطير طيرانًا،
وولدها يسمى النهار وفرخ الكروان يسمى الليل. فارضي. قوله:
"جمل علادى" بعين مهملة أوله ودال مهملة قبل آخره كما بخط
الشارح أي: شديد، ويوجد في نسخ علاوى بالواو، وهو تحريف من
الناسخ.
قوله: "ودفقى" بدال مهملة ففاء فقاف "لضربين من المشي"
فالأول: مشية فيها تبختر
ج / 4 ص -141-
................................................................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأول وسكون الثاني مصدرًا نحو: "ذكرى" وجمعًا نحو: حِجْلى
وظِرْبَى جمع حجلة وظربان -على وزن قطران- وهي دويبة تشبه
الهرة منتنة الفسو، ولا ثالث لهما في الجموع. فإن كان
فِعْلى غير مصدر أو جمع لم يتعين كون ألفه للتأنيث؛ بل إن
لم ينون في التنكير فهي للتأنيث نحو ضئرى -بالهمز- وهي
القسمة الجائرة، والشيزى وهو خشب يُصنع منه الجفان،
والدفلى وهو شجر، وإن نون فألفه للإلحاق نحو: رجل كِيصى
وهو المولع بالأكل وحده، وعِزهى وهو الذي لا يلهو. وإن كان
ينون في لغة ولا ينون في أخرى ففي ألفه وجهان نحو: ذِفرى
وهو الموضع الذي يعرق خلف أذن البعير، والأكثر فيه منع
الصرف، ومنهم أيضًا من نوَّن دفلى، وعلى هذا فتكون ألفه
للإلحاق. التاسع: فِعِّيلى بكسر الأول والثاني مشددًا نحو:
هِجِّيرَى للعادة "وحِثِّيثَى" مصدر حث، ولم يجئ إلا
مصدرًا.
تنبيه: عد هذا الوزن في التسهيل من المشترك، وقد سمع منه
مع الممدودة قولهم: هو عالم بدخيلائه أي: بأمره الباطن،
وخصيصاء للاختصاص، وفخيراء للفخر، ومكيناء للتمكن، وهذه
الكلمات تمد وتقصر. وجعل الكسائي هذا الوزن مقيسًا،
والصحيح قصره على السماع.
العاشر: فُعُلَّى بضم الأول والثاني وتشديد الثالث نحو:
حُذُرَّى وبذرى من الحذر والتبذير "مع الكُفُرَّى" وهو
وعاء الطلع، وهو بفتح الثاني أيضًا مع تثليث الكاف.
تنبيه: حكي في التسهيل سُلَحْفاء بالمد، وحكاه ابن القطاع،
فعلى هذا يكون من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والثاني: مشية فيها تدفق وإسراع. تصريح. قوله: "حجلى" بحاء
مهملة فجيم. قوله: "وظربى" بظاء معجمة فراء فموحدة. قوله:
"جمع حجلة" بفتحات اسم طائر. قوله: "ضئزى" بتحتية بعد
الضاد المعجمة أو بهمزة ويثلث أوله إذا همز، أفاده في
القاموس، وبه يعلم أن تقييد الشارح بقوله: بالهمز، ليس في
محله. قوله: "والشيزى" بشين معجمة فتحتية فزاي. قوله:
"والدفلى" بدال مهملة ففاء فلام. وقوله: "وهو شجر" عبارة
القاموس: وهو نبت مر. قوله: "كيصى" بكاف فتحتية فصاد
مهملة، ويجوز فتح كافه، قال في القاموس: فلان كيصى كعيسى
وينون، وكسكرى يأكل وحده وينزل وحده، ولا يهمه غير نفسه.
اهـ. ومنه يعلم أن كيصى مما في ألفه وجهان لا للإلحاق فقط
كما صنع الشارح وأقره الحواشي. قوله: "وعزهى" بعين مهملة
فزاي. قوله: "ذفرى" بذال معجمة ففاء فراء. وقوله: "وهو
الموضع... إلخ" فسره في القاموس بالعظم الشاخص خلف الأذن
من جميع الحيوان.
قوله: "ومنهم أيضًا... إلخ" أيضًا مقدمة من تأخير، والأصل
منهم من نون دفلى أيضًا، وقد يقال: كان المناسب حينئذ ألا
يذكر دفلى في القسم الأول أعني: ما لا ينون عند التنكير
فتكون ألفه للتأنيث وجهًا واحدًا، ويقتصر على ذكره في
القسم الأخير أعني: ما ينون في لغة دون لغة. قوله: "مصدر
حث" أي: على غير قياس. قوله: "حذرى وبذرى" الأول بحاء
مهملة وذال معجمة والثاني بموحدة فذال معجمة. قوله:
"سلحفاء" بسين مهملة مضمومة فلام مفتوحة فحاء مهملة ساكنة
ففاء فألف التأنيث الممدودة دويبة معروفة. دماميني. وقضية
صنيع الشارح أنه بضم اللام؛ لكن
ج / 4 ص -142-
كَذَاكَ خُلَّيْطَى مع الشُّقَّارَى
واعْزُ لغيرِ هذه استِنْدَارا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأوزان المشتركة. وحكى الفراء سلحفاة، وظاهره أن ألف
السلحفاة ليست للتأنيث إلا أن يجعل شاذًّا مثل بهماة.
الحادي عشر: فُعَّيْلَى بضم الأول وفتح الثاني مشددًا نحو:
قُبَّيْطَى للناطف "كذاك خُلَّيْطَى" للاختلاط،
ولُغَّيْزَى للُّغَزِ.
تنبيه: سمع منه مع الممدودة هو عالم بدحيلائه، ولم يسمع
غيره. الثاني عشر: فُعَّالَى بضم الأول وتشديد الثاني نحو:
خُبَّازَى "مع الشُّقَّارَى" لنبتين، وخُضَّارَى لطائر
"واغز" أي: انسب "لغير هذه" الأوزان في مباني المقصورة
"استندارا" فمما ندر فَعْيَلى كخَيْسرى للخسارة، وفَعْلَوى
كهَرْنَوى لنبت، وفعولى كقَعْوَلى لضرب من مشي الشيخ،
وفيْعُولى كفَيْضُوضى، وفَوْعُولى كفَوْضُوضى للمفاوض،
وفُعَلايا كبُرَحايا للعجب، وأفعلاوى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صنيع القاموس يؤيد الأول، فتأمل. قوله: "ليست للتأنيث" لأن
ألف التأنيث لا يتلوها تاء التأنيث؛ إذ لا يجتمع علامتا
تأنيث. قوله: "مثل بهماة" أي: في اجتماع العلامتين فيه
شذوذًا فقد تقدم أن بهمى لنبت ألفه للتأنيث، وقيل:
للإلحاق. قوله: "قبيطي" بقاف فموحدة فتحتية فطاء مهملة،
ويقال: القباطي، والقبيط بضم القاف وتشديد الباء فيهما
والقبيطاء كحميراء، قاله في القاموس. وقوله: "للناطف" بنون
وطاء مهملة وفاء نوع من الحلوى. قوله: "للغز" بضم اللام
وفتح الغين المعجمة وتسكن وبضمتين وبفتحتين ويقال: لغيزاء
كحميراء.
قوله: "خبازى" بضم الخاء المعجمة وتشديد الموحدة وقبل آخره
زاي، وقد تخفف ويقال: الخباز والخبازة والخبيز، قاله في
القاموس. قوله: "وخضارى" بالخاء والضاد المعجمتين. وقوله:
"لطائر" عبارة القاموس: الخضارى كغرابى طائر وكالشقارى
نبت. اهـ. وبه يعلم ما في كلام الشارح من الخلل وإن أقره
الحواشي.
قوله: "واعز لغير هذا استندارا" ينبغي حمل هذه الإضافة على
الجنس، فلا تقتضي العبارة ثبوت الندرة لكل أفراد الغير.
فإن قلت: لم يذكر المصنف نظير ما هنا في الممدودة فقضيته
أنه لا مستندر فيها. قلت: ذلك غير لازم لجواز أن يكون
التخصيص لكثرة النادر هنا وقلته هناك، أو أن يكون نبه بهذا
على نظيره هناك. اهـ سم. وبحمل الإضافة على الجنس يندفع
تنظير الشارح الآتي. قوله: "كخيسرى" بفتح الخاء المعجمة
وسكون التحتية وفتح السين المهملة وتخفيف الراء. قوله:
"كهرنوى" بفتح الهاء وسكون الراء وفتح النون بعدها واو
مخففة، قيل: واوه أصلية فوزنه فعللى، وقيل: زائدة فوزنه
فعلوى. قوله: "كقعولى" بفتح القاف وسكون العين المهملة
وبعد الواو لام مخففة، وعبارة الفارضي: كقوعلى بقاف وعين
مهملة، قال الشاعر:
قاربت أمشي القوعلى والفنجلة
اهـ. ولكن ما في الشرح هو ما في الهمع والتسهيل
وغيرهما. قوله: "كفوضوضى" بفاء فتحتية فضادين معجمتين
بينهما واو يقال: أموالهم فيضوضا وفوضوضا بينهم بالقصر
والمد فيهما أي: هم شركاء فيها يتصرف كل منهم في مال
الآخر، وفوضى كسكرى أيضًا، ويقال: قوم فوضى أي: متساوون لا
رئيس لهم، أو متفرقون، أو مختلط بعضهم ببعض، كذا في حاشية
شيخنا نقلًا عن عبد القادر. وعبارة القاموس: أمرهم فيضيضى
بينهم وفيضوضى ويمدان وفيوضى بالفتح أي: فوضى
ج / 4 ص -143-
................................................................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كأربعاوى لضرب من مشي الأرنب، وفَعَلوتى كرهبوتي للرهبة،
وفعْلَلولى كحَندَقوقى لنبت، وفعَيَّلى كهَبيَّخَى لمشية
بتبختر، ويَفْعَلى كيَهْيَرَى للباطل، وإفْعلى كإيجلَّى،
ومَفْعلَّى كمَكْورَّى للعظيم الأرنبة، ومُفِعلَّى
كمُكِورَّى للعظيم الروثة من الدواب، ومِفعلَّى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اهـ. وقال قبل ذلك: المفاوضة الاشتراك في كل شيء والمساواة
والمجاراة في الأمر. اهـ. ويؤخذ مما ذكر أن معنى قول
الشارح للمفاوضة للمفاوض فيه. قوله: "كبرحايا" بضم الباء
وفتح الراء والحاء المهملة بعدها ألف فمثناة تحتية فألف
كلمة تعجب، ولم يجئ غيرها على وزنها. اهـ عبد القادر.
ويؤخذ منه أن قول الشارح للعَجَب بفتح العين والجيم ويؤيده
قول القاموس أبرحه أعجبه. اهـ. وقول ابن عقيل في شرح
التسهيل: ومعناه العجب يقال: ما أبرح هذا الأمر أي: ما
أعجبه. اهـ. لا بضم العين وسكون الجيم بمعنى الكِبْر كما
توهمه البعض.
قوله: "كأربعاوى لضرب من مشي الأرنب" في كلامه خلل، وبيانه
أن المفسر بضرب من مشي الأرنب إنما هو أربعى، وأما أربعاوى
قال الشمني: بضم الهمزة والباء الموحدة. وقال المرادي:
بفتح الهمزة وضم الباء فهي قعدة المتربع. وفي القاموس:
وقعد الأربعاء والأربعاوي بضم الهمزة والباء فيهما أي:
متربعًا. اهـ عبد القادر. وعبارة السيوطي في الهمع:
وأفعلاوى بالفتح وضم العين نحو: أربعاوى لقعدة المتربع
وبفتح الهمزة. قال الدماميني أيضًا: وقول عبد القادر إنما
هو أربعى أي: بضم الهمزة وفتح الموحدة كما في ابن عقيل على
التسهيل. قوله: "كرهبوتي" بفتح الراء والهاء وضم الموحدة
وبعد الواو فوقية اسم للرهبة كرغبوتي للرغبة. قوله:
"كحندقوقى" بفتح الحاء والدال المهملتين بينهما نون وضم
القاف الأولى وبكسر الحاء وبكسرها والدال وبفتح الدال
والقاف الأولى مع فتح الحاء وكسرها وفي نونها قولان: أصلية
فوزن الكلمة فعللولى، أو زائدة فوزنها فنعلولى. اهـ همع
وعبد القادر باختصار غير مخل. كما فعل البعض، وبه يعلم أن
الشارح جرى على القول بأصالة النون، وهو ما يفيده صنيع
القاموس.
قوله: "كهبيخى" بفتح الهاء والموحدة والتحتية المشددة
والخاء المعجمة. قوله: "كيهيرى" بفتح التحتيتين بينهما هاء
ساكنة وقبل آخره راء مشددة. وقوله: "للباطل" عبارة
القاموس: اليهيرى مقصورًا مشددًا الماء الكثير والباطل
ونبات أو شجر زنته يفعلى أو فعيلى أو فعللى.
قوله: "كإيجلى" قال الفارضي: بكسر الهمزة وتشديد اللام.
اهـ. وقال الدماميني: بهمزة مكسورة فتحتية فجيم مكسورة
فلام اسم موضع. وقال الأصمعي: اسم رجل. اهـ. ونص المرادي
في شرح التسهيل على سكون التحتية وكسر الهمزة والجيم،
ويخالف ذلك جعل السيوطي في الهمع وزنه إفعلى بكسر الهمزة
وفتح العين. قوله: "ومفعلَّى" ذكر الشارح منه ثلاثة أوزان؛
الأول: بفتح الميم كما يؤخذ من ضبط الدماميني مكورى المفسر
بعظيم الأرنبة بفتح الميم، وإن قال بعد ذلك: ونقل فيه ضم
الميم وكسرها. اهـ. والثاني: بضمها. والثالث: بكسرها كما
يؤخذ من ضبط الدماميني مرقدَّى بكسر الميم. والثلاثة بسكون
الفاء وتشديد اللام، والأولان منها بفتح العين والأخير
بكسرها، كما يؤخذ من الدماميني، فعلم ما في كلام شيخنا
والبعض. قوله: "كمكورَّى" بتشديد الراء في الأول والثاني.
ج / 4 ص -144-
لمدِّها فَعْلَاءُ أَفْعِلَاءُ
مُثَلَّثَ العَيْنِ
وفَعْلَلَاءُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كمرقدَّى للكثير الرقاد، وفَوْعَلى كدَوْدَرَى للعظيم
الخصيتين، وفِعللَّى كشِفْصِلَّى لحمل نبت، وفَعَلَيَّا
كمَرَحَيَّا للمرح، وفعْلَلايا كبَرْدَرايا، وفوعالَى
كحَوْلايا، وهذان لموضعين. وفي كون هذه كلها نادرة نظر.
"لمدِّها" أي: لألف التأنيث الممدودة أوزان مشهورة وأوزان
نادرة، وقد ذكر من المشهورة سبعة عشر وزنًا؛ الأول:
"فعلاء" كيف أتى: اسمًا كصحراء، أو مصدرًا كرغباء، أو
جمعًا في المعنى كطرفاء، أو صفة لأنثى أفعل كحمراء، أو
لغيره كديمة هطلاء. والثاني والثالث والرابع "أفعلاء مثلث
العين" كأربَعاء وأربُعاء وأربِعاء بفتح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: "للعظيم الأرنبة" وأما بغير هذا المعنى فمثلث الميم.
قال في القاموس: رجل مكورى ومكور وتثلث ميمهما فاحش مكثار
أو لئيم أو قصير عريض. قوله: "كمرقدى" بكسر الميم وسكون
الراء وكسر القاف وتشديد الدال المهملة، وهذه الكلمة مما
إذا شدد قصر وإذا خفف مد، قاله الدماميني. وفي ابن عقيل
على التسهيل: أن الميم تفتح أيضًا. قوله: "للكثير الرقاد"
الذي في القاموس: الارقداد الإسراع ورجل مرقدى كمرعزى يسرع
في أموره. اهـ.. قوله: "كدودرى" بفتح الدالين المهملتين
بينهما واو ساكنة وتشديد الراء. قوله: "كشفصلى" بكسر الشين
المعجمة وسكون الفاء وكسر الصاد المهملة وتشديد اللام،
وحكى ابن القطاع في شينه الكسر والفتح، قاله الدمامني
وغيره، فجعله في نسخ الشرح بالقاف تصحيف. وقوله: "لحمل
نبت" بكسر الحاء وسكون الميم أي: طرحه، وفسره بعضهم بنبات
يلتوي على الشجر، وذكر في القاموس القولين فقال: نبات
يلتوي على الشجر أو ثمره وهو حبٌّ كالسمسم. قوله:
"كمرحيَّا" بفتح الميم والراء والحاء المهملة والتحتية
المشددة. وقوله: "للمرح" هو شدة الفرح والنشاط، وقيل:
مرحيَّا موضع. قوله: "كبردرايا" بموحدة مفتوحة كما في
القاموس والدماميني وغيرهما، فقول البعض بمثناة تحتية خطأ،
ثم رأيت شيخنا والبعض جزما في باب التصغير بما صوبته
عازيًا شيخنا ذلك إلى التصريح فراء ساكنة فدال مهملة
مفتوحة فراء فألف فتحتية، وذكر ابن القطاع أن وزنه
فعلعايا.
قوله: "كحولايا" بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وقبل آخره
تحتية، وذكر المرادي في شرح التسهيل وأبو حيان والشمني أن
وزنه فعلايا، كذا في عبد القادر وما نقله عن الجماعة هو ما
في الدماميني أيضًا، وهو أقرب مما قاله الشارح.
قوله: "لمدها" من إضافة النوع إلى جنسه، فهي على معنى من
ومد بمعنى ممدود، أفاده سم. وكلام الشارح يشعر بأنها من
إضافة الصفة إلى الموصوف. قوله: "كرغباء" بالراء والغين
المعجمة مصدر رغب إليه إذا أراد ما عنده. قوله: "أو جمعًا
في المعنى كطرفاء" إنما قال في المعنى؛ لأن فعلاء كطرفاء
ليس من أبنية جمع التكسير؛ ولهذا كان الراجح أن طرفاء اسم
جنس جمعي لا جمع، والطرفاء بالطاء المهملة والراء والفاء
شجر، قال في القاموس: وهي أربعة أصناف؛ منها الأثل،
الواحدة طرفاءة وطرفة محركة وبها لقب طرفة بن العبد واسمه
عمرو. اهـ. قوله: "أو لغيره" أي: لغير أنثى أفعل كديمة
هطلاء فإنه لا يقال: سحاب أهطل؛ بل هَطِل بكسر الطاء أو
هطَّال بتشديدها. والديمة المطر الذي ليس فيه رعد ولا برق
وهطلاء متتابعة المطر. اهـ زكريا. مع زيادة من عبد القادر؛
وإنما لم يقل: أو لغيرها للتأول بالمذكور.
ج / 4 ص -145-
ثم فِعَالَا فُعْلُلَا فَاعُولَا
وفَاعِلَاءُ فِعْلِيَا مَفْعُولَا
ومُطْلَق العينِ فعَالَا وَكَذَا
مُطْلَق فاءٍ فَعَلاء أُخِذَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الباء وكسرها وضمها للرابع من أيام الأسبوع، نعم هو بفتح
العين من المشترك، ذكره في التسهيل. ومن المقصورة قولهم:
أجْفَلى لدعوة الجماعة. "و" الخامس "فعللاء" كعقرَباء
لمكان، وهو من المشترك. ومن المقصورة فرتنى اسم امرأة.
"ثم" السادس "فِعَالا" كقصاصاء للقصاص كما حكاه ابن دريد،
ولا يحفظ غيره. والسابع "فُعْلُلا" بضم الأول كقرفصاء ولم
يجئ إلا اسمًا، وحكى ابن القطاع أنه يقال: قعد القرفصى
بالقصر، فعلى هذا يكون مشتركًا، ويجوز في ثالثه الفتح
والضم. والثامن "فاعولا" كعاشوراء وهو من المشترك. ومن
المقصورة بادولى اسم موضع. "و" التاسع "فَاعِلَاء" كقاصعاء
لأحد بابي حجرة اليربوع. والعاشر "فِعلَيا" بكسر الأول
وسكون الثاني ككبرياء. والحادي عشر "مَفعولَاء" كمشيوخاء
لجماعة الشيخوخ. والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر
فعالاء وفعيلاء وفعولاء، وإليها أشار بقوله: "ومطلق العين
فَعالا" والفاء مفتوحة فيهن؛ ففعالاء نحو بَرَاساء، يقال:
ما أدربي أي البراساء هو أول أي الناس هو. وبَراكاء القتال
شدته، وقد أثبت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: "للرابع من أيام الأسبوع" مبني على الراجح أن أول
الأسبوع الأحد وآخره السبت، وقيل: السبت وآخره الجمعة.
قوله: "أجفلى" بالجيم والفاء. وقوله: "لدعوة الجماعة" أي:
على العموم إلى الطعام، يقال: دعوت القوم الجفَلَى محركة
والأجفلى بالقصر والأجفلاء بالمد كما ذكره الدماميني، وإن
اقتصر الشارح على القصر دعوتهم عمومًا إلى الطعام ويقابله
النقرى بالنون والقاف والراء محركة أي: دعوة قوم على
الخصوص. قوله: "فعللاء" بفتح فسكون ففتح. قوله: "كعقرباء"
بعين مهملة فقاف فراء فموحدة. وقوله: "لمكان" وقيل: لأنثى
العقارب. فارضي. قوله: "فرتنى" بفاء فراء ففوقية فنون.
قوله: "فعالًا" بكسر الفاء. قوله: "بضم الأول" أي:
والثالث.
قوله: "ويجوز في ثالثه الفتح والضم" أي: على لغة المد كما
يستفاد من الهمع. وأما على لغة القصر فيجوز تثليث القاف
والفاء كما في القاموس فتقول: القرفصى بضمهما وفتحهما
وكسرهما، قال في القاموس: وهي أن يجلس على ألييه ويلصق
بطنه بفخذيه ويتأبط كفيه. اهـ. وفي بعض النسخ: التعبير
بيكون بدل يجوز والأول أولى؛ لأن فتح الثالث وضمه لم يعلم
من كلام ابن القطاع حتى يعطف على المفرع عليه كما يتبادر
من نسخة: ويكون... إلخ، ولما مر من أن جواز فتح الثالث
وضمه على لغة المد لا القصر كما يتبادر من نسخة: ويكون...
إلخ. قوله: "بادولى" بموحدة مهملة ولام، وفي القاموس أن في
الدال الفتح والضم. قال الدماميني: على الضم يكون وزنه
مشتركًا بين الألفين بدليل عاشوراء. قوله: "كقاصعاء" بقاف
وصاد وعين مهملتين.
قوله: "لجماعة الشيوخ" جمع شيخ؛ وهو من استبانت فيه السن
أو من خمسين أو إحدى وخمسين إلى آخره عمره أو إلى
الثمانين. اهـ قاموس. قوله: "ومطلق العين" الواو عاطفة
فعالا على فعلاء ومطلق العين حال من فعالا، هذا هو المناسب
للسياق بخلاف رفع مطلق على أنه خبر مقدم لفعالا. قوله:
"براساء" بموحدة وراء وسين مهملة. قوله: "وبراكاء القتال"
بموحدة فراء. وفي الدماميني وابن عقيل على
ج / 4 ص -146-
................................................................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابن القطاع فعالى مقصورًا في ألفاظ؛ منها: خَرازى اسم جبل،
فعلى هذا يكون مشتركًا، وفعيلاء نحو بَريساء بمعنى براساء،
وتمر قَريثاء وكَريثاء لنوع منه، وعده في التسهيل من
المشترك. ومن المقصورة كثيرى، وفعولاء نحو دَبوقاء للعذرة،
وحَروراء لموضع تنسب إليه الحرورية.
تنبيه: عد في التسهيل هذا الوزن في المختص بالممدودة،
وأثبت ابن القطاع فعولى بالقصر، من ذلك حضورى لموضع،
ودبوقى لغة في دبوقاء بالمد، ودقوقى لقرية بالبحرين،
وقطورى قبيلة في جُرْهم. وفي شعر امرئ القيس: عقاب تنوفى.
وعلى هذا فهو مشترك، وهو الصحيح. والخامس عشر والسادس عشر
والسابع عشر فعلاء مثلث الفاء والعين مفتوحة فيها، وإليها
أشار بقوله: "وكذا مطلق فاء فعلاء أخذا" فالفتح نحو:
جَنَفاء اسم موضع، وقد تقدم أن هذا الوزن من المشترك،
والكسر نحو: سِيَراء وهو ثوب مخطط يُعمل من القز، والضم
نحو: عُشَراء ونُفَساء، وقد تقدم أنه من المشترك.
تنبيه: كلامه يوهم حصر أوزان الممدودة المشهورة فيما ذكره،
وقد بقي منها أوزان ذكرها في غير هذا الكتاب؛ منها
فِيَعلاء نحو دِيَكْساء لقطعة من الغنم، ويَفاعِلاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التسهيل أن البراء كاء تبريك الإبل لينزل عنها للقتال على
الأرجل. قوله: "خزازى" بخاء معجمة فزاي فألف فزاي كما في
القاموس، وعبارته في مادة خزز بخاء وزايين معجمات، وخزازى
كحبالى أو كسحاب جبل كانوا يوقدون عليه غداة الغارة. قوله:
"قريثاء" بقاف وراء ومثلثة بعد التحتية، ومثله كريثاء لكن
بإبدال القاف كافًا. قوله: "كثيرى" بكاف فمثلثة اسم البزر،
كما في الفارضي. قوله: "دبوقاء" بدال مهملة وموحدة وقاف.
وقوله: "للعذرة" بفتح العين المهملة وكسر الذال المعجمة.
قوله: "وحروراء" بحاء مهملة فراء فواو فراء فألف، وفي
القاموس: أنه قد يقصر. قوله: "تنسب إليه الحرورية" هم
طائفة من الخوارج. قوله: "حضورى" بحاء مهملة فضاد معجمة
فواو فراء. قوله: "ودقوقى" بدال مهملة وقافين بينهما واو.
قوله: "وقطورى" بقاف فطاء فواو فراء. قوله: "تنوفى" بفوقية
فنون فواو ففاء. قوله: "وكذا" متعلق بأخذا، ومطلق فاء حال
من الضمير في أخذا، وفعلاء مبتدأ، وأخذا خبره. قوله:
"سيراء" بسين مهملة فتحتية فراء.
قوله: "كلامه يوهم... إلخ" أي: لأن الاقتصار في مقام
البيان يُوهم الانحصار، لا لكون المصنف قدم الخبر وهو
لمدها على المبتدأ وهو فعلاء... إلخ؛ لأن تقديم الخبر على
المبتدأ إنما يفيد حصر المبتدأ في الخبر لا حصر الخبر في
المبتدأ. نعم، قد يعترض على المصنف بأن تقديم الخبر على
المبتدأ يفيد انحصار الأوزان المذكورة في الممدودة، مع أن
منها المشترك بين الممدودة والمقصورة -كما بينه الشارح-
ويجاب بأن المصنف إنما ذكر هذه الأوزان ممدودة وهي بهذه
الصفة غير مشتركة، وجعل الشارح بعضها مشتركًا إنما هو بقطع
النظر عن المد، أو يقال: التقديم للوزن لا للحصر، فاعرف.
قوله: "ديكساء" قال في القاموس: بكسر الدال وفتح الياء
التحتية. اهـ. والكاف مضبوطة
ج / 4 ص -147-
................................................................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نحو: يَنابِعاء لمكان، وتَفعُلاء كتَرْكُضاء لمشية
المتبختر، وفَعْنَالاء نحو: بَرْنَاساء بمعنى براساء وهم
الناس، وفعنلاء نحو: برنساء بمعناه أيضًا، وفِعْلِلاء نحو:
طرمساء لليلة المظلمة، وفُنْعُلاء نحو: خنفساء وعنصلاء وهو
بصل البر، وفَعْلُولَاء نحو: معكوكاء وبعكوكاء للشر
والجلبة، وفعولاء نحو: عشوراء لغة في عاشوراء، ومَفِعْلاء
نحو: مشيخاء للاختلاط، وفُعيلياء نحو:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالقلم في النسخ الصحاح منه بالسكون، فقول شيخنا وتبعه
البعض: إنها بالفتح غير معول عليه ومما يرده أنه يلزم عليه
توالي أربع متحركات في الكلمة الواحدة، وهو مرفوض عندهم،
فتأمل. ثم رأيت الدماميني ضبطها بغير ما مر فقال: بدال
مهملة مكسورة فمثناة تحتية ساكنة فكاف مكسورة فسين مهملة
والياء فيه زائدة فوزنه فيعلاء، وقيل: أصلية فوزنه فعللاء،
وقواه بعضهم.
وقوله: "لقطعة من الغنم" عبارة القاموس: لقطعة عظيمة من
النعم والغنم. قوله: "ينابعاء" بتحتية مفتوحة فنون فموحدة
مكسورة فعين مهملة. اهـ دماميني. وحُكي في أوله الضم أيضًا
كما في ابن عقيل على التسهيل. قوله: "كتركضاء" بفوقية
مفتوحة فراء ساكنة فكاف مضمومة فضاد معجمة، قال أبو حيان
والمرادي والشمني: ويقال: تِركِضاء بكسر التاء والكاف، قال
في القاموس: وعندي أنهما الركض. اهـ عبد القادر. قوله:
"برناساء" بموحدة مفتوحة فراء ساكنة فنون فألف فسين مهملة.
وقوله: "برنساء" بفتح الموحدة وسكون الراء وفتح النون مثل
عقرباء، قاله في الصحاح، ثم ذكر فيه لغات أخرى، فانظره.
قوله: "طرمساء" بطاء مهملة مكسورة فراء ساكنة فميم مكسورة
فسين مهملة. قوله: "خنفساء" بضم الخاء المعجمة والفاء يقال
لها: خنفس بفتح الفاء وضمها كما في القاموس.
قوله: "وعنصلاء" بضم العين والصاد المهملتين وتفتح الصاد
أيضًا، ويقال أيضًا: كقنفذ وعنصل كجندب؛ أي: بفتح الصاد،
قاله في القاموس. قوله: "معكوكاء" بفتح الميم وسكون العين
المهملة وضم الكاف الأولى، ومثله بعكوكاء؛ لكن بإبدال
الميم باء موحدة. وقوله: "للشر والجلبة" راجع لكل منهما
كما يفيده كلام القاموس. والجلبة بفتح الجيم واللام
والموحدة ارتفاع الأصوات.
قوله: "مشيخاء" بميم مفتوحة فشين معجمة مكسورة فتحتية
ساكنة فخاء معجمة وأصله مشيخاء بسكون الشين وكسر الياء
فأعل إعلال مبيع، وقد ضبطه بإعجام الخاء الدماميني ولم
يذكر معناه على هذا الضبط، ثم قال: وقال ابن القطاع السعدي
رحمه الله تعالى: يقال: القوم في مشيحاء بحاء مهملة أي: في
جد وعزم. وفي شرح الكافية للمصنف بالجيم وهو الاختلاط من
قوله تعالى:
{مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ} [الإنسان: 2] ووزنه على هذا
فعيلاء. اهـ. وفي القاموس في فصل الشين المعجمة من باب
الحاء المهملة هم في مشيوحاء من أمرهم ومشيحى أي: في أمر
يبتدرونه أو في اختلاط. اهـ. ولم أرَ فيه ولا في غيره من
كتب اللغة مشيخاء بالخاء المعجمة بمعنى الاختلاط، وإنما
ذكر في القاموس مشيخاء بفتح الميم وسكون الشين وضم التحتية
جمعًا لشيخ، وقد مثل صاحب الهمع لوزن مفعلاء بفتح الميم
وكسر العين بمرعزاء براء فعين مهملة فزاي وهو الزغب الذي
تحت شعر العنز، فراجعه. قوله: "وفعيلياء... إلخ" قال أبو
حيان: لم يذكره إلا ابن القطاع وتبعه ابن مالك، وكأنهم
رأوا أن الياء ياء تصغير فكأنه في الأصل بنى على فعلياء
وإن لم ينطق به فيكون كما لو صغرت كبرياء على كبيرياء، وما
جاء في لسانهم على هيئة المصغر وضعًا فإنه لا يثبت بناء
أصليًّا
ج / 4 ص -148-
................................................................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مُزَيقياء لعمرو بن عامر ملك اليمن.
خاتمة: الأوزان المشتركة بينهما فعلا بفتحتين، وفعلًا بضم
ثم فتح، وفعللا بفتح الأول والثالث وسكون الثاني، وفعيلاء
بفتح الأول وكسر الثاني، وفعيلاء بكسر الأول والثاني
مشددًا، وفعيلاء بضم الأول وفتح الثاني مشددًا، وفاعولاء
وقد تقدم التنبيه عليها. ومنها أيضًا افعيلى نحو: اهجيرى
واهجيراء وهي العادة، وفوعلى نحو: خوزلى لضرب من المشي،
وحوصلى للحوصلة، وفيعلى نحو: خيزلى بمعنى خوزلي،
ودَيْكَساء بمعنى دِيكِساء، وفعلى بكسر الأول والثاني
وتشديد الثالث نحو: زمكى وزمكاء لمثبت ذنب الطائر، وفعنلى
بضم الأول وفتح الثاني وسكون الثالث نحو: جلندى وجلنداء،
وفعاللى نحو: جخادبى وجخادباء لضرب من الجراد. وأما فعلاء
كعلباء وهو عرق في العنق، وحرباء وهو دويبة، وسيساء وهو حد
فقار الظهر، والشيشاء وهو الشيص، وفعلاء كحواء وهو نبت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سيوطي. قوله: "مزيقياء" بميم مضمومة فزاي مفتوحة فتحتية
ساكنة فقاف مكسورة فتحتية مخففة. قوله: "الأوزان
المشتركة... إلخ" لم يستوفها الشارح، فقد ترك هنا منها مما
تقدم التنبيه عليه، أفعلى بفتح فسكون ففتح كأحفلى بالقصر
والمد، وفعلى بفتح فسكون كالعوا بالقصر والمد، ومما لم
يتقدم التنبيه عليه فعليا بفتحتين فكسر فتشديد كزكريا
بالقصر والمد، ويفاعلا بفتحتين ثم كسرة كينابعا بالقصر
والمد كما في الدماميني.
قوله: "وفعللا... إلخ" بقي عليه فعللا بكسر الأول والثالث
وسكون الثاني كالهندبا بالقصر والمد. قوله: "وقد تقدم
التنبيه عليه" أي: على المذكور من الأوزان من جهة قصره
ومده، وفي بعض النسخ: عليها، وهي أظهر. قوله: "اهجيرى"
بكسر الهمزة والجيم كما في الهمع وغيره، وفي القاموس: أنه
قد يمد، وأنه يقال: هجيره واهجورته وهجرياه. قوله: "خوزلى"
بخاء معجمة مفتوحة فواو ساكنة فزاي مفتوحة فلام مخففة.
قوله: "وحوصلى" بحاء وصاد مهملتين.
قوله: "وفيعلى نحو: خيزلى... إلخ" عبارة الدماميني: وفيعلى
كالخيزلى لغة في الخوزلى، وكأنهم أبدلوا الواو ياء
تخفيفًا، هذا المقصور.
أما الممدود فنحو: ديكساء بفتح الدال والكاف لغة في
الديكساء بكسرهما، وقد مر. اهـ. قوله: "وديكساء" بفتح
فسكون ففتح. قوله: "ومكى" بزاي فيميم فكاف. قوله: "جلندى"
بجيم مضمومة فلام مفتوحة فنون فدال مهملة. قال في الهمع:
اسم ملك أي: وصوب في القاموس ضم اللام إذا قصر وأن فتحها
إذا مد فقط. قوله: "جخادبى" بجيم مضمومة فخاء معجمة فألف
فدال مهملة مكسورة فموحدة. وقوله: "لضرب من الجراد" هو
الأخضر الطويل الرجلين، ويقال له: أبو جخادب وأبو جخادبى
أيضًا كما في القاموس.
قوله: "وأما فعلاء... إلخ" يعني: أن هذين الوزنين -وهما
فعلاء بكسر الفاء وفعلاء بضمها- ليسا من أوزان الممدودة؛
لأن ألفهما للإلحاق لا للتأنيث بدليل تنوينهما. قوله:
"كعلباء" يعني مهملة فلام فموحدة. قوله: "وحرباء" بحاء
مهملة فراء موحدة. قوله: "وسيساء" بسينين مهملتين بينهما
تحتية. وقوله: "وهو حد فقار الظهر" بفتح الفاء، وهو -كما
في القاموس- ما انتضد من عظام الصلب من |